محاضرات

محاضرة بعنوان : (( كيف تُحفِّظ القرآن الكريم بهمّة)) لفضيلة الشيخ د. محمد هشام طاهري

محمد هشام طاهري

ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك - 00:00:00ضَ

واشهد ان محمدا عبده ورسوله. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون. يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة. وخلق منها زوجة - 00:00:20ضَ

لها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء. واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام. ان الله كان عليكم رقيبا يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا. يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم. ومن - 00:00:38ضَ

يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما. اما بعد فان اصدق الحديث كتاب الله. وخير الهدي محمد صلى الله عليه وسلم. وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة - 00:00:58ضَ

وكل ضلالة في النار ايها المشايخ الفضلاء معاشر محفظي القرآن الكريم ومحفظات القرآن الكريم. يسرني في هذا المساء في يوم الاثنين الثالث والعشرين من شهر جمادى الاولى عام ستة واربعين واربع مئة والف من هجرة - 00:01:18ضَ

المصطفى صلى الله عليه وسلم نلتقي معكم في مسجد مركز محمد سالم ابن بخيت واسأل الله عز وجل ان يجعل هذا اللقاء لقاء مباركا. انكم معاشر المشايخ الفضلاء محفظي القرآن الكريم ومحفظات القرآن الكريم. على ثغر عظيم - 00:01:46ضَ

من ثغور الاسلام لا يعرف قدر واهمية هذا الثغر الا من يعرف للدين انتم على اساس متين من بناء الاسلام. وبقاء صلبه وقوته ومكانته فامانة حفظ الدين ملقاة على اعناقكم. وامانة - 00:02:17ضَ

حفظ الدين موكول بكم فان انتم قمتم بهذه الامانة فمن لي بمثلكم عندما نتأمل الصحابة رضوان الله تعالى عليهم نجد ان الخيرية عندهم انما كان حسب حملهم للقرآن. وكانت درجة احدهم تزداد - 00:02:47ضَ

بحسب لما تحمل من الدين. فانتم عند الله عز وجل وعند رسوله صلى الله عليه وسلم وعند الذين يقدرون الدين حق قدره ليس احد افضل منكم ما دمتم تؤدون هذه الامانة. حتى لو ان احدنا - 00:03:25ضَ

تفكر مع نفسه اغلى اوقاتنا نقضيها في بيوت الله عز وجل ومع كتاب الله تبارك وتعالى. ومع لبنات البناء في هذه الامة الذين انهم امل الامة ومستقبلها. فمن سيكون افضل منكم حينئذ - 00:03:56ضَ

لا شك انا واياكم بشر يعترينا ما يعتري البشر. من الملالة والكلالة والامر كما جاء في حديث عبد الله ابن عمرو رضي الله تعالى عنهما مرفوعا لكل عمل شيرا ولكل شرة فترة - 00:04:26ضَ

فمن كانت فترته الى سنتي فقد افلح. ومن كانت الى غير ذلك فقد هلك رواه احمد وابن حبان في صحيحه وغيرهما. ولاجل رفع الملالة والكلالة كانت هذه المحاضرة هي بعنوان كيف نحفظ بهمة - 00:04:51ضَ

لا شك ولا ريب ان الوسائل المعينة التي تعيننا لنصل الى القمة ونحفظ بهم هو العلم وهذا لا ينقصكم ولله الحمد والمنة. ولكن تحتاجون الى التذكير العلم الذي بين جنبيكم - 00:05:21ضَ

وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين. لا بد ان تصرفوا همتكم في حفظ القرآن وفي حفظ السنة. ولنحذر من التلبيسات الشيطانية والتدريسات النفسية التي ربما تهون من شأن عملكم او ترخي - 00:05:52ضَ

من هممكم الإنسان بشر يعتريه ما يعتري البشر يقول هذا ايش يستفيد؟ وربما ان بعضهم ينقل قصة لا تثبت عن ابي حنيفة رحمه الله انه قيل فانني حفظت القرآن. فما عساي ان اكون؟ قال تحفظ الصبيان القرآن - 00:06:25ضَ

قال علم نهايته حفظ او الجلوس مع الصبيان لا خير فيه. هذا لا يمكن ان يصدر من مثل ابي حنيفة النعمان رحمه الله تعالى. لا سيما وقد كان كبار الصحابة. ممن يجلسون - 00:06:52ضَ

ويحفظون القرآن الصغار. والكبار بلا استثناء وانتم تعلمون وتقرأون وتسمعون ان ابا هريرة رضي الله عنه كان يعرض نفسه على في بك وعمر وعثمان وغيره من الصحابة ليحفظ شيئا من القرآن. ثم لما حفظ كان يعرض نفسه لعلهم ان يضيفوه. وغير ذلك من القصة - 00:07:12ضَ

فاذا ايها الاخوة ينبغي علينا ان نحذر فان الانفس الامارة بالسوء داعية الى الدعة داعية الى الخمول. لا يخفى على شريف علمكم اهمية الحفظ في الدين. لو سألكم سائل ما اهمية الحفظ في الدين؟ كلكم ستقولون - 00:07:46ضَ

الدين قائم والعلم قائم والعالم يقوم على اسين. الحفظ بل هو ايات بينات في صدور الذين اوتوا العلم. وليس في جيوبهم ولا في هواتفهم والاستنباط لعلمه الذين يستنبطونه منهم واهميته عظيمة. لا يخفى على شريف علمكم ان من لم يكن او - 00:08:18ضَ

اول طلبه في العلم الحفظ واساس طلبه الحفظ انه قد لبس عليه. ولهذا كان كثير من السلف يأبون ان يجلس احد في حلقتهم ولما يحفظ شيئا من القرآن فكانوا يختبرون تلامذتهم في ايات الاحكام على اقل تقدير - 00:08:56ضَ

وقد روي عن الاوزاعي ابو عمرو عبدالرحمن بن عمرو الاوزاعي امام اهل الشام وقد كان له مذهب واندثر بعد غزو التتار لبلاد المسلمين انه اذا جاءه شاب وجلس في حلقته يطلب الحديث يقول له اي بني - 00:09:29ضَ

حفظت القرآن او شيئا منه. فان قال نعم قال اقرأ من قوله يوصيكم الله في اولادكم لماذا يسأله في ايات المواريث؟ لان اقل ما يلزم في العلم اقل ما يلزم في العلم - 00:09:51ضَ

واقل ما يلزم العالم هو حفظ ايات الاحكام. كما نص عليه جمع من اهل العلم من الحافظ الخطيب البغدادي رحمه الله تعالى فاذا لا يمكن ان يكون ثم علم ولا رسوخ فيه الا - 00:10:11ضَ

اذا كان الطالب قد تخرج من بين يديكم. فانتم من تحت ايديكم يتخرج علماء المستقبل والدعاة والعباد والكتاب والقراء والمثقفون لا يمكن احد ان يكون له بروز ما لم يمر على محفظ القرآن. انكم - 00:10:35ضَ

بتحفيظكم القرآن تجعلون في قلوب الناشئة ما هو محل اعتبار نظر الرب تبارك وتعالى الله لا ينظر الى صوركم جميلة وقبيحة طويلة وعريضة ولا الى اجسامكم ولكن ينظر الى قلوبكم واعمالكم. فحينما تحفظ انت الولد القرآن تجعل في - 00:11:09ضَ

في قلبه ما هو محل نظر الرب تبارك وتعالى؟ فالله جل وعلا ينظر الى قلب عبده ماذا ما فيه من كلامه ماذا حفظ هذا القلب من وصاياه؟ تبارك وتعالى. ماذا وعى من دينه - 00:11:40ضَ

ولكي يحفظ بهمة فاني اذكر امورا ان شاء الله تبارك وتعالى انها تكون من باب وذكر فان الذكر تنفع المؤمن. الامر الاول الاخلاص لله تبارك وتعالى. فاعظم ما يجعل الانسان - 00:12:03ضَ

يحفظ بهمة الاخلاص فان المخلص منور قلبه بعيد عن الزلل والشطب وبقدر الاخلاص يكون الخلاص من نجرات الشياطين ومن وساوس النفس الامارة بالسوء ولهذا كان بعض السلف يقول من رزق الاخلاص تنور قلبه. ايها الاخوة - 00:12:26ضَ

انتم لستم في وظيفة دنيوية نقول والله اديتم الوظيفة وخلاص. لا. هذه وظيفة دينية هذه وظيفة دينية بحتة. لا يتصور فيها لا يتصور فيها الا وجوب وجود الاخلاص. كون المهندس يعلم الطبيب يعلم هذه مهن - 00:13:13ضَ

صحيح اهل الدنيا سموها علم لكن هي في الواقع مه. واكبر دليل على انها مهنة انها يمكن ان تباع وتشترى فهي مهن يمتهنها الناس اما انت انت تحفظ الناس وانت محفظ هذه ليست مهنة دنيوية هذه مهنة دينية. لابد فيها من الاخلاص. لماذا - 00:13:48ضَ

لتفك رقبتك وتخلصها منه. الرياء والسمع والشرك. اذا كان هذا همك الاول تجد الهمة في كل حلقة بل وفي كل لحظة وفي كل دقيقة فانتم لابد ان تنتبهوا الى هذه القضية. المكاسب الدنيوية التي - 00:14:18ضَ

للمحفظين هي تبعية. وليست مقصودة لماذا نقول هي تبعية وليست مقصودة؟ لان عملكم هذا لا يقدر باثمان الدنيا. وانتم تعلمون الحديث الذي الصحيحين لايتين خير من ناقتين كوماوتين. ايتين خير من - 00:14:48ضَ

ناقتين في ذاك الزمن مثل المرسيدس في هذا الزمن يعني اية خير لك من مرسيدس عند الله عز وجل. تعلمها الناس لكن هذا من يفهمه يفهمه من يقدر العلم الشرعي - 00:15:15ضَ

الامر الثاني ايها الاخوة ان نتذكر والله انكم في مقام عظيم. والله انكم لفي مقام عظيم. تذكروا انكم في مقام الانبياء عليهم الصلاة والسلام حينما تجلس في المسجد وتحفظ الناس القرآن. فانت في مقام النبي عليه الصلاة والسلام - 00:15:38ضَ

انت وارث النبي عليه الصلاة والسلام الامر جد خطير هو شرف عظيم من وجه وهو خطير من وجه فاعظم ما يجعل الانسان يحفظ بهمة ان يدرك ان الانبياء عليهم السلام - 00:16:11ضَ

كانوا محفظين. ولم يكونوا يعتمدون على الكتاب فابراهيم عليه السلام كان يحفظ بنيه صحفه. وموسى عليه السلام كذلك. وعيسى عليه السلام كذلك. ومحمد عليه الصلاة والسلام كذلك. كلنا نعلم النبي الامي لم يقرأ ولم يكتب - 00:16:38ضَ

اذا كيف يعلم الناس؟ يعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم من حفظه. صلوات ربي وسلامه عليه يحفظهم يعلمهم فهذا مقام النبوة. فما من نبي الا وحي ولكن ليس كل نبي كتب ولا كل نبي ملك. ولا كل نبي ملك - 00:17:13ضَ

ولا كل نبي طببه ولكن كل نبي علم وحفظ وزكى وربى فهذا المقام عندما يتذكره المحفظ ينشط في الحفظ باذن الله جل وعلا. الامر الثالث ان الخيرية في الامة انما تدرك من طريقكم - 00:17:43ضَ

بوظيفتكم وان هذه الخيرية تتفاوت بحسب الهمة الموجودة عندكم يحفظ امه كابي الدرداء رضي الله عنه. بحسب قراءتي المتواضعة للتاريخ لم اجد انسانا اقرأ الناس مثل ابي الدرداء رضي الله عنه. حتى قيل انه حفظ وعلم - 00:18:19ضَ

واقرأ اكثر من عشرة الاف انسان. يا الله! ما هذه الهمة العجيبة الخيرية في الامة تدرك بوظيفتكم. وقدر هذه الخيرية بقدر همتك كم حصدت مئة شخص عشرة اشخاص يمكن واحد يقول يا اخي هذولا ناس كانوا في زمن السلف الصالح حفظوا عشر - 00:18:50ضَ

عشرة الاف انسان مئة انسان احنا وين احنا في القرن الحادي والعشرين او ما ادري الثاني والعشرين نقول لا يا اخي والله واظن الشيخ غازي يذكر هذا ادركنا شيخنا ابا عبد الله عبيد الله - 00:19:26ضَ

والله ابني عطا الافغاني مقرئ المساجد الثلاثة. وقد حدثني بنفسه ان الذين قرأوا القرآن عنده اكثر من عشرة الاف انسان. الذين قرأوا القرآن عنده اكثر من عشرة الاف تخيل انسان بدأ يحفظ القرآن من عام ستة واربعين وقبله ايضا لكن هذا - 00:19:46ضَ

ستة واربعين حفظ في المسجد مسجد بيت المقدس. اسأل الله ان يحرره من براثن اليهود. عام ستة حفظه في المسجد الاقصى. الى ان توفاه الله جل وعلا. عام اثنين وثلاثين - 00:20:16ضَ

تقريبا او ثلاثين. تخيل كل هذا يقرأ الناس في المسجد النبوي. ثم في المسجد الحرام. ثم في سامطة ثم رجع الى المسجد النبوي في هذا الزمن يقول سعد بن عبيدة قال لي ابو عبد الرحمن السلمي كلكم تعرفون - 00:20:36ضَ

ابو عبد الرحمن السلامي. لان الاسانيد في القرآن كلها من جهته جليل وقيل صحابي صغير. حبيب ربيعة السلمي وبعض الناس يخلط بينه وبين ابي عبد الرحمن السلمي الصوفي الذي كان في القرن الرابع - 00:21:02ضَ

الهجري وشتان بين هذا وذاك. يقول ابو عبد الرحمن السلمي عن عثمان بن عفان رضي الله عنه. عن النبي صلى الله عليه وسلم قال خيركم من تعلم القرآن وعلمه. قال سعد بن عبيدة - 00:21:28ضَ

واقرأ ابو عبدالرحمن في امرة عثمان تخيل في امرة عثمان اثنين وثلاثين بدأ للجلوس للتعليم للتحفيظ. كان الحجاج تخيل من سنة اثنين وثلاثين الى زمن الحجاج. قال بعض الشراح كان الحجاج اي حتى كان وفاة الحجاج. يقول ابو عبد الرحمن السلمي وذلك اي الحديث - 00:21:50ضَ

الذي اقعدني مقعدي هذا. الناس يبحثون عن الامرة وعن الحكم وعن الدولة وعن الملك وعن المال وهو جالس في بعض الروايات الحديث في الصحيحين في بعض الروايات انه اشار الى - 00:22:30ضَ

تحية سارية في المسجد. قال اني جلست عند هذه السارية ثلاثين سنة تخيلوا سارية ابي عبد الرحمن فاذا لابد لنا ان ندرك ان الخيرية في هذه الامة انما هو مدرك - 00:22:50ضَ

من جهتكم بقدر همتكم فان كنت صاحب همة تقدر على ان توصل الناس الى القمة. رابعا ان نعلم جميعا ان كل مدح وفضل للعلم ومجالس العلم حينما انت اول من تكون مشمولا به - 00:23:15ضَ

بعظ الناس يظن ان فظل العلم خاص في مجالس العلما هذا غير صحيح. هذا فهم سقيم بعظ الناس يظن ان فظل مجالس العلم خاص بمجالس العلماء هذا ايظا غير صحيح. ففظل العلم اول ما يدخل - 00:23:45ضَ

فيه فظل علم الحفظ. مجالس اول ما يدخل في فضل مجالس العلم مجالس التحفيظ اذا لابد ان نتذكر هذه المسألة كل مدح وفضل للعلم ومجالس العلم فانت اول من تكون مشغولا به. ومقصودا به وكل مدح وفضل لمجالس العلم - 00:24:05ضَ

فمجلسك اول مجلس يدخل فيه. كما في حديث ابي هريرة رضي الله عنه كلكم تحفظونه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة - 00:24:35ضَ

وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله نص هذا ما يحتاج الى اجتهاد الان يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم. الصحيح ان الواو بمعنى او وليس واو الجمع. اي ان هذا الفضل ليس خاصا بمن يتلو ويدرس - 00:24:58ضَ

وانما هو لمن يتلو ولمن يدرس. فاذا مجلس التلاوة مشمول بالنص الاول ومجلس المدارسة مشمول بالنص الثاني. ويتدارسونه بينهم الا نزلت عليهم وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده. ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه. رواه مسلم بهذا اللفظ - 00:25:30ضَ

وبوب عليه الحافظ النووي رحمه الله باب فضل مجالس العلم باب فضل مجالس ذكر الله عز وجل. خامسا تذكروا ايها الاكارم والكريمات انكم بامهاركم الطلاب تجعلونهم مع من؟ مع الملائكة الكرام البررة. الله اكبر - 00:26:06ضَ

وهذا احسن من الوف وهذا احسن من الوف من يجعل متدربيه يأتي بالاوائل ويكون في ماراثون او في جائزة دنيوية. اذا كان اولئك يدربون من عند من الصبيان ومن عندهم من الشباب ومن عندهم من الرجال او النساء. لكي يكتسبوا جائزة دنيوية - 00:26:38ضَ

فانتم تدربونهم حتى يتمهروا فيكونوا مع من؟ مع الملائكة الكرام البررة. هذا احساس يجعلك تحفظ بهمة. قال عليه الصلاة والسلام في حديث عائشة رضي الله عنها الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة. طيب هل هو يقرأ القرآن وهو ماهر - 00:27:08ضَ

من نفسه ما يمكن لابد ان يكون من طريقكم. انتم السبب في ذلك. طيب اذا كان انتم السبب انه يصل الى ان يكون مع الملائكة الكرام البررة طيب انتم ماذا لكم؟ انتم مع الكرام البررة لكنكم - 00:27:38ضَ

مقام جبريل المعلم. ولذلك ذكر الله لو قال لك قائل ما الفائدة من هذا الوصف؟ في صحف مكرمة مرفوعة مطهرة بايدي سفرة كرام برا. ما الفائدة؟ الفائدة انك انت عندما تعلم - 00:27:58ضَ

تكون متصل بهؤلاء. مع هؤلاء معية هذي عظيمة فلابد ان ندرك هذا الفضل العظيم. سادسا ايها الاخوة حفظوا بهمة ولا تهبلوا تزيين القرآن بالصوت. فان ذلك جمال يزيد الهمة والنبي عليه الصلاة والسلام حثكم على ذلك فقال زينوا القرآن باصواتكم - 00:28:18ضَ

رواه الامام احمد وابو داوود والبخاري معلقا مجزوما به. فالاحساس بانكم تزيدون القرآن بصوتكم وبقرائتكم وبتعليمكم وباقرائكم جمالا فوق جماله هذا يجعلك دائما تحفظ بترنم. تكون كما قال ابو موسى الاشعري لو كنت اعلم انك تسمع قراءتي لحضرته لك تحبيرا. يظن بعض - 00:28:57ضَ

انك اذا حبرت لاجل فلان ان هذا رياء هذا غير صحيح. تحبره لاجل فلان حتى يقر في نفسه من وجه وحتى يتقن القراءة من وجه الاخر. وهذان مقصدان شرعيان مطلوبان اذا ليس في تزيينك الصوت رياء ولا سمعة - 00:29:37ضَ

اذ لو كان الامر كذلك لقال له النبي عليه الصلاة والسلام لا تجمل صوتك لي. هذه قضية عظيمة اقرأ بنعم اقرأ بصوت اقرأ بصوت سابعا انتم ايها الفضلاء والفضليات. ان حفظتم بهمة وعلم - 00:30:03ضَ

واخلاص كنتم من احسن الناس. ومن فقد شيئا من ذلك دون الرياء كان دون الاولين وجاء هذا في حديث ابي موسى الاشعري رظي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مثل ما بعثني الله - 00:30:31ضَ

وبه من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير. اصاب ارضا فكان منها نقية قبلت الماء فانبتت الكلأ والعشب الكثير. وفي رواية عند البخاري قيد المعنى وفسرها البخاري رحمه الله. وكانت منها اجاذب - 00:30:57ضَ

سكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا عندما تحسسون انفسكم بهذا الفضل العظيم فلا شك انكم ستحفظون بهم والحديث متفق عليه مما يجعلنا نحفظ ايها الاخوة بهمة ان نكون دائما - 00:31:27ضَ

متذكرين ان مأمورون باخذ العلم بالقوة وباخذ الكتاب بالقوة والعزيمة لابد ان تتركوا لابد ان لا تتركوا المجال للنفس الخاملة لا تهون من قدرك. ومن امرك او تثبط نفسك رغبة في الدعة والخمول - 00:31:59ضَ

احملها قصرا على المعالي. فاجتهد بقوة وعزيمة ولا تنسى وصية والله ليحيى يا يحيى خذ الكتاب بقوة. واتيناه الحكم صبيا نعلم انا مأمورون باخذ المنزل بقوة. وهذا يعني عدم التعاون عدم - 00:32:30ضَ

تهاون في تحفيظه وحمله الى من بعدنا. قال الله تعالى خذوا ما اتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون. والنبي عليه الصلاة والسلام دعا لكم بالنظارة. فقال نظر الله امرأ - 00:33:00ضَ

وعى مقالته فحفظها فاداها الى من هو افقه منه فرب مبلغ او هذه النظارة لاهل القرآن ولاهل السنة فيها دلالة عظيمة على اهمية ان الانسان يؤدي القرآن والسنة كما سمع وانتم تعلمون. ولا يخفى عليكم اثر زيد بن ثابت. القراءة سنة متبعة - 00:33:20ضَ

ما الذي يجعل الناس يقرأون الف لام ميم ذلك الكتاب ولا يقولون الم ذلك الكتاب ثم يقول الم تر كيف فعل ربك باصحاب الفيل؟ ولا يقولون الف لام ميم. لان القراءة سنة متبعة - 00:33:56ضَ

ايها الاخوة مما يزيد في همتنا ان نتذكر ان كل من حفظناه حرفا او اية ان او سورة او القرآن كله كلما ختم. وكلما وكلما راجع كلما علم يكون في موازيننا - 00:34:16ضَ

وانت حينما تحفظ بكل حرف لك عشر حسنات. ثم اذا مت هذا يحفظ الذي انت حفظته صفحة اعمالك غير مقفولة بل هي مفتوحة تخيلوا معي الان نحن الى اليوم كل حسناتنا في تلاوتنا للقرآن في ميزان عثمان بن عفان رضي الله عنه - 00:34:51ضَ

وقراءاتنا في ميزان ابي عبد الرحمن السلمي. والصحابة الذين يقرؤوننا لهذا لا يمكن لاحد ان يدرك فضله. والذي يعينكم على هذا العمل مثل هذا المركز المبارك كل الاعمال في موازين حسناتهم. ويتسلسل العمل ولا ينتهي - 00:35:28ضَ

فاذا كان الامر كذلك فلنتذكر حديث ابي مسعود الانصاري رضي الله عنه مرفوع من دل على خير فله مثل اجر فاعله هذا لفظ مسلم وعند الترمذي بسنده عن انس مرفوعا الدال على الخير كفاعله - 00:35:58ضَ

انكم ايها الاخوة الفضلاء والمشايخ النجباء باداء بهمة تسقطون عن الامة فرضا كفائيا. تأملوا هذا المعنى وتؤدون امانة ملقاة على عاتقكم. والذي يؤدي الفرض الكفائ هو خير ممن لا يكون مشغولا او منشغلا بهذا الفرض. بالاجماع - 00:36:28ضَ

ولذلك ينبغي علينا ان نفرح اننا منشغلون بهذا الفرظ الكفاي دون غيرنا. فاذا كان الناس منشغلون برغبات انفسهم شهواتي حياتهم. فانتم منشغولون باداء الفرض الكفاعي. واذا اديتم هذه الامانة فابشروا بالخير وبعهد الله اوفوا ذلكم وصاكم به لعلكم تذكروا - 00:37:08ضَ

لنحفظ بهمة فلابد من افراغ القلب. لهذه المهمة اذا لم تفرغ قلبك لهذه المهمة فذلك يعني انك لا تستطيع ان تؤدي الوظيفة بهمة انك تأتي الى الدرس مع المشغلات والملهيات الظاهرة - 00:37:48ضَ

او انك تأتي الى الدرس وبالك مشغول باطنا. فهذا يعني انك لا ان تؤدي عملك. ولهذا ايها الاخوة ينبغي علينا حتى نؤدي هذا الامانة بهمة ان نفرغ قلوبنا. لا سيما اثناء اداء الامانة - 00:38:23ضَ

نفرغها من القواطع. نفرغها من المقاطع. نفرغها من المشاغل والغوائل ولنتذكر ان مرآة من نحفظ. هم يرون انفسهم فيك بمعنى انك اذا اتيت وبالك مشغول سيكون بال تلميذك مشغولا. اذا - 00:38:53ضَ

اتيت وبالك فارغ سيفرغ الله قلب تلميذك لك. ولذلك ايها الاخوة ينبغي علينا ان ندرك اننا في مجال التحفيظ نحن قدوة. شئنا ام ابينا. كيف تأتي بزينة وجمال ووقار وبفراغ بال او بخلاف ذلك - 00:39:25ضَ

وكان ابن مسعود رضي الله عنه قدوة لتلامذته ومحفظيه. وابن عباس كان قدوة ومحفظيه. وهكذا كل من جلس من السلف للعلم وللتحفيظ لنحفظ ونحفظ بهمة ايها الاخوة لابد ان نتذكر ان التحفيظ عبادة - 00:39:55ضَ

معناه انك انت منشغل بعبادة. والاصل في العبادات ان الانسان يؤديها بقوة ولا يؤديها بخمول وكسل. فان ذلك من اوصاف المنافقين كما قال رب العالمين واذا قاموا الى الصلاة قاموا كسالى - 00:40:25ضَ

مفهوم المخالفة ان المؤمن اذا قام الى العبادة قام نشطا. ليش يقوم نشط لانه فرحان ان الله فتح له باب ومجال ليعبد ربه. ليدخل الى حيث الانس مع القدس عند المليك تبارك وتعالى. لابد ان نتذكر ان - 00:40:46ضَ

تحفيظنا عبادة. فذلك التذكر يجعلنا نجتهد فيها. ولا نتوانى في هذه العبادة التي هي اشرف من كثير من العبادات من جنسها. عن عقبة ابن عامر رضي الله عنه قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في الصفة فقال ايكم يحب ان يغدو كل يوم الى بطحان او الى العقيق - 00:41:18ضَ

فيأتي منه بناقتين كوماوين في غير اثم ولا قطيعة رحم. فقلنا يا رسول الله كلنا نحبك قال افلا يغدو احدكم للمسجد فيعلم او يقرأ ايتين من كتاب الله عز وجل - 00:41:48ضَ

خير له من ناقتين وثلاث خير له من ثلاث واربع خير له من اربع ومن اعدادهن من الابل رواه البخاري الوسائل التي تعيننا ايها الاخوة على الهمة في تحفيظنا للقرآن كثيرة - 00:42:08ضَ

منها ان تتذكر ان مقام طلابك في الدنيا عند الله بحسب ما يحفظه وبكيف ما يحفظ. فكان النبي عليه الصلاة والسلام يقدم للامامة اقرأ الناس. والاقرأ وان كان في عرف السلف يطلق على الاحفظ والاعلم معا. لكن - 00:42:36ضَ

انه عند الاطلاق يدخل فيه الحفاظ. وهذا معروف في حديث ابي مسعود رضي الله عنه قال يؤم القوم اقرأهم لكتاب الله. فان كانوا في القراءة سواء فاعلمهم بالسنة وهنا الاقراء بدلالة قرينة الاتباع المقصود به حفظ القرآن - 00:43:06ضَ

وكذلك في الاخرة المقدم في الاخرة من تلاميذكم هم ايضا ولذلك النبي عليه الصلاة والسلام في غزوة بدر كان يقدم قل اقرأ في اللحد. يقدم الاقرأ في الصلاة على الجنازة فيجعله من جهته. ثم يقدم الاقرب - 00:43:36ضَ

في جهة القبلة ويجعله الاول. فهذا متعلق باحكام الاخرة. وهكذا يوم حشر ويوم النشر فان الناس انما يترفعون بحسب ما يحفظون. وبحسب بما حفظوا من دين الله عز وجل. فهو حفظ في الاذهان وحفظ في الاعمال - 00:44:06ضَ

ولعلي لا اطيل عليكم اختم ببعض الكلمات لبعض العلماء لعلها ان تكون نبراسا لنا مع ما سمعنا من كلام ربنا وكلام نبينا صلى الله عليه وسلم. يقول الامام عبدالرزاق صنعاني رحمه الله كل علم لا يدخل - 00:44:36ضَ

مع صاحبه الحمام فلا تعده علما. اذا انتم تحفظون العلم قال ابن مسلم كنا اذا جالسنا الاوزاعي فرأى فينا حدثا قال يا غلام قرأت القرآن فان قال نعم قال يقرأ يوصيكم الله في اولادكم. وان قال لا قال اذهب تعلم القرآن - 00:45:04ضَ

قبل ان تطلب العلم. قال الخطيب البغدادي رحمه الله ينبغي للطالب ان يبدأ بحفظ كتاب الله عز وجل اذ كان اجل العلوم يعني الحفظ حفظ القرآن. واولاه بالسبق والتقديم. قال الحافظ ابن الجوزي رحمه الله ليس من حفظ نصف القرآن كمن - 00:45:34ضَ

ولا من حفظ مائة حديث كمن حفظ الف وعلى هذا فليس العلم الا فحصل بالحفظ. قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله طلب حفظ القرآن مقدم في التعلم في حق من يريد ان يتعلم علم الدين من الاصول والفروع - 00:46:04ضَ

قال شيخنا وشيخ مشايخنا ابي عبد الله محمد ابن صالح عثيمين رحمه الله قد اراد بعظ الناس ان يمكروا بنا فقالوا لنا ان الحفظ لا فائدة فيه. وان المعنى هو الاصل. ولكن الحمد لله انه انقذنا من هذه الفكرة - 00:46:32ضَ

وحفظنا ما شاء الله ان نحفظ من متون النحو واصول الفقه والتوحيد وعلى هذا فلا يستهان بالحفظ فالحفظ هو الاصل. قال الشيخ صالح بن عبدالعزيز ال الشيخ حفظه الله. الحفظ اساس العلم. الحفظ اساس في العلم. كان العلماء عليه. ولا - 00:46:52ضَ

لمن يزهدك في الحفظ. لان الحفظ يبقى واما الفهم الفهم فهو يأتي ويذهب. لكن اذا ركز الحفظ او ركز الحفظ جاء الفهم بعده فبقي الحفظ والفهم ما شاء شاء الله تعالى. نكتفي بهذا القدر ونسأل الله عز وجل ان يجعلنا واياكم من معلمي الناس - 00:47:22ضَ

الخيل وان يجعلنا واياكم ممن قال الله فيهم واجعلنا للمتقين اماما. وان يبارك لنا في في مراكزنا وفي طلابنا وفي انفسنا واولادنا وفي علمنا حفظنا وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. والحمد لله رب العالمين - 00:47:52ضَ