الحمد لله الرحيم الرحمن احمده سبحانه المتكلم بالقرآن واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له قالق الانس والجان وعقولهم واشهد ان محمدا عبده ورسوله الناطق بالصدق الصادع بالحق - 00:00:00
صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه الذين عرفوا عظمة الوحيين ورفعوهما المنزلة اللائقة بهما وخصوهما بمزيد عناية وجليل عمل وجعلوا عقولهم تابعة للوحيين وبعد واحيي الاخوة والاخوات طلاب وطالبات العلم - 00:00:25
في هذه المحاضرة التي قام عليها الاخوة في فريق الربانيون جزاهم الله خيرا وهي بعنوان القرآن والسنة منزلتهما وخصائصهما وعلاقة العقل بهما و لا شك ان الحديث انما هو عن اعظم كلم موجود في الوجود - 00:00:54
وهو كلم رب العالمين جل في علاه وكلام سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم وحتى لا يتشتت بنا الحديث ولا نخرج عن الموضوع الحثيث فاني جعلت هذه المحاضرة في مطالب - 00:01:29
على النحو الاتي المطلب الاول في تعريف القرآن والسنة اقول ما من مسلم الا وهو يعرف القرآن والسنة تعريفا اجماليا او اشاريا او مثاليا وهذا هو المهم في التعاريف لا سيما للعامة - 00:01:53
واما تعريف القرآن تعريفا دقيقا يميزه عن غيره في تصور الذهن بعد وقوع تميزه عن غيره في واقع العرف العام فهو كلام الله المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم - 00:02:24
المتعبد بتلاوته الموجود بين الدفتين من الفاتحة الى الناس ونخلص من هذا التعريف المشتمل على الحد والنوع والجنس وعلى الاشارة انه كلام الله عز وجل مضاف اليه جل في علاه - 00:02:49
وبهذا يفضل كل كلام في الوجود كما قال خبيب وروي عن ابي سعيد مرفوعا وموقوفا وفضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على سائر خلقه وهو منزل فليس من وضع البشر - 00:03:20
ولهذا توعد الله تعالى من قال انه من كلام البشر بسقر لما قال فيلسوف قريش ان هذا الا قول البشر قال الله توصليه سقر اي على مقالته الشنيعة هذه وكونه منزل على محمد صلى الله عليه وسلم - 00:03:47
فيه دلالة على عظم من نزل منه وهو الله تبارك وتعالى وشرف من نزل اليه وهو محمد صلى الله عليه وسلم واذا كان الكلام بين عظيم وشريف فلا بد وان يكون عظيما شريفا كريما - 00:04:16
وكونه موجودا متعبدا به خرجت الاحاديث القدسية فانها من كلام الله جل وعلا ولا تصح القراءة بها في الصلاة مكان القرآن وكون القرآن موجودا بين الدفتين منقولا بالتواتر محفوظا في الصدور - 00:04:43
مضبوطا في السطور على مر العصور والدهور فهذا ادل دليل على تحقق وعد الله تعالى الذي قال ان علينا جمعه وقرآنه فاذا قرأناه فاتبع قرآنه فجمعه في صدور الحفاظ وفي سطور الكاغذ - 00:05:10
وانه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد وقال مبينا ظمان حفظه بنفسه ولم يوكله الى احد من خلقه انا نحن نزلنا الذكر - 00:05:40
وانا له لحافظون واما السنة ففي عرف المحدثين وهم اهل الاختصاص والفن واهل الشأن فانهم عرفوها بقولهم هي اقوال رسول الله صلى الله عليه وسلم وافعاله وتقريراته المنقولة الينا بطريق صحيح - 00:06:01
ورسول الله صلى الله عليه وسلم رسول يبلغ ما كلف به من الرسالة فلا يتكلم من نفسه كما قال تعالى والنجم اذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى - 00:06:35
ان هو الا وحي يوحى علمه شديد القوى فهو نبي يخبر بما انبئ به جليا كان الوحي كالقرآن او خفيا القي فروعه معناه فعبر هو عنه بلفظه ومبناه وقد قال عبد الله بن عمرو بن العاص - 00:06:59
رضي الله عنهما قلت يا رسول الله اكتب عنك ما سمعت قال نعم قلت في الغضب والرضا قال نعم فانه لا ينبغي لي ان اقول في ذلك الا حقا وهذا لفظ ابن خزيمة في صحيحه - 00:07:26
وفيه دلالة ان ابن عمر بدأ الكتابة بعد الاذن لكن هذا الاذن لم يطلع عليه قريش فاعترضوا على عبد الله ابن عمرو ابن العاص كما عند ابي داود في سننه - 00:07:47
قال كنت اكتب كل شيء اسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم اريد حفظه يعني بعد الاذن فنهتني قريش وقالوا وتكتب كل شيء اسمعه ورسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:08:01
بشر يتكلم في الغضب والرضا فامسكت عن الكتاب فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم عوم باصبعه الى فيه فقال اكتب فوالذي نفسي بيده ما يخرج منه الا حقا - 00:08:19
والقرآن هو السنة والقرآن والسنة كلاهما محفوظان بحفظ الله تعالى والقرآن سطر وصدر واصل الدين وهو كلام الله عز وجل والسنة شارحة ومبينة وموضحة ومعناه من الله فلا احد يقدر ان يزيد شيئا على كلام الله تعالى الا فضح - 00:08:43
وكشف ستره ولا احد يستطيع ان يزيد حرفا من القرآن قصدا او بغير قصد الا بين كذلك من افترى على رسول الله صلى الله عليه وسلم كشفه الله وبين خطأه وكذبه على السنة جهابذة العلماء - 00:09:18
فلو اخطأ احد الحفاظ في القرآن لرد عليه الصبيان في مساجد المسلمين ولو اخطأ احد في الحديث لرد عليه الجهابذة من علماء السنة فهذا وهذا محفوظ وذلك اقامة للحجة على الخلق - 00:09:41
فلو حفظت السنة دون القرآن لقال القائل من اين دليل هذه الكلمة الشارحة تشرح اي نص اي عبارة ولو حفظ الاصل وهو القرآن ولم تحفظ السنة لقال متقول في القرآن بما يشاء - 00:10:03
فاقامة للحجة وقطعا للاعذار حفظ الملك الغفار جل جلاله وهو العزيز القهار الوحيين. قال الله تعالى وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم ولعلهم يتفكرون والذكر هنا السنة والله قال انا نحن نزلنا الذكر - 00:10:31
وانا له لحافظون وبهذا يتبين لنا عظم وعظيم منزلة القرآن والسنة واجلي هذا المعنى في المطلب الذي بعده في بيان منزلة القرآن والسنة ان العقيدة السلفية نابعة من الكتاب والسنة النبوية - 00:10:59
ولما كان المعتقد نابعا من القرآن الكريم وما جاء في سنة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم عرف اصحابها عظمة كلام الله عز وجل على كلام من سواه كيف وفظل القول يكون بفظل قائله - 00:11:25
كما ان فضل الصفة يتبين بفضل الموصوف به ويعتقد السلف الصالح بان فظل القرآن عظيم وان كلام الله عز وجل لا يماثله كلام ولهذا قدموه قولا وعملا واحتجاجا وتعبدا وفظائل القرآن والسنة - 00:11:46
ومنزلتهما من جهات متعددة والادلة الدالة على فضل القرآن الكريم وفضل السنة النبوية كثيرة جدا قال الله تعالى قل ان الهدى هدى الله ان يؤتى احد مثل ما اوتيتم او يحاجوكم عند ربكم - 00:12:13
قل ان الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم فسمى الله ما اوتينا من القرآن والسنة هدى الله وسماه فظل وسماه فظل وقال سبحانه ولقد اتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم - 00:12:38
ولا يوجد حديث احسن من حديث القرآن والسنة وهذا دليل على منزلتهما فالله جل وعلا بين ان وحي احسن الحديث فدل على انه احسن من سائر الاحاديث المنزلة من عند الله - 00:13:02
فضلا عن غير المنزلة ولهذا قال صلى الله عليه وسلم ان مثل ما بعثني الله به عز وجل من الهدى والعلم كمثل غيث اصاب ارضا فكانت منها طائفة طيبة قبلت الماء فانبتت الكلع - 00:13:25
والعشب الكثير وكان منها جاذب وامسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا منها وسقوا ورعوا واصاب طائفة منها اخرى انما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلا فذلك مثل من فقوى في دين الله - 00:13:50
ونفعه بما بعثني الله به فعلم وعلم ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي ارسلت به متفق عليه ولا نهاية لفضائل الوحي بل هي فضائل تترة - 00:14:10
لا نهاية لها عدا وحصرا ومن ذلك ما جعله الله تعالى لهما من الخصائص وهذا ما ابينه في المطلب الاتي فان قال قائل ما خصائص القرآن والسنة؟ فنقول ان للقرآن والسنة - 00:14:29
خصائصه من حيث الافراد وخصائصه من حيث الاشتراك وهنا بما ان الحديث عن خصائص القرآن والسنة فاقتصر عن الخصائص التي نعتقد انها مشتركة بين القرآن والسنة مع انتقادنا فظلهما من جهة - 00:14:52
وعلو مكانتهما من جهة اخرى ورفعة درجتهما من جهة ثالثة وهذه الخصائص اريدها على سبيل الاختصار حتى لا يطول بنا المقام الخصيصة الاولى انهما وحيان ومنزلان فالقرآن وحي منزل متلو - 00:15:17
والسنة وحي منزل معنى وهو كلام النبي صلى الله عليه وسلم وقد سبق ذكر الدليل على ان القرآن كلام الله وان السنة كلام النبي صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى - 00:15:43
ان هو الا وحي يوحى الخصيصة الثانية انهما محفوظان عن الغلط واللغط ففيهما ما هو حق صدق في الاخبار وعدل في الاحكام لا يمكن لاحد ان يزيد فيهما فلا ينتبهوا لذلك المسلمون - 00:16:00
ولا يمكن لاحد ان ينقص منهما شيء فلا ينتبه لذلك المسلمون فالحمد لله الذي جعل في الامة حفاظا للقرآن والسنة حفظ الله بهم القرآن والسنة صدرا وسطرا بل لو زاد احد على ما في صحيح البخاري - 00:16:26
لعرف الجهابذة انها زيادة غير موجودة في اصل صحيح البخاري بل انهم يبينون الفروق بين الروايات التي رويت عن البخاري من الزيادات في حرف فضلا عن حديث الخصيصة الثالثة ان الله جل وعلا يسر حفظهما - 00:16:55
فقال جل في علاه في حفظ القرآن ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر؟ وقال ان علينا جمعه وقرآنه وقال النبي صلى الله عليه وسلم في حفظ السنة نظر الله امرأ - 00:17:26
سمع منا حديثه فوعاه فاداه كما سمع فرب مبلغ اوعى من سامع فقد حفظ الله عز وجل القرآن والسنة حيث جعل الالاف المؤلفة من البشر يحفظون القرآن فلما شخص حفظ شيئا - 00:17:44
ولم ولن يستطيع احد ان يأتي بشيء حفظ مثل حفظ القرآن والسنة ولم يحفظ شيء كثرة واتقانا على وجه الارض مثل القرآن والسنة في كل عصر وفي كل مصر ولله الحمد والمنة - 00:18:10
الخصيصة الرابعة اتصال سندهما فما من قارئ الا وعنده سند متصل بالقرآن الى النبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل عن رب العزة جل جلاله وعظم سلطانه وما من محدث - 00:18:33
الا وعنده سند متصل الى النبي الكريم صلى الله عليه واله وسلم وهذه ليست موجودة في اي علم من علوم الدنيا المنزلة مثل الطب فالناس ينقلون طبا اه ارسطو وابو قراط باسانيد منقطعة - 00:18:54
وينقلون الهندسة والجبر من اه الكندي وغيره باسانيد منقطعة وبل ان اهل الكتاب ينقلون توراتهم واناجيلهم باسانيد منقطع فهذه خصيصة عظيمة تدلنا على عظمة مكانة القرآن والسنة الخصيصة الخامسة ان الله جل وعلا تحدى الانس والجان - 00:19:18
على الاتيان بمثل القرآن سواء من قبل الافراد او الجماعات او الهيئات او الاجناس حتى قال جل في علاه قل لئن اجتمعت الانس يعني جنسا كله والجن على ان يأتوا بمثل هذا القرآن - 00:19:49
لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرة ولقد صرفنا للناس في هذا القرآن من كل مثل فابى اكثر الناس الا كفورا بل من اهل العلم من قال لو اجتمعت الهيئات - 00:20:12
واجتمعت المؤسسات على ان يأتوا بمثل كلام النبي صلى الله عليه وسلم لا يقدرون لماذا لا يقدرون ان يأتوا بمثل كلام النبي صلى الله عليه وسلم معنى لان المعنى منزل من الله - 00:20:29
ربما تجري المجاراة في بعض المباني لكن لا يقدرون على الاتيان بالمعاني من حيث التشريع من حيث البيان من حيث التوضيح من حيث جوامع الكلم وحيثيات اخرى كثيرة حتى اني - 00:20:47
رأيت بعض المنصفين من الغرب لما اسلموا قيل له لماذا اسلمت قال لان النبي صلى الله عليه وسلم كالشمس حياته واضحة ليله ونهاره في حال الافراد ومع الجماعات في حال الجوع وفي حال الشبع - 00:21:08
في حالة ضعف في حال القوة في مكة في المدينة في الغزوات كل حياته جلية واضحة من الالف الى الياء ولم اجد ذلك لاحد من الخليقة على جل بسيطة فهذه والله - 00:21:30
وبالله وتالله اية على صدق نبوته صلى الله عليه وسلم الخصيصة السادسة فيهما الغنية والكفاية فيهما الغنة هو الكفاح قال الله تعالى في اية المائدة حتى لا نحتاج الى موائد الشرق والغرب - 00:21:51
اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا وجاء في حديث ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من الانبياء نبي - 00:22:15
الا اعطي من الايات ما مثله اومن او امن عليه البشر وانما كان الذي اوتيت وحيا اوحاه الله اليه فارجو اني اكثرهم تابعا يوم القيامة متفق عليه فكلما مات نبي - 00:22:34
او رفع كموسى عليه السلام الذي مات فماتت ايته العصا او رفع كعيسى عليه السلام والا فلا يستطيع احد من اليهود او النصارى ان يقول هذه اية نبينا تأملوها بخلاف امة الاسلام - 00:22:56
فان النبي صلى الله عليه وسلم مات لكن ايته نمسكه ونقرأها ونتلوها وندفعها الى المنصفين ليتأملوا هذه الاية العظيمة وان لم يكونوا من اهل لغتها تأملوا ما فيها من المعاني - 00:23:21
فلو ان كانوا منصفين يعلمون انه لا يمكن لبشر ان يقول يا نوح يا ادم يا ابراهيم ان كانوا منصفين يعلمون انه لا يمكن لبشر ان يقول عن البحار ظلمات بعظها فوق بعظ اذا اخرج يده لم يكد يراها - 00:23:41
الى اخر ذلك من الادلة والبراهين الساطعة في الكتاب والسنة حيث فيهما الغنية والكفاية فاي حكم يطرح على المسلمين لا يتأملون في القرآن والسنة الا ويجدون فيهما الحكم كما قال ابن عباس حبر الامة - 00:24:02
كل شيء في القرآن ولكن قصرت عنه الافهام ذكره الامام الشافعي رحمه الله ونبه على هذه المسألة تبيانا لكل شيء لكل شيء نحتاج اليه سواء في حكم متعلق باخرتنا او حكم متعلق بديننا ودنيانا - 00:24:26
اما ما لا تعلق له ديننا فهذه ليست من خصائص احاديث القرآن الخصيصة السابعة صلاحيتهما لكل زمان ومكان ولكل عرف ولكل جنس بشري او جني قال الله تعالى يا ايها الناس قد جاءكم الرسول بالحق من ربكم - 00:24:55
فامنوا خيرا لكم عندما نتأمل في التوراة والانجيل نجد انها تتحدث التوراة عن واقعة جنس معين من البشر لا يصلح لغيرهم وهم اليهود مثلا وعندما نتأمل في الانجيل نجد انه يتحدث عن احكام معينة لزمن معين لا تصلح - 00:25:22
لهذه الازمنة ثم عندما نتأمل في الاحكام الوضعية للبشر نجدهم يضعون هيئات اعداد كبيرة من المتخصصين والدكاترة وليسوا اميين يضعون قوانين ثم يغيرونها كلها قرون او قرن او كل عقد وعقدين - 00:25:53
الباباوات مثلا يغيرون احكام كانوا يقولون ان ايدي اليهود متلطخة بدم عيسى كما يزعمون ثم هاؤم اليوم نفس الباباوات في زمان اخر اذا بهم يبرأون اليهود من دم عيسى عليه السلام - 00:26:20
اما القرآن احكامه واحكام السنة عامة الخطاب فيه عام والحكم فيه عم وما كان بحاجة الى خاص تجد فيه الحكم الخاص صلاحيتهما مبينة جلية واضحة لكل منصف فيهما من ما يسمى - 00:26:40
القوالب العامة التي لا يحس فيها العاقل بشيء من الضيق الخصيصة الثامنة ان القرآن والسنة اخر الوحي المنزل فلا وحي منزل بعدهما كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لا نبي بعدي - 00:27:11
ومعنى لا نبي بعدي اي لا يوجد وحي اذا كان لا نبي فمن باب اولى انه لا رسول قد قال جل وعلا ما كان محمد ابا احد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين - 00:27:34
فان قال قائل فان عيسى عليه السلام ينزل كما الاشارة الى ذلك في القرآن وانه لعلم للساعة فلا تمترن بها واتبعون وكما جاء في متواتر السنة فالجواب انه ينزل يحكم - 00:27:50
بما في الكتاب والسنة لا بوحي جديد ولا بشرع جديد الخصيصة التاسعة بلاغتهما وفصاحتهما وبديع نظمهما وصدق اخبارهما وعدل احكامهما هذه مسألة واضحة في القرآن بل هي واضحة في السنة لمن اوتي انصافا - 00:28:10
فان جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم معجزة للبلغاء والفصحاء وليتأمل المنصف ان كان في عقله ذرة انصاف كيف هذا النبي الامي الذي عاش اربعين سنة في مكة لم يجلس عند احد ليتعلم - 00:28:40
يتيم لم يعلمه ابوه ولا امه يتيم الابوين ومات عنه جده ونشأ عند عمه الذي كان مشغولا باولاده وصار هو مشغولا من صغره بكسب يغنيه عن عمه فكان يرعى الغنم - 00:29:04
على قراريط لقريش لم يتعلم يرى ان قريشا عندهم مسابقات شعرية ومسابقات خطابية وجوائز وهو يرى في نفسه انه لا يملك هذه القوة فلم يعلم عنه انه قال شعرا قبل نبوته - 00:29:26
ولم يعلم انه قال خطبة قبل نبوته ولهذا قال الله جل وعلا عنه ان امرني اياه ان يقول لقد لبثت فيكم عمرا من قبله. افلا تعقلون ونحن اليوم احدنا يدرس - 00:29:51
الابتدائية ثم المتوسطة ثم الثانوية ثم الجامعة ثم الماجستير ثم الدكتوراة ثم يطلب منه ان يلقي يتكلم في قضية معينة يتلعثم لسانه ويمسك بنانه ولا يتسع خطه للموضوع وربما يضيع اين الدراسة هذه كلها - 00:30:12
فلو قارنا ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم مع ما يقوله الاطباؤه الدكاترة في الطب لوجدنا كلام النبي صلى الله عليه وسلم ادق واسد فكيف في مسائل التشريع والحكم - 00:30:38
الخصيصة العاشرة وهذه خصيصة حسية شعورية يشعر بها من خلى ذهنه صافيا ووالله لو كان كافرا لو لو كان كافرا ووجد فسحة فسمع القرآن او سمع السنة لا احس بهذه الخصيصة وهي - 00:30:55
لا تملهما الاسماع ولا تشبع منهما النفوس فالمسلم يقرأ القرآن المرة بعد المرة الختمة بعد الختمة حتى اني وقفت على احد اهل العلم انه قال اني ختمت القرآن اربعين اربعين الف ختمة - 00:31:25
ومعنى هذا لو تأملنا انه يعني كان يختم كل يوم وليلة ختمة ها ربما يكون هذا يعني مبالغا فيه لكن لو تأملنا انه يقرأ قل هو الله احد ثلاث مرات - 00:31:52
وهذا يسمى ختم للقرآن فيصل الى هذا العدد لو كان الانسان يختم القرآن كل ثلاثة ايام واخر كل سبعة ايام واخر كل اربعين يوما ثم سألنا هؤلاء الا تشبعون من القرآن - 00:32:15
سيقولون لنا والله لو طهرت نفوسكم لما مللتم من القرآن ابدا واحدنا يسمع احاديث النبي صلى الله عليه وسلم مثل ما في صحيح البخاري او صحيح مسلم المرة ثم يشتاق الى سماع الاحاديث - 00:32:38
المرة الاخرى والمرة الثالثة والرابعة ولا يمل ابدا القرآن والسنة من خصائصهما لا تملهما اسمع ولا تشبع منهما النفوس ولا يخلق بكثرة الترداد وتقبلهما العقول السليمة وتشتاق لسماعهما العقول المؤمنة - 00:33:00
وبعد ذكر هذه الخصائص العشر المشتركة انتقل الى مسألة اخرى وهي من المطالب لهذه المحاضرة وهو المطلب الاخير علاقة العقل بالقرآن والسنة اولا لابد ان ندرك ان الناس في العقل - 00:33:28
ثلاثة اصناف اذا علمنا ان الناس في العقل ثلاثة اصناف ننظر نظرة القرآن والسنة الى العقل بعد ذلك فعامة البشرية نظرته من العقل نظرة دونية يستخدمون العقل للمنافع الدنيوية فحسب - 00:33:50
ولا يتأملون ولا يتفكرون بل ويتجمدون ويقلدون. وهذا حال عامة عامة الخلق ولذلك سموا بالعامة ولهذا كان من اهل العلم من يقول العوام كالهواء وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم الناس كابل مائة - 00:34:15
لا تجاد تكاد تجد فيها الا راحلة واحدة يعني الناس تسعة وتسعين منهم من لا يستخدم عقله كيفما كان الناس كان معهم كيف ما كان ابوه همة كان كذلك ولهذا نجد واقعيا - 00:34:39
كثير من الناس يقلد صنعة ابيه يقلد لبسة ابيه قلد باش شتى ابيه يقلد صنعة قومه يقلد لبسة قوم الى اخر ذلك فهذه مسألة واضحة جلية لا تحتاج الى نقاش - 00:34:58
وبايزاء هؤلاء المقلدة الذين عطلوا عقولهم اناس مجدوا العقول وعظموا العقول ورفعوا العقول فوق كل شيء وهذا هو حال المناطق والفلاسفة قديما وحديثا فعندهم الحق ما يراه عقله بغض النظر عن درجة عقله - 00:35:17
الحق عنده ما يراه عقله بغض النظر عن مدى قدرة عقله مدى استيعاب عقله وهذا يدرك اي عاقل انه من الخطأ البين لان جعل العقل هو الكل في الكل معناه - 00:35:45
ان الناس متفاوتون في العقول متنافرون في الفهوم حينئذ لا يمكنهم ان يجتمعوا ولا يمكنهم ان يتفقوا على شيء فهؤلاء الفلاسفة من اشد الناس اختلافا تجد احدهم يحكي اجماعا ويدعي انه اجماع عقلي - 00:36:10
واخر يدعي اجماعا يناقض اجماع الاول. مثل قول بعضهم والاجماع على ان المادة جوهر فرد والاخر يقول والاجماع على ان المادة ليست جوهرا فردا بل هي تتجزأ الى اجزاء لا نهاية لها - 00:36:34
وعند تأمل تجد ان الاجماعين باطلان وان الاجماعين لا اساس لهما في الواقع لكن المنصفون من البشر فضلا عن المؤمنين يرون ان العقل له مجال محدد يمكن استخدامه في التجارب - 00:37:02
يمكن استخدامه في القياسات لمعرفة الامور فقاسوا المسافات المشاهدة المجربة وقاسوا بها المسافات المشاهدة غير الممكنة التجربة. مثلا فهم استخدموا العقول استخداما صحيحا ثم وضعوا لهذه العقول التي لها حدود وضعوا لها قيود - 00:37:31
فقالوا ما جاوز حد العقل لم يجز الخوض فيه لان العقل كما سيأتي تعريف الة والالات لها حدود ولذلك هذا هو قول اتباع الرسل قديما وحديثا انهم لا يلغون العقل الغاء كالمقلدة - 00:38:03
وعمت الخلق ولا يقدسون العقل كالمناطق والفلاسف وانما يستخدمون عقولهم استخداما بتجارب دنياهم كليا ويستخدمون عقولهم في درجة معينة لا يخوضون فيها الغيبيات وما وراء العالم لانهم يعلمون ان هذا العقل - 00:38:29
اعلى اذا تبين لنا هذا وتبين لنا انصاف الناس في العقل فلننظر الان في علاقة العقل بالقرآن والسنة والقرآن وكذا السنة النبوية فيهما اشارات الى العقل وبيان لمكانته وذلك بالحث على التأمل والنظر - 00:38:54
والتدبر والتفكر ونجد ان الشريعة الغر جعل العقل مناطا للتكليف وفي القرآن والسنة التشنيع على التقليد والمقلدة ومحاربة كل ما من شأنه ان يؤدي الى هضم العقل بالغاء دوره كلية - 00:39:22
او بالغاء دوره جزئيته بالغاء دوره كليا او جزئيا سواء عن طريق ادخاله في امور ليست من وظيفته كالشعوذة والخرافات والاساطير او ادخاله في الغيبيات التي لا مدرك لها والعقل - 00:39:43
في القرآن رغم مكانته يظل محدودا فهناك العديد من المخلوقات التي لا يستطيع العقل كشف كنهيها وحقيقتها فالعقل مثلا عاجز عن ادراك كنهي روحي التي بين جنبي بين جنبي الانسان - 00:40:06
العقل عاجز عن ادراك كيفية نشأ المادة الاولى وهي التي تسمى بالمادة المفردة سواء الرطوبة او كانت اليبوسة كانت الحرارة او كان الماء او كان الطين او كان النار ايا كان - 00:40:32
فالعقل وان ادرك بعض ظواهر الاشياء فانه لا يصل الى اغوار كل شيء واعماق كل شيء وهذا ما نبه عليه القرآن بقوله يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الاخرة - 00:41:00
هم غافلون فان قال قائل ما معنى العقل الذي جعل الامر بالتفكر واستخدامه والتعقل تبجيل التفكر والتدبر فيه فنقول العقل اصح ما قيل فيه انه من غرائز النفس او قوة من قواها - 00:41:16
تمكنها من ادراك المعاني والحقائق فهي متعلقة بصفة من صفات الانسان وهي الة فيه ولهذا لا يمكنه ان يكون ادراكه مطلقا مهما بذل صاحبه كاي صفة فيه لا يمكنه ان يكون فيها موصوفا على الاطلاق - 00:41:46
ولا مدركا لها على العموم مثلا البصر الة والعين الة الابصار والدماغ قالت التعقل او القلب الة التعقل او بينهما علاقة بالتعقل ايا كان العين الة البصر محدود العقل الة الادراك - 00:42:12
محدود ولهذا لما اه يتأمل الانسان يجد ان في القرآن والسنة الدعوة الى التعقل والتدبر الدعوة للنظر والتفكر لكن لا نجد في القرآن ذكر للعقل مسمى بصيغة الاسمية العقل وجل ما ورد - 00:42:37
فيه ما في صيغة الفعل عقل يعقل نعقل في الماضي وفي المضارع ولهذا قد يكون الدماغ موجودا والانسان لا يستطيع ان يعقل ويسمى مجنونا وعندما ينظر الاطباء ويفحصونه يقولون الته موجودة - 00:43:09
كبعض الناس عنده العين ولا يستطيع الابصار فالذي ذكر في القرآن ومدح في القرآن لا مجرد وجود الالة وانما الذي جاء مدحه او ذم وتعطيله هو التفكر استخدامه مثل انسان عنده يد لا يستخدمه في الكسب - 00:43:30
عنده عين لا يستخدمه في الابصار عنده لسان لا يستخدمه في الطلب او التحذير او الامر او النهي ازا الذي جاء في القرآن انه يمدح التفكر والتدبر ويذم من لا يستخدم هذه الالة - 00:43:54
في هذا الباب كذلك جاء في القرآن والسنة الفاظ عديدة مرادفة للعقل مثل الدهب وجاء في القرآن والسنة والحجر والحلم واللب والفؤاد بل والبصيرة وجمعها ابصار وهذا كثير في القرآن الكريم - 00:44:16
وردت مئات المرات وهذا يدلنا على ان للعقل شأنا كبيرا ومقاما عظيما في القرآن وفي السنة خاصة اذا عرفنا ان النص القرآني استوعب كل معاني التفكير الانساني وانه لم يذكر العقل الا في مقام المدح - 00:44:43
والتبجيل والتكبير ولقد حث القرآن الانسان على اعمال عقله ودعاه الى نبذ الجمود والتقليل وبين ان من يغفل نعمة العقل فلا يستخدمها فانه ينزل الى مرتبة دون مرتبة الهوام والحيوان - 00:45:06
ان شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون وفي الاية اشارة ان الصم الذين لا يسمعون فهذا معناه انه عطل الفكر والعقل البكم الذين لا ينطقون عطل العقل - 00:45:31
وهذا فيه دلالة ان العقل الة جمعية وان العين ترى العين ترى ويؤثر ذلك حكما او صورة في العقل والبصر السماع او الاذن تسمع وينطبع في الصورة في العقل شيء - 00:45:54
فمتى ما عطل الانسان النظر والتأمل وعطل السماع والاجتماع فانه يصبح كما قال الله ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والانس لهم قلوب لا لا يفقهون بها. ما استخدموها ولهم اعين لا يبصرون بها وهي مجاري تصب في العقل - 00:46:20
قل هم اذان لا يسمعون بها مجرى اخر يوصل الى العقل اولئك كالانعام بل هم اضل اولئك هم الغافلون واكد سبحانه ان تعطيل العقل مفض بصاحبه الى النار كما قال سبحانه - 00:46:47
في سورة الملك وقالوا لو كنا نسمع او نعقل ما كنا في اصحاب السعير لذلك قال الله جل وعلا مبينا اهمية ومبينا ومحذرا من الذين لا يتفكرون ولا يعقلون ولا دار الاخرة خير للذين اتقوا. افلا تعقلون - 00:47:05
ففي الاية ان استعمال العقول سبيل الى النجاح وسبيلنا الفلاح واختيار الافضل الذي هو من شيم العقلاء واما من اغفلوا عقولهم وعطلوها فلا يقع اختيارهم الا على الادنى هذا مثل - 00:47:34
معروف في الدنيا الانسان اللي يعطل عقله في دنياه يحصل دينارا او درهما الانسان اللي يستخدم عقله مثل التاجر يحصلوا الاف مؤلف فان قال قائل اذا كان جاء الامر بالتعقل والتدبر - 00:47:54
فهذا دليل على فظله نقول نعم هذا دليل على فضل التعقل لا فضل لعقل لانه لا يقال العقل له فضل ما لم يستخدم مثل الذي يأتي ويقول البصر له فضل - 00:48:16
طيب ليس الفظل متعلق بالبصر البصر الة اعطاك الله جل وعلا ان انت استخدمته في الخير كان فظلا وين تستخدمته في الشر كان ذما كذلك العقل ومن هنا قال شيخ الاسلام وابن القيم وغيره - 00:48:33
ومن قبل ابو جعفر العقيلي وابو حاتم البستي وغيرهم قالوا لا يصح في العقل شيء مقصودهم لا يصح في فضل للعقل شيء لا في التعقل والتدبر والتفكر والا فقد قال صلى الله عليه وسلم - 00:48:54
وهو يسوي الصفوف قال ليني منكم اولو الاحلام والنهى وجاء في حديث عائشة رفع القلم عن ثلاث فذكروا عن المجنون حتى يعقل وفي رواية عند الترمذي عن علي وعن المعتوه حتى يعقل - 00:49:15
وهذا فيه دلالة ان التكليف مرفوع عن المجنون حتى يعقل لان العقل هو مناط التكليف والعقل هو القادر على تفهم الوحي الالهي وتدبره والتفكر فيه. فان كان صاحبه عطله فانه يؤاخذ على ذلك - 00:49:38
اما ان كان معطلا اصلا فلا يؤاخذ فلا يؤاخذ لابد ان ننتبه ان التعقل مطلوب التفكر مطلوب والنبي صلى الله عليه وسلم مدح من تعقل حتى قال لابن لبيد الانصاري - 00:49:56
لما قال للنبي صلى الله عليه وسلم اوى اه يذهب العلم عندنا كتاب الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم ثكلتك امك ابن لبيب ما كنت احسبك الا من اعقل اهل المدينة - 00:50:20
فسماه من اعقل اهل المدينة لحفظه للكتاب والسنة لعلمه ثم نبهه وقال لم لم تفكر هذا التفكير؟ اليس اليهود والنصارى عندهم كتاب الله التوراة والانجيل لم ينتفعوا منه بشيء وهذا الحديث رواه الامام احمد - 00:50:37
والحاكم في مستدركه وقال وقد ثبت الحديث بلا ريب وقالت عائشة رضي الله عنها عن سيدة نساء العالمين فاطمة ان كنت لا اظن ان هذه من اعقل نسائنا فلا بد ان ندرك - 00:51:00
ان التعقل مدحه الله جل وعلا فعلاقة القرآن والسنة اننا نقول من القرآن والسنة مدح التعقل والتفكر لا ذات العقل وذم تعطيل التعقل والتفكر ولذلك المتتبع للايات يجد هذا المعنى - 00:51:19
ان الله سبحانه وتعالى يقول وتلك الامثال نضربها للناس وما يعقلها الا العالمون قال العلامة العز ابن عبد السلام رحمه الله والعقل هو مناط التكليف باجماع المسلمين مع ان الشرع قد عدل العقل وقبل شهادته - 00:51:46
واستدل به في مواضع من كتابه كالاستدلال بالانشاء على الاعادة وكقوله تعالى لو كان فيه مارية الا الله لفسدتا وقوله وما كان معه من اله اذا لذهب كل اله بما خلق ولعلى بعضهم على بعض - 00:52:08
وقوله ولم ينظروا في ملكوت السماوات والارض وما خلق الله من شيء فيا خيبة من رد شاهدا قبله الله. واسقط دليلا نصبه الله. انتهى كلامه رحمه الله ومن هنا قال العلماء - 00:52:25
من بلغ مجنونا ثم مات على جنونه كان ناجيا ومن مات من الاطفال دون سن البلوغ فهو ناج من الناجين قال العلامة النووي رحمه الله اجمع من يعتد به من علماء المسلمين - 00:52:44
على ان من مات من اطفال المسلمين فهو من اهل الجنة لانه ليس مكلفا فان قال قائل ففيه خلاف بين العلماء نقول كان في اول الامر ثم استقر الامر على هذا الاجماع - 00:53:00
ومن اجري الحفاظ على التعقل والتفكر جاءت الشريعة السمحاء في الكتاب والسنة بتحريم المسكرات والمخدرات حفاظا على هذا العقل حفاظا على التعقل والتفكر فقال جل وعلا انما الخمر والمنشئ والانصاب والازلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون - 00:53:18
وقال صلى الله عليه وسلم كل مشكل خمر وكل خمر حرام رواه الامام مسلم وهو في صحيح البخاري بنحوه لابد ان ننتبه ان القرآن والسنة شرع شرائع للحفظ لحفظ العقد - 00:53:48
اذا كان الكامل امره كذلك فمعنى هذا انه منوط به التكليف فاذا كان منوطا به التكليف فينبغي ان نجعله قائدنا ورائدنا للوصول الى الوحي وليس اكثر من ذلك فالعقل شمعة - 00:54:12
في قلب الانسان يضيء له الدرب ليوصله الى مكان مضيء كضوء الشمس واعظم فبالله عليكم هل عاقل يبقي الشمعة بعد ما يصل الى ضوء الشمس الجواب لا فالعقل اضاءته كاظاءة شعلة الشمعة - 00:54:41
والقرآن والسنة اضاءتهما في العلم كيظات الشمس واعظم كما قال جل وعلا وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا به من نشاء من عبادنا - 00:55:12
فاذا من يرى اعمال العقل ويجعله قانونا يقاس به. ويؤخذ به وكل ما خالفه من نص فاما ان يرد او يؤول هذا حال المناطق بحال من وافقهم في تقديس العقل - 00:55:32
هو ليس لهؤلاء ميزان مستقيم يرجع اليه لا في تحديد العقل ولا في اه ما يكون مناطا للقبول والرد فلا ينبغي للانسان ان يقول قولا مرسلا فينبغي ان نحذر ممن يقول كل ما يخالف العقل فهو اما مردود او مؤول - 00:55:49
طيب نسأل السؤال انت تقول هذا الكلام المرسل عقل من عقل الصحابة رضي الله عنهم انعم واكرم على راسي فهم قبلوا كل النصوص وما قالوا في النص شيء يخالف عقولنا - 00:56:16
او بعقل الكافر واليهودي والنصراني الذي رد النصوص كلها او بعقل المعتزل او بعقل الملحد ولهذا جعل القرآن العقل حاكما على القرآن والسنة كمن كمن يجعل شعلة الشمس حاكما على نور شعلة الشمعة حاكما على نور الشمس - 00:56:35
بل والله اضن ان الله سبحانه وتعالى حذرنا من تعطيل العقل بالتقليد وذمة تقليد وامر بالتفكر والتدبر كل هذا لا لاجل ان نجعل العقل فوق النقل وانما ان نجعل العقل الة نفكر بها - 00:57:06
في النقل ولا نخرج عن مراد النقل ولا نضاد العقل بالنقل لماذا لان الذي خلق العقل هو الله والذي انزل الوحي هو الله فلا يمكن ان يكون بين خالق العقل - 00:57:32
ها بين الذي خلق العقل والذي انزل الوحي ان يكون بينهما تضاد واقع الامر وانما يكون من المستخدم لهذه الالة ولنضرب مثلا حينما يصنع اليابان شيئا او الغرب يصنعون شيئا يرسلون مع المصنوع - 00:57:54
كتابا هذا الكتاب لا يمكن ان يكون فيه شيء يكون سببا في تعطيل الالة التي معه الكتاب اذا كان البشر ليسوا بهذه السذاجة بل من حكمتهم انهم يجهلون مع الاتهم المصنوعة كتبا مطوية فيها ما ينفع الالة - 00:58:16
ويديمها ويبقيها وفيها كيفية استخدامها فكيف بي خالق العقل الحكيم الذي انزل الوحي المبين لا يمكن ان يكون هناك تعاون لهذا ينبغي ان نحذر لا نكون معظمين مقدسين للعقل فوق الناقل - 00:58:40
ولا نكون ذا ميم جامدين مقلدة لا نكون كمن قال الله فيهم اذا قيل لهم اتبعوا ما انزل الله قالوا بل نتبع ما الفينا عليه اباءنا او لو كان اباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون - 00:59:04
ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع الا دعاء ونداء. صم بكم عمي فهم لا يعقلون لا نكون كهؤلاء ولا نكون من مقدسين للعقل التقديس للنصوص لان العقل كما ذكرت الة - 00:59:22
بحسب مستخدمها يخطئ ويغلط اما الوحي المنزل من الله لا يمكن ان يقع فيه الغلط فان قال الغلط يرد من الناقلين يقول هذا يصح لو كان الناقلون غير اثباته. اما وقد ثبت الحديث فلا يرد هذا الكلام - 00:59:45
وهنا ننتبه لا يجوز رد النصوص الشرعية لمجرد الاحتمالات العقلية الشريعة جاءت بوظع مكانة مناسبة للعقل بين جمود الجامدين وتقديس المقدسين قال صلى الله عليه وسلم لا تكونوا امعة تقولون ان احسن الناس احسنا - 01:00:11
وان ظلموا ظلمنا ولكن وطنوا انفسكم ان احسن الناس ان تحسنوا وان اساءوا فلا تظلموا رواه الترمذي عن حذيفة رضي الله عنه مرفوعا وقال حسن غريب وجاء عن عبد الله ابن مسعود موقوفا - 01:00:38
ائتوا الامر من تدبر ولا يكونن احدكم امعة قالوا وما الامعة قال الذي يجري بكل ريح رواه ابو داوود في الزهد وعند الطبراني في الكبير بلفظ لا يكون احدكم امعة - 01:00:56
قالوا وما الامعة يا ابا عبدالرحمن؟ قال يقول انما انا مع الناس ان اهتدوا اهتديتوا وان ظلوا ظللت الا لا ليوطن ليوطنن احدكم نفسه على ان كفر الناس ان لا يكفروا - 01:01:13
وقال اسحاق بن راهوي رحمه الله في معنى قوله لا يكون احدكم امعة قال ان ظن الناس ظللت وان اهتدوا اهتديت فالامعة من لا رأي له ولا عزم ولا حول ولا طول - 01:01:33
بل يقول ما يحكي له ما يحكى له كما تقول البغبغاء فلا رأي له يرجع اليه ولذلك ينبغي ان نحذر ان نحذر من الغاء العقل بالكلية ومن تقديس العقل بالكلية - 01:01:48
فمن الغى عقله بالكلية يسير خلف الناس حتى يدخل جحر الظب كما قال صلى الله عليه وسلم لتتبعن سنن الذين من قبلكم شبرا بشبر وذراع بذراع حتى لو دخلوا في جحر ضب - 01:02:08
لاتبعتموهم. قلنا يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال فمن رواه الامام مسلم اختموا ايها الاخوة بهذا القدر الذي يسأل الله جل وعلا ان ينفع به وان هذه الشريعة القائمة على العدل - 01:02:26
وضعت العقل في النصاب الصحيح له. فامر بالتفكر في النص لا وراءه وامره بالتفكر في فهم النص لا في مضادته وامره باستخدام العقل لا بتعطيله وامره بمعرفة قدرات العقل لا بتقديسه - 01:02:47
ومن هنا ندرك ان القرآن والسنة جعلا للعقل عملا وهو التكليف والتفكر فيه والتدبر والنظر والتأمل بحيث يعقل ويدرك صاحب العقل مصالح دنياه ويتأمل في مصالح اخرته ويفهم به كلام ربه تبارك وتعالى - 01:03:10
فلا يهمله يهمله بالكلية ولا يقدسه بالكلية ولا يلغيه تماما ولا يلهيه تماما بل عليه بالعدل في استخدامه فيعرف مكان استعماله ويدرك مجال اعماله وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 01:03:35
وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين سبحانك اللهم وبحمدك نشهد ان لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك - 01:03:55
Transcription
الحمد لله الرحيم الرحمن احمده سبحانه المتكلم بالقرآن واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له قالق الانس والجان وعقولهم واشهد ان محمدا عبده ورسوله الناطق بالصدق الصادع بالحق - 00:00:00
صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه الذين عرفوا عظمة الوحيين ورفعوهما المنزلة اللائقة بهما وخصوهما بمزيد عناية وجليل عمل وجعلوا عقولهم تابعة للوحيين وبعد واحيي الاخوة والاخوات طلاب وطالبات العلم - 00:00:25
في هذه المحاضرة التي قام عليها الاخوة في فريق الربانيون جزاهم الله خيرا وهي بعنوان القرآن والسنة منزلتهما وخصائصهما وعلاقة العقل بهما و لا شك ان الحديث انما هو عن اعظم كلم موجود في الوجود - 00:00:54
وهو كلم رب العالمين جل في علاه وكلام سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم وحتى لا يتشتت بنا الحديث ولا نخرج عن الموضوع الحثيث فاني جعلت هذه المحاضرة في مطالب - 00:01:29
على النحو الاتي المطلب الاول في تعريف القرآن والسنة اقول ما من مسلم الا وهو يعرف القرآن والسنة تعريفا اجماليا او اشاريا او مثاليا وهذا هو المهم في التعاريف لا سيما للعامة - 00:01:53
واما تعريف القرآن تعريفا دقيقا يميزه عن غيره في تصور الذهن بعد وقوع تميزه عن غيره في واقع العرف العام فهو كلام الله المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم - 00:02:24
المتعبد بتلاوته الموجود بين الدفتين من الفاتحة الى الناس ونخلص من هذا التعريف المشتمل على الحد والنوع والجنس وعلى الاشارة انه كلام الله عز وجل مضاف اليه جل في علاه - 00:02:49
وبهذا يفضل كل كلام في الوجود كما قال خبيب وروي عن ابي سعيد مرفوعا وموقوفا وفضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على سائر خلقه وهو منزل فليس من وضع البشر - 00:03:20
ولهذا توعد الله تعالى من قال انه من كلام البشر بسقر لما قال فيلسوف قريش ان هذا الا قول البشر قال الله توصليه سقر اي على مقالته الشنيعة هذه وكونه منزل على محمد صلى الله عليه وسلم - 00:03:47
فيه دلالة على عظم من نزل منه وهو الله تبارك وتعالى وشرف من نزل اليه وهو محمد صلى الله عليه وسلم واذا كان الكلام بين عظيم وشريف فلا بد وان يكون عظيما شريفا كريما - 00:04:16
وكونه موجودا متعبدا به خرجت الاحاديث القدسية فانها من كلام الله جل وعلا ولا تصح القراءة بها في الصلاة مكان القرآن وكون القرآن موجودا بين الدفتين منقولا بالتواتر محفوظا في الصدور - 00:04:43
مضبوطا في السطور على مر العصور والدهور فهذا ادل دليل على تحقق وعد الله تعالى الذي قال ان علينا جمعه وقرآنه فاذا قرأناه فاتبع قرآنه فجمعه في صدور الحفاظ وفي سطور الكاغذ - 00:05:10
وانه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد وقال مبينا ظمان حفظه بنفسه ولم يوكله الى احد من خلقه انا نحن نزلنا الذكر - 00:05:40
وانا له لحافظون واما السنة ففي عرف المحدثين وهم اهل الاختصاص والفن واهل الشأن فانهم عرفوها بقولهم هي اقوال رسول الله صلى الله عليه وسلم وافعاله وتقريراته المنقولة الينا بطريق صحيح - 00:06:01
ورسول الله صلى الله عليه وسلم رسول يبلغ ما كلف به من الرسالة فلا يتكلم من نفسه كما قال تعالى والنجم اذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى - 00:06:35
ان هو الا وحي يوحى علمه شديد القوى فهو نبي يخبر بما انبئ به جليا كان الوحي كالقرآن او خفيا القي فروعه معناه فعبر هو عنه بلفظه ومبناه وقد قال عبد الله بن عمرو بن العاص - 00:06:59
رضي الله عنهما قلت يا رسول الله اكتب عنك ما سمعت قال نعم قلت في الغضب والرضا قال نعم فانه لا ينبغي لي ان اقول في ذلك الا حقا وهذا لفظ ابن خزيمة في صحيحه - 00:07:26
وفيه دلالة ان ابن عمر بدأ الكتابة بعد الاذن لكن هذا الاذن لم يطلع عليه قريش فاعترضوا على عبد الله ابن عمرو ابن العاص كما عند ابي داود في سننه - 00:07:47
قال كنت اكتب كل شيء اسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم اريد حفظه يعني بعد الاذن فنهتني قريش وقالوا وتكتب كل شيء اسمعه ورسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:08:01
بشر يتكلم في الغضب والرضا فامسكت عن الكتاب فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم عوم باصبعه الى فيه فقال اكتب فوالذي نفسي بيده ما يخرج منه الا حقا - 00:08:19
والقرآن هو السنة والقرآن والسنة كلاهما محفوظان بحفظ الله تعالى والقرآن سطر وصدر واصل الدين وهو كلام الله عز وجل والسنة شارحة ومبينة وموضحة ومعناه من الله فلا احد يقدر ان يزيد شيئا على كلام الله تعالى الا فضح - 00:08:43
وكشف ستره ولا احد يستطيع ان يزيد حرفا من القرآن قصدا او بغير قصد الا بين كذلك من افترى على رسول الله صلى الله عليه وسلم كشفه الله وبين خطأه وكذبه على السنة جهابذة العلماء - 00:09:18
فلو اخطأ احد الحفاظ في القرآن لرد عليه الصبيان في مساجد المسلمين ولو اخطأ احد في الحديث لرد عليه الجهابذة من علماء السنة فهذا وهذا محفوظ وذلك اقامة للحجة على الخلق - 00:09:41
فلو حفظت السنة دون القرآن لقال القائل من اين دليل هذه الكلمة الشارحة تشرح اي نص اي عبارة ولو حفظ الاصل وهو القرآن ولم تحفظ السنة لقال متقول في القرآن بما يشاء - 00:10:03
فاقامة للحجة وقطعا للاعذار حفظ الملك الغفار جل جلاله وهو العزيز القهار الوحيين. قال الله تعالى وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم ولعلهم يتفكرون والذكر هنا السنة والله قال انا نحن نزلنا الذكر - 00:10:31
وانا له لحافظون وبهذا يتبين لنا عظم وعظيم منزلة القرآن والسنة واجلي هذا المعنى في المطلب الذي بعده في بيان منزلة القرآن والسنة ان العقيدة السلفية نابعة من الكتاب والسنة النبوية - 00:10:59
ولما كان المعتقد نابعا من القرآن الكريم وما جاء في سنة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم عرف اصحابها عظمة كلام الله عز وجل على كلام من سواه كيف وفظل القول يكون بفظل قائله - 00:11:25
كما ان فضل الصفة يتبين بفضل الموصوف به ويعتقد السلف الصالح بان فظل القرآن عظيم وان كلام الله عز وجل لا يماثله كلام ولهذا قدموه قولا وعملا واحتجاجا وتعبدا وفظائل القرآن والسنة - 00:11:46
ومنزلتهما من جهات متعددة والادلة الدالة على فضل القرآن الكريم وفضل السنة النبوية كثيرة جدا قال الله تعالى قل ان الهدى هدى الله ان يؤتى احد مثل ما اوتيتم او يحاجوكم عند ربكم - 00:12:13
قل ان الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم فسمى الله ما اوتينا من القرآن والسنة هدى الله وسماه فظل وسماه فظل وقال سبحانه ولقد اتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم - 00:12:38
ولا يوجد حديث احسن من حديث القرآن والسنة وهذا دليل على منزلتهما فالله جل وعلا بين ان وحي احسن الحديث فدل على انه احسن من سائر الاحاديث المنزلة من عند الله - 00:13:02
فضلا عن غير المنزلة ولهذا قال صلى الله عليه وسلم ان مثل ما بعثني الله به عز وجل من الهدى والعلم كمثل غيث اصاب ارضا فكانت منها طائفة طيبة قبلت الماء فانبتت الكلع - 00:13:25
والعشب الكثير وكان منها جاذب وامسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا منها وسقوا ورعوا واصاب طائفة منها اخرى انما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلا فذلك مثل من فقوى في دين الله - 00:13:50
ونفعه بما بعثني الله به فعلم وعلم ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي ارسلت به متفق عليه ولا نهاية لفضائل الوحي بل هي فضائل تترة - 00:14:10
لا نهاية لها عدا وحصرا ومن ذلك ما جعله الله تعالى لهما من الخصائص وهذا ما ابينه في المطلب الاتي فان قال قائل ما خصائص القرآن والسنة؟ فنقول ان للقرآن والسنة - 00:14:29
خصائصه من حيث الافراد وخصائصه من حيث الاشتراك وهنا بما ان الحديث عن خصائص القرآن والسنة فاقتصر عن الخصائص التي نعتقد انها مشتركة بين القرآن والسنة مع انتقادنا فظلهما من جهة - 00:14:52
وعلو مكانتهما من جهة اخرى ورفعة درجتهما من جهة ثالثة وهذه الخصائص اريدها على سبيل الاختصار حتى لا يطول بنا المقام الخصيصة الاولى انهما وحيان ومنزلان فالقرآن وحي منزل متلو - 00:15:17
والسنة وحي منزل معنى وهو كلام النبي صلى الله عليه وسلم وقد سبق ذكر الدليل على ان القرآن كلام الله وان السنة كلام النبي صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى - 00:15:43
ان هو الا وحي يوحى الخصيصة الثانية انهما محفوظان عن الغلط واللغط ففيهما ما هو حق صدق في الاخبار وعدل في الاحكام لا يمكن لاحد ان يزيد فيهما فلا ينتبهوا لذلك المسلمون - 00:16:00
ولا يمكن لاحد ان ينقص منهما شيء فلا ينتبه لذلك المسلمون فالحمد لله الذي جعل في الامة حفاظا للقرآن والسنة حفظ الله بهم القرآن والسنة صدرا وسطرا بل لو زاد احد على ما في صحيح البخاري - 00:16:26
لعرف الجهابذة انها زيادة غير موجودة في اصل صحيح البخاري بل انهم يبينون الفروق بين الروايات التي رويت عن البخاري من الزيادات في حرف فضلا عن حديث الخصيصة الثالثة ان الله جل وعلا يسر حفظهما - 00:16:55
فقال جل في علاه في حفظ القرآن ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر؟ وقال ان علينا جمعه وقرآنه وقال النبي صلى الله عليه وسلم في حفظ السنة نظر الله امرأ - 00:17:26
سمع منا حديثه فوعاه فاداه كما سمع فرب مبلغ اوعى من سامع فقد حفظ الله عز وجل القرآن والسنة حيث جعل الالاف المؤلفة من البشر يحفظون القرآن فلما شخص حفظ شيئا - 00:17:44
ولم ولن يستطيع احد ان يأتي بشيء حفظ مثل حفظ القرآن والسنة ولم يحفظ شيء كثرة واتقانا على وجه الارض مثل القرآن والسنة في كل عصر وفي كل مصر ولله الحمد والمنة - 00:18:10
الخصيصة الرابعة اتصال سندهما فما من قارئ الا وعنده سند متصل بالقرآن الى النبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل عن رب العزة جل جلاله وعظم سلطانه وما من محدث - 00:18:33
الا وعنده سند متصل الى النبي الكريم صلى الله عليه واله وسلم وهذه ليست موجودة في اي علم من علوم الدنيا المنزلة مثل الطب فالناس ينقلون طبا اه ارسطو وابو قراط باسانيد منقطعة - 00:18:54
وينقلون الهندسة والجبر من اه الكندي وغيره باسانيد منقطعة وبل ان اهل الكتاب ينقلون توراتهم واناجيلهم باسانيد منقطع فهذه خصيصة عظيمة تدلنا على عظمة مكانة القرآن والسنة الخصيصة الخامسة ان الله جل وعلا تحدى الانس والجان - 00:19:18
على الاتيان بمثل القرآن سواء من قبل الافراد او الجماعات او الهيئات او الاجناس حتى قال جل في علاه قل لئن اجتمعت الانس يعني جنسا كله والجن على ان يأتوا بمثل هذا القرآن - 00:19:49
لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرة ولقد صرفنا للناس في هذا القرآن من كل مثل فابى اكثر الناس الا كفورا بل من اهل العلم من قال لو اجتمعت الهيئات - 00:20:12
واجتمعت المؤسسات على ان يأتوا بمثل كلام النبي صلى الله عليه وسلم لا يقدرون لماذا لا يقدرون ان يأتوا بمثل كلام النبي صلى الله عليه وسلم معنى لان المعنى منزل من الله - 00:20:29
ربما تجري المجاراة في بعض المباني لكن لا يقدرون على الاتيان بالمعاني من حيث التشريع من حيث البيان من حيث التوضيح من حيث جوامع الكلم وحيثيات اخرى كثيرة حتى اني - 00:20:47
رأيت بعض المنصفين من الغرب لما اسلموا قيل له لماذا اسلمت قال لان النبي صلى الله عليه وسلم كالشمس حياته واضحة ليله ونهاره في حال الافراد ومع الجماعات في حال الجوع وفي حال الشبع - 00:21:08
في حالة ضعف في حال القوة في مكة في المدينة في الغزوات كل حياته جلية واضحة من الالف الى الياء ولم اجد ذلك لاحد من الخليقة على جل بسيطة فهذه والله - 00:21:30
وبالله وتالله اية على صدق نبوته صلى الله عليه وسلم الخصيصة السادسة فيهما الغنية والكفاية فيهما الغنة هو الكفاح قال الله تعالى في اية المائدة حتى لا نحتاج الى موائد الشرق والغرب - 00:21:51
اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا وجاء في حديث ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من الانبياء نبي - 00:22:15
الا اعطي من الايات ما مثله اومن او امن عليه البشر وانما كان الذي اوتيت وحيا اوحاه الله اليه فارجو اني اكثرهم تابعا يوم القيامة متفق عليه فكلما مات نبي - 00:22:34
او رفع كموسى عليه السلام الذي مات فماتت ايته العصا او رفع كعيسى عليه السلام والا فلا يستطيع احد من اليهود او النصارى ان يقول هذه اية نبينا تأملوها بخلاف امة الاسلام - 00:22:56
فان النبي صلى الله عليه وسلم مات لكن ايته نمسكه ونقرأها ونتلوها وندفعها الى المنصفين ليتأملوا هذه الاية العظيمة وان لم يكونوا من اهل لغتها تأملوا ما فيها من المعاني - 00:23:21
فلو ان كانوا منصفين يعلمون انه لا يمكن لبشر ان يقول يا نوح يا ادم يا ابراهيم ان كانوا منصفين يعلمون انه لا يمكن لبشر ان يقول عن البحار ظلمات بعظها فوق بعظ اذا اخرج يده لم يكد يراها - 00:23:41
الى اخر ذلك من الادلة والبراهين الساطعة في الكتاب والسنة حيث فيهما الغنية والكفاية فاي حكم يطرح على المسلمين لا يتأملون في القرآن والسنة الا ويجدون فيهما الحكم كما قال ابن عباس حبر الامة - 00:24:02
كل شيء في القرآن ولكن قصرت عنه الافهام ذكره الامام الشافعي رحمه الله ونبه على هذه المسألة تبيانا لكل شيء لكل شيء نحتاج اليه سواء في حكم متعلق باخرتنا او حكم متعلق بديننا ودنيانا - 00:24:26
اما ما لا تعلق له ديننا فهذه ليست من خصائص احاديث القرآن الخصيصة السابعة صلاحيتهما لكل زمان ومكان ولكل عرف ولكل جنس بشري او جني قال الله تعالى يا ايها الناس قد جاءكم الرسول بالحق من ربكم - 00:24:55
فامنوا خيرا لكم عندما نتأمل في التوراة والانجيل نجد انها تتحدث التوراة عن واقعة جنس معين من البشر لا يصلح لغيرهم وهم اليهود مثلا وعندما نتأمل في الانجيل نجد انه يتحدث عن احكام معينة لزمن معين لا تصلح - 00:25:22
لهذه الازمنة ثم عندما نتأمل في الاحكام الوضعية للبشر نجدهم يضعون هيئات اعداد كبيرة من المتخصصين والدكاترة وليسوا اميين يضعون قوانين ثم يغيرونها كلها قرون او قرن او كل عقد وعقدين - 00:25:53
الباباوات مثلا يغيرون احكام كانوا يقولون ان ايدي اليهود متلطخة بدم عيسى كما يزعمون ثم هاؤم اليوم نفس الباباوات في زمان اخر اذا بهم يبرأون اليهود من دم عيسى عليه السلام - 00:26:20
اما القرآن احكامه واحكام السنة عامة الخطاب فيه عام والحكم فيه عم وما كان بحاجة الى خاص تجد فيه الحكم الخاص صلاحيتهما مبينة جلية واضحة لكل منصف فيهما من ما يسمى - 00:26:40
القوالب العامة التي لا يحس فيها العاقل بشيء من الضيق الخصيصة الثامنة ان القرآن والسنة اخر الوحي المنزل فلا وحي منزل بعدهما كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لا نبي بعدي - 00:27:11
ومعنى لا نبي بعدي اي لا يوجد وحي اذا كان لا نبي فمن باب اولى انه لا رسول قد قال جل وعلا ما كان محمد ابا احد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين - 00:27:34
فان قال قائل فان عيسى عليه السلام ينزل كما الاشارة الى ذلك في القرآن وانه لعلم للساعة فلا تمترن بها واتبعون وكما جاء في متواتر السنة فالجواب انه ينزل يحكم - 00:27:50
بما في الكتاب والسنة لا بوحي جديد ولا بشرع جديد الخصيصة التاسعة بلاغتهما وفصاحتهما وبديع نظمهما وصدق اخبارهما وعدل احكامهما هذه مسألة واضحة في القرآن بل هي واضحة في السنة لمن اوتي انصافا - 00:28:10
فان جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم معجزة للبلغاء والفصحاء وليتأمل المنصف ان كان في عقله ذرة انصاف كيف هذا النبي الامي الذي عاش اربعين سنة في مكة لم يجلس عند احد ليتعلم - 00:28:40
يتيم لم يعلمه ابوه ولا امه يتيم الابوين ومات عنه جده ونشأ عند عمه الذي كان مشغولا باولاده وصار هو مشغولا من صغره بكسب يغنيه عن عمه فكان يرعى الغنم - 00:29:04
على قراريط لقريش لم يتعلم يرى ان قريشا عندهم مسابقات شعرية ومسابقات خطابية وجوائز وهو يرى في نفسه انه لا يملك هذه القوة فلم يعلم عنه انه قال شعرا قبل نبوته - 00:29:26
ولم يعلم انه قال خطبة قبل نبوته ولهذا قال الله جل وعلا عنه ان امرني اياه ان يقول لقد لبثت فيكم عمرا من قبله. افلا تعقلون ونحن اليوم احدنا يدرس - 00:29:51
الابتدائية ثم المتوسطة ثم الثانوية ثم الجامعة ثم الماجستير ثم الدكتوراة ثم يطلب منه ان يلقي يتكلم في قضية معينة يتلعثم لسانه ويمسك بنانه ولا يتسع خطه للموضوع وربما يضيع اين الدراسة هذه كلها - 00:30:12
فلو قارنا ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم مع ما يقوله الاطباؤه الدكاترة في الطب لوجدنا كلام النبي صلى الله عليه وسلم ادق واسد فكيف في مسائل التشريع والحكم - 00:30:38
الخصيصة العاشرة وهذه خصيصة حسية شعورية يشعر بها من خلى ذهنه صافيا ووالله لو كان كافرا لو لو كان كافرا ووجد فسحة فسمع القرآن او سمع السنة لا احس بهذه الخصيصة وهي - 00:30:55
لا تملهما الاسماع ولا تشبع منهما النفوس فالمسلم يقرأ القرآن المرة بعد المرة الختمة بعد الختمة حتى اني وقفت على احد اهل العلم انه قال اني ختمت القرآن اربعين اربعين الف ختمة - 00:31:25
ومعنى هذا لو تأملنا انه يعني كان يختم كل يوم وليلة ختمة ها ربما يكون هذا يعني مبالغا فيه لكن لو تأملنا انه يقرأ قل هو الله احد ثلاث مرات - 00:31:52
وهذا يسمى ختم للقرآن فيصل الى هذا العدد لو كان الانسان يختم القرآن كل ثلاثة ايام واخر كل سبعة ايام واخر كل اربعين يوما ثم سألنا هؤلاء الا تشبعون من القرآن - 00:32:15
سيقولون لنا والله لو طهرت نفوسكم لما مللتم من القرآن ابدا واحدنا يسمع احاديث النبي صلى الله عليه وسلم مثل ما في صحيح البخاري او صحيح مسلم المرة ثم يشتاق الى سماع الاحاديث - 00:32:38
المرة الاخرى والمرة الثالثة والرابعة ولا يمل ابدا القرآن والسنة من خصائصهما لا تملهما اسمع ولا تشبع منهما النفوس ولا يخلق بكثرة الترداد وتقبلهما العقول السليمة وتشتاق لسماعهما العقول المؤمنة - 00:33:00
وبعد ذكر هذه الخصائص العشر المشتركة انتقل الى مسألة اخرى وهي من المطالب لهذه المحاضرة وهو المطلب الاخير علاقة العقل بالقرآن والسنة اولا لابد ان ندرك ان الناس في العقل - 00:33:28
ثلاثة اصناف اذا علمنا ان الناس في العقل ثلاثة اصناف ننظر نظرة القرآن والسنة الى العقل بعد ذلك فعامة البشرية نظرته من العقل نظرة دونية يستخدمون العقل للمنافع الدنيوية فحسب - 00:33:50
ولا يتأملون ولا يتفكرون بل ويتجمدون ويقلدون. وهذا حال عامة عامة الخلق ولذلك سموا بالعامة ولهذا كان من اهل العلم من يقول العوام كالهواء وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم الناس كابل مائة - 00:34:15
لا تجاد تكاد تجد فيها الا راحلة واحدة يعني الناس تسعة وتسعين منهم من لا يستخدم عقله كيفما كان الناس كان معهم كيف ما كان ابوه همة كان كذلك ولهذا نجد واقعيا - 00:34:39
كثير من الناس يقلد صنعة ابيه يقلد لبسة ابيه قلد باش شتى ابيه يقلد صنعة قومه يقلد لبسة قوم الى اخر ذلك فهذه مسألة واضحة جلية لا تحتاج الى نقاش - 00:34:58
وبايزاء هؤلاء المقلدة الذين عطلوا عقولهم اناس مجدوا العقول وعظموا العقول ورفعوا العقول فوق كل شيء وهذا هو حال المناطق والفلاسفة قديما وحديثا فعندهم الحق ما يراه عقله بغض النظر عن درجة عقله - 00:35:17
الحق عنده ما يراه عقله بغض النظر عن مدى قدرة عقله مدى استيعاب عقله وهذا يدرك اي عاقل انه من الخطأ البين لان جعل العقل هو الكل في الكل معناه - 00:35:45
ان الناس متفاوتون في العقول متنافرون في الفهوم حينئذ لا يمكنهم ان يجتمعوا ولا يمكنهم ان يتفقوا على شيء فهؤلاء الفلاسفة من اشد الناس اختلافا تجد احدهم يحكي اجماعا ويدعي انه اجماع عقلي - 00:36:10
واخر يدعي اجماعا يناقض اجماع الاول. مثل قول بعضهم والاجماع على ان المادة جوهر فرد والاخر يقول والاجماع على ان المادة ليست جوهرا فردا بل هي تتجزأ الى اجزاء لا نهاية لها - 00:36:34
وعند تأمل تجد ان الاجماعين باطلان وان الاجماعين لا اساس لهما في الواقع لكن المنصفون من البشر فضلا عن المؤمنين يرون ان العقل له مجال محدد يمكن استخدامه في التجارب - 00:37:02
يمكن استخدامه في القياسات لمعرفة الامور فقاسوا المسافات المشاهدة المجربة وقاسوا بها المسافات المشاهدة غير الممكنة التجربة. مثلا فهم استخدموا العقول استخداما صحيحا ثم وضعوا لهذه العقول التي لها حدود وضعوا لها قيود - 00:37:31
فقالوا ما جاوز حد العقل لم يجز الخوض فيه لان العقل كما سيأتي تعريف الة والالات لها حدود ولذلك هذا هو قول اتباع الرسل قديما وحديثا انهم لا يلغون العقل الغاء كالمقلدة - 00:38:03
وعمت الخلق ولا يقدسون العقل كالمناطق والفلاسف وانما يستخدمون عقولهم استخداما بتجارب دنياهم كليا ويستخدمون عقولهم في درجة معينة لا يخوضون فيها الغيبيات وما وراء العالم لانهم يعلمون ان هذا العقل - 00:38:29
اعلى اذا تبين لنا هذا وتبين لنا انصاف الناس في العقل فلننظر الان في علاقة العقل بالقرآن والسنة والقرآن وكذا السنة النبوية فيهما اشارات الى العقل وبيان لمكانته وذلك بالحث على التأمل والنظر - 00:38:54
والتدبر والتفكر ونجد ان الشريعة الغر جعل العقل مناطا للتكليف وفي القرآن والسنة التشنيع على التقليد والمقلدة ومحاربة كل ما من شأنه ان يؤدي الى هضم العقل بالغاء دوره كلية - 00:39:22
او بالغاء دوره جزئيته بالغاء دوره كليا او جزئيا سواء عن طريق ادخاله في امور ليست من وظيفته كالشعوذة والخرافات والاساطير او ادخاله في الغيبيات التي لا مدرك لها والعقل - 00:39:43
في القرآن رغم مكانته يظل محدودا فهناك العديد من المخلوقات التي لا يستطيع العقل كشف كنهيها وحقيقتها فالعقل مثلا عاجز عن ادراك كنهي روحي التي بين جنبي بين جنبي الانسان - 00:40:06
العقل عاجز عن ادراك كيفية نشأ المادة الاولى وهي التي تسمى بالمادة المفردة سواء الرطوبة او كانت اليبوسة كانت الحرارة او كان الماء او كان الطين او كان النار ايا كان - 00:40:32
فالعقل وان ادرك بعض ظواهر الاشياء فانه لا يصل الى اغوار كل شيء واعماق كل شيء وهذا ما نبه عليه القرآن بقوله يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الاخرة - 00:41:00
هم غافلون فان قال قائل ما معنى العقل الذي جعل الامر بالتفكر واستخدامه والتعقل تبجيل التفكر والتدبر فيه فنقول العقل اصح ما قيل فيه انه من غرائز النفس او قوة من قواها - 00:41:16
تمكنها من ادراك المعاني والحقائق فهي متعلقة بصفة من صفات الانسان وهي الة فيه ولهذا لا يمكنه ان يكون ادراكه مطلقا مهما بذل صاحبه كاي صفة فيه لا يمكنه ان يكون فيها موصوفا على الاطلاق - 00:41:46
ولا مدركا لها على العموم مثلا البصر الة والعين الة الابصار والدماغ قالت التعقل او القلب الة التعقل او بينهما علاقة بالتعقل ايا كان العين الة البصر محدود العقل الة الادراك - 00:42:12
محدود ولهذا لما اه يتأمل الانسان يجد ان في القرآن والسنة الدعوة الى التعقل والتدبر الدعوة للنظر والتفكر لكن لا نجد في القرآن ذكر للعقل مسمى بصيغة الاسمية العقل وجل ما ورد - 00:42:37
فيه ما في صيغة الفعل عقل يعقل نعقل في الماضي وفي المضارع ولهذا قد يكون الدماغ موجودا والانسان لا يستطيع ان يعقل ويسمى مجنونا وعندما ينظر الاطباء ويفحصونه يقولون الته موجودة - 00:43:09
كبعض الناس عنده العين ولا يستطيع الابصار فالذي ذكر في القرآن ومدح في القرآن لا مجرد وجود الالة وانما الذي جاء مدحه او ذم وتعطيله هو التفكر استخدامه مثل انسان عنده يد لا يستخدمه في الكسب - 00:43:30
عنده عين لا يستخدمه في الابصار عنده لسان لا يستخدمه في الطلب او التحذير او الامر او النهي ازا الذي جاء في القرآن انه يمدح التفكر والتدبر ويذم من لا يستخدم هذه الالة - 00:43:54
في هذا الباب كذلك جاء في القرآن والسنة الفاظ عديدة مرادفة للعقل مثل الدهب وجاء في القرآن والسنة والحجر والحلم واللب والفؤاد بل والبصيرة وجمعها ابصار وهذا كثير في القرآن الكريم - 00:44:16
وردت مئات المرات وهذا يدلنا على ان للعقل شأنا كبيرا ومقاما عظيما في القرآن وفي السنة خاصة اذا عرفنا ان النص القرآني استوعب كل معاني التفكير الانساني وانه لم يذكر العقل الا في مقام المدح - 00:44:43
والتبجيل والتكبير ولقد حث القرآن الانسان على اعمال عقله ودعاه الى نبذ الجمود والتقليل وبين ان من يغفل نعمة العقل فلا يستخدمها فانه ينزل الى مرتبة دون مرتبة الهوام والحيوان - 00:45:06
ان شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون وفي الاية اشارة ان الصم الذين لا يسمعون فهذا معناه انه عطل الفكر والعقل البكم الذين لا ينطقون عطل العقل - 00:45:31
وهذا فيه دلالة ان العقل الة جمعية وان العين ترى العين ترى ويؤثر ذلك حكما او صورة في العقل والبصر السماع او الاذن تسمع وينطبع في الصورة في العقل شيء - 00:45:54
فمتى ما عطل الانسان النظر والتأمل وعطل السماع والاجتماع فانه يصبح كما قال الله ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والانس لهم قلوب لا لا يفقهون بها. ما استخدموها ولهم اعين لا يبصرون بها وهي مجاري تصب في العقل - 00:46:20
قل هم اذان لا يسمعون بها مجرى اخر يوصل الى العقل اولئك كالانعام بل هم اضل اولئك هم الغافلون واكد سبحانه ان تعطيل العقل مفض بصاحبه الى النار كما قال سبحانه - 00:46:47
في سورة الملك وقالوا لو كنا نسمع او نعقل ما كنا في اصحاب السعير لذلك قال الله جل وعلا مبينا اهمية ومبينا ومحذرا من الذين لا يتفكرون ولا يعقلون ولا دار الاخرة خير للذين اتقوا. افلا تعقلون - 00:47:05
ففي الاية ان استعمال العقول سبيل الى النجاح وسبيلنا الفلاح واختيار الافضل الذي هو من شيم العقلاء واما من اغفلوا عقولهم وعطلوها فلا يقع اختيارهم الا على الادنى هذا مثل - 00:47:34
معروف في الدنيا الانسان اللي يعطل عقله في دنياه يحصل دينارا او درهما الانسان اللي يستخدم عقله مثل التاجر يحصلوا الاف مؤلف فان قال قائل اذا كان جاء الامر بالتعقل والتدبر - 00:47:54
فهذا دليل على فظله نقول نعم هذا دليل على فضل التعقل لا فضل لعقل لانه لا يقال العقل له فضل ما لم يستخدم مثل الذي يأتي ويقول البصر له فضل - 00:48:16
طيب ليس الفظل متعلق بالبصر البصر الة اعطاك الله جل وعلا ان انت استخدمته في الخير كان فظلا وين تستخدمته في الشر كان ذما كذلك العقل ومن هنا قال شيخ الاسلام وابن القيم وغيره - 00:48:33
ومن قبل ابو جعفر العقيلي وابو حاتم البستي وغيرهم قالوا لا يصح في العقل شيء مقصودهم لا يصح في فضل للعقل شيء لا في التعقل والتدبر والتفكر والا فقد قال صلى الله عليه وسلم - 00:48:54
وهو يسوي الصفوف قال ليني منكم اولو الاحلام والنهى وجاء في حديث عائشة رفع القلم عن ثلاث فذكروا عن المجنون حتى يعقل وفي رواية عند الترمذي عن علي وعن المعتوه حتى يعقل - 00:49:15
وهذا فيه دلالة ان التكليف مرفوع عن المجنون حتى يعقل لان العقل هو مناط التكليف والعقل هو القادر على تفهم الوحي الالهي وتدبره والتفكر فيه. فان كان صاحبه عطله فانه يؤاخذ على ذلك - 00:49:38
اما ان كان معطلا اصلا فلا يؤاخذ فلا يؤاخذ لابد ان ننتبه ان التعقل مطلوب التفكر مطلوب والنبي صلى الله عليه وسلم مدح من تعقل حتى قال لابن لبيد الانصاري - 00:49:56
لما قال للنبي صلى الله عليه وسلم اوى اه يذهب العلم عندنا كتاب الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم ثكلتك امك ابن لبيب ما كنت احسبك الا من اعقل اهل المدينة - 00:50:20
فسماه من اعقل اهل المدينة لحفظه للكتاب والسنة لعلمه ثم نبهه وقال لم لم تفكر هذا التفكير؟ اليس اليهود والنصارى عندهم كتاب الله التوراة والانجيل لم ينتفعوا منه بشيء وهذا الحديث رواه الامام احمد - 00:50:37
والحاكم في مستدركه وقال وقد ثبت الحديث بلا ريب وقالت عائشة رضي الله عنها عن سيدة نساء العالمين فاطمة ان كنت لا اظن ان هذه من اعقل نسائنا فلا بد ان ندرك - 00:51:00
ان التعقل مدحه الله جل وعلا فعلاقة القرآن والسنة اننا نقول من القرآن والسنة مدح التعقل والتفكر لا ذات العقل وذم تعطيل التعقل والتفكر ولذلك المتتبع للايات يجد هذا المعنى - 00:51:19
ان الله سبحانه وتعالى يقول وتلك الامثال نضربها للناس وما يعقلها الا العالمون قال العلامة العز ابن عبد السلام رحمه الله والعقل هو مناط التكليف باجماع المسلمين مع ان الشرع قد عدل العقل وقبل شهادته - 00:51:46
واستدل به في مواضع من كتابه كالاستدلال بالانشاء على الاعادة وكقوله تعالى لو كان فيه مارية الا الله لفسدتا وقوله وما كان معه من اله اذا لذهب كل اله بما خلق ولعلى بعضهم على بعض - 00:52:08
وقوله ولم ينظروا في ملكوت السماوات والارض وما خلق الله من شيء فيا خيبة من رد شاهدا قبله الله. واسقط دليلا نصبه الله. انتهى كلامه رحمه الله ومن هنا قال العلماء - 00:52:25
من بلغ مجنونا ثم مات على جنونه كان ناجيا ومن مات من الاطفال دون سن البلوغ فهو ناج من الناجين قال العلامة النووي رحمه الله اجمع من يعتد به من علماء المسلمين - 00:52:44
على ان من مات من اطفال المسلمين فهو من اهل الجنة لانه ليس مكلفا فان قال قائل ففيه خلاف بين العلماء نقول كان في اول الامر ثم استقر الامر على هذا الاجماع - 00:53:00
ومن اجري الحفاظ على التعقل والتفكر جاءت الشريعة السمحاء في الكتاب والسنة بتحريم المسكرات والمخدرات حفاظا على هذا العقل حفاظا على التعقل والتفكر فقال جل وعلا انما الخمر والمنشئ والانصاب والازلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون - 00:53:18
وقال صلى الله عليه وسلم كل مشكل خمر وكل خمر حرام رواه الامام مسلم وهو في صحيح البخاري بنحوه لابد ان ننتبه ان القرآن والسنة شرع شرائع للحفظ لحفظ العقد - 00:53:48
اذا كان الكامل امره كذلك فمعنى هذا انه منوط به التكليف فاذا كان منوطا به التكليف فينبغي ان نجعله قائدنا ورائدنا للوصول الى الوحي وليس اكثر من ذلك فالعقل شمعة - 00:54:12
في قلب الانسان يضيء له الدرب ليوصله الى مكان مضيء كضوء الشمس واعظم فبالله عليكم هل عاقل يبقي الشمعة بعد ما يصل الى ضوء الشمس الجواب لا فالعقل اضاءته كاظاءة شعلة الشمعة - 00:54:41
والقرآن والسنة اضاءتهما في العلم كيظات الشمس واعظم كما قال جل وعلا وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا به من نشاء من عبادنا - 00:55:12
فاذا من يرى اعمال العقل ويجعله قانونا يقاس به. ويؤخذ به وكل ما خالفه من نص فاما ان يرد او يؤول هذا حال المناطق بحال من وافقهم في تقديس العقل - 00:55:32
هو ليس لهؤلاء ميزان مستقيم يرجع اليه لا في تحديد العقل ولا في اه ما يكون مناطا للقبول والرد فلا ينبغي للانسان ان يقول قولا مرسلا فينبغي ان نحذر ممن يقول كل ما يخالف العقل فهو اما مردود او مؤول - 00:55:49
طيب نسأل السؤال انت تقول هذا الكلام المرسل عقل من عقل الصحابة رضي الله عنهم انعم واكرم على راسي فهم قبلوا كل النصوص وما قالوا في النص شيء يخالف عقولنا - 00:56:16
او بعقل الكافر واليهودي والنصراني الذي رد النصوص كلها او بعقل المعتزل او بعقل الملحد ولهذا جعل القرآن العقل حاكما على القرآن والسنة كمن كمن يجعل شعلة الشمس حاكما على نور شعلة الشمعة حاكما على نور الشمس - 00:56:35
بل والله اضن ان الله سبحانه وتعالى حذرنا من تعطيل العقل بالتقليد وذمة تقليد وامر بالتفكر والتدبر كل هذا لا لاجل ان نجعل العقل فوق النقل وانما ان نجعل العقل الة نفكر بها - 00:57:06
في النقل ولا نخرج عن مراد النقل ولا نضاد العقل بالنقل لماذا لان الذي خلق العقل هو الله والذي انزل الوحي هو الله فلا يمكن ان يكون بين خالق العقل - 00:57:32
ها بين الذي خلق العقل والذي انزل الوحي ان يكون بينهما تضاد واقع الامر وانما يكون من المستخدم لهذه الالة ولنضرب مثلا حينما يصنع اليابان شيئا او الغرب يصنعون شيئا يرسلون مع المصنوع - 00:57:54
كتابا هذا الكتاب لا يمكن ان يكون فيه شيء يكون سببا في تعطيل الالة التي معه الكتاب اذا كان البشر ليسوا بهذه السذاجة بل من حكمتهم انهم يجهلون مع الاتهم المصنوعة كتبا مطوية فيها ما ينفع الالة - 00:58:16
ويديمها ويبقيها وفيها كيفية استخدامها فكيف بي خالق العقل الحكيم الذي انزل الوحي المبين لا يمكن ان يكون هناك تعاون لهذا ينبغي ان نحذر لا نكون معظمين مقدسين للعقل فوق الناقل - 00:58:40
ولا نكون ذا ميم جامدين مقلدة لا نكون كمن قال الله فيهم اذا قيل لهم اتبعوا ما انزل الله قالوا بل نتبع ما الفينا عليه اباءنا او لو كان اباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون - 00:59:04
ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع الا دعاء ونداء. صم بكم عمي فهم لا يعقلون لا نكون كهؤلاء ولا نكون من مقدسين للعقل التقديس للنصوص لان العقل كما ذكرت الة - 00:59:22
بحسب مستخدمها يخطئ ويغلط اما الوحي المنزل من الله لا يمكن ان يقع فيه الغلط فان قال الغلط يرد من الناقلين يقول هذا يصح لو كان الناقلون غير اثباته. اما وقد ثبت الحديث فلا يرد هذا الكلام - 00:59:45
وهنا ننتبه لا يجوز رد النصوص الشرعية لمجرد الاحتمالات العقلية الشريعة جاءت بوظع مكانة مناسبة للعقل بين جمود الجامدين وتقديس المقدسين قال صلى الله عليه وسلم لا تكونوا امعة تقولون ان احسن الناس احسنا - 01:00:11
وان ظلموا ظلمنا ولكن وطنوا انفسكم ان احسن الناس ان تحسنوا وان اساءوا فلا تظلموا رواه الترمذي عن حذيفة رضي الله عنه مرفوعا وقال حسن غريب وجاء عن عبد الله ابن مسعود موقوفا - 01:00:38
ائتوا الامر من تدبر ولا يكونن احدكم امعة قالوا وما الامعة قال الذي يجري بكل ريح رواه ابو داوود في الزهد وعند الطبراني في الكبير بلفظ لا يكون احدكم امعة - 01:00:56
قالوا وما الامعة يا ابا عبدالرحمن؟ قال يقول انما انا مع الناس ان اهتدوا اهتديتوا وان ظلوا ظللت الا لا ليوطن ليوطنن احدكم نفسه على ان كفر الناس ان لا يكفروا - 01:01:13
وقال اسحاق بن راهوي رحمه الله في معنى قوله لا يكون احدكم امعة قال ان ظن الناس ظللت وان اهتدوا اهتديت فالامعة من لا رأي له ولا عزم ولا حول ولا طول - 01:01:33
بل يقول ما يحكي له ما يحكى له كما تقول البغبغاء فلا رأي له يرجع اليه ولذلك ينبغي ان نحذر ان نحذر من الغاء العقل بالكلية ومن تقديس العقل بالكلية - 01:01:48
فمن الغى عقله بالكلية يسير خلف الناس حتى يدخل جحر الظب كما قال صلى الله عليه وسلم لتتبعن سنن الذين من قبلكم شبرا بشبر وذراع بذراع حتى لو دخلوا في جحر ضب - 01:02:08
لاتبعتموهم. قلنا يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال فمن رواه الامام مسلم اختموا ايها الاخوة بهذا القدر الذي يسأل الله جل وعلا ان ينفع به وان هذه الشريعة القائمة على العدل - 01:02:26
وضعت العقل في النصاب الصحيح له. فامر بالتفكر في النص لا وراءه وامره بالتفكر في فهم النص لا في مضادته وامره باستخدام العقل لا بتعطيله وامره بمعرفة قدرات العقل لا بتقديسه - 01:02:47
ومن هنا ندرك ان القرآن والسنة جعلا للعقل عملا وهو التكليف والتفكر فيه والتدبر والنظر والتأمل بحيث يعقل ويدرك صاحب العقل مصالح دنياه ويتأمل في مصالح اخرته ويفهم به كلام ربه تبارك وتعالى - 01:03:10
فلا يهمله يهمله بالكلية ولا يقدسه بالكلية ولا يلغيه تماما ولا يلهيه تماما بل عليه بالعدل في استخدامه فيعرف مكان استعماله ويدرك مجال اعماله وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 01:03:35
وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين سبحانك اللهم وبحمدك نشهد ان لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك - 01:03:55