يقول احسن الله اليكم ما الضابط في قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث؟ استفت قلبك وقوله وان افتاك الناس وافتوك وجزاكم الله خيرا الحمد لله رب العالمين وبعد ان كثيرا من الناس اذا سمعوا هذا الحديث ظنوا ان المراد به ما يتعلق - 00:00:00
احكام الشرعية وان الانسان يستفتي قلبه فيما كان حراما او حلالا او واجبا او مكروها او مندوبا وصار يستغني عن سؤال العلماء في بيان الحكم الشرعي له وهذا خطأ محض في فهم الحديث. فلا يجوز ان نفهم الحديث ان انه فلا نجوز ان نفهم من الحديث ما - 00:00:21
بالاحكام الشرعية من التحليل او التحريم او الصحة او البطلان. فمعرفة الاحكام الشرعية لابد وان يكون له طريقها المعتاد السلف رحمهم الله تعالى من النظر في براهين الكتاب والسنة ومن النظر في قواعد الاستنباط وهذه لا شأن للقلب بها. الا - 00:00:41
اذا تعلم صاحبها وعرف طريق الاجتهاد وقواعد الاستنباط. فلابد ان نتفق اولا جميعا على ان قوله استفتي قلبك اي فيما لا يتعلق بالاحكام الشرعية فالاستفتاء هنا ليس كاستفتاء المستفتي العامي للعالم. فيجعل الانسان نفسه عاميا - 00:01:01
وقلبه بمنزلة العالم. فكلما عرض عليه شيء من الاحكام الشرعية يسأل قلبه اهذا يا قلبي حلال او حرام؟ فاذا قال قلبه حرام اعتمد التحريم او او اذا قال حلال اعتمد الحل. هذا خطأ هذا تلاعب بالشريعة. فان القلوب لا تستقل بمعرفة الاحكام - 00:01:21
الشرعية اصالة ولذلك اضطرت البشرية الى انزال الكتب وارسال الرسل حتى تعرف البشرية باحكام باحكام الله عز وجل الشرعية وما يجب منها وما يحرم وما يندب وما يكره وما يباح. فالذي اهيب به الجميع ان يخرجوا هذه الدائرة - 00:01:41
من قوله استفت قلبك اعني دائرة اثبات الاحكام الشرعية. فلو ان الانسان مثلا اخطأ في الصلاة بخطأ يحتاج الى سؤال عالم هل صلاته صحيحة مع هذا الخطأ او لا؟ فهل هنا يستفتي قلبه؟ فيسأل قلبه؟ الجواب لا. فاذا ما كان يتعلق بالاحكام الشرعية - 00:02:01
من الصحة والبطلان او الوجوب او الحل او الندب والكراهية. وكذلك ما يتعلق بالكفارات ومقادير الزكوات وغيرها هذه احكام شرعية لا يجوز ان يستفتي العامي فيها قلبه. اذا اخرجنا ذلك بقينا في قضية الاحكام الملائمة والمنافية - 00:02:21
فراغ وهي ما يتعلق بالاحكام الفطرية. هذا هو الذي يقصده النبي صلى الله عليه وسلم. ولذلك الله عز وجل خلق لنا عقولا تميز بين الحسن والقبيح وجعل وجعل لنا فطرة تميز بين الحسن والقبيح. فاذا عرظ عليك احد امرا من الامور فان فطرتك - 00:02:41
حسنه وقبحه حتى وان جاء وزينه بزخارف الاقوال. فهنا استفت قلبك. اهو من الامور الحسنة المقبولة عقلا وفطرة؟ ام انه ومن الامور المتناثرة مع الفطرة. ولذلك كل انسان كل كل انسان على نفسه بصيرة. يقول الله عز وجل بل الانسان - 00:03:01
على نفسه بصيرة. فكل واحد منا جعل الله له بصيرة في باطنه على تصرفاته واحواله. فالانسان ربما يعاكس النساء ولكن قلبه يفتيه بان هذا امر قبيح. والانسان قد يشرب الدخان اكرمكم الله ولكن قلبه يقول بان هذا شيء قبيح - 00:03:21
والانسان قد يفعل بعض الافعال او يشاغد بعض الاشياء المحرمة قلبه في باطنه يقول في باطنه تقول ان هذا قبيح. ولكن بعض الناس لسلاطة شيطانه ونفسه الامارة بالسوء يتجاوز ما يفتيه به - 00:03:41
قلبه فالمقصود بالقلب هنا مقتضى الفطرة. استفت قلبك اي مقتضى فطرتك التي فطر الله عز وجل الناس عليها من التمييز بين الحسن والقبيح وبين المحق والمبطل وبين المقبول والمردود. هذه جعل الله عز وجل للنفوس والفطر والقلوب فيها - 00:04:01
في معرفتها. ولذلك الحق يتناسب مع الفطرة. والباطل يتنافر مع الفطرة. والحسن يتناسب مع الفطرة. والقبيح يتنافى مع الفطرة فمتى ما زين لك احد باطلا فاستفت قلبك فانك تجد في قلبك داع يدعوك الى تركه حتى وان جمل بالدعايات او - 00:04:21
اعلانات او جمل بمحاسن الاقوال وزخارفها. فداعي الفطرة يزجرك عنه. هذا داعي الفطرة هو الذي يقصده النبي صلى الله عليه وسلم واعظ الله في قلب كل مسلم كما اخرجه آآ رزين وغيره من الترمذي وغيره من حديث ابن مسعود رضي - 00:04:41
الله عنه فانتبهوا لهذا فالمقصود بقوله استفت قلبك اي في معرفة البر والاثم لان اول الحديث يفسر اخره ليس في معرفة الحلال والحرام شرعا وليس باستنباط الاحكام الشرعية وانما في معرفة ما كان برا لان البر موصوف بالقبول والحسن - 00:05:01
القلب يعرف ذلك معرفة ما كان اثما ومعرفة ما كان اثما والاثم موصوف بالقبح بالقبح والرفض الفطري فالنفوس ترفض هذا الاثم. ولذلك تجد الانسان العامي الذي لا يعرف ادلة الكتاب والسنة. متى ما رأى الانسان يدخن - 00:05:21
فطرته هذا هذا الفعل. من اين استقبحته وهو لا يعرف دليل التحريم؟ انما هو داعي الله. في قلب كل مؤمن هو داعي الفطرة فقوله استفت قلبك اي في معرفة البر لان البر من علامته قبول الفطرة له وحسنه وفي معرفة الاثم لان من علامات الاثم - 00:05:41
قبح صورته في باب الفطرة. فالقضية قضية معرفة ما يتواءم او يتنافر مع الفطرة السليمة والله اعلم - 00:06:01
Transcription
يقول احسن الله اليكم ما الضابط في قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث؟ استفت قلبك وقوله وان افتاك الناس وافتوك وجزاكم الله خيرا الحمد لله رب العالمين وبعد ان كثيرا من الناس اذا سمعوا هذا الحديث ظنوا ان المراد به ما يتعلق - 00:00:00
احكام الشرعية وان الانسان يستفتي قلبه فيما كان حراما او حلالا او واجبا او مكروها او مندوبا وصار يستغني عن سؤال العلماء في بيان الحكم الشرعي له وهذا خطأ محض في فهم الحديث. فلا يجوز ان نفهم الحديث ان انه فلا نجوز ان نفهم من الحديث ما - 00:00:21
بالاحكام الشرعية من التحليل او التحريم او الصحة او البطلان. فمعرفة الاحكام الشرعية لابد وان يكون له طريقها المعتاد السلف رحمهم الله تعالى من النظر في براهين الكتاب والسنة ومن النظر في قواعد الاستنباط وهذه لا شأن للقلب بها. الا - 00:00:41
اذا تعلم صاحبها وعرف طريق الاجتهاد وقواعد الاستنباط. فلابد ان نتفق اولا جميعا على ان قوله استفتي قلبك اي فيما لا يتعلق بالاحكام الشرعية فالاستفتاء هنا ليس كاستفتاء المستفتي العامي للعالم. فيجعل الانسان نفسه عاميا - 00:01:01
وقلبه بمنزلة العالم. فكلما عرض عليه شيء من الاحكام الشرعية يسأل قلبه اهذا يا قلبي حلال او حرام؟ فاذا قال قلبه حرام اعتمد التحريم او او اذا قال حلال اعتمد الحل. هذا خطأ هذا تلاعب بالشريعة. فان القلوب لا تستقل بمعرفة الاحكام - 00:01:21
الشرعية اصالة ولذلك اضطرت البشرية الى انزال الكتب وارسال الرسل حتى تعرف البشرية باحكام باحكام الله عز وجل الشرعية وما يجب منها وما يحرم وما يندب وما يكره وما يباح. فالذي اهيب به الجميع ان يخرجوا هذه الدائرة - 00:01:41
من قوله استفت قلبك اعني دائرة اثبات الاحكام الشرعية. فلو ان الانسان مثلا اخطأ في الصلاة بخطأ يحتاج الى سؤال عالم هل صلاته صحيحة مع هذا الخطأ او لا؟ فهل هنا يستفتي قلبه؟ فيسأل قلبه؟ الجواب لا. فاذا ما كان يتعلق بالاحكام الشرعية - 00:02:01
من الصحة والبطلان او الوجوب او الحل او الندب والكراهية. وكذلك ما يتعلق بالكفارات ومقادير الزكوات وغيرها هذه احكام شرعية لا يجوز ان يستفتي العامي فيها قلبه. اذا اخرجنا ذلك بقينا في قضية الاحكام الملائمة والمنافية - 00:02:21
فراغ وهي ما يتعلق بالاحكام الفطرية. هذا هو الذي يقصده النبي صلى الله عليه وسلم. ولذلك الله عز وجل خلق لنا عقولا تميز بين الحسن والقبيح وجعل وجعل لنا فطرة تميز بين الحسن والقبيح. فاذا عرظ عليك احد امرا من الامور فان فطرتك - 00:02:41
حسنه وقبحه حتى وان جاء وزينه بزخارف الاقوال. فهنا استفت قلبك. اهو من الامور الحسنة المقبولة عقلا وفطرة؟ ام انه ومن الامور المتناثرة مع الفطرة. ولذلك كل انسان كل كل انسان على نفسه بصيرة. يقول الله عز وجل بل الانسان - 00:03:01
على نفسه بصيرة. فكل واحد منا جعل الله له بصيرة في باطنه على تصرفاته واحواله. فالانسان ربما يعاكس النساء ولكن قلبه يفتيه بان هذا امر قبيح. والانسان قد يشرب الدخان اكرمكم الله ولكن قلبه يقول بان هذا شيء قبيح - 00:03:21
والانسان قد يفعل بعض الافعال او يشاغد بعض الاشياء المحرمة قلبه في باطنه يقول في باطنه تقول ان هذا قبيح. ولكن بعض الناس لسلاطة شيطانه ونفسه الامارة بالسوء يتجاوز ما يفتيه به - 00:03:41
قلبه فالمقصود بالقلب هنا مقتضى الفطرة. استفت قلبك اي مقتضى فطرتك التي فطر الله عز وجل الناس عليها من التمييز بين الحسن والقبيح وبين المحق والمبطل وبين المقبول والمردود. هذه جعل الله عز وجل للنفوس والفطر والقلوب فيها - 00:04:01
في معرفتها. ولذلك الحق يتناسب مع الفطرة. والباطل يتنافر مع الفطرة. والحسن يتناسب مع الفطرة. والقبيح يتنافى مع الفطرة فمتى ما زين لك احد باطلا فاستفت قلبك فانك تجد في قلبك داع يدعوك الى تركه حتى وان جمل بالدعايات او - 00:04:21
اعلانات او جمل بمحاسن الاقوال وزخارفها. فداعي الفطرة يزجرك عنه. هذا داعي الفطرة هو الذي يقصده النبي صلى الله عليه وسلم واعظ الله في قلب كل مسلم كما اخرجه آآ رزين وغيره من الترمذي وغيره من حديث ابن مسعود رضي - 00:04:41
الله عنه فانتبهوا لهذا فالمقصود بقوله استفت قلبك اي في معرفة البر والاثم لان اول الحديث يفسر اخره ليس في معرفة الحلال والحرام شرعا وليس باستنباط الاحكام الشرعية وانما في معرفة ما كان برا لان البر موصوف بالقبول والحسن - 00:05:01
القلب يعرف ذلك معرفة ما كان اثما ومعرفة ما كان اثما والاثم موصوف بالقبح بالقبح والرفض الفطري فالنفوس ترفض هذا الاثم. ولذلك تجد الانسان العامي الذي لا يعرف ادلة الكتاب والسنة. متى ما رأى الانسان يدخن - 00:05:21
فطرته هذا هذا الفعل. من اين استقبحته وهو لا يعرف دليل التحريم؟ انما هو داعي الله. في قلب كل مؤمن هو داعي الفطرة فقوله استفت قلبك اي في معرفة البر لان البر من علامته قبول الفطرة له وحسنه وفي معرفة الاثم لان من علامات الاثم - 00:05:41
قبح صورته في باب الفطرة. فالقضية قضية معرفة ما يتواءم او يتنافر مع الفطرة السليمة والله اعلم - 00:06:01