سلسلة الدروس القصيرة بعد العصر بعنوان (ليدبروا آياته) للشيخ محمد بن عبدالله المعيوف
(ليدبروا آياته) 63 (الترغيب في النوافل) للشيخ محمد بن عبدالله المعيوف وفقه الله
Transcription
قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني فسبحان الله وما انا من المشركين. ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا. من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له - 00:00:00ضَ
واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه سلم تسليما كثيرا. احسن الله عزاء اخواننا وغفر لموتاهم وتغمدهم برحمته ورضوانه واسكنه فسيح جنانه - 00:00:30ضَ
اخواني ما يزال الحديث موصولا عن هذه الشعيرة العظيمة. وهي شعيرة الصلاة والتي اعنى الله تعالى من مكانتها ورفع من قدرها وفرضت خمس صلوات ثم شرع معها الصلوات الاخر رواتب تكون قبل بعضها او بعد بعضها - 00:00:56ضَ
كما شرع لسائر الواجبات النوافل وتطوعات لحكم من ومصالح وفوائد عظيمة. فلا ينبغي للمسلم ان يقصر نفسه على الواجب فقط ويقول الواجب اؤديه ومعداه ليس واجبا علي وهذا كلام اسمعوا من كثير من الناس فان الله سبحانه وتعالى لما ذكر من اصطفى من عباده من المسلمين - 00:01:39ضَ
قسمهم الى ثلاثة اقسام قال تعالى ثم اورثنا الكتاب الذي انا اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات باذن ذلك هو الفضل الكبير. جنة عدن يدخلونها تجري من تحتها الانهار - 00:02:21ضَ
فيها من اساور من ذهب ولؤلؤة ولباسهم فيها حرير وقالوا الحمد لله الذي اذهب عنا الحزن ان ربنا لغفور شكور. الذي احلنا دار المقاومة من فظله لا يمسنا يا نصب انامسنا فيها لغوم. اللهم اجعلنا جميعا منهم. فقسمهم عز وجل الى ثلاثة اقسام. القسم الاول - 00:02:51ضَ
ظالم نفسه وهو مسلم لكنه ظلم نفسه بارتكاب المعاصي. وعرضها لعقوبة الله عز وجل القسم الثاني المقتصد. وهو الذي يفعل الواجبات ويترك المحرمات. دون ان يكون له سهم في تطوعاتي والمندوبات والقسم الثالث وهم خيرهم وافضلهم السابقون الى - 00:03:21ضَ
خيرات وهم الذين يؤدبون يؤدون الواجبات ويسابقون الى الخيرات بفعل التطوعات هم الذين قال الله تعالى فيهم والسابقون السابقون اولئك المقربون في جنات النعيم اي السابقون الى الاعمال الصالحات في الدنيا هم السابقون الى الدرجات وفي الجنة. نسأل الله - 00:03:56ضَ
ولهذا ينبغي للمسلم اخواني لا يقتصر على فعل واجباتي فقط وترك المحرمات اولا طمعا في ان يكون من السابقين. نسأل الله الكريم من فظله. والامر الثاني لانه يحتاج ايضا الى هذه النوافل هو هذه السنن بل وما يذنبل لربما يذم شرعا - 00:04:26ضَ
بسبب تركها لان منها ما هو مؤكد ما ينبغي للانسان ان يتركه. حتى قال الامام احمد رحمه الله تعالى في من يترك الوتر قال هو رجل سوء لا ينبغي ان تقبل شهادته. ولهذا شرع قضاء بعض الرواتب - 00:04:56ضَ
او او قضاء الرواتب اذا فاتت نظرا لاهميتها. ولنوافل العبادات يا اخواني فوائد عظيمة ومنها ما تضمنته الاية من كون صاحبها يرجى ان يكون من السابقين الى الخيرات ومنها ما اشار اليه النبي صلى الله عليه وسلم. في الحديث المخرج في الصحيح - 00:05:22ضَ
من عادى لي وليا فقد اذنته بالحرب وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضت عليه. وما يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه ما يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه - 00:05:55ضَ
واذا احبه الله عز وجل فما الذي ينشأ عن هذه المحبة؟ اسمعوا الى ما يقول الله عز وجل في هذا الحديث القدسي فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به. ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها - 00:06:22ضَ
ولئن سألني لاعطينه ولئن استعاذ بي لاعيذنه وفي رواية فبي يسمع ومن يبصر يبطش وبيمشي المعنى انه يكون موفقا مسددا في كل احواله واموره موفقا في سمعه فلا يسمع الا ما هو نافع ومفيد. موفق في بصره. فلا يبصر - 00:06:42ضَ
الا ما يسره ويريح قلبه. موفق في عمله بيده ومشيه بقدمه. والتوفيق فالتوفيق قد احاط به من كل ناحية. واذا حصل التوفيق للعبد من الله عز وجل في دينه ودنياه فماذا يريد بعد ذلك؟ نسأل الله لنا ولكم التوفيق - 00:07:14ضَ
من فوائد النوافل لا سيما رواتب الصلوات رواتب الصلوات عشر او اثنتا عشرة ركعة قال صلى الله عليه وسلم في حديث ام حبيبة المخرج في الصحيح من صلى لله تعالى - 00:07:41ضَ
ثنتي عشرة ركعة تطوعا من غير المكتوبة بنى الله له بيتا في الجنة ازاد الترمذي اربعا قبل الظهر وركعتين بعدها وركعتين بعد المغرب وركعتين بعد العشاء وركعتين قبل الفجر وفي حديث عائشة المخرج في الصحيح كان صلى الله عليه وسلم لا يدع اربعا قبل الظهر وركعتين قبل الغداء - 00:08:04ضَ
فاذا فاتت يا اخواني الراتبة قبل الظهر فينبغي للانسان ان يقضيها يصلي التي بعد الصلاة ثم يصلي الراتبة التي فاتته حتى ولو قضاها في وقت نهي ففي محافظته على الرواتب ادليل اولا على اقتداءه بالنبي صلى الله عليه وسلم - 00:08:37ضَ
والامر الثاني حريص على الخير راغب فيه طامع فيه فان هذه السنن سواء كانت من الصلاة او من غيرها تسد الخلل الذي يكون في عبادة الانسان ومن منا يا اخواني يدعي ان عبادته كاملة. والنبي صلى الله عليه وسلم يقول ان الرجل لينصرف من الصلاة. ما كتب له الا عشرها تسعات - 00:09:13ضَ
الحديث فاذا كانت الصلاة فيها خلل من الطم فان هذه التطوعات وهاي الصلوات التي تكون بعدها تسد هذا الخلل وتجبر هذا النقص وفي الحديث المخرج في السنن ان اول ما يحاسب عنه العبد يوم القيامة صلاته - 00:09:41ضَ
يقول الله تعالى لملائكتي انظروا فان كانت فان اتم عبدي صلاته واكتبوها له تامة وان انتقصها فانظروا هل له من تطوع فان كان له من تطوع اتمت صلاته من ذلك التطوع ثم تؤخذ سائر الاعمال - 00:10:07ضَ
تؤخذ سائر الاعمال هكذا بمعنى ان النوافل منها تكمل بها الفرائض منها يا اخواني ان صلاة كما يقول الشاطبي رحمه الله تعالى كالحمى والحارس الفريضة وهل رأيتم انسانا يصلي الراتبة لا يحافظ على الفرائض؟ لا يمكن - 00:10:35ضَ
واما من يصلي الفريضة دون الراتبة فقد يتهاون في كثير من الامور لكن ان هو حرص على النوافل فلابد ان يكون اشد حرصا على الفرائض. ثم ان هذه النوافل التي تكون - 00:11:05ضَ
وقبل الصلوات او بعدها او ما يكون من الصيام عقب رمضان كصيام الست او من الصدقات. او ما اشبه ذلك هذه الرواتب وهذه السنن تدل على رغبة الانسان في الخير - 00:11:22ضَ
وما يزال يترقى هذا الانسان ويتقرب الى الله عز وجل وفي الحديث من تقرب الي شبرا تقربت اليه ذراعا ومن تقرب الي ذراعا تقربت اليه باعا ومن اتاني يمشي اتيته مارولة - 00:11:45ضَ
فكلما تقرب الانسان الى ربه بالطاعات فانه يكون اشد قربا من الله عز وجل ثم ما يحصل من الاجر العظيم على هذه العبادات ففيها فظل واجر عظيم. ما ينبغي للانسان يا اخواني ان يتهاون به. ولسانه في هذه الدار حريص - 00:12:06ضَ
على ان نكتسب من الخير والاجر ما سيقدم عليه غدا احوج ما يكون اليه عندما يلتفت ذات اليمين وذات الشمال فلا يرى الا اعماله التي عملها في الايام الخالية. وهي ايام هذه - 00:12:34ضَ
الدنيا فما باله يقصر وعمره مع الليالي والايام يقصر وما باله يتهاون وهو ينظر الى الماضي الطويل كيف ذهب بسرعة. ولا يدري ما حاله وما مقامه في الدنيا وربنا يقول وتزودوا - 00:12:55ضَ
هذه العبادات هي الزاد الذي يكون مع قلبك في الدنيا تتلذذ به وينشرح به صدرك ويكون زادا لك في اعمال الخير وهو الزاد الذي يكون معك اي يوم القيامة وتزودوا فان خير الزاد التقوى. واتقوني يا اولي - 00:13:20ضَ
ايضا من فوائد هذه العبادات وهذه الرواتب والسنن انها من اعظم الاسباب لاصلاح القلوب فان القلوب بحاجة الى ان يتعاهدها صاحبها وان يسعى ففي اصلاحها والقلب هو هذه المضغة الصغيرة في الجسد - 00:13:45ضَ
وبه صلاح الجسد اذا صلح او فساده اذا فسد كما في الحديث المشهور الا وانا في الجسد مضغة. اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله انما صلاح القلوب بالاعمال الصالحات - 00:14:15ضَ
وفسادها عياذا بالله بالذنوب وبالسيئات فان الانسان اذا عمل عملا صالحا فان اثاره مع كونه يكتب له في صحيفة عمله اثره يكون في قلبه فيجد نشاطا في الخير ورغبة فيه - 00:14:34ضَ
والحسنة كما يقول العلماء تقول اختي اختي. والسيئة تقول اختي اختي اقرأوا قول الله عز وجل فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى. لماذا ييسر اليسرى؟ لانه فعل الاسباب - 00:15:01ضَ
واما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى. لماذا يسر للعسرى؟ لانه فعل الاسباب. وما ربك بظلام للعبيد فليحرص الانسان يا اخواني على اسباب الخير حتى يكون ادعى لنشاط قلبه. ورغبته في الخير - 00:15:18ضَ
والى فاننا في هذا الزمان يا اخوان نشكو من المؤثرات على القلوب والواردات عليها والمشغلات عليها لا تعد ولا تحصى فاذا لم يكن منك اجتهاد في اصلاح قلبك ونشاطه فان القلب لا شك مثقل بهذه الامور. ولو ان كثيرا منها من فضول المباحات الا انها - 00:15:42ضَ
متعبة القلوب بسبب تأخر القلب. عن المنافسة في الخير والله تعالى امرنا بالمسابقة الى الخيرات. والمنافسة في الطاعات والمسابقة فيها تكون في الاجتهاد. في الطاعات فرضها ونفلها. وانا نقول نحن نقوم بالواجب وكفى. ما ينبغي للمسلم ان يقول مثل هذا الكلام - 00:16:09ضَ
بل ينبغي لك يا عبد الله اذا رأيت مشاهدا في الخير ان تسابقه وتنافسه فان ربك عز وجل يقول وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ولمثل هذا فليعمل العاملون. هذه الاعمال التي تستحق ان تنفق فيها الاعمار - 00:16:35ضَ
وتقضى فيها الاوقات اما امور الدنيا فالله المستعان لها في النفوس داع وداع فلنحرص يا اخوان على استثمار اوقاتنا وشغل فراغنا بما يقربنا الى الله عز وجل والا كان الانسان مغبونا في حياته وفي صحته - 00:16:59ضَ
وفي الحديث قال صلى الله عليه وسلم نعمتان مغبون بهما كثير من الناس. الصحة والفراغ ومعنى مقول اي انها تذهب عليه غبنا بمعنى انه خسر صحته وخسر فراغه حيث لم يستفد من صحته في طاعات ربه ولا من - 00:17:27ضَ
فراغه في شغله بما يقربه الى الله عز وجل فلنحرص ايها اخواني على المحافظة على هؤلاء الصلوات وما يكون من النوافل والرواتب التي تكون قبلها او تكون وبعدها حتى يقدم الانسان على الصلاة الفرض بهمة وبنشاط وباستعداد - 00:17:47ضَ
لاداء هذه الشعيرة على الوجه المطلوب. نسأل الله عز وجل ان يجعلنا واياكم من المسابقين الى الخيرات والمجتهدين في الطاعات. اللهم اصلح قلوبنا واعمالنا. اللهم اصلح قلوبنا واعمالنا. اللهم ثم اصلح فساد قلوبنا واصلح اعمالنا يا ارحم الراحمين. اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا. واصلح لنا - 00:18:16ضَ
دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي اليها معادنا. واجعل الحياة زيادة لنا من كل خير. والموت راحة لنا من كل شر يا ارحم الراحمين. اللهم اجعل اعمالنا كلها صالحة. واجعلها لوجهك خالصة. ولا - 00:18:46ضَ
اجعل لاحد فيها شيئا يا ارحم الراحمين. يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك. يا مصرف القلوب صرف قلوبنا الى طاعتك يا مثبت القلوب ثبت قلوبنا على دينك. اللهم احسن خاتمتنا. اللهم احسن خاتمتنا - 00:19:06ضَ
اللهم انا نسألك الميتة الحسنة. اللهم توفنا مسلمين. والحقنا بالصالحين واغفر اللهم لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين بمنك وجودك يا ارحم الراحمين. اللهم اصلح نياتنا وذرياتنا اولادنا وبناتنا. اللهم احفظهم من شر الاشرار وكيد الفجار وشر ما تعاقب به الليل والنهار يا ذا الجلال والاكرام. اللهم اعز الاسلام والمسلمين واذل الشرك - 00:19:26ضَ
والمشركين ودمر اعداء الدين وانصر عبادك الموحدين. واجعل هذا البلد امنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين يا ارحم الراحمين. اللهم فعلنا الغلا والوبا والربا والزنا والزلازل والمحن. وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن. بلدنا هذا - 00:19:56ضَ
خاصة وعن سائر بلاد المسلمين عامة يا ارحم الراحمين. اللهم امنا في اوطاننا. اللهم اصلح ائمتنا وولاة اللهم ارزقهم البطانة الصالحة الناصحة يا ارحم الراحمين. واصلح احوال المسلمين في كل مكان. واغفر لهم ولنا - 00:20:16ضَ
واخواننا والمسلمين اجمعين الاحياء منهم والميتين والحمد لله رب العالمين. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه جزاكم الله خير يا اخوان وبارك فيكم. كل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا - 00:20:36ضَ
من اتبعني وسبحان الله وما انا من المشركين - 00:20:56ضَ