محاضرات الشنقيطي فضيلة الشيخ الدكتور محمد بن محمد المختار الشنقيطي
Transcription
يقول السائل هل من وصية لطلاب حلقات تحفيظ القرآن؟ اثابكم الله بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله وعلى اله وصحبه ومن والاه. اما بعد فاهل القرآن حقهم عظيم وتمنيت ان هذا السؤال جاءني في حالة استطيع ان ابين لكن اقبلوا جهد المقل - 00:00:00ضَ
فليس هناك اعظم ولا اكرم ولا اشرف من كتاب الله عز وجل وان فضلك كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على خلقه كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم - 00:00:26ضَ
وان من نعم الله على اهل القرآن ان يهيئ العبد بفضله سبحانه ومنه لحفظ كتابه والعلم به والعمل به والدعوة اليه فاذا وفق لهذه الامور كلها. ورزقه الله قلبا مخلصا لوجهه. يبتغي ما عنده - 00:00:44ضَ
والله لا اظن احدا اصاب سعادة اعظم من هذه السعادة ان الله اعطى الدنيا لمن احب وكره واعطى الدين. ولم يعطي الدين الا لمن احب. فاذا كملت محبة الله للعبد - 00:01:13ضَ
ظهرت اثار ذلك الحب ومن اعظم تلك الاثار ان يسكن الله القرآن في قلب العبد ثم يوفقه لكي يظهر في جوارحه واركانه فاذا رأيته تذكرت كلام الله جل وعلا واذا سمعته تذكرت مواعظ الله سبحانه وتعالى في كتابه - 00:01:30ضَ
هؤلاء هم السعداء. هؤلاء هم الاولياء. هؤلاء هم الصفوة الاتقياء. خاصة اذا نشأوا من الصغر وتفتقت انفسهم وارواحهم اول ما يكون على كلام الله جل وعلا فشغلهم الله بكتابه عن - 00:02:01ضَ
كل شيء ونسأل الله بعزته وجلاله وعظمته وكماله ان يشغلنا بكتابه. وكلامه ودينه وشرعه. وان يكفينا بهذا الشغل هم الدنيا والاخرة. كلام الله الذي اصطفاه الله وارتباه. وجعله لهذه سعادة وعزا وكرامة كما قال تعالى لقد انزلنا اليكم كتابا فيه ذكركم افلا تعقبون - 00:02:23ضَ
وهما للصحابة رضوان الله عليهم ومن بعدهم من الاخيار والصفوة الابرار ما هم فيه من سعادة الدنيا والاخرة الا بفضل ثم بهذا القرآن اول ما اوصي به من اراد ان يحفظ القرآن او يرشى حلق القرآن او يجلس في مجالس - 00:02:55ضَ
ان يعلم ان هذا القرآن لله. ويبتغى بهما عند الله. وان عليه ان يجرد قلبه لربه وان يعلم علم اليقين انه اذا اخلص لله في قلبه فتح الله في وجهه ابواب رحمته. فلا يطلب هذا القرآن - 00:03:15ضَ
رياء ولا يقرأه ولا يعمل به سمعة. ولا يبتغي به الجوائز ولا المنافسات ولا المسابقات هنالكي يظهر على فلان وعلان ولا لكي يشهر. ويشهر امام الناس ولا لكي يتقدم في المحراب فيصلي بالناس - 00:03:35ضَ
انما يقرأه لكي يلقى ربه على الوجه الذي يرظيه. ان يخلص لله سبحانه وتعالى. وان يعلم ان هذا القرآن سوق الاخرة وانه لا يباع به ويشترى. وانما هو سلعة الله التي ابى الله سبحانه وتعالى ان يتاجر بها - 00:03:55ضَ
مع احد غيره فلا تتاجر بالقرآن الا مع الله جل جلاله. تتلوه حق تلاوته. تتدبره تعمل به تدعو اليه وانت لا تريد الا وجه الله عز وجل. ومن هنا حري باهل حلقة القرآن واهل التحفيظ معلما - 00:04:15ضَ
ومتعلمة اذا خرج من بيته واراد ان يغشى حلق الذكر ان يسأل ما الذي في قلبه؟ وان يبحث عن الذي في صدره وان يخلص لله جل وعلا جرب قصة لله سبحانه. فكل خير موقوف على هذا الاساس. ولا يمل المسلم في حياته كلها - 00:04:35ضَ
ان نذكر بالاخلاص بالله عز وجل في كل حين وفي كل طرفة عين الاخلاص هو اساس الخير كله. ولو اردت ان ترى كثيرا من الشرور والبلايا والمصائب التي اصابت الناس ما اصابتهم الا بالخلل - 00:04:58ضَ
في هذا الاصل العظيم الاخلاص واذا كان المعلم مخلصا فعليها ان يغرس في قلوب طلاب هذا الاخلاص. واذا رزقه الله اخلاص النية عليه ان يجد ويجتهد في معلوم الطلاب على هذا الاخلاص ودعوتهم اليه. الامر الثاني ان يعلم ان هذا - 00:05:14ضَ
في القرآن حل ثقيل. قال تعالى انا سنلقي عليك قولا ثقيلا. فاذا سمع في كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم عن اي شيء انه عظيم فعليه ان يدرك حقيقة قد تغيب عن الكثير - 00:05:38ضَ
الامور التي عظم شرفها وخيرها انها سلاح ذو حدين. فاما ان ترفع العبد الى الدرجات العلى اما ان تهوي به الى اسفل سافلين ولذلك عليهم يعلم ان الامر فيه خطورة وانه حمل ثقيل يحتاج الى ان يعطي هذا - 00:05:58ضَ
القرآن حقه من الضبط والاتقان والجد والاجتهاد وتفريغ الاوقات والمراجعة حتى يحفظ للامة هذا الكتاب ويقدمه اليها كما نزل. فاذا تفرغ للقرآن واراد ان يحفظه فليربقه والوجه الذي يرضي الله سبحانه وتعالى. ومن هنا اذا دخل الى حلق العلم - 00:06:22ضَ
وجدوا اجتهد وحفظ القرآن وتعب ونصب في مراجعة القرآن وربطه واحس للامانة والمسؤولية عن هذا الكتاب فلم يقصر في حقه وحقوقه. فان الله سبحانه وتعالى يوفي له اجره في الدنيا وفي الاخرة. وكم والله رأينا من العلماء المبرزين المتقنين لكتاب الله عز وجل. انهم كانوا - 00:06:49ضَ
من اسعد الناس في هذه الدنيا. والله اني لاعرف اقواما كانوا افقر الناس وهم اغنى الناس وكانوا وكان غناهم بالقرآن. لان الله تكفل لهم بامورهم وشؤونهم من فرغ نفسه لكتاب الله فحفظه وحافظ عليه وظبطه. فان الله سبحانه وتعالى يكفيه هم الدنيا والاخرة - 00:07:19ضَ
والله رأينا كيف تكفل الله امورهم في انفسهم واهليهم واولادهم. واني لاعرف بعضهم كيف حسنت خاتمته. وخرج من الدنيا قرير العين. لكن والله اهل قرآن بحق. اقوام والله اعرف الرجل منهم من قبل صلاة الفجر وهو يتهجد بالقرآن - 00:07:47ضَ
من بعد صلاة الفجر جالسا لطلبة العلم يحفظهم القرآن ويراجع معهم القرآن. الى ما يقارب منتصف الليل وهو لا يفتر ولا يمل من كتاب الله عز وجل لا يزال طالب التحفيظ بحق يحب كتاب الله. ومن دلائل الحب الصادق انه يزداد منه يوما بعد يوم - 00:08:07ضَ
وتجده تفتح له ابواب السعادة فيصبح لا يعرف الا كتاب الله. واذا فتحت له ابواب الملهيات والمغريات لن يلتفت اليها لانه مشغول كل ما هو اعظم واجل واكرم واما الذين خسروا فاقوام بدأوا يحفظون كتاب الله عز وجل وسهل لهم حفظ اغتروا واتكلوا على انفسهم - 00:08:31ضَ
واصبحوا يحتقرون من دونهم في الحفظ. جاءتهم الافات ودخلت عليهم الدواخل وتجد الواحد منهم اذا بدأ احفظ القرآن احتقر ما دونه. ومنهم من يلمز ومنهم من يهمز فهم اسبق الناس للمسابقات. لانهم يريدون عرض الدنيا - 00:08:55ضَ
واسبق الناس الى الظهور والعياذ بالله. فما زالوا يتعالون في اعين الناس وهم في سخال عند الله جل جلاله تجد الرجل حافظا لكتاب الله ويقول انا اشعر بالضيق وبعضهم نسأل الله السلامة والعافية يعطيه الله مسجدا يؤم فيه الناس فيكرمه الله القرآن فتجتمع الناس على حبه وحب تلاوته - 00:09:15ضَ
فيبدأ ينسلخ من المسجد والعياذ بالله فيصبح هذا المسجد الذي رفعك الله به. وهذا القرآن الذي نفعك الله به يصبح يتأزز بقراءته. ولربما يغيب عن المسجد لاسابيع ولا يحضر. لانه هذا هذي دلائل الحرمان نسأل الله السلامة والعافية - 00:09:40ضَ
من طلب القرآن لله احبه. وتعلق به دم ثقيل وحمه ثقيل. ولذلك انظر الان لو اردت ان تحفظ من القرآن وجدت الضيق يأتيك من كل حدب وصوب واذا اردت من نفسك ساعة تراجع فيها شيئا من القرآن تكالبت عليك الهموم لان الشيطان يعلم انه ليس هناك مفتاح سعادة اعظم من - 00:10:00ضَ
هذا القرآن الذي تتلوه سيطرد لك النصر قول ثقيل لما جعل الله حوله من الفتن والمحن والملهيات والمغريات لكن اذا تألق به القلب بحق وصدق فتح الله على صاحبه ابواب الرحمة - 00:10:24ضَ
ومن الان على كل انسان رزقه الله هذه النعمة ان يعيد النظر في حق هذا القرآن عليه هذا الأمر العظيم الذي انزله الله سبحانه وتعالى من فوق سبع سماوات وقالت عنه الجن لقد قل اوحي - 00:10:40ضَ
انه استمع نفر من الجن فقط استمعوا اذا كان هؤلاء من مجلس واحد استمعوا للقرآن فكيف بك وانت عشرات جالس بالمئات بل الوفها بل ولدت في بيئة تقرأ القرآن وانت تسمع كتاب الله ولا تعجب - 00:10:59ضَ
وقال هؤلاء الجن اما بصيغة التوكيد ما قالوا سمعنا قال انا سمعنا قرآنا عجبا اهدي الى الرشد ما هدى الى غي ولا الى ضلالة ولا الى هوى. وانما هدى الى الرشد والرشد هو فلاح الدنيا والاخرة - 00:11:16ضَ
هذا الرشد الذي انزل الله من اجله القرآن وارسل من اجله الرسل لكي يبين الحق من الباطل والهدى من الظلام. انا سمعنا قرآنا عجبا يهدي الى الرشد. فامنا به ولم نشرك بربنا - 00:11:37ضَ
ما احد دخل الى قلوبهم هزها ربه سبحانه وتعالى حتى يوحدوا ربهم سبحانه وتعالى يهدي الى الرشد فعاملنا به. ومن يشرك بربنا احدا. لما دخلت الايات الى جذور هذه القلوب المؤمنة من الجن. قالوا من - 00:11:52ضَ
في كاميرا امنا بربنا التوحيد الاثبات والنفي. امنا بربنا ولن نشرك به احدا. وهو معنى لا اله الا الله هذا القرآن الذي حرص الله به سبع سماوات. حرص به السماوات. اما كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الان يجد له - 00:12:12ضَ
بهذا الرصد وانا لا ندري اشر اريد بمن في الارض ان اراد بهم ربهم رشدا. حفظ حفظت السماوات مما نزل القرآن حتى لا يقال ان محمد تنزلت عليه الشياطين. وما ينبغي لهما ما يستطيعون. فتعلم ان القرآن ثقيل ثقيل في كرامته ومكانته - 00:12:32ضَ
بعزتي وكرامتي على الله جل جلاله. جعله الله افضل كتبه. وارسل به افضل رسله. وجعل فيه من الايات والعبادات والعبر والله لقد شغل القرآن اهله حتى نسوا هذه الدنيا وكفاهم الله همه وغمه. تعيش مع كتاب ربك لكي تألف لماذا خلقت - 00:12:53ضَ
ولماذا اوجدك الله فتسعى لتحل حلال الله وتحرم حرام الله يا حافظ القرآن اي شيء تطلبه اي شيء كل نعمة ترجوها واي سعادة تنتهي اليها. انها السعادة الحقيقية كلام الله جل جلاله - 00:13:13ضَ
فمن نجد السودة جلست في مجلس التحفيظ لا تمل ولا تسأم. يا من تريد ان تحفظ القرآن اذا جلس في مجالس القرآن من اصل الدلائل على حبك للقرآن ان تتمنى ان هذا المجلس لا ينقضي. وان تتمنى من قرارة قلبك ان القارئ لا ينتهي - 00:13:33ضَ
القرآن اذا احببته صدق المحبة انشغلت به من الناس من يقوم من بعد صلاة العشاء يتهجد بكتاب الله من حفظة القرآن الا وقد اذن عليه الفجر يعيش مع هذا الكلام كلام الله جل جلاله - 00:13:53ضَ
لمن شغل شغله الله بالقرآن. فقد افلح وانجح. ولم تجدوا من هذا القرآن الا خيرا. اوصيك بالاخلاص لله جل وعلا الجد والاجتهاد في وقت القرآن وحفظ واتقانه. تقرأ القرآن قبل في بيتك قبل ان تذهب الى حلقة تحفيظ. وتأتي الى معلمك واذا مشيت الى - 00:14:11ضَ
مجالس القرآن الى تحفيظ القرآن تمشي بالسكينة والوقار. مشيا يدل على شرف ما تقصده. لا تمشي من شيخ الغافلين ولا من ومن المتكبرين وانما تمشي كما ذكر الله في كتابه عن عباده المتقين. الذين يمشون على الارض هونا واذا - 00:14:31ضَ
المجاهلون قالوا سلاما. تمشي بما كما امرك الله فاذا بلغت حلق التحفيظ تذكرت انها مجالس تغشاها الملائكة وتنزل عليها السكينة وتحفها الملائكة وترشاها الرحمة. منازل مشرفة مكرمة. فتجلس هي مجالس الادب ادب في سمعك في بصرك - 00:14:51ضَ
لا تلتفت يمينا ولا شمالا وانما تسمع وتحفظ ما تقرأ. كل هذا حق على قالب القرآن وحافظ القرآن ان يكون في صمت ودله ما يدل على شرف ما يقصده ويحفظه. الله جلست في ذلك المجلس واردت ان يرضى ربك عنك فلتكن سريرته - 00:15:15ضَ
لله. وثانيا الا يكون احد في حلق التحفيظ اقرب الى ربك منك. فلا تتكلم انا بما يرضي الله. ولا تنظر الا لما يرضي الله ولا تشتغل الا بما يرضي الله. وتجلس في في حلقة تحفيظ على اكمل وافضل. من يكون عليه طالب القرآن. مو انك تحس ان هذا القرآن معك - 00:15:35ضَ
انك مع كلام الله جل جلاله. انك مع هذه الرسالة العظيمة. ووالله لن تشرف بكتاب الله الا وفق الله به في الدنيا والاخرة ولذلك لما رأينا اقواما صدقوا مع كتاب الله - 00:16:01ضَ
صدق الله الماء واعرف اناس كانوا في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم يقرؤون القرآن. فكانوا يحاسبون انفسهم لله حتى في مشيته رحمة الله عليهم رحمة الابرار كما استفدنا منهم. كان الرجل حتى اذا خرج يمشي مشط من يحمل القرآن - 00:16:19ضَ
تحس ان هذا الرجل يراقب الله سبحانه وتعالى. لا تجد منه اي شيء يعيب حامل القرآن وهو حفظة كتاب الله. والمعلمين فعليك ان تكون على اكمل الاحوال واجملها واجلها وانت قاصد لحلق الذكر - 00:16:40ضَ
اذا جلست واستمعت وحفظت فليكن عندك شعور ان هذا القرآن امانة في عنقك. وان الله سيسألك عنه على حلمه وضبطه ومراجعته بعد ان تعودوا الى بيتك. وهكذا ترتقي في في مراتب الفلاح. وطريق الخير - 00:16:59ضَ
نجاح وانت تبدو رحمة ربك لهذا الكتاب الذي احكمت اياته. ثم فصلت من لدن حكيم خبير. اسأل الله العظيم رب العرش الكريم باسمائه الحسنى وصفاته العلى ان يجعلنا من اهل القرآن. اللهم ارزقنا تلاوته وحلاوته والعمل به اناء الليل والنهار - 00:17:19ضَ
اللهم اجعلنا ممن يتلوه حق تلاوته. اللهم اجعلنا ممن احل حلاله وحرم حرامه. واتبع شرعته وهو نظامه. اللهم اجعلنا ممن اتبع القرآن فقاده الى رضوانك والجنة. اللهم انا نسألك ان تجعله حجة لنا لا حجة - 00:17:39ضَ
اللهم نور به قلوبنا وننور به ابصارنا وبصائرنا ثبت به اقدامنا وسدد به السنتنا وسيد به اللهم حبب القرآن الى قلوبنا. اللهم اشغلنا به اناء الليل واناء النهار على الوجه الذي يرضيك عنا - 00:17:59ضَ
اللهم ارزقنا القيام بحقه وحقوقه. اللهم ارزقنا القيام بحقه وحقوقه. اللهم ارزقنا القيام بحقه وحقوقه واجعلنا ممن اخلص العظيم وابتغى رضوانك الكريم. انك على ذلك على كل شيء قدير وبالاجابة جدير. واخر دعوانا ان - 00:18:19ضَ
الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم. خزائن الرحمن تأخذ بيدك الى الجنة - 00:18:39ضَ