الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن سار على نهجه واختفى اثره الى يوم الدين وبعد - 00:00:09
هذا مجلس معقود في سماع الرسالة المعروفة بالعبودية لابي العباس شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى و اه ليستحظر كل واحد منكم قلما وورقة ويكتب الاجازة والسماع وفي النهاية يكتب - 00:00:26
مدة السماع بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه وبعد فان الاسناد من الدين ولولا الاسناد لقال من شاء ما شاء - 00:00:49
وان الرجل ليعرف بالسنة اذا اخذ من اهل السنة وحافظ على السنة وعمل بها ودعا اليها لا بمجرد الدعوة وكان من سنة السلف الاسناد ومن ذلك الاجازة وقد يسر الله تبارك وتعالى لي - 00:01:14
اجازات من مشايخ الفضلاء علماء اجلاء فأجيز من سمع مني هذه الرسالة بشروطها المعتبرة وقد سمع مني الاخ الفاضل او الاخت الفاضلة ثم تكتب اسمك بالكامل وذلك في المجلس المعقود - 00:01:49
عن طريق وسائل التواصل سماعا مباشرا من غير تسجيل وقد اجازني المشايخ الاجلاء بكتب شيخ الاسلام ابن تيمية ومنها الرسالة العبودية الشيخ المحدث الدكتور شمس الدين الافغاني السلفي اجازة في دولة الكويت - 00:02:32
عن العلامة المحدث حماد الانصاري محدث المدينة باسناده المعروف الى الامام شيخ الاسلام ابن تيمية واجازني الشيخ الفقيه عبد المحسن ابن محمد المنيف في المدينة النبوية عن العلامة المحقق الشيخ حمود التويجري - 00:03:20
باسانيده عن الامام شيخ الاسلام ابن تيمية و اجيزكم ان شاء الله بعد سماعكم لهذه الرسالة اجازة خاصة به واجازة عامة فيما تجوز لي روايته عنهم وهذه الاجازة بشرطها المعتبر - 00:04:08
عند اهل الحديث والاثر واطلب منكم ملازمة طلب العلم وتعليمه ومدارسة القرآن وتدريسه. والاشتغال بالحديث والتفسير وعلومهما وان تجيزوا بهذه الاجازة من هو اهل له وان تبذلوا العلم لمن ترونه اهلا - 00:04:50
وهذا المجلس معقود في يوم الاربعاء الثامن من شهر ذي الحجة بيوم التروية الثامن من شهر ذي الحجة عام واحد واربعين واربع مئة والف من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم - 00:05:28
الموافق للتاسع والعشرين من الشهر السابع عام عشرين والفين قاله واملاه الفقير الى عفو ربه الباري ابو صلاح محمد هشام طاهر ونبدأ على بركة الله عز وجل والقراءة ما فينا الشيخ ابي عمر غلام الطاهري - 00:05:58
الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله وصحبه اما بعد اللهم احفظ لنا شيخنا واغفر له ولوالديه ولنا ولوالدينا والمسلمين اجمعين قال الناسخ رحمه الله بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا - 00:06:36
من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اما بعد فقد سئل - 00:07:00
شيخ الاسلام وعلم الاعلام ناصر السنة وقامع البدعة احمد ابن عبد الحليم ابن تيمية رحمه الله عن قوله عز وجل يا ايها الناس اعبدوا ربكم فما العبادة وما فروعها؟ وهل مجموع الدين داخل فيها ام لا؟ وما حقيقة - 00:07:10
العبودية؟ وهل هي اعلى المقامات في الدنيا والاخرة؟ ام فوقها شيء من المقامات؟ وليبسط لنا القول في ذلك؟ فاجاب رحمه الله. اذا هذه الرسالة اه محتواها ومظمونها هو تعريف العبادة - 00:07:27
وبيان فروعها وانواعها وصورها ومحلها وهل مجموع الدين داخل في كلمة العبادة ام لا هذا فيما يتعلق بالعبادة ثم تفرع على ذلك العبودية فما حقيقة العبودية ومن هو العابد وما هي اعلى - 00:07:48
المقامات في الدنيا والاخرة هل هي مقامات العبودية او غيرها من الاوصاف الخيرية المعروفة المجزورة والشيخ سيبسط القول في هذا بسطا عظيما فمن اراد ان يعرف العبادة اولا فليهتم بهذه الرسالة - 00:08:18
بشطرها الاول ومن رام ان يكون من العابدين ومن اهل المقامات العليا ثانيا فعليه ان يهتم بمعرفة العبودية ومقاماتها وكيفية السير على من والي العابدين حتى يصل ويكون مع العلماء العارفين. نعم. قال رحمه الله العبادة هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الاقوال والاعمال - 00:08:43
عن الباطنة والظاهرة والصلاة والزكاة والصيام والحج وصدق الحديث واداء الامانة وبر الوالدين وصلة الارحام والوفاء بالعهود والامر بالمعروف والنهي عن وعن المنكر والجهاد للكفار والمنافقين والاحسان للجار واليتيم والمسكين وابن السبيل والمملوك من الادميين والبهائم - 00:09:17
دعاء والذكر والقراءة وامثال ذلك من العبادة. وكذلك حب الله ورسوله وخشية الله والانابة اليه واخلاص الدين له والصبر لحكمه والشكر لنعمه والرضا بقضائه والتوكل عليه والرجاء برحمته والخوف من عذابه وامثال ذلك هي من العبادة - 00:09:39
لله وذلك ان العبادة لله هي الغاية المحبوبة له والمرضية له والتي خلق الخلق لها كما قال الله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. وبها ارسل جميع الرسل كما قال نوح لقومه اعبدوا الله ما لكم من - 00:09:59
من اله غيره. وكذلك قال هود وصالح وشعيب وغيرهم لقومهم. وقال تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولنا ان يعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة. وقال تعالى وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا - 00:10:16
الا انا فاعبدون. وقال تعالى ان هذه امتكم امة واحدة. وانا ربكم فاعبدون. كما قال في الاية الاخرى يا ايها وصلوا كلوا من الطيبات واعملوا صالحا اني بما تعملون عليم. وان هذه امتكم امة واحدة وانا ربكم فاتقون. وجعل ذلك لازما - 00:10:36
لرسوله الى الموت كما قال واعبد ربك حتى يأتيك اليقين. وبذلك وصف ملائكته وانبيائه فقال تعالى وله من في السماوات والارض ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون. يسبحون الليل والنهار لا يفترون. وقال تعالى ان الذين عند ربك لا يستكبرون - 00:10:56
عن عبادته ويسبحون ويسبحونه وله يسجدون. وذم المستكبرين عنها بقوله وقال ربكم ادعوني استجب لكم ان يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين. ونعت صفوة خلقه بالعبودية له. فقال تعالى عيني يشرب بها - 00:11:16
الله يفجرونها تفجيرا وقال وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ولما قال الشيطان قال بما اغويتني لازينن لهم في الارض ولاغوينهم اجمعين الا عبادك منهم المخلصين. قال الله تعالى ان - 00:11:36
ليس لك عليهم سلطان الا من اتبعك من الغاوين. وقال في وصف الملائكة بذلك وقالوا اتخذ الرحمن ولدا. سبحان بل عباد مكرمون. لا يسبقونه بقولهم بامره يعملون يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم. ولا يشفعون الا لمن ارتضى وهم من خشية - 00:11:56
وهم من خشيتهم مشفقون. وقال تعالى وقالوا اتخذ الرحمن ولدا. لقد جئتم شيئا ادا تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الارض تخر الجبال هدا ان دعوا للرحمن ولدا. وما ينبغي للرحمن ان يتخذ ولدا ان كل من في السماوات والارض الا ات الرحمن عبدا - 00:12:16
فقد احصاهم وعدهم عدا وكلهم اتيه يوم القيامة فردا. وقال تعالى عن المسيح الذي ادعيت فيه الالهية والنبوة. ان هو الا عبد انعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني اسرائيل. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح لا تطروني كما اطرت - 00:12:36
قال عيسى ابن مريم فانما انا عبد فقولوا عبد الله ورسوله وقد نعته الله بالعبودية في اكمل احواله فقال في الاسراء سبحان الذي اسرى بعبده ليلا. وقال في الايحاء فاوحى الى عبده ما اوحى وقال في الدعوة وانه - 00:12:56
لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا وقال في التحدي وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فاتوا بسورة من مثله. فالدين كله داخل في العبادة وقد ثبت في الصحيح. يعني هذا هذه الايات التي اوردها المصنف رحمه الله - 00:13:11
فيها دلالة ظاهرة على ان العبودية التي فيها الشرف وفيها نيل المراتب العليا هي عبودية الطاعة هي عبودية الطاعة عبودية امتثال العبد امر ربه. وهي دعاؤه صلاته واما عبودية الاضطرار - 00:13:29
وهو كون الكل في قدر الله كون الكل في الكون فيخرجون عن ملكية الله فهذه العبودية ليس فيها فظل فلا يمكن لاحد ان يعتز بها وانما الاعتزاز بعبودية الطاعة لا بعبودية القهر والذل - 00:13:57
ثم ان قال قائل كيف قالت الرسل لانبياء لاقوامهم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره في اول الامر ولما يشرع الله عز وجل بعده لهم اه العبادات الصلوات والزكوات وغير ذلك. فالجواب من وجهين - 00:14:18
الاول ان قوله اعبدوا الله ما لكم من اله غيره انهم كان عندهم الصلاة والعبادات والطاعات والرسل تذكرهم باهمية اخلاص هذه الطاعات لله عز وجل والثاني ان قوله اعبدوا الله ما لكم من اله غيره ان يعبدوه - 00:14:41
في عباداتكم الاضطرارية وهي الدعاء والاستغاثة واللجؤ والتضرع والتذلل فاذا التزموا بذلك بعد ذلك يشرع لهم العبادات التشريعية من صلاة وصوم وزكاة وحج. نعم. قال رحمه الله فالدين كله داخل في العبادة. وقد ثبت - 00:15:03
ففي الصحيح ان جبريل لما جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم في صورة اعرابي وسأله عن الاسلام قال ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ان استطعت اليه سبيلا. قال فما الايمان؟ قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت - 00:15:25
لتؤمن بالقدر خيره وشره. قال فما الاحسان؟ قال ان تعبد الله كانك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك. ثم قال في اخر الحديث هذا جبريل جاءكم يعلمكم دينكم فجاء هذا كله في الدين والدين يتضمن معنى الخضوع والذل يقال دنته فدان اي ذللته فذل. ويقال ويدين الله ويدين - 00:15:45
لا ان يعبدوا الله ويطيعوه ويخضعوا له فدين الله عبادته وطاعته والخضوع له حتى في المعنى اللغوي يتبين لنا ان العبادة متظمنة الامرين متظمن العبادة الفطرية الاضطرارية وهي التي يدعو بها الانسان في حال الاضطرار - 00:16:08
وفي حال طلب الحاجات وكشف الكربات اه يا رب يا رب وفي حال الصلاة والصوم والزكاة فالاول اي زللته فذل. فالله جل وعلا يأتي بالمصائب حتى يتذلل العباد له يدعوه مخلصين له الدين. والثاني يدين الله ويدين لله ان يعبدوا الله ويطيعوا من قبل نفسه بما شرع - 00:16:29
نعم قال رحمه الله والعبادة اصل اصل معناها الذل ايضا. يقال طريق معبد اذا كان مذللا قد وطأته الاقدام. لكن العبادة بها تتضمن معنى الذل ومعنى الحب. فهي تتضمن غاية الذل لله تعالى بغاية المحبة له. فان اخر مراتب الحب هو التتيم - 00:16:59
العلاقة لتعلق القلب بالمحبوب ثم الصبابة لانصباب القلب اليه ثم الغرام والحب اللازم للقبض ثم العشق واخرها التتيم يقال الله اي عبد الله فالمتيم العبد لمحبوبه. ومن خضع للانسان مع بغضه له لا يكون لا يكون - 00:17:20
عابدا له ولو احب شيئا ولم يخضع له لم يكن له عابدا كما يحب ولده وصديقه. ولهذا لا يكفي احدهما في عبادة الله تعالى بل يجب ان يكون الله احب الى العبد من كل شيء وان يكون الله اعظم عنده من كل شيء بل لا يستحق المحبة والذل التام الا الله. وكل ما احب لغير الله فمحبته فاسدة - 00:17:39
وما عظم بغير امر الله كأنها تعظيم وباطلة. قال الله تعالى قل ان كان اباؤكم وابناؤكم واخوانكم وازواجكم وعشيرتكم واموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادة ومساكن ترضون احب اليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله. فتربصوا حتى يأتي الله بامره. فجنس المحبة تكون لله ورسوله كالطاعة - 00:17:59
فان الطاعة لله ورسوله والارظاء فان الطاعة لله ورسوله. والارضاء لله ولرسوله. والله ورسوله احق ان ان والايتاء لله ورسوله ولو انهم رضوا ما اتاهم الله ورسوله. واما العبادة وما يناسبها من التوكل والخوف ونحو ذلك فلا تكون الا لله وحده كما قال تعالى - 00:18:19
قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا اربابا من دون الله ان تولوا فقولوا اشهدوا بانا مسلمون - 00:18:42
وقال تعالى ولو انهم رضوا ما اتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله انا الى الله راغبون. فالاتاء بالله والرسول كقوله وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا. واما الحسم فهو الكافي فهو الله وحده. كما قال كما قال - 00:18:52
تعالى الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمع لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل. وقال تعالى يا ايها النبي حسبك الله من اتبعك من المؤمنين اي حسبك وحسب من اتبعك من المؤمنين الله. من ظن ان المعنى حسبك الله والمؤمنون معه فقد غرق غرطا فاحشا كما قد بسطناه في غير هذا الموضع - 00:19:10
وقال تعالى اليس الله بكافل عبده وتحرير ذلك ان العبد يراد به المعبد الذي عبده الله فذلله ودبره وصرفه. وبهذا الاعتبار فالمخلوق يقول كلهم عباد الله الابرار منهم والفجار والمؤمنون والكفار واهل الجنة واهل النار اذ هو ربهم كلهم ومليكهم لا يخرجون عن مشيئته وقدرته - 00:19:30
التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر فما شاء كانوا ان لم يشأوا وما شاءوا لم ان لم يشأه لم يكن كما قال تعالى افغير دين الله يبغون لو اسلم من في السماوات والارض طوعا وكرها واليه يرجعون. وهو سبحانه رب العالمين وخالقه ورازقه ومحييهم وميتهم ومقلب قلوبهم - 00:19:50
امورهم لا رب غيره ولا مالك لهم سواه ولا خالق لهم الا هو. سواء اعترفوا بذلك او انكروه سواء علموا ذلك او جهلوه. لكن اهل الايمان منهم عرفوا ذلك واعترفوا به بخلاف من كان جاهلا بذلك او جاحدا له مستكبرا على ربه ولا يقر ولا يخضع له مع علمه بان الله - 00:20:10
ربه وخالقه. المعرفة بالحق اذا كانت مع الاستكبار مع القبول والجحد له وكان عذابا على صاحبه كان عذابا على صاحبه كما قال تعالى وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ظلما وعلوا فانظر كيف كان عاقبة المفسدين. وقال تعالى الذين اتيناهم الكتاب يعرفونه - 00:20:30
يعرفون ابناءهم ان فريقا منهم يكتمون الحق وهم يعلمون. وقال تعالى فانهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بايات الله يجحدون. فان اعترف العبد ان الله ربه ان الله ربه وخالقه وانه مفتقر اليه محتاج اليه عرف العبودية المتعلقة بربوبية الله. وهذا العبد يسأل ربه يتضرع اليه ويتوكل عليه - 00:20:47
لكن قد يطيع امره وقد يعصيه وقد يعبده مع ذلك وقد يعبد الشيطان والاصنام. ومثل هذه العبودية لا تفرق بين اهل بين اهل الجنة والنار واهل النار ولا يصير بها الرجل مؤمنا كما قال تعالى وما يؤمن اكثر بالله الا وهم مشركون فان المشركين كانوا يقرون ان الله خالقهم ورازقهم وهم يعبدون - 00:21:07
قال تعالى ولئن سألتهم من خلق السماوات والافضل يقولن الله. وقال تعالى قل لمن الارض ومن فيها ان كنتم تعلمون سيقولون لله. قل افلا تذكرون قل رب السماوات السبع ورب العرش العظيم سيكون سيقولون لله قل افلا تتقون قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير لا يجار عليهم كنتم تعلمون سيقولون - 00:21:27
والا قل فانى تسحرون. وكثير ممن يتكلم في الحقيقة ويشهدها ويشهد هذه الحقيقة. وهي الحقيقة الكونية التي يشترك فيها وفي شهودها وفي المؤمن والكافر والبر والفاجر بل وابليس معترف بهذه الحقيقة واهل النار. قال ابليس ربي انف انظرني الى يوم يبعثون. وقال ربي - 00:21:47
ما اغيتني لازينن لهم في الارض ولوينهم اجمعين وقال ارأيتك الذي ارأيتك هذا الذي كرمت علي لئن اخرتني الى يوم القيامة لاحتنكن ذريته الا قليلا. وامثال هذا من الخطاب الذي يقر فيه بان الله ربه - 00:22:07
وخالق غيره. يعني العبودية التي هي بمعنى ان العبد يعترف بان الله هو الخالق هو المالك هو الرزاق هو المتصرف. هذه اه اذا لم يكن معها توحيد وصرف للعبادة لله وحده فهي لا تنفع - 00:22:21
كما ذكر الشيخ الامثلة على ذلك وليس فيها رفعة وليس فيها درجة. نعم قال رحمه الله وامثاله هذا من الخطاب الذي يقر به فيه بان الله ربه خالقه وخالق غيره وكذلك اهل النار قالوا ربنا غلبت علينا شقتنا وكنا قوما ضالين. وقالت - 00:22:42
لانهم ولو ترى اذ وقفوا على ربهم قال اليس هذا بالحق؟ قالوا بلى وربنا فمن وقف عند هذه الحقيقة وعند شؤونها ولم يقم بما امر به من الحقيقة الدينية التي هي عبادته المتعلقة بالوهيته وطاعة وطاعة امره - 00:23:00
وطاعة امره وامر رسوله كان من جنس ابليس واهل النار. وان ظن مع ذلك انه من خواص اولياء الله واهل المعرفة والتحقيق الذين سقط عنهم الامر والنهي والشرعيان كان من شر اهل الكفر والالحاد. ومن ظن - 00:23:14
ومن ظن ان الخظر وغيره سقط عنهم الامر لمشاهدة ارادة ونحو ذلك كان قوله هذا من شر اقوال الكافرين بالله ورسوله حتى يدخل في النوع الثاني من ما نلعب وهو العبد بما انا العبد سيكون عابدا لله لا يعبد الا اياه. يطيع امره وامر رسله ويوالي اولياءه والمؤمنين ويعادي اعداءه. هذه العبادة المتعلقة بالهية - 00:23:29
تعالى. ولهذا كان عنوان التوحيد لا اله الا الله. بخلاف من يقر بربوبيته ولا يعبده او يعبد معه الها اخر. فالاله الذي يألهه القلب وبكمال الحب والتعظيم والاجلال والاكرام والخوف والرجاء ونحو ذلك وهذه العبادة كلمة العبد - 00:23:49
تطلق ويراد بها احيانا اسم المفعول المعبد فهذا لا ميزة فيه واحيانا تطلع كلمة العبد ويراد بها العابد. وهنا الميزة في فان كان يقصد انه عبد بمعنى المعبد هادي لا ميزة له في عن باقي المخلوقات - 00:24:05
ان كان يقصد بالعبد انه عابد لله وحده لا شريك له فهنا تأتي الميزة. نعم. وهذه العبادة التي يحبها الله يرضاها وبها وصف المصطفين المصطفين من عباده وبها بعث رسله واما العبد بمعنى المعبد سواء اقر بذلك او انكره فهذا - 00:24:26
معنى يشترك فيه المؤمن والكافر وبالفرق بين هذين النوعين يعرف الفرق بين الحقائق الدينية الداخلة في عبادة الله ودينه وامره الشرعي التي يحبها ويرضاها يوالي اهلها ويكرمهم بجنته وبين الحقائق الكونية التي يشترك فيها المؤمن والكافر البر والفاجر البر والفاجر التي من اكتفى بها ولم يتبع الحقائق - 00:24:46
الدينية كان من اتباع ابليس اللعين. والكافرين وكان من اتباع ابليس اللعيم والكافرين برب العالمين ومن ومن اكتفى بها في بعض الامور دون بعض او في مقام دون مقام او حال دون حال نقص من ايمانه وولايته لله بحسب ما نقص من الحقائق الدينية. وهذا - 00:25:06
عظيم غلط فيه الغالطون وكثر فيه الاشتباه على السالكين حتى زلق فيه من اكابر الشيوخ المدعين للتحقيق والتوحيد والعرفان ما لا يحصيهم الا الله الذي لا يعلم السر الاعلام والاعلام. ولهذا اشار الشيخ عبد القادر رحمه الله فيما ذكر عنه فتبين فبين ان كثيرا من الرجال اذا وصلوا الى القضاء والقدر امسكوا الا انا - 00:25:24
فاني انت فاني انتفحت انفتحت. احسن الله اليك. فاني انفتحت لي فيه روزنة فنازعت اقدار الحق بالحق والرجل من يكون منازعا للقدر لا من يكون موافقا للقدر. مقصوده رحمه الله بهذا - 00:25:44
ان الانسان يقابل القدر بشرع الله هذا معنى المنازعة وليس المقصود ان المخالفة المقصود ان الانسان يقابل قدر الله بشرع الله اما ان الانسان يقول هذا قدر الله فيستسلم ولا يتعامل بالشرع - 00:26:01
فهذا من ظن المتواكلين. نعم. والذي ذكره الشيخ رحمه الله هو الذي امره الله به ورسوله لكن كثير من الرجال غلطوا فيه فانهم قد يشهدون ما يقدر على احدهم من المعاصي والذنوب او ما يقدر على الناس من ذلك بل من الكفر - 00:26:19
ان هذا جار بمشيئة الله وقضائه وقدره داخل في حكم ربوبيته مقتضى مشيئته فيظنون الاستسلام لذلك وموافقته الرضا به ونحو ذلك دينا وطريقا وعبادة ويضاهئون المشركين الذين قالوا لو شاء الله ما اشركنا ولا اباؤنا ولا حرمنا من شيء - 00:26:39
وقالوا ونطعم من لو يشاء الله اطعمه وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم ولو هدوا لعلموا ان القدر امرنا ان نرضى ونصبر على موجبه في المصائب التي تصيبنا كالفقر والمرض والخوف قال الله تعالى ما اصاب من مصيبة الا باذن الله ومن يؤمن بالله يهدي قلبه. قال بعض السلف هو رجل تصيبه المصيبة فيعلم - 00:26:58
انها من عند الله فيرضى ويسلم. وقال تعالى ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها. ان ذلك على الله يسير لكي لا تأس - 00:27:21
فلما فاتكم ولا تفرحوا بما اتاكم. وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال احتج ادم وموسى. وقال موسى انت ادم الذي خلقك الله بيده ونفخ فيك وابن روحه - 00:27:31
واشهد لك ملائكته وعلمك اسماء كل شيء فلماذا اخرجتنا من نفسك من الجنة؟ فقال ادهم انت موسى الذي اصطفاك الله برسالاته وبكلامه فهل وجدت ذلك كمكتوبا علي قبل ان اخلق - 00:27:41
قال نعم قال فحج ادم موسى وادم عليه السلام لم يحتج على موسى بالقدر ظنا ان المذنب يحتج بالقدر فان هذا لا يقوله مسلم ولا عاقل ولو كان هذا عذرا - 00:27:54
لكان عذرا لابليس وقوم نوح وقوم هود وكل كافر. ولا موسى لام ادم ايضا لاجل الذنب. ان ادم قد تاب الى ربه فاجتباه ولكن دامه لاجل المصيبة التي لحقتهم بالخطيئة ولهذا قال فلماذا اخرجتنا ونفسك من الجنة؟ فاجابه ادم ان هذا كان مكتوبا علي قبل ان اخلق - 00:28:04
فكان العبد المصيبة المترتبة عليه مقدرا وما قدر من المصائب يجب الاستسلام له فانه من تمام الرضا بالله ربا. واما الذنوب فليس لعبد ان يذنب واذا اذنب ان يستغفر او ويتوب فعليه ان يستغفر ويتوب ويتوب من المعايب من المعايب ويصبر على المصائب. قال تعالى فاصبر نواعد الله حق واستغفر لذنبك. وقال تعالى وان - 00:28:24
تصفية وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا. وقال ان وان تصبروا وتتقوا فان ذلك من عزم الامور. وقال يوسف عليه السلام انه ميت يتقي ويصبر فان الله لا يضيع اجر المحسنين. انا يتوب من المعايب يعني الذنوب - 00:28:44
ويصبر على المصائب المصايب هي التي ليست بالذنوب لكنها من تقدير الله كالفقر والمرض ونحو ذلك والناس في القضاء آآ والمصايب على مراتب. منهم من اذا اصيب بالمصيبة اه رضي اه لان هذا بقضاء الله وقدره وبحث عن سببه ولازم الاستغفار والتوبة - 00:29:01
وكان امره كله خير ومنهم من هو راض بالقدر لا يبالي ولا يبحث عن سببه. ومنهم من هو صابر للقدر ولا يبالي ولا يبحث عن سببه ومنهم من هو جازع للمصائب ولا يبالي ولا يبحث عن سببه - 00:29:30
فيمر عليه الامر وهو مأزور ولذلك الناس في مقابلة القدر لابد ان يكونوا اما في النعمة فيكون شاكرين واما على حال الذنوب فعليهم ان يكونوا مستغفرين تائبين واما ان يكونوا مبتلين بالمصائب عليهم ان يكونوا صابرين - 00:29:48
ثمان الناس بمقابل ما يصيبهم من المصائب على اربعة انواع النوع الاول والاكثر هم اهل الجزع والهلع الذين يولولون ويصرخون والنوع الثاني هم اهل الاسلام الذين رزقهم الله الصبر والنوع الثالث - 00:30:13
هم اهل الايمان الذين رزقهم الله الرضا النوع الرابع هم اهل الاحسان الذين رزقهم الله عز وجل الشكر على المصائب. نعم قال رحمه الله فص وكذلك ذنوب العباد يجب على العبد فيها ان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر بحسب قدرته ويجاهد في سبيل الله الكفار - 00:30:36
منافقين ويوالي اولياء الله ويعادي اعداء الله ويحب في الله ويبغض في الله. كما قال تعالى يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم اولياء اتلقون اليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق؟ يخرجون الرسول واياكم ان تؤمنوا بالله ربكم ان كنتم خرجتم جهادا في سبيله وابتغاء مرضاته تسيرون - 00:31:02
بالمودة وانا اعلم مما اخفيتم واعلنتم وان يفعلوا منكم فقد ظل سواء السبيل. اذ قفوكم يكون لكم اعداء وابسطوا اليكم ايديهم والسنتهم بالسوء ودوا لو تكفرون. لن تنفع معكم ارحامكم ولا اولادكم يوم القيامة تفصل بينكم الله بما تعملون وبصير. قد كانتكم اسوة حسنة بابراهيم والذين معه اذ قالوا لقومه انا برءاء منكم ومما - 00:31:22
يعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدأ بيننا وبينكم العداوة والبغضاء ابدا حتى تؤمنوا بالله وحده. وقال تعالى لا تجدوا قوم يؤمنون بالله واليوم الاخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا اباءهم او ابناءهم او اخوانهم او عشيرتهم - 00:31:42
اولئك كتب في قلوبهم الايمان وايدهم لروح منه. وقال فنجعل المسلمين كالمجرمين وقال ام نجعل الذين امنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الارض لنجعل المتقين كالفجار وقال تعالى حسب الذين اجترحوا السيئات ان جعلهم كالذين امنوا وعملوا الصالحات سواء ما احياهم ومماتهم ساء ما يحكمون. وقال تعالى وما يسيء الاعمى والبصير ولا الظلمات ولا النور - 00:31:59
الظل ولا الحرور وما يستوي الاحياء ولا الاموات وقال تعالى ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء ومتشاكسون ورجل سلاما لرجل هل يستويان مثلا؟ وقال تعالى ضرب الله مثلا مملوكا لا يقدر على شيء وما رزقناه منا رزقا حسنا فهو ينفق منه سرا وجهرا. هل يستوون؟ الحمد لله بل اكثرهم لا يعلمون. وضرب الله مثلا رجلين احدهما ابكم - 00:32:19
ولا يقدرون على شيء وهو كبر على مولاه اينما يوجهه لا يأتي بخير هل يستوي هو من يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم؟ وقال تعالى اصحاب النار واصحاب الجنة اصحاب الجنة هم الفائزون - 00:32:39
ونظائر ذلك مما يفرق الله فيه بين اهل الحق والباطل واهل الطاعة واهل المعصية واهل البر واهل الفجور واهل الهدى والضلال ويغير الرشاد واهل الصدق كريم. فمن شهد الحقيقة الكونية دون الحقيقة الدينية سوى سوى بين هذه الاجناس المختلفة التي فرق الله بينها غاية التوفيق حتى تؤول به هذه - 00:32:49
تسوية الى ان يسوي بين الله وبين الاصنام كما قال كما قال تعالى عنهم تالله ان كنا لفي ضلال مبين اذ نسويكم برب العالمين فقد ال الامر بهؤلاء الان سووا ان سووا الله بكل موجود. وجعلوا ما يستحقه من العبادة والطاعة حقا لكل موجود. اذ جعلوه هو وجود. اذ جعلوه هو وجود - 00:33:09
مخلوقات وهذا من اعظم الكفر والالحاد برب العباد. وهؤلاء يصل بهم الكفر الى انهم لا يشهدون انهم عباد لا بمعنى انهم انهم عباد. احسن الله اليك او عباد نعم عباد - 00:33:29
الله يستر عليك. وهؤلاء يصل بهم الكفر الى انهم لا يشهدون انهم عباد لا بمعنى انهم معبدون. ولا بمعنى انهم عابدون اذ يشهدون انفسهم هي الحق. كما بذلك الطواغيت هم كابن عربي صاحب الفصوص وامثاله الملحدين والمفترين كابن سبعين وامثاله. ويشهدون انهم هم العابدون والمعبودون وهذا ليس بشهود حقيقة لا كونية ولا دينية - 00:33:41
له ضلال وعمل عن شهود الحقيقة الكونية حيث جعلوا وجود الخالق هو وجود المخلوق. وجعلوا كل وصف مذموم ومندوح نعت للخالق مخلوق اذ وجود هذا هو وجود هذا عندهم. واما المؤمنون بالله ورسوله عوامهم وخواصهم هم اهل الكتاب كما آآ الذين هم اهل الكتاب كما - 00:34:01
قال النبي صلى الله عليه وسلم ان لله اهلين من الناس قيل من هم يا رسول الله؟ قال اهل القرآن هم اهل الله وخاصته فهؤلاء يعلمون ان الله رب ان الله رب كل شيء ومليكه وخالقه ان الخالق سبحانه مبين للمخلوق ليس هو حالا فيه ولا متحدا به ولا وجوده وجوده - 00:34:21
والنصارى انما كفرهم الله بان قالوا بالحلول واتحاد الرب بالمسيح خاصة فكيف من جعل ذلك عاما في كل مخلوق ويعلمون مع ذلك ان الله امر بطاعته وطاعة رسوله ونهى عن معصيته ومعصيته ونهى عن معصيته ومعصية رسوله وانه لا يحب الفساد ولا يرضى لعباده الكفر - 00:34:41
وان على الخلق ان يعبدوه فيطيعوا امره ويستعين بها على كل ذلك كما قال في فاتحة الكتاب اياك نعبد واياك نستعين ومن عبادته وطاعته الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بحسب الانكار والجهاد في سبيله - 00:34:59
لاهل الكفر والنفاق فيجتهدون في اقامة دينهم مستعينين به دافعين مزيلين بذلك ما قدر من السيئات دافعين بذلك ما قد يخاف من ذلك. كما يزيل الانسان الجوع الحاضرة للاكل ويدفع به الجوع المستقبل كذلك اذا ان او ان البرد دفعوا باللباس وكذلك كل مطلوب يدفع به مكروه. كما قالوا للنبي - 00:35:12
صلى الله عليه وسلم يا رسول الله ارأيت ادوية نتداوى بها رقى نستبقي بها وتقاتل نتقي بها هل ترد من قدر الله شيء؟ قال فقال هي من قدر الله. وفي الحديث ان الدعاء والبلاء ليلتقيان فيعتق اللجان بين السماء والارض. هذا حال المؤمنين بالله ورسوله العابدين - 00:35:32
لدين الله وكل ذلك من العبادة وهؤلاء الذين يشهدون الحقيقة الكونية وهي ربوبية تعالى لكل شيء ويجعلون ذلك مانعا من اتباع امره الديني الشرعي على مراتب على مراتب الضلال وغولاتهم يجعلون ذلك مطلقا عاما فيحتجون بالقدر في كل ما يخالفون فيه الشريعة وقوله هؤلاء شر من قول اليهود والنصارى وهو من جنس قول المشركين الذين قالوا ولو - 00:35:52
اللهم اشركنا ولا ابانا ولا حرمنا من شيء. وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم وهؤلاء من اعظم اهل الارض تناقض. كل من احتج بالقدر فانه متناقض فانه لا يمكن ان يقر كل ادمي على ما فعلوا فلا بد اذا ظلمه ظالم او ظلم الناس ظالم وسعى في الارض بالفساد واخذ يسفك دماء الناس - 00:36:15
يستحل ويستحل الفروج ويهلك الحرث والنسل ونحو ذلك من انواع الضرر التي لا قوام للناس بها ان يدفع هذا القدر وان يعاقب الظالم بما يكفه عدوانه انه عدوان امثاله ويقال له ان كان القدر حجة فدع كل احد يفعل ما يشاء بك وبغيرك وان لم يكن حجة بطل وان لم - 00:36:35
حجة بطل اصل قولك ان القدر حجة واصحاب هذا القول الذين يحتجون الى الحقيقة الكونية لا يطردون لا يطردون هذا القول يلتزمون انما هم يتبعون ارائهم واهواءهم كمن قال فيهم بعض العلماء الاصوب لا يطردونه لانه من الطرد - 00:36:55
لا يطردون التشكيلون خطأ لا يضطردون لانه من الطرد. بفتح الياء فتح الياء وتشديد الطاء مكسورة. لا لا غلط لا يبقى يريدها من الطردة احسن الله اليك. قال رحمه الله اصحاب هذا القول الذين يحتجون بالحقيقة الكونية لا يطردون هذا القول. ولا يلتزمون وانما هم يتبعون ارائهم - 00:37:14
واهوائهم كما قال فيهم بعض العلماء انت عند الطائعة ان تعد الطاعة قدري وعند المعصية جبريا اي مذهب وافق هواك كما ذهبت به ومنهم ومنهم صنف يدعون التحقيق والمعرفة. فيزعمون ان الامر والنهي لازم لمن شهد لنفسه فعلا. واثبت له صنعا. اما من شهد ان نفعله مخلوقة او انه مجبور - 00:37:42
على ذلك وان الله تعالى هو المتصرف فيه كما يحرك سائرا متحركات فانه يرتفع عنه الامر والنهي والوعد والوعيد. وقد يقولون من شهد الارادة سقط عنه التكليف يزعم احدهم ان الخضر سقط عنه التكليف لشهوده الارادة. فهؤلاء لا يفرقون بين العامة والخاصة الذين شهدوا الحقيقة الكونية فشهدوا ان ان الله خالق - 00:38:02
افعال العباد وانه يدبر جميع الكائنات وقد يفرقون بين من يعلم ذلك علما وبين من يراه شهودا. فلا يسقطون التكليف عن من يؤمن بذلك وهو يعلمه فقط ولكن عمن يشهده فلا يرى لنفسه فعلا اصلا وهؤلاء لا يجعلون الجبر واثبات القدر واثبات القدر مانعا من التكليف على هذا الوجه. وقد وقع في هذا طوائف من - 00:38:22
منتسبين الى التحقيق والمعرفة والتوحيد وسبب ذلك انه ضاق النطاق عن كون العبد يؤمر بما يقدر عليه خلافه كما ضاق النطاق المرتد ونحوه من القدرية عن ذلك. ثم المعتزلة الامر والنهي الشرعيين دون القضاء والقدر هو الذي هو ارادة الله العامة وخلقه لافعال عباده. وهؤلاء يثبتوا القضاء والقدر ونفوا الامر والنهي في حق من شهد بالقدر. اذ - 00:38:42
ام يك لم يمكنهم نفي ذلك مطلقا وقول هؤلاء شر من قول المعتزلة. ولهذا لم يكن في السلف من هؤلاء احد وهؤلاء يجعلون الامر والنهي للمحجوبين الذين لم يشهد هذه الحقيقة الكونية ولهذا يجعلون من وصل الى شهود هذه الحقيقة يسقط عنه الامر والنهي ويقولون انه صار من الخاصة وربما تأولوا على ذلك قوله - 00:39:02
قوله تعالى واعبد ربك حتى يأتيك اليقين. اليقين عندهم هو معرفة هذه الحقيقة. وقول هؤلاء كفر صريح وان وقع فيه طوائف لم يعلموا انه كفر فانه قد علم بالاضطرار من - 00:39:22
دين الاسلام ان الامر والنهي لازم ان لكل عبد ما دام عقله حاضرا الى ان يموت ولا لا يسقطان عنه لا بشهوده القدر ولا بغير ذلك فمن لم يعرف ذلك عرفه - 00:39:32
وبين له مبينا. احسن الله اليك. وبين له فان اصر على اعتقاد سقوط الامر والنهي فانه يقتل. وقد كثرت مثل هذه المقالات والمساخرين وفي المستأخرين واما المتقدمون من هذه الامة فلم تكن هذه المقالات معروفة بينهم. وهذه المقالات هي محادة لله ورسوله معادات له - 00:39:45
على سبيلهم شاقة له وتكريم لرسله ومضادة له في حكمه وان كان من يقول هذه المقالات وان كان من يقول هذه المقالات قد يلجأ الى ذلك ويعتقدوا ان هذا الذي هو عليه طريق الرسول وعن طريق اولياء الله المحققين فهو في ذلك بمشيئة ما يعتقد ان الصلاة لا تجب عليه والاستغناء عنها بما حصله من الاحوال - 00:40:05
او ان الخمر حلال له لكونه من الخواص الذين لا يضرهم شرب الخمر او ان الفاحشة حلال له لانه صار كالبحر لا تكدره الذنوب نحو ذلك ولا ريب ان المشركين الذين كذبوا الرسول يترددون بين البدعة من مخالفة لشرع الله وبين الاحتجاج بالقدر عن مخالفة امر الله. فهؤلاء الاصناف فيهم شبه من المشركين لانهم اما - 00:40:25
يبتدعوه اما ان يحتجوا بالقدر واما ان يجمعوا بين الامرين كما قال تعالى عن المشركين واذا فعلوا فاحشتهم قالوا وجدنا عليه ابائنا والله امرنا بها. قل ان الله لا يأمر بالفحشاء. اتقولون على الله ما لا تعلمون. وكما قال تعالى عنهم - 00:40:45
يقول الذين اشركوا لو شاء الله ما اشركنا ولا اباؤنا ولا حرمنا من شيء. وقد ذكر عن المشركين وابتدعوه من الدين الذي فيه تحليل الحرام. والعبادة الذين شرعها الله بمثل قوله تعالى وقالوا - 00:40:59
وهذه انعم وحرص حجر لا يطعمها الا من نشاء بزعمهم. وانعام الحجر من ظهورها وانعام لا يذكر اسم الله عليها افتراء عليه. الى اخر السورة. وكذلك في سورة الاعراف في قوله تعالى - 00:41:09
يا بني ادم لا يفسدنكم الشيطان كما اخرج ابوابكم من الجنة من الجنة. الى قوله واذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليه اباءنا والله امرنا بها. قل ان الله لا بالفحشاء تقولوا يا الله ما لا تعلمون قل امر ربي بالقسط واقيموا وجوهكم عند كل مسجد الى قوله وكلوا واشربوا لا تسرفوا انه لا يحب المسرفين قل من حرم زينة الله التي - 00:41:19
يأخذ العباد الطيبات من الرزق. الى قوله وانما حرم رب الفواحش ما ظهر منها وما بطن. والاثم والبغب الى الحق وان تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا ان تقول على الله ما لا تعلمون - 00:41:39
وهؤلاء قد يسمون قد يسمون ما احدثوه اه من البدع حقيقة كما يسمون ما يشهدون من القدر حقيقة ومن طريق الحقيقة عندهم هو السلوك الذي لا يتقيد صاحبه بامر الشارع ونيه. لا ولكن بما يراه يذوقه ويجده في قلبه مع ما فيه من غفلة عن الله جل وعلا - 00:41:49
الا ونحو ذلك. وهؤلاء لا يحتجون من القول مطلقا بل عمدتهم اتباع ارائهم واهوائهم وجعلهم بما يرونه ويهوونه حقيقة. وامرهم باتباعها اتباع امر الله ورسوله نظير بدع اهل الكلام الجهمية وغيرهم الذين يجعلون ما ابتدعوه من الاقوال المخالفة للكتاب والسنة وحقائق عقلية - 00:42:09
يجب اعتقادها دون ما دلت عليه السمعيات. ثم الكتاب والسنة اما ان يحرف القول فيهما عن مواضعه واما ان يعرضوا عنه بالكلية. فلا الضرورة هو لا يعقلونه بل يقولون نفوض معناه الى الله. مع اعتقادهم نقيضه. واذا حقق على هؤلاء ما يزعمونه من العقليات المخالفة للكتاب والسنة وجدت - 00:42:29
جهليات واعتقادات فاسدة وكذلك اولئك اذا حقق عليهم ما يزعمونه من حقائق اولياء الله المخالفة للكتاب والسنة وجدت من الاهوال تبيعها اعداء الله لا اولياؤه. واصل الضلال من ضله هو بتقديم قياسه على النص المنزل من عند الله وتقديم وتقديم اتباع الهوى على اتباع امر الله - 00:42:49
فان الذوق والوجه ونحو ذلك وبحسب ما يحبه العبد فكل محب له ذوق ووج بحسب محبته فاهل الايمان لهم من الذوق والوجد مثل ما بينه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله في الحديث - 00:43:10
صحيح ثلاث من كن في وجهه حلاوة ايمانا ومن كان من كان الله ورسوله احب اليه مما سواهما ومن كان يحب المرء لا يحبه لله الا لله. ومن كان يكره ان يرجع في الكفر بعد - 00:43:20
بعد ان انقذه الله منه كما يكره ان يلقى في النار وقال في الحديث الصحيح لا طعم الايمان من رضي بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا - 00:43:30
واما اهل الكفر والبدع والشهوات فكل بحسبه فقيل لسفيان ابن عيينة ما بال اهل الاهواء لهم محبة شديدة في اهوائهم؟ فقال انسيت قوله تعالى واشرب وفي قلوبهم العجلة بكفرهم او نحو هذا من الكلام. فعباد الاصنام يحبون الهتهم كما قال تعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله امدادا يحبونهم كحب - 00:43:40
والذين امنوا اشد حبا لله وقال فانهم يستجيبوا لك فاعلموا فانهم يستجيبوا لك فاعلم ان ما يتبعون اهواءهم ومن اضل ممن اتبع هواه هدى من الله. وقال جاءهم من ربهم هدى. ولهذا يمل هؤلاء الى سماع الشعر والاصوات التي تهيج المحبة المطلقة التي لا تختص باهل الايمان - 00:44:00
وليشترك فيها محب الرحمان ومحبي الاوثان ومحبوا الصلبان ومحبوا الاوطان ومحبوا الاخوان ومحبوا المردان ومحبوا النسوان وهؤلاء الذين يتبعون اذواقهم ومواجيدهم من غير اعتبار لذلك بالكتاب والسنة وما كان عليه سلف الامة فالمخالف لما بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم من عبادته وحده وطاعته وطاعة رسوله ثم لا - 00:44:20
قولوا متبعا لدين لدين شرعه الله ابدا. كما قال تعالى كما جعلناك على شريعة من الامر فاتبعنا نتبعها الذين لا يعلمون. انهم لن وعنك من الله شيئا وان الظالمين بعضهم اولياء بعض والله ولي المتقين. بل يكون متبعا لهواه بغير هدى من الله. قال تعالى انهم شركاء وشرعوا لهم من الدين ما لم - 00:44:40
الله وهم في ذلك تارة يكونون على بدعة يسمونها حقيقة ويقدمونها على ما شرعه الله وتارة يحتجون بالقدر الكونية على الشريعة كما اخبر الله به يعني المشركين كما تقدم ومن هؤلاء طائفة هم اعلاهم عندهم قدرا وهم مستمسكون بما اختاروا بهواهم من الدين. في اداء الفرائض المشهورة واجتناب المحرمات المشهورة لكن يضلون - 00:45:00
بترك ما امروا به من الاسباب التي هي عبادة. ظانين ان العارف اذا شهد القدر اعرض عن ذلك مثل من يجعل التوكل منه او الدعاء ونحو ذلك من المقامات العامة - 00:45:21
تدوين الخاصة بناء على ان من شهد القدر علما ان ما قدر سيكون فلا حاجة الى ذلك. وهذا ضلال مبين وغلط عظيم فان الله قدر الاشياء باسبابها كما قدرت سعادته - 00:45:31
والشقاوة اللي اسبابها كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله خلق للجنة اهلها خلقها لهم وفي وهم في اصلاب ابائهم وبعمل اهل يعملون وخلق للنار اهلا خلقها لهم وهم في اصلاب ابائهم وبعمل اهل النار يعملون. وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم مما اخبرهم بان الله تعالى كتب المقادير فقالوا - 00:45:41
يا رسول الله افلا نداء العمل ونتكل على الكتاب؟ فقال لا اعملوا فكل ميسر لما خلق له. اما من كان من اهل السالفة فيسر لعمل اهل السعادة. واما من كان من اهل - 00:46:01
قهوة بيسروا لعمل اهل الشقاوة. وكل ما امر الله به عباده من الاسباب فهو عباده. التوكل مقرون بالعبادة كما في قوله تعالى فاعبده وتوكل عليه لقوله قل هو ربي لا اله الا هو عليه توكلت عليه وتاب. وقول شعيب عليه السلام فعليه توكلت واليه ينيب. ومنهم طائفة يغترون بما يحصل لهم - 00:46:11
من خرق عادة مثل مكاشفة او استجابة دعوة مخالفة للعد سقط ومن الطائفة قد تترك المستحبات للاعمال دون الواجبات اتنقص بقدر ذلك ومنهم طائفة يغترون. احسن اليك. هم ومنهم طائفة يغترون بما يحصل لهم من خرق اعادة مثل مكاشفة او مستجابة دعوة دعوة مخالفة للعادة العامة. ونحو - 00:46:31
ذلك فيشتغل احدهم بهذه الامور عما امر به من العبادة والشكر ونحو ذلك. فهذه الامور ونحوها كثيرا ما تعرض له السلوك والتوجه انما ينجو العبد منها بملازمة امر الذي بعث به رسوله صلى الله عليه وسلم في كل وقت. كما قال الزهري وكان من مضى من سلفنا يقولون الاعتصام بالسنة نجاة. وذلك ان - 00:46:59
كما قال مالك رحمه الله مثل سفينة نوح. من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق. والعبادة والطاعة والاستقامة ولزوم الاتصالات المستقيمة ونحو ذلك من الاسماء مقصودها واحد ولها اصلان احدهما الا يعبد الا يعبد الا الله الا يعبد الا الله الثاني ان يعبد بما امر - 00:47:19
او شرع ولا يعبده بغير ذلك من الاهواء والظنون والبدع. قال تعالى فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا. وقال تعالى بلى من وجه لله ومحسن فله اجره عند ربي ولا خوف عليه ولا هم يحزنون. قال تعالى وان احسن دينا ممن اسلم وجها لله ومحسن فاتبع مائة ابراهيم حنيفا. فاتخذ الله ابراهيم خليلا - 00:47:39
والعمل الصالح هو الاحسان وهو فعل الحسنات والحسنات هي ما احبه الله ورسوله وهو ما امر به امر ايجاب او استحباب فما كان من البدع في الدين التي ليست في الكتاب ولا في صحيح السنة فانها وان قالها من قالها وعمل بها من من عمل ليست مشروعة فان الله لا يحبها ولا رسوله فلا تكونوا من الحسنات ولا من العمل - 00:47:59
كما ان من يعمل ما لا يجوز كالفواحش والظلم. والظلم ليس من الحسنات ولا. الفواحش والظلم. احسن الله اليك كما ان من يعمل ما لا يجوز كالفواحش والظلم ليس من الحسنات ولا من العمل الصالح واما قوله ولا يشرك بعبادة ربه احدا - 00:48:19
وقوله اسلم وجهه لله فهو اخلاص الدين لله وحده. وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول اللهم اجعل عملي كله صالحا واجعله لوجهك خالصا ولا تجعل لاحد فيه شيئا. وقال الفضيل ابن عياض في قوله تعالى ليبلوكم ايكم احسن عملا. قال اخلصه وصدق قالوا يا ابا علي ما اخلص - 00:48:39
قال ان العمل اذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل واذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل حتى يكون خالصا صوابه والخالص ان يكون لله صوابا يكون على السنة - 00:48:59
فان قيل فاذا كان جميع ما يحبه الله داخلا في اسم العبادة فلماذا عطف عليها غيرها؟ كقوله في فاتحة الكتاب اياك نعبد واياك نستعين وقوله لنبينا صلى الله عليه وسلم اعبده وتوكل عليه وقول نوح اعبدوا الله واتقوه واطيعوه. وكذلك قول غيره من الرسل. قيل هذا له نظائل كما في - 00:49:13
قوله ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر والفحشاء من المنكر وكذلك قوله ان الله يأمر العدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي وايتاء ذي القربى هو من العدل والاحسان كما ان الفحشاء والبغي من المنكر. فكذلك قوله والذين يمسكون بالكتاب واقاموا الصلاة. واقامة الصلاة - 00:49:33
من اعظم التمسك بالكتاب وكذلك قوله والانبياء انهم كانوا يسارعون في الخيرات يدعون رغبا ورهبا ودعاؤهم رغبا ورهبا من الخيرات ومثال ذلك في القرآن كثير وهذا الباب تكون سارة مع كون احدهما بعضا اخر فيعطف عليه تخصيصا له بالذكر لكونه مطلوبا بالمال العام ما المعنى الخاص وتارة دلالة - 00:49:53
تتنوع بحال الانفراد والاقتران. فاذا اخذ عمه اذا قرن بغيره خص واذا قرن بغيره خص كاسم الفقير والمسكين لما افرد لما افرد احدهما في مثل قوله تعالى للفقراء الذين احصروا في سبيله وقوله - 00:50:13
قاموا عشرة مساكين دخل فيه الاخر. ولما قرن بينهما في قوله انما الصدقات للفقراء والمساكين. صارا نوعين. وقد قيل ان الخاصة المعطوفة على العامة يدخل في العام حال اقتران بل يكون من هذا الباب والتحقيق ان هذا ليس لازما. قال تعالى من كان عدو لله وملائكته - 00:50:29
ورسله وجبريل وميكال. وقال تعالى واذا واذ اخذنا من النبيين ميثاقهم. ومنك من نوح وابراهيم وموسى وعيسى ابن مريم. وذكر خاص العام يكون لاسباب متنوعة تارة لكونه لكونه له خاصية له خاصية ليست لسائر افراد العام كما في نوح وابراهيم - 00:50:49
عيسى وتارة لكون العام فيه اطلاقه قبل لا يفهم منها العموم كما في قوله هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب يقيمون الصلاة مما رزقناهم ينفقون والذي بما انزل اليك وما انزل من قبلك. فقول المؤمنون بغيب تناول الغيب الذي يجب الايمان به لكن فيه اجمال فليس فيه دلالة على ان من الغيب ما انزل اليه. وما - 00:51:09
انزلوا من قبلك وقد يكون المقصود انهم مؤمنون بالمخبر به وهو الغيب وبالاخبار بالغيب. وهو ما انزل اليكم ما انزل من قبلكم ومن هذا الباب قوله تعالى اوحي اليك من الكتاب واقم الصلاة - 00:51:29
وقوله والذين يمسكون بالكتاب واقاموا الصلاة. تؤة الكتاب هي اتباعه والعمل به. كما قال ابن مسعود في قوله تعالى الذين اتناهم الكتاب يتلون تلاوته قال يحلون حلاله ويحرمون حرامه ويؤمنون بمتشابهه ويعملون بمحكمه فاتباع الكتاب يتناول الصلاة وغيرها لكن خصها بالذكر - 00:51:41
او كذلك قوله لموسى انني انا الله لا اله الا انا فاعبدني وقم الصلاة لذكري. واقامة الصلاة ذكري من اجل عبادته. وكذلك قوله تعالى اتقوا الله وقولوا قولا سديدا وقوله اتقوا الله تابوا اليه وسيلة. وقوله اتقوا الله وكونوا مع الصادقين فان هذه الامور هي ايضا من تمام تقوى الله. وكذلك قوله فاعبدوا - 00:52:01
وتوكل عليه فان التوكل على الاستعانة به من عبادة الله. لكن خصت بالذكر ليقصدها ليقصدها المتعبد آآ بخصوصها. فانها هي العون على سائر انواع العبادة اذ هو سبحانه لا يعبد الا بمعونته. اذا تبين هذا فكمال المخلوق في تحقيق عبوديتي لله. وكلما زاد العبد - 00:52:21
تحقيقا للعبودية زاد كماله على الدرجة ومن توهم ان المخلوق يخرج عن العبودية بوجه من الوجوه او ان الخروج عنها اكمل فهو من اجهل الخلق بل من قال تعالى وقالوا اتخذوا الرحمن ولدا سبحانه بل عباده مكرمون. لا يشفق لا يشفقونه بالقول وبامره يعملون ويعلم ما بين ايديهم - 00:52:41
وما خلفهم ولا يشفعون الا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون. وقال تعالى وقالوا اتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم شيئا اذ لا تكاد السماوات يتفطن وتنشق الارض وتخر الجبال هدا داء للرحمن وهدا وما ينبغي للرحمن ان يتخذ ولدا من كل من في السماوات الرحمن عبدا قد احصاهم واعدهم عدا وكل - 00:53:01
يأتيه يوم القيامة فردا وقال تعالى في المسيح ان هو الا عبد انعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني اسرائيل وقال تعالى وله من في السماوات والارض ومن عنده لا يستكبرون لعبادته ولا يستحسرون - 00:53:21
ويسبحون الليل والنهار لا يفترون. وقال تعالى ان يستنكر المسيح ان يكون عبدا لله وللملائكة المقربون. ويستنكف عن عبادته ويستكمل فسيحشرهم اليه جميعا. فاما الذين امنوا بالصالحات فيوفيهم اجورهم ويزيدهم من فضلهم الذين استنكفوا واستكبروا عذابا اليم والاجر لهم من دون الله وليهم ولا نصيرا. وقال تعالى وقال ربكم ادعوني استجب - 00:53:31
ان الذين يستكبرون عبادته سيدخلون الجنة مداخلين. وقال تعالى من ايات الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجد للشمس ولا القمر يشتري الا اذا خلقهن ان كنتم اياه تعبدون. اذ استكبروا فالذين - 00:53:51
عند ربك يسبحون له بالليل والنهار هم لا يسهون. وقال تعالى واذكر ربك بنفسك تضر عن المخيفة. ودون الجهر من القول بالغدو والاصال ولا تكن من الغافلين. ان الذين عند ربك لا يستكرون - 00:54:01
عن عبادته ويسبحونه وله يسجدون وهذا ونحن مما فيه وصف اكابر الخلق بالعبادة وذم من خرج عن ذلك متعدد في القرآن وقد اخبر انه ارسل جميع الرسل بذلك فقال تعالى وما ارسلنا من قبلك من رسول ان يوحي لانه - 00:54:11
لا اله الا انا وقالوا لقد بعثنا في كل وتر اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت وقال تعالى لبني اسرائيل يا عبادي الذين امنوا ان ارضي واسعة فاياي فاعبدون واياي تقول وقال يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون. قالوا وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. وقال تعالى قل اني امرت ان اعبد الله مخلصا له الدين وامرت لان اكون اول - 00:54:25
المسلمين قل اني اخاف ان عصيت ربي عذاب يوم عظيم. قل الله امرني مخلصا له ديني فاعبدوا ما شئتم من دونه. وكل رسول من الرسل افتتح دعوته بالدعاء الى عبادته له - 00:54:45
بنوح ومن بعده عليهم السلام في اعبدوا الله ما لكم من اله غيره. وبالمسند عن ابن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال بعثت بالسيف بين يدي الساعة حتى يعبد الله وحده لا شريك له وجعل رزقي تحت ظل رمحي وجعل الذلة والصغار على من خالف امره - 00:54:55
وقد بين ان عباده هم الذين ينجون من السيئات. قال الشيطان رب ما اغويتني ازينن لهم في الارض ولاغوينهم اجمعين الا عبادك منهم المخلصين وقال تعالى ان عبادي ليس كعليهم سلطان الا من اتبعك من الغاوي وقال فبعزتك لاغوينهم اجمعين الا عبادك منهم المخلصين. وقال في حق يوسف كذلك لنصرف عن - 00:55:15
الفحشاء انه من عبادنا المخلصين وقال سبحان الله عما يصفون الا عباد الله المخلصين. وقالوا انه ليس الامام سلطان انه ليس له سلطان على الذين امنوا على ربي يتوكلون انما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم بربه مش والذين هم به مشركون - 00:55:35
وبلعبودية نعت كل من اصطفى من خلقه في قوله واذكر عبادنا ابراهيم واسحاق ويعقوب واولي الايدي والابصار. انا اخلصناهم بخالصة ذكر الدار وانهم عند لمصطفين الاخيار وقوله واذكر عبدنا اي داوود ذا الايد انه اواب - 00:55:53
وقال عن سليمان نعم العبد انه اواب عن ايوب نعم العبد قال اذكر عبدنا عبدنا ايوب اذ نادى ربه وقال عن نوح عليه السلام ذرية من حملنا مع نوح انه كان - 00:56:10
عبدا شكورا وقال عن خاتم رسله صلى الله عليه وسلم سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى وهو اولى قبلتين وقد فسر الله بان جعل العبادتين بخمس مئة ضعف. والمقصود من مضاعفة الحسنات هو المسجد الذي حرقه اليهود عليهم لعنة الله. وظنوا - 00:56:20
يظن البعظ ان المسجد الاقصى هو الصخرى والقبة المحيطة بها وليس كذلك. وقال جل وعلا وانه لما قام عبد الله يدعوه وقالوا ان كنتم في ريب مما نزلنا على ديننا وقال فاوحى الى عبده ما اوحى وقال عينا يشتروا بها عباد الله وقال وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا ومثل هذا - 00:56:40
اكثير متعدد في القرآن قال رحمه الله فصل اذا تبين ذلك فمعلوم ان الناس يتفاضلون في هذا الباب تفاضل عظيما وهو تفاضلهم في حقيقة الايمان وهم ينقسمون فيه الى عام وخاص ولهذا - 00:57:00
كانت ربوبية الرب لهم فيها عموم الخصوص. ولهذا كان الشرك في هذه الامة اخفى من دميم النمل وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال تعس عبد الدرهم تعس عبد - 00:57:13
دينار تعيس عبد القطيفة تعيس عبد الخميص وتعيسى وانتكس واذا شيك فلا انتقش وان اعطي رجل منع سخط فسماه النبي صلى الله عليه وسلم دجرهن وعبد الدينار وعبد القطيف وعبد الخميصة وذكر ما فيه دعاء وذكر ما فيه دعاء وخبر. دعاء وخبرا احسن وذكر ما فيه دعاء - 00:57:23
وخبراء وهو قوله تعس وانتكس اذا الشيك فلا انتقش. والنقش اخراج الشوكة من الرجل والمنقاش ما يخرج به الشوكة وهذه الحاء وهذه حال من اذا اصابه شر لم يخرج منه ولم يفلح لكي تعس وانتكسوا فلا مال المطلوب ولا - 00:57:43
اصل من المكروه وهذه حال من عبد المال وقد وصف ذلك بانه اعطي وقد وصف ذلك بانه اذا اوتي ورظي واذا منع سخط كما قال الا ومنهم من يلمزك في الصدقات فان اوتوا منها رضوا وان لم يعطوا منها اذا هم يسخطون. فرضاهم لغير الله وسخطهم لغير الله. وهكذا حال من كان متعلقا بالرئاسة - 00:58:01
تتن او بصورة ونحو ذلك من اهواء نفسه ان حصل له رضيع لن يحصل له سخط فهذا عبد ما عبد فهذا عبد ما يهواه من ذلك وهو رقيق له للرق والعبودية في الحقيقة هو رق القلب وعبوديته فما استرق القلب واستعمله فهو عبده. ولهذا قال العبد حر ما قنع والحر - 00:58:21
عبده ما طمع وقال قائل اطعت مقامه فاستعبدتني ولو اني قنعت لكنت حرا. وقال الطمع غل غل في غل في العنق. نعم. قيد في الرجل فاذا زال الغل من العنق زال القيد من الرجل. ويروى عن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه - 00:58:41
يقال الطابع فقر واليأس غنى وان احدكم اذا يئس من شيء استغنى عنه وهذا امر يجده الانسان من نفسه فان الامر الذي ييأس من من لا يطلب فان الامر الذي ييأس من لا يطلبه ولا يبقى قلبه فقيرا اليه ولا الى من يفعله. واما - 00:59:01
واما اذا طمع في امر من الامور والرجاء فان قلبه يتعلق به فيصير فقيرا الى حصره والى من يظن انه سبب في حصوله. وهذا في المال والجاه والصور وغير ذلك - 00:59:20
الخليل صلى الله عليه وسلم فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروا له اليه ترجعون. فالعبد لابد له من رزق وهو محتاج الى ذلك فطلب رزقه من الله صار عبدا لله فقيرا اليه. واذا طلبه من مخلوق صار عبدا لذلك المخلوق فقيرا اليه. ولهذا كانت مسألة المخلوق ولهذا كانت - 00:59:30
مسألة المخلوق محرمة في الاصل وانما ابيحت للضرورة. وبالنهي عنها احاديث كثيرة في الصحيح والسنن والمسانيد كقوله صلى الله عليه وسلم لا تزال المسألة باحدكم حتى يوم حتى يأتي يوم القيامة وليس في وجهه مزعة لحم. وقوله من سأل الناس وله ما يغنيه - 00:59:50
جاءت مسألته يوم القيامة خدوشا او خموشا او كدوشا في وجهه. وقوله لا تحل المسألة الا لذي غرم مفظع او دم موجع او فقر مدقع وهذا المعنى في الصحيح وفي ايضا ان يأخذ احدكم حبله - 01:00:10
فيذهب فيحتطب خير له من ان يسأل الناس اعطوه او منعوه. فقال ما اتاك من هذا المال وانت غير سائل ولا مشرف. فخذه ولا وما لا فلا تتبعه نفسك فكره اخذه مع سؤال اللسان واستشراف القلب. وقال في الحديث الصحيح من يستغني يغنه الله ومن يستعذفه - 01:00:26
بثه الله ومن يتصبر يصبره الله وما اعطي احد عطاء خيرا واوسع من الصبر. واوصى خواص اصحابه ان لا يسألوا الناس شيئا. وفي المسند ان ابا بكر رضي الله كان يسقط صوته من يده فلا يقول لاحد ناولني اياه ويقول ان خليلي امرني الا اسأل الناس شيئا. وفي صحيح مسلم وغيره وعن عوف ابن مالك - 01:00:46
رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم بايعه في طائفة واسر اليهم كلمة خفية الا تسألوا الناس شيئا. فكان بعض اولئك النفر يسقط ولا يقول لاحد ناولني اياه. وقد دلت النصوص على الامر بمسألة الخالق والنهي عن مسألة المخلوق في غير موضع كقوله تعالى فاذا فرغت فانصب الى - 01:01:06
ربي كفرها بقول النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس رضي الله عنهما اذا سألت فاسأل الله واذا استعنت فاستعن بالله ومنه قول الخليفة ابتغوا عند الله رزقا ولم يقل فابتغوا الرزق - 01:01:26
عند الله لان تقديم الظرف يشعر بالاختصاص والحصري كانه قال لا تبتغوا الرزق الا عند الله وقد قال الله تعالى واسألوا الله من فضله والانسان لابد له من حصول ما ما يحتاج اليه من رزقه ونحوه ودفع ما يضره. وكلا الامرين شرع له ان يكون دعاؤه لله. فلا يسأل رزقه - 01:01:36
فلا يسأل رزقه الا من الله ولا يشتكي الا اليه كما قال يعقوب عليه السلام انما اشكو بثي وحزني الى الله. والله تعالى ذكر في القرآن ان الشكوى الى المخلوق آآ شكوى الى من لا يقدر على ازالة شيء - 01:01:57
ولا الى جلب شيء ولذلك ينبغي على العبد ان يشكو الى الله عز وجل. كذلك الدعاء دعاء غير الله مذلة بلا فائدة لان غير الله لا يملك لا جلب نفع ولا دفع ضر. نعم. قال رحمه الله والله تعالى ذكر في القرآن الهجر الجميل والصفح الجميل والصبر الجميل وقد قيل ان الهجر - 01:02:14
هو هجر بلا اذى والصح الجميل صفح بلا معاتبة والصبر الجميل صبر بغير شك وعين المخلوق. ولهذا قرئ على احمد بن حنبل في مرضه ان طاووسا كان يكره انير المريض - 01:02:37
يقول انه شكوى فما ان احمد حتى مات. واما الشكوى الى الخالق فلا تنافس صبر جميل فان يعقوب عليه السلام قال فصبر جميل. وقال انما وبثي وحزني الى الله. وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقرأ في الفجر بسورة يونس ويوسف والنحل. فمر بهذه الاية في قراءته فبكى حتى سمع نشيجه من اخر - 01:02:50
ومن دعاء موسى عليه السلام اللهم لك الحمد واليك المشتكى وانت المستعان وبك المستغاث يعريك التكلان ولا حول ولا قوة الا بالله. وفي الدعاء الذي دعا به النبي وسلم لما فعل به اهل الطائف ما فعلوا اللهم اني اشكو اللهم اليك اشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس يا ارحم الراحمين انت رب المستضعفين - 01:03:10
وانت ربي اللهم الى من تكلني؟ الى بعيد يتجهمني؟ ام الى عدو ملكته امري؟ ان لم يكن بك غضب علي فلا ابالي غير ان عافيتك اوسع اعوذ بنور وجهك الذي اشرقت به الظلمات وصلح عليه امر الدنيا والاخرة ان ينزل به سخطك وان يحل علي غضبك - 01:03:31
لك العتبى حتى ترضى فلا حول ولا قوة الا بالله وفي بعض الروايات ولا حول ولا قوة الا بك. وكلما قيط مور العبد في فضل الله ورحمته ورجائه لقضاء لقضاء حاجته - 01:03:51
ودفع ضرورته قويت عبوديته له وحريته مما سواه. فكما ان طمعه في المخلوق. فكما ان طمعه في المخلوق يوجب عبوديته له فبأسه منه يوجب غنى قلبه عنه. كما قيل استغني عمن شئت تكن نظيره. وافضل - 01:04:03
على من شئت تكن اميرة واحتج الى من شئت تكن اسيره. فكذلك طمع العبد في ربه ورجائه له يوجب عبوديته له اعراض قلبه عن الطلب من الله والرجاء له يوجب انصراف قلبه عن العبودية لله. لا سيما من كان يرجو المخلوق ولا يرجو الخالق بحيث يكون قلبه - 01:04:23
معتمدا اما على رئاسته وجنوده واتباعه ومماليكه واما على اهله واصدقائه واما على امواله وذخائره واما على ساداته وكبراءه كمالكه ومليكه وشيخه ومخدومه وغيره ممن هو قد مات او يموت قال تعالى وتوكل على الحي الذي - 01:04:43
الى يموت وسبح بحمده وكفى به بذنوب عباده خبيرا. وكل من علق قلبه بالمخلوقين ان ينصره او يرزقه او ان يهدوه خضع قلبه لهم وصار فيه من العبودية لهم بقدر ذلك وان كان في الظاهر اميرا لهم مدبرا لهم متصرفا بهم فالعاقل ينظر الى الحقائق لا الى الظواهر - 01:05:01
رجل اذا تعلق قلب امرأة ولو كانت مباحة له يبقى قلبه اسيرا لها تتحكم فيه وتتصرف بما تريد. وهو في الظاهر سيدها لانه زوجها او مالكها ولكنه في الحقيقة هو اسيرها ومملوكها ولا سيما اذا دارت واذا درت بفقره اليها وعشقه لها وانه لا يعتاب - 01:05:21
بغيرها فانها حينئذ تتحكم فيه تحكم السيد القاهر الظالم في عبده المقهور الذي لا يستطيع الخلاص منه بل اعظم فان اسر القلب باعظم من اسر البدن واستعباد القلب اعظم من استعباد البدن. فان من استعبد بدنه واسترق واسر ولا لا يبالي اذا كان قلبه - 01:05:41
مستريحا من ذلك مطمئنا بل يمكنه الاحتيال في الخلاص. واما اذا كان القلب الذي هو ملك الجسم رقيقا مستعبدا متيما لغير الله فهذا هو الذل والاسر المحض والعبودية الذلية لما استعمل القلب. وعبودية القلب واسره هي التي يترتب عليها الثواب والعقاب. فان - 01:06:01
لو اسره كافر او استرقه فاجر بغير حق لم يضره ذلك اذا كان قائما بما يقدر عليه من واجبات. ومن استعبد بحق اذا ادى اذا حق الله وحق مواليه فهو اجران. ولو اكره على التكلم بالكفر فتكلم به قلبه مطمئن بالايمان لم يضره ذلك. واما من استعبد قلبه - 01:06:21
فصار عبدا لغير الله فهذا يضره ذلك ولو كان في الظاهر ملك الناس. فالحرية حرية القلب والعبودية عبودية القلب كما ان الغنى غنى النفس قال النبي صلى الله عليه وسلم ليس الغنى عن كثرة العرض وانما الغنى غنى النفس - 01:06:41
ليه لعلك تستريح شوي ايه. تكتبون من ها هنا قرأها الشيخ وهذا لامر الله اذا كان قد استعبد قلبه صورة مباحة فاما من استعبد قلبه صورة محرمة امرأة او صبي فهذا هو العذاب الذي لا يدانيه عذاب. وهؤلاء من اعظم الناس عذابا واقلهم ثوابا. فان - 01:06:57
عشق لصورة اذا بقي قلبه متعلقا بها مستعبدا لا اجتمع له من انواع الشر والفساد ما لا يحصيه الا رب العباد ولو سلم من فعل الفاحشة الكبرى فدوام تعلق القلب بها بلا فعل الفاحشة اشد ظررا عليه ممن يفعل ذنبا ثم يتوب ويزول. ويزول اثره من قلب - 01:07:20
وهؤلاء يشبهون بالسكارى والمجانين كما قيل سكران سكران سكران سكرى هو سكر هوى وشكر مدامة ومتى افاقة من شكرا وقيل قالوا جننت بمن تهوى فقلت لهم العشق اعظم مما بالمجانين. العشق لا يستفيق الدهر صاحبه وانما يصرع المجنون في - 01:07:38
ومن اعظم اسباب هذا البلاء اعراض القلب عن الله. فان القلب اذا ذاق طعم عبادة الله والاخلاص له. لم يكن عنده شيء قط واحلى من ذلك ولا الذ ولا اطيب - 01:07:58
والانسان لا يترك محبوبا الا بمحبوب اخر يكون احب اليه منه او خوفا من مكروه فالحب الفاسد انما ينصرف القلب عنه بالحب الصالح او بالخوف من الظرر قال تعالى في حق يوسف كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء انه من عبادنا المخلصين. فالله يصرف عن عبدي ما يسوءه من الميل الى الصور والتعلق بها - 01:08:08
ويصرف عن الفحشاء عنه الفحشاء باخلاصه لله. ولهذا يكون قبل ان يذوق حلاوة العبودية لله والاخلاص له. تغلبه نفسه على اتباع هواها. فاذا ذاق طعم الاخلاص وقوي في قلبه انقهر له هواه بلا علاج. قال تعالى ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر. ولذكر الله اكبر. فان الصلاة فيها دفع للمكوي - 01:08:28
والفحشاء والمنكر وفيها تحصيل المحبوب وهو ذكر الله وحصول هذا المحبوب اكبر من دفع ذلك المكروه فان ذكر الله عبادة لله وعبادة القلب لله مقصودة لذاتها واما اندفاع الشر عنه فهو مقصود لغيره على سبيل التبع. والقلب خلق يحب الحق ويريد ويطلبه. فلما عرضت له يعني ردة - 01:08:48
من شر طلب دفع ذلك فانها تفسد القلب كما يفسد الزرع بما ينبت فيه من الدغل. ولهذا قال تعالى قد افلح من زكاها وقد خاب فمن دسا فقال تعالى قد افلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى. وقال قل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك ازكى لهم. وقال تعالى - 01:09:08
ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من احد ابدا. فجعل سبحانه غض البصر وحفظ الفرج هو ازكى للنفس. وبين ان ترك الفواحش من زكاة النفوس وزكاة النفوس تتضمن زوال جميع الشرور من الفواحش والظلم والشرك والكذب وغير ذلك. وكذلك طالب الرئاسة والعلو في الارض قلبه رقيق لمن يعين - 01:09:28
ولو كان في الظاهر مقدما والمطاعفين فهو في الحقيقة يرجوهم ويخافهم فيبذل لهم الاموال والولايات ويعفو عما يستريحونه ليطيعوه ويعينوا فهو في الظاهر رئيس وفي الحقيقة عبد مطيع لهم. والتحقيق ان كلاهما فيه عبودية للاخر وكلاهما تارك للحقيقة عبادة - 01:09:48
الله تارك لحقيقة عبادة الله واذا كان تعاونهما على العلو في الارض بغير الحق كان بمنزلة المتعاونين على الفاحشة وقطع الطريق فكل واحد من شخصين لهواه الذي استعبده واسترقه مستعبد للاخر. وهكذا ايضا طالب المال فان ذلك يستعبد ويستحقه. وهذه الامور نوعان - 01:10:08
ما يحتاج العبد اليه كما يحتاج اليه من طعامه وشرابه ومسكنه ومنكعه ونحو ذلك. فهذا يطلبه من الله ويرغب اليه فيه فيكون المال عنده ويستعمله في حاجة منزلة عماره بمنزلة حماره الذي يركبه وبساطه الذي يجلس عليه. بل بمنزلة الكنيف الذي يقضي فيه حاجته من غير ان يستعبده فيكون هلوعا - 01:10:28
اذا مسه الشر جزوعا واذا مسه الخير منوعا. ومنها ما لا يحتاج العبد اليه فهذا لا ينبغي له ان يعلق قلبه بها. فاذا تعلق قلبه بها صار مستعبدا له وربما صار معتمدا على غير الله فلا يبقى معه حقيقة العبادة لله ولا حقيقة التوكل عليه. بل فيه شعبة من العبادة لغير الله وشعبة من التوكل على - 01:10:48
غير الله. وهذا من احق الناس بقوله صلى الله عليه وسلم تعس عبد الدراهم تعس عبد الدينار تعيس عبد القطيفة تعيس عبد الخميص وهذا هو عبد هذه امور فلو طلبها من الله فان الله اذا اعطاه اياها رضي واذا منعه اياها سخط وانما عبد الله من يرضيه ما يرضي الله ويسخطه ما يسخط الله - 01:11:08
يحب ما احبه الله ورسوله ويبغض ما ابغضه الله ورسوله يوالي اولياء الله ويؤدي اعداء الله تعالى. وهذا هو الذي استكمل الايمان كما في الحديث. من احب لله لله واعطى لله ومنع لله فقد استكمل الايمان. وقال اوثق عور الايمان الحب في الله والبغض في الله. وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم ثلاث - 01:11:28
ثم ان كنا فيه وجد حلاوة الايمان من كان الله ورسوله احب الي مما سواهم ومن كان يحب المرء لا يحب الا اله ومن كان يكرهه الله منه كما يكره ان يلقى في - 01:11:48
فهذا وافق ربه فيما يحب وما يكره. فكان الله ورسوله احب اليه مما سواهما. واحب المخلوق لله لا لغرض اخر. فكان هذا من تمام حبه لله. فان محبة محبوب المحبوب من تمام محبة المحبوب. فاذا احب انبياء الله اولياء الله لاجل قيام محبوبة الحق. لا لشيء اخر فقد احبهم لله لا لغيره. فقد قال تعالى فسوف - 01:11:58
تلاوة قومه يحبهم ويحبونه. اذلة على المؤمنين عزة على الكافرين. ولهذا قال تعالى قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله. فان الرسول صلى الله عليه وسلم يأمر بما يحب الله فينهى عما يبغضه الله ويفعل ما يحبه الله ويخبر ما يحب الله التصديق به فمن كان محبا لله لازما يتبع الرسول صلى الله - 01:12:18
عليه وسلم فيصدقه به ما اخبر ويطيعه فيما امر ويتأسى به فيما فعل. ومن فعل هذا فقد فعل ما يحبه الله فيحبه الله. فجعل الله لاهل محبته هي علامة ايه؟ اتباع الرسول والجهاد في سبيله. وذلك لان الجهاد حقيقة اجتهاد باصول ما يحبه الله من الايمان. والعمل الصالح. ومن ومن دفع ما - 01:12:38
يبغضه الله من الكفر والفسوق والعصيان. وقد قال تعالى قل ان كان اباؤكم وابناؤكم واخوانكم وازواجكم وعشيرتكم. واموال اقترفتموها وتجارة تخشونها سعداء ومساكن ترضون احب اليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بامره فتوعد من كان اهله وماله احب اليه من الله ورسوله - 01:12:58
ابتلي والجهاد في سبيله بهذا الوعيد. بل قد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم في الصحيح انه قال والذي نفسي بيده لا يؤمن احدكم حتى اكون احب الي من ولدي من والدي والناس - 01:13:18
اجمعين. وفي الصحيح ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال له يا رسول الله والله لانت احب الي من كل شيء الا من نفسي. فقال لا يا عمر حتى اكون احب اليك من نفسك. فقال - 01:13:28
فوالله لانت احب الي من نفسي فقال الان يا عمر فحقيقة المحبة لا تتم الا بموالاة المحبوب وهو موافقته في حب ما يحبه وبغض ما يبغض والله يحب الايمان والتقوى ويبغض الكفر والفسوق والعصيان - 01:13:38
احسن ما قال رحمه الله فمعلوما ان الحب يحرك ارادة القلب فكلما قويت المحبة في القلب طلب القلب فعل المحبوبات فاذا كانت محبة تامة استلزمت ارادة جازمة في حصول المحبوبات اذا كان العبد قادرا عليها حصلها وان كان عاجزا عنها ففعل ما يقدر عليه من ذلك كان له التاجر الفاعل كما - 01:13:53
فقال النبي صلى الله عليه وسلم من دعا الى هدى كان له من اجله مثل اجور من تبعه. مثل اجور من من اتبعه. من غير ان ينقص من اجورهم شيء. ومن دعا الى ضلالة كان عليه من الوزر مثله اوزار - 01:14:13
لمن اتبعه من غير ان ينقص من اوزارهم شيء. قال ان وقال ان بالمدينة رجالا ما سرت مسيرة ولا قطعت ما ادري الا كانوا معكم. قالوا وهم في المدينة؟ قال وهم بالمدينة - 01:14:23
حبسهم العذر. والجهاد هو بذل هو بذل الوسع وهو كل ما يملك من القدرة في حصول محبوب الحق ودفع ما يكرهه الحق. فاذا ترك العبد ما يقدر عليه من الجهاد كان دليلا على الله في محبة الله ورسوله في قلبه. معلوم انها محبوبات لا - 01:14:33
تنال غالبا الا باحتمال المكروهات سواء كانت محبة صالحة او فاسدة فالمحبون للمال والرئاسة والصور لا ينالون مطالبهم الا بضرر يلحقهم في الدنيا مع ما يصيبهم الضرر في الدنيا والاخرة. فالمحب لله ورسوله اذا لم يحتمل ما يرى ضوء الرأي من المحبين لغير الله مما يحتملون في سبيل في سبيل حصول محبوب - 01:14:50
دل ذلك على ضعف محبتهم لله اذا كان ما يسلكه اولئك في نظرهم هو الطريق الذي يشير به العقل. ومن المعلوم ان المؤمن اشد حبا لله كما قال تعالى من الناس من يتخذ من دون اندادا يحبونه كحب الله والذين امنوا اشد حبا لله. نعم قد يسلك المحب لضعف عقله وفساد تصوره طريقا لا يحصل بها المطلوب - 01:15:10
مثل هذه الطريق لا تحمد اذا كانت المحبة صالحة محمودة فكيف اذا كانت المحبة محبة فاسدة والطريق غير موصل كما يفعله متهورون في طلب المال والرئاسة والصور وفي وفي حب امور - 01:15:30
توجب لهم ضررا لا تحصل لهم مطلوبا وانما المقصود الطرق التي يسلكها العقل السليم لحصول مطلوبك. واذا تبين هذا فكلما ازداد القلب حبا لله ازداد له عبودية وكلما زاد له عبودية ازداد له حبا وفضله عما سواه. والقلب فقير بالذات الى الله من وجهين. من جهته عبادته - 01:15:47
من جهة العباد وهي العلة الغائية ومن جهة الاستعانة والتوكل هي العلة الفاعلة. فالقلب لا يصلح ولا يفلح ولا ولا يلتذ ولا يسر ولا يطيب ولا يسكن ولا يطمئن الا بعبادة ربه وحبه والانابة اليه. ولو حصله كل ما يلتذ به من المخلوقات لم يطمئن ولم يسكن اذ فيه فقر - 01:16:07
الى ربه من حيث هو معبوده ومحبوبه ومطلوب وبذلك يحصل له الفرح والسرور واللذة والنعمة والسكون والطمأنينة. وهو هذا لا يحصل باعانة الله له فانه لا يقدر على تحصيل ذلك له الا الله. فهو دائما - 01:16:29
وتقنية حقيقتي هي كلامنا واياك نستعين فاذا فانه لو اعين على حصول ما يحبه ويطلبه ويشتهيه ويريده ولم يحصل له عبادة لله فلن يحصل الا على الالم والحسرة والعذاب ولن يخلص من الام الدنيا ونكد عيشها الا باخلاص الحب لله بحيث يكون هو غاية مراده ونهاية المقصود هو المحبوب له بالقصد الاول وكل ما - 01:16:44
فسواه انما يحبه لاجله لا يحب شيئا لذاته الا الا الله. فمتى لم يحصل له هذا لم يكن قد حقق قد حقق حقيقة لا الا الله ولا حقق لها التوحيد والعبودية والمحبة لله وكان فيه من نقص التوحيد والايمان بل من الالم والحسرة والعذاب بحسب ذلك. ولو ساعة في هذا المطلوب ولم يكن مستعين - 01:17:04
بالله متوكلا عليه مفتكرا اليه في حصوله لم يحصل له فانه ما شاء الله وكانه ما لم يشاء منكم فهو مفتقر الى الله من حيث هو المطلوب من حيث هو المطلوب المحبوب المراد - 01:17:24
معبود وهو من حيث هو المسؤول المستعان به. والمتوكل عليه فهو الهه لا اله غيره وهو ربه لا رب سواه. ولا تتم عبوديته لله الا بهذين فمتى كان يحب متى كان يحب غير الله ذات او يلتفت الى غير الله ان يعينه كان عبدا لما احبه وعبدا لما رجاه بحسب حبه له - 01:17:34
رجاءه اياه. واذا لم يحب احد بذاته الا الله. واي شيء احبه سواه فانما احبه له ولم يرج قط شيئا الا الله. واذا فعل ما فعل انا من الاسباب لو حصل ما حصل منها كان مشاهدا ان الله هو الذي خلقها وقدرها وسخرها له وان كل ما في السماوات والارض فالله ربه ومليكه وخالقه - 01:17:54
مسخره وهو مفتقر اليه كان قد حصل له من تمام عبودية الله بحسب ما قسم له من ذلك. والناس في هذا على درجات متفاوتة لا يحسن طرقها الا الله فاكمل الخلق - 01:18:14
وافضلهم اعلاهم اقربهم الى الله واقواهم واهداهم اتمهم عبودية لله من هذا الوجه. وهذا هو حقيقة الاسلام الذي ارسل الله به رسله وانزل به كتبه وهو ان العبد لله لا لغيره فالمستسلم له ولغيره مشرك والممتنع عن عن الاستسلام له مستكبر وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم ان الجنة - 01:18:24
متى لا يدخلها من في قلب مثقال ذرة من كبر كما ان النار لا يخلد فيها من في قلبه مثقال ذرة من ايمان. فجعل الكبر مقابلا للايمان فان الكبر ينافي حقيقة العبودية - 01:18:44
كما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال يقول الله العظمة لزاري والكبرياء ردائي فمن نازعني واحدا منهما عذبته والعظمة والكبرياء من خصائص الربوية والكبرياء اعلى من العظمة ولهذا جعل بمنزلة الرداء كما جعل العظمة بمنزلة الايجار. ولهذا كان شعار الصلوات والاذان والاعياد هو التكبير. وكان مستحبا في - 01:18:54
كانت العالية كالصفها المرأة الى على الانسان شرفا او ركب دابة ونحو ذلك وبه يطفأ الحريق وان عظم وعند الاذان يهرب الشيطان قال تعالى وقربكم من الجنة استجب لكم ان الذين سيكبرون عبادي سيدخلون جهنم داخلهم كل من يستكبرون عن عبادة الله لابد ان يعبد غيره فان الانسان حساس يتحرك بالايراد وقد ثبت في الصحيحين - 01:19:14
النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اصدق الاسماء حارث وهمام فالحادث الكاسب الفاعل الهمام فعال من الهم والهم اول الارادة فالانسان هو ارادة دائمة دائما وكل ارادة فلابد لها من مراد تنتهي اليه - 01:19:34
لكل عبد من مراد محبوب من مراد محبوب وهو منتهى حبه وارادته فمن لم يكن الله معبده وانتهى حب ارادته بل استكبر عن ذلك فلابد ان يكون له مراد محبوب - 01:19:48
يستعبده غير الله فيكون عبدا لذلك المراد المحبوب اما المال واما الجاه واما الصور واما ما يتخذه الها من دون الله كالشمس والقمر والكواكب والاوثان وقبولا الانبياء والصالحين او من الملائكة والانبياء الذين يتخذهم اربابا او غير ذلك مما عبد من دون الله. واذا كان عبدا لغير الله يكون مشركا وكل مستكبر - 01:19:58
فهو مشرك لهذا كان فرعون من اعظم الخلق استكبارا عن عبادة عن عبادة الله. وكان مشركا. قال تعالى وقد اصاب موسى باياتنا وسلطان مبين الى فرعون وهامان وقارون. وقالوا ساحر - 01:20:18
كذاب الى قوله وقال موسى اني عذت بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب. الى قوله تعالى كذلك رضوان الله على كل قلب متكبر جبارا. قال تعالى وقارون وفرعون وهامان. ولقد - 01:20:28
جاءهم موسى في الارض وما كانوا سابقين وقالت ان فرعون على في الارض وجعل اهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح ابنائهم يستحيي نسائهم الى قوله فانظر كيف كان عاقبة الظالمين - 01:20:38
قالوا جحد انتهى انفسهم ظلما وعلوما فانظر كيف كان عاقبة المفسدين. ومثل هذا في القرآن الكريم وقد وصف فرعون بالشرك بقوله تعالى وقال المرء من قوم فرعون اتذروا موسى وقومه - 01:20:48
ويدرك والهتك بل للاستقرار يدل على انه كلما كان الرجل اعظم استكبارا عن عبادة الله كان اعظم شركا بالله لانه كلما استكبر عن عبادة الله ازداد فقره وحاجته الى المراد المحبوب الذي هو المقصود مقصود قلبه بالقصد الاول فيكون مشركا بما استعبده من ذلك. ولن يسألني القلب عن جميع المخلوقات - 01:20:58
قد الا بان يكون الله هو مولاه الذي لا يعبد الا اياه. ولا يستعين الا به ولا يتوكل الا عليه ولا يفرح الا بما يحبه ويرضاه. ولا يكره الله اما يبغضه الرب ويكرهه - 01:21:18
لا يوالي الا من والاه الله. ولا يعاد الا من عاداه الله ولا يحب الا لله ولا يبغض ولا يبغض شيئا الا لله ولو يعطي ولا يعطي الا لله ولا يمنع الا لله. فكلما قوي اخلاص دينه لله كملت عبوديته واستغناؤه عن المخلوقات وبكماله عبوديتي لله تكمن تبرئته من الكبر والشرك والشرك - 01:21:28
قارب على على النصارى والكبر غالب على اليهود. قال الله تعالى في النصارى اتخذوا احبارهم ورهبانهم. اربابا من دون الله ومسيح ابن مريم وما امروا الا ليعبدوا له وحد لا اله الا هو سبحانه وتعالى سبحانه عما يشركون. وقال في اليهود افكلما جاءكم رسول بما اتاه انفسكم استكبرتم فريق كذبتم فريقا تقتلون - 01:21:48
وقال تعالى سيصرف عن اياتي الذين يتكبرون في الارض بالحق ويروا كل اية لا يؤمنوا بها ويروا سبيل الرشد لا يتخذون سبيلا وان يروا سبيل الغي يتخذون سبيلا ولما كان الكبر منسجا للشرك والشرك وضد الاسلام والذنب وهو الذنب الذي لا يغفره الله قال تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك - 01:22:08
فقد اشترى اثما عظيما وقال ان الله يغفر ويشرك به ويغفر ما دون ذلك من يشاء من يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا. كان الانبياء الجميع مبعوثين بدين الاسلام فهو الدين الذي لا - 01:22:28
يقبل الله غيره ولا من الاولين ولا من الاخرين. قال نوح فان توليتم فما سألتكم من اجر. ان اجري الا على الله وامرت ان اكون من المسلمين. وقال ففي حق إبراهيم عليه السلام ومن يرغب عن ملة إبراهيم الا من سفه نفسه ولقد صفيناه في الدنيا وانه في الاخرة من الصالحين اذ قال له ربه اسلم قال اسلمت لرب العالمين الى قوله فلا تموتن - 01:22:38
الا وانتم مسلمون. وقالوا يوسف عليه السلام توفني المسلمون والحقني بالصالحين. وقال موسى عليه السلام يا قومي ان كنتم امنتم بالله فعليه توكلوا ان كنتم مسلمين فقالوا الله يتوكلنا. وقال تعالى انا انزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين اسلموا للذين هادوا. وقالت وقال بلقيس ربي - 01:22:58
اني ظلمت نفسي وسمت مع سليمان لله رب العالمين. وقال تعالى واذ اوحيت الى الحواريين انا امن بي وبرسوله. قالوا امنا واشهد باننا مسلمون وقال ان الدين عند الله الاسلام وقال ومن يبتغي الاسلام دينا فلن يقبل منه وفي الاخرة من الخاسرين. وقال تعالى فغير دين لا يبغون له اسلم من في السماوات والارض قوما وكرها - 01:23:18
هناك رأي اسلام الكائنات طبعا وكره لان المخلوقات جميعها متعبدة متعبدة له تعبد التام سواء اقر المقر بذلك او انكره وهم مدينون له؟ هذا العام التعبد العام لان المخلوقات جميعها متعبدة له التعبد العام سواء اقر المقر بذلك او انكره وهو مدينون له - 01:23:38
هنا فهم مسلمون له طوعا وكرها ليس لاحد من المخلوقات خروج عما شاءه وقدره وقضاه. ولا حول ولا قوة الا به وهو رب العالمين ومليكهم يصرفهم كيف يشاء وهو خالقهم كلهم بارئهم ومصورهم. وكل كل ما سواه فهو مربوم مصنوع مفطور فقير محتاج - 01:24:00
معبد مقهور وهو سبحانه الواحد القهار الخالق الباري والمصور. وهو ان كان قد خلق ما خلق باسباب فهو خالق السبب ومقدر له وهو مفتقر اليه كافتقار وليس في المخلوقات سبب مستقل بفعل بفعل خير ورد في ضرر بل كل ما هو مسبب فهو محتاج الى سبب اخر ويعاونه والى ما يدفع - 01:24:20
انهض الضد الذي يعارضه ويمانعه. هو سبحانه وحده الغني عن كل ما سواه ليس له شريك يعاونه ولا ضد يناوئه ويعارضه. قال تعالى قل افرأيتم ما تدرون من دون الله - 01:24:40
قال حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون. وقال تعالى وان يمسسك الله بضر فلا كاس فلو الا هو وان يمس وهو على كل شيء قدير. وقعت على الخليل عليه السلام يا قومي اني بريء مما تشركون. اني وجهت وجهي الذي فظل السماوات والارظ حنيفا وما انا من المشركين. وحاج - 01:24:50
له قومه قال اتحاجوني في الله وقد هداني ولا اخاف ما تشركون به الا ان يشاء ربي شيئا وسع ربي كل شيء علما افلا تتذكرون وكيف اخاف ما اشرتم تخافون انكم اشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطانا. اي فريقه احق بالله من كنتم تعلمون الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانا بظلم. اولئك لهم الامن وهم مهتدون - 01:25:10
وفي الصحيحين عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه ان هذه الايات لما نزلت شق ذلك على اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وقالوا يا رسول الله اي ما لم يلبس ايمانه بظلم فقال صلى الله عليه وسلم انما هو الشرك - 01:25:30
قال انت تسمعه يقول العبد الصالح ان الشرك لظلم عظيم. وابراهيم الخليل امام الحنفاء المخلصين. حيث بعث وطبقت طبق الارض دين المشركين قال الله تعالى واذا ابتلى ابراهيم ربه بكلمات فاتمهن قال اني جاعلك للناس ماء قال ومن ذريتي قال اينال عهدي الظالمين - 01:25:40
تبين ان عدو بالامامة لا يتناول الظالم فلم يأمر الله سبحانه وتعالى ان يكون الظالم اماما واعظم الظلم الشرك. وقال تعالى ان ابراهيم كان امة قانتا الا حنيفا ولم يك من المشركين. والامة هو معلم الخير الذي يؤتم به - 01:25:58
كما انه القدوة الذي يقتدى به والله تعالى جعل في ذرية النبوة والكتابة وانما باعث الانبياء بعده بملته. قال تعالى ثم اوحينا اليك ان تبي من ملة ابراهيم حنيفا وما كان مشركا. وقال تعالى ان اولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه - 01:26:12
وهذا النبي والذين امنوا والله ولي المؤمنين. وقال تعالى ما كان ابراهيم يهديهم الى نصرين النية ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين وقتله وقالوا كونوا هدى ونصارى تهتدون - 01:26:24
إبراهيم حنيفة وما كان من المشركين وقولوا امنا قولوا امنا بالله وما انزل الينا وما انزل الى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب الاسواق. الى قوله ونحن مسلمون. وقد ثبت بالصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم ان ابراهيم خير البلية وهو افضل الانبياء بعد النبي صلى الله عليه وسلم وهو خليل الله تعالى وقد ثبت في صحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم من غير وجه انه قال ان الله اتخذني خليل كما اتخذ ابراهيم خليل وقال - 01:26:34
متخذا خليلا كنت متخذا من من اهل الارض خليلا واتخذت ابا بكر خليلا. ولكن ولكن صاحبكم خليل الله. يعني نفسه صلى الله عليه وقال لا يبقين في المسجد خوخة الا سدت الا خوخة ابي بكر وقال ان من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور مساجد الا فلا تتخذوا - 01:26:54
القبور والمساجد فاني اناكم عن ذلك وكل هذا في الصحيح وفيه انه قال في ذلك قبل موته بايام وذلك من تمام رسالته فان في ذلك تمام تحقيق مخالته لله التي اصلها محبته لله التي اصلها محبة الله تعالى للعبد ومحبة العبد لله خلافا للجهمية وفي ذلك تحقيق تحقيق - 01:27:14
باذن الله والا يعبدوا الا اياه رد على اشباه المشركين. وفيه رد على رافضة الذين يبخسون الصديقة رضي الله عنها الحق وهو اعظم المنتسبين للقبلة بعبادة علي وغيره من البشر والخلة - 01:27:34
هي كمال المحبة المستلزمة للعبد كمال العبودية لله ومن الرب سبحانه وتعالى كمال الربوبية لعبده الذي لعباده الذين يحبهم ويحبونه ولفظ العبودية يتضمن كمال الذل وكمال الحب فانهم يقولون قلب متيم اذا كان متعبد للمحبوب. والمتيم المتعبد تيم الله عبده هذا على كمال - 01:27:49
هل الكمال حصل ابراهيم عليه السلام ومحمد صلى الله عليه وسلم ولهذا لم يكن له صلى الله عليه وسلم من اهل الارض خليل اذ الخلة لا تحتمل الشرك كما قيل - 01:28:09
فانه كما قيل في المعنى قد تخللت قد تخللت مسلك الروح مني وبذا سمي الخليل خليلا. بخلاف اصل الحب في انه صلى الله عليه وسلم في الصحيحين من حديث صحيح الحسن واسامة اللهم اني احبهما فاحبهما واحب من يحبهما وسأله عمرو بن العاص اي الناس احب اليه؟ قال عائشة قال - 01:28:19
فمن يرزق؟ قال ابوها قال لعلي رضي الله عنه لاعطين الراية رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله وامثال ذلك كثير وقد اخبر الله تعالى انه يحب يحب المصيرين ويحب المقسطين ويحب التوابين ويحب المتطهرين ويحب الذين يقاتلون في سبيل صفحة كانه منيان مرصود وقال فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه فقد اخبر بمحبته لعباده المؤمنين - 01:28:39
ومحبة المؤمن له وقال حتى قالوا والذين امنوا شدوا حبا لله. اما الخلة فخاصة وقول بعض الناس ان محمد حبيب الله وابراهيم خليل الله وظنه ان المحبة فوق الخلة قول ضعيف ان محمدا صلى الله عليه وسلم ايضا خليل الله كما ثبت ذلك في الاحاديث الصحيحة المستفيضة. ان العباس يحشر - 01:28:59
اين حبيب وخليل؟ وامثال ذلك فاحاديث موضوعة لا تصلح ان يعتمد عليها. وقد قدمنا ان محبة الله تعالى فيها محبته ومحبة ما كما في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ثلاث من كن فيه وجدا حلاوة الايمان. من كان الله ورسوله احب اليه مما سهم ومن كان يحب المرء لا يحب الا لله. ومن كان يكره ان يرجع الى الكفر - 01:29:19
بعد اخرجه الله منه كما يكره ان يلقى في النار اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان من كان فيه هذه الثلاث رجل حلاوة لمن؟ لان وجود الحلاوة بشيء يتبع المحبة له فمن احب شيئا او اشتهاه فاذا حصل له مراده - 01:29:39
فانه لا فانه يجد الحلاوة واللذة والسرور بذلك. واللذة امر يحصل عقيب ادراك الملائم الذي هو المحبوب او المشتهى. ومن قال ان اللذة ادراك ادراك الملائم كما يقوله من يقوله من المتفلسفة والاطباء فقد غلط في ذلك غلطا بينا فان الادراك يتوسط بين المحبة واللذة فان الانسان مثلا يشتهي - 01:29:54
امضي اذا اكله حصل له عقيب ذلك اللذة. فاللذة تتبع النظر الى الشيب اذا نظر اليه فلذته تتبع النظر ليست نفس النظر وليست هي بل تحصل عقيد رؤيته. وقال تعالى وفيها ما تشترين انفس ثلاث اعين وهكذا جميع ما يحصل للنفس من اللذات والالام. من فرح وحزن من فرح - 01:30:14
وحزن ونحو ذلك يحصل بشعوره بالمحبوب او الشعور بالمكروه وليس نفس الشعور هو الفرح وولا الحزن. فحلاوة الايمان المتضمنة من اللذة به الفرح ما يجده المؤمن والفرح ما يجده المؤمن الواجد من حلاوته ايمان تتبع كمال محبة الله محبة العبد لله. وذلك بثلاثة امور. تكميل هذه المحبة - 01:30:34
وتفريغها ودفع ضدها فتكميلها ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما فان المحبة فان محبة الله ورسوله لا يكتفى فيها باصل الحب بل لابد ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواه ما كان تقدم. وتفريعها ان يحب المرأة لا يحب الا الله ودفع ان يكره ضد الايمان اعظم من كراهة الالقاء في النار - 01:30:54
اذا كان محبة رسول المؤمنين من محبة الله. وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يحب المؤمنين الذين يحبهم الله. لانه اكمل الناس محبة لله واحقهم بان بما يحب الله ويبغض ما يبغضه الله والخلة ليس لغير الله فيها نصيب بل قال صلى الله عليه وسلم لو كنت متخذا من اهل الارض - 01:31:14
قليلا اتخذت ابا بكر خليلا. علم منه مزيد مرتبة الخلة على مطلق المحبة. والمقصود هو ان الخلة والمحبة لله تحقيق عبوديته. وانما يغلط في من في هذه وانما يغلط من في هذه من حيثما يتوهمون ان العبودية مجرد ذل - 01:31:34
وخضوع فقط لا محبة له او ان المحبة فيها انبساط في الاهواء او اذلال لا تحتمله الربوبية. ولهذا يذكر ولهذا يذكر عند ذي النون انهم تكلموا عنده في مسألة المحبة فقال امسكوا عن هذه المسألة لا لا تسمعها النفوس وتدعيها. وكره من كره من اهل العلم من اهل - 01:31:54
المعرفة والعلم مجالسة اقوام يكثرون الكلام في المحبة بلا خشية. وقال من قال من السلف من عبد الله بالحب وحده فهو زنديق ومن عبده بالرجاء وحده فهو وما نعبده بالخوف وحده فهو حروري ومن عبده بالحب والخوف والرجاء فهو مؤمن موحد. ولهذا وجد في المسافرين من من انبسط بدعوة المحبة - 01:32:12
حتى اخرجوا ذلك الى نوع من الرعونة والدعوة التي تنافي العبودية تدخل العبد في نوع من الربوبية التي لا تصلح الا لله. ويدعي احدهم دعاوى تتجاوز حدود الانبياء والمرسلين او او - 01:32:32
من الله ما لا يصلح بكل وجه الا لله ولا يصلح للانبياء وهذا باب وقع فيه كثير من الشيوخ وسببه ضعف تحقيق العبودية التي بينها الرسل وحررها الامر والنهي الذي جاءوا به - 01:32:42
بل ضعف العقل الذي به يعرف العبد حقيقة. واذا ضعف العقل وقل العلم بالدين وفي النفس محبة طائشة جاهلة انبسطت نفسه بحمقها في ذلك كما ينبسط الانسان بمحبته في محبة الانسان مع حمقه وجهله ويقول انا محب فلا اؤاخذه بما افعله من انواع - 01:32:57
يكون فيها عدوان وجاه فهذا عين الضلال وهو شبيه بقول اليهود والنصارى نحن ابناء الله واحباؤه. قال الله تعالى قل فلم يعذبكم بذنوبكم؟ قل انتم بشر وممن خلق يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء فان تعذيبه لهم بذنوبهم يقتضي انهم غير محبوبين ولا منسوبين اليه بنسبة البنوة فنقتضي انهم مربوضون - 01:33:17
مخلوقون فمن كان الله يحبه استعمله فيما يحبه محبوبه. ولا لا يفعله ما ما يبغضه الحق ويسخطه من الكفر والفسوق والعصيان فعل الكبائر اصر عليها ولم يتب منها فان الله يبغض منه ذلك. كما يحب منه ما يفعله من الخير. اذ حبه للعبد بحسب ايمانه وتقواه. وان ظن ان الذنوب - 01:33:37
ولا تضره لكون لا يحبه مع اصراره عليها كان بمنزلة من زعم ان تناول السم لا يضره ما هو مداومته عليه وعدم تداويه منه بصحة مزاجه ويتدبر الاحماق ما قص الله في كتابه من قصص انبيائه وما جرى لهم من التوبة والاستغفار وما اصيبوا به من انواع البلاء الذي فيه تمحيص لهم وتطهير - 01:33:57
بحسب احوالهم علم بعض ضرر الذنوب اصحابها ولو كان ارفع الناس مقاما. فان المحب للمخلوق اذا لم يكن عارفا من مصلحته ولا مريدا لها بل يعمل بمقتضى الحب كان جهلا وظلما كان ذلك. السبب كان ذلك سبب لبغض المحبوب له ونفوره عنه بل سببا لعقوبته. وكثير من السالكين سلكوا بدعوى حب الله انواع - 01:34:17
من امور الجهل وبالدين. اما من تعدي حدود الله واما من تضييع حقوق الله واما من ادعاء الدعاوى الباطلة التي لا حقيقة لها. كقول بعضهم اي مريد لي في النار احد فانا بريء منه. فقال الاخر اي مريد لي ترك احدا من المؤمنين يدخل النار فانا بني مؤمن فالاول جعل مريده يخرج كل من في النار. والثاني - 01:34:37
اريده يمنع اهل الكبائر من دخول النار. ويقول بعضهم اذا كان يوم القيامة نصبت خيمتي على جهنم حتى لا يدخلها احد. وامثال ذلك من الاقوال التي تؤثر عن بعض المشايخ المشهورين وهي اما كذب عليهم واما غلط منهم - 01:34:57
ومثل هذا قد يصدر في حال في حال سكر وغلبة وفناء يسقط فيها تمييز الانسان او يضعف حتى لا يدري ما قال والشكر هو الشكر هو ولذة مع عدم تمييز. ولهذا كان من هؤلاء من اذا صح استغفر من ذلك الكلام. والذي نتوسع من الشيوخ بسماع القصائد المتضمنة للحب والشوق واللوم - 01:35:13
والعدل والغرام كان هذا اصل مقصدهم فان هذا الجنس يحرك ما في القلب من الحب. كانوا ما كانوا لهذا انزل الله محنة يمتحن بها فقال قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله. فلا يكون محبا لله الا من يتبع رسوله صلى الله عليه وسلم - 01:35:33
وطاعة الرسول ومتابعته لا تكون الا بتحقيق العبودية وكثير ممن يدعي محبته يخرج عن شريعته وسنته صلى الله عليه وسلم. ويدعي من الحالات ما لا يتسع هذا الموضع لذكره. وقد - 01:35:51
ظلوا حتى قد يظن حتى قد يظن احدهم سقوط الامر وتحليل الحرام ولهو وغير ذلك مما فيه مخالفة شريعة الرسول صلى الله عليه وسلم وسنته وطاعته ولقد جعل الله اساس محبتي محبة ومحبة رسوله للجهاد في سبيل الله. والجهاد يتضمن كمالا - 01:36:01
محبتي ما امر الله به وكمال بغض ما نهى الله عنه ولهذا قال في صفة من يحبهم ويحبونها اذلة على المؤمنين عزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة - 01:36:18
ولهذا كانت محبة هذه الامة لله اكمل من محبة من قبلها وعبوديتهم لله اكمل من العبودية من قبلهم. واكمل هذه امتي في ذلك هم اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم - 01:36:28
من كان بهم اشبه كان ذلك فيه اكمل فاين هذا من قوم يدعون المحبة؟ وفي كلام بعض الشيوخ المحبة نار تحرق في القلب ما سوى مراد المحبوب واراد ان يكون كله قد اراد الله وجوده فظنوا ان كمال المحبة ان ان يحب العبد كل شيء حتى الكفر والفسوق والاحسان ولا ينكر احدا ان يحب كل موجود بل - 01:36:38
يحب ما يلائمه وينفعه ويبغض ما ان ينافيه ويضره. ولكن استفادوا بهذا الضلال اتباع هوائهم ثم زادهم. زادهم انغماسا في اهوائهم وشهواتهم فلم يحبهم فهم يحبون ما يهوونه وكالصور والرئاسة وفضول المال والبدع المضلة زاعمين ان هذا من محبة الله ومن محبة الله بغض ما يبغضه الله ورسوله وجهاد اهله وبالنفس - 01:36:58
والمال واصل ضلالهم ان هذا القارئ الذي قال ان المحبة نار تحرق ما سوى المراد المحبوب فقصد بمراد الله تعالى الارادة الكونية في كل الوجودات اما لو قال مؤمن بالله وكتبه ورسله هذه المقالة فانه يقصد الارادة الدينية الشرعية التي هي بمعنى محبته والرضاه فكأنه قال تحرق من القلب ما - 01:37:20
سوى المحبوب لله وهذا معنى صحيح ان من تمام الحب لله ان ان لا تحب الا ما يحبه الله. اذا احببت ما لا يحب كانت المحبة ناقصة. واما قضاءه وقدره فيبغضه ويكرهه ويسخطه وينهى عنه. فان لم فان لم اوافقه ببغضه وكراهته وسخطه لم اكن محبا له بل محبا - 01:37:43
لما؟ بل محبا لما يبغضه فاتباع هذه الشريعة. والقيام بالجهاد بها من اعظم الفروق بين اهل محبة الله واوليائه الذين يحبهم وبين من يدعي محبة الله عز وجل ناظرا الى عموم ربوبيته او متبعا لبعض البدع المخالفة للشريعة. فان دعوة هذه - 01:38:03
اعبد الله من جنس الدعوة اليهود والنصارى المحبة لله. بل قد يكون دعوة هؤلاء شرا من دعوة اليهود والنصارى لما فيهم من النفاق الذين هم بهم في الدرك الاسفل من النار. اه الذين هم - 01:38:23
به في درك اسفل من النار كما قد تكون دعوة اليهود والنصارى شرا من دعواهم اذ اذا لم يصلوا الى مثل كفرهم. وبالتوراة والانجيل من ترغيبهم بمحبة الله معهم متفقون عليه حتى ان في ذلك حتى ان ذلك عندهم اعظم من اعظم وصايا الناموس - 01:38:33
ففي الانجيل ان المسيح قال اعظم وصايا المسيح ان تحب الله بكل قلبك وعقلك ونفسك والنصارى يدعون قيامهم بهذه المحبة فهو ان ما هم فيه من الزهد والعبادة هم من ذلك. وهم براء وهم براء من من محبة الله. اذ لم يتبعوا ما احبه بل - 01:38:49
وما اسخطوا الله وكرهوا ما اتبعوا ما اتبعوا ما اسخط الله وكرهوا رضوانه فاحفظوا اعمالهم. والله يبغض الكافرين ويمقتهم ويلعنهم الله سبحانه ويحب من يحبه لا يمكن ان يكون العبد محبا لله والله تعالى غير محب له. بل بقدر محبة العبد لربه. يكون حب الله له. وان كان جزاء الله - 01:39:09
لعبده اعظم كما في الحديث الصحيح الالهي عن الله تعالى انه قال من تقرب الي شبرا تقربت اليه ذراعا من تقرب الي ذراعا تقربت الي باعا ومن ان يمشي اتيته هرولة. وقد اخبر الله سبحانه انه يحب المتقين والمحسنين والصابرين ويحب التوابين ويحب المتطهرين بل هو يحب من فعل ما امر به من واجب ومستحابة. كما في الحديث الاخير - 01:39:29
لا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه. فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به. الحديث. وكثير من المخطئين الذين ابتدعوا اشياء في بالجهد والعبادة وقعوا في بعض ما وقع فيه النصارى من دعوة محبة الله من مع مخالفته شريعته. وترك المجادلة في سبيله ونحو ذلك يتمسكون في الدين ويتمسكون - 01:39:49
في الدين الذي يتقربون به الى الله بنحو ما تمسك به النصارى من الكلام المتشابه والحكايات التي لا يعرف صدق قائلها ولو صدقة لم يكن قائلها معصوما فيجعلون متبوعين شارعين لهم دينه كما جعل النصارى اسيسيهم ورهبانهم شارعين لهم دينا ثم انهم ينتقصون العبودية ويدعون ان الخاصة يتعدون يتعدونها كما - 01:40:09
دعي النصارى في المسيح والقساوسة ويثبتون خاصة من المشاركة في الله من جنس ما تثبته النصارى في المسيح وامه الى انواع اخر يطول شرحها في هذا الموضع وانما الدين الحق هو تحقيق العبودية لله بكل وجه وتحقيق محبة الله بكل درجة بقدر تكميل العبودية تكمل آآ تكمن محبة العبد - 01:40:29
لربه وتكمن محبة الرب لعبده. وبقدر نقص هذا يكون نقص هذا وكلما كان في القلب حب لغير الله. كانت فيه عبودية لغير الله بحسب ذلك. وكلما كان في عبودية لغير الله كان فيه حب لغير الله بحسب ذلك. وكلها محبة لا تكون الا فهي باطلة. وكل عمل لا يراد به وجه الله فهو باطل فالدنيا ملعونة - 01:40:49
ملعون ما فيها الا ما كان لله ولا يكون الا الا ما احبه الله ورسوله وهو مشروع. فكل عمل يريد به غير الله لم يكن لله. وكل عمل لا يوافق - 01:41:09
شرع الله لم يكن لله بل لا يكون لله الا ما جمع للوصفين ان يكون لله وان يكون موافقا لمحبة الله ورسوله. وهو الواجب المستحب كما قال تعالى من كان يرجو لقاء - 01:41:19
صالحة ولا يشرك بعباد ربه احدا فلابد من العمل الصالح هو الواجب والمستحب ولابد ان يكون خالصا لوجه الله تعالى وكما قال تعالى ولا هم يحزنون. وقال النبي صلى الله عليه وسلم من عمل عملا ليس لي منه فورد وقال النبي صلى الله عليه وسلم انما الاعمال بالنيات وانما لكل ما نوى ما نوى. ومن كانت وانما لكل امرئ ما نوى فان كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله - 01:41:29
كانت هجرته لدنيا يصيبها. امرأته ينكحها هجرته لما هاجر اليه. وهذا الاصل هو اصل الدين وبحسب تحقيقه يكون تحقيق الدين وبه ارسل الله الرسل. وانزل الكتب دعا الرسول صلى الله عليه وسلم وعليه جاهد وبه امر فيه رغبة وهو قطب الدين الذي تدور عليه رحاح والشرك غالب على النفوس وهو كما - 01:41:49
جاء في الحديث هو في هذه الامة اخفى من دبيب النمل وفي حديث اخر قال ابو بكر رضي الله عنه يا رسول الله كيف تنجو منه وهو اخفى من جبين النمر؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم لابي بكر الا - 01:42:09
كلمة اذا قلت هذا جودة من دقة من دقه وجله قل اللهم اني اعوذ بك ان اشرك بك وانا اعلم واستغفرك لما لا اعلم وكان عمر رضي الله عنه يقول في دعائي اللهم اجعل عملي كله صالحا واجعله لوجهك خالصا ولا تجعل لاحد فيه شيئا. وكثيرا ما يخالط النفوس من الشهوات الخفية ما يفسد عليها تحقيق محبته - 01:42:20
وعبوديتها له واخلاص دينها له كما قال شداد ابن اوس يا نعاي العرب يا نعاي العرب ان اخف ما اخاف عليكم الرياء والشهوة الخفية وقيل السجستاني وما الشهوة الخفية؟ قال حب الرئاسة. وعن كعب بن مالك رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ما ذئبان جائعان ارسلا فيه زريبة في زريبة - 01:42:40
غنم بافسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه. قال الترمذي حديث حسن صحيح. فبين صلى الله عليه وسلم ان الحرص على المال والشرع في افساد الدين لا ينقص - 01:43:00
وعن افساد الذئبين الجائعين لزريبة الغنم. وذلك بين فان الدين السليم لا يكون فيه هذا الحرص وذلك ان القلب انه القلب اذا ذاق حلاوة عبودية الله ومحبته له ولم يكن شيء احب اليه من ذلك حتى يقدمه عليه وبذلك يصرف عن اهل الخاص لله. السؤال فحشاك - 01:43:10
وقال تعالى كذلك ليصرف عنهم السوء والفحشاء انه من عبادنا المخلصين. فان المخلص فان المخلص لله اذا اقل من حلاوة يأس. المخلص. احسن الله اليك فان المخلص لله ذاق بالحلاوة اه عبودية لله ما يمنعه من عبوديته لغيره. ومن حلاوة محبة الله ما يمنع من ما يمنعه من المحبة لغيره - 01:43:30
اذ ليس عند القلب السليم احلى ولا الذ ولا اطيب ولا الين ولا انعم من حلاوة الايمان المتضمن عبودية لله ومحبته له واخلاصه الدين كله الدين له ذلك يصطدم جلباب القول الى الله فيصير قلب منيبا الى الله خائفا منه راغباه. كما قال تعالى من خشي الرحمن بالغيب. وجاء بقلب منيب. اذ المحب يخاف - 01:43:50
من زوال مطلوبه او عدم حصول مرغوبه فلا يكون عبد الله ومحبه الا بين خوف ورجاء. كما قال تعالى اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابي ان عذاب ربه كان محظورا. واذا كان العبد مخلصا لله اجتباه ربه فاحيا قلبه واجتذبه - 01:44:10
اليه فينصرف عنه ويضاد ذلك من السوء والفحشاء ويخاف من حصول ضد ذلك بخلاف القلب الذي لم يخلص لله فان فيه طلبا وارادة وحبا فيهوى ما يسمح له ويتشبث بما يوى كالغصن اي نسيم مر به عطفه وماله فتارة تجتذبه - 01:44:30
محرمة وغير محرمة فيبقى سيرا عبدا لمن لمن لو اتخذ هو لمن لو اتخذه هو عبدا له لكان ذلك عيبا ونقصا وتارة يجتذبه الشرف والرئاسة فترضيه الكلمة وتغضبه الكلمة ويستعبده من يثني عليه ولو بالباطل ويعدي من يذمه ولو بالحق - 01:44:50
وتارة يستعبده الدرهم والدينار وامثال ذلك من الامور التي تستعبد القلوب والقلوب تهواها فيتكل الهه وهواه ويتبع هواه بغير هدى من الله ومن لم يكن خالصا لله عبدا له قد صار قلبه معبدا لربه وحده لا شريك له - 01:45:10
بحيث يكون الله احب اليه من كل ما سواه ويكون دليلا له خاضعا الا استعبدته الكائنات واستولت عليه على قلبه الشياطين وكان من الغاويين واخوانه الشياطين وصار في من السوء والفحشاء ما لا يعلمه الا الله. وهذا امر ضروري للاحية به. فالقلب ان لم يكن حنيفا مقبلا على الله. معرض عما سواه كان مشركا. قال تعالى - 01:45:27
الدين حنيفة فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تهدي لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن اكثر الناس لا يعلمون منيبين اليه واتقوا واقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا - 01:45:47
انهم كانوا شيعة كل حزب بما لديهم فرحون. وقد جعل الله سبحانه وابراهيم وال ابراهيم ائمة ائمة لهؤلاء الحنفاء المخلصين واهل المحبة لاهل محبة الله. وعبادته واخلاص الدين له. كما جعل فرعون وال فرعون ائمة المشركين متبعين اهواءهم. قال تعالى في ابراهيم ووهبنا له اسحاق ويعقوب نافلة. وكل جعلنا - 01:45:57
الصالحين وجعلناهم ائمة يهدون بامرنا واوحينا اليهم فعل الخيرات واقام الصلاة وايتاء الزكاة وكان لنا عابدين وفيه فرعون وقومه وجعلناهم ائمة يدعون الى النار ويوم القيامة لا ينصرون واتبعناهم في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة ثم من المقبوحين. ولهذا يصير اتباع فرعون اولا الى ان لا الى ان لا يميز بينما يحبه الله - 01:46:17
ويرضاه وبينما قدر الله وقضاه بل ينظرون الى المشيئة المطلقة الشاملة ثم في اخر الامر لا يميزون بين الخالق والمخلوق بل يجعلون وجود هذا وجود هذا ويقول محققوهم الشريعة فيها طاعة ومعصية والحقيقة فيها معصية - 01:46:37
بلا طاعة والتحقيق ليس فيه طاعة ولا معصية وهذا تحقيق مذهب فرعون وقومه الذين انكروا تكليمه لعبده موسى وما ارسله به من الامر والنهي قال رحمه الله فصل واما ابراهيم وال ابراهيم حنفاء من الانبياء والمؤمنين بهم وهم يعلمون انه لابد من الفرق بين الخالق والمخلوق ولابد من الفرق بين الطاعة والمعصية - 01:46:53
ايوا ان العبد كلما زاد تحقيقا لهذه الفرق ازدادت محبته لله وعبوديته له وطاعته له واعراضه عن عبادة غيره ومحبة غيره وطاعة غيره وهؤلاء المشركون الضالون يسوون بين الله وبين خلقه. والخليل يقول افرأيتم ما كنتم تعبدون من دون افرأيتم ما كنتم تعبدون انتم وابائكم يقدمون. فانهم عدو لي الا رب العالمين - 01:47:15
وتمسكون بالمتشابه من كلام المشايخ كما فعلت النصارى. مثل ذلك اسم الفناء فان الفناء ثلاثة انواع. نوع للكاملين من الانبياء والاولياء نوع للقاصدين من الاولياء والصالحين ونوع من المنافقين والملحدين والمشبهين. فاما الاول فهو فناوي عن ارادة ما سوى الله. بحيث لا يحب الا الله ولا يعبد الا اياه - 01:47:35
ولا يتوكل الا عليه ولا يطلب من غيره وهو المعني وهو المعنى الذي يجب ان يقصد بقول الشيخ ابي يزيد حيث قال اريد الا اريد الا ما يريد. اين مراد المحبوب المرضي وهو المراد بالارادة الدينية. وكمال العبد ان لا يزيد او كمال كمال العبد ان لا يريد ولا يحب ولا يرضى الا ما اراده الله ورضيه - 01:47:55
وهو ما امر به امر ايجاب واستحباب ولا يحب الا ما يحبه الله كالملائكة والانبياء والصالحين وهذا معنى قولهم في قوله تعالى الا من اتى الله بقلب سليم. قالوا هو السليم مما سوى الله او مما سوى عبادة الله او مما سوى ارادة الله او مما سوى محبة الله. فالمعنى واحد وهذا المعنى ان سمي فناء او لم يسم - 01:48:15
هو اول الاسلام واخره باطن الدين وظاهره. واما النوع الثاني فهو الفناء عن شهود السواء. وهذا يحصل لكثير من السالكين فانهم لفرط جداد قلوبهم الى ذكر الله وعبادة المحبة وظعف قلوبهم عن ان تشهد غير ما تعبد وترى غير ما تقصد ولا يخطر بقلوبهم غير الله بل لا يشعرون الا به كما - 01:48:35
قيل في قوله تعالى واصبح فؤاد ام موسى فارغا. ان كادت تبدي به لولا ان ربطنا على قولها. قالوا فارغا من كل شيء الا من ذكر موسى هذا كثير ما يعرض لمن داهمه امر من الامور اما وان اما حب واما خوف واما رجاء يبقى قلبه منصرف عن كل شيء الا عن ما قد احب - 01:48:55
وخافوا وطلبة بحيث يكون عند استغراقه بذلك لا يشعر بغيره. اذا قوي على صاحبه الفناء فاذا قوي على صاحب الفناء هذا فانه يغيب بموجوده عن وجوده وبمشهوده عن شهوده وبمذكوره عن ذكره وبمعروفه عن معرفته حتى يفنى من لم يكن والى المخلوقات العبد فمن سواه - 01:49:15
ويبقى من لم يزل وهو الرب تعالى. والمراد فلا هو في شهود العبد وذكره وثناؤه عن عن ان يدركها او يشهدها. اذا واذا قوى هذا ضعف حتى هي الطيبة في تمييزه وقد يظن انه هو محبوبه كما يذكر ان رجلا القى نفسه باليم فالقى فالقى محبه نفسه - 01:49:35
هل خلفه؟ فقال انا وقعت فما اوقعك خلفي؟ قال غبت بك عني فظننت انك اني. وهذا الموضوع جلس فيه اقوام وظنوا انه اتحاد وان المحب يتحد من محبوبه حتى لا يكون بينهما فرق في نفس وجودهما. وهذا غلط في ان الخالق لا تعني به شيئا شيء اصلا. بل لا يمكن ان يتحد شيء بشيء الا اذا استحال - 01:49:55
وفسدت حقيقة كل منهما وحصل من اتحاد ماعون فايز لا هو هذا ولا هذا فما اذا اتحد الماء واللبن والماء والخمر ولا ولكن يتحد المراد والمحبوب. والمراد هو المكروه يتفقان في نوع الارادة والكراهة. فيحب هذا ما يحب هذا ويبغض هذا ما يبغض هذا ويرضى ما يرضى - 01:50:15
اسخط ما يسخط ويكره ما يكره يوالي من ولو يعادي من يعادي وهذا الفناء كله فيه نقص واكابر الاولياء كابي بكر وعمر والسابقين الاولين من المهاجرين والانصار لم يقعوا في هذا الفناء فضلا عن من هو فوقهم من الانبياء - 01:50:35
وانما وقع شيء من هذا بعد الصحابة. وكذلك كل ما كان من هذا النمط اما فيه غيبة عقل العقل وعدم التمييز لما يرد على قول من احوال ايمان فان الصحابة رضي الله عنهم كانوا اكمل واقوى واثبت في الاحوال الايمانية من ان تغيب عقولهم او يحصل لهم غش او ضعف او - 01:50:51
شكر او ثناء اوله او جنون. وانما كان مبادئ هذه الامور في التابعين من عباد البصرة. فانهم فانه كان فيهم من يغشى عليه اذا سمع القرآن منهم من يموت كابيه جهير الضرير وزرارة ابن اوفى قاضي البصرة. وكذلك صار في شيوخ صوفية من يعرض له من الفناء والسكر ما يضعف - 01:51:11
معه تمييزه حتى يقول في تلك الحالة من اقوال ما اذا صح عرفة انه غالق فيه كما يحكى نحو ذلك عن مثل ابي يزيد وابي الحسين النووي النووي وبالحسين النوري وابي بكر الشبلي وامثال الشبلي وامثالهما بخلاف ابي سليمان الداراني ومعروف الكرخي والفضيل ابن عياض - 01:51:31
وبل وبخلاف الجنيد وامثاله ممن كانت عقولهم وتمييزهم يصحبهم في احوالهم فلا يقعون في مثل هذا الفناء والشكر ونحو ونحوه بل الكمل تكون قلوبهم ليس فيها سوى محبة الله وارادته وعبادته. وعندهم من ساحة العلم والتمييز ما يشهدون به الامور على ما هي عليه. بل يشهدون مخلوقات - 01:51:51
قائمة بامر الله مدبرة بمشيئته بل مستجيبة له قانتة له فيكون لهم فيها تبصرة وذكرى ويكون ما يشهدون ومن ذلك مؤيدا وممدا لما في قلوبهم من اخلاص الدين وتجديد التوحيد له العبادة له وحده لا شريك له. وهذه هي الحقيقة التي دعا اليها القرآن. وقام بها اهل تحقيق الايمان والكمل من اهل العرفان - 01:52:11
نبينا صلى الله عليه وسلم امام هؤلاء واكملهم ولهذا لما عرج به الى السماوات وعاين ما هنالك من الايات واوحي اليه ما اوحي من انواع المناجاة واصبح فيهم وهو لم يتغير حاله - 01:52:34
ولا ظهر عليه ذلك بخلاف ما كان يظهر على موسى من من التغشي صلى الله عليه وسلم اجمعين. واما النوع الثاني مما قد يسمى فلاعا فهو ان يشهد والثالث احسن واما النوع الثالث مما قد يسمى فلا فهو ان يشهد ان لا موجود الا الله وان وجود الخالق هو وجود المخلوق. فلا فرق بين الرب والعبد - 01:52:44
هذا ثناء اهل الضلال والالحاد. الواقعين في الحلول والاتحاد وهذا يبرأ منه مشايخ المستقيمون فاذا قال احدهم ما ارى غير الله او لا انظر الى غير الله ونحو ذلك مراد بذلك ما ارى رب غيره ولا خارقا ولا مدبرا غيره. ولا الها غيره. ولا انظر الى غيره محبة له او خوفا منه او رجاء له فان العين - 01:53:04
تنظر الى ما يتعلق به القلب. فمن احب شيئا او رجاه وخافه والتفت اليه واذا لم يكن في القلب محبة له. ولا رجاء له ولا خوف منه ولا بغض له ولا غير ذلك من - 01:53:24
من تعلق القلب به لم يقصد القلب لم لم يقصد القلب لم لم يقصد القلب ان يلتفت اليه ولا ان ينظر اليه ولا ان يراه وان رآه اتفاقا رؤية مجردة كان كما لو رأى حائطا ونحو مما ليس في قلبه تعلق به. خلاصة الكلام ان ما - 01:53:34
علق بالشهود وهو شهود الامر والنهي هذا حال الانبياء والصديقين والصحابة والصالحين واما شهود السوى فهو شهود الربوبية لله عز وجل وان كل تحريكة وتسكينة هي لله. فالاول يتعلق بتوحيد الالوهية والثاني يتعلق بتوحيد الربوبية - 01:53:54
اما هذا الثالث فهذا من محدثات المحدثين. نعم قال رحمه الله المشايخ الصالحون رضي الله عنهم يذكرون شيئا من تجريد التوحيد وتحقيق اخلاص الدين كله بحيث لا يكون العبد ملتفتا الى غير الله ولا ناظر الى ما - 01:54:22
لا حبا له ولا خوفا منه ولا رجاء له بل يكون القلب فارغا من المخلوقات خاليا منها لا ينظر اليها الا بنور الله. فبالحق يسمع بالحق يبصر وبالحق يبطش وبالحق يمشي - 01:54:37
كيف يحب منها ما يحبه الله ويبغض منها ما يبغضه الله ويوالي منها ما والاه الله ويعادي منها ما عاداه الله ويخاف الله ويخاف الله فيها ولا يخافها في الله ويرجو الله فيها ولا يرجوها في الله - 01:54:48
فهذا هو القلب السليم الحنيف الموحد المسلم المؤمن المحقق العارف بمعرفة الانبياء والمرسلين وبحقيقتهم وتوعيدهم فهذا النوع الثالث الذي هو الفناء في الوجود هو تحقيق ال فرعون ومعرفتهم وتوحيدهم كالقرامط وامثالهم. واما النوع الثاني واما النوع الذي عليه اتباع الانبياء فهو - 01:55:02
محمود الذي يكون صاحبه ممن اثنى الله عليه من اولياءه المتقين وحزبه المفلحين وجنده الغالبين. وليس مراد المشايخ والصالحين بهذا القول ان الذي اراه بعيني من المخلوقات رب الارض والسماوات - 01:55:21
فان هذا لا يقول الا من هو في غاية الضلال والفساد اما فساد العقل واما فساد الاعتقال فهو من تردد بين الجنون والالحاد وكل المشايخ الذين يقتدى بهم في الدين متفقون على ما اتفق - 01:55:33
عليه سلف الامة وائمتها من ان الخالق سبحانه مبين للمخلوقات وليس من مخلوقاته شيء من ذاته. ولا في ذاته شيء من المخلوقات وانه يجب افراد القديم عن الحديث وتمييز الخالق عن المخلوق. وهذا - 01:55:43
في كلامهم اكثر من ان يمكن ذكره هنا. وهم قد تكلموا على ما يعرض للقلوب من الامراض والشبهات فان بعض الناس قد يشهد وجود المخلوقات فيظنه خالق الارض والسماوات ادب التمييز والفرقان في قلبه بمنزلة من رأى شعاع الشمس فظن ان ذلك هو الشمس في السماء - 01:55:53
وهم قد يتكلمون في الفرق بل في الفرق والجمع. ويدخل في ذلك من العبارات المختلفة نظير ما دخل في الفناء. فان العبد اذا شهد التفرقة والكثرة بالمأوقات يبقى قلبه متعلقا بها مشتتا ناظرا اليها متعلقا بها اما محبة واما خوفا واما رجاعة. فاذا انتقل الى الجمع - 01:56:10
قلبه على توحيد الله وعبادته وحده لا شريك له فالتفت قلبه الى الله بعد التفاته الى المخلوقين فصارت محبته لربه وخوفه من ربه ورجائه لربه بربه وهو في هذا الحال قد لا يسع قلبه النظر الى الى المخلوق. ليفرق بين الخالق والمخلوق فقد يكون مجتمعا على الحق معرضا عن الخلق. نظرا - 01:56:30
وقصدا وهو نظير النوع الثاني من الفناء. ولكن بعد ذلك الفرق الثاني ولكن بعد ذلك الفرق الثاني هو ان يشهد ان المخلوقات قائمة بالله ومدبرة بامره. ويشهد كثرتها معدومة بوحدانيته بوحدانية الله تعالى - 01:56:50
وانه سبحانه رب المصنوعات والهها وخالقها ومالكها فيكون مع اجتماع قلبي على على الله اخلاصا ومحبة وخوفا ورجاء واستعانة وتوكل الله موالاة فيهم وعاداة فيه وامثال ذلك ناظرا الى الفرق بين الخالق والمخلوق مميزا بين هذا وهذا ويشهد تفرق المخلوقات - 01:57:05
كثرتها ومع شهادته ان الله رب كل شيء ومليكه خالقه انه هو الله لا اله الا هو وهذا هو الشهود الصحيح المستقيم وذلك واجب في علم قلبي وشهادتي وذكره ومعرفته وفي حال قلبه وعبادته وقصده وارادته ومحبته وموالاته وطاعته وذلك تحقيق شهادة ان لا اله الا الله فانها تنفي عن - 01:57:25
عن قلبه الوهية ما سوى الحق وتثبت في قلب الوهية الحق. فيكون نافيا لالوهية كل شيء من المعوقات ومثبتا لالوهية رب العالمين رب السماء رب الارض والسماوات وذلك يتضمن اجتماع القلب على الله وعلى مفارقة ما سواه فيكون مفرقا في علمه وقصده في شهادته وارادته في معرفته ومحبته بين - 01:57:45
الخالق والمخلوق بحيث يكون عالما بالله تعالى ذاكرا له عارفا به. وهو مع ذلك عالم بمباينته لخلقه وانفراجه عنهم وتوحده دونهم. ويكون محبا لا معظما له عابدا له راجيا له خائفا منه محبا فيه مواليا فيه معاديا فيه مستعينا به متوكلا عليه ممتنعا عن عبادة غيره والتوكل - 01:58:05
عليه الاستعانة به والتوكل عليه والاستعانة به والخوف منه والرجاء به والموالاة فيه والمعاداة فيه والطاعة لامره. وامثال ذلك مما هو من خصائص الله سبحانه وتعالى واقراره بالوهية الله تعالى دون ما سواه يتضمن اقراره بربوبية وانه وانه وهو انه رب كل شيء وملكه وخالقه ومدبره. فحينئذ يكون موحدا لله - 01:58:25
او يبين ذلك انه افضل الذكر لا اله الا الله كما رواه الترمذي وابن الدنيا وغيرهما مرفوعا الى النبي صلى الله عليه وسلم وقال افضل الذكر لا اله الا الله وافضل - 01:58:48
الدعاية الحمد لله وفي الموطن وغيرهما عن طلحة بن عبيد الله بن كريز ان النبي صلى الله عليه وسلم قال افضل ما قلت انا والنبيين من قبلي لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد - 01:58:58
على كل شيء قدير من زعم ان هذا ذكر العامة وان ذكر الخاصة هو الاسم المفرد وذكر خاصة الخاصة والاسم المضغ فهم ضالون غالطون واحتجاز بعضهم على ذلك وقولي قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون من ابين غرض هؤلاء فان الاسماء الله مذكور في الامر بجواب الاستفهام في الاية قبل - 01:59:08
وقوله قل من انزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس تجعلونه قراطيس دبدولا وتخفون كثيرا وعلمتم ما لم تعلموا انتم ولا اباؤكم قولوا اي الله الذي انزل الكتاب الذي جاء به موسى. فالاسم الله مبتدأ وخبره قد دل عليه الاستفهام. كما في من ظاهر ذلك تقول من جاره - 01:59:28
ويقول زيد واما الاسم المفرد مظهرا او مضمرا فليس بكلام تام ولا جملة مفيدة ولا يتعلق بايمان ولا كفر ولا امر ونهي ولا نهي ولم يذكر ذلك احد من من سلف الامة ولا شابه ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولا يعطي القلب الا بنفسه معرفة مفيدة ولا حالا نافعا. وانما يعطيه تصورا مطلقا لا - 01:59:48
عليه بنفس ولا اثابة ولا اثبات فان لم يقترن به من معرفة القلب وحاله ما يفيد بنفسه والا لم يكن فيه فائدة. وشريعة انما تشرع من الاذكار ما يفيد بنفسه لا ما تكون - 02:00:08
لتحاصرة بغيره. وقد وقع بعض من واظب على هذا الذكر في فنون من الالحاد وانواع من الاتحاد. كما قد بسط في غير هذا الموضع. وما يذكر من بعض الشيوخ من انه قال - 02:00:22
قال اخاف ان اموت بين النفي والاثبات. حالا لا يقتضى لا يقتدى فيها بصحيحها فان في ذلك من الغلط ما لا خفاء به. اذ لو مات العبد في هذا الحال لم يمت - 02:00:32
على ما قصده ونواه اذ الاعمال بالنيات. وقد ثبت ان النبي صلى الله عليه وسلم امر بتلقين الميت لا اله الا الله. وقال من كان اخر كلامه لا اله الا الله دخل الجنة ولو كان - 02:00:42
ذكروا محظورا ولم لم يلقن الميت كلمة يخاف ان يموت في اثنائها موتا غير محمود. بل كان يلقن ما اختاره من من الاسم المفرد والذكر بالاسم المضمر ابعد عن السنة واتقن في البدعة واقرب الى ضلال الشيطان فان من قال هو هو ان من قال هو - 02:00:52
ويا هو او هو هو ونحو ذلك لم يكن الظمير عائدا الا الى ما يصوره قلبه. والقلب قد يهتدي وقد يضل. وقد فصاحب الخصوص كتابا سماه كتاب كتاب الهوا. وزعم بعضهم ان قوله وما يعلم تأويله الى الله معناه ما يعلم تأويل هذا الاسم الذي - 02:01:12
وان كان هذا مما اتفق المسلمون بل العقلاء على انه من ابين الباطل. فقد يظن ذلك من يظنه من هؤلاء حتى قلت مرة لبعض من قال شيئا من ذلك لو كان هذا كما قلته لكتبت الاية وما يعلم تأويل هو منفصلة ثم كثيرا ما يذكر بعض الشيوخ انه يحتج - 02:01:32
وعلى قول القائل الله بقوله قل الله ثم ذرهم. ويظن ان الله امر نبيهم ان يقول الاسم المفرد. وهذا غلط من اتفاق اهل العلم فان فان قوله قل لا انا والذي انزل الكتاب الذي جاء به موسى وهو جواب يقول يقول ما انزل الكتاب جاء به موسى نورا وهدى للناس تجعلون القراطيس تبدونها وتخفون كثيرا وعلمتم ما لم تعرفوا - 02:01:52
وانتم ولا ابائكم؟ قل الله اي الله الذي انزل الكتاب الذي جاء به موسى ورد بذلك قول من قال ما انزل الله على بشر من شيء فقال من انزل الكتاب الذي جاء - 02:02:12
موسى ثم قال قل الله انزله ثم ذر هؤلاء المكذبين في خوضهم يلعبون. ومما يبين ما تقدم من مما تقدم ما ذكره وغيره من ائمة النحو ان العرب يحكون بالقول ما كان كلاما ولا يحكون به ما كان قولا. فالقول لا يحكى به الا كلام تام - 02:02:22
او جملة اسمية او جملة فعلية ولهذا يكسرون الا اذا جاءت بعد القول فالقول لا يحكى به اسم والله تعالى لا يأمر احدا بذكر اسم مفرد ولا شرع للمسلمين اسمه مفرد - 02:02:42
اسما مفردا والاسم المجرد لا يفيد شيئا من الايمان باتفاق اهل الاسلام ولا يؤمر به في شيء من العبادات ولا في شيء من المخاطبات ونظير من اتصل اسم مفرد ما يذكر ان بعض الاعراب مر بمؤذن يقول اشهد ان محمدا رسول الله بالنصف فقال ماذا يقول هذا؟ هذا الاسم فاين الخبر الذي يتم به - 02:02:55
وما في القرآن من قوله تعالى واذكر اسم ربك تبتل اليه تبديلا. وقوله سبح اسم رب سبح اسم ربك الاعلى. وقوله قد افلح من تزكى ذكر اسم ربه فصلى. وقوله ايه؟ فسبح باسم ربك العظيم. ونحو ذلك لا يقتضي ذكره مفردا. بل في السنن انه لما نزل قوله فسبح - 02:03:15
بربك العظيم. قال جل وعلا في ركوعكم ولما نزل فسبح اسم ربك الاعلى قال اجعلوها في سجودكم فشرع لهم ان يقولوا في الركوع سبحان ربي العظيم وفي السجود سبحان ربي الاعلى. وفي الصحيح انه كان يقول في ركوعه سبحان ربي العظيم وفي سجوده سبحان ربي الاعلى. وهذا هو معنى قوله اجعلوها في ركوعكم وسجودكم باتفاق المسلمين. فتسبيح اسم ربه الاعلى وذكر - 02:03:35
باسم ربه ونحو ذلك هو بالكلام التام المفيد كما في الصحيح انه صلى الله عليه وسلم انه قال افضل الكلام بعد القرآن اربع وهن في القرآن سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله - 02:03:55
الله اكبر. وفي الصحيح انه صلى الله عليه وسلم انه قال كلمتان خفيفتان اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان الى الرحمن. سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم. وفي الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم انه - 02:04:05
يقال من قال في يومه مئة مرة لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. كتب الله له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي - 02:04:15
لم يأت احد بافضل مما جاء به الا رجل قال مثل ما قال او زاد عليه. ومن قال في يومه مئة مرة سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم حطت عنه خطاياه ولو كانت مثل زبد - 02:04:25
البحر وفي الموطأ وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال افضل ما قلت انا والنبيون من قبله لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. وفي السنن ابن ماجة وغيره عنه صلى الله عليه وسلم انه قال افضل الذكر - 02:04:35
لا اله الا الله وافضل الدعاء الحمد لله ومثل هذه الاحاديث فريضة في انواع ما يقال من ذكر الدعاء. وكذلك ما في القرآن من قوله تعالى ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم مما لم يذكر اسم الله - 02:04:46
وقوله فكل مما امسكنا عليكم اذكروا اسم الله عليه انما هو قول بسم الله. وهذه جملة تامة اما اسمية على اظهر قول النحات او فعليه وتقدير الذبح بسم الله او - 02:04:56
اذبحوا باسم الله. وكذلك قول القارئ بسم الله الرحمن الرحيم. فتقديره قراءتي بسم الله او اقرأ باسم الله. ومن الناس من يظهر بمثل هذا. ابتدائي بسم الله وابتدأت بسم الله والاول احسن لان الفعل كله مفعول بسم الله الذي ليس مجرد ابتداء مفعول باسم الله ليس - 02:05:06
ليس مجرد ابتدائه كما كما اظهر المضمر في قوله تعالى اقرأ باسم ربك الذي خلق وفي قوله بسم الله مجريا ومرساها. وفي قول النبي صلى الله عليه وسلم من كان - 02:05:26
قبل الصلاة فليذبح مكانة اخرى من لم يكن ذبح فليذبح بسم الله. ومن هذا الباب قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح لربيبه لربيبه عمر ابن ابي سلمة يا غلام - 02:05:36
سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك. فالمراد ان يقول بسم الله ليس المراد ان ان يذكر الاسم مجردا وكذلك قوله في الحديث الصحيح لعدي ابن حاتم اذا اصبت كلبك المعلم وذكرت اسم الله فكل. وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم اذا دخل الرجل منزله فذكر اسم الله عند دخوله عند خروجه عند طعامه قال - 02:05:46
شيطان لا مبيت لكم ولا عشاء. وكذلك وحجهم واعيادهم من ذكر الله تعالى انما هو بالجملة التامة. كقول المؤذن الله اكبر الله اكبر اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان - 02:06:06
ان محمدا رسول الله. وقول المصلي الله اكبر سبحان ربي العظيم سبحان ربي الاعلى سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد. التحيات لله وقول الملبي لبيك اللهم لبيك وامثال ذلك. فجميع ما شرعه الله من الذكر انما - 02:06:16
وهو كلام تام لا اسم مفرد ولا مظهر ولا مظمر. وهذا هو الذي يسمى في اللغة كلمة. كقوله كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم وقوله افضل كلمة قالها شاهد كلمة لبيدة كل شيء ما خلا الله باطل. وينه قوله تعالى كبرت كلمة - 02:06:26
تخرج من افواههم قلوص وتمت كلمة ربك صدقا واعداء. وامثال ذلك مما اجتمع في اللفظ كلمة في الكتاب والسنة بل وسائر كلام العرب. انما يراد به الجملة التامة كما كانوا يستعملون الحرف بالاسم - 02:06:46
ويقولون هذا حرف غريب واي لفظ الاسم غريب. وقسم سيبويا الكلام الى اسم وفعل وحرف جاء لمعنى ليس باسم ولا فعل وكل وكل من هذه الاقسام يسمى حرفا لكن خاصة الثالث انه حرف جاء لمعنى ليس باسم ولا فعل وسمى حروف - 02:06:56
حجاب اسمي الحرف وهي اسماء. ولفظ الحرف يتناول هذه الاسماء وغيرها. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم من قرأ من من قرأ القرآن فاعربه وبكل حرف عشر حسنات اما اني لا اقول اما اني لا اقول الف لام ميم حرف ولكن الف حرف ولام حرف وميم حرف وقد سأل - 02:07:16
خليل اصحابه عن النطق بحرف الزاي من زاي فقالوا زاي قال جئتم بالاسم وانما الحرف زا ثمان النحات اصطلحوا على ان هذا الاسم ان هذا المسمى في اللغة بالحرف يسمى كلمة وان لفظ الحرف يخص ما جاء بمعنى ليس باسم ولا فعل كحروف - 02:07:36
واما الفاظ حروف الهجاء كيف يعبر تارة بالحرف لان من نفس الحرف من اللفظ وتارة باسم ذلك الحرف. ولما غلب هذا الاصطلاح صار التوهم من اعتاده انه هكذا في لغة العرب ومنهم من جعل كلمة ومنهم من يجعل لفظ الكلمة في اللغة لفظا مشتركا بين الاسم مها وبين الجملة ولا يعرف في صريحها - 02:07:55
اللغة من لفظ الكلمة اللي هي الجملة التامة. والمقصود هنا ان المشروع في ذكر الله سبحانه وتعالى هو ذكره بجملة تامة هو المسمى بالكلام. والواحد منه بالكلمة هو الذي ينفع القلوب ويحصل به الثواب والاجر - 02:08:15
والقرب الى الله ومعرفته ومحبته وخشيته وغير ذلك من المطالب العالية والمقاصد السامية. واما الاختصار على الاسم المفرد مظهرا او مظبرا فلا اصل له فضل العلم ان هنا من ذكر الخاصة والعارفين بل ووسيلة الى انواع من البدع والضلالات وذريعة الى تصورات واحوال فاسدة من احوال اهل - 02:08:29
هادي واهلي الاتحاد كما قد بسط الكلام عليه في غير هذا الموضع. ذكر الله عز وجل عبادة. والعبادة لابد فيها من الاخلاص لا واتباع النبي صلى الله عليه وسلم فليس لاحد ان يتعبد لله بما لم يتعبد به رسول الله صلى الله عليه وسلم. نعم. قال رحمه الله - 02:08:49
اصل وجماع الدين اصلا ان لا نعبد الا الله ولا نعبده الا بما شرع لا نعبده بالبدع كما قال تعالى فمن كان يرجو لقاء ربي فليعمل عملا صالحا ها ولا يشرك بعباد ربه احدا - 02:09:11
وذلك تحقيق الشهادتين شهادة ان لا اله الا الله وشهادة ان محمدا رسول الله فبالاولى ان لا نعبد الا اياه. وفي الثانية ان محمدا صلى الله عليه وسلم رسول الله المبلغ عنه فعلينا ان نصدق خبرا ونطيع امره. وقد بين لنا ما نعبد الله به ونهانا عن محدثات الامور واخبر انها ضلالة قال تعالى - 02:09:24
من اسلم وجهه لله وهو محسن فله اجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون. كما اننا مأمورون ان لا نخاف الا الله ولا يتوكل الا على الله ولا نرغب الا الى الله ولا نستعين الا بالله - 02:09:44
والا الا تكون عبادتنا الا لله فكذلك نحن مأمرون نتبع الرسول ونطيعه ونتأسى به. فالحلال ما حل له ما حل له والحرام ما حرمه. والدين ما شرع قال تعالى ولو انهم رضوا رضوا ما اتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله - 02:09:57
وانا الى الله راغبون. فجعل ايتاء لله وللرسول كما قال وما اتاكم الرسول فخذوه ما نهاكم عنه فانتهوا. وجعلوا التوكل على الله وحده بقوله قالوا حسبنا الله ولم يقل كما قال في وصف الصحابة رضي الله عنهم بالاية الاخرى الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ومثله قوله يا ايها - 02:10:17
حسبك الله من اتبعك من المؤمنين. اي حسبك وحسب المؤمنين كما قال اليس الله بكاف عبده؟ ثم قال سيؤتينا الله من فضله ورسوله فجعل الايتاء لله وللرسول ذكر الفضل لله لان الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم. وله فضل على رسوله وعلى المؤمنين. وقال انا الى الله راغبون. فجعل - 02:10:37
الى الله وحده كما في قوله فاذا فرغت منصب الى ربك فارغب. وقال النبي صلى الله عليه وسلم بابن عباس اذا سألت فسأل الله اذا سألت فاستعن بالله. والقرآن يدل - 02:10:57
على مثل هذا في غير موضع فجعل العبادة والخشية والتقوى لله وجعل الطاعة والمحبة بالله ورسوله. كما في قول نوح عليه السلام ان اعبدوا الله واتقوه واطيعوه. وقوله ومن يطع الله ومن يطع الله ورسوله يخشى الله ويتقيه فاولئك هم الفائزون وامثال ذلك. فالرسل امروا بعبادة وحده والرغبة ايه؟ والتوكل - 02:11:07
الطاعة لهم فاضل الشيطان النصارى واشباههم. فاشركوا بالله وعصوا الرسول فاتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دنيا والمسيح ابن مريم جعلوا يرغبون اليهم ويتوكلون عليهم ويسألونهم عن معصيتهم معصيتهم لامرهم ومخالفتهم لسنتهم وهدى الله المؤمنين المخلصين لله اهل - 02:11:27
الصراط المستقيم الذين عرفوا الحق واتبعوه فلم يكونوا من المغضوب عليهم ولا الضالين فاخلصوا دينهم لله واسلموا وجوههم لله وانابوا الى ربهم واحبوا ورجوه وخافوه وسألوه ورغبوا اليه وفوضوا امورهم اليه واطاعوا رسله وعزروهم ووقروهم - 02:11:47
واحبوهم والواهم واتبعوهم واقتفوا اثارهم واهتدوا بمنارهم. بارئوا ذلك هو دين الاسلام الذي بعث الله به الاولين والاخرين من الرسل وهو الدين الذي لا يقبل الله من احد دينا الا اياه. وهو حقيقة العبادة لرب العالمين. فنسأل الله العظيم ان - 02:12:07
ان يثيبنا عليه وان يكمله لنا وان يميتنا عليه وسائر اخواننا المسلمين والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد واله وصحبه وسلم. الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات تم سماع رسالة العبودية في مجلس واحد - 02:12:27
وذلك عصر الاربعاء يوم التروية الثامن من من شهر ذي الحجة عام واحد واربعين واربع مئة والف من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم وكان بدو هذه القراءة الساعة الرابعة والربع - 02:12:48
والانتهاء من هذا المجلس الساعة السادسة والنصف فنسأل الله عز وجل ان يتقبل منا ومنكم وجزى الله الشيخ غلام هذه القراءة ولكم حجاج الاستماع وصل اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 02:13:04
والملتقى ان شاء الله في مجلس سماع اخر باش تا هو السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 02:13:18
Transcription
الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن سار على نهجه واختفى اثره الى يوم الدين وبعد - 00:00:09
هذا مجلس معقود في سماع الرسالة المعروفة بالعبودية لابي العباس شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى و اه ليستحظر كل واحد منكم قلما وورقة ويكتب الاجازة والسماع وفي النهاية يكتب - 00:00:26
مدة السماع بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه وبعد فان الاسناد من الدين ولولا الاسناد لقال من شاء ما شاء - 00:00:49
وان الرجل ليعرف بالسنة اذا اخذ من اهل السنة وحافظ على السنة وعمل بها ودعا اليها لا بمجرد الدعوة وكان من سنة السلف الاسناد ومن ذلك الاجازة وقد يسر الله تبارك وتعالى لي - 00:01:14
اجازات من مشايخ الفضلاء علماء اجلاء فأجيز من سمع مني هذه الرسالة بشروطها المعتبرة وقد سمع مني الاخ الفاضل او الاخت الفاضلة ثم تكتب اسمك بالكامل وذلك في المجلس المعقود - 00:01:49
عن طريق وسائل التواصل سماعا مباشرا من غير تسجيل وقد اجازني المشايخ الاجلاء بكتب شيخ الاسلام ابن تيمية ومنها الرسالة العبودية الشيخ المحدث الدكتور شمس الدين الافغاني السلفي اجازة في دولة الكويت - 00:02:32
عن العلامة المحدث حماد الانصاري محدث المدينة باسناده المعروف الى الامام شيخ الاسلام ابن تيمية واجازني الشيخ الفقيه عبد المحسن ابن محمد المنيف في المدينة النبوية عن العلامة المحقق الشيخ حمود التويجري - 00:03:20
باسانيده عن الامام شيخ الاسلام ابن تيمية و اجيزكم ان شاء الله بعد سماعكم لهذه الرسالة اجازة خاصة به واجازة عامة فيما تجوز لي روايته عنهم وهذه الاجازة بشرطها المعتبر - 00:04:08
عند اهل الحديث والاثر واطلب منكم ملازمة طلب العلم وتعليمه ومدارسة القرآن وتدريسه. والاشتغال بالحديث والتفسير وعلومهما وان تجيزوا بهذه الاجازة من هو اهل له وان تبذلوا العلم لمن ترونه اهلا - 00:04:50
وهذا المجلس معقود في يوم الاربعاء الثامن من شهر ذي الحجة بيوم التروية الثامن من شهر ذي الحجة عام واحد واربعين واربع مئة والف من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم - 00:05:28
الموافق للتاسع والعشرين من الشهر السابع عام عشرين والفين قاله واملاه الفقير الى عفو ربه الباري ابو صلاح محمد هشام طاهر ونبدأ على بركة الله عز وجل والقراءة ما فينا الشيخ ابي عمر غلام الطاهري - 00:05:58
الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله وصحبه اما بعد اللهم احفظ لنا شيخنا واغفر له ولوالديه ولنا ولوالدينا والمسلمين اجمعين قال الناسخ رحمه الله بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا - 00:06:36
من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اما بعد فقد سئل - 00:07:00
شيخ الاسلام وعلم الاعلام ناصر السنة وقامع البدعة احمد ابن عبد الحليم ابن تيمية رحمه الله عن قوله عز وجل يا ايها الناس اعبدوا ربكم فما العبادة وما فروعها؟ وهل مجموع الدين داخل فيها ام لا؟ وما حقيقة - 00:07:10
العبودية؟ وهل هي اعلى المقامات في الدنيا والاخرة؟ ام فوقها شيء من المقامات؟ وليبسط لنا القول في ذلك؟ فاجاب رحمه الله. اذا هذه الرسالة اه محتواها ومظمونها هو تعريف العبادة - 00:07:27
وبيان فروعها وانواعها وصورها ومحلها وهل مجموع الدين داخل في كلمة العبادة ام لا هذا فيما يتعلق بالعبادة ثم تفرع على ذلك العبودية فما حقيقة العبودية ومن هو العابد وما هي اعلى - 00:07:48
المقامات في الدنيا والاخرة هل هي مقامات العبودية او غيرها من الاوصاف الخيرية المعروفة المجزورة والشيخ سيبسط القول في هذا بسطا عظيما فمن اراد ان يعرف العبادة اولا فليهتم بهذه الرسالة - 00:08:18
بشطرها الاول ومن رام ان يكون من العابدين ومن اهل المقامات العليا ثانيا فعليه ان يهتم بمعرفة العبودية ومقاماتها وكيفية السير على من والي العابدين حتى يصل ويكون مع العلماء العارفين. نعم. قال رحمه الله العبادة هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الاقوال والاعمال - 00:08:43
عن الباطنة والظاهرة والصلاة والزكاة والصيام والحج وصدق الحديث واداء الامانة وبر الوالدين وصلة الارحام والوفاء بالعهود والامر بالمعروف والنهي عن وعن المنكر والجهاد للكفار والمنافقين والاحسان للجار واليتيم والمسكين وابن السبيل والمملوك من الادميين والبهائم - 00:09:17
دعاء والذكر والقراءة وامثال ذلك من العبادة. وكذلك حب الله ورسوله وخشية الله والانابة اليه واخلاص الدين له والصبر لحكمه والشكر لنعمه والرضا بقضائه والتوكل عليه والرجاء برحمته والخوف من عذابه وامثال ذلك هي من العبادة - 00:09:39
لله وذلك ان العبادة لله هي الغاية المحبوبة له والمرضية له والتي خلق الخلق لها كما قال الله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. وبها ارسل جميع الرسل كما قال نوح لقومه اعبدوا الله ما لكم من - 00:09:59
من اله غيره. وكذلك قال هود وصالح وشعيب وغيرهم لقومهم. وقال تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولنا ان يعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة. وقال تعالى وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا - 00:10:16
الا انا فاعبدون. وقال تعالى ان هذه امتكم امة واحدة. وانا ربكم فاعبدون. كما قال في الاية الاخرى يا ايها وصلوا كلوا من الطيبات واعملوا صالحا اني بما تعملون عليم. وان هذه امتكم امة واحدة وانا ربكم فاتقون. وجعل ذلك لازما - 00:10:36
لرسوله الى الموت كما قال واعبد ربك حتى يأتيك اليقين. وبذلك وصف ملائكته وانبيائه فقال تعالى وله من في السماوات والارض ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون. يسبحون الليل والنهار لا يفترون. وقال تعالى ان الذين عند ربك لا يستكبرون - 00:10:56
عن عبادته ويسبحون ويسبحونه وله يسجدون. وذم المستكبرين عنها بقوله وقال ربكم ادعوني استجب لكم ان يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين. ونعت صفوة خلقه بالعبودية له. فقال تعالى عيني يشرب بها - 00:11:16
الله يفجرونها تفجيرا وقال وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ولما قال الشيطان قال بما اغويتني لازينن لهم في الارض ولاغوينهم اجمعين الا عبادك منهم المخلصين. قال الله تعالى ان - 00:11:36
ليس لك عليهم سلطان الا من اتبعك من الغاوين. وقال في وصف الملائكة بذلك وقالوا اتخذ الرحمن ولدا. سبحان بل عباد مكرمون. لا يسبقونه بقولهم بامره يعملون يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم. ولا يشفعون الا لمن ارتضى وهم من خشية - 00:11:56
وهم من خشيتهم مشفقون. وقال تعالى وقالوا اتخذ الرحمن ولدا. لقد جئتم شيئا ادا تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الارض تخر الجبال هدا ان دعوا للرحمن ولدا. وما ينبغي للرحمن ان يتخذ ولدا ان كل من في السماوات والارض الا ات الرحمن عبدا - 00:12:16
فقد احصاهم وعدهم عدا وكلهم اتيه يوم القيامة فردا. وقال تعالى عن المسيح الذي ادعيت فيه الالهية والنبوة. ان هو الا عبد انعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني اسرائيل. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح لا تطروني كما اطرت - 00:12:36
قال عيسى ابن مريم فانما انا عبد فقولوا عبد الله ورسوله وقد نعته الله بالعبودية في اكمل احواله فقال في الاسراء سبحان الذي اسرى بعبده ليلا. وقال في الايحاء فاوحى الى عبده ما اوحى وقال في الدعوة وانه - 00:12:56
لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا وقال في التحدي وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فاتوا بسورة من مثله. فالدين كله داخل في العبادة وقد ثبت في الصحيح. يعني هذا هذه الايات التي اوردها المصنف رحمه الله - 00:13:11
فيها دلالة ظاهرة على ان العبودية التي فيها الشرف وفيها نيل المراتب العليا هي عبودية الطاعة هي عبودية الطاعة عبودية امتثال العبد امر ربه. وهي دعاؤه صلاته واما عبودية الاضطرار - 00:13:29
وهو كون الكل في قدر الله كون الكل في الكون فيخرجون عن ملكية الله فهذه العبودية ليس فيها فظل فلا يمكن لاحد ان يعتز بها وانما الاعتزاز بعبودية الطاعة لا بعبودية القهر والذل - 00:13:57
ثم ان قال قائل كيف قالت الرسل لانبياء لاقوامهم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره في اول الامر ولما يشرع الله عز وجل بعده لهم اه العبادات الصلوات والزكوات وغير ذلك. فالجواب من وجهين - 00:14:18
الاول ان قوله اعبدوا الله ما لكم من اله غيره انهم كان عندهم الصلاة والعبادات والطاعات والرسل تذكرهم باهمية اخلاص هذه الطاعات لله عز وجل والثاني ان قوله اعبدوا الله ما لكم من اله غيره ان يعبدوه - 00:14:41
في عباداتكم الاضطرارية وهي الدعاء والاستغاثة واللجؤ والتضرع والتذلل فاذا التزموا بذلك بعد ذلك يشرع لهم العبادات التشريعية من صلاة وصوم وزكاة وحج. نعم. قال رحمه الله فالدين كله داخل في العبادة. وقد ثبت - 00:15:03
ففي الصحيح ان جبريل لما جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم في صورة اعرابي وسأله عن الاسلام قال ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ان استطعت اليه سبيلا. قال فما الايمان؟ قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت - 00:15:25
لتؤمن بالقدر خيره وشره. قال فما الاحسان؟ قال ان تعبد الله كانك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك. ثم قال في اخر الحديث هذا جبريل جاءكم يعلمكم دينكم فجاء هذا كله في الدين والدين يتضمن معنى الخضوع والذل يقال دنته فدان اي ذللته فذل. ويقال ويدين الله ويدين - 00:15:45
لا ان يعبدوا الله ويطيعوه ويخضعوا له فدين الله عبادته وطاعته والخضوع له حتى في المعنى اللغوي يتبين لنا ان العبادة متظمنة الامرين متظمن العبادة الفطرية الاضطرارية وهي التي يدعو بها الانسان في حال الاضطرار - 00:16:08
وفي حال طلب الحاجات وكشف الكربات اه يا رب يا رب وفي حال الصلاة والصوم والزكاة فالاول اي زللته فذل. فالله جل وعلا يأتي بالمصائب حتى يتذلل العباد له يدعوه مخلصين له الدين. والثاني يدين الله ويدين لله ان يعبدوا الله ويطيعوا من قبل نفسه بما شرع - 00:16:29
نعم قال رحمه الله والعبادة اصل اصل معناها الذل ايضا. يقال طريق معبد اذا كان مذللا قد وطأته الاقدام. لكن العبادة بها تتضمن معنى الذل ومعنى الحب. فهي تتضمن غاية الذل لله تعالى بغاية المحبة له. فان اخر مراتب الحب هو التتيم - 00:16:59
العلاقة لتعلق القلب بالمحبوب ثم الصبابة لانصباب القلب اليه ثم الغرام والحب اللازم للقبض ثم العشق واخرها التتيم يقال الله اي عبد الله فالمتيم العبد لمحبوبه. ومن خضع للانسان مع بغضه له لا يكون لا يكون - 00:17:20
عابدا له ولو احب شيئا ولم يخضع له لم يكن له عابدا كما يحب ولده وصديقه. ولهذا لا يكفي احدهما في عبادة الله تعالى بل يجب ان يكون الله احب الى العبد من كل شيء وان يكون الله اعظم عنده من كل شيء بل لا يستحق المحبة والذل التام الا الله. وكل ما احب لغير الله فمحبته فاسدة - 00:17:39
وما عظم بغير امر الله كأنها تعظيم وباطلة. قال الله تعالى قل ان كان اباؤكم وابناؤكم واخوانكم وازواجكم وعشيرتكم واموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادة ومساكن ترضون احب اليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله. فتربصوا حتى يأتي الله بامره. فجنس المحبة تكون لله ورسوله كالطاعة - 00:17:59
فان الطاعة لله ورسوله والارظاء فان الطاعة لله ورسوله. والارضاء لله ولرسوله. والله ورسوله احق ان ان والايتاء لله ورسوله ولو انهم رضوا ما اتاهم الله ورسوله. واما العبادة وما يناسبها من التوكل والخوف ونحو ذلك فلا تكون الا لله وحده كما قال تعالى - 00:18:19
قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا اربابا من دون الله ان تولوا فقولوا اشهدوا بانا مسلمون - 00:18:42
وقال تعالى ولو انهم رضوا ما اتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله انا الى الله راغبون. فالاتاء بالله والرسول كقوله وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا. واما الحسم فهو الكافي فهو الله وحده. كما قال كما قال - 00:18:52
تعالى الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمع لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل. وقال تعالى يا ايها النبي حسبك الله من اتبعك من المؤمنين اي حسبك وحسب من اتبعك من المؤمنين الله. من ظن ان المعنى حسبك الله والمؤمنون معه فقد غرق غرطا فاحشا كما قد بسطناه في غير هذا الموضع - 00:19:10
وقال تعالى اليس الله بكافل عبده وتحرير ذلك ان العبد يراد به المعبد الذي عبده الله فذلله ودبره وصرفه. وبهذا الاعتبار فالمخلوق يقول كلهم عباد الله الابرار منهم والفجار والمؤمنون والكفار واهل الجنة واهل النار اذ هو ربهم كلهم ومليكهم لا يخرجون عن مشيئته وقدرته - 00:19:30
التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر فما شاء كانوا ان لم يشأوا وما شاءوا لم ان لم يشأه لم يكن كما قال تعالى افغير دين الله يبغون لو اسلم من في السماوات والارض طوعا وكرها واليه يرجعون. وهو سبحانه رب العالمين وخالقه ورازقه ومحييهم وميتهم ومقلب قلوبهم - 00:19:50
امورهم لا رب غيره ولا مالك لهم سواه ولا خالق لهم الا هو. سواء اعترفوا بذلك او انكروه سواء علموا ذلك او جهلوه. لكن اهل الايمان منهم عرفوا ذلك واعترفوا به بخلاف من كان جاهلا بذلك او جاحدا له مستكبرا على ربه ولا يقر ولا يخضع له مع علمه بان الله - 00:20:10
ربه وخالقه. المعرفة بالحق اذا كانت مع الاستكبار مع القبول والجحد له وكان عذابا على صاحبه كان عذابا على صاحبه كما قال تعالى وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ظلما وعلوا فانظر كيف كان عاقبة المفسدين. وقال تعالى الذين اتيناهم الكتاب يعرفونه - 00:20:30
يعرفون ابناءهم ان فريقا منهم يكتمون الحق وهم يعلمون. وقال تعالى فانهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بايات الله يجحدون. فان اعترف العبد ان الله ربه ان الله ربه وخالقه وانه مفتقر اليه محتاج اليه عرف العبودية المتعلقة بربوبية الله. وهذا العبد يسأل ربه يتضرع اليه ويتوكل عليه - 00:20:47
لكن قد يطيع امره وقد يعصيه وقد يعبده مع ذلك وقد يعبد الشيطان والاصنام. ومثل هذه العبودية لا تفرق بين اهل بين اهل الجنة والنار واهل النار ولا يصير بها الرجل مؤمنا كما قال تعالى وما يؤمن اكثر بالله الا وهم مشركون فان المشركين كانوا يقرون ان الله خالقهم ورازقهم وهم يعبدون - 00:21:07
قال تعالى ولئن سألتهم من خلق السماوات والافضل يقولن الله. وقال تعالى قل لمن الارض ومن فيها ان كنتم تعلمون سيقولون لله. قل افلا تذكرون قل رب السماوات السبع ورب العرش العظيم سيكون سيقولون لله قل افلا تتقون قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير لا يجار عليهم كنتم تعلمون سيقولون - 00:21:27
والا قل فانى تسحرون. وكثير ممن يتكلم في الحقيقة ويشهدها ويشهد هذه الحقيقة. وهي الحقيقة الكونية التي يشترك فيها وفي شهودها وفي المؤمن والكافر والبر والفاجر بل وابليس معترف بهذه الحقيقة واهل النار. قال ابليس ربي انف انظرني الى يوم يبعثون. وقال ربي - 00:21:47
ما اغيتني لازينن لهم في الارض ولوينهم اجمعين وقال ارأيتك الذي ارأيتك هذا الذي كرمت علي لئن اخرتني الى يوم القيامة لاحتنكن ذريته الا قليلا. وامثال هذا من الخطاب الذي يقر فيه بان الله ربه - 00:22:07
وخالق غيره. يعني العبودية التي هي بمعنى ان العبد يعترف بان الله هو الخالق هو المالك هو الرزاق هو المتصرف. هذه اه اذا لم يكن معها توحيد وصرف للعبادة لله وحده فهي لا تنفع - 00:22:21
كما ذكر الشيخ الامثلة على ذلك وليس فيها رفعة وليس فيها درجة. نعم قال رحمه الله وامثاله هذا من الخطاب الذي يقر به فيه بان الله ربه خالقه وخالق غيره وكذلك اهل النار قالوا ربنا غلبت علينا شقتنا وكنا قوما ضالين. وقالت - 00:22:42
لانهم ولو ترى اذ وقفوا على ربهم قال اليس هذا بالحق؟ قالوا بلى وربنا فمن وقف عند هذه الحقيقة وعند شؤونها ولم يقم بما امر به من الحقيقة الدينية التي هي عبادته المتعلقة بالوهيته وطاعة وطاعة امره - 00:23:00
وطاعة امره وامر رسوله كان من جنس ابليس واهل النار. وان ظن مع ذلك انه من خواص اولياء الله واهل المعرفة والتحقيق الذين سقط عنهم الامر والنهي والشرعيان كان من شر اهل الكفر والالحاد. ومن ظن - 00:23:14
ومن ظن ان الخظر وغيره سقط عنهم الامر لمشاهدة ارادة ونحو ذلك كان قوله هذا من شر اقوال الكافرين بالله ورسوله حتى يدخل في النوع الثاني من ما نلعب وهو العبد بما انا العبد سيكون عابدا لله لا يعبد الا اياه. يطيع امره وامر رسله ويوالي اولياءه والمؤمنين ويعادي اعداءه. هذه العبادة المتعلقة بالهية - 00:23:29
تعالى. ولهذا كان عنوان التوحيد لا اله الا الله. بخلاف من يقر بربوبيته ولا يعبده او يعبد معه الها اخر. فالاله الذي يألهه القلب وبكمال الحب والتعظيم والاجلال والاكرام والخوف والرجاء ونحو ذلك وهذه العبادة كلمة العبد - 00:23:49
تطلق ويراد بها احيانا اسم المفعول المعبد فهذا لا ميزة فيه واحيانا تطلع كلمة العبد ويراد بها العابد. وهنا الميزة في فان كان يقصد انه عبد بمعنى المعبد هادي لا ميزة له في عن باقي المخلوقات - 00:24:05
ان كان يقصد بالعبد انه عابد لله وحده لا شريك له فهنا تأتي الميزة. نعم. وهذه العبادة التي يحبها الله يرضاها وبها وصف المصطفين المصطفين من عباده وبها بعث رسله واما العبد بمعنى المعبد سواء اقر بذلك او انكره فهذا - 00:24:26
معنى يشترك فيه المؤمن والكافر وبالفرق بين هذين النوعين يعرف الفرق بين الحقائق الدينية الداخلة في عبادة الله ودينه وامره الشرعي التي يحبها ويرضاها يوالي اهلها ويكرمهم بجنته وبين الحقائق الكونية التي يشترك فيها المؤمن والكافر البر والفاجر البر والفاجر التي من اكتفى بها ولم يتبع الحقائق - 00:24:46
الدينية كان من اتباع ابليس اللعين. والكافرين وكان من اتباع ابليس اللعيم والكافرين برب العالمين ومن ومن اكتفى بها في بعض الامور دون بعض او في مقام دون مقام او حال دون حال نقص من ايمانه وولايته لله بحسب ما نقص من الحقائق الدينية. وهذا - 00:25:06
عظيم غلط فيه الغالطون وكثر فيه الاشتباه على السالكين حتى زلق فيه من اكابر الشيوخ المدعين للتحقيق والتوحيد والعرفان ما لا يحصيهم الا الله الذي لا يعلم السر الاعلام والاعلام. ولهذا اشار الشيخ عبد القادر رحمه الله فيما ذكر عنه فتبين فبين ان كثيرا من الرجال اذا وصلوا الى القضاء والقدر امسكوا الا انا - 00:25:24
فاني انت فاني انتفحت انفتحت. احسن الله اليك. فاني انفتحت لي فيه روزنة فنازعت اقدار الحق بالحق والرجل من يكون منازعا للقدر لا من يكون موافقا للقدر. مقصوده رحمه الله بهذا - 00:25:44
ان الانسان يقابل القدر بشرع الله هذا معنى المنازعة وليس المقصود ان المخالفة المقصود ان الانسان يقابل قدر الله بشرع الله اما ان الانسان يقول هذا قدر الله فيستسلم ولا يتعامل بالشرع - 00:26:01
فهذا من ظن المتواكلين. نعم. والذي ذكره الشيخ رحمه الله هو الذي امره الله به ورسوله لكن كثير من الرجال غلطوا فيه فانهم قد يشهدون ما يقدر على احدهم من المعاصي والذنوب او ما يقدر على الناس من ذلك بل من الكفر - 00:26:19
ان هذا جار بمشيئة الله وقضائه وقدره داخل في حكم ربوبيته مقتضى مشيئته فيظنون الاستسلام لذلك وموافقته الرضا به ونحو ذلك دينا وطريقا وعبادة ويضاهئون المشركين الذين قالوا لو شاء الله ما اشركنا ولا اباؤنا ولا حرمنا من شيء - 00:26:39
وقالوا ونطعم من لو يشاء الله اطعمه وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم ولو هدوا لعلموا ان القدر امرنا ان نرضى ونصبر على موجبه في المصائب التي تصيبنا كالفقر والمرض والخوف قال الله تعالى ما اصاب من مصيبة الا باذن الله ومن يؤمن بالله يهدي قلبه. قال بعض السلف هو رجل تصيبه المصيبة فيعلم - 00:26:58
انها من عند الله فيرضى ويسلم. وقال تعالى ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها. ان ذلك على الله يسير لكي لا تأس - 00:27:21
فلما فاتكم ولا تفرحوا بما اتاكم. وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال احتج ادم وموسى. وقال موسى انت ادم الذي خلقك الله بيده ونفخ فيك وابن روحه - 00:27:31
واشهد لك ملائكته وعلمك اسماء كل شيء فلماذا اخرجتنا من نفسك من الجنة؟ فقال ادهم انت موسى الذي اصطفاك الله برسالاته وبكلامه فهل وجدت ذلك كمكتوبا علي قبل ان اخلق - 00:27:41
قال نعم قال فحج ادم موسى وادم عليه السلام لم يحتج على موسى بالقدر ظنا ان المذنب يحتج بالقدر فان هذا لا يقوله مسلم ولا عاقل ولو كان هذا عذرا - 00:27:54
لكان عذرا لابليس وقوم نوح وقوم هود وكل كافر. ولا موسى لام ادم ايضا لاجل الذنب. ان ادم قد تاب الى ربه فاجتباه ولكن دامه لاجل المصيبة التي لحقتهم بالخطيئة ولهذا قال فلماذا اخرجتنا ونفسك من الجنة؟ فاجابه ادم ان هذا كان مكتوبا علي قبل ان اخلق - 00:28:04
فكان العبد المصيبة المترتبة عليه مقدرا وما قدر من المصائب يجب الاستسلام له فانه من تمام الرضا بالله ربا. واما الذنوب فليس لعبد ان يذنب واذا اذنب ان يستغفر او ويتوب فعليه ان يستغفر ويتوب ويتوب من المعايب من المعايب ويصبر على المصائب. قال تعالى فاصبر نواعد الله حق واستغفر لذنبك. وقال تعالى وان - 00:28:24
تصفية وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا. وقال ان وان تصبروا وتتقوا فان ذلك من عزم الامور. وقال يوسف عليه السلام انه ميت يتقي ويصبر فان الله لا يضيع اجر المحسنين. انا يتوب من المعايب يعني الذنوب - 00:28:44
ويصبر على المصائب المصايب هي التي ليست بالذنوب لكنها من تقدير الله كالفقر والمرض ونحو ذلك والناس في القضاء آآ والمصايب على مراتب. منهم من اذا اصيب بالمصيبة اه رضي اه لان هذا بقضاء الله وقدره وبحث عن سببه ولازم الاستغفار والتوبة - 00:29:01
وكان امره كله خير ومنهم من هو راض بالقدر لا يبالي ولا يبحث عن سببه. ومنهم من هو صابر للقدر ولا يبالي ولا يبحث عن سببه ومنهم من هو جازع للمصائب ولا يبالي ولا يبحث عن سببه - 00:29:30
فيمر عليه الامر وهو مأزور ولذلك الناس في مقابلة القدر لابد ان يكونوا اما في النعمة فيكون شاكرين واما على حال الذنوب فعليهم ان يكونوا مستغفرين تائبين واما ان يكونوا مبتلين بالمصائب عليهم ان يكونوا صابرين - 00:29:48
ثمان الناس بمقابل ما يصيبهم من المصائب على اربعة انواع النوع الاول والاكثر هم اهل الجزع والهلع الذين يولولون ويصرخون والنوع الثاني هم اهل الاسلام الذين رزقهم الله الصبر والنوع الثالث - 00:30:13
هم اهل الايمان الذين رزقهم الله الرضا النوع الرابع هم اهل الاحسان الذين رزقهم الله عز وجل الشكر على المصائب. نعم قال رحمه الله فص وكذلك ذنوب العباد يجب على العبد فيها ان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر بحسب قدرته ويجاهد في سبيل الله الكفار - 00:30:36
منافقين ويوالي اولياء الله ويعادي اعداء الله ويحب في الله ويبغض في الله. كما قال تعالى يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم اولياء اتلقون اليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق؟ يخرجون الرسول واياكم ان تؤمنوا بالله ربكم ان كنتم خرجتم جهادا في سبيله وابتغاء مرضاته تسيرون - 00:31:02
بالمودة وانا اعلم مما اخفيتم واعلنتم وان يفعلوا منكم فقد ظل سواء السبيل. اذ قفوكم يكون لكم اعداء وابسطوا اليكم ايديهم والسنتهم بالسوء ودوا لو تكفرون. لن تنفع معكم ارحامكم ولا اولادكم يوم القيامة تفصل بينكم الله بما تعملون وبصير. قد كانتكم اسوة حسنة بابراهيم والذين معه اذ قالوا لقومه انا برءاء منكم ومما - 00:31:22
يعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدأ بيننا وبينكم العداوة والبغضاء ابدا حتى تؤمنوا بالله وحده. وقال تعالى لا تجدوا قوم يؤمنون بالله واليوم الاخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا اباءهم او ابناءهم او اخوانهم او عشيرتهم - 00:31:42
اولئك كتب في قلوبهم الايمان وايدهم لروح منه. وقال فنجعل المسلمين كالمجرمين وقال ام نجعل الذين امنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الارض لنجعل المتقين كالفجار وقال تعالى حسب الذين اجترحوا السيئات ان جعلهم كالذين امنوا وعملوا الصالحات سواء ما احياهم ومماتهم ساء ما يحكمون. وقال تعالى وما يسيء الاعمى والبصير ولا الظلمات ولا النور - 00:31:59
الظل ولا الحرور وما يستوي الاحياء ولا الاموات وقال تعالى ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء ومتشاكسون ورجل سلاما لرجل هل يستويان مثلا؟ وقال تعالى ضرب الله مثلا مملوكا لا يقدر على شيء وما رزقناه منا رزقا حسنا فهو ينفق منه سرا وجهرا. هل يستوون؟ الحمد لله بل اكثرهم لا يعلمون. وضرب الله مثلا رجلين احدهما ابكم - 00:32:19
ولا يقدرون على شيء وهو كبر على مولاه اينما يوجهه لا يأتي بخير هل يستوي هو من يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم؟ وقال تعالى اصحاب النار واصحاب الجنة اصحاب الجنة هم الفائزون - 00:32:39
ونظائر ذلك مما يفرق الله فيه بين اهل الحق والباطل واهل الطاعة واهل المعصية واهل البر واهل الفجور واهل الهدى والضلال ويغير الرشاد واهل الصدق كريم. فمن شهد الحقيقة الكونية دون الحقيقة الدينية سوى سوى بين هذه الاجناس المختلفة التي فرق الله بينها غاية التوفيق حتى تؤول به هذه - 00:32:49
تسوية الى ان يسوي بين الله وبين الاصنام كما قال كما قال تعالى عنهم تالله ان كنا لفي ضلال مبين اذ نسويكم برب العالمين فقد ال الامر بهؤلاء الان سووا ان سووا الله بكل موجود. وجعلوا ما يستحقه من العبادة والطاعة حقا لكل موجود. اذ جعلوه هو وجود. اذ جعلوه هو وجود - 00:33:09
مخلوقات وهذا من اعظم الكفر والالحاد برب العباد. وهؤلاء يصل بهم الكفر الى انهم لا يشهدون انهم عباد لا بمعنى انهم انهم عباد. احسن الله اليك او عباد نعم عباد - 00:33:29
الله يستر عليك. وهؤلاء يصل بهم الكفر الى انهم لا يشهدون انهم عباد لا بمعنى انهم معبدون. ولا بمعنى انهم عابدون اذ يشهدون انفسهم هي الحق. كما بذلك الطواغيت هم كابن عربي صاحب الفصوص وامثاله الملحدين والمفترين كابن سبعين وامثاله. ويشهدون انهم هم العابدون والمعبودون وهذا ليس بشهود حقيقة لا كونية ولا دينية - 00:33:41
له ضلال وعمل عن شهود الحقيقة الكونية حيث جعلوا وجود الخالق هو وجود المخلوق. وجعلوا كل وصف مذموم ومندوح نعت للخالق مخلوق اذ وجود هذا هو وجود هذا عندهم. واما المؤمنون بالله ورسوله عوامهم وخواصهم هم اهل الكتاب كما آآ الذين هم اهل الكتاب كما - 00:34:01
قال النبي صلى الله عليه وسلم ان لله اهلين من الناس قيل من هم يا رسول الله؟ قال اهل القرآن هم اهل الله وخاصته فهؤلاء يعلمون ان الله رب ان الله رب كل شيء ومليكه وخالقه ان الخالق سبحانه مبين للمخلوق ليس هو حالا فيه ولا متحدا به ولا وجوده وجوده - 00:34:21
والنصارى انما كفرهم الله بان قالوا بالحلول واتحاد الرب بالمسيح خاصة فكيف من جعل ذلك عاما في كل مخلوق ويعلمون مع ذلك ان الله امر بطاعته وطاعة رسوله ونهى عن معصيته ومعصيته ونهى عن معصيته ومعصية رسوله وانه لا يحب الفساد ولا يرضى لعباده الكفر - 00:34:41
وان على الخلق ان يعبدوه فيطيعوا امره ويستعين بها على كل ذلك كما قال في فاتحة الكتاب اياك نعبد واياك نستعين ومن عبادته وطاعته الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بحسب الانكار والجهاد في سبيله - 00:34:59
لاهل الكفر والنفاق فيجتهدون في اقامة دينهم مستعينين به دافعين مزيلين بذلك ما قدر من السيئات دافعين بذلك ما قد يخاف من ذلك. كما يزيل الانسان الجوع الحاضرة للاكل ويدفع به الجوع المستقبل كذلك اذا ان او ان البرد دفعوا باللباس وكذلك كل مطلوب يدفع به مكروه. كما قالوا للنبي - 00:35:12
صلى الله عليه وسلم يا رسول الله ارأيت ادوية نتداوى بها رقى نستبقي بها وتقاتل نتقي بها هل ترد من قدر الله شيء؟ قال فقال هي من قدر الله. وفي الحديث ان الدعاء والبلاء ليلتقيان فيعتق اللجان بين السماء والارض. هذا حال المؤمنين بالله ورسوله العابدين - 00:35:32
لدين الله وكل ذلك من العبادة وهؤلاء الذين يشهدون الحقيقة الكونية وهي ربوبية تعالى لكل شيء ويجعلون ذلك مانعا من اتباع امره الديني الشرعي على مراتب على مراتب الضلال وغولاتهم يجعلون ذلك مطلقا عاما فيحتجون بالقدر في كل ما يخالفون فيه الشريعة وقوله هؤلاء شر من قول اليهود والنصارى وهو من جنس قول المشركين الذين قالوا ولو - 00:35:52
اللهم اشركنا ولا ابانا ولا حرمنا من شيء. وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم وهؤلاء من اعظم اهل الارض تناقض. كل من احتج بالقدر فانه متناقض فانه لا يمكن ان يقر كل ادمي على ما فعلوا فلا بد اذا ظلمه ظالم او ظلم الناس ظالم وسعى في الارض بالفساد واخذ يسفك دماء الناس - 00:36:15
يستحل ويستحل الفروج ويهلك الحرث والنسل ونحو ذلك من انواع الضرر التي لا قوام للناس بها ان يدفع هذا القدر وان يعاقب الظالم بما يكفه عدوانه انه عدوان امثاله ويقال له ان كان القدر حجة فدع كل احد يفعل ما يشاء بك وبغيرك وان لم يكن حجة بطل وان لم - 00:36:35
حجة بطل اصل قولك ان القدر حجة واصحاب هذا القول الذين يحتجون الى الحقيقة الكونية لا يطردون لا يطردون هذا القول يلتزمون انما هم يتبعون ارائهم واهواءهم كمن قال فيهم بعض العلماء الاصوب لا يطردونه لانه من الطرد - 00:36:55
لا يطردون التشكيلون خطأ لا يضطردون لانه من الطرد. بفتح الياء فتح الياء وتشديد الطاء مكسورة. لا لا غلط لا يبقى يريدها من الطردة احسن الله اليك. قال رحمه الله اصحاب هذا القول الذين يحتجون بالحقيقة الكونية لا يطردون هذا القول. ولا يلتزمون وانما هم يتبعون ارائهم - 00:37:14
واهوائهم كما قال فيهم بعض العلماء انت عند الطائعة ان تعد الطاعة قدري وعند المعصية جبريا اي مذهب وافق هواك كما ذهبت به ومنهم ومنهم صنف يدعون التحقيق والمعرفة. فيزعمون ان الامر والنهي لازم لمن شهد لنفسه فعلا. واثبت له صنعا. اما من شهد ان نفعله مخلوقة او انه مجبور - 00:37:42
على ذلك وان الله تعالى هو المتصرف فيه كما يحرك سائرا متحركات فانه يرتفع عنه الامر والنهي والوعد والوعيد. وقد يقولون من شهد الارادة سقط عنه التكليف يزعم احدهم ان الخضر سقط عنه التكليف لشهوده الارادة. فهؤلاء لا يفرقون بين العامة والخاصة الذين شهدوا الحقيقة الكونية فشهدوا ان ان الله خالق - 00:38:02
افعال العباد وانه يدبر جميع الكائنات وقد يفرقون بين من يعلم ذلك علما وبين من يراه شهودا. فلا يسقطون التكليف عن من يؤمن بذلك وهو يعلمه فقط ولكن عمن يشهده فلا يرى لنفسه فعلا اصلا وهؤلاء لا يجعلون الجبر واثبات القدر واثبات القدر مانعا من التكليف على هذا الوجه. وقد وقع في هذا طوائف من - 00:38:22
منتسبين الى التحقيق والمعرفة والتوحيد وسبب ذلك انه ضاق النطاق عن كون العبد يؤمر بما يقدر عليه خلافه كما ضاق النطاق المرتد ونحوه من القدرية عن ذلك. ثم المعتزلة الامر والنهي الشرعيين دون القضاء والقدر هو الذي هو ارادة الله العامة وخلقه لافعال عباده. وهؤلاء يثبتوا القضاء والقدر ونفوا الامر والنهي في حق من شهد بالقدر. اذ - 00:38:42
ام يك لم يمكنهم نفي ذلك مطلقا وقول هؤلاء شر من قول المعتزلة. ولهذا لم يكن في السلف من هؤلاء احد وهؤلاء يجعلون الامر والنهي للمحجوبين الذين لم يشهد هذه الحقيقة الكونية ولهذا يجعلون من وصل الى شهود هذه الحقيقة يسقط عنه الامر والنهي ويقولون انه صار من الخاصة وربما تأولوا على ذلك قوله - 00:39:02
قوله تعالى واعبد ربك حتى يأتيك اليقين. اليقين عندهم هو معرفة هذه الحقيقة. وقول هؤلاء كفر صريح وان وقع فيه طوائف لم يعلموا انه كفر فانه قد علم بالاضطرار من - 00:39:22
دين الاسلام ان الامر والنهي لازم ان لكل عبد ما دام عقله حاضرا الى ان يموت ولا لا يسقطان عنه لا بشهوده القدر ولا بغير ذلك فمن لم يعرف ذلك عرفه - 00:39:32
وبين له مبينا. احسن الله اليك. وبين له فان اصر على اعتقاد سقوط الامر والنهي فانه يقتل. وقد كثرت مثل هذه المقالات والمساخرين وفي المستأخرين واما المتقدمون من هذه الامة فلم تكن هذه المقالات معروفة بينهم. وهذه المقالات هي محادة لله ورسوله معادات له - 00:39:45
على سبيلهم شاقة له وتكريم لرسله ومضادة له في حكمه وان كان من يقول هذه المقالات وان كان من يقول هذه المقالات قد يلجأ الى ذلك ويعتقدوا ان هذا الذي هو عليه طريق الرسول وعن طريق اولياء الله المحققين فهو في ذلك بمشيئة ما يعتقد ان الصلاة لا تجب عليه والاستغناء عنها بما حصله من الاحوال - 00:40:05
او ان الخمر حلال له لكونه من الخواص الذين لا يضرهم شرب الخمر او ان الفاحشة حلال له لانه صار كالبحر لا تكدره الذنوب نحو ذلك ولا ريب ان المشركين الذين كذبوا الرسول يترددون بين البدعة من مخالفة لشرع الله وبين الاحتجاج بالقدر عن مخالفة امر الله. فهؤلاء الاصناف فيهم شبه من المشركين لانهم اما - 00:40:25
يبتدعوه اما ان يحتجوا بالقدر واما ان يجمعوا بين الامرين كما قال تعالى عن المشركين واذا فعلوا فاحشتهم قالوا وجدنا عليه ابائنا والله امرنا بها. قل ان الله لا يأمر بالفحشاء. اتقولون على الله ما لا تعلمون. وكما قال تعالى عنهم - 00:40:45
يقول الذين اشركوا لو شاء الله ما اشركنا ولا اباؤنا ولا حرمنا من شيء. وقد ذكر عن المشركين وابتدعوه من الدين الذي فيه تحليل الحرام. والعبادة الذين شرعها الله بمثل قوله تعالى وقالوا - 00:40:59
وهذه انعم وحرص حجر لا يطعمها الا من نشاء بزعمهم. وانعام الحجر من ظهورها وانعام لا يذكر اسم الله عليها افتراء عليه. الى اخر السورة. وكذلك في سورة الاعراف في قوله تعالى - 00:41:09
يا بني ادم لا يفسدنكم الشيطان كما اخرج ابوابكم من الجنة من الجنة. الى قوله واذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليه اباءنا والله امرنا بها. قل ان الله لا بالفحشاء تقولوا يا الله ما لا تعلمون قل امر ربي بالقسط واقيموا وجوهكم عند كل مسجد الى قوله وكلوا واشربوا لا تسرفوا انه لا يحب المسرفين قل من حرم زينة الله التي - 00:41:19
يأخذ العباد الطيبات من الرزق. الى قوله وانما حرم رب الفواحش ما ظهر منها وما بطن. والاثم والبغب الى الحق وان تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا ان تقول على الله ما لا تعلمون - 00:41:39
وهؤلاء قد يسمون قد يسمون ما احدثوه اه من البدع حقيقة كما يسمون ما يشهدون من القدر حقيقة ومن طريق الحقيقة عندهم هو السلوك الذي لا يتقيد صاحبه بامر الشارع ونيه. لا ولكن بما يراه يذوقه ويجده في قلبه مع ما فيه من غفلة عن الله جل وعلا - 00:41:49
الا ونحو ذلك. وهؤلاء لا يحتجون من القول مطلقا بل عمدتهم اتباع ارائهم واهوائهم وجعلهم بما يرونه ويهوونه حقيقة. وامرهم باتباعها اتباع امر الله ورسوله نظير بدع اهل الكلام الجهمية وغيرهم الذين يجعلون ما ابتدعوه من الاقوال المخالفة للكتاب والسنة وحقائق عقلية - 00:42:09
يجب اعتقادها دون ما دلت عليه السمعيات. ثم الكتاب والسنة اما ان يحرف القول فيهما عن مواضعه واما ان يعرضوا عنه بالكلية. فلا الضرورة هو لا يعقلونه بل يقولون نفوض معناه الى الله. مع اعتقادهم نقيضه. واذا حقق على هؤلاء ما يزعمونه من العقليات المخالفة للكتاب والسنة وجدت - 00:42:29
جهليات واعتقادات فاسدة وكذلك اولئك اذا حقق عليهم ما يزعمونه من حقائق اولياء الله المخالفة للكتاب والسنة وجدت من الاهوال تبيعها اعداء الله لا اولياؤه. واصل الضلال من ضله هو بتقديم قياسه على النص المنزل من عند الله وتقديم وتقديم اتباع الهوى على اتباع امر الله - 00:42:49
فان الذوق والوجه ونحو ذلك وبحسب ما يحبه العبد فكل محب له ذوق ووج بحسب محبته فاهل الايمان لهم من الذوق والوجد مثل ما بينه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله في الحديث - 00:43:10
صحيح ثلاث من كن في وجهه حلاوة ايمانا ومن كان من كان الله ورسوله احب اليه مما سواهما ومن كان يحب المرء لا يحبه لله الا لله. ومن كان يكره ان يرجع في الكفر بعد - 00:43:20
بعد ان انقذه الله منه كما يكره ان يلقى في النار وقال في الحديث الصحيح لا طعم الايمان من رضي بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا - 00:43:30
واما اهل الكفر والبدع والشهوات فكل بحسبه فقيل لسفيان ابن عيينة ما بال اهل الاهواء لهم محبة شديدة في اهوائهم؟ فقال انسيت قوله تعالى واشرب وفي قلوبهم العجلة بكفرهم او نحو هذا من الكلام. فعباد الاصنام يحبون الهتهم كما قال تعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله امدادا يحبونهم كحب - 00:43:40
والذين امنوا اشد حبا لله وقال فانهم يستجيبوا لك فاعلموا فانهم يستجيبوا لك فاعلم ان ما يتبعون اهواءهم ومن اضل ممن اتبع هواه هدى من الله. وقال جاءهم من ربهم هدى. ولهذا يمل هؤلاء الى سماع الشعر والاصوات التي تهيج المحبة المطلقة التي لا تختص باهل الايمان - 00:44:00
وليشترك فيها محب الرحمان ومحبي الاوثان ومحبوا الصلبان ومحبوا الاوطان ومحبوا الاخوان ومحبوا المردان ومحبوا النسوان وهؤلاء الذين يتبعون اذواقهم ومواجيدهم من غير اعتبار لذلك بالكتاب والسنة وما كان عليه سلف الامة فالمخالف لما بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم من عبادته وحده وطاعته وطاعة رسوله ثم لا - 00:44:20
قولوا متبعا لدين لدين شرعه الله ابدا. كما قال تعالى كما جعلناك على شريعة من الامر فاتبعنا نتبعها الذين لا يعلمون. انهم لن وعنك من الله شيئا وان الظالمين بعضهم اولياء بعض والله ولي المتقين. بل يكون متبعا لهواه بغير هدى من الله. قال تعالى انهم شركاء وشرعوا لهم من الدين ما لم - 00:44:40
الله وهم في ذلك تارة يكونون على بدعة يسمونها حقيقة ويقدمونها على ما شرعه الله وتارة يحتجون بالقدر الكونية على الشريعة كما اخبر الله به يعني المشركين كما تقدم ومن هؤلاء طائفة هم اعلاهم عندهم قدرا وهم مستمسكون بما اختاروا بهواهم من الدين. في اداء الفرائض المشهورة واجتناب المحرمات المشهورة لكن يضلون - 00:45:00
بترك ما امروا به من الاسباب التي هي عبادة. ظانين ان العارف اذا شهد القدر اعرض عن ذلك مثل من يجعل التوكل منه او الدعاء ونحو ذلك من المقامات العامة - 00:45:21
تدوين الخاصة بناء على ان من شهد القدر علما ان ما قدر سيكون فلا حاجة الى ذلك. وهذا ضلال مبين وغلط عظيم فان الله قدر الاشياء باسبابها كما قدرت سعادته - 00:45:31
والشقاوة اللي اسبابها كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله خلق للجنة اهلها خلقها لهم وفي وهم في اصلاب ابائهم وبعمل اهل يعملون وخلق للنار اهلا خلقها لهم وهم في اصلاب ابائهم وبعمل اهل النار يعملون. وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم مما اخبرهم بان الله تعالى كتب المقادير فقالوا - 00:45:41
يا رسول الله افلا نداء العمل ونتكل على الكتاب؟ فقال لا اعملوا فكل ميسر لما خلق له. اما من كان من اهل السالفة فيسر لعمل اهل السعادة. واما من كان من اهل - 00:46:01
قهوة بيسروا لعمل اهل الشقاوة. وكل ما امر الله به عباده من الاسباب فهو عباده. التوكل مقرون بالعبادة كما في قوله تعالى فاعبده وتوكل عليه لقوله قل هو ربي لا اله الا هو عليه توكلت عليه وتاب. وقول شعيب عليه السلام فعليه توكلت واليه ينيب. ومنهم طائفة يغترون بما يحصل لهم - 00:46:11
من خرق عادة مثل مكاشفة او استجابة دعوة مخالفة للعد سقط ومن الطائفة قد تترك المستحبات للاعمال دون الواجبات اتنقص بقدر ذلك ومنهم طائفة يغترون. احسن اليك. هم ومنهم طائفة يغترون بما يحصل لهم من خرق اعادة مثل مكاشفة او مستجابة دعوة دعوة مخالفة للعادة العامة. ونحو - 00:46:31
ذلك فيشتغل احدهم بهذه الامور عما امر به من العبادة والشكر ونحو ذلك. فهذه الامور ونحوها كثيرا ما تعرض له السلوك والتوجه انما ينجو العبد منها بملازمة امر الذي بعث به رسوله صلى الله عليه وسلم في كل وقت. كما قال الزهري وكان من مضى من سلفنا يقولون الاعتصام بالسنة نجاة. وذلك ان - 00:46:59
كما قال مالك رحمه الله مثل سفينة نوح. من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق. والعبادة والطاعة والاستقامة ولزوم الاتصالات المستقيمة ونحو ذلك من الاسماء مقصودها واحد ولها اصلان احدهما الا يعبد الا يعبد الا الله الا يعبد الا الله الثاني ان يعبد بما امر - 00:47:19
او شرع ولا يعبده بغير ذلك من الاهواء والظنون والبدع. قال تعالى فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا. وقال تعالى بلى من وجه لله ومحسن فله اجره عند ربي ولا خوف عليه ولا هم يحزنون. قال تعالى وان احسن دينا ممن اسلم وجها لله ومحسن فاتبع مائة ابراهيم حنيفا. فاتخذ الله ابراهيم خليلا - 00:47:39
والعمل الصالح هو الاحسان وهو فعل الحسنات والحسنات هي ما احبه الله ورسوله وهو ما امر به امر ايجاب او استحباب فما كان من البدع في الدين التي ليست في الكتاب ولا في صحيح السنة فانها وان قالها من قالها وعمل بها من من عمل ليست مشروعة فان الله لا يحبها ولا رسوله فلا تكونوا من الحسنات ولا من العمل - 00:47:59
كما ان من يعمل ما لا يجوز كالفواحش والظلم. والظلم ليس من الحسنات ولا. الفواحش والظلم. احسن الله اليك كما ان من يعمل ما لا يجوز كالفواحش والظلم ليس من الحسنات ولا من العمل الصالح واما قوله ولا يشرك بعبادة ربه احدا - 00:48:19
وقوله اسلم وجهه لله فهو اخلاص الدين لله وحده. وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول اللهم اجعل عملي كله صالحا واجعله لوجهك خالصا ولا تجعل لاحد فيه شيئا. وقال الفضيل ابن عياض في قوله تعالى ليبلوكم ايكم احسن عملا. قال اخلصه وصدق قالوا يا ابا علي ما اخلص - 00:48:39
قال ان العمل اذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل واذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل حتى يكون خالصا صوابه والخالص ان يكون لله صوابا يكون على السنة - 00:48:59
فان قيل فاذا كان جميع ما يحبه الله داخلا في اسم العبادة فلماذا عطف عليها غيرها؟ كقوله في فاتحة الكتاب اياك نعبد واياك نستعين وقوله لنبينا صلى الله عليه وسلم اعبده وتوكل عليه وقول نوح اعبدوا الله واتقوه واطيعوه. وكذلك قول غيره من الرسل. قيل هذا له نظائل كما في - 00:49:13
قوله ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر والفحشاء من المنكر وكذلك قوله ان الله يأمر العدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي وايتاء ذي القربى هو من العدل والاحسان كما ان الفحشاء والبغي من المنكر. فكذلك قوله والذين يمسكون بالكتاب واقاموا الصلاة. واقامة الصلاة - 00:49:33
من اعظم التمسك بالكتاب وكذلك قوله والانبياء انهم كانوا يسارعون في الخيرات يدعون رغبا ورهبا ودعاؤهم رغبا ورهبا من الخيرات ومثال ذلك في القرآن كثير وهذا الباب تكون سارة مع كون احدهما بعضا اخر فيعطف عليه تخصيصا له بالذكر لكونه مطلوبا بالمال العام ما المعنى الخاص وتارة دلالة - 00:49:53
تتنوع بحال الانفراد والاقتران. فاذا اخذ عمه اذا قرن بغيره خص واذا قرن بغيره خص كاسم الفقير والمسكين لما افرد لما افرد احدهما في مثل قوله تعالى للفقراء الذين احصروا في سبيله وقوله - 00:50:13
قاموا عشرة مساكين دخل فيه الاخر. ولما قرن بينهما في قوله انما الصدقات للفقراء والمساكين. صارا نوعين. وقد قيل ان الخاصة المعطوفة على العامة يدخل في العام حال اقتران بل يكون من هذا الباب والتحقيق ان هذا ليس لازما. قال تعالى من كان عدو لله وملائكته - 00:50:29
ورسله وجبريل وميكال. وقال تعالى واذا واذ اخذنا من النبيين ميثاقهم. ومنك من نوح وابراهيم وموسى وعيسى ابن مريم. وذكر خاص العام يكون لاسباب متنوعة تارة لكونه لكونه له خاصية له خاصية ليست لسائر افراد العام كما في نوح وابراهيم - 00:50:49
عيسى وتارة لكون العام فيه اطلاقه قبل لا يفهم منها العموم كما في قوله هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب يقيمون الصلاة مما رزقناهم ينفقون والذي بما انزل اليك وما انزل من قبلك. فقول المؤمنون بغيب تناول الغيب الذي يجب الايمان به لكن فيه اجمال فليس فيه دلالة على ان من الغيب ما انزل اليه. وما - 00:51:09
انزلوا من قبلك وقد يكون المقصود انهم مؤمنون بالمخبر به وهو الغيب وبالاخبار بالغيب. وهو ما انزل اليكم ما انزل من قبلكم ومن هذا الباب قوله تعالى اوحي اليك من الكتاب واقم الصلاة - 00:51:29
وقوله والذين يمسكون بالكتاب واقاموا الصلاة. تؤة الكتاب هي اتباعه والعمل به. كما قال ابن مسعود في قوله تعالى الذين اتناهم الكتاب يتلون تلاوته قال يحلون حلاله ويحرمون حرامه ويؤمنون بمتشابهه ويعملون بمحكمه فاتباع الكتاب يتناول الصلاة وغيرها لكن خصها بالذكر - 00:51:41
او كذلك قوله لموسى انني انا الله لا اله الا انا فاعبدني وقم الصلاة لذكري. واقامة الصلاة ذكري من اجل عبادته. وكذلك قوله تعالى اتقوا الله وقولوا قولا سديدا وقوله اتقوا الله تابوا اليه وسيلة. وقوله اتقوا الله وكونوا مع الصادقين فان هذه الامور هي ايضا من تمام تقوى الله. وكذلك قوله فاعبدوا - 00:52:01
وتوكل عليه فان التوكل على الاستعانة به من عبادة الله. لكن خصت بالذكر ليقصدها ليقصدها المتعبد آآ بخصوصها. فانها هي العون على سائر انواع العبادة اذ هو سبحانه لا يعبد الا بمعونته. اذا تبين هذا فكمال المخلوق في تحقيق عبوديتي لله. وكلما زاد العبد - 00:52:21
تحقيقا للعبودية زاد كماله على الدرجة ومن توهم ان المخلوق يخرج عن العبودية بوجه من الوجوه او ان الخروج عنها اكمل فهو من اجهل الخلق بل من قال تعالى وقالوا اتخذوا الرحمن ولدا سبحانه بل عباده مكرمون. لا يشفق لا يشفقونه بالقول وبامره يعملون ويعلم ما بين ايديهم - 00:52:41
وما خلفهم ولا يشفعون الا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون. وقال تعالى وقالوا اتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم شيئا اذ لا تكاد السماوات يتفطن وتنشق الارض وتخر الجبال هدا داء للرحمن وهدا وما ينبغي للرحمن ان يتخذ ولدا من كل من في السماوات الرحمن عبدا قد احصاهم واعدهم عدا وكل - 00:53:01
يأتيه يوم القيامة فردا وقال تعالى في المسيح ان هو الا عبد انعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني اسرائيل وقال تعالى وله من في السماوات والارض ومن عنده لا يستكبرون لعبادته ولا يستحسرون - 00:53:21
ويسبحون الليل والنهار لا يفترون. وقال تعالى ان يستنكر المسيح ان يكون عبدا لله وللملائكة المقربون. ويستنكف عن عبادته ويستكمل فسيحشرهم اليه جميعا. فاما الذين امنوا بالصالحات فيوفيهم اجورهم ويزيدهم من فضلهم الذين استنكفوا واستكبروا عذابا اليم والاجر لهم من دون الله وليهم ولا نصيرا. وقال تعالى وقال ربكم ادعوني استجب - 00:53:31
ان الذين يستكبرون عبادته سيدخلون الجنة مداخلين. وقال تعالى من ايات الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجد للشمس ولا القمر يشتري الا اذا خلقهن ان كنتم اياه تعبدون. اذ استكبروا فالذين - 00:53:51
عند ربك يسبحون له بالليل والنهار هم لا يسهون. وقال تعالى واذكر ربك بنفسك تضر عن المخيفة. ودون الجهر من القول بالغدو والاصال ولا تكن من الغافلين. ان الذين عند ربك لا يستكرون - 00:54:01
عن عبادته ويسبحونه وله يسجدون وهذا ونحن مما فيه وصف اكابر الخلق بالعبادة وذم من خرج عن ذلك متعدد في القرآن وقد اخبر انه ارسل جميع الرسل بذلك فقال تعالى وما ارسلنا من قبلك من رسول ان يوحي لانه - 00:54:11
لا اله الا انا وقالوا لقد بعثنا في كل وتر اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت وقال تعالى لبني اسرائيل يا عبادي الذين امنوا ان ارضي واسعة فاياي فاعبدون واياي تقول وقال يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون. قالوا وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. وقال تعالى قل اني امرت ان اعبد الله مخلصا له الدين وامرت لان اكون اول - 00:54:25
المسلمين قل اني اخاف ان عصيت ربي عذاب يوم عظيم. قل الله امرني مخلصا له ديني فاعبدوا ما شئتم من دونه. وكل رسول من الرسل افتتح دعوته بالدعاء الى عبادته له - 00:54:45
بنوح ومن بعده عليهم السلام في اعبدوا الله ما لكم من اله غيره. وبالمسند عن ابن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال بعثت بالسيف بين يدي الساعة حتى يعبد الله وحده لا شريك له وجعل رزقي تحت ظل رمحي وجعل الذلة والصغار على من خالف امره - 00:54:55
وقد بين ان عباده هم الذين ينجون من السيئات. قال الشيطان رب ما اغويتني ازينن لهم في الارض ولاغوينهم اجمعين الا عبادك منهم المخلصين وقال تعالى ان عبادي ليس كعليهم سلطان الا من اتبعك من الغاوي وقال فبعزتك لاغوينهم اجمعين الا عبادك منهم المخلصين. وقال في حق يوسف كذلك لنصرف عن - 00:55:15
الفحشاء انه من عبادنا المخلصين وقال سبحان الله عما يصفون الا عباد الله المخلصين. وقالوا انه ليس الامام سلطان انه ليس له سلطان على الذين امنوا على ربي يتوكلون انما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم بربه مش والذين هم به مشركون - 00:55:35
وبلعبودية نعت كل من اصطفى من خلقه في قوله واذكر عبادنا ابراهيم واسحاق ويعقوب واولي الايدي والابصار. انا اخلصناهم بخالصة ذكر الدار وانهم عند لمصطفين الاخيار وقوله واذكر عبدنا اي داوود ذا الايد انه اواب - 00:55:53
وقال عن سليمان نعم العبد انه اواب عن ايوب نعم العبد قال اذكر عبدنا عبدنا ايوب اذ نادى ربه وقال عن نوح عليه السلام ذرية من حملنا مع نوح انه كان - 00:56:10
عبدا شكورا وقال عن خاتم رسله صلى الله عليه وسلم سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى وهو اولى قبلتين وقد فسر الله بان جعل العبادتين بخمس مئة ضعف. والمقصود من مضاعفة الحسنات هو المسجد الذي حرقه اليهود عليهم لعنة الله. وظنوا - 00:56:20
يظن البعظ ان المسجد الاقصى هو الصخرى والقبة المحيطة بها وليس كذلك. وقال جل وعلا وانه لما قام عبد الله يدعوه وقالوا ان كنتم في ريب مما نزلنا على ديننا وقال فاوحى الى عبده ما اوحى وقال عينا يشتروا بها عباد الله وقال وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا ومثل هذا - 00:56:40
اكثير متعدد في القرآن قال رحمه الله فصل اذا تبين ذلك فمعلوم ان الناس يتفاضلون في هذا الباب تفاضل عظيما وهو تفاضلهم في حقيقة الايمان وهم ينقسمون فيه الى عام وخاص ولهذا - 00:57:00
كانت ربوبية الرب لهم فيها عموم الخصوص. ولهذا كان الشرك في هذه الامة اخفى من دميم النمل وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال تعس عبد الدرهم تعس عبد - 00:57:13
دينار تعيس عبد القطيفة تعيس عبد الخميص وتعيسى وانتكس واذا شيك فلا انتقش وان اعطي رجل منع سخط فسماه النبي صلى الله عليه وسلم دجرهن وعبد الدينار وعبد القطيف وعبد الخميصة وذكر ما فيه دعاء وذكر ما فيه دعاء وخبر. دعاء وخبرا احسن وذكر ما فيه دعاء - 00:57:23
وخبراء وهو قوله تعس وانتكس اذا الشيك فلا انتقش. والنقش اخراج الشوكة من الرجل والمنقاش ما يخرج به الشوكة وهذه الحاء وهذه حال من اذا اصابه شر لم يخرج منه ولم يفلح لكي تعس وانتكسوا فلا مال المطلوب ولا - 00:57:43
اصل من المكروه وهذه حال من عبد المال وقد وصف ذلك بانه اعطي وقد وصف ذلك بانه اذا اوتي ورظي واذا منع سخط كما قال الا ومنهم من يلمزك في الصدقات فان اوتوا منها رضوا وان لم يعطوا منها اذا هم يسخطون. فرضاهم لغير الله وسخطهم لغير الله. وهكذا حال من كان متعلقا بالرئاسة - 00:58:01
تتن او بصورة ونحو ذلك من اهواء نفسه ان حصل له رضيع لن يحصل له سخط فهذا عبد ما عبد فهذا عبد ما يهواه من ذلك وهو رقيق له للرق والعبودية في الحقيقة هو رق القلب وعبوديته فما استرق القلب واستعمله فهو عبده. ولهذا قال العبد حر ما قنع والحر - 00:58:21
عبده ما طمع وقال قائل اطعت مقامه فاستعبدتني ولو اني قنعت لكنت حرا. وقال الطمع غل غل في غل في العنق. نعم. قيد في الرجل فاذا زال الغل من العنق زال القيد من الرجل. ويروى عن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه - 00:58:41
يقال الطابع فقر واليأس غنى وان احدكم اذا يئس من شيء استغنى عنه وهذا امر يجده الانسان من نفسه فان الامر الذي ييأس من من لا يطلب فان الامر الذي ييأس من لا يطلبه ولا يبقى قلبه فقيرا اليه ولا الى من يفعله. واما - 00:59:01
واما اذا طمع في امر من الامور والرجاء فان قلبه يتعلق به فيصير فقيرا الى حصره والى من يظن انه سبب في حصوله. وهذا في المال والجاه والصور وغير ذلك - 00:59:20
الخليل صلى الله عليه وسلم فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروا له اليه ترجعون. فالعبد لابد له من رزق وهو محتاج الى ذلك فطلب رزقه من الله صار عبدا لله فقيرا اليه. واذا طلبه من مخلوق صار عبدا لذلك المخلوق فقيرا اليه. ولهذا كانت مسألة المخلوق ولهذا كانت - 00:59:30
مسألة المخلوق محرمة في الاصل وانما ابيحت للضرورة. وبالنهي عنها احاديث كثيرة في الصحيح والسنن والمسانيد كقوله صلى الله عليه وسلم لا تزال المسألة باحدكم حتى يوم حتى يأتي يوم القيامة وليس في وجهه مزعة لحم. وقوله من سأل الناس وله ما يغنيه - 00:59:50
جاءت مسألته يوم القيامة خدوشا او خموشا او كدوشا في وجهه. وقوله لا تحل المسألة الا لذي غرم مفظع او دم موجع او فقر مدقع وهذا المعنى في الصحيح وفي ايضا ان يأخذ احدكم حبله - 01:00:10
فيذهب فيحتطب خير له من ان يسأل الناس اعطوه او منعوه. فقال ما اتاك من هذا المال وانت غير سائل ولا مشرف. فخذه ولا وما لا فلا تتبعه نفسك فكره اخذه مع سؤال اللسان واستشراف القلب. وقال في الحديث الصحيح من يستغني يغنه الله ومن يستعذفه - 01:00:26
بثه الله ومن يتصبر يصبره الله وما اعطي احد عطاء خيرا واوسع من الصبر. واوصى خواص اصحابه ان لا يسألوا الناس شيئا. وفي المسند ان ابا بكر رضي الله كان يسقط صوته من يده فلا يقول لاحد ناولني اياه ويقول ان خليلي امرني الا اسأل الناس شيئا. وفي صحيح مسلم وغيره وعن عوف ابن مالك - 01:00:46
رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم بايعه في طائفة واسر اليهم كلمة خفية الا تسألوا الناس شيئا. فكان بعض اولئك النفر يسقط ولا يقول لاحد ناولني اياه. وقد دلت النصوص على الامر بمسألة الخالق والنهي عن مسألة المخلوق في غير موضع كقوله تعالى فاذا فرغت فانصب الى - 01:01:06
ربي كفرها بقول النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس رضي الله عنهما اذا سألت فاسأل الله واذا استعنت فاستعن بالله ومنه قول الخليفة ابتغوا عند الله رزقا ولم يقل فابتغوا الرزق - 01:01:26
عند الله لان تقديم الظرف يشعر بالاختصاص والحصري كانه قال لا تبتغوا الرزق الا عند الله وقد قال الله تعالى واسألوا الله من فضله والانسان لابد له من حصول ما ما يحتاج اليه من رزقه ونحوه ودفع ما يضره. وكلا الامرين شرع له ان يكون دعاؤه لله. فلا يسأل رزقه - 01:01:36
فلا يسأل رزقه الا من الله ولا يشتكي الا اليه كما قال يعقوب عليه السلام انما اشكو بثي وحزني الى الله. والله تعالى ذكر في القرآن ان الشكوى الى المخلوق آآ شكوى الى من لا يقدر على ازالة شيء - 01:01:57
ولا الى جلب شيء ولذلك ينبغي على العبد ان يشكو الى الله عز وجل. كذلك الدعاء دعاء غير الله مذلة بلا فائدة لان غير الله لا يملك لا جلب نفع ولا دفع ضر. نعم. قال رحمه الله والله تعالى ذكر في القرآن الهجر الجميل والصفح الجميل والصبر الجميل وقد قيل ان الهجر - 01:02:14
هو هجر بلا اذى والصح الجميل صفح بلا معاتبة والصبر الجميل صبر بغير شك وعين المخلوق. ولهذا قرئ على احمد بن حنبل في مرضه ان طاووسا كان يكره انير المريض - 01:02:37
يقول انه شكوى فما ان احمد حتى مات. واما الشكوى الى الخالق فلا تنافس صبر جميل فان يعقوب عليه السلام قال فصبر جميل. وقال انما وبثي وحزني الى الله. وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقرأ في الفجر بسورة يونس ويوسف والنحل. فمر بهذه الاية في قراءته فبكى حتى سمع نشيجه من اخر - 01:02:50
ومن دعاء موسى عليه السلام اللهم لك الحمد واليك المشتكى وانت المستعان وبك المستغاث يعريك التكلان ولا حول ولا قوة الا بالله. وفي الدعاء الذي دعا به النبي وسلم لما فعل به اهل الطائف ما فعلوا اللهم اني اشكو اللهم اليك اشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس يا ارحم الراحمين انت رب المستضعفين - 01:03:10
وانت ربي اللهم الى من تكلني؟ الى بعيد يتجهمني؟ ام الى عدو ملكته امري؟ ان لم يكن بك غضب علي فلا ابالي غير ان عافيتك اوسع اعوذ بنور وجهك الذي اشرقت به الظلمات وصلح عليه امر الدنيا والاخرة ان ينزل به سخطك وان يحل علي غضبك - 01:03:31
لك العتبى حتى ترضى فلا حول ولا قوة الا بالله وفي بعض الروايات ولا حول ولا قوة الا بك. وكلما قيط مور العبد في فضل الله ورحمته ورجائه لقضاء لقضاء حاجته - 01:03:51
ودفع ضرورته قويت عبوديته له وحريته مما سواه. فكما ان طمعه في المخلوق. فكما ان طمعه في المخلوق يوجب عبوديته له فبأسه منه يوجب غنى قلبه عنه. كما قيل استغني عمن شئت تكن نظيره. وافضل - 01:04:03
على من شئت تكن اميرة واحتج الى من شئت تكن اسيره. فكذلك طمع العبد في ربه ورجائه له يوجب عبوديته له اعراض قلبه عن الطلب من الله والرجاء له يوجب انصراف قلبه عن العبودية لله. لا سيما من كان يرجو المخلوق ولا يرجو الخالق بحيث يكون قلبه - 01:04:23
معتمدا اما على رئاسته وجنوده واتباعه ومماليكه واما على اهله واصدقائه واما على امواله وذخائره واما على ساداته وكبراءه كمالكه ومليكه وشيخه ومخدومه وغيره ممن هو قد مات او يموت قال تعالى وتوكل على الحي الذي - 01:04:43
الى يموت وسبح بحمده وكفى به بذنوب عباده خبيرا. وكل من علق قلبه بالمخلوقين ان ينصره او يرزقه او ان يهدوه خضع قلبه لهم وصار فيه من العبودية لهم بقدر ذلك وان كان في الظاهر اميرا لهم مدبرا لهم متصرفا بهم فالعاقل ينظر الى الحقائق لا الى الظواهر - 01:05:01
رجل اذا تعلق قلب امرأة ولو كانت مباحة له يبقى قلبه اسيرا لها تتحكم فيه وتتصرف بما تريد. وهو في الظاهر سيدها لانه زوجها او مالكها ولكنه في الحقيقة هو اسيرها ومملوكها ولا سيما اذا دارت واذا درت بفقره اليها وعشقه لها وانه لا يعتاب - 01:05:21
بغيرها فانها حينئذ تتحكم فيه تحكم السيد القاهر الظالم في عبده المقهور الذي لا يستطيع الخلاص منه بل اعظم فان اسر القلب باعظم من اسر البدن واستعباد القلب اعظم من استعباد البدن. فان من استعبد بدنه واسترق واسر ولا لا يبالي اذا كان قلبه - 01:05:41
مستريحا من ذلك مطمئنا بل يمكنه الاحتيال في الخلاص. واما اذا كان القلب الذي هو ملك الجسم رقيقا مستعبدا متيما لغير الله فهذا هو الذل والاسر المحض والعبودية الذلية لما استعمل القلب. وعبودية القلب واسره هي التي يترتب عليها الثواب والعقاب. فان - 01:06:01
لو اسره كافر او استرقه فاجر بغير حق لم يضره ذلك اذا كان قائما بما يقدر عليه من واجبات. ومن استعبد بحق اذا ادى اذا حق الله وحق مواليه فهو اجران. ولو اكره على التكلم بالكفر فتكلم به قلبه مطمئن بالايمان لم يضره ذلك. واما من استعبد قلبه - 01:06:21
فصار عبدا لغير الله فهذا يضره ذلك ولو كان في الظاهر ملك الناس. فالحرية حرية القلب والعبودية عبودية القلب كما ان الغنى غنى النفس قال النبي صلى الله عليه وسلم ليس الغنى عن كثرة العرض وانما الغنى غنى النفس - 01:06:41
ليه لعلك تستريح شوي ايه. تكتبون من ها هنا قرأها الشيخ وهذا لامر الله اذا كان قد استعبد قلبه صورة مباحة فاما من استعبد قلبه صورة محرمة امرأة او صبي فهذا هو العذاب الذي لا يدانيه عذاب. وهؤلاء من اعظم الناس عذابا واقلهم ثوابا. فان - 01:06:57
عشق لصورة اذا بقي قلبه متعلقا بها مستعبدا لا اجتمع له من انواع الشر والفساد ما لا يحصيه الا رب العباد ولو سلم من فعل الفاحشة الكبرى فدوام تعلق القلب بها بلا فعل الفاحشة اشد ظررا عليه ممن يفعل ذنبا ثم يتوب ويزول. ويزول اثره من قلب - 01:07:20
وهؤلاء يشبهون بالسكارى والمجانين كما قيل سكران سكران سكران سكرى هو سكر هوى وشكر مدامة ومتى افاقة من شكرا وقيل قالوا جننت بمن تهوى فقلت لهم العشق اعظم مما بالمجانين. العشق لا يستفيق الدهر صاحبه وانما يصرع المجنون في - 01:07:38
ومن اعظم اسباب هذا البلاء اعراض القلب عن الله. فان القلب اذا ذاق طعم عبادة الله والاخلاص له. لم يكن عنده شيء قط واحلى من ذلك ولا الذ ولا اطيب - 01:07:58
والانسان لا يترك محبوبا الا بمحبوب اخر يكون احب اليه منه او خوفا من مكروه فالحب الفاسد انما ينصرف القلب عنه بالحب الصالح او بالخوف من الظرر قال تعالى في حق يوسف كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء انه من عبادنا المخلصين. فالله يصرف عن عبدي ما يسوءه من الميل الى الصور والتعلق بها - 01:08:08
ويصرف عن الفحشاء عنه الفحشاء باخلاصه لله. ولهذا يكون قبل ان يذوق حلاوة العبودية لله والاخلاص له. تغلبه نفسه على اتباع هواها. فاذا ذاق طعم الاخلاص وقوي في قلبه انقهر له هواه بلا علاج. قال تعالى ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر. ولذكر الله اكبر. فان الصلاة فيها دفع للمكوي - 01:08:28
والفحشاء والمنكر وفيها تحصيل المحبوب وهو ذكر الله وحصول هذا المحبوب اكبر من دفع ذلك المكروه فان ذكر الله عبادة لله وعبادة القلب لله مقصودة لذاتها واما اندفاع الشر عنه فهو مقصود لغيره على سبيل التبع. والقلب خلق يحب الحق ويريد ويطلبه. فلما عرضت له يعني ردة - 01:08:48
من شر طلب دفع ذلك فانها تفسد القلب كما يفسد الزرع بما ينبت فيه من الدغل. ولهذا قال تعالى قد افلح من زكاها وقد خاب فمن دسا فقال تعالى قد افلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى. وقال قل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك ازكى لهم. وقال تعالى - 01:09:08
ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من احد ابدا. فجعل سبحانه غض البصر وحفظ الفرج هو ازكى للنفس. وبين ان ترك الفواحش من زكاة النفوس وزكاة النفوس تتضمن زوال جميع الشرور من الفواحش والظلم والشرك والكذب وغير ذلك. وكذلك طالب الرئاسة والعلو في الارض قلبه رقيق لمن يعين - 01:09:28
ولو كان في الظاهر مقدما والمطاعفين فهو في الحقيقة يرجوهم ويخافهم فيبذل لهم الاموال والولايات ويعفو عما يستريحونه ليطيعوه ويعينوا فهو في الظاهر رئيس وفي الحقيقة عبد مطيع لهم. والتحقيق ان كلاهما فيه عبودية للاخر وكلاهما تارك للحقيقة عبادة - 01:09:48
الله تارك لحقيقة عبادة الله واذا كان تعاونهما على العلو في الارض بغير الحق كان بمنزلة المتعاونين على الفاحشة وقطع الطريق فكل واحد من شخصين لهواه الذي استعبده واسترقه مستعبد للاخر. وهكذا ايضا طالب المال فان ذلك يستعبد ويستحقه. وهذه الامور نوعان - 01:10:08
ما يحتاج العبد اليه كما يحتاج اليه من طعامه وشرابه ومسكنه ومنكعه ونحو ذلك. فهذا يطلبه من الله ويرغب اليه فيه فيكون المال عنده ويستعمله في حاجة منزلة عماره بمنزلة حماره الذي يركبه وبساطه الذي يجلس عليه. بل بمنزلة الكنيف الذي يقضي فيه حاجته من غير ان يستعبده فيكون هلوعا - 01:10:28
اذا مسه الشر جزوعا واذا مسه الخير منوعا. ومنها ما لا يحتاج العبد اليه فهذا لا ينبغي له ان يعلق قلبه بها. فاذا تعلق قلبه بها صار مستعبدا له وربما صار معتمدا على غير الله فلا يبقى معه حقيقة العبادة لله ولا حقيقة التوكل عليه. بل فيه شعبة من العبادة لغير الله وشعبة من التوكل على - 01:10:48
غير الله. وهذا من احق الناس بقوله صلى الله عليه وسلم تعس عبد الدراهم تعس عبد الدينار تعيس عبد القطيفة تعيس عبد الخميص وهذا هو عبد هذه امور فلو طلبها من الله فان الله اذا اعطاه اياها رضي واذا منعه اياها سخط وانما عبد الله من يرضيه ما يرضي الله ويسخطه ما يسخط الله - 01:11:08
يحب ما احبه الله ورسوله ويبغض ما ابغضه الله ورسوله يوالي اولياء الله ويؤدي اعداء الله تعالى. وهذا هو الذي استكمل الايمان كما في الحديث. من احب لله لله واعطى لله ومنع لله فقد استكمل الايمان. وقال اوثق عور الايمان الحب في الله والبغض في الله. وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم ثلاث - 01:11:28
ثم ان كنا فيه وجد حلاوة الايمان من كان الله ورسوله احب الي مما سواهم ومن كان يحب المرء لا يحب الا اله ومن كان يكرهه الله منه كما يكره ان يلقى في - 01:11:48
فهذا وافق ربه فيما يحب وما يكره. فكان الله ورسوله احب اليه مما سواهما. واحب المخلوق لله لا لغرض اخر. فكان هذا من تمام حبه لله. فان محبة محبوب المحبوب من تمام محبة المحبوب. فاذا احب انبياء الله اولياء الله لاجل قيام محبوبة الحق. لا لشيء اخر فقد احبهم لله لا لغيره. فقد قال تعالى فسوف - 01:11:58
تلاوة قومه يحبهم ويحبونه. اذلة على المؤمنين عزة على الكافرين. ولهذا قال تعالى قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله. فان الرسول صلى الله عليه وسلم يأمر بما يحب الله فينهى عما يبغضه الله ويفعل ما يحبه الله ويخبر ما يحب الله التصديق به فمن كان محبا لله لازما يتبع الرسول صلى الله - 01:12:18
عليه وسلم فيصدقه به ما اخبر ويطيعه فيما امر ويتأسى به فيما فعل. ومن فعل هذا فقد فعل ما يحبه الله فيحبه الله. فجعل الله لاهل محبته هي علامة ايه؟ اتباع الرسول والجهاد في سبيله. وذلك لان الجهاد حقيقة اجتهاد باصول ما يحبه الله من الايمان. والعمل الصالح. ومن ومن دفع ما - 01:12:38
يبغضه الله من الكفر والفسوق والعصيان. وقد قال تعالى قل ان كان اباؤكم وابناؤكم واخوانكم وازواجكم وعشيرتكم. واموال اقترفتموها وتجارة تخشونها سعداء ومساكن ترضون احب اليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بامره فتوعد من كان اهله وماله احب اليه من الله ورسوله - 01:12:58
ابتلي والجهاد في سبيله بهذا الوعيد. بل قد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم في الصحيح انه قال والذي نفسي بيده لا يؤمن احدكم حتى اكون احب الي من ولدي من والدي والناس - 01:13:18
اجمعين. وفي الصحيح ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال له يا رسول الله والله لانت احب الي من كل شيء الا من نفسي. فقال لا يا عمر حتى اكون احب اليك من نفسك. فقال - 01:13:28
فوالله لانت احب الي من نفسي فقال الان يا عمر فحقيقة المحبة لا تتم الا بموالاة المحبوب وهو موافقته في حب ما يحبه وبغض ما يبغض والله يحب الايمان والتقوى ويبغض الكفر والفسوق والعصيان - 01:13:38
احسن ما قال رحمه الله فمعلوما ان الحب يحرك ارادة القلب فكلما قويت المحبة في القلب طلب القلب فعل المحبوبات فاذا كانت محبة تامة استلزمت ارادة جازمة في حصول المحبوبات اذا كان العبد قادرا عليها حصلها وان كان عاجزا عنها ففعل ما يقدر عليه من ذلك كان له التاجر الفاعل كما - 01:13:53
فقال النبي صلى الله عليه وسلم من دعا الى هدى كان له من اجله مثل اجور من تبعه. مثل اجور من من اتبعه. من غير ان ينقص من اجورهم شيء. ومن دعا الى ضلالة كان عليه من الوزر مثله اوزار - 01:14:13
لمن اتبعه من غير ان ينقص من اوزارهم شيء. قال ان وقال ان بالمدينة رجالا ما سرت مسيرة ولا قطعت ما ادري الا كانوا معكم. قالوا وهم في المدينة؟ قال وهم بالمدينة - 01:14:23
حبسهم العذر. والجهاد هو بذل هو بذل الوسع وهو كل ما يملك من القدرة في حصول محبوب الحق ودفع ما يكرهه الحق. فاذا ترك العبد ما يقدر عليه من الجهاد كان دليلا على الله في محبة الله ورسوله في قلبه. معلوم انها محبوبات لا - 01:14:33
تنال غالبا الا باحتمال المكروهات سواء كانت محبة صالحة او فاسدة فالمحبون للمال والرئاسة والصور لا ينالون مطالبهم الا بضرر يلحقهم في الدنيا مع ما يصيبهم الضرر في الدنيا والاخرة. فالمحب لله ورسوله اذا لم يحتمل ما يرى ضوء الرأي من المحبين لغير الله مما يحتملون في سبيل في سبيل حصول محبوب - 01:14:50
دل ذلك على ضعف محبتهم لله اذا كان ما يسلكه اولئك في نظرهم هو الطريق الذي يشير به العقل. ومن المعلوم ان المؤمن اشد حبا لله كما قال تعالى من الناس من يتخذ من دون اندادا يحبونه كحب الله والذين امنوا اشد حبا لله. نعم قد يسلك المحب لضعف عقله وفساد تصوره طريقا لا يحصل بها المطلوب - 01:15:10
مثل هذه الطريق لا تحمد اذا كانت المحبة صالحة محمودة فكيف اذا كانت المحبة محبة فاسدة والطريق غير موصل كما يفعله متهورون في طلب المال والرئاسة والصور وفي وفي حب امور - 01:15:30
توجب لهم ضررا لا تحصل لهم مطلوبا وانما المقصود الطرق التي يسلكها العقل السليم لحصول مطلوبك. واذا تبين هذا فكلما ازداد القلب حبا لله ازداد له عبودية وكلما زاد له عبودية ازداد له حبا وفضله عما سواه. والقلب فقير بالذات الى الله من وجهين. من جهته عبادته - 01:15:47
من جهة العباد وهي العلة الغائية ومن جهة الاستعانة والتوكل هي العلة الفاعلة. فالقلب لا يصلح ولا يفلح ولا ولا يلتذ ولا يسر ولا يطيب ولا يسكن ولا يطمئن الا بعبادة ربه وحبه والانابة اليه. ولو حصله كل ما يلتذ به من المخلوقات لم يطمئن ولم يسكن اذ فيه فقر - 01:16:07
الى ربه من حيث هو معبوده ومحبوبه ومطلوب وبذلك يحصل له الفرح والسرور واللذة والنعمة والسكون والطمأنينة. وهو هذا لا يحصل باعانة الله له فانه لا يقدر على تحصيل ذلك له الا الله. فهو دائما - 01:16:29
وتقنية حقيقتي هي كلامنا واياك نستعين فاذا فانه لو اعين على حصول ما يحبه ويطلبه ويشتهيه ويريده ولم يحصل له عبادة لله فلن يحصل الا على الالم والحسرة والعذاب ولن يخلص من الام الدنيا ونكد عيشها الا باخلاص الحب لله بحيث يكون هو غاية مراده ونهاية المقصود هو المحبوب له بالقصد الاول وكل ما - 01:16:44
فسواه انما يحبه لاجله لا يحب شيئا لذاته الا الا الله. فمتى لم يحصل له هذا لم يكن قد حقق قد حقق حقيقة لا الا الله ولا حقق لها التوحيد والعبودية والمحبة لله وكان فيه من نقص التوحيد والايمان بل من الالم والحسرة والعذاب بحسب ذلك. ولو ساعة في هذا المطلوب ولم يكن مستعين - 01:17:04
بالله متوكلا عليه مفتكرا اليه في حصوله لم يحصل له فانه ما شاء الله وكانه ما لم يشاء منكم فهو مفتقر الى الله من حيث هو المطلوب من حيث هو المطلوب المحبوب المراد - 01:17:24
معبود وهو من حيث هو المسؤول المستعان به. والمتوكل عليه فهو الهه لا اله غيره وهو ربه لا رب سواه. ولا تتم عبوديته لله الا بهذين فمتى كان يحب متى كان يحب غير الله ذات او يلتفت الى غير الله ان يعينه كان عبدا لما احبه وعبدا لما رجاه بحسب حبه له - 01:17:34
رجاءه اياه. واذا لم يحب احد بذاته الا الله. واي شيء احبه سواه فانما احبه له ولم يرج قط شيئا الا الله. واذا فعل ما فعل انا من الاسباب لو حصل ما حصل منها كان مشاهدا ان الله هو الذي خلقها وقدرها وسخرها له وان كل ما في السماوات والارض فالله ربه ومليكه وخالقه - 01:17:54
مسخره وهو مفتقر اليه كان قد حصل له من تمام عبودية الله بحسب ما قسم له من ذلك. والناس في هذا على درجات متفاوتة لا يحسن طرقها الا الله فاكمل الخلق - 01:18:14
وافضلهم اعلاهم اقربهم الى الله واقواهم واهداهم اتمهم عبودية لله من هذا الوجه. وهذا هو حقيقة الاسلام الذي ارسل الله به رسله وانزل به كتبه وهو ان العبد لله لا لغيره فالمستسلم له ولغيره مشرك والممتنع عن عن الاستسلام له مستكبر وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم ان الجنة - 01:18:24
متى لا يدخلها من في قلب مثقال ذرة من كبر كما ان النار لا يخلد فيها من في قلبه مثقال ذرة من ايمان. فجعل الكبر مقابلا للايمان فان الكبر ينافي حقيقة العبودية - 01:18:44
كما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال يقول الله العظمة لزاري والكبرياء ردائي فمن نازعني واحدا منهما عذبته والعظمة والكبرياء من خصائص الربوية والكبرياء اعلى من العظمة ولهذا جعل بمنزلة الرداء كما جعل العظمة بمنزلة الايجار. ولهذا كان شعار الصلوات والاذان والاعياد هو التكبير. وكان مستحبا في - 01:18:54
كانت العالية كالصفها المرأة الى على الانسان شرفا او ركب دابة ونحو ذلك وبه يطفأ الحريق وان عظم وعند الاذان يهرب الشيطان قال تعالى وقربكم من الجنة استجب لكم ان الذين سيكبرون عبادي سيدخلون جهنم داخلهم كل من يستكبرون عن عبادة الله لابد ان يعبد غيره فان الانسان حساس يتحرك بالايراد وقد ثبت في الصحيحين - 01:19:14
النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اصدق الاسماء حارث وهمام فالحادث الكاسب الفاعل الهمام فعال من الهم والهم اول الارادة فالانسان هو ارادة دائمة دائما وكل ارادة فلابد لها من مراد تنتهي اليه - 01:19:34
لكل عبد من مراد محبوب من مراد محبوب وهو منتهى حبه وارادته فمن لم يكن الله معبده وانتهى حب ارادته بل استكبر عن ذلك فلابد ان يكون له مراد محبوب - 01:19:48
يستعبده غير الله فيكون عبدا لذلك المراد المحبوب اما المال واما الجاه واما الصور واما ما يتخذه الها من دون الله كالشمس والقمر والكواكب والاوثان وقبولا الانبياء والصالحين او من الملائكة والانبياء الذين يتخذهم اربابا او غير ذلك مما عبد من دون الله. واذا كان عبدا لغير الله يكون مشركا وكل مستكبر - 01:19:58
فهو مشرك لهذا كان فرعون من اعظم الخلق استكبارا عن عبادة عن عبادة الله. وكان مشركا. قال تعالى وقد اصاب موسى باياتنا وسلطان مبين الى فرعون وهامان وقارون. وقالوا ساحر - 01:20:18
كذاب الى قوله وقال موسى اني عذت بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب. الى قوله تعالى كذلك رضوان الله على كل قلب متكبر جبارا. قال تعالى وقارون وفرعون وهامان. ولقد - 01:20:28
جاءهم موسى في الارض وما كانوا سابقين وقالت ان فرعون على في الارض وجعل اهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح ابنائهم يستحيي نسائهم الى قوله فانظر كيف كان عاقبة الظالمين - 01:20:38
قالوا جحد انتهى انفسهم ظلما وعلوما فانظر كيف كان عاقبة المفسدين. ومثل هذا في القرآن الكريم وقد وصف فرعون بالشرك بقوله تعالى وقال المرء من قوم فرعون اتذروا موسى وقومه - 01:20:48
ويدرك والهتك بل للاستقرار يدل على انه كلما كان الرجل اعظم استكبارا عن عبادة الله كان اعظم شركا بالله لانه كلما استكبر عن عبادة الله ازداد فقره وحاجته الى المراد المحبوب الذي هو المقصود مقصود قلبه بالقصد الاول فيكون مشركا بما استعبده من ذلك. ولن يسألني القلب عن جميع المخلوقات - 01:20:58
قد الا بان يكون الله هو مولاه الذي لا يعبد الا اياه. ولا يستعين الا به ولا يتوكل الا عليه ولا يفرح الا بما يحبه ويرضاه. ولا يكره الله اما يبغضه الرب ويكرهه - 01:21:18
لا يوالي الا من والاه الله. ولا يعاد الا من عاداه الله ولا يحب الا لله ولا يبغض ولا يبغض شيئا الا لله ولو يعطي ولا يعطي الا لله ولا يمنع الا لله. فكلما قوي اخلاص دينه لله كملت عبوديته واستغناؤه عن المخلوقات وبكماله عبوديتي لله تكمن تبرئته من الكبر والشرك والشرك - 01:21:28
قارب على على النصارى والكبر غالب على اليهود. قال الله تعالى في النصارى اتخذوا احبارهم ورهبانهم. اربابا من دون الله ومسيح ابن مريم وما امروا الا ليعبدوا له وحد لا اله الا هو سبحانه وتعالى سبحانه عما يشركون. وقال في اليهود افكلما جاءكم رسول بما اتاه انفسكم استكبرتم فريق كذبتم فريقا تقتلون - 01:21:48
وقال تعالى سيصرف عن اياتي الذين يتكبرون في الارض بالحق ويروا كل اية لا يؤمنوا بها ويروا سبيل الرشد لا يتخذون سبيلا وان يروا سبيل الغي يتخذون سبيلا ولما كان الكبر منسجا للشرك والشرك وضد الاسلام والذنب وهو الذنب الذي لا يغفره الله قال تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك - 01:22:08
فقد اشترى اثما عظيما وقال ان الله يغفر ويشرك به ويغفر ما دون ذلك من يشاء من يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا. كان الانبياء الجميع مبعوثين بدين الاسلام فهو الدين الذي لا - 01:22:28
يقبل الله غيره ولا من الاولين ولا من الاخرين. قال نوح فان توليتم فما سألتكم من اجر. ان اجري الا على الله وامرت ان اكون من المسلمين. وقال ففي حق إبراهيم عليه السلام ومن يرغب عن ملة إبراهيم الا من سفه نفسه ولقد صفيناه في الدنيا وانه في الاخرة من الصالحين اذ قال له ربه اسلم قال اسلمت لرب العالمين الى قوله فلا تموتن - 01:22:38
الا وانتم مسلمون. وقالوا يوسف عليه السلام توفني المسلمون والحقني بالصالحين. وقال موسى عليه السلام يا قومي ان كنتم امنتم بالله فعليه توكلوا ان كنتم مسلمين فقالوا الله يتوكلنا. وقال تعالى انا انزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين اسلموا للذين هادوا. وقالت وقال بلقيس ربي - 01:22:58
اني ظلمت نفسي وسمت مع سليمان لله رب العالمين. وقال تعالى واذ اوحيت الى الحواريين انا امن بي وبرسوله. قالوا امنا واشهد باننا مسلمون وقال ان الدين عند الله الاسلام وقال ومن يبتغي الاسلام دينا فلن يقبل منه وفي الاخرة من الخاسرين. وقال تعالى فغير دين لا يبغون له اسلم من في السماوات والارض قوما وكرها - 01:23:18
هناك رأي اسلام الكائنات طبعا وكره لان المخلوقات جميعها متعبدة متعبدة له تعبد التام سواء اقر المقر بذلك او انكره وهم مدينون له؟ هذا العام التعبد العام لان المخلوقات جميعها متعبدة له التعبد العام سواء اقر المقر بذلك او انكره وهو مدينون له - 01:23:38
هنا فهم مسلمون له طوعا وكرها ليس لاحد من المخلوقات خروج عما شاءه وقدره وقضاه. ولا حول ولا قوة الا به وهو رب العالمين ومليكهم يصرفهم كيف يشاء وهو خالقهم كلهم بارئهم ومصورهم. وكل كل ما سواه فهو مربوم مصنوع مفطور فقير محتاج - 01:24:00
معبد مقهور وهو سبحانه الواحد القهار الخالق الباري والمصور. وهو ان كان قد خلق ما خلق باسباب فهو خالق السبب ومقدر له وهو مفتقر اليه كافتقار وليس في المخلوقات سبب مستقل بفعل بفعل خير ورد في ضرر بل كل ما هو مسبب فهو محتاج الى سبب اخر ويعاونه والى ما يدفع - 01:24:20
انهض الضد الذي يعارضه ويمانعه. هو سبحانه وحده الغني عن كل ما سواه ليس له شريك يعاونه ولا ضد يناوئه ويعارضه. قال تعالى قل افرأيتم ما تدرون من دون الله - 01:24:40
قال حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون. وقال تعالى وان يمسسك الله بضر فلا كاس فلو الا هو وان يمس وهو على كل شيء قدير. وقعت على الخليل عليه السلام يا قومي اني بريء مما تشركون. اني وجهت وجهي الذي فظل السماوات والارظ حنيفا وما انا من المشركين. وحاج - 01:24:50
له قومه قال اتحاجوني في الله وقد هداني ولا اخاف ما تشركون به الا ان يشاء ربي شيئا وسع ربي كل شيء علما افلا تتذكرون وكيف اخاف ما اشرتم تخافون انكم اشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطانا. اي فريقه احق بالله من كنتم تعلمون الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانا بظلم. اولئك لهم الامن وهم مهتدون - 01:25:10
وفي الصحيحين عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه ان هذه الايات لما نزلت شق ذلك على اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وقالوا يا رسول الله اي ما لم يلبس ايمانه بظلم فقال صلى الله عليه وسلم انما هو الشرك - 01:25:30
قال انت تسمعه يقول العبد الصالح ان الشرك لظلم عظيم. وابراهيم الخليل امام الحنفاء المخلصين. حيث بعث وطبقت طبق الارض دين المشركين قال الله تعالى واذا ابتلى ابراهيم ربه بكلمات فاتمهن قال اني جاعلك للناس ماء قال ومن ذريتي قال اينال عهدي الظالمين - 01:25:40
تبين ان عدو بالامامة لا يتناول الظالم فلم يأمر الله سبحانه وتعالى ان يكون الظالم اماما واعظم الظلم الشرك. وقال تعالى ان ابراهيم كان امة قانتا الا حنيفا ولم يك من المشركين. والامة هو معلم الخير الذي يؤتم به - 01:25:58
كما انه القدوة الذي يقتدى به والله تعالى جعل في ذرية النبوة والكتابة وانما باعث الانبياء بعده بملته. قال تعالى ثم اوحينا اليك ان تبي من ملة ابراهيم حنيفا وما كان مشركا. وقال تعالى ان اولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه - 01:26:12
وهذا النبي والذين امنوا والله ولي المؤمنين. وقال تعالى ما كان ابراهيم يهديهم الى نصرين النية ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين وقتله وقالوا كونوا هدى ونصارى تهتدون - 01:26:24
إبراهيم حنيفة وما كان من المشركين وقولوا امنا قولوا امنا بالله وما انزل الينا وما انزل الى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب الاسواق. الى قوله ونحن مسلمون. وقد ثبت بالصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم ان ابراهيم خير البلية وهو افضل الانبياء بعد النبي صلى الله عليه وسلم وهو خليل الله تعالى وقد ثبت في صحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم من غير وجه انه قال ان الله اتخذني خليل كما اتخذ ابراهيم خليل وقال - 01:26:34
متخذا خليلا كنت متخذا من من اهل الارض خليلا واتخذت ابا بكر خليلا. ولكن ولكن صاحبكم خليل الله. يعني نفسه صلى الله عليه وقال لا يبقين في المسجد خوخة الا سدت الا خوخة ابي بكر وقال ان من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور مساجد الا فلا تتخذوا - 01:26:54
القبور والمساجد فاني اناكم عن ذلك وكل هذا في الصحيح وفيه انه قال في ذلك قبل موته بايام وذلك من تمام رسالته فان في ذلك تمام تحقيق مخالته لله التي اصلها محبته لله التي اصلها محبة الله تعالى للعبد ومحبة العبد لله خلافا للجهمية وفي ذلك تحقيق تحقيق - 01:27:14
باذن الله والا يعبدوا الا اياه رد على اشباه المشركين. وفيه رد على رافضة الذين يبخسون الصديقة رضي الله عنها الحق وهو اعظم المنتسبين للقبلة بعبادة علي وغيره من البشر والخلة - 01:27:34
هي كمال المحبة المستلزمة للعبد كمال العبودية لله ومن الرب سبحانه وتعالى كمال الربوبية لعبده الذي لعباده الذين يحبهم ويحبونه ولفظ العبودية يتضمن كمال الذل وكمال الحب فانهم يقولون قلب متيم اذا كان متعبد للمحبوب. والمتيم المتعبد تيم الله عبده هذا على كمال - 01:27:49
هل الكمال حصل ابراهيم عليه السلام ومحمد صلى الله عليه وسلم ولهذا لم يكن له صلى الله عليه وسلم من اهل الارض خليل اذ الخلة لا تحتمل الشرك كما قيل - 01:28:09
فانه كما قيل في المعنى قد تخللت قد تخللت مسلك الروح مني وبذا سمي الخليل خليلا. بخلاف اصل الحب في انه صلى الله عليه وسلم في الصحيحين من حديث صحيح الحسن واسامة اللهم اني احبهما فاحبهما واحب من يحبهما وسأله عمرو بن العاص اي الناس احب اليه؟ قال عائشة قال - 01:28:19
فمن يرزق؟ قال ابوها قال لعلي رضي الله عنه لاعطين الراية رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله وامثال ذلك كثير وقد اخبر الله تعالى انه يحب يحب المصيرين ويحب المقسطين ويحب التوابين ويحب المتطهرين ويحب الذين يقاتلون في سبيل صفحة كانه منيان مرصود وقال فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه فقد اخبر بمحبته لعباده المؤمنين - 01:28:39
ومحبة المؤمن له وقال حتى قالوا والذين امنوا شدوا حبا لله. اما الخلة فخاصة وقول بعض الناس ان محمد حبيب الله وابراهيم خليل الله وظنه ان المحبة فوق الخلة قول ضعيف ان محمدا صلى الله عليه وسلم ايضا خليل الله كما ثبت ذلك في الاحاديث الصحيحة المستفيضة. ان العباس يحشر - 01:28:59
اين حبيب وخليل؟ وامثال ذلك فاحاديث موضوعة لا تصلح ان يعتمد عليها. وقد قدمنا ان محبة الله تعالى فيها محبته ومحبة ما كما في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ثلاث من كن فيه وجدا حلاوة الايمان. من كان الله ورسوله احب اليه مما سهم ومن كان يحب المرء لا يحب الا لله. ومن كان يكره ان يرجع الى الكفر - 01:29:19
بعد اخرجه الله منه كما يكره ان يلقى في النار اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان من كان فيه هذه الثلاث رجل حلاوة لمن؟ لان وجود الحلاوة بشيء يتبع المحبة له فمن احب شيئا او اشتهاه فاذا حصل له مراده - 01:29:39
فانه لا فانه يجد الحلاوة واللذة والسرور بذلك. واللذة امر يحصل عقيب ادراك الملائم الذي هو المحبوب او المشتهى. ومن قال ان اللذة ادراك ادراك الملائم كما يقوله من يقوله من المتفلسفة والاطباء فقد غلط في ذلك غلطا بينا فان الادراك يتوسط بين المحبة واللذة فان الانسان مثلا يشتهي - 01:29:54
امضي اذا اكله حصل له عقيب ذلك اللذة. فاللذة تتبع النظر الى الشيب اذا نظر اليه فلذته تتبع النظر ليست نفس النظر وليست هي بل تحصل عقيد رؤيته. وقال تعالى وفيها ما تشترين انفس ثلاث اعين وهكذا جميع ما يحصل للنفس من اللذات والالام. من فرح وحزن من فرح - 01:30:14
وحزن ونحو ذلك يحصل بشعوره بالمحبوب او الشعور بالمكروه وليس نفس الشعور هو الفرح وولا الحزن. فحلاوة الايمان المتضمنة من اللذة به الفرح ما يجده المؤمن والفرح ما يجده المؤمن الواجد من حلاوته ايمان تتبع كمال محبة الله محبة العبد لله. وذلك بثلاثة امور. تكميل هذه المحبة - 01:30:34
وتفريغها ودفع ضدها فتكميلها ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما فان المحبة فان محبة الله ورسوله لا يكتفى فيها باصل الحب بل لابد ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواه ما كان تقدم. وتفريعها ان يحب المرأة لا يحب الا الله ودفع ان يكره ضد الايمان اعظم من كراهة الالقاء في النار - 01:30:54
اذا كان محبة رسول المؤمنين من محبة الله. وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يحب المؤمنين الذين يحبهم الله. لانه اكمل الناس محبة لله واحقهم بان بما يحب الله ويبغض ما يبغضه الله والخلة ليس لغير الله فيها نصيب بل قال صلى الله عليه وسلم لو كنت متخذا من اهل الارض - 01:31:14
قليلا اتخذت ابا بكر خليلا. علم منه مزيد مرتبة الخلة على مطلق المحبة. والمقصود هو ان الخلة والمحبة لله تحقيق عبوديته. وانما يغلط في من في هذه وانما يغلط من في هذه من حيثما يتوهمون ان العبودية مجرد ذل - 01:31:34
وخضوع فقط لا محبة له او ان المحبة فيها انبساط في الاهواء او اذلال لا تحتمله الربوبية. ولهذا يذكر ولهذا يذكر عند ذي النون انهم تكلموا عنده في مسألة المحبة فقال امسكوا عن هذه المسألة لا لا تسمعها النفوس وتدعيها. وكره من كره من اهل العلم من اهل - 01:31:54
المعرفة والعلم مجالسة اقوام يكثرون الكلام في المحبة بلا خشية. وقال من قال من السلف من عبد الله بالحب وحده فهو زنديق ومن عبده بالرجاء وحده فهو وما نعبده بالخوف وحده فهو حروري ومن عبده بالحب والخوف والرجاء فهو مؤمن موحد. ولهذا وجد في المسافرين من من انبسط بدعوة المحبة - 01:32:12
حتى اخرجوا ذلك الى نوع من الرعونة والدعوة التي تنافي العبودية تدخل العبد في نوع من الربوبية التي لا تصلح الا لله. ويدعي احدهم دعاوى تتجاوز حدود الانبياء والمرسلين او او - 01:32:32
من الله ما لا يصلح بكل وجه الا لله ولا يصلح للانبياء وهذا باب وقع فيه كثير من الشيوخ وسببه ضعف تحقيق العبودية التي بينها الرسل وحررها الامر والنهي الذي جاءوا به - 01:32:42
بل ضعف العقل الذي به يعرف العبد حقيقة. واذا ضعف العقل وقل العلم بالدين وفي النفس محبة طائشة جاهلة انبسطت نفسه بحمقها في ذلك كما ينبسط الانسان بمحبته في محبة الانسان مع حمقه وجهله ويقول انا محب فلا اؤاخذه بما افعله من انواع - 01:32:57
يكون فيها عدوان وجاه فهذا عين الضلال وهو شبيه بقول اليهود والنصارى نحن ابناء الله واحباؤه. قال الله تعالى قل فلم يعذبكم بذنوبكم؟ قل انتم بشر وممن خلق يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء فان تعذيبه لهم بذنوبهم يقتضي انهم غير محبوبين ولا منسوبين اليه بنسبة البنوة فنقتضي انهم مربوضون - 01:33:17
مخلوقون فمن كان الله يحبه استعمله فيما يحبه محبوبه. ولا لا يفعله ما ما يبغضه الحق ويسخطه من الكفر والفسوق والعصيان فعل الكبائر اصر عليها ولم يتب منها فان الله يبغض منه ذلك. كما يحب منه ما يفعله من الخير. اذ حبه للعبد بحسب ايمانه وتقواه. وان ظن ان الذنوب - 01:33:37
ولا تضره لكون لا يحبه مع اصراره عليها كان بمنزلة من زعم ان تناول السم لا يضره ما هو مداومته عليه وعدم تداويه منه بصحة مزاجه ويتدبر الاحماق ما قص الله في كتابه من قصص انبيائه وما جرى لهم من التوبة والاستغفار وما اصيبوا به من انواع البلاء الذي فيه تمحيص لهم وتطهير - 01:33:57
بحسب احوالهم علم بعض ضرر الذنوب اصحابها ولو كان ارفع الناس مقاما. فان المحب للمخلوق اذا لم يكن عارفا من مصلحته ولا مريدا لها بل يعمل بمقتضى الحب كان جهلا وظلما كان ذلك. السبب كان ذلك سبب لبغض المحبوب له ونفوره عنه بل سببا لعقوبته. وكثير من السالكين سلكوا بدعوى حب الله انواع - 01:34:17
من امور الجهل وبالدين. اما من تعدي حدود الله واما من تضييع حقوق الله واما من ادعاء الدعاوى الباطلة التي لا حقيقة لها. كقول بعضهم اي مريد لي في النار احد فانا بريء منه. فقال الاخر اي مريد لي ترك احدا من المؤمنين يدخل النار فانا بني مؤمن فالاول جعل مريده يخرج كل من في النار. والثاني - 01:34:37
اريده يمنع اهل الكبائر من دخول النار. ويقول بعضهم اذا كان يوم القيامة نصبت خيمتي على جهنم حتى لا يدخلها احد. وامثال ذلك من الاقوال التي تؤثر عن بعض المشايخ المشهورين وهي اما كذب عليهم واما غلط منهم - 01:34:57
ومثل هذا قد يصدر في حال في حال سكر وغلبة وفناء يسقط فيها تمييز الانسان او يضعف حتى لا يدري ما قال والشكر هو الشكر هو ولذة مع عدم تمييز. ولهذا كان من هؤلاء من اذا صح استغفر من ذلك الكلام. والذي نتوسع من الشيوخ بسماع القصائد المتضمنة للحب والشوق واللوم - 01:35:13
والعدل والغرام كان هذا اصل مقصدهم فان هذا الجنس يحرك ما في القلب من الحب. كانوا ما كانوا لهذا انزل الله محنة يمتحن بها فقال قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله. فلا يكون محبا لله الا من يتبع رسوله صلى الله عليه وسلم - 01:35:33
وطاعة الرسول ومتابعته لا تكون الا بتحقيق العبودية وكثير ممن يدعي محبته يخرج عن شريعته وسنته صلى الله عليه وسلم. ويدعي من الحالات ما لا يتسع هذا الموضع لذكره. وقد - 01:35:51
ظلوا حتى قد يظن حتى قد يظن احدهم سقوط الامر وتحليل الحرام ولهو وغير ذلك مما فيه مخالفة شريعة الرسول صلى الله عليه وسلم وسنته وطاعته ولقد جعل الله اساس محبتي محبة ومحبة رسوله للجهاد في سبيل الله. والجهاد يتضمن كمالا - 01:36:01
محبتي ما امر الله به وكمال بغض ما نهى الله عنه ولهذا قال في صفة من يحبهم ويحبونها اذلة على المؤمنين عزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة - 01:36:18
ولهذا كانت محبة هذه الامة لله اكمل من محبة من قبلها وعبوديتهم لله اكمل من العبودية من قبلهم. واكمل هذه امتي في ذلك هم اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم - 01:36:28
من كان بهم اشبه كان ذلك فيه اكمل فاين هذا من قوم يدعون المحبة؟ وفي كلام بعض الشيوخ المحبة نار تحرق في القلب ما سوى مراد المحبوب واراد ان يكون كله قد اراد الله وجوده فظنوا ان كمال المحبة ان ان يحب العبد كل شيء حتى الكفر والفسوق والاحسان ولا ينكر احدا ان يحب كل موجود بل - 01:36:38
يحب ما يلائمه وينفعه ويبغض ما ان ينافيه ويضره. ولكن استفادوا بهذا الضلال اتباع هوائهم ثم زادهم. زادهم انغماسا في اهوائهم وشهواتهم فلم يحبهم فهم يحبون ما يهوونه وكالصور والرئاسة وفضول المال والبدع المضلة زاعمين ان هذا من محبة الله ومن محبة الله بغض ما يبغضه الله ورسوله وجهاد اهله وبالنفس - 01:36:58
والمال واصل ضلالهم ان هذا القارئ الذي قال ان المحبة نار تحرق ما سوى المراد المحبوب فقصد بمراد الله تعالى الارادة الكونية في كل الوجودات اما لو قال مؤمن بالله وكتبه ورسله هذه المقالة فانه يقصد الارادة الدينية الشرعية التي هي بمعنى محبته والرضاه فكأنه قال تحرق من القلب ما - 01:37:20
سوى المحبوب لله وهذا معنى صحيح ان من تمام الحب لله ان ان لا تحب الا ما يحبه الله. اذا احببت ما لا يحب كانت المحبة ناقصة. واما قضاءه وقدره فيبغضه ويكرهه ويسخطه وينهى عنه. فان لم فان لم اوافقه ببغضه وكراهته وسخطه لم اكن محبا له بل محبا - 01:37:43
لما؟ بل محبا لما يبغضه فاتباع هذه الشريعة. والقيام بالجهاد بها من اعظم الفروق بين اهل محبة الله واوليائه الذين يحبهم وبين من يدعي محبة الله عز وجل ناظرا الى عموم ربوبيته او متبعا لبعض البدع المخالفة للشريعة. فان دعوة هذه - 01:38:03
اعبد الله من جنس الدعوة اليهود والنصارى المحبة لله. بل قد يكون دعوة هؤلاء شرا من دعوة اليهود والنصارى لما فيهم من النفاق الذين هم بهم في الدرك الاسفل من النار. اه الذين هم - 01:38:23
به في درك اسفل من النار كما قد تكون دعوة اليهود والنصارى شرا من دعواهم اذ اذا لم يصلوا الى مثل كفرهم. وبالتوراة والانجيل من ترغيبهم بمحبة الله معهم متفقون عليه حتى ان في ذلك حتى ان ذلك عندهم اعظم من اعظم وصايا الناموس - 01:38:33
ففي الانجيل ان المسيح قال اعظم وصايا المسيح ان تحب الله بكل قلبك وعقلك ونفسك والنصارى يدعون قيامهم بهذه المحبة فهو ان ما هم فيه من الزهد والعبادة هم من ذلك. وهم براء وهم براء من من محبة الله. اذ لم يتبعوا ما احبه بل - 01:38:49
وما اسخطوا الله وكرهوا ما اتبعوا ما اتبعوا ما اسخط الله وكرهوا رضوانه فاحفظوا اعمالهم. والله يبغض الكافرين ويمقتهم ويلعنهم الله سبحانه ويحب من يحبه لا يمكن ان يكون العبد محبا لله والله تعالى غير محب له. بل بقدر محبة العبد لربه. يكون حب الله له. وان كان جزاء الله - 01:39:09
لعبده اعظم كما في الحديث الصحيح الالهي عن الله تعالى انه قال من تقرب الي شبرا تقربت اليه ذراعا من تقرب الي ذراعا تقربت الي باعا ومن ان يمشي اتيته هرولة. وقد اخبر الله سبحانه انه يحب المتقين والمحسنين والصابرين ويحب التوابين ويحب المتطهرين بل هو يحب من فعل ما امر به من واجب ومستحابة. كما في الحديث الاخير - 01:39:29
لا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه. فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به. الحديث. وكثير من المخطئين الذين ابتدعوا اشياء في بالجهد والعبادة وقعوا في بعض ما وقع فيه النصارى من دعوة محبة الله من مع مخالفته شريعته. وترك المجادلة في سبيله ونحو ذلك يتمسكون في الدين ويتمسكون - 01:39:49
في الدين الذي يتقربون به الى الله بنحو ما تمسك به النصارى من الكلام المتشابه والحكايات التي لا يعرف صدق قائلها ولو صدقة لم يكن قائلها معصوما فيجعلون متبوعين شارعين لهم دينه كما جعل النصارى اسيسيهم ورهبانهم شارعين لهم دينا ثم انهم ينتقصون العبودية ويدعون ان الخاصة يتعدون يتعدونها كما - 01:40:09
دعي النصارى في المسيح والقساوسة ويثبتون خاصة من المشاركة في الله من جنس ما تثبته النصارى في المسيح وامه الى انواع اخر يطول شرحها في هذا الموضع وانما الدين الحق هو تحقيق العبودية لله بكل وجه وتحقيق محبة الله بكل درجة بقدر تكميل العبودية تكمل آآ تكمن محبة العبد - 01:40:29
لربه وتكمن محبة الرب لعبده. وبقدر نقص هذا يكون نقص هذا وكلما كان في القلب حب لغير الله. كانت فيه عبودية لغير الله بحسب ذلك. وكلما كان في عبودية لغير الله كان فيه حب لغير الله بحسب ذلك. وكلها محبة لا تكون الا فهي باطلة. وكل عمل لا يراد به وجه الله فهو باطل فالدنيا ملعونة - 01:40:49
ملعون ما فيها الا ما كان لله ولا يكون الا الا ما احبه الله ورسوله وهو مشروع. فكل عمل يريد به غير الله لم يكن لله. وكل عمل لا يوافق - 01:41:09
شرع الله لم يكن لله بل لا يكون لله الا ما جمع للوصفين ان يكون لله وان يكون موافقا لمحبة الله ورسوله. وهو الواجب المستحب كما قال تعالى من كان يرجو لقاء - 01:41:19
صالحة ولا يشرك بعباد ربه احدا فلابد من العمل الصالح هو الواجب والمستحب ولابد ان يكون خالصا لوجه الله تعالى وكما قال تعالى ولا هم يحزنون. وقال النبي صلى الله عليه وسلم من عمل عملا ليس لي منه فورد وقال النبي صلى الله عليه وسلم انما الاعمال بالنيات وانما لكل ما نوى ما نوى. ومن كانت وانما لكل امرئ ما نوى فان كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله - 01:41:29
كانت هجرته لدنيا يصيبها. امرأته ينكحها هجرته لما هاجر اليه. وهذا الاصل هو اصل الدين وبحسب تحقيقه يكون تحقيق الدين وبه ارسل الله الرسل. وانزل الكتب دعا الرسول صلى الله عليه وسلم وعليه جاهد وبه امر فيه رغبة وهو قطب الدين الذي تدور عليه رحاح والشرك غالب على النفوس وهو كما - 01:41:49
جاء في الحديث هو في هذه الامة اخفى من دبيب النمل وفي حديث اخر قال ابو بكر رضي الله عنه يا رسول الله كيف تنجو منه وهو اخفى من جبين النمر؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم لابي بكر الا - 01:42:09
كلمة اذا قلت هذا جودة من دقة من دقه وجله قل اللهم اني اعوذ بك ان اشرك بك وانا اعلم واستغفرك لما لا اعلم وكان عمر رضي الله عنه يقول في دعائي اللهم اجعل عملي كله صالحا واجعله لوجهك خالصا ولا تجعل لاحد فيه شيئا. وكثيرا ما يخالط النفوس من الشهوات الخفية ما يفسد عليها تحقيق محبته - 01:42:20
وعبوديتها له واخلاص دينها له كما قال شداد ابن اوس يا نعاي العرب يا نعاي العرب ان اخف ما اخاف عليكم الرياء والشهوة الخفية وقيل السجستاني وما الشهوة الخفية؟ قال حب الرئاسة. وعن كعب بن مالك رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ما ذئبان جائعان ارسلا فيه زريبة في زريبة - 01:42:40
غنم بافسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه. قال الترمذي حديث حسن صحيح. فبين صلى الله عليه وسلم ان الحرص على المال والشرع في افساد الدين لا ينقص - 01:43:00
وعن افساد الذئبين الجائعين لزريبة الغنم. وذلك بين فان الدين السليم لا يكون فيه هذا الحرص وذلك ان القلب انه القلب اذا ذاق حلاوة عبودية الله ومحبته له ولم يكن شيء احب اليه من ذلك حتى يقدمه عليه وبذلك يصرف عن اهل الخاص لله. السؤال فحشاك - 01:43:10
وقال تعالى كذلك ليصرف عنهم السوء والفحشاء انه من عبادنا المخلصين. فان المخلص فان المخلص لله اذا اقل من حلاوة يأس. المخلص. احسن الله اليك فان المخلص لله ذاق بالحلاوة اه عبودية لله ما يمنعه من عبوديته لغيره. ومن حلاوة محبة الله ما يمنع من ما يمنعه من المحبة لغيره - 01:43:30
اذ ليس عند القلب السليم احلى ولا الذ ولا اطيب ولا الين ولا انعم من حلاوة الايمان المتضمن عبودية لله ومحبته له واخلاصه الدين كله الدين له ذلك يصطدم جلباب القول الى الله فيصير قلب منيبا الى الله خائفا منه راغباه. كما قال تعالى من خشي الرحمن بالغيب. وجاء بقلب منيب. اذ المحب يخاف - 01:43:50
من زوال مطلوبه او عدم حصول مرغوبه فلا يكون عبد الله ومحبه الا بين خوف ورجاء. كما قال تعالى اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابي ان عذاب ربه كان محظورا. واذا كان العبد مخلصا لله اجتباه ربه فاحيا قلبه واجتذبه - 01:44:10
اليه فينصرف عنه ويضاد ذلك من السوء والفحشاء ويخاف من حصول ضد ذلك بخلاف القلب الذي لم يخلص لله فان فيه طلبا وارادة وحبا فيهوى ما يسمح له ويتشبث بما يوى كالغصن اي نسيم مر به عطفه وماله فتارة تجتذبه - 01:44:30
محرمة وغير محرمة فيبقى سيرا عبدا لمن لمن لو اتخذ هو لمن لو اتخذه هو عبدا له لكان ذلك عيبا ونقصا وتارة يجتذبه الشرف والرئاسة فترضيه الكلمة وتغضبه الكلمة ويستعبده من يثني عليه ولو بالباطل ويعدي من يذمه ولو بالحق - 01:44:50
وتارة يستعبده الدرهم والدينار وامثال ذلك من الامور التي تستعبد القلوب والقلوب تهواها فيتكل الهه وهواه ويتبع هواه بغير هدى من الله ومن لم يكن خالصا لله عبدا له قد صار قلبه معبدا لربه وحده لا شريك له - 01:45:10
بحيث يكون الله احب اليه من كل ما سواه ويكون دليلا له خاضعا الا استعبدته الكائنات واستولت عليه على قلبه الشياطين وكان من الغاويين واخوانه الشياطين وصار في من السوء والفحشاء ما لا يعلمه الا الله. وهذا امر ضروري للاحية به. فالقلب ان لم يكن حنيفا مقبلا على الله. معرض عما سواه كان مشركا. قال تعالى - 01:45:27
الدين حنيفة فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تهدي لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن اكثر الناس لا يعلمون منيبين اليه واتقوا واقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا - 01:45:47
انهم كانوا شيعة كل حزب بما لديهم فرحون. وقد جعل الله سبحانه وابراهيم وال ابراهيم ائمة ائمة لهؤلاء الحنفاء المخلصين واهل المحبة لاهل محبة الله. وعبادته واخلاص الدين له. كما جعل فرعون وال فرعون ائمة المشركين متبعين اهواءهم. قال تعالى في ابراهيم ووهبنا له اسحاق ويعقوب نافلة. وكل جعلنا - 01:45:57
الصالحين وجعلناهم ائمة يهدون بامرنا واوحينا اليهم فعل الخيرات واقام الصلاة وايتاء الزكاة وكان لنا عابدين وفيه فرعون وقومه وجعلناهم ائمة يدعون الى النار ويوم القيامة لا ينصرون واتبعناهم في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة ثم من المقبوحين. ولهذا يصير اتباع فرعون اولا الى ان لا الى ان لا يميز بينما يحبه الله - 01:46:17
ويرضاه وبينما قدر الله وقضاه بل ينظرون الى المشيئة المطلقة الشاملة ثم في اخر الامر لا يميزون بين الخالق والمخلوق بل يجعلون وجود هذا وجود هذا ويقول محققوهم الشريعة فيها طاعة ومعصية والحقيقة فيها معصية - 01:46:37
بلا طاعة والتحقيق ليس فيه طاعة ولا معصية وهذا تحقيق مذهب فرعون وقومه الذين انكروا تكليمه لعبده موسى وما ارسله به من الامر والنهي قال رحمه الله فصل واما ابراهيم وال ابراهيم حنفاء من الانبياء والمؤمنين بهم وهم يعلمون انه لابد من الفرق بين الخالق والمخلوق ولابد من الفرق بين الطاعة والمعصية - 01:46:53
ايوا ان العبد كلما زاد تحقيقا لهذه الفرق ازدادت محبته لله وعبوديته له وطاعته له واعراضه عن عبادة غيره ومحبة غيره وطاعة غيره وهؤلاء المشركون الضالون يسوون بين الله وبين خلقه. والخليل يقول افرأيتم ما كنتم تعبدون من دون افرأيتم ما كنتم تعبدون انتم وابائكم يقدمون. فانهم عدو لي الا رب العالمين - 01:47:15
وتمسكون بالمتشابه من كلام المشايخ كما فعلت النصارى. مثل ذلك اسم الفناء فان الفناء ثلاثة انواع. نوع للكاملين من الانبياء والاولياء نوع للقاصدين من الاولياء والصالحين ونوع من المنافقين والملحدين والمشبهين. فاما الاول فهو فناوي عن ارادة ما سوى الله. بحيث لا يحب الا الله ولا يعبد الا اياه - 01:47:35
ولا يتوكل الا عليه ولا يطلب من غيره وهو المعني وهو المعنى الذي يجب ان يقصد بقول الشيخ ابي يزيد حيث قال اريد الا اريد الا ما يريد. اين مراد المحبوب المرضي وهو المراد بالارادة الدينية. وكمال العبد ان لا يزيد او كمال كمال العبد ان لا يريد ولا يحب ولا يرضى الا ما اراده الله ورضيه - 01:47:55
وهو ما امر به امر ايجاب واستحباب ولا يحب الا ما يحبه الله كالملائكة والانبياء والصالحين وهذا معنى قولهم في قوله تعالى الا من اتى الله بقلب سليم. قالوا هو السليم مما سوى الله او مما سوى عبادة الله او مما سوى ارادة الله او مما سوى محبة الله. فالمعنى واحد وهذا المعنى ان سمي فناء او لم يسم - 01:48:15
هو اول الاسلام واخره باطن الدين وظاهره. واما النوع الثاني فهو الفناء عن شهود السواء. وهذا يحصل لكثير من السالكين فانهم لفرط جداد قلوبهم الى ذكر الله وعبادة المحبة وظعف قلوبهم عن ان تشهد غير ما تعبد وترى غير ما تقصد ولا يخطر بقلوبهم غير الله بل لا يشعرون الا به كما - 01:48:35
قيل في قوله تعالى واصبح فؤاد ام موسى فارغا. ان كادت تبدي به لولا ان ربطنا على قولها. قالوا فارغا من كل شيء الا من ذكر موسى هذا كثير ما يعرض لمن داهمه امر من الامور اما وان اما حب واما خوف واما رجاء يبقى قلبه منصرف عن كل شيء الا عن ما قد احب - 01:48:55
وخافوا وطلبة بحيث يكون عند استغراقه بذلك لا يشعر بغيره. اذا قوي على صاحبه الفناء فاذا قوي على صاحب الفناء هذا فانه يغيب بموجوده عن وجوده وبمشهوده عن شهوده وبمذكوره عن ذكره وبمعروفه عن معرفته حتى يفنى من لم يكن والى المخلوقات العبد فمن سواه - 01:49:15
ويبقى من لم يزل وهو الرب تعالى. والمراد فلا هو في شهود العبد وذكره وثناؤه عن عن ان يدركها او يشهدها. اذا واذا قوى هذا ضعف حتى هي الطيبة في تمييزه وقد يظن انه هو محبوبه كما يذكر ان رجلا القى نفسه باليم فالقى فالقى محبه نفسه - 01:49:35
هل خلفه؟ فقال انا وقعت فما اوقعك خلفي؟ قال غبت بك عني فظننت انك اني. وهذا الموضوع جلس فيه اقوام وظنوا انه اتحاد وان المحب يتحد من محبوبه حتى لا يكون بينهما فرق في نفس وجودهما. وهذا غلط في ان الخالق لا تعني به شيئا شيء اصلا. بل لا يمكن ان يتحد شيء بشيء الا اذا استحال - 01:49:55
وفسدت حقيقة كل منهما وحصل من اتحاد ماعون فايز لا هو هذا ولا هذا فما اذا اتحد الماء واللبن والماء والخمر ولا ولكن يتحد المراد والمحبوب. والمراد هو المكروه يتفقان في نوع الارادة والكراهة. فيحب هذا ما يحب هذا ويبغض هذا ما يبغض هذا ويرضى ما يرضى - 01:50:15
اسخط ما يسخط ويكره ما يكره يوالي من ولو يعادي من يعادي وهذا الفناء كله فيه نقص واكابر الاولياء كابي بكر وعمر والسابقين الاولين من المهاجرين والانصار لم يقعوا في هذا الفناء فضلا عن من هو فوقهم من الانبياء - 01:50:35
وانما وقع شيء من هذا بعد الصحابة. وكذلك كل ما كان من هذا النمط اما فيه غيبة عقل العقل وعدم التمييز لما يرد على قول من احوال ايمان فان الصحابة رضي الله عنهم كانوا اكمل واقوى واثبت في الاحوال الايمانية من ان تغيب عقولهم او يحصل لهم غش او ضعف او - 01:50:51
شكر او ثناء اوله او جنون. وانما كان مبادئ هذه الامور في التابعين من عباد البصرة. فانهم فانه كان فيهم من يغشى عليه اذا سمع القرآن منهم من يموت كابيه جهير الضرير وزرارة ابن اوفى قاضي البصرة. وكذلك صار في شيوخ صوفية من يعرض له من الفناء والسكر ما يضعف - 01:51:11
معه تمييزه حتى يقول في تلك الحالة من اقوال ما اذا صح عرفة انه غالق فيه كما يحكى نحو ذلك عن مثل ابي يزيد وابي الحسين النووي النووي وبالحسين النوري وابي بكر الشبلي وامثال الشبلي وامثالهما بخلاف ابي سليمان الداراني ومعروف الكرخي والفضيل ابن عياض - 01:51:31
وبل وبخلاف الجنيد وامثاله ممن كانت عقولهم وتمييزهم يصحبهم في احوالهم فلا يقعون في مثل هذا الفناء والشكر ونحو ونحوه بل الكمل تكون قلوبهم ليس فيها سوى محبة الله وارادته وعبادته. وعندهم من ساحة العلم والتمييز ما يشهدون به الامور على ما هي عليه. بل يشهدون مخلوقات - 01:51:51
قائمة بامر الله مدبرة بمشيئته بل مستجيبة له قانتة له فيكون لهم فيها تبصرة وذكرى ويكون ما يشهدون ومن ذلك مؤيدا وممدا لما في قلوبهم من اخلاص الدين وتجديد التوحيد له العبادة له وحده لا شريك له. وهذه هي الحقيقة التي دعا اليها القرآن. وقام بها اهل تحقيق الايمان والكمل من اهل العرفان - 01:52:11
نبينا صلى الله عليه وسلم امام هؤلاء واكملهم ولهذا لما عرج به الى السماوات وعاين ما هنالك من الايات واوحي اليه ما اوحي من انواع المناجاة واصبح فيهم وهو لم يتغير حاله - 01:52:34
ولا ظهر عليه ذلك بخلاف ما كان يظهر على موسى من من التغشي صلى الله عليه وسلم اجمعين. واما النوع الثاني مما قد يسمى فلاعا فهو ان يشهد والثالث احسن واما النوع الثالث مما قد يسمى فلا فهو ان يشهد ان لا موجود الا الله وان وجود الخالق هو وجود المخلوق. فلا فرق بين الرب والعبد - 01:52:44
هذا ثناء اهل الضلال والالحاد. الواقعين في الحلول والاتحاد وهذا يبرأ منه مشايخ المستقيمون فاذا قال احدهم ما ارى غير الله او لا انظر الى غير الله ونحو ذلك مراد بذلك ما ارى رب غيره ولا خارقا ولا مدبرا غيره. ولا الها غيره. ولا انظر الى غيره محبة له او خوفا منه او رجاء له فان العين - 01:53:04
تنظر الى ما يتعلق به القلب. فمن احب شيئا او رجاه وخافه والتفت اليه واذا لم يكن في القلب محبة له. ولا رجاء له ولا خوف منه ولا بغض له ولا غير ذلك من - 01:53:24
من تعلق القلب به لم يقصد القلب لم لم يقصد القلب لم لم يقصد القلب ان يلتفت اليه ولا ان ينظر اليه ولا ان يراه وان رآه اتفاقا رؤية مجردة كان كما لو رأى حائطا ونحو مما ليس في قلبه تعلق به. خلاصة الكلام ان ما - 01:53:34
علق بالشهود وهو شهود الامر والنهي هذا حال الانبياء والصديقين والصحابة والصالحين واما شهود السوى فهو شهود الربوبية لله عز وجل وان كل تحريكة وتسكينة هي لله. فالاول يتعلق بتوحيد الالوهية والثاني يتعلق بتوحيد الربوبية - 01:53:54
اما هذا الثالث فهذا من محدثات المحدثين. نعم قال رحمه الله المشايخ الصالحون رضي الله عنهم يذكرون شيئا من تجريد التوحيد وتحقيق اخلاص الدين كله بحيث لا يكون العبد ملتفتا الى غير الله ولا ناظر الى ما - 01:54:22
لا حبا له ولا خوفا منه ولا رجاء له بل يكون القلب فارغا من المخلوقات خاليا منها لا ينظر اليها الا بنور الله. فبالحق يسمع بالحق يبصر وبالحق يبطش وبالحق يمشي - 01:54:37
كيف يحب منها ما يحبه الله ويبغض منها ما يبغضه الله ويوالي منها ما والاه الله ويعادي منها ما عاداه الله ويخاف الله ويخاف الله فيها ولا يخافها في الله ويرجو الله فيها ولا يرجوها في الله - 01:54:48
فهذا هو القلب السليم الحنيف الموحد المسلم المؤمن المحقق العارف بمعرفة الانبياء والمرسلين وبحقيقتهم وتوعيدهم فهذا النوع الثالث الذي هو الفناء في الوجود هو تحقيق ال فرعون ومعرفتهم وتوحيدهم كالقرامط وامثالهم. واما النوع الثاني واما النوع الذي عليه اتباع الانبياء فهو - 01:55:02
محمود الذي يكون صاحبه ممن اثنى الله عليه من اولياءه المتقين وحزبه المفلحين وجنده الغالبين. وليس مراد المشايخ والصالحين بهذا القول ان الذي اراه بعيني من المخلوقات رب الارض والسماوات - 01:55:21
فان هذا لا يقول الا من هو في غاية الضلال والفساد اما فساد العقل واما فساد الاعتقال فهو من تردد بين الجنون والالحاد وكل المشايخ الذين يقتدى بهم في الدين متفقون على ما اتفق - 01:55:33
عليه سلف الامة وائمتها من ان الخالق سبحانه مبين للمخلوقات وليس من مخلوقاته شيء من ذاته. ولا في ذاته شيء من المخلوقات وانه يجب افراد القديم عن الحديث وتمييز الخالق عن المخلوق. وهذا - 01:55:43
في كلامهم اكثر من ان يمكن ذكره هنا. وهم قد تكلموا على ما يعرض للقلوب من الامراض والشبهات فان بعض الناس قد يشهد وجود المخلوقات فيظنه خالق الارض والسماوات ادب التمييز والفرقان في قلبه بمنزلة من رأى شعاع الشمس فظن ان ذلك هو الشمس في السماء - 01:55:53
وهم قد يتكلمون في الفرق بل في الفرق والجمع. ويدخل في ذلك من العبارات المختلفة نظير ما دخل في الفناء. فان العبد اذا شهد التفرقة والكثرة بالمأوقات يبقى قلبه متعلقا بها مشتتا ناظرا اليها متعلقا بها اما محبة واما خوفا واما رجاعة. فاذا انتقل الى الجمع - 01:56:10
قلبه على توحيد الله وعبادته وحده لا شريك له فالتفت قلبه الى الله بعد التفاته الى المخلوقين فصارت محبته لربه وخوفه من ربه ورجائه لربه بربه وهو في هذا الحال قد لا يسع قلبه النظر الى الى المخلوق. ليفرق بين الخالق والمخلوق فقد يكون مجتمعا على الحق معرضا عن الخلق. نظرا - 01:56:30
وقصدا وهو نظير النوع الثاني من الفناء. ولكن بعد ذلك الفرق الثاني ولكن بعد ذلك الفرق الثاني هو ان يشهد ان المخلوقات قائمة بالله ومدبرة بامره. ويشهد كثرتها معدومة بوحدانيته بوحدانية الله تعالى - 01:56:50
وانه سبحانه رب المصنوعات والهها وخالقها ومالكها فيكون مع اجتماع قلبي على على الله اخلاصا ومحبة وخوفا ورجاء واستعانة وتوكل الله موالاة فيهم وعاداة فيه وامثال ذلك ناظرا الى الفرق بين الخالق والمخلوق مميزا بين هذا وهذا ويشهد تفرق المخلوقات - 01:57:05
كثرتها ومع شهادته ان الله رب كل شيء ومليكه خالقه انه هو الله لا اله الا هو وهذا هو الشهود الصحيح المستقيم وذلك واجب في علم قلبي وشهادتي وذكره ومعرفته وفي حال قلبه وعبادته وقصده وارادته ومحبته وموالاته وطاعته وذلك تحقيق شهادة ان لا اله الا الله فانها تنفي عن - 01:57:25
عن قلبه الوهية ما سوى الحق وتثبت في قلب الوهية الحق. فيكون نافيا لالوهية كل شيء من المعوقات ومثبتا لالوهية رب العالمين رب السماء رب الارض والسماوات وذلك يتضمن اجتماع القلب على الله وعلى مفارقة ما سواه فيكون مفرقا في علمه وقصده في شهادته وارادته في معرفته ومحبته بين - 01:57:45
الخالق والمخلوق بحيث يكون عالما بالله تعالى ذاكرا له عارفا به. وهو مع ذلك عالم بمباينته لخلقه وانفراجه عنهم وتوحده دونهم. ويكون محبا لا معظما له عابدا له راجيا له خائفا منه محبا فيه مواليا فيه معاديا فيه مستعينا به متوكلا عليه ممتنعا عن عبادة غيره والتوكل - 01:58:05
عليه الاستعانة به والتوكل عليه والاستعانة به والخوف منه والرجاء به والموالاة فيه والمعاداة فيه والطاعة لامره. وامثال ذلك مما هو من خصائص الله سبحانه وتعالى واقراره بالوهية الله تعالى دون ما سواه يتضمن اقراره بربوبية وانه وانه وهو انه رب كل شيء وملكه وخالقه ومدبره. فحينئذ يكون موحدا لله - 01:58:25
او يبين ذلك انه افضل الذكر لا اله الا الله كما رواه الترمذي وابن الدنيا وغيرهما مرفوعا الى النبي صلى الله عليه وسلم وقال افضل الذكر لا اله الا الله وافضل - 01:58:48
الدعاية الحمد لله وفي الموطن وغيرهما عن طلحة بن عبيد الله بن كريز ان النبي صلى الله عليه وسلم قال افضل ما قلت انا والنبيين من قبلي لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد - 01:58:58
على كل شيء قدير من زعم ان هذا ذكر العامة وان ذكر الخاصة هو الاسم المفرد وذكر خاصة الخاصة والاسم المضغ فهم ضالون غالطون واحتجاز بعضهم على ذلك وقولي قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون من ابين غرض هؤلاء فان الاسماء الله مذكور في الامر بجواب الاستفهام في الاية قبل - 01:59:08
وقوله قل من انزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس تجعلونه قراطيس دبدولا وتخفون كثيرا وعلمتم ما لم تعلموا انتم ولا اباؤكم قولوا اي الله الذي انزل الكتاب الذي جاء به موسى. فالاسم الله مبتدأ وخبره قد دل عليه الاستفهام. كما في من ظاهر ذلك تقول من جاره - 01:59:28
ويقول زيد واما الاسم المفرد مظهرا او مضمرا فليس بكلام تام ولا جملة مفيدة ولا يتعلق بايمان ولا كفر ولا امر ونهي ولا نهي ولم يذكر ذلك احد من من سلف الامة ولا شابه ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولا يعطي القلب الا بنفسه معرفة مفيدة ولا حالا نافعا. وانما يعطيه تصورا مطلقا لا - 01:59:48
عليه بنفس ولا اثابة ولا اثبات فان لم يقترن به من معرفة القلب وحاله ما يفيد بنفسه والا لم يكن فيه فائدة. وشريعة انما تشرع من الاذكار ما يفيد بنفسه لا ما تكون - 02:00:08
لتحاصرة بغيره. وقد وقع بعض من واظب على هذا الذكر في فنون من الالحاد وانواع من الاتحاد. كما قد بسط في غير هذا الموضع. وما يذكر من بعض الشيوخ من انه قال - 02:00:22
قال اخاف ان اموت بين النفي والاثبات. حالا لا يقتضى لا يقتدى فيها بصحيحها فان في ذلك من الغلط ما لا خفاء به. اذ لو مات العبد في هذا الحال لم يمت - 02:00:32
على ما قصده ونواه اذ الاعمال بالنيات. وقد ثبت ان النبي صلى الله عليه وسلم امر بتلقين الميت لا اله الا الله. وقال من كان اخر كلامه لا اله الا الله دخل الجنة ولو كان - 02:00:42
ذكروا محظورا ولم لم يلقن الميت كلمة يخاف ان يموت في اثنائها موتا غير محمود. بل كان يلقن ما اختاره من من الاسم المفرد والذكر بالاسم المضمر ابعد عن السنة واتقن في البدعة واقرب الى ضلال الشيطان فان من قال هو هو ان من قال هو - 02:00:52
ويا هو او هو هو ونحو ذلك لم يكن الظمير عائدا الا الى ما يصوره قلبه. والقلب قد يهتدي وقد يضل. وقد فصاحب الخصوص كتابا سماه كتاب كتاب الهوا. وزعم بعضهم ان قوله وما يعلم تأويله الى الله معناه ما يعلم تأويل هذا الاسم الذي - 02:01:12
وان كان هذا مما اتفق المسلمون بل العقلاء على انه من ابين الباطل. فقد يظن ذلك من يظنه من هؤلاء حتى قلت مرة لبعض من قال شيئا من ذلك لو كان هذا كما قلته لكتبت الاية وما يعلم تأويل هو منفصلة ثم كثيرا ما يذكر بعض الشيوخ انه يحتج - 02:01:32
وعلى قول القائل الله بقوله قل الله ثم ذرهم. ويظن ان الله امر نبيهم ان يقول الاسم المفرد. وهذا غلط من اتفاق اهل العلم فان فان قوله قل لا انا والذي انزل الكتاب الذي جاء به موسى وهو جواب يقول يقول ما انزل الكتاب جاء به موسى نورا وهدى للناس تجعلون القراطيس تبدونها وتخفون كثيرا وعلمتم ما لم تعرفوا - 02:01:52
وانتم ولا ابائكم؟ قل الله اي الله الذي انزل الكتاب الذي جاء به موسى ورد بذلك قول من قال ما انزل الله على بشر من شيء فقال من انزل الكتاب الذي جاء - 02:02:12
موسى ثم قال قل الله انزله ثم ذر هؤلاء المكذبين في خوضهم يلعبون. ومما يبين ما تقدم من مما تقدم ما ذكره وغيره من ائمة النحو ان العرب يحكون بالقول ما كان كلاما ولا يحكون به ما كان قولا. فالقول لا يحكى به الا كلام تام - 02:02:22
او جملة اسمية او جملة فعلية ولهذا يكسرون الا اذا جاءت بعد القول فالقول لا يحكى به اسم والله تعالى لا يأمر احدا بذكر اسم مفرد ولا شرع للمسلمين اسمه مفرد - 02:02:42
اسما مفردا والاسم المجرد لا يفيد شيئا من الايمان باتفاق اهل الاسلام ولا يؤمر به في شيء من العبادات ولا في شيء من المخاطبات ونظير من اتصل اسم مفرد ما يذكر ان بعض الاعراب مر بمؤذن يقول اشهد ان محمدا رسول الله بالنصف فقال ماذا يقول هذا؟ هذا الاسم فاين الخبر الذي يتم به - 02:02:55
وما في القرآن من قوله تعالى واذكر اسم ربك تبتل اليه تبديلا. وقوله سبح اسم رب سبح اسم ربك الاعلى. وقوله قد افلح من تزكى ذكر اسم ربه فصلى. وقوله ايه؟ فسبح باسم ربك العظيم. ونحو ذلك لا يقتضي ذكره مفردا. بل في السنن انه لما نزل قوله فسبح - 02:03:15
بربك العظيم. قال جل وعلا في ركوعكم ولما نزل فسبح اسم ربك الاعلى قال اجعلوها في سجودكم فشرع لهم ان يقولوا في الركوع سبحان ربي العظيم وفي السجود سبحان ربي الاعلى. وفي الصحيح انه كان يقول في ركوعه سبحان ربي العظيم وفي سجوده سبحان ربي الاعلى. وهذا هو معنى قوله اجعلوها في ركوعكم وسجودكم باتفاق المسلمين. فتسبيح اسم ربه الاعلى وذكر - 02:03:35
باسم ربه ونحو ذلك هو بالكلام التام المفيد كما في الصحيح انه صلى الله عليه وسلم انه قال افضل الكلام بعد القرآن اربع وهن في القرآن سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله - 02:03:55
الله اكبر. وفي الصحيح انه صلى الله عليه وسلم انه قال كلمتان خفيفتان اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان الى الرحمن. سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم. وفي الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم انه - 02:04:05
يقال من قال في يومه مئة مرة لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. كتب الله له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي - 02:04:15
لم يأت احد بافضل مما جاء به الا رجل قال مثل ما قال او زاد عليه. ومن قال في يومه مئة مرة سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم حطت عنه خطاياه ولو كانت مثل زبد - 02:04:25
البحر وفي الموطأ وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال افضل ما قلت انا والنبيون من قبله لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. وفي السنن ابن ماجة وغيره عنه صلى الله عليه وسلم انه قال افضل الذكر - 02:04:35
لا اله الا الله وافضل الدعاء الحمد لله ومثل هذه الاحاديث فريضة في انواع ما يقال من ذكر الدعاء. وكذلك ما في القرآن من قوله تعالى ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم مما لم يذكر اسم الله - 02:04:46
وقوله فكل مما امسكنا عليكم اذكروا اسم الله عليه انما هو قول بسم الله. وهذه جملة تامة اما اسمية على اظهر قول النحات او فعليه وتقدير الذبح بسم الله او - 02:04:56
اذبحوا باسم الله. وكذلك قول القارئ بسم الله الرحمن الرحيم. فتقديره قراءتي بسم الله او اقرأ باسم الله. ومن الناس من يظهر بمثل هذا. ابتدائي بسم الله وابتدأت بسم الله والاول احسن لان الفعل كله مفعول بسم الله الذي ليس مجرد ابتداء مفعول باسم الله ليس - 02:05:06
ليس مجرد ابتدائه كما كما اظهر المضمر في قوله تعالى اقرأ باسم ربك الذي خلق وفي قوله بسم الله مجريا ومرساها. وفي قول النبي صلى الله عليه وسلم من كان - 02:05:26
قبل الصلاة فليذبح مكانة اخرى من لم يكن ذبح فليذبح بسم الله. ومن هذا الباب قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح لربيبه لربيبه عمر ابن ابي سلمة يا غلام - 02:05:36
سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك. فالمراد ان يقول بسم الله ليس المراد ان ان يذكر الاسم مجردا وكذلك قوله في الحديث الصحيح لعدي ابن حاتم اذا اصبت كلبك المعلم وذكرت اسم الله فكل. وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم اذا دخل الرجل منزله فذكر اسم الله عند دخوله عند خروجه عند طعامه قال - 02:05:46
شيطان لا مبيت لكم ولا عشاء. وكذلك وحجهم واعيادهم من ذكر الله تعالى انما هو بالجملة التامة. كقول المؤذن الله اكبر الله اكبر اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان - 02:06:06
ان محمدا رسول الله. وقول المصلي الله اكبر سبحان ربي العظيم سبحان ربي الاعلى سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد. التحيات لله وقول الملبي لبيك اللهم لبيك وامثال ذلك. فجميع ما شرعه الله من الذكر انما - 02:06:16
وهو كلام تام لا اسم مفرد ولا مظهر ولا مظمر. وهذا هو الذي يسمى في اللغة كلمة. كقوله كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم وقوله افضل كلمة قالها شاهد كلمة لبيدة كل شيء ما خلا الله باطل. وينه قوله تعالى كبرت كلمة - 02:06:26
تخرج من افواههم قلوص وتمت كلمة ربك صدقا واعداء. وامثال ذلك مما اجتمع في اللفظ كلمة في الكتاب والسنة بل وسائر كلام العرب. انما يراد به الجملة التامة كما كانوا يستعملون الحرف بالاسم - 02:06:46
ويقولون هذا حرف غريب واي لفظ الاسم غريب. وقسم سيبويا الكلام الى اسم وفعل وحرف جاء لمعنى ليس باسم ولا فعل وكل وكل من هذه الاقسام يسمى حرفا لكن خاصة الثالث انه حرف جاء لمعنى ليس باسم ولا فعل وسمى حروف - 02:06:56
حجاب اسمي الحرف وهي اسماء. ولفظ الحرف يتناول هذه الاسماء وغيرها. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم من قرأ من من قرأ القرآن فاعربه وبكل حرف عشر حسنات اما اني لا اقول اما اني لا اقول الف لام ميم حرف ولكن الف حرف ولام حرف وميم حرف وقد سأل - 02:07:16
خليل اصحابه عن النطق بحرف الزاي من زاي فقالوا زاي قال جئتم بالاسم وانما الحرف زا ثمان النحات اصطلحوا على ان هذا الاسم ان هذا المسمى في اللغة بالحرف يسمى كلمة وان لفظ الحرف يخص ما جاء بمعنى ليس باسم ولا فعل كحروف - 02:07:36
واما الفاظ حروف الهجاء كيف يعبر تارة بالحرف لان من نفس الحرف من اللفظ وتارة باسم ذلك الحرف. ولما غلب هذا الاصطلاح صار التوهم من اعتاده انه هكذا في لغة العرب ومنهم من جعل كلمة ومنهم من يجعل لفظ الكلمة في اللغة لفظا مشتركا بين الاسم مها وبين الجملة ولا يعرف في صريحها - 02:07:55
اللغة من لفظ الكلمة اللي هي الجملة التامة. والمقصود هنا ان المشروع في ذكر الله سبحانه وتعالى هو ذكره بجملة تامة هو المسمى بالكلام. والواحد منه بالكلمة هو الذي ينفع القلوب ويحصل به الثواب والاجر - 02:08:15
والقرب الى الله ومعرفته ومحبته وخشيته وغير ذلك من المطالب العالية والمقاصد السامية. واما الاختصار على الاسم المفرد مظهرا او مظبرا فلا اصل له فضل العلم ان هنا من ذكر الخاصة والعارفين بل ووسيلة الى انواع من البدع والضلالات وذريعة الى تصورات واحوال فاسدة من احوال اهل - 02:08:29
هادي واهلي الاتحاد كما قد بسط الكلام عليه في غير هذا الموضع. ذكر الله عز وجل عبادة. والعبادة لابد فيها من الاخلاص لا واتباع النبي صلى الله عليه وسلم فليس لاحد ان يتعبد لله بما لم يتعبد به رسول الله صلى الله عليه وسلم. نعم. قال رحمه الله - 02:08:49
اصل وجماع الدين اصلا ان لا نعبد الا الله ولا نعبده الا بما شرع لا نعبده بالبدع كما قال تعالى فمن كان يرجو لقاء ربي فليعمل عملا صالحا ها ولا يشرك بعباد ربه احدا - 02:09:11
وذلك تحقيق الشهادتين شهادة ان لا اله الا الله وشهادة ان محمدا رسول الله فبالاولى ان لا نعبد الا اياه. وفي الثانية ان محمدا صلى الله عليه وسلم رسول الله المبلغ عنه فعلينا ان نصدق خبرا ونطيع امره. وقد بين لنا ما نعبد الله به ونهانا عن محدثات الامور واخبر انها ضلالة قال تعالى - 02:09:24
من اسلم وجهه لله وهو محسن فله اجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون. كما اننا مأمورون ان لا نخاف الا الله ولا يتوكل الا على الله ولا نرغب الا الى الله ولا نستعين الا بالله - 02:09:44
والا الا تكون عبادتنا الا لله فكذلك نحن مأمرون نتبع الرسول ونطيعه ونتأسى به. فالحلال ما حل له ما حل له والحرام ما حرمه. والدين ما شرع قال تعالى ولو انهم رضوا رضوا ما اتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله - 02:09:57
وانا الى الله راغبون. فجعل ايتاء لله وللرسول كما قال وما اتاكم الرسول فخذوه ما نهاكم عنه فانتهوا. وجعلوا التوكل على الله وحده بقوله قالوا حسبنا الله ولم يقل كما قال في وصف الصحابة رضي الله عنهم بالاية الاخرى الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ومثله قوله يا ايها - 02:10:17
حسبك الله من اتبعك من المؤمنين. اي حسبك وحسب المؤمنين كما قال اليس الله بكاف عبده؟ ثم قال سيؤتينا الله من فضله ورسوله فجعل الايتاء لله وللرسول ذكر الفضل لله لان الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم. وله فضل على رسوله وعلى المؤمنين. وقال انا الى الله راغبون. فجعل - 02:10:37
الى الله وحده كما في قوله فاذا فرغت منصب الى ربك فارغب. وقال النبي صلى الله عليه وسلم بابن عباس اذا سألت فسأل الله اذا سألت فاستعن بالله. والقرآن يدل - 02:10:57
على مثل هذا في غير موضع فجعل العبادة والخشية والتقوى لله وجعل الطاعة والمحبة بالله ورسوله. كما في قول نوح عليه السلام ان اعبدوا الله واتقوه واطيعوه. وقوله ومن يطع الله ومن يطع الله ورسوله يخشى الله ويتقيه فاولئك هم الفائزون وامثال ذلك. فالرسل امروا بعبادة وحده والرغبة ايه؟ والتوكل - 02:11:07
الطاعة لهم فاضل الشيطان النصارى واشباههم. فاشركوا بالله وعصوا الرسول فاتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دنيا والمسيح ابن مريم جعلوا يرغبون اليهم ويتوكلون عليهم ويسألونهم عن معصيتهم معصيتهم لامرهم ومخالفتهم لسنتهم وهدى الله المؤمنين المخلصين لله اهل - 02:11:27
الصراط المستقيم الذين عرفوا الحق واتبعوه فلم يكونوا من المغضوب عليهم ولا الضالين فاخلصوا دينهم لله واسلموا وجوههم لله وانابوا الى ربهم واحبوا ورجوه وخافوه وسألوه ورغبوا اليه وفوضوا امورهم اليه واطاعوا رسله وعزروهم ووقروهم - 02:11:47
واحبوهم والواهم واتبعوهم واقتفوا اثارهم واهتدوا بمنارهم. بارئوا ذلك هو دين الاسلام الذي بعث الله به الاولين والاخرين من الرسل وهو الدين الذي لا يقبل الله من احد دينا الا اياه. وهو حقيقة العبادة لرب العالمين. فنسأل الله العظيم ان - 02:12:07
ان يثيبنا عليه وان يكمله لنا وان يميتنا عليه وسائر اخواننا المسلمين والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد واله وصحبه وسلم. الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات تم سماع رسالة العبودية في مجلس واحد - 02:12:27
وذلك عصر الاربعاء يوم التروية الثامن من من شهر ذي الحجة عام واحد واربعين واربع مئة والف من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم وكان بدو هذه القراءة الساعة الرابعة والربع - 02:12:48
والانتهاء من هذا المجلس الساعة السادسة والنصف فنسأل الله عز وجل ان يتقبل منا ومنكم وجزى الله الشيخ غلام هذه القراءة ولكم حجاج الاستماع وصل اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 02:13:04
والملتقى ان شاء الله في مجلس سماع اخر باش تا هو السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 02:13:18