محاضرات في العقيدة والدعوة (المجموعة الثانية) - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء
محاضرات في العقيدة والدعوة-070-عظمة الله|صالح الفوزان|كبار العلماء
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم. المكتبة الصوتية لمحاضرات الدكتور صالح بن فوزان الفوزان. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين - 00:00:00ضَ
ما بعد كيف اتحدث عن عظمة الله والله جل وعلا هو اعظم من كل شيء واكبر من كل شيء واجل من كل شيء يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما - 00:00:27ضَ
ولكن نقول ما يسر الله على ضوء كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لانه لا يعظم لا يعلم عظمة الله الا الله جل وعلا ولكنه بين لنا بين لنا ما يدل - 00:00:57ضَ
على عظمته بقدر ما تتسع له عقولنا والا فان عظمة الله لا يحاط بها ولا يعلمها الا الله سبحانه وتعالى فالله سبحانه وتعالى تعرف الينا بما تدركه عقولنا من عظمته وجلاله - 00:01:28ضَ
وكبريائه من اجل ان نجله ونعظمه ونعبده حق عبادته سبحانه وتعالى وقد قال الشيخ الامام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في ثلاثة الاصول فاذا قيل لك بم عرفت ربك - 00:02:09ضَ
وقل باياته ومخلوقاته ومن اياته الليل والنهار والشمس والقمر ومن مخلوقاته السماوات السبع والاراضين السبع وما فيهن فبهذا عرفنا شيئا من عظمة الله سبحانه من خلال اياته الكونية الايات الكونية - 00:02:42ضَ
من الليل والنهار من اياته الليل والنهار والشمس والقمر ومن مخلوقاته العظيمة وما بثه في هذا الكون من سماواته وارضه وما فيهما من المخلوقات الهائلة وما بثه في البر والبحر - 00:03:23ضَ
من المخلوقات المختلفة الاجناس التي لا يعلمها الا الله سبحانه وتعالى كيف خلقها واحاط بها ورزقها ودبرها سبحانه وتعالى هذا مما يدل على عظمة الله جل وعلا ومن مخلوقاته ما ذرأه في هذا الكون - 00:03:58ضَ
من من البراري والبحار والجبال والاشجار والانهار وغير ذلك مما لا تحيط به العقول ولا يعلمه الا الله سبحانه وتعالى ولهذا يقول الشاعر فيا عجبا كيف يعصى الاله ام كيف يجحده الجاحد - 00:04:37ضَ
وفي كل شيء له اية تدل على انه واحد ويقول الاخر تأمل في نبات الارض وانظر الى اثار ما صنع المليك عيون من لجين ناظرات باحداث هي الذهب السبيك على قرب الزبرجة ناطقات - 00:05:14ضَ
لان الله ليس له شريك فاذا تأملت في هذا الكون تدبرته عرفت عظمة خالقه وحكمته ورحمته وعلمه وقدرته سبحانه وتعالى قل انظروا ماذا في السماوات والارض وما تغني الايات والنذر عن قوم - 00:05:43ضَ
لا يؤمنون اولم يتفكروا في خلق السماوات؟ اولم يتفكروا فيما خلق الله السماوات والارض وينظر ماذا في السماوات والارض فالله جل وعلا امرنا ان نتفكر اولم ينظروا في ملكوت السماوات والارض؟ وما خلق الله من شيء - 00:06:17ضَ
واولو الالباب تفكرون في خلق السماوات والارض ويقولون ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار. ما خلقت هذا الكون العزيز باطلا ليس له نتيجة بل انه يدل على ما وراءه - 00:06:52ضَ
من ما اراده الله وما ينتهي اليه هذا الكون فان هذه الدنيا تنقضي ويعقبها يوم اخر وهو يوم القيامة الذي فيه الجزاء والحساب فعلى العاقل ان يتفكر في خلق السماوات والارض والبر والبحر - 00:07:18ضَ
وكذلك يتفكر في ايات الله المقروءة المتلوة في القرآن الكريم ليعرف بذلك عظمة الله سبحانه وتعالى الذي تكلم بهذا القرآن وانزله وجعله كتابا مشتملا على مصالح العباد ماضيا وحاضرا ومستقبلا ما فرطنا في الكتاب من شيء - 00:07:55ضَ
وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي هي وحي من الله وما ينطق عن الهوى ان هو يا وحي يوحى كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته وليتذكر اولوا الالباب - 00:08:32ضَ
فالقرآن مذكر كما قال تعالى وذكر بالقرآن من يخاف وعيد فليس الغرض من حفظ القرآن وتلاوة القرآن مجرد التلاوة والتغني بالصوت وانما المقصود التدبر في اياته واسراره وما تضمنه من العجايب - 00:08:54ضَ
الدالة على عظمة الله سبحانه وتعالى والله جل وعلا تعرف الينا في هذا القرآن ذكر لنا شيئا من اسمائه وصفاته لنعرفه بها ونعبده حق عبادته قال الله جل وعلا ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها - 00:09:25ضَ
وذروا الذين يلحدون في اسمائه ترجون ما كانوا يعملون فلا تمر على الايات مرور المستعجل الذي يريد ان يختم القرآن كم مرة او عددا من المرات بدون ان يتأمل ويتدبر ويستفيد - 00:10:04ضَ
ويخرج بنتيجة فالقرآن لا يمل ولا يحاط باسراره ولكن كل يأخذ بقدر ما اعطاه الله من الفهم والادراك كل يستفيد العامي والمتعلم والعالم كل يستفيد من هذا القرآن بحسب مقدرته وما اعطاه الله - 00:10:34ضَ
ولكن الشأن في القلب ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد والله جل وعلا قال ولله الاسماء الحسنى لله الاسمى الحسنى وهي اسمى كثيرة لا يعلمها الا الله - 00:11:03ضَ
ولكنه ذكر لنا منها ذكر لنا منها اسمى في القرآن واخبر عن نفسه سبحانه وتعالى من ذلك قوله تعالى الله لا اله الا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم - 00:11:35ضَ
لهما في السماوات وما في الارض من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء وسع كرسيه السماوات والارض - 00:12:02ضَ
ولا يعوده حفظهما وهو العلي العظيم هذه اية الكرسي اعظم اية في كتاب الله عز وجل لما تشتمل عليه من التعريف بالله عز وجل ففيها ثمان جمل تشتمل على نفي واثبات. نفي الكمال اه تشتمل على نفي واثبات. اثبات الكمال - 00:12:24ضَ
لله عز وجل ونفي النقائص والعيوب عنه فقوله الله لا اله الا هو اي لا معبود بحق سواه جل وعلا وما عداه فان عبادته باطلة. من كل معبود من شجر او حجر - 00:13:00ضَ
او حي او ميت او جن او انس او ملك او نبي او ولي او حجر او شجر كل ما عبد من دونه فهو باطل الا كل شيء ما خلا الله باطل - 00:13:23ضَ
وكل نعيم لا محالة زائل فلا معبود بحق الا الله لا اله الا هو ففي هذا اذ قال للشرك واذ قال لكل ما عبد من دون الله عز وجل هذه جملة عظيمة - 00:13:41ضَ
تقضي على الشرك وتثبت التوحيد. فهي تشتمل على نفي واثبات لا اله الا هو اشتملت على اثبات التوحيد لله ونفي الشرك والشريك عن الله سبحانه وتعالى فكل من يعبد غير الله فانه يسير في ضلال - 00:14:13ضَ
وفي هلاك وعبادته باطلة وتعب عليه وعذاب عليه لانه يعبد من لا يستحق العبادة ويترك من يستحقها وهو الله جل وعلا الحي القيوم هذا اثبات الحي اي الذي له الحياة الكاملة. التي لا يعتريها نوم ولا موت ولا زوال - 00:14:46ضَ
فحياته كاملة المخلوقات فيها حياة اما حياة حركة واما حياة نمو ولكنها حياة موهوبة من الله وحياة زائلة وتعتريها النقائص اما حياة الله جل وعلا فانها ذاتية لا بداية لها ولا نهاية ولا يعتريها - 00:15:27ضَ
نقص او عيب القيوم اي الذي قام بنفسه واستغنى عن غيره وقامت به المخلوقات او قام بالمخلوقات بمعنى انه اقامها وخلقها ورزقها ودبرها فهو القائم على عباده سبحانه وتعالى فهو الغني في ذاته المغني لغيره - 00:16:01ضَ
وما سواه فهو فقير الى الله جل وعلا. يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله والله هو الغني الحميد. يا ايها الناس هذا عام للملوك والصعاليك والاغنياء الفقراء والجن والانس - 00:16:35ضَ
كلهم فقراء الى الله ولو كان عندهم اموال قارون او الاموال الطائلة فانهم فقراء الى الله جل وعلا والله هو القيوم القائم بنفسه المقيم لغيره سبحانه وتعالى وعلى هذين الاسنين الحي القيوم جميع الاسماء والصفات - 00:16:53ضَ
فالحي يشتمل على جميع صفات الذات من السمع والبصر والحياة والقدرة والقيوم يشتمل على جميع صفات الافعال من الخلق والرزق والاحياء والاماتة جميع الاسماء والصفات تدور على هذين الاسمين الحي القيوم - 00:17:23ضَ
ولهذا قيل ان هذا هو الاسم الاعظم الذي اذا دعي الله به اجاب لا تأخذه سنة ولا نوم السنة هي النعاس والنوم هو النوم المستغرق والنوم والنعاس نقص الذي ينعس او ينام هذا نقص في حياته - 00:17:48ضَ
حياة ناقصة يعتريها النوم والنوم موت هو الموتة الصغرى ان النوم موتة صغرى وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار. سماه الله النوم وفاة. فهذا نقص في حياة المخلوقات - 00:18:17ضَ
انها يعتريها النوم والنعاس اما الله جل وعلا فانه لا يعتريه حياته نقص لا نعاس ولا نوم. والله جل وعلا لا ينام ولا ينبغي له ان نعم كما في الحديث الصحيح - 00:18:41ضَ
وهو منزه عن النوم بل عن النعاس وهو مبادئ النوم وهو القائم على عباده سبحانه وتعالى فقوله لا تأخذه سنة ولا نوم هذا نفي. نفى عن نفسه النقص بعد اثبات الكمال له - 00:18:59ضَ
له ما في السماوات وما في الارض ملكا وعبيدا وكل ما في السماوات وما في الارض فانهم ملك الله. وعبيد الله ان كل من في السماوات والارض الا اتى الرحمن عبده - 00:19:32ضَ
الجميع المخلوقات فانها عباد لله جل وعلا كلها مدبرة ومخلوقة ناطقها وصامتها جامدها ومتحركها كلها ملك الله جل وعلا ولا احد يعارض يقول هذا الشيء ملكي فالاملاك التي بايدي الناس مؤقتة - 00:19:50ضَ
وهي ممنوحة لهم من الله جل وعلا. قل اللهم ما لك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء تعز من تشاوتذل من تشاء. بيدك الخير انك على كل شيء قدير - 00:20:18ضَ
فالملك الذي بيدك مستعار عارية عندك يؤخذ منك او تؤخذ انت منه وينتقل الى غيرك اما ملك الله جل وعلا فانه ملك ثابت دائم لا يتغير ولا ينقص له ملك السماوات والارض. انت اذا ملكت وش تملك - 00:20:36ضَ
تملك مزرعة ولا قصر ولا قطعة من الغنم او من ممكن صغير والله جل وعلا يملك ما في السماوات وما في الارض له ما في السماوات وما في الارض من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه من عظمته سبحانه انه لا احد يتقدم للشفاعة عنده الا بعد ان يأذن له - 00:21:04ضَ
انه بخلاف ملوك الدنيا فان الشفعاء يشفعون عندهم ولو لم يأذنوا بل ولو لم يرظوا اما الله جل وعلا فلعظمته لا احد يشفع عنده. لا الملائكة ولا الانبياء ولا الاولياء. لا احد - 00:21:35ضَ
يشفع عنده الا باذنه من عظمته سبحانه وتعالى من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه؟ اي لا احد يشفع عنده الا باذنه فهو تطلب منه الشفاعة لانها ملكه. قل لله الشفاعة جميعا. فتطلب الشفاعة من الله. تقول اللهم شفع في نبيك - 00:21:56ضَ
محمدا صلى الله عليه وسلم وعبادة الصالحين تطلبها من الله ولا تطلبها من الميت او من المخلوق تقول له اشفع لي عند الله بل تطلبها من الله جل وعلا من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه - 00:22:20ضَ
يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم يعلم ما بين ايديهم مما مضى ويعلم ما خلفهم من المستقبل فهو يعلم الماضي ويعلم المستقبل لا يخفى عليه شيء سبحانه وتعالى. وفي هذا اثبات سعة علم الله جل وعلا - 00:22:48ضَ
واعلم الناس واعلم الخلق اذا علم شيئا فعلمه محدود. وموهوب له من الله لا علم لنا الا ما علمتنا اما علم الله جل وعلا فانه علم ذاتي وعلم محيط بكل شيء وعلم لا بداية له ولا نهاية - 00:23:15ضَ
هذا علم الله جل وعلا يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء المخلوق لا يعلم شيئا الا ما علمه الله لا الانبياء ولا الملائكة ولا الملائكة يقولون سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا - 00:23:45ضَ
وامر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ان يقول ربي زدني علما الله جل وعلا يقول له وعلمك مالا فكن تعلم. وكان فظل الله عليك عظيما فالعلم كله لله. وما عند المخلوق فانه علم يسير. وهو من الله جل وعلا - 00:24:14ضَ
ولا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء وسع كرسيه السماوات والارض هذا من عظمته جل وعلا اذا كان هذا عظمة الكرسي والكرسي موضع القدمين كما جاء في الحديث. كرسي - 00:24:43ضَ
وسع السماوات والارض السماوات والارض بالنسبة للكرسي كسبعة دراهم القيت في فرس سبعة دراهم القيت في ترس الكرسي اوسع من السماوات والارض وسع كرسيه السماوات والارض العرش اعظم من الكرسي - 00:25:07ضَ
والكرسي في في العرش كحلقة القيت في ارض فلاة فالعرش هو اعظم المخلوقات وهو سقف المخلوقات والله جل وعلا فوق العرش الرحمن على العرش استوى فاذا كان الكرسي يسع السماوات والارض والعرش يسع الكرسي - 00:25:34ضَ
فما عظمة الله جل وعلا الذي هذه مخلوقاته هذا يدل على عظمة الله جل وعلا وسع كرسيه السماوات والارض ولا يؤده حفظهما. الله جل وعلا يحفظ السماوات والارض. يحفظهما من الزوال. ومن - 00:26:03ضَ
الخلل ان الله يمسك السماوات والارض ان تزولا. ولئن زالتا ان امسكهما من احد من بعده. ان يعني نافية ما احد يمسكهما غير الله جل وعلا ان ان اي ما احد يمسكهن غير الله جل وعلا - 00:26:30ضَ
فهو يمسك السماوات والارض ان تزول ولا يشق عليه ذلك ولا يؤده حفظهما اي لا يثقله ولا يكرهه. حفظ السماوات والارض هذا يسير عليه سبحانه وتعالى دل على عظمة الله جل وعلا - 00:26:57ضَ
ولا يعوده حفظهما الحفظ السماوات والارض وقال في الاية الاخرى والسماوات مطويات بيمين في يوم القيامة تطوى السماوات السبع وتكون في يمين الرحمن وتطوى اظن السبع وتكون في شماله وكل وكلتا يديه يمين سبحانه وتعالى - 00:27:21ضَ
فطوى السماوات والارض بيد الرحمن جل وعلا السماوات الواسعة والاراضين كلها تطوى. تكون بيد الله فالخردلة في يد احدنا ولله المثل الاعلى فما ظنكم بعظمة هذا الرب الذي يطوي السماوات اليمين - 00:27:51ضَ
والاراضين سماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون ثم ختم الاية بقوله وهو العلي العلي يعني المرتفع على عباده المرتفع لذاته المرتفع عليهم بقدره المرتفع عليهم قهر سبحانه وتعالى فالعلو له ثلاثة معاني كلها ثابتة لله علو الذات - 00:28:14ضَ
وهو القاهر فوق عباده في السماء سبحانه وتعالى وعلو القهر فهو القاهر فوق عباده وعلو القدر فهو اعظم من كل شيء سبحانه وتعالى ثم ختمها بالعظيم اذا كانت هذه بعض صفاته المذكورة في هذه الاية العظيمة فهو العظيم الذي لا شيء اعظم منه - 00:28:52ضَ
سبحانه وتعالى فهذه الاية تعرفنا بعظمة الله سبحانه وتعالى وقال في سورة الاخلاص لما قال المشركون للنبي صلى الله عليه وسلم صف لنا او انسب لنا ربك. قال المشركون للنبي صلى الله - 00:29:25ضَ
عليه وسلم انسب لنا ربك فانزل الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد صورة الاخلاص تعدل ثلث القرآن. هذه السورة على اختصارها تعدل ثلث القرآن في الفضل - 00:29:50ضَ
والاجر لانها تشتمل على صفة الرحمن سبحانه وتعالى. فتدل على عظمته الله احد من اسمائه الاحد المتوحد سبحانه وتعالى بالملك والمتوحد بالعظمة والمتوحد عبادة الله الصمد الذي تصمد اليه الخلائق وتقصده بحوائجها - 00:30:17ضَ
كل يفتقر الى الله سبحانه وتعالى من الذرة الى المجرة كلهم يحتاجون الى الله جل وعلا فهو الذي تصمد اليه الخلائق وتقصده بحوائجها لم يلد ولم يولد لم يلد الله منزه عن الولد - 00:30:49ضَ
لان الولد جزء من الوالد وشبيه بالوالد. والله جل وعلا لا شبيه له ولان الوالد يحتاج الى الولد من المخلوقين. والله غني عن خلقه فليس بحاجة الى الولد ليس بحاجة الى الولد - 00:31:14ضَ
والولد جزء من الوالد يشبهه والله جل وعلا لا شبيه له. ولهذا قال ردا على المشركين وجعلوا لهم من عباده وزقاه حي ولا دم. الله منزه عن ذلك سبحانه لم يلد. ولم يولد ليس له بداية سبحانه - 00:31:38ضَ
ليس له بداية ولا نهاية جل وعلا لم يلد ولم ولم يكن له كفوا احد. لا يشابهه احد هذا نفي للمماثلة ان الله جل وعلا لا يشابهه احد من مخلوقاته - 00:31:58ضَ
وان كانت في المخلوقات صفات لفظها مثل صفات الرب مثل اليد والوجه والرحمة وآآ والقدرة والسمع والبصر المخلوقين فيهم صفات بهذه الاسماء لكن صفات المخلوقين تليق بهم على قدرهم وصفات الخالق تليق به وعلى وعلى قدره جل وعلا - 00:32:20ضَ
فهي وان اشتركت مع اسمى وصفات المخلوقين في اللفظ فانها تختلف في الحقيقة والكيفية. ولهذا قال سبحانه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير المخلوق سميع بصير ايضا. لكن ليس السمع كالسمع وليس البصر كالبصر - 00:32:47ضَ
ولم يكن له كفوا احد. اي لا احد يكافيه ويماثله. سبحانه وتعالى. الا تضربوا لله الامثال ان الله يعلم وانتم لا تعلمون فهذه السورة تدلك على عظمة الرب سبحانه وتعالى وتعرفك بربك. وانه كامل في اسمائه وصفاته - 00:33:14ضَ
وانه لا بداية له ولا نهاية. وانه غني عن الولد. منزه عن الولد ففي هذا رد على النصارى الذين يقولون المسيح ابن مريم رد على اليهود الذين يقولون عزير ابن - 00:33:42ضَ
ورد على المشركين الذين يقولون الملائكة لنسوا الله. الله لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك جل وعلا فهذا يدل على عظمته سبحانه وتعالى وما دام قد عرفنا عظمة الله من خلال ما سمعنا ونسمع ونقرأ - 00:34:02ضَ
فما الواجب علينا؟ الواجب علينا ان نعبد الله وحده لا شريك له. ولا نشرك معه غيره ممن لا يملك لنفسه نفعا ولا موتا ولا حياة ولا نسورا وان نفرد الله جل وعلا بالعبادة والخوف والرجا والرغبة والرهبة والتوكل والاستعاذة والاستعانة - 00:34:31ضَ
والصلاة والزكاة والصوم وسائر العبادات والحج والعمرة. نفرده جل وعلا بعباداتنا. القولية والفعلية والقلبية كلها نخلصها له سبحانه وتعالى. ولا نلتفت الى غيره كما يفعل المشركون قديما وحديثا الذين يلتفتون الى غير الله ويتعلقون على غير الله من الاموات - 00:35:00ضَ
والاضرحة والقبور ويدعونهم من دون الله ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله كذبوا وعلى الله جل وعلا الله لا لم يأمر باتخاذ الشفعاء - 00:35:29ضَ
بينه وبين عباده بل امر عباده ان يعبدوه مباشرة وان يدعوه مباشرة بدون وسائط وهو قريب مجيب سبحانه وتعالى فهذا ما تعجبه ما توجبه معرفة عظمة الله جل وعلا اننا نفرده بالعبادة - 00:35:50ضَ
وحده لا شريك له ولا نلتفت للعبادة الى سواه ابدا. من اي شيء كان لا من الملائكة ولا من الرسل ولا من الاولياء ولا من الاحياء والاموات ولا من الجن - 00:36:15ضَ
بل لا نعبد الا الله جل وعلا. لانه هو المستحق للعبادة. وكل ما عداه فهو مخلوق وفقير خير الى الله جل وعلا ليس له من الامر من الامر شيء وكذلك اذا عرفنا ربنا جل وعلا - 00:36:33ضَ
فان هذا يوجب علينا ان نذكره ونشكره ونحمده ونستغفره ونكثر من ذكره وتعظيمه وتسبيحه جل وعلا نلهج دائما بذكره قياما وقعودا وعلى جنوبنا ماشيين وراكبين دائما وابدا وعلى فرشنا وفي جوف الليل وفي كل في كل لحظة نستيقظ نذكر الله جل وعلا - 00:36:58ضَ
ونداوم على ذكره سبحانه وتعالى لاننا عرفنا عظمته وجلاله وكبريائه فاننا نعظمه وننزهه ونقدسه ونسبحه يسبح له السماوات السبع ومن تسبح له تسبح له السماوات السبع والاراضين وجميع الكائنات تسبح لله جل وعلا سبح لله ما في السماوات وما في الارض - 00:37:34ضَ
يسبح له السماوات السبع والارض ومن فيهن وان من شيء الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم انه كان حليما غفورا فكل شيء يسبح بحمد الله. من الناطقين والجمادات والاشجار والاحجار والجبال. ولكن لا - 00:38:08ضَ
يعلم ذلك الا الله. اما نحن فلا نسمع ولا ندري ولكن الله ولهذا قال ولكن لا تفقهون تسبيحهم. لكن الله يعلم ذلك الم ترى ان الله يسبح له من في السماوات والارض والطير صافات. كل قد علم صلاته وتسبيحه - 00:38:34ضَ
والله عليم بما يفعلون وان من شيء الا يسبح بحمده فبنو ادم اولى بذلك ان يكثروا من تسبيح الله وتنزيهه وتعظيمه لان ذكر الله تحيا به القلوب. الذين امنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله. الا بذكر الله فاطمئن - 00:38:58ضَ
القلوب مثل الذي يذكر الله والذي لا يذكر الله مثل الحي والميت فالذي يذكر الله هذا حي والذي لا يذكر الله هذا ميت وان كان يتحرك ويأكل ويشرب لكنه ميت موتا قلبيا اشد من موت البدن - 00:39:27ضَ
اشد من موت البدن هذه حياة معنوية وهي الحياة الصحيحة ليست الحياة حياة البدن هذه حياة بهيمية لكن حياة القلب هي الحياة الحقيقية ولكن الانسان اذا جهل عظمة الله جل وعلا - 00:39:50ضَ
فانه يتجرأ على ربه جل وعلا. وكان الكافر على ربه ظهيرا تتجرأ على عظمة الله لانه يجهل عظمة الله جل وعلا ويغفل عنها فالمشرك حينما دعا غير الله وعبد غير الله هذا لم يقدر الله حق قدره الله جل وعلا يقول وما قدروا الله حق - 00:40:23ضَ
فقدره فالمشرك ما قدر الله حق قدره. ولذلك سوى به غيره. وعبده معه لانه ما قدر الله حق قدره وكذلك الذي يجحد اسماء الله وصفاته. وينكرها من الجهمية والمعتزلة والاشاعرة. ويؤولونها على - 00:40:52ضَ
كغير معناها ويحرفونها هؤلاء ما قدروا الله حق قدره بل انهم تنقصوا الله جل وعلا لجحدوا اسماءه وصفاته ما قدروا الله حق قدره حرفوها عن معانيها كما قال تعالى وذروا الذين يلحدون في اسمائه سيجزون ما كانوا يعملون - 00:41:24ضَ
ان الذين يلحدون في اياتنا لا يفقون علينا. افمن يلقى في النار خير عمن يأتي امنا يوم القيامة اعملوا ما شئتم انه بما تعملون بصير الذي يجحد اسماء الله وصفاته او يفسرها بغير تفسيرها ويأولها هذا ما قدر الله حق - 00:41:57ضَ
وقدره وكذلك الذي يظن ان الله يديل الباطل على الحق. وان الحق يزول ويذهب وان الباطل يستمر هذا ما قدر الله حق قدره فان الله جل وعلا لا يليق بحكمته - 00:42:23ضَ
ان يرفع الباطل على الحق رفعا مستمرا وان حصل شيء وان حصل شيء على اهل الحق من الهزيمة او من النكبة فان هذا شيء موقف فاذا تابوا الى الله ورجعوا الى الله اعاد الله لهم العزة - 00:42:53ضَ
والكرامة ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولا سن المنافقين لا يفقهون الذي يظن ان ان الباطل يعلو على الحق ويستمر. ويذهب الحق وينقطع واذا ابقى الباطل هذا ما قدر الله حقا قدره - 00:43:18ضَ
لانه اتهم الله بالعجز ان ينصر الحق وان ينصر اولياءه لكن قد يحصل شيء على اهل الحق من النقص او من الهزيمة او من النكبة اذا حصل منهم خلل فاذا اصلحوا خللهم عادت اليهم عزتهم وعاد اليهم مكانهم - 00:43:45ضَ
والباطل يزول ويظمحل وان ارتفع فهو مثل الدخان يعلو ثم قليلا قليلا ثم يذهب لكن الحق يبقى دائما وابدا والعاقبة للمتقين. والعاقبة للتقوى وهذا شيء معروف من سنة الله سبحانه وتعالى في هذا الكون - 00:44:13ضَ
ولما تخلف المنافقون تخلف المنافقون عن الغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءوا يعتذرون اليه شغلتنا اموالنا واهلونا استغفر لنا. يقولون بالسنتهم ما ليس في قلوبهم قل فمن يملك لكم من الله شيئا ان اراد بكم ضرا او اراد بكم نفعا بل كان الله بما تعملون خبيرا بل ظننت - 00:44:48ضَ
ثم ان لا ينقلب الرسول والمؤمنون الى اهليهم ابدا قالوا الرسول ما يقولون الرسول يقولون محمد. محمد ومن معه راحوا ولا هم راجعين لان الكفار سيتغلبون عليهم ولا حنا براسيين معهم نخشى من الهلاك. بل ظننتم ان لن ينقلب الرسول والمؤمنون الى اهليهم ابدا - 00:45:20ضَ
وظننتم ظن السوء وكنتم قوما بورا. ظن السوء ظنوا بالله ظن السوء. فالذي يظن ان الله يزيل الكافرين على المؤمنين ويزول الايمان ويزول الحق ويبقى الباطل هذا ظن بالله ظن السوء - 00:45:51ضَ
فهذا فهؤلاء لم يقبلوا الله حق قدره وكذلك الذي يجحد البعث والنشور هذا لم يقدر الله حق قدره لانه وصف الله بالعبث وانه خلق هذا الخلق عبثا لا نتيجة له - 00:46:13ضَ
افحسبتم ان ما خلقناكم عبثا وانكم الينا لا ترجعون فتعالى الله الملك الحق لا اله الا هو رب العرش الكريم فالذي يجحد البعث والحساب والجنة والنار ويقول ما فيه الا الحياة الدنيا هذا ما قدر الله حق قدره - 00:46:44ضَ
بل وصفه بالعبث لان الله خلق هذه السماوات وهذه الارض وهذا الكون. وهؤلاء الناس وانهم ليس لهم مصير وليس لهم معاقبة هذا عبث وما خلقنا السماوات والارظ وما بينهما باطلا. ذلك ظن الذين سفروا. فويل للذين كفروا - 00:47:12ضَ
من النار ام نجعل الذين امنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الارض؟ ام نجعل المتقين كالفجار؟ لو كان ما فيه جزاء ولا حساب صار والناس سوا المؤمن والكافر ام حسب الذين اجترحوا السيئات ان نجعلهم كالذين امنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون - 00:47:40ضَ
فهؤلاء لم يقدروا الله حق قدرهم فلا بد من يوم كل يوقف على عمله. المحسن يجازى باحسانه. والمسيء يجازى باساءته وليست هذه الدنيا دار جزاء الدنيا هذه دار عمل. واما الجزاء فله دار اخرى وهي يوم القيامة - 00:48:05ضَ
هذه حكمة الله سبحانه وتعالى انه جعل جعل دارا للعمل ولا حساب فيها وجعل دارا للجزاء والحساب ولا عمل فيها وهي الدار الاخرة. هذي حكمة الله جل وعلا. وهذه الاعمال التي يعملها الناس من كفر وايمان - 00:48:30ضَ
وخير وطاعة ومعصية لابد يكون لها جزاء عند الله سبحانه وتعالى فلا يجعل المحسنين كالمسيئين ولا يجعل المحسنين كالمجرمين ابدا على لم يقدر الله حق قدره من زعم هذا الزعم الخبيث في حق الله جل وعلا - 00:48:55ضَ
فهذه امور آآ مختصرة تذكر بعظمة الله سبحانه وتعالى. وتذكر عظمة الله ليس هو المقصود لذاته وانما هو مقصود لغيره. وهو ما بعده اذا تذكرت عظمة الله فماذا تعمل فاعمل بالطاعات والاعمال الصالحة والاكثار من ذكر الله والاكثار من فعل الخير. وتجتنب المعاصي والذنوب - 00:49:23ضَ
والسيئات هذه فائدته - 00:49:57ضَ