برنامج التفسير

ما حكم النساء اللاتي يأتين الفاحشة؟ لقاء 304 من تفسير القرآن الكريم | الشيخ د. محمد حسان

محمد حسان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين. واصحابه الغر الميامين وازواجه امهات المؤمنين صل علينا يا رب معهم بمنك وكرمك ورحمتك - 00:00:00ضَ

وانت ارحم الراحمين وبعد حياكم الله جميعا اخواني واخواتي ونحن الليلة بحول الله وتوفيقه ومدده على موعد مع اللقاء الرابع بعد الثلاثمائة من لقاءات التفسير للقرآن الكريم وهو اللقاء العاشر من لقاءات تفسيرنا لسورة النساء - 00:00:23ضَ

وبعد ان امر الحق جل جلاله فيما تقدم من الايات التي بيناها ووضحناها بعد ان امر بالاحسان الى النساء وعشرتهن بالمعروف لكنه جل وعلا كما استوفى لهن يستوفي عليهن فليس في احكامه سبحانه مجاملة او محاباة لاحد من خلقه - 00:00:46ضَ

بل ان مدار شرعه العظيم على العدل والانصاف بلا افراط او تفريط فحذر جل جلاله بعد هذه الايات السابقة من هذا الصنف من النساء من اللاتي يأتين الفاحشة من النساء - 00:01:13ضَ

الفتنة بهن اكبر والضرر منهن اخطر واعظم المرأة اذا فعلت الفاحشة عياذا بالله قد تدخل على زوجها وعلى اهلها من هو اجنبي عنهم؟ ومن يرث من غير اولادهم ومن يطلع على العورات المحرمة - 00:01:34ضَ

والحرمات المصونة وقال سبحانه في هذه الاية العظيمة الاية رقم خمستاشر من ايات سورة النساء قال جل وعلا واللاتي يأتينا الفاحشة من نسائكم استشهدوا عليهن اربعة منكم ان شهدوا فامسكوهن في البيوت - 00:02:00ضَ

حتى يتوفاهن الموت او يجعل الله لهن سبيلا اي يقعن من نسائكم في الفاحشة ويفعلنها استشهدوا عليهن اربعة منكم اي من رجال المسلمين منكم اي من المسلمين والفاحشة في كل قول - 00:02:25ضَ

او فعل فاحش قبيح والمراد به هنا في هذه الاية الزنا المراد بالفاحشة في الاية الزنا كما في قوله تعالى ولا تقربوا الزنا انه كان فاحشة وساء سبيلا بان جاء - 00:02:51ضَ

اربعة شهود من المسلمين فشهدوا على فعل المرأة للفاحشة فامسكوهن في البيوت ايحبسوهن وامنعوهن من الخروج للحيلولة بينهن وبين الوقوع في الفاحشة الى ان يتوفاهن الموت اي حتى تقبض ارواحهن - 00:03:16ضَ

او حتى يتوفاهن ملك الموت او يجعل الله لهن سبيلا اي او ان يجعل الله لهن مخرجا من هذا الامساك والحبس والمنع في البيوت الاحظ ان الحق تبارك وتعالى قد اشترط اربعة شهود على الزنا. اشترط اربعة من رجال المسلمين - 00:03:45ضَ

ليكونوا شهودا على هذه الفاحشة هذا فيه دليل واضح بين على التشديد الكبير والحيطة البالغة لاثبات هذه الجريمة البشعة القبيحة لان الرمي بالزنا من اخطر واشنع ما ترمى به اي امرأة - 00:04:12ضَ

ولا تكن الشهادة على هذه الفاحشة الا بالرؤية الا بالمعاينة اما مجرد السماع فلا ولذا قال جل وعلا فان شهدوا اي ان اعترفوا انهم رأوا وعاينوا ارتكاب الفاحشة وشهدوا على ذلك - 00:04:37ضَ

فحينئذ بهذه الضوابط اوقعوا بهن اي بالنساء اللاتي فعلن الفاحشة اوقعوا بهن العقاب فاحبسوهن في البيوت ولا تمكنوهن من الخروج الى ان تنتهي اجالهن بالموت او انظر الى هذه المرحلة الثانية - 00:05:04ضَ

او ان يجعل الله لهن سبيلا بمقتضى حكمته وعلمه ومشيئته سبحانه وتعالى قال ابن عباس رضي الله عنهما كانت المرأة اذا زنت حبست في البيت حتى تموت هذا في اول الامر في اول الاسلام - 00:05:27ضَ

كانت المرأة اذا زنت حبست في البيت حتى تموت ثم انزل الله تبارك وتعالى بعد ذلك ايات سورة النور الزانية والزاني كل واحد منهما مائة جلدة سنقف معها ومع احكامها - 00:05:53ضَ

بالتفصيل باذن الملك الجليل ان ابقانا الحق تبارك وتعالى حتى نصل الى تفسير سورة النور الزانية والزاني كل واحد منهما مائة جلدة قال اي ابن عباس فان كان محصنين رجم - 00:06:17ضَ

هذا سبيلهما الذي جعل الله لهما او يجعل الله لهن سبيلا ان كانا محصنين رجما اما ان كان بكرين جلد مائة جلدة الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة - 00:06:41ضَ

اما ان كان محصنين اي متزوجين رجما فهذا سبيلهما الذي جعل الله لهما. وفي رواية مسلم ومسند احمد واصحاب السنن من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال كان نبي الله صلى الله عليه وسلم اذا انزل عليه اي الوحي كرب - 00:07:03ضَ

لذلك الوحي ثقيل انا سنلقي عليك قولا ثقيلا كان عليه الصلاة والسلام اذا نزل عليه الوحي احمر وجهه ربنا وجهه وعرق عرقا شديدا وثقل جسمه قال كان نبي الله صلى الله عليه وسلم اذا انزل عليه كرب لذلك وتربد له وجهه - 00:07:31ضَ

قال وانزل عليه ذات يوم فلقي كذلك اي لقي ما كان يلقوه حين يتنزل عليه الوحي من ثقل وشدة قال فلما سري عنه فلما سري عنه انتهى الوحي اي كشف عنه - 00:08:02ضَ

ذلك الكرب وازيلت عنه تلك الشدة بانتهاء الوحي اليه عليه الصلاة والسلام عنه ويقول خذوا عني خذوا عني يفهموا وتعلموا واكتبوا واحفظوا خذوا عني ما قد اوحي الي وبلغت به من ربي سبحانه وتعالى - 00:08:26ضَ

خذوا عني وقد جعل الله لهن سبيلا. الله وقد جعل الله لهن سبيلا الثيب بالثيب والبكر بالبكر يعني ايه الثيب جلد مئة الثيب جلد مائة. هكذا الحديث ثم رجل بالحجارة - 00:08:57ضَ

فيه جلد ورشم والبكر جلد مائة ثم نفي سنة وفي رواية البكر يجلد وينفى. والثيب يجلد ويرجم. لا يذكران سنة ولا مائة ايها الا مائة جلة لكن هذه الاحكام نحتاج الى تفصيل - 00:09:26ضَ

ساقف معها باذن الملك الجليل في تفسيرنا لسورة النور بعد ان ذكر الحق تبارك وتعالى امر النساء اللاتي يأتين الفاحشة اتبعه بحكم الرجال الذين بحكم الرجال الذين يقعون ايضا في الفاحشة - 00:09:49ضَ

وقال سبحانه واللذان يأتيانها منكم فاذوهما فان تاب واصلح فاعرضوا عنهما ان الله كان توابا رحيما الاية رقم ستاشر بعدما تحدث عن حكم النساء اللاتي يأتين الفاحشة في اول الامر في اول الاسلام - 00:10:14ضَ

حتى نزلت بعد ذلك اية سورة النور ورجم النبي صلى الله عليه وسلم كما فعل مع ماعز ومع الغامدية كما سابين ان شاء الله ينزل حكم الرجال اي الذين يقعون في الفاحشة - 00:10:39ضَ

ايوة كذلك اللذان يأتيان الفاحشة منكم من الرجال فاذوهما بالقول والفعل الرادع والمانع الذي يمنعهم او يمنعهما عن الفعل الفاحشة من اهل العلم من قال ان الاية الاولى في النساء - 00:10:57ضَ

خاصة بالمحصنات وغير المحصنات والثانية في الرجال بصفة خاصة يبقى الاية الاولى واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم هذه خاصة بالمحصنات وغير المحصنات انما الاية الثانية واللذان يأتيانها منكم هذه خاصة بالرجال - 00:11:22ضَ

وجاء بلفظ اللذان للتسمية لبيان صنفي الرجال ممن احصن وممن لم يحصن سواء كان متزوجا ام بكرا ولا شك ولا ريب ان اتيان الرجل الرجل من اعظم الفواحش واخبثها واخطرها - 00:11:54ضَ

ان يفعل الرجل الفاحشة برجل مثله ويشكل هذا الفعل القبيح القذر انتكاسا للفطرة وتعديا على حدود الله جل وعلا ولم يفعل هذه الفاحشة احد من العالمين قبل قوم لوط على نبينا عليه الصلاة والسلام - 00:12:22ضَ

كما قال ربنا جل وعلا ولوطا اذ قال لقومه اتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من احد من العالمين انكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل انتم قوم مسرفون والذكر الحق - 00:12:46ضَ

تبارك وتعالى عقوبة قوم لوط الذين اصروا على فعل هذه الفاحشة القذرة ذكر الله تبارك وتعالى عقوبة قوم لوط في عشر سور من القرآن الكريم وجمع عليهم من انواع العذاب - 00:13:07ضَ

ما لم يجمعه لغيرهم من عمى الابصار وخس في الديار والقذف بالاحجار ودخول النار. اكرر اكرر هذه الكلمات لخطرها جمع الله على قوم لوط من انواع العذاب ما لم يجمعه لغيرهم - 00:13:29ضَ

من عمى الابصار وخسف الديار والقذف بالاحجار ودخول النار وفي الحديث الذي رواه احمد وابو داود والترمذي وابن ماجه والحاكم عن ابن عباس رضي الله عنهما وقد صحح الحديث الامام الحاكم والذهبي وابن عبدالهادي - 00:13:49ضَ

وابن حبان وابن القيم والطبري وغيرهم انه صلى الله عليه وسلم قال من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به اكرر الحديث من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط - 00:14:14ضَ

فاقتلوا الفاعل والمفعول به كذلك احتج به الامام ابن تيمية في هذا الحديث ونقل اتفاق الصحابة رضي الله عنهم على قتل من عمل عمل قوم لوط. فقال الشيخ الاسلامي رحمه الله - 00:14:40ضَ

والرجم شرعه الله لاهل التوراة والقرآن تدبر هذا الرجم موجود في التوراة والرجم شرعه الله لاهل التوراة المنزلة على موسى على نبينا عليه الصلاة والسلام وشرعه الله لاهل القرآن ثم ذكر الحديث الذي ذكرت انفا - 00:15:02ضَ

وقال شيخ الاسلام رحمه الله ولهذا اتفق الصحابة على قتلهما جميعا اي على قتل الفاعل والمفعول به وقال بعضهم يرجم الفاعل والمفعول به يرجى وبعضهم قال يرمى من اعلى جدار في القرية - 00:15:32ضَ

ويتبع بعد ذلك بالحجارة ولا حول ولا قوة الا بالله ومن اهل العلم من جعل حد هذه الفاحشة تحدي الزنا تحدي الزنا يعني يرجم فيها المحصن المتزوج ويجلد فيها غير المحصن اي البكر الذي لم يتزوج بعد - 00:15:56ضَ

بينما قال اخرون بل يعزر من وقع في هذه الفاحشة القذرة النجسة يعذر يعزر عنيه يعني يترك امر تعذيره للحاكم او لولي الامر ان شاء قتله وان شاء عزره بما يمنعه عن الوقوع في هذه الفاحشة مرة اخرى - 00:16:24ضَ

لكن تدبروا معي هذه الاية العجيبة والله بعد ان بين الله سبحانه وتعالى حكم من يفعل الفاحشة من الرجال مع بعضهم البعض؟ يفتح سبحانه وتعالى بلطفه وجوده ورحمته وكرمه وبره - 00:16:51ضَ

يفتح باب التوبة لمن وقع في هذه الفاحشة القبيحة فيقول سبحانه فان تاب اي الفاعل والمفعول به فان تاب واصلحا فاعرض عنهما ان الله كان توابا رحيما ما اعظمه وما اكرمه - 00:17:19ضَ

وما ارحمه وما اجوده فان تاب الى الله جل وعلا وين واقلع عن الذنب وعزما عزما صادقا على عدم العودة اليه مرة اخرى. واصلحا لابد من هذا الشرط واصلح اي استقام على طاعة الله - 00:17:42ضَ

واستمر على طريق الطهر والعفة والحياء وصدق الارادة والعزم على عدم العودة الى هذه الفاحشة القبيحة الكبيرة وثبت صدقهما لذلك وبان طهرهما اعرض عنهما لا تتعرض لهما باي نوع من انواع الاذى - 00:18:07ضَ

لا بالقول ولا بالفعل ان العبد عبد وان الرب رب فان العبد عبد وان الرب رب يغفر جل وعلا لمن تاب اليه ويرحم من رجع اليه مقرا بذنبه معترفا بخطئه - 00:18:34ضَ

نادما عليه مستقيما على الطاعة تاركا للمعصية وقال سبحانه خاتما الاية الكريمة هذين الاسمين الجليلين، بل بهذه الاسماء الجليلة الثلاثة ان الله كان توابا رحيما. انظر الى هذه الاسماء الجليلة. الله - 00:18:56ضَ

التواب الرحيم ان الله كان توابا رحيما التواب سبحانه وتعالى هو الذي يقبل التوبة عن عباده حالا بعد حال وقتا بعد وقت فما من عبد عصاه وبلغ عصيانه مداه ثم رغب في التوبة اليه - 00:19:22ضَ

الا فتح الله عز وجل له باب التوبة حتى منتهاه فتح له ابواب رحمته بل وفرح جل جلاله بعودته بما يليق بجلاله وجماله وكماله ما لم يغرغر العبد ما لم تبلغ روحه الحلقوم - 00:19:53ضَ

ما لم تطلع الشمس من مغربها باب التوبة لا يغلق ابدا لا يغلق في وجه عبد ابدا قال ابن القيم رحمه الله تعالى وكذلك التواب من اوصافه والتوب في اوصافه نوعان - 00:20:22ضَ

اذن بتوبة عبده وقبولها بعد المتاب بمنة المنان. اكرر اكرر هذين البيتين الرائعين لامام رائع ابن القيم رحمه الله وكذلك التواب من اوصافه والتوب في اوصافه نوعان اذن بتوبة عبده - 00:20:46ضَ

وقبولها بعد المتاب بمنت المنان ثم تاب عليهم ليتوبوا فتوبة العبد الى ربه محفوفة بتوبة الرب على عبده مرة قبل توبته ومرة بعد توبته ان تبت الى الله مرة الله يتوب عليكم مرتين - 00:21:10ضَ

يتوب عليك مرة قبل توبتك بتوفيقك وهدايتك الى التوبة اليه. ثم تاب عليهم ليتوبوا. فان تبت اليه تاب عليك مرة اخرى توبة قبول توبة قبول وهذا فضل الله جل وعلا - 00:21:34ضَ

التواب هو المعيد الى عبده فضل رحمته اذا هو رجع الى طاعته وندم على معصيته التواب هو الذي لا يحبط عمل العبد الذي قدمه ولا يمنعه ما وعده سبحانه وتعالى - 00:21:58ضَ

المطيعين من فضل ورحمة وجود واحسان بعد التوبة اليه جل جلاله فالذنوب متكررة وابن ادم خطاء لذا جاء اسم التواب بصيغة المبالغة ليقابل الخطايا المتكررة الكبيرة بالتوبة المتكررة الواسعة والرحمة العظيمة لكل من تاب اليه واناب - 00:22:24ضَ

ثم انظر الى قوله ان الله كان توابا رحيما يقرن اسم التواب باسم الرحيم التواب الرحيم للدلالة العظيمة على انه جل جلاله هو المتفضل عليهم مع التوبة بالرحمة ورحمته بخلقه - 00:23:01ضَ

عظيمة هو الذي يقيل العثرات ويصفح عن الزلات ولا يخذل من جاء منهم نادبا نادي من تائبا منيبا الى رب الارض والسماوات ولو بلغت ذنون العبد عنان السماء. وملء الارض - 00:23:33ضَ

اي فضل هذا؟ تدبر هذا الحديث القدسي الرقراق الجميل الذي رواه الترمذي وغيره بسند حسن من حديث انس قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله تعالى في الحديث القدسي - 00:23:54ضَ

يا ابن ادم انك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا ابالي يا ابن ادم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك على ما كان منك ولا ابالي - 00:24:11ضَ

يا ابن ادم لو اتيتني بقراب الارض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لاتيتك بقرابها مغفرة توحيد الاكسير الاعظم الذي لو وضعت منه ذرتنا على جبال من الذنوب والخطايا لاذابتها وبددتها - 00:24:30ضَ

لو اتيتني بقراب الارض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لاتيتك بقرابها مغفرة وبعد انفتح الحق جل جلاله باب التوبة لاهل الفواحش واصحاب المعاصي واهل الذنوب وختم الاية الكريمة بهذين الاسمين الجليلين العظيمين الكريمين - 00:24:55ضَ

ان الله كان توابا رحيما يبين جل جلاله وقت التوبة وشروط التوبة ويرغب فيها وفي التعجيل بها ويحذر من التسويف فيها ومن تأخيرها يقول سبحانه في اية جميلة انما التوبة على الله - 00:25:21ضَ

للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فاولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليما حكيما الله ايه هي التوبة التوبة لغة الرجوع وابى وانابا بمعنى رجع رجع من الذنب ظاهرا وباطنا - 00:25:46ضَ

الى الطاعة ظاهرا وباطنا رجع عن المعصية الى الطاعة وتاب الله عليه اي بعد توفيقه للتوبة وتوبة العبد اليه تاب الله عليه. اي عاد عليه بالمغفرة وقبل منه التوبة توبة الهام - 00:26:22ضَ

وتسديد وتوفيق وتوبة قبول وقد وردت كلمة التوبة في القرآن الكريم على ثلاثة اوجه الاول بمعنى التجاوز والعفو كقوله تعالى فتاب عليكم اي تجاوز عنكم وعفا عنكم والمعنى الثاني بمعنى الرجوع والانابة - 00:26:46ضَ

كما في قوله تعالى وتوبوا الى الله جميعا ايها المؤمنون لعلكم تفلحون ارجعوا اليه سبحانه وانيبوا اليه والمعنى الثالث هو ركن التوبة الاعظم بمعنى الندم قال تعالى فان تبتم هو خير لكم - 00:27:13ضَ

الندم هو ركن التوبة الاعظم ولا تصح التوبة الا به ان يندم الانسان ابتلاء على ما مضى من فعل الذنب والمعصية ثم يعزم ثم يقلع عن الذنب ثم يعزم بارادة صادقة - 00:27:33ضَ

مخلصة الا يعود الى الذنب. فان زل في الذنب لضعفه وبشريته العبد ليس ملكا مقربا وليس نبيا مرسلا ان زل بعد ذلك دون اصرار منه على العودة الى الذنب اثناء توبته - 00:27:51ضَ

وتاب الى الله جل وعلا بعد ذلك في اي ساعة من ليل او نهار قبل الله جل وعلا منه توبته. بل وفرح الله بتوبته اليه الله اشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب اليه من احدكم كان على راحلته بارض فلاة - 00:28:11ضَ

وعليها طعامه وشرابه. فانفلتت منه راحلته. فايس منها فاتى شجرة فاضطجع في ظلها. وقد اي من راحلته فبينما هو كذلك اذ به يرى راحلته قائمة عند رأسه فقال هذا العبد اللهم انت عبدي - 00:28:31ضَ

انا ربك اخطأ من شدة الفرح فرح اوقعه في قول كفر صريح اللهم انت عبدي وانا ربك اي فرح هذا فرح الله جل جلاله بتوبة عبده اليه اعظم من فرحة هذا العبد - 00:28:51ضَ

بعودة راحلته اليه او ان شئت فقل بعودة اسباب الحياة الي التوبة يا اخواني هي حقيقة دين الاسلام هذه كلمة خطيرة جدا لان الناس لا تعرف قدر التوبة التوبة هي حقيقة دين الاسلام - 00:29:16ضَ

بل والدين كله داخل في مسمى التوبة الاسلام والايمان والاحسان داخل في مسمى التوبة. فالتوبة هي بداية الامر وهي خاتمة الامر واكثر الناس لا يعرفون قدر التوبة ولا حقيقتها فضلا عن القيام بها علما وعملا وحالا - 00:29:37ضَ

وقد تضافرت الادلة القرآنية والنبوية بل واجماع الامة على وجوب التوبة على الدوام لان الانسان لا يخلو من معصية ظاهرة او باطنة. والايات والاحاديث في فضل التوبة كثيرة جدا لا يتسع المقام لذكرها هنا. وقد - 00:30:01ضَ

تكلمنا في هذه القضية مرارا وتكرارا بفضل الله جل وعلا وقوله سبحانه انما التوبة على الله يا سلام! على الله انما التوبة على الله ان التوبة التي كتب الله على نفسه قبولها تفضلا منه وتكرما - 00:30:19ضَ

الله هو الذي كتب على نفسه تفضلا وتكرما وجودا ولطفا وبرا واحسانا منه بخلقه وعباده لا تكون هذه التوبة الذين يعملون السوء بجهالة خسوف الشر والاذى والقول القبيح والفعل القبيح والحال القبيح - 00:30:44ضَ

السوء هو الفعل الذي يسوء فاعله اذا كان هذا الفاعل للسوء عاقلا سليم الفطرة كريم النفس حسن الخلق او السوء هو الذي يسوء الناس في دينهم ودنياهم ويشمل الصغائر والكبائر - 00:31:09ضَ

من فعل المنكرات والمحظورات وترك الواجبات والمراد بالجهالة للذين يعملون السوء بجهالة يا هالة يعني السفاهة عن ابي العالية قال ان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يقولون كل ذنب اصابه عبد - 00:31:32ضَ

جهالة عن ابن عباس رضي الله عنه قال من عمل السوء فهو جاهل. ومن جهالته عمل السوء وقال مجاهد كل من عصى الله عمدا او خطأ فهو جاهل. حتى ينزع عن معصيته ان يترك المعصية - 00:31:55ضَ

التوبة المقبولة. انما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة. التوبة المقبولة من الله جل وعلا. لا تكون الا لاولئك الذين يعملون السوء ويقعون في المعاصي والذنوب بجهالة وسفاهة لكنهم يتوبون من قريب. ويندمون - 00:32:14ضَ

ويطهرون انفسهم بدون موع التوبة والاوبة. من قريب اي قبل ان ينزل بهم الموت وكان الضحاك يقول كل توبة قبل الموت فهي قريب كل توبة قبل الموت فهي قريب ولا ريب ولا شك انه كلما - 00:32:34ضَ

قرب وقت التوبة بعد وقت ارتكاب الذنب والوقوع في المعصية كلما كان القبول اقوى والرجاء ارجى وكلما تمادى العبد في غيه وسفاهته وضلالته وجهالتي وتسويفه مع اصراره وعدم مبالاته وقد يطبع ويختم على قلبه - 00:32:56ضَ

وتحيط به خطيئته ويحرم من التوبة قبل موته ولا ينافي لذلك ما رواه احمد والترمذي والنسائي بسند حسن من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله عز وجل يقبل توبة العبد مالا يغرغر. يعني ما لم تبلغ الروح الحلقوم - 00:33:18ضَ

الباب مفتوح الى هذه اللحظة الحديث ارجو ان يفهم على مراد رسول الله الحديث يفتح باب الامل والرجاء ورحمة الله وفضله وانه لا يجوز لاحد ان يقنط ابدا من رحمة الله. او ان ييأس من قبول الله له توبته - 00:33:43ضَ

اذا هو تاب اليه واناب ورجع ما دام العبد حيا في هذه الحياة الدنيا واولئك الذين يعملون السوء لسفاهة او جهالة او ثورة شهوة او ضعف ارادة او للتحكم الهوى - 00:34:02ضَ

ثم لا يلبثون ان يبادروا الى التوبة بعد ارتكاب الذنب والوقوع في المعصية هؤلاء يقبل الله توبتهم لان فعلهم السوء لم يكن الا عن جهالة مع قرب توبتهم بعد فعل الذنب واتبع السيئة الحسنة تمحوها - 00:34:20ضَ

ولذا قال جل وعلا وكان الله عليما حكيما. يعلم احوال عباده وما هم عليه من ضعف هو عليم بما يصلحهم ويسعدهم. ولحكمته جل جلاله شرع لهم التوبة. وجعلها مقبولة حتما تفضلا منه. وتكرما - 00:34:42ضَ

منه ولو اغلق باب التوبة في وجوه عباده لفسدوا وهلكوا. بل منحهم فرصة العودة اليه جل وعلا. ولم يغلق في من الباب ابدا في اي ساعة من ليل او نهار ولم يطردهم ولم يحرمهم فضله. وهم راغبون في رجائه ورحمته - 00:34:59ضَ

من عذابه وغضبه ونقمته وبعد ان بين الحق جل جلاله من تقبل توبتهم يذكر اولئك البعداء الذين لا تقبل توبتهم يا ترى من هم هؤلاء والجواب اللقاء المقبل ان قدر رب الارض والسماء. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد - 00:35:19ضَ

وعلى اله واصحابه اجمعين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا طالب التفسير هذا الكوثر فانهل لتروي ظلت الظمأ هدي الكتاب مع الحبيب المصطفى نور على نور الخير في بياني - 00:35:51ضَ