محاضرات الشنقيطي فضيلة الشيخ الدكتور محمد بن محمد المختار الشنقيطي
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله مفرج الهموم الحمدلله مبدد الاحزان والاشجان والغموم واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له ملاذ الهاربين وعدة الصابرين وسلوان المصابين واشهد ان سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله الامين - 00:00:01ضَ
قدوة الصابرين وامام المحتسبين صلى الله عليه وعلى اله الطيبين الطاهرين وصحابته والتابعين. ومن سار على نهجهم المبارك واستن بسنتهم الى يوم الدين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اما بعد - 00:00:35ضَ
سلام على كل مؤمن مهموم سلام على كل مؤمن مبتلى مغموم سلام على كل مؤمن مبتلى ضرير سلام على كل مؤمن مجروح او كسير سلام على اولئك الذين فجعوا باهليهم - 00:01:03ضَ
سلام على اولئك الذين فجعوا باحبتهم وذويهم سلام على من فارق الاباء والامهات سلام على من ودع والاصحاب والاخوات. سلام على من فجع بالابناء والبنات سلام عليك اذ ودعت ابا كريما طالما مد يدا المعروف اليك سلام عليك اذ فجعت بتلك - 00:01:25ضَ
اليد التي طالما احسنت بعد الله اليك سلام عليك اذ ودعته دار البلاء واسلمته الى يد الرداء. فكان اخر عهدك اذ ولاك قفه قفاه مشتغلا بما اقدم عليه من الله جل وعلا. سلام عليك اذ رجعت - 00:02:00ضَ
الى دارك ففقدت صورته وحنانه. سلام عليك اذ رجعت الى دارك. فانقطع صوتك بينك وبين ابنائك سلام عليك اذ ودعت اما حنونا طالما اسدت يد المعروف اليك سلام عليك اذ فجعت بها. وقد كان ثديها لك سقاء. وبطنها لك وعاء - 00:02:25ضَ
وحجرها لك حواء اسلمتها الى يد الردى والبلا وما وفيت شيئا من معروفها عليك اسلمتها الى دار البلاء وما اديت حقوقها من البر عليك سلام عليك اذ ودعت الاصحاب والاحباب وخلفوك في هذه الدنيا وحيدا فريدا مع الذكريات. سلام - 00:02:55ضَ
عليك اذ فجعت بهم وعظم مصابك بهم. سلام على كل مؤمن مهموم مغموم طريح الاذى سلام على من نزل به البلاء في نفسه. سلام على من نزل به البلاء فعظم عليه البلاء. سلام على من بات طريح الاسرة البيضاء. سلام على كل - 00:03:25ضَ
مؤمن فجع بالاعضاء سلام على كل مؤمن ذي عين عميت او عورت. سلام على كل مؤمن من ذي يد قطعت او شلت. سلام على كل مؤمن ذي قدم بترت او حسمت. سلام على اهل - 00:03:55ضَ
اهل البلايا من عباد الله المؤمنين. عظم الله اجركم. عظم الله اجركم. وجبر الله وعوضكم خيري الدنيا والاخرة عما فقدتم. فمن لكم غير الله يجبر كسركم ومن لكم غير الله يبدد اشجانكم واحزانكم ومن لكم غير الله يؤنسكم من الوحشة - 00:04:15ضَ
تعيد عنكم ويعيد اليكم ما فقدتم من النعمة. من لكم غير الله اذا دفعتم عن الابواب الا ومن لكم غير الله اذا صرفتم وخاب الرجاء في من سواه الا رجاءه. ملكم غيره - 00:04:45ضَ
الله اعز مطلوب واشرف مرغوب. سلام عليكم من الله ورحمات. سلام عليكم من الله ورضوان ومغفرات عدد ما سكبتم من العبرات ولفظتم من الاهات والعن والصيحات احبتي في الله انها الدار واي الدار دار الدنيا والدناءة - 00:05:05ضَ
ان اضحكتك يوما ابكتك اياما. وان سرتك يوما ساءتك سنينا واعواما. هي الدار التي جعل الله عز وجل شرورها اعظم على المؤمن من شرورها على من كفر هي الدار جعل الله بلاءها على من بر اعظم من بلاءها على من فجر. فالمؤمن فيها غريب - 00:05:35ضَ
نؤمن فيها ليس منها قريب. فالمؤمن فيها غريب حتى يلقى الله. فهو ابن الاخرة. وليس ابن في هذه الدنيا الدنيئة تعظه بانيابها وتقلقه بفواجعها لكنه وان المته باشياء شأنها واحزانها ودرته باسقامها وافاتها فله من الله لا يخيب رجاء في الله - 00:06:05ضَ
لا يخيب صاحبه وله في الله ركن لا يضيع صاحبه اليه المفزع وفيه المطمع من الله سلوان من الكروب. وله من الله رحمة من تلك البلايا والخطوب انها الدار المؤلمة. انها الدار المحزنة التي صب الله عز وجل فيها البلايا على المؤمن. لذلك - 00:06:35ضَ
فان خير ما يحتاجه العبد المؤمن في هذه الدار اذا عظمت مصيبته وجلت كربته ان يجد من يعينه على اشجانها واحزانها احوج ما يحتاجه المؤمن الى كلمة من اخيه ثبته او رسالة من محب تسليه او كلمة صدق عن البلاء تعزيه يحتاج المؤمن الى - 00:07:04ضَ
يا اخواني يواسونه في الاشجان والاحزان. ويبددون عنهما ما حصل وما كان. يحتاج الى الكلمة الصادقة النابعة من الاخ المشفق. ولذلك شرع الله عز وجل عيادة المرضى الله تبارك وتعالى من عادهم بجليل الرضا. ففي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم - 00:07:34ضَ
انه قال من عاد مريضا فهو في خرفة الجنة حتى يعود. من خرج لوجه الله عز وجل الى اخ يواسيه في مرضه او يسقيه من بلاءه فخطواته في سبيل الله ولحظات - 00:08:04ضَ
وانفاسه في طاعة الله ومرضاة الله. وكان بعض السلف اذا خرج لعيادة المريض يقرب خطى حتى يطول زمانه في رحمة الله من عيادته وشرع الله عز وجل تشييع الجنائز لما في تشييعها من تسلية للمصابين. فالمؤمن قوي - 00:08:24ضَ
باخوانه شديد باعوانه. فاذا وجد هذا يثنيه وهذا يثبته وهذا يعزيه هان عليه ذلك الخطب الذي يجده. ويسر الله عز وجل عليه ذلك البلاء الذي يعانيه. لذلك احبتي في الله سلوان المصابين وتثبيت قلوب عباد الله المؤمنين المفجوعين - 00:08:50ضَ
من اجل القربات واعظم الحسنات والطاعات التي يحبها الله تبارك وتعالى انطلاقا من هذا كله فاليك اخي المهموم اليك اخي المكروب والمغموم. كلمات من الاعماق اسأل الله تبارك وتعالى ان يبدل بها اشجانك. وان يزيل بها احزانك. وان يجعلها خالصة لوجه - 00:09:20ضَ
نافعة يوم لقائه. اول وصية اوصيك بها اذا فجعت في نفسك او اهلك وولدك ان ترضى عن الله فوالله ما رضي عن عبد عن الله الا ارضاه الله ولذلك قال النبي - 00:09:50ضَ
صلى الله عليه وسلم ان عظم الجزاء على عظم البلاء وان الله اذا ابتلى واذا احب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط. من رضي عن الله ارضاه الله في دنياه واخراه. وكتب عمر - 00:10:10ضَ
ابن الخطاب رضي الله عنه الى ابي موسى الاشعري رضي الله عنه يوصيه ويذكر له تلك الوصية النافعة فاستفتح كتابه رضي الله عنه بقوله اما بعد فاعلم ان ان الخير كله - 00:10:33ضَ
له في الرضا عن الله ان الخير كله ان ترضى عن الله. اعلم اخي في الله انه اذا اصابك البلاء فرضيت عن الله ارضاك الله في الدنيا والاخرة. واقر الله عينك واثلج صدرك. فكم من مصيبة - 00:10:53ضَ
عادت نعمة على العبد اذا رضي عن الله تبارك وتعالى. فكم من بلايا رضي اصحابها زادتهم من الله قربى ومن الله رضا وحبا. اول وصية ان ترضى عن الله تبارك وتعالى. ولهذا - 00:11:13ضَ
هذا الرضا دلائل اولها طيب الكلام وحسن الظن بالله تبارك وتعالى. ومن ثم قال العلماء ان العبد اذا رضي عن الله وهبه اليقين في مصيبته قال عبدالله ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قوله تعالى ما اصاب من مصيبة الا باذن الله - 00:11:33ضَ
ومن يؤمن بالله يهدي قلبه. قال رضي الله عنه يهد قلبه ان يجعل له ان يؤمن ان يؤمن ان يهبه اليقين في علم ان ما اصابه لم يكن ليخطئه. وانما اخطأه لم يكن ليصيبه. فاذا كان الانسان - 00:11:59ضَ
راضيا عن الله تبارك وتعالى وعنده الايمان واليقين الذي ربى النبي صلى الله عليه عليه وسلم اصحابه ثبت الله جنانه. ولذلك كان بعض السلف اذا اصيب بالمصيبة اظهر الرضا لله - 00:12:19ضَ
قام احدهم بين اناس فجالت يده فقطعت فضحك. قالوا سبحان الله تصاب في يدك فتضحك قال اني ذكرت ثوابي عند الله عز وجل فضحكت وصار الفضيل رضي الله عنه في جنازة ابنه. فلما اشتد ذلك فلما سار معهم تبسم - 00:12:39ضَ
رحمه الله قالوا لما تبسمت رحمك الله قال احتسبت مصيبتي عند الله فذكرت ما لي عند الله فسكت وضحكت فكلما كان اليقين في قلب العبد كلما وجدته اثبت جنانا واشرح لله عز وجل صدرا - 00:13:04ضَ
والله ما رضي عبد عن الله الا جعل له من كل هم فرجا. ومن كل ضيق مخرجا. فاذا حصل الرضا فان بعد الرضا امر مهم لابد من وجوده. وهو علمك بانه لا يدفع البلاء الا الله. وانه - 00:13:26ضَ
لا يدفع هذا العناء الذي تجده الا الله. كان النبي صلى الله عليه وسلم يوصي اصحابه فاوصى البراء بن عازب رضي الله عنه اذا اوى الى فراشه ان يقول اللهم اني اسلمت نفسي اليك - 00:13:46ضَ
والجأت ظهري اليك وفوضت امري اليك. رغبة ورهبة اليك. لا ملجأ ولا منجى ما منك الا اليك. اول ما يحس الانسان بالبلاء. اذا اراد ان يفرج الله كربه وهمه. ان يحس من - 00:14:06ضَ
قلبه انه لا ينجيه لاحد من هذا البلاء الا الله عز وجل. هذا نبي الله ابراهيم عليه الصلاة والسلام اوذي في الله فصبر فجمع له قومه ذلك الوادي العظيم من النار. حتى اذا تأجج ذلك الوادي - 00:14:26ضَ
والصلاة بجحيمه وسعيره. القي عليه الصلاة والسلام حتى اذا صار مقبلا على ذلك البلاء العظيم مسلما لله عز وجل فيما ابتلاه. فلما قدم قال له جبريل هل لك من حاجة؟ ذلك الموت - 00:14:46ضَ
الذي لو اذن الله له لخسف الارض ومن عليها بجناحه. قال يا ابراهيم هل لك من حاجة؟ قال اما اليك واما الى الله فحسبي الله ونعم الوكيل فقال الله تعالى يا نار كوني بردا وسلاما على ابراهيم. قال بعض العلماء لو قال الله يا نار كوني - 00:15:06ضَ
فردا لاهلكته من بردها. ولكن قال كوني بردا وسلاما على ابراهيم. ثم خرج عليه الصلاة والسلام طريق اذا عن قومه مهانا من عشيرته وحيدا لا مال لا بنون لا اخوة لا اصحاب ولا احباب فخرج من - 00:15:32ضَ
مؤذن في الله مضطهدا فلما ولى وجهه قال انما قال عليه الصلاة والسلام ان معي ربي سيهدين قال عليه الصلاة والسلام اني ذاهب الى ربي سيهدين. ربي هب لي من الصالحين - 00:15:52ضَ
فخرج من دار فعوضه الله اطهر من الدار التي خرج منها. عوضه الله الارض المقدسة. وجعل ذريته ذرية النبوة والصلحاء وجعل فيها ميراث الانبياء صلى الله عليه وسلم. كل ذلك باليقين بالله. فكل انسان - 00:16:12ضَ
ان اصابته مصيبة فعلم انه لا ينجيه منها الا الله عز وجل. فرج الله همه وغمه. امره الله تبارك وتعالى ان يخرج بهاجر مع صبيها ورضيعها ان يخرج من دار كلها جنات وانهار - 00:16:32ضَ
الى دار لا ماء فيها ولا اشجار. فجاء فوضعها في ذلك الوادي. الذي لا انيس فيه ولا جليس فتعلقت به تلك المرأة المفجوعة. وقالت يا ابراهيم الى من تدعنا يا ابراهيم. فولى وجهه - 00:16:52ضَ
عليه الصلاة والسلام قبل الدابة فتعلقت به ثانية وقالت الى من تدعنا يا ابراهيم امرأة ضعيفة وصبي ضعيف ليس معهم احد تقول له تتعلق به الى من تدعنا يا ابراهيم. فلما كانت المرة الثالثة تعلقت به والحت - 00:17:12ضَ
فقالت الى من تدعنا يا ابراهيم؟ فقال لله فقالت اذا لا يضيعنا الله. ورجعت الى فيها وقلبها كله يقين بالله تبارك وتعالى. فتولى عليه الصلاة والسلام. حتى اذا نزل في الوادي - 00:17:36ضَ
وتغيب عن نظرها رفع كفه الى الله فقال ربي اني اسكنت من ذريتي بواد غير في زرع عند بيتك المحرم. ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل افئدة من الناس تهوي اليهم. وارزقهم من الثمرات - 00:17:56ضَ
لعلهم يشكرون. الله اكبر. الى يومنا هذا والقلوب تحن وتأن الى رؤية البيت العتيق الى يومنا هذا والنفوس تشتاق الى رؤية البيت العتيق. فلما جلست تلك المرأة المفجوعة مع صبيها. وعاين - 00:18:16ضَ
ما هي فيه من البلاء جاءت تلك الساعة التي صاح فيها الصبي يطلب الماء وعندها خرجت لكي تلتمس اسباب فرقت على الصفا فصاح صبيها فلم ترى احدا. ثم مضت الى المروة وتعلقت بالله عز وجل - 00:18:35ضَ
تدعوه وترجوه حتى اذا كانت المرة السابعة ابى الله ان يفرج همها الا بالصبي نفسه. فجعل تفريج الكرب من تحت قدم الصبي الذي دحس برجله الماء. من يقن بالله تعالى جعل الله فرجه في نفسه قبل ان - 00:18:55ضَ
بعيدا عنه نبي الله ايوب طريح الفراش اكثر من سبع سنين كان ذا مال وذا ثروة وذا نعمة وذا قال ابليس اللهم سلطني على عبدك ايوب. فسلطه الله على ماله فاحرق جميع ماله - 00:19:15ضَ
فلما رأى ذلك البلاء في ماله قال الحمدلله حمد الله تبارك وتعالى وقال في كلام معناه اللهم وهبتني المال وانعمت علي بالمال حتى شغلني عن ذكرك. فها انت قد فرغتني لذكرك وشكرك - 00:19:35ضَ
فلك الحمد رب العالمين رضي عن الله تبارك وتعالى وشاء الله تبارك وتعالى الا يبقى البلاء عند هذا. واذا بذلك العدو يسأل الله ان يسلطه على اهله وولده. وشاء الله تبارك وتعالى ان يمكنه من ذلك. ففقد فلذات كبده - 00:19:55ضَ
وفقد اهله واحدا فيه تلو الواحد حتى فجع بهم جميعا الا زوجة واحدة بقيت هذه الزوجة مع ذلك النبي المصاب. ومع ذلك العبد المبتلى تواسيه وتسنيه فقال فقال عليه الصلاة والسلام الحمد لله رب العالمين. وشكر الله على البلاء الذي اصابه. فقال ابليس عليه - 00:20:17ضَ
لعنة الله. اللهم سلطني على نفسه فقال لك كل شيء الا لسانه وقلبه فبقي عليه الصلاة والسلام لا يمكن ان يفطر له لسان عن ذكر الله تبارك وتعالى. ولا يمكن ان يفطر له - 00:20:43ضَ
عن حسن الظن بالله تبارك وتعالى. تولى عنه الناس حتى اصبح انتن ما يكون رائحة. وترك الى جوار المزابل كما ورد في الاخبار. واصبحت تلك المرأة تأتيه اليوم تلو اليوم حتى فتن بالمرأة التي بجوارها - 00:21:02ضَ
فلما بلغ الاذى واصابه ما اصابه من الضر والبلاء والبلا عندها تذكر الله تبارك وتعالى قال واحس بعظيم البلاء الذي يجده. فقال الله تعالى يصور ساعة اليقين من ذلك القلب الموقن - 00:21:22ضَ
واذكر عبدنا وايوب اذ نادى ربه اني مسني الضر. وانت ارحم الراحمين. فاستجب له فكشفنا ما به من ضر. واتيناه واهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين. لما ما اراد الله ان يفرج كربه امره بكلمة واحدة - 00:21:42ضَ
اركض برجلك ما امره ان يقوم ولا امره ان يذهب الى احد ولا امره ان يسأل احدا ان يفرج كربه. ولكن امره بامر واحد بين الكاف والنون اركض برجلك فجعل تفريج كربه من تحت قدمي. فلا اله الا الله رب العالمين. في طرفة عين تفجرت العين ثم - 00:22:06ضَ
منها فما بقي به مرض في جسده وما بقيت به عاهة في بدنه. فقام عليه الصلاة والسلام قويا سويا من لحظته وساعته. الله اكبر ما احد بالله فخاب في يقينه. ولا رجي احد لله عز وجل فخاب في رجائه. ثم اعاد الله تبارك وتعالى عليه - 00:22:31ضَ
اهله وذريته. قال عبد الله بن عباس اعاد اليه الاهل والذرية باعيانهم فرد عليه الزوجات ورد عليه الابناء والبنات ثم رد عليه اضعاف ما كان فيه من النعمة. ولذلك قال بعض العلماء - 00:22:55ضَ
ما اصاب الكرب والخطب عبدا فضرع الى الله تبارك وتعالى الا اعطاه تفريج الكرب ومع تفريج الكرب زيادة فضل من الله ولذلك تجد بعض الناس يفجع بأهله يفجع بولده يعوضه الله حلاوة ايمان تبقى معه الى لقاء الله عز وجل - 00:23:13ضَ
اصيب رجل بولده وكان ذلك الرجل من افجر خلق الله والعياذ بالله تاركا للصلاة منتهكا للحدود والمحارم. اقصى ما يكون قلبا والعياذ بالله شاء الله في يوم من الايام بعد صلاة العشاء - 00:23:36ضَ
جاءه ابنه يضحك ويسلو وشاء الله تبارك وتعالى ان يودعه ذلك الابن. فتكون اخر عهده بذلك الابن فخرج الابن وما هي الا لحظات حتى جاءه الخبر لان ذلك الابن انتقل الى جوار الله - 00:23:54ضَ
وهذه حال الدنيا تمتع النظر بالابن في الصباح. فاذا بك تفجع به في المساء وتمتع النظر بالاب في المساء فاذا بك تفجع به مع بزوغ الصباح. وسبحان من هذا ملكه وسبحان من هذا امره. فلما فجعت - 00:24:14ضَ
لذلك الابن غاش عنه عقله. وعزب عنه رشده. فشاء الله تبارك وتعالى ان يقيض له. طالب علم موفق. فذكر بالله بالكلمة تلو الكلمة حتى شرح الله صدره. وانس الله قلبه فقال انا لله وانا اليه راجعون - 00:24:30ضَ
ما شاء الله تبارك وتعالى ان يخشع يوما فيوم حتى سمعته ذات سمعته ذات يوم يقول والله اني اصبت بابني وانها نعمة من الله علي اذ ابتلاني بذلك الابل عرفت الله وكنت له منكرا. واقتربت من الله وكنت منه بعيدا. واويت الى الله وكنت منه طريدا في كلام هذا معناه - 00:24:50ضَ
مصيبة قربتني من الله تبارك وتعالى. فالله منه العوض ما رجاه احد فخاف. ولا ايقن عبد بربه فخسف الله به الارض من تحت قدمه ابدا. ولذلك قال بعض العلماء اذا اراد الله ان يجمع للعبد بين المصيبتين ابتلاه - 00:25:16ضَ
وسلبه اليقين فيه والعياذ بالله اذا ابتلى الله العبد فلم يلتجئ الى الله بعد البلاء فاعلم انه والعياذ بالله مستدرج. ولذلك البلاء كل البلاء على كافر الذي اذا اصابته المصيبة لا يدري اين يذهب. ولا يدري اين يتجه. ولكن المؤمن له باب يقرعه - 00:25:36ضَ
ورب لا يخيب يرجوه. فلذلك احبتي في الله كان من لوازم البلاء اليقين في الله عز وجل. اصيب بعض السلف وعظمت عليه هذه المصيبة. وكانت افة في جسده وما زال يعرض نفسه على الناس رجلا بعد الرجل حتى يأس من علاج هذا الداء. وقنط ان يشفى من ذلك - 00:25:59ضَ
فدخل يوما من الايام فاذا رجل يتلو كتاب الله فسمعه يتلو قول الله عز وجل المضطر اذا دعاه. فقال اللهم اني مضطر وانت المجيب. فما قام من ساعته الا وهو معافى - 00:26:26ضَ
اذا دخل اليقين الى قلب عبد لا يمكن ان يبرح وحاجته في قلبه بل ان بعض الناس يمسي المساء وحاجته تضايقه وكربته تؤلمه فيضرع الى الله بالدعوة الصادقة يعز على الله ان يصبح وحاجته في قلبه تفرج عليه قبل قبل ان يصبح - 00:26:48ضَ
وهذا من عظيم لطف الله بالعباد. ومن الامور التي تبعث باليقين حسن الظن بالله تبارك وتعالى والله ما احسن عبد ظنه بربه الا كان الله عند حسن ظنه اذا اصابتك المصيبة فاحسن الظن بالله. وقل انا لله وانا اليه راجعون. الحمد لله على كل حال - 00:27:11ضَ
واعوذ بالله من حال اهل النار. من قالها فقد اوجب الرضا من الله تبارك وتعالى. ولذلك احرص ما يكون الشيطان في بداية المصيبة ان يسيء ظنك بالله عز وجل. ولذلك اذا جاءت المصيبة في النفس - 00:27:35ضَ
او جاءت في المال او جاءت في الولد جاءك الشيطان فقال لك لو كان الله يحبك ما ابتلاك. ولو كان الله يحبك ما اصابك بابنك فلذة كبدك ولو كان الله يحبك ما افقدك ما لك على كبر سنك - 00:27:54ضَ
ولو كان الله ولو كان الله احرص ما يكون على ان تكون على سوء ظن بالله عز وجل الله الله ان يسوء ظنك بالله عز وجل. بل قل الحمد لله وليكن قلبك مطمئنا بالفرج من الله تبارك وتعالى - 00:28:13ضَ
فمن اتقى الله جعل له من كل هم فرجا. ومن كل ضيق مخرجا. اخي الملك لمن؟ والكون لمن والتدبير لمن؟ من الذي يجير ولا يجار عليه؟ ومن الذي يغيث ولا مغيث سواه؟ والله لو علم - 00:28:30ضَ
سعة رحمة الله عز وجل ما تألم من كربه ولو ايقن المكروب بحلم الله به لا يمكن ان يصيبه بلاء في نفسه. واضرب لك مثلا يسيرا. لو انك يوما من الايام - 00:28:50ضَ
سئلت عن ارحم الناس بك واحلم الناس عليك لقلت ابي وامي ولكان في قلبك يقين الا ارحم في الناس من ابيك وامك. والله والله لرحمة ابيك بك لا تأتي مثقال ذرة في رحمة الله عز وجل بك - 00:29:05ضَ
ولطف الله عز وجل وحنانه وحلمه ورحمته وانت تقاسي الالام وتكابد الاسقام اشد من رحمة والدك ولكن يريد يريد ان يرفع درجتك ويريد ان يحط خطيئتك. ويريد ان يخرجك من هذه الدنيا صفر اليدين من السيئات والخطايا. حتى اذا - 00:29:27ضَ
وافيته بوجه ابيظ مشرق منير من تلك البلايا. وان من عباد الله من هو والله حبيب لله لا يبتليه الله عز وجل الا لكي يدنو منه. يبتليه لكي يسمع صوته يا رب يا رب الهي - 00:29:52ضَ
سيدي مولاي يسمع اخباته. يسمع انابته. فتكون اصدق شاهد على توحيده لله تبارك وتعالى هذه البلايا وهذه الفتن والرزايا بسطت لك. لكي تكون سلما الى رحمة الله عز وجل. شعرت او لم تشعر - 00:30:12ضَ
وكان بعض السلف اذا نزلت به المصيبة ووهبه الله اليقين عليها والصبر عليها تسلى بالدعاء اسر عن بعضهم انه كان يكثر الدعاء ويلح في المسألة حتى يقول يا ليت ان الله لا لا يفرج عني - 00:30:31ضَ
حتى تستديم هذه الحلاوة لمناجاته ومناداته فاذا دخل اليقين الى القلوب هانت عليها البلايا والخطوب. اذا دخل اليقين الى الافئدة تعلقت بالله وحده لا شريك له ابتلاك الله لكي تفزع الى زيد وعمرو لا والله ما ابتلاك الله بالاسقام حتى تتعلق به بغيره سبحانه وتعالى - 00:30:51ضَ
فوالله لو صبت البلايا على العبد لا يمكن ان يجد الفرج والمخرج الا بالله سبحانه وتعالى. فلذلك يكون على يقين بالله تعالى ان لا ملجأ ولا منجى من الله تبارك وتعالى الا اليه. وقع احد الناس في - 00:31:16ضَ
واشتدت عليه هذه الضائقة كان مبتلى واقول كان مبتلى بمس وكان هذا المس يقلقه ويزعجه ويؤلمه واشتد عليه ذلك الخطأ وفي يوم من الايام جاء الى احد طلاب العلم واشتكى اليه ما يجده - 00:31:36ضَ
وقال والله يا شيخ عظم علي البلاء واني اصبحت مضطرا افلا يجوز لي ان اذهب الى انسان يفك عني هذا البلاء الذي اجده الا ترخص لي في ساحر او كاهن يعلم ما اصابني في كشف عني ما اصابني - 00:31:57ضَ
يقول ذلك وهو في حرقة والم وشدة شجل لا يعلمه الا الله تبارك وتعالى ووفق الله طالب العلم ذلك الرجل فقال له كلمات ثبت الله بها جنان ذلك المؤمن وقال له كلمات شرح بها صدر ذلك العبد المبتلى - 00:32:19ضَ
فقال له في اخر الكلام اني لارجو من الله عز وجل انك اذا استعنت بامرين ان يفرج عنك الكرب والبلاء احدهما الصبر والثاني الصلاة فقام الرجل من عنده في يقين قوي في الله عز وجل - 00:32:39ضَ
والله احبتي في الله وهو رجل من طلاب العلم هذا المصاب يقول قمت من عندك يخاطب طالب العلم فصليت ركعتين احسست اني مكروب وانه قد احاطت بي الخطوب. فاستعذت بالله واستجرت. يقول واذا بي في سجودي - 00:32:59ضَ
احس بحرارة شديدة في قدمي ما سلمت الا وكأن لم يكن لديني الناس اليقين احبتي في الله هل الساحر يغيثك من دون الله هل الكاهن يجيرك من دون الله؟ الامر امره. والقدر قدره. خط عليك هذا البلاء قبل ان تكون وقبل ان توجد - 00:33:21ضَ
ان كل شيء خلقناه بقدر وما امرنا الا واحدة كلمح للبصر كتب الله عز وجل البلايا قبل ان يخلق العباد. ففي مسند الامام احمد ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله - 00:33:44ضَ
اول ما خلق القلم قال اكتب. قال يا ربي ما اكتب؟ قال اكتب ما هو كائن وما يكون الى الساعة. فجرى القلم ما هو كائن وما يكون الى قيام الساعة - 00:34:01ضَ
ولذلك ركب عبد الله ابن عباس مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم. فاراد النبي صلى الله عليه وسلم ان يهديه هدية وان يمنحه تلك العطية. فقال عليه الصلاة والسلام يا غلام الا - 00:34:14ضَ
ساعلمك كلمات ينفعك الله بهن احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك. اذا استعنت فاستعن بالله واذا سألت فاسأل الله واعلم ان الخلق لو اجتمعوا على ان ينفعوك بشيء لم ينفعوك الا بشيء قد كتبه الله. واعلم ان الخلق لو اجتمعوا على - 00:34:34ضَ
يضروك بشيء لن يضروك الا بشيء قد كتبه الله. رفعت الاقلام وجفت الصحف فمن هذا الساحر ومن هذا الكاهن الذي يستطيع ان يتخطى امر الله عز وجل. ومن هذا العبد الذي يستطيع ان يقضي - 00:34:59ضَ
وطر لنفسه قبل ان يقضيه لغيره من دون الله عز وجل. فالله الله ان ينظر الله عز وجل اليك في البلاء. وقد اعتكفك الى غير الله. الله الله ان ينظر الله اليك في البلاء وقد تعلقت بغيره جل في علاه - 00:35:17ضَ
الله الله ان ينظر الله اليك في البلاء وقد صرفت شعبة من شعب قلبك تعتقد فيها في احد سواه الله الله ان ينظر الله اليك في البلاء وقد تعلقت بغيره وعدت باحد سواه فوالله ان وليت - 00:35:37ضَ
عن الله خسف الله الارض من تحت قدمك. وكم من اقوام استعاذوا واستجاروا بغير الله. ففرج الله عنهم الكرب امتحانا واختبارا. واستدرجهم منه منه علما وحكمة واقتدارا. ثم ابتلاهم بالبلاء الذي - 00:35:57ضَ
هو نهايتهم من حيث لا يحتسبون. ذكروا عن رجل انه كان يقرب ساحرا. وكان يثق في هذا الساحر ثقة عمياء فكان هذا الساحر بزعم ذلك المبتلى يفرج همه وينفس كربه والله يستدرجه اليوم تلو اليوم - 00:36:17ضَ
قوي اعتقاد ذلك الرجل في ذلك الساحر والعياذ بالله وقوي اعتقاده في ذلك الكاهن من دون الله نسأل الله السلامة والعافية شاء الله عز وجل لما عظم يقين هذا العبد ان يسلط عليه الساحر فيؤذيه والعياذ بالله بسحر - 00:36:37ضَ
فلذلك احبتي في الله من وثق بالله وايقن بالله تبارك وتعالى احس في قرارة قلبه الا منجى ولا منجى من الله لا اله الا الله ان فقدت الاموال فانك لم تفقد ربها. وان افقدت فقدت الابناء والبنات فانك لم تفقد من اوجدها ومن خلقها - 00:36:57ضَ
وان فقدت الاباء والامهات فانك لم تفقد من جبل قلوبهم على الحنان فاحسنوا اليك ووهبوا يد المعروف اليك فالله الله ان يخيب ظنك في رجائه. او ان تكون من عباده الذين ظل سعيهم بالرجاء في غيره. الوصية - 00:37:18ضَ
اخيرة التي اوصي بها كل مفجوع. واوصي بها كل مؤمن مفزوع. وصية وصى الله عز وجل بها في كتابه وذكرها في اكثر من ثمانين موضعا من كتابه. انها الصبر على البلاء - 00:37:38ضَ
قال الله تعالى يوصي نبيه واصبر وما صبرك الا بالله. وقال لعباده المؤمنين يا ايها الذين امنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون. وقال مخاطبا وقال مثنيا على فيه ايوب انا وجدناه صابرا نعم العبد. الله اكبر انا وجدناه صابرا. اذا انزل الله عليك البلاء - 00:37:57ضَ
اصبحت صابرا قانتا لله ينعم الله عليك. فيقول نعم العبد ايوب حينما اصيب في نفسه واصيب في اهله واصيب في ولده فصبر لوجه الله قال الله عنه نعم العبد انه اواب. فاذا اردت ان ينعم الله عليك فاصبر. قال صلى الله عليه وسلم ومن يصبر يصبره الله - 00:38:27ضَ
قال عليه الصلاة والسلام ما اعطي عبد عطاء افضل من الصبر. ولذلك جرب في اي بلية نزلت بك او مصيبة لا قدر الله واحاطت بك اذا صبرت وصلوت وتعزيت احسست بنوع من الارتياح واحسست بطمأنينة - 00:38:51ضَ
وانشراح وذلك عاجل ما يكون للصابرين اما العاقبة التي تجنيها. فقال عمر رضي الله عنه عن عاقبة الدنيا وجدنا الذ عيشنا بالصبر ما طابت الحياة ولا لذة الحياة بشيء مثل الصبر. ان اصابتك المصيبة تعلقت بالله فسلوت. فاصبحت لا - 00:39:11ضَ
ولا تجزع تحس ان الله تبارك وتعالى سيحسن لك العاقبة اما ان يزيلها او يعظم لك الاجر فيها. ولذلك ورد في بعض الاحاديث لكنه تكلم بعض العلماء في سنده الا ان معناه الصحيح - 00:39:36ضَ
يقول النبي صلى الله عليه وسلم فيه اذا لقي اهل البلاء ربهم يوم القيامة فوجدوا ثوابهم على الصبر تمنوا ان حياتهم كلها في بلاء والله تعالى يقول في كتابه انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب - 00:39:55ضَ
وبغير حساب من الله ليست بالهينة وقال بعض العلماء في هذه الاية الكريمة ان العبد اذا عظمت مظالم العباد عليه فان الله عز وجل يوفي المظالم بالصبر ولذلك قال في الصيام - 00:40:15ضَ
قال قال عليه الصلاة والسلام يقول الله تعالى كل عمل ابن ادم له الحسنة بعشر امثالها ان الصيام فانه لي وانا اجزي به. قال العلماء لان الصيام صبر واحتساب فاذا بلي الانسان بمظالم الناس - 00:40:34ضَ
وجاءته البلايا فصبر ضاعف الله اجره في الصبر حتى تؤخذ المظالم منه حسنة حسنة ولا يزال الصبر يضاعف اجره حتى يأخذ اجر العمل كاملا سيوافي الله عز وجل برحمة منه ورضوانه - 00:40:55ضَ
الصبر اعظم خصلة في المؤمن والله تعالى وعد اهلها بقوله والله مع الصابرين فمن صبر صبره الله عز وجل. ومن ثبت ثبت الله عز وجل جل جلاله وقلبه ولذلك اثر عن بعض الصالحين من السلف من السلف والماظين - 00:41:14ضَ
انهم كانوا يجدون اللذة بالصبر وكان الواحد منهم اذا صبر لا يشتكي الى احد ولا ولا ولا يطلع احد على بلائه الا اذا اطلع من دون علمه واذكر بعض العلماء الفضلاء من مشائخنا رحمة الله عليهم - 00:41:36ضَ
ابتلي ببلاء في جسده فمكث ثلاث سنوات لا يعلم ابناءه بذلك البلاء حتى انتفخ جلده وتقرح ذلك ذلك الجن من قوة صبره ويقينه بالله. ولذلك الصبر على مراتب اعظمها واجلها الا تشتكي الله على خلقه - 00:41:56ضَ
والا تبث اشجالك واحزانك الا الى الله وحده لا شريك له وهذا هو خلق الانبياء. قال الله عن نبيه يعقوب انما اشكو بثي وحزني الى الله. اننا اشكو بثي وحزني الى الله - 00:42:15ضَ
فاكمل ما يكون الصبر اذا كتم العبد غيظه وصبر على بلائه ووافى الله تبارك وتعالى محسن الظن به. فهذه اكمل درجات الصبر. وليس معنى هذا انه يحرم على الانسان ان يبث اشجانه واحزانه الى الناس. لا انما المقصود ان يكون الانسان على الاكمل فلا يشتكي الا الى ربه - 00:42:32ضَ
ولا يعول في تفريج كربه الا على خالقه ولذلك ذكر ولذلك جعل الله تبارك وتعالى ثمرات الصابرين خيرا. وكان بعض السلف رحمهم الله اذا اشتكى اليه احد مرضه قال له اتق الله اتشتكي من يرحم الى من لا يرحم - 00:42:57ضَ
اتشتكي من لا اتشتكي من يرحم الى من لا يرحم هل تشتكي الله الى خلقك؟ فاكمل ما يكون الصبر. اذا تأزى العبد بربه وبث اشجانه واحزانه الى خالقه. نسأل اسأل الله العظيم رب العرش الكريم باسمائه الحسنى وصفاته العلى ان يجعل لنا ولكم من كل هم فرجا ومن - 00:43:19ضَ
كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية اللهم فرج هم المهمومين ونفس الكرب عن المكروبين. اللهم فك اسر المأسورين وارحم عبادك المعذبين. وسل عبادك اللهم انا نسألك يقينا تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم انا نسألك الرضا بعد - 00:43:44ضَ
قضى قبرد العيش بعد الموت ولذة النظر الى وجهك الكريم. لا اله الا انت سبحانك اني كنا من الظالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبيه واله وصحبه بسم الله الرحمن الرحيم - 00:44:12ضَ
يقول السائل فضيلة الشيخ ما حكم من اعرض عن التداوي ولم يطلب الدواء بحجة ان المرض مأجور عليه وانه لا يلجأ الا الى الله سبحانه وتعالى بسم الله الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه. اما بعد - 00:44:32ضَ
فتسأل اخي في الله عن رجل يزعم انه لا يتداوى لان الله تبارك وتعالى يدفع عنه ذلك البلاء وذلك الداء هذا الظن خاطئ. مخالف لكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:44:56ضَ
اما كتاب الله فان الله لما امر ايوب ان يركظ برجله دل ذلك على الاخذ بالاسباب في العلاج وكان بالامكان ان يقول الله قد شفيتك يا ايوب. ولكن امره ان يركظ برجله حتى يعلم العباد سنة الله - 00:45:17ضَ
الكون ان للداء دواء وان للبلاء شفاء وكذلك ثبتت السنة الصحيحة عن النبي صلى الله عليه عليه وسلم فانه جاءه قوم من الاعراب كما روى الترمذي وغيره في السنن فقالوا يا رسول الله - 00:45:37ضَ
انتداوى فقال عليه الصلاة والسلام تداووا عباد الله فان الله فان الذي انزل الداء انزل الدواء وقال عليه الصلاة والسلام ان الله انزل لكل داء دواء علمه من علمه وجهله من جهله - 00:45:57ضَ
او كما قال عليه الصلاة والسلام ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم امام المتوكلين وقدوة الصالحين واسوة المحتسبين. وكان يأخذ بالدواء. وكان يتداوى. كانت ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها - 00:46:17ضَ
ذات طب ومعرفة للطب. فقال لها عروة ذات يوم يا اماه اما علمك بالكتاب والسنة فذلك ليس بغريب واما علمك باشعار العرب فليس بغريب. ولكن الطب من اين اخذتيه فقالت له ان رسول الله صلى الله عليه وسلم مرض - 00:46:37ضَ
فجاءه فجاءه الحكماء فاخذوا يصفون له الدواء فمن ثم. يعني تعلمت الطب بوصفهم فدل هذا على مشروعية الاخذ بالاسباب. ولم يمنع النبي صلى الله عليه وسلم من الطب. بل قال بعض العلماء ان - 00:47:03ضَ
الانسان اذا تداوى كان ذلك من الايمان بالله. وقالوا ان التداوي يعين على الايمان بالله. لانك اذا اخذت شجرة مثلا كانت دواء لمرض فشربتها فزال عنك السقم قلت لا اله الا الله سبحان من جعل شفاء - 00:47:22ضَ
في هذه الشجرة ولذلك جعل الله عز وجل شفاء الاسقام في الاعشاب. وجعلها في غيرها من الادواء. كل ذلك لكي يكون حكمة وعلما للعباد وبصيرة. فمن انكر الداء فانه مخالف للسنة - 00:47:42ضَ
مخالف لهدي نبي الامة صلوات الله وسلامه عليه. وهذا هو التأكل المذموم. وانما ينبغي للانسان ان يأخذ بالسبب وان يتوكل على الله عز وجل كان الامام الشافعي رحمه الله يقول ضيعوا ثلث العلم - 00:47:59ضَ
ووكلوه الى اليهود والنصارى قالوا وما ثلث العلم؟ قال الطب ثلث العلم الطب لان به شفاء الاسقام يقول عن المسلمين ضيعوا ثلث العلم هذا هذا الاثر عن الشافعي رحمه الله رواه عنه البيهقي بسند كان يقول ضيعوا - 00:48:19ضَ
العلم ووكلوه الى اليهود والنصارى. لماذا ثلث العلم؟ لان العلم علم الشرع على دربين علم يتعلق بالاعتقاد وعلم يتعلق بالابدان والجوارح. فاصبح علم بالظاهر وعلم بالباطن. علم التوحيد وعلم الفروع التي هي محققة للتوحيد - 00:48:39ضَ
هذان علمان فهما طب الروح والجسد. بقي طب البدن من الظاهر وهو العلم الثالث. فقال رحمه الله من فهمه وفقه ثلث العلم ووكلوه الى اليهود والنصارى. يعني احتاجوا الى اليهود والنصارى. فالمفروض على المسلم ان يتعلم الطب وان يتداوى فمن - 00:48:59ضَ
انزل الداء انزل الدواء. ومن انزل البلاء انزل الشفاء. فلذلك كان من الايمان بالله الاخذ بالاسباب والتداوي بها والله تعالى اعلم. جزاك الله خير. يقول السائل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:49:19ضَ
فضيلة الشيخ اني اذا قرأت القرآن لا تدمع عيناي واذا صليت اذا اخشع في صلاتي فهل هذا من قسوة القلب؟ وما هو العلاج؟ جزاكم الله اما اذا كان الانسان يسمع يسمع القرآن ولا تدمع عينه فانه على دربين - 00:49:35ضَ
ما هو الا واحد من رجلين اما ان يجمع الله له بين المصيبتين فلا يخشع قلبه ولا تدمع عينه. فانه من القاسية قلوبهم عن ذكر الله الذين توعدهم الله عز وجل بالبلاء بالعذاب والشقاء. فقال سبحانه فويل - 00:49:57ضَ
قاسية قلوبهم من ذكر الله اولئك في ضلال مبين واما اذا كان الانسان لا تدمع عينه ولكن قلبه يخشع ويجد للايات اثرا سيذل لله الله عز وجل ويخضع فما عليك اذا خشع قلبك الا تدمع عينك - 00:50:21ضَ
فان الله تبارك وتعالى اذا اعطى العبد خشوع القلب فقد اعطاه الخير كله. ولذلك بين الله تعالى بقوله كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته. وليتذكر اولوا الالباب المقصود من القرآن ان تتدبره. وان تتأمله وان تتأثر بتلك الايات التي تتلى عليك. وتقرأ بين يديك - 00:50:44ضَ
فاذا وجدت في هذه لهذه الايات اثرا في قلبك فذلك هو المقصود. فان دمعت عينك ففظل على فظل ان لم تدمع عينك فالمهم خشوع القلب ودمعة العين فضل من الرب. من اعطاه اعطاه لحكمة. ومن منعه منع - 00:51:14ضَ
معه لحكمة ونسأل الله العظيم ان يجعلنا من صاحب الفضلين. ولكن لعلك ان تتألم. فتقول لماذا لم يجمع الله لي بين الخشوعين خشوع القلب وخشوع العين فاقول لك ارضى عن قسمة الله فلعل الله علم ان لو - 00:51:34ضَ
خشعت عينك فدمعت ان يصيبك الغرور. ولعل الله علم انه اذا دمعت عينك ان تصبح مراءيا في عبادتك فتخرج صفر اليدين من صلاتك وقراءتك لطف الله عز وجل بك من حيث تشعر او لا تشعر. فارض عن الله فيما قسم. واسأل الله عز وجل الفضلين - 00:51:54ضَ
اخلاص فيك للحسنيين والله تعالى اعلم. يقول السائل فضيلة الشيخ اثابك الله كيف نوفق بين ان ابتلاء المؤمنين سنة من سنن الله. وان المؤمنين لهم السعادة في الدنيا والاخرة السعادة ليست في الصور والاشكال - 00:52:17ضَ
السعادة ليست في المناظر وليست في زهرة الحياة الدنيا السعادة سعادة القلب ولله در الشاعر اذ يقول ولم ارى السعادة جمع مال ولكن التقي هو السعيد الراحة والطمأنينة والسعادة التي وعد الله عز وجل بها المؤمن في قلبه وفؤاده - 00:52:38ضَ
ولذلك تجد الانسان فقيرا مدقعا لا طعام عنده ولا شراب ولا كساء وتقول له كيف حالك؟ يقول لك الحمد لله في نعمة وفضل من الله وتجد الرجل طريح الفراش مشلول اليدين - 00:53:03ضَ
مشلول القدمين اعمى اصم اعمى وتخاطبه فيسمعك وتقول له كيف حالك؟ يقول لك الحمد لله والله ان احد الشباب من الاخيار اصيب منذ عهد قريب فاصبح والعياذ بالله مشلولا لا يتحرك - 00:53:20ضَ
لكن كل من دخل عليه يعجب من قوة ايمانه وثبات جنانه يقول ما رأينا اشرح صدرا من ذلك الرجل ليست السعادة في المناظر وليست السعادة في هذه الزهرة السعادة في التعلق بالله تبارك وتعالى - 00:53:39ضَ
المؤمن له السعادة لان عنده اليقين الذي يتعلق به بالله عز وجل ولذلك تجد اغنى الناس اشقى الناس بغناه تجد له قلب هنا وقلب هناك وقلب مع التجارة وقلب مع السيارة وقلب في العمارة في هم ونكد لا يعلمه الا الله تبارك وتعالى - 00:53:56ضَ
تجده يركب احسن السيارات. وافره السيارات ولكن داخل قلبه من الجحيم والقلق والقلق والاضطراب النسي ما لا يعلمه الا الله عز وجل مع انه في عز وفي كرامة وفي مال وفي جاه لكن فقد السعادة الحقيقية - 00:54:16ضَ
فقد الايمان بالله والصلة والثقة بالله عز وجل بل اضرب لك مثلا اوسع من ذلك كله انظر الى اغنى الناس تجده اكثر الناس مرضا تجده اغنى الناس لو طلب اي طعام يلبى له - 00:54:35ضَ
ولكن عنده مرض في السكر وعنده مرض الضغط وعنده مرض في عينه ومرض في قدمه بسبب هذه الاموال والهم الذي اصابه في هذه الاموال ومع ذلك لا يستطيع ان يأكل الا طعاما معينا - 00:54:52ضَ
ولا يشرب الا بطريقة معينة لماذا؟ لانه حرم السعادة الابدية. ولذلك قد تجد الانسان فقير مدقع حوله ابناءه لطف الله به من حيث لا يا اخي الكريم لو ان الله اعطاك الاموال - 00:55:07ضَ
فعظمت تجارتك وكثرت اموالك واصبح عندك في كل واد تجارة. وفي كل مدينة تجارة يتشتت قلبك ويتشتت ذهنك حتى ان ابناءك يتشتتون بهذه الاموال التي لك يوما يسافر ويوما يغادر ويوما في مكان كذا ويوما في ولا يمكن ان يتمتع الغني سل متى يتمتع بابنائه - 00:55:25ضَ
ربما يمر علي العام الكامل ما يرى ابنه الا ربما يوما او يومين. بل قد لا يراه ولربما يمضي العام كامل الا يرى ابنه ومع ذلك يظن انه في السعادة اي سعادة هذا - 00:55:50ضَ
المال الذي يظن الانسان انه سعادة قد يكون سبب في تدمير حياته كلها فان قارون اشقاه الله بماله. ولذلك ذكر لي الوالد رحمه الله قصة عجيبة يقول قامت الحرب العالمية وكان رحمه الله هنا يقول فجئت ذات يوم والطعام اصبح شغل الناس يقول - 00:56:02ضَ
فانني اعرف بيت اراني الله اراني اياه رحمة الله عليه بعيني. رأيته كان في الساحة في المدينة بيع بكيس ارز. ايام الحرب. نسأل الله ان لا يبتلينا بمثل هذه الايام - 00:56:23ضَ
يقول الشاهد على هذه العبرة العظيمة يقول تاجر دخلت عليه عند قيام الحرب وكان قد اشترى سفينة من الارز فجاءه الخبر ان الارز ارتفع وانه قد غلي سعره في السوق - 00:56:35ضَ
فمن شدة الصدمة خر ميتا من فوق كرسيه يقول ثم مرت الايام تلو الايام هذا عن الوالد رحمة الله عليه بلسانه يقول واحتاج ان اشتري عند انتهاء الحرب يقول والله ووقفت على ذلك التاجر ايضا قد اشترى سفينة من الارز - 00:56:53ضَ
وجاءه الخبر ان السوق قد كسب فسقط ميتا من ساعته فسبحان الله احدهم عند غلاء السوق والثاني عند كسابه ما نفعت الاموال ولا نفعت التجارات. الاموال والتجارات اذا لم تقرب من الله عز وجل فلا خير فيها. نوفق بين السعادة - 00:57:13ضَ
وبين البلايا بالقلب الذي تتعلق به بالله ولذلك والله ان المؤمن الصادق وهذا مجرب عند كثير من يعرف ذلك والله ان ايام البلايا التي تكثر فيها التضرع عز وجل اذا كشفت كرباتها تتمنى ان تعود لك تلك الايام التي كنت تناجي فيها الله عز وجل - 00:57:33ضَ
من حلاوة المناجاة وحلاوة مناداة الله عز وجل هذا كله هو السعادة الحقيقية. فالبلاء الذي يصيب المؤمن يصيبه في الظاهر. اما الباطن فلا يصيبه. قلبه مع الله ويقينه بالله اسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يهبنا واياكم اليقين - 00:57:55ضَ
والا يبتلينا بشيء لا نطيقه. وان يجعل بلاءنا واياكم في السراء والشكر عليها وان يجعلنا من الشاكرين. والله تعالى اعلم. شكر الله فضيلة الشيخ على ما قدم خزائن الرحمن تأخذ بيدك الى الجنة - 00:58:14ضَ