سلسلة الدروس القصيرة بعد العصر بعنوان (ليدبروا آياته) للشيخ محمد بن عبدالله المعيوف

(ليدبروا آياته)(1) -وقفات مع قوله (كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته) الآية - للشيخ محمد المعيوف

محمد المعيوف

كل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني سبحان الله وما انا من المشركين. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا - 00:00:00ضَ

من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا - 00:00:32ضَ

اما بعد نسأل الله عز وجل موتانا وموتاكم جميع المسلمين بواسع رحمته وان يرفع درجاتهم في على عليين يا اخوان الحديث حول النظر في بعض اهل الذكر الحكيم تأمل ونظر وشيء - 00:00:46ضَ

قليل ويسير مما هو من حق هذا الكتاب الكريم وهو تأمله وتدبره والنظر فيه يقول عز وجل كتاب انزلناه اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. كتاب انزلناه اليك مبارك يتدبروا اياته وليتذكر اولوا الالباب - 00:01:16ضَ

هذا الكتاب العظيم الذي لو سار الانسان في مشارق الارض ومغاربها ليجد له مثيلا فلن يجد من ليجد ما يوازي عشر سور منه بل سورة واحدة منه فلن يجد هذا الكتاب - 00:01:40ضَ

الذي وصفه ربنا عز وجل وهو المتكلم به ومنزله في ثاني اية في ثاني سورة في هذا القرآن العظيم بقوله بسم الله الرحمن الرحيم الف لام ميم ذلك الكتاب لا ريب فيه - 00:02:05ضَ

قول يقول علماء اللغة لا نافية الجنس نص في افادة العموم لا يوجد ذرة من الريب والشك فيه فان قال قائل ولا يقول هذا الا غير مسلم كان الدليل على ان هذا الكتاب لا ريب فيه - 00:02:25ضَ

تقرأ عدة ايات الى قول ربكم عز وجل ام يقولون افترى قل فاتوا بسورة من مثله ان كنتم صادقين فان لم تفعلوا ولن تفعلوا اتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله ان كنتم صادقين فان لم تفعلوا ولن تفعلوا - 00:02:51ضَ

هذا النفي لن تفعلوا نزلت او نزل اول هذا القرآن والى ان يرفعه ربنا عز وجل قائم لا يستطيع ولم يستطع ولن يستطيع مستقبلا ان يأتي احد بمثله بل ولا بصورة من مثله - 00:03:17ضَ

هذا الكتاب يورث اهله يا اخواني السكينة والطمأنينة والتي هي مطلب للبشر جميعا حدثني احد الاخوة هو طبيب نفسي انه حضر مؤتمر في بعض الدول الاجنبية كان القائم على المؤتمر غير مسلم - 00:03:44ضَ

من لا دين له وقال اني منذ اربعين سنة وانا واقابل من يرتادونه في عيادته ممن يعانون من مشاكل نفسية قال وهم يتفقون على سؤال واحد. طبعا هم غير مسلمين - 00:04:17ضَ

هذا سؤال او هذا الطلب نريد كتابا ليس فيه شك نريد كتابا نثق به يقرأون كتب البشر وقيلهم وقالهم ولكن يريدون كتابا يثقون به تمام الثقة يقول فقلت هذا لا يوجد الا في كتاب ربنا في هذا القرآن العظيم - 00:04:39ضَ

ولهذا يا اخوان من ينشد الطمأنينة فليتلمسنا في القرآن. قال تعالى الذين امنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله هلا بيك الله تطمئن القلوب هناك يطمئن القلب وتطمئن النفس ويحس الانسان يا اخواني بالراحة - 00:05:12ضَ

بل بالفرح قال عز وجل يا ايتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية سر طمأنينتها وسببه واتصالها بهذا القرآن العظيم وفي اتصالها بهذا القرآن العظيم مناجاة لرب العالمين قال تعالى والذين اتيناهم الكتاب يفرحون بما انزل اليك - 00:05:40ضَ

وقال يا ايها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون خرج عمر يثم ابل صدقة - 00:06:18ضَ

يعني يضع عليها وثم من الوسم المعروف وكان معه غلام له فلما رآها هالته لكثرتها وحسن منظرها فقال الغلام هذا فضل الله ورحمته قال عمر كذبت الله ورحمته القرآن وقرأ الاية قل بفظل الله وبرحمته - 00:06:43ضَ

فبذلك فليفرحوا ومعنا كذبت في لغة اهل الحجاز في ذاك الوقت اني اخطأت ولهذا وصف الله هذا القرآن باوصاف جليلة وعظيمة ووصفه بانه مجيد قال تعالى بسم الله الرحمن الرحيم ق والقرآن المجيد - 00:07:11ضَ

وكيف لا يكون مجيدا والمجد سعة الفضل والعظمة كيف لا يكون مجيدا وقد نزل من رب مجيد ذو العرش المجيد فعال لما يريد وصفه ربنا عز وجل بانه عظيم وقد نزل من الرب العظيم ولا يؤده حفظهما وهو العلي العظيم - 00:07:42ضَ

وصفه ربنا بانه عزيز ان الذين كفروا بالذكر لما جاءهم وانه لكتاب عزيز لا يرومه احد ولا ينال منه احد بسوء ولهذا قال لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه - 00:08:16ضَ

تنزيل من حكيم حميد وصفه بانه حكيم تلك ايات الكتاب الحكيم وقد نزل من الرب الحكيم وانك لتلقى القرآن من لدن حكيم عليم وصفه عز وجل بانه كريم انا اقسم بمواقع النجوم وانه لقسم لو تعلمون عظيم - 00:08:44ضَ

انه لقرآن كريم في كتاب مكنون وكيف لا يكون كريما وقد نزل من الرب الكريم؟ ان ربي لغني كريم ومعنى كونه كريما انا خيراته لا تنتهي وبركاته لا تنقضي والكرم يعني كثرة الخير - 00:09:17ضَ

وكثرة كثرة الصفات الجليلة العظيمة وان فهم الناس من الكرم الجود بالمال فقط وانما اشتهر الجود بالمال ونسب اهله الى الكرم لان العرب كانوا اهل فاقة فكان من يعينهم بالمال - 00:09:51ضَ

ويمد لهم يد العون يستحق ان ينصف بهذا الوصف والا صفة الكرم صفة جليلة عظيمة يا اخوان ولهذا لما سألوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا من اكرم الناس قال اتقاهم - 00:10:17ضَ

كما قال تعالى ان اكرمكم عند الله اتقاكم قالوا ليس عن هذا نسأل فقال يوسف نبي الله ابن نبي الله ابن نبي الله ابن خليل الله قالوا ليس عن هذا نسأل - 00:10:44ضَ

قال فعن ماد للعرب تسألون خيارهم في الجاهلية خيارهم في الاسلام اذا فقهوا المقصود ان النبي صلى الله عليه وسلم ما فسر الكرمون بالمال ابدا القرآن يا اخواني الكريم وانما - 00:11:08ضَ

يغشى الناس الكرماء يرجون نوالهم وعطاءهم القرآن يا اخواني له من هذا الكرم اعلاه فجدير بالمسلم ان يرد عليه وان يقرأ منه وان يكون له منه كل يوم ورد يرد عليه - 00:11:30ضَ

بقلبه الظامع يروى قلبه تطمئن نفسه واذا سكن القلب واطمئن كل شيء ارأيتم ماذا يتناول الانسان من غذاء بدنه في اليوم؟ الاول ما لذ وطاب من الطعام والشراب المقصود بالطعام عمارة البدن - 00:12:02ضَ

كل انسان ان يأكل ما يأكل ولله الحمد والمنة. شريطة الا يتجاوز الحد ولا يسرف ولكن الاجدر يا اخوان ان يرد الانسان بقلبه على كتاب الله عز وجل فيقرؤه ويتأمله وينظر فيه ويتزود منه - 00:12:39ضَ

فهو اعظم زاد تتزود به القلوب ولهذا الكرم هذا القرآن من جميع النواحي فاولا نزل من الرب الكريم سبحانه وبحمده ثم نزل به جبريل الكريم والذي وصفه الله بجملة من الصفات - 00:13:05ضَ

انه لقول رسول كريم بقوة عند ذي العرش مكين مطاع. ثم امين ونزل على محمد الكريم عليه الصلاة والسلام انه لقول رسول كريم وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون - 00:13:39ضَ

وكان في ايدي السفرة الكرام البررة بل وفي الصحف المكرمة كلا انها تذكرة فمن شاء ذكره في صحف مكرمة مرفوعة مطهرة بايدي سفرة بررة كل هذا الكرم في كتاب الله عز وجل - 00:14:04ضَ

ماذا بقي يا اخوة؟ اخي انت يا عبد الله هل لك نصيب من هذا الكرم هل لك ورد ترد عليه كل يوم كما يرد يورد صاحب الابل له ليسقيها ان كنت كذلك - 00:14:35ضَ

هلك شيء من هذا الكرم وهذا الكرم يزيد كلما ازداد اقبالك على كتاب الله عز وجل وعنايتك به فخليق للمسلم ان يعنى بكتاب الله عز وجل اقرؤه يرجو بره واجره - 00:15:08ضَ

ويرجو بركاته التي لا تنقضي ولا تنتهي في الدنيا وفي الاخرة قال صلى الله عليه وسلم يؤتى بالقرآن واهله الذين كانوا يعملون به في الدنيا سورة البقرة وال عمران تحاجان عن صاحبهم - 00:15:36ضَ

وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث المخرج في الصحيح اقرأوا القرآن فانه يأتي يوم القيامة شفيعا لاهله اقرأوا الزهراوين البقرة وال عمران فانهما تأتيان يوم القيامة كانهما غمامتان او غيايتان او فرقان من طير صواف تحاجان عن صاحبهما - 00:16:06ضَ

اقرأوا سورة البقرة فان اخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة اي سحرة يقرأ الانسان القرآن يا اخوان يرجو من هذه العوائد يرجو بسبب تلاوته هذه العوائد وهذه الفوائد العظيمة - 00:16:38ضَ

فاذا كان يوم القيامة يا ما يفر المرء من اخيه وامه وابيه وصاحبته وبنيه يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم يوم يقول كل نفسي نفسي - 00:17:07ضَ

لا ينوي احد على احد ولا يلتفت احد الى احد حتى الانبياء من لدن ادم عليه السلام فنوح فابراهيم فموسى فعيسى كل يقول نفسي نفسي حتى ينتهي الامر الى محمد صلى الله عليه وسلم فيؤذن له بالشفاعة - 00:17:39ضَ

وقتها يتلمس الانسان يا اخوان ويلتفت يمنة ويسرة لعل احدا يحج عنه وعل احدا يشفع له فيجد كتاب الله عز وجل شافعا ومحاجا له فاي نعمة يا اخوان تداني هذه النعمة ان يجد الانسان في هذه - 00:18:10ضَ

الامور التي يشيب لها الوليد وتضع فيها كل ذات حمل حمل ترى الناس السكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد يجد من يشفع له ومن يحاج له بنردد في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم ان القرآن يلقى صاحبه - 00:18:46ضَ

حين ينشق عنه قبره الرجل الشاحب فيقول من انت؟ فيقول انا صاحبك القرآن. الذي اظمأت ليلك واسهرت نهارك الذي اظمأت نهارك واسهرت ليلك الذي اظمأت نهارك يعني بصيام واسهرت ليلك - 00:19:19ضَ

يعني بالقيام وان كل تاجر من وراء تجارته وانك اليوم من وراء كل تجارة قال فيوضع تاج الوقار على رأسه ويعطى الخلد بيمينه ويكسى والداه حلتين لا يقوم لهما اهل الدنيا. فيقولان - 00:19:51ضَ

فيما هذا فيقال باخذ ولدكما القرآن. بركته تتعدى صاحبه الى والديه الى بيته الى اهله الى قلبه الى علمه الى عمله الى دنياه الى اخراه. بركة لا تحد ولا تعد - 00:20:22ضَ

فيا اخي لا يشغلنك شيء عن اعظم كتاب في الدنيا واعظم نعمة في الدنيا. فان نعمة القرآن مع الاسلام اعظم نعمة في هذه الحياة ولهذا امتن الله سبحانه وتعالى على عباده فقال بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله الذي انزل - 00:20:48ضَ

على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا فهو تعالى يحمد لما يغزو عباده من النعم ولما له من صفات الجلال والكمال ومن نعمه العظمى علينا ان انزل هذا الكتاب علينا وكان - 00:21:19ضَ

احد بين ايدينا يقرأه الانسان في كل حال ولهذا كان صاحب القرآن مغبوطا ليس صاحب القصور والاموال الا من وفق في ماله في كسفه كسبه وفي مصرفه قال صلى الله عليه وسلم لا حسد الا في اثنتين والحسد الغبطة - 00:21:44ضَ

رجل اتاه الله القرآن فهو يتلوه. اناء الليل واطراف النهار. ورجل اتاه الله القرآن فهو يسلطه على هلكته في اتاه الله مالا فهو يسلطه على هلكي الحق. اللهم اجعلنا واياكم من اهل القرآن الذين - 00:22:21ضَ

انهم اهله وخاصته. والحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه وسبحان الله وما انا من المشركين - 00:22:42ضَ