كنا نسود الارض بالاخلاق فكم سدنا بعهد صدق والميثاق حضارة بنيناها بايد كم لها نشتاق بومضة نوره سراء ندى في نهجهم عبر للاوراق بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم. اللهم لا سهل الا ما جعلته - 00:00:00
وسهلا وانت تجعل الحزن اذا شئت سهلا. اللهم علينا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما مرحبا بكم ايها الاحباب في هذه الحلقة الجديدة من طبائع الحكم مع ابن خلدون - 00:00:58
واليوم نناقش طبيعة جديدة يقول فيها ابن خدمة تصمم في ان الهرم اذا نزل بالدولة لا يرتفع قد قدمنا ذكرى العوارض المؤلمة بالهرم واسبابه واحدا بعد واحد وبينا انها تحدث للدولة بالطبع - 00:01:11
وانها كلها امور طبيعية واذا كان الهرم طبيعيا في الدولة كان حدوثه بمثابة حدوث الامور الطبيعية. كما يحدث الهرم في المزاج الحيواني والهرم من الامراض المزمنة التي لا يمكن دواؤها ولا ارتفاعها لما انه طبيعي والامور طبيعية لا تتبدل - 00:01:30
اه بعض الاخوة حين يسألني عن اه اسباب سقوط الدول او اسباب سقوط الدولة الفلانية او والمح في كلامه مع النقاش انه يتصور انه يمكننا اذا تجنبنا هذه الاسباب ان آآ تبقى الدولة حية - 00:01:55
وهذا الواقع يعني هذا في الواقع آآ فكرة غير حقيقية وفكرة غير صحيحة فكل شيء لها عمر. الانسان له عمر. الحركات والاحزاب والجماعات والكيانات لها عرف الامبراطوريات والدول لها عمر الحضارات لها عمر - 00:02:15
مسألة يعني مسألة انه فيه اسباب يمكن علاجها فالدولة لا تسقط هذه غير صحيحة. لكن لماذا اذا ندرس اسباب سقوط الدول؟ لكي نطيل عمر الدولة الصالحة او نقصر عمر الدولة الفاسدة اذا استطعنا. يعني المسألة تبدو مثل - 00:02:34
اه الشيخ الكبير الذي نريد له ان يبقى بقية عمره في صحة وعافية. يعني ان يكون موفور الصحة وقادرا على كفالة امر نفسه خير من ان يكون مريضا مزمنا قعيدا لا يستطيع هو ان يتكفل بامر نفسه ويكون - 00:02:57
انا على غيري فالمسألة هنا يعني نحن نعرف الامراض ونحاول ان نعرف علاج الامراض لا لكي يخلد الانسان ولا يموت ولكن لكي يعيش ما بقي له من عمره بصحة جيدة - 00:03:16
نفس هذا الكلام في مسألة الدول وهو انه هرم الدولة يعني شيخوخة الدولة امر طبيعي يحدث لكل الدول. فلا توجد دولة خالدة كل الدول هو لكل الامارات ولي كل الحضارات تنتهي وتسقط. طيب اه ابن خدوم - 00:03:31
تكلم عن انه الدولة اسبابها التي تؤدي بها الى الهرم اسباب طبيعية. يعني اسباب بالطبع. اسباب لا تتبدل. وهو واتكلم عن المزاج الحيواني. المزاج الحيواني يعني كما قلت الامر الغريزي او الجسدي - 00:03:54
يعني هذه مسألة تصيب الانسان يعني لا يستطيع الانسان ان يتحكم بخلاياه فلا تشيخ فلا تهرب لا يستطيع الانسان ان يتحكم بشعره مسلا فلا يشيب ممكن ان يصبغ شعره فلا يظهر الشيب لكن لا يمكن ان لا يشيب. لا يمكن لعظامه الا تضعف. لا يمكن لعضلته الا تضعف - 00:04:12
فالمسألة دائرة على ان الامور الطبيعية لا تتبدل. وكما قلت ان واجب الوقت اننا نحاول ان نطيل في امر الدولة الصالحة او نحاول ان نقصر من عمر الدولة فاسدة ما استطعنا وان نعرف واجب الوقت - 00:04:31
في الوقت الذي نحن فيه ماذا نفعل فلكي يوضح ابن خلدون هذه الفكرة حاول ان يضرب آآ هذا المثل يعني هو يقول ان احنا عرفنا مسلا ان الطرف مؤذي بانهيار الدولة - 00:04:44
طيب هل يستطيع المطرفين ان هم يتخلوا عن الطرف؟ فيضرب هذا المثل الساخر فيقول فان من ادرك مثلا اباه وكبراء اهل بيته يقصد الحاكم هنا الحاكم يعني المترف الذي اه نشأ في الطرف. هل يمكن له ان يتخلى عن الطرف؟ فيقول - 00:04:59
فان من ادرك مثلا اباه وكبراء اهل بيته يلبسون الحرير والديباج ويتحلون بالذهب في السلاح والمراكب ويحتجبون عن الناس في المجالس فلا تمكنه مخالفة سلفه في ذلك الى الخشونة في اللباس والزي والاختلاط بالناس - 00:05:20
اذ العوائد حينئذ تمنعه وتقبح عليه مرتكبا ولو فعله لرمي بالجنون والوسواس في الخروج عن العوائد دفعة وخشي عليه عائدة ذلك وعاقبته في سلطانه وانظر شأن الانبياء في انكار العوائد ومخالفتها لولا التأييد الالهي والنصر السماوي. وربما تكون العصبية قد ذهبت - 00:05:39
الابهة تعوض عن موقعها في النفوس فاذا ازيلت تلك الابهة مع ضعف العصبية تجاثرت الرعايا على الدولة بدوام اوهام الابهة فتتضرع الدولة بتلك الامهات ما امكنها حتى ينقضي الموت. ما معنى هذا الكلام؟ هو يقول - 00:06:05
ان الحاكم اذا عرف ان الطرف يسقط الدولة وفكر في ان آآ يعني يترك الطرف وان يعود الى عهد المؤسسين الاوائل. عهد المؤسسين الاوائل لم يكونوا من طرفين لم يكونوا يحتجبون عن الناس كانوا بسطاء وكانوا يغشون الناس ومجالسهم - 00:06:25
لو حصل هذا الحال ماذا سيحدث سيرميه الناس بالجنون لان الناس تعودت على السلطة المعترفة وتعودت على المواكب والحشم والخدم وتعودت على ان الدولة لها هيبة وبينها وبين الحاكم حواجز. وبالتالي اذا هذا الحاكم نزل الى مجالسهم وغشي اسواقهم وحاول ان يخرج من طبيعته - 00:06:45
فالنص ترويه بالجبن لانها انه يخالف العوائد العادات والتقاليد والمفهومات المستقرة عند الناس دفعة واحدة وامر ثاني يشير اليه ابن خلدون هو انه الدولة نفسها ضعفت عصبيتها يعني احنا ذكرنا انه من علامات الغروب ان الدولة تبقى في عصبيتها فهي تتحلى وتتجمل - 00:07:09
وتتغطى بمظاهر الابهة فلكي تحافظ على هيبتها في النفوس تتخطب مظاهر الابهة. فلما يأتي واحد ويخرق هذه العوائد وينزع عن الامهة والعصبية ضعفت فيتجاسر عليه الناس فحينئذ تذهب هيبة الدولة بالجملة فلا يمكنه ان يصنع هذا. لو احنا حاولنا ننسج على مثال ابن خلدون هنقول مثلا انه احنا عرفنا - 00:07:33
ان الظلم مؤذن بخراب العمران الظلم من علامات ان الدول هذه تذهب الى الانتهاء هل يستطيع الظالم الذي تعود على الظلم وتكونت شخصيته على القوة والقهرة والقهر والقسوة هل يستطيع ان هو يعتدل ويعدل مرة واحدة؟ يعني واحد نشأ هو ابن فلان باشا او ابن الامير الفلاني او صاحب السمو الملكي الفلاني - 00:08:00
وصاحب السمو الامير فلان هل يستطيع هذا ان ينزل نفسه مرة واحدة منزلة الناس يقف في طابور مثلا اذا اراد ان يقضي مصلحة او يجلس امام القاضي اذا آآ اشتكاه احدهم - 00:08:30
او يصنع غير ذلك هل يمكنه ان يفعل هذا لا يمكنه ان يفعل هذا لا يستطيع ان يخرج من عوائد ظلمهم لا يستطيع ان يخرج من تفوقه وهيبته الى ان يصير مثل عموم الناس - 00:08:44
فالواقع ان هذه اه هذه الامور كما يقول ابن خلدون امور تبدو بالطبيعة وبالغريزة ولا يستطاع ان ينزل عنها اصحاب الدولة. يعني العود اذا يبس لا يعتدل العود اذا يبس يكون حله الكسر - 00:09:02
ماذا نستفيد نحن من هذا؟ نستفيد ان نفهم ان الدول في اخرها الدول حين يكسر فيها الترف ويكسر فيها الطغيان ويكثر فيها الظلم لا تنفع فيها المطالبات بالاصلاح ان مسألة المطالبة بالاصلاح والنداءات والحركات الاعلامية والسلمية والقانونية. وتوجيه الرسائل ورفع النصائح - 00:09:23
كل هذا يشبه النقش على الماء او النقش في الهواء ويصبح تعليم الحمار السلطة لا تستطيع ان تخرج عن طبيعتها في ذلك الوقت وانما الحل الحل هو البدء بمقاومة واسقاط هذه السلطة - 00:09:48
ولا حل اخر مجرد التوقع بانه النداءات والمطالبات والمجهود الاعلامي قد يؤثر على صاحب السلطان فيعتدل وينزل عما نتعود عليه من الترف والنعيم او ينزل عما يتعود عليه من النفوز والقهر والصفوة هو خيالات واوهام موجودة في عقول الذين - 00:10:08
التكاليف فقط حركات المقاومة او الثورات التي تنشأ في اروقة الدولة سواء من داخلها او على اطرافها كما قدمنا في حلقات اخرى هذه هي بداية اسقاط هذه الانزمة. وهنا تبدأ سنة اخرى يتحدث عنها ابن خلدون وهي سنة ان الدول تسقط - 00:10:28
بالمطاولة لا المناجزة. يعني الدول السلطات الحالية او السلطات القائمة التي ساد فيها الطرف تسقط لا القاضية وانما تسقط بتعدد الضربات يقول ابن خلدون فصل في ان الدولة المستجدة انما تستولي على الدولة المستقرة بالمقاولة لا بالمنجزة. وقد ذكرنا - 00:10:53
ان الدول الحديثة المتجددة نوعان نوع من ولاة الاطراف اذا تقلص ظل الدولة عنهم وانحسرت تيارها وهؤلاء لا تقع منهم مطالبة للدولة في الاكثر كما قدمناه لان قصاراهم القنوع بما في ايديهم وهو نهاية قوتهم. والنوع الثاني نوع الدعاة والخوارج على الدولة - 00:11:16
وهؤلاء لابد لهم من المطالبة لان قوتهم وافية بها فان ذلك انما يكون في نصاب يكون له من العصبية والاعتزاز ما هو كفاء ذلك وواف به. فتقع بينهم وبين الدولة - 00:11:38
اقرت الحروب سجال تتكرر وتتصل الى ان يقع لهم الاستيلاء والظفر بالمطاولة غالبا ولا يحصل لهم في الغالب ظفر بالمناجزة طيب اهم اسباب لماذا الدول القائمة لا تسقط بالضربة القاضية اللي هي المناجزة وتسقط بالمقاولة - 00:11:54
ابن خلدون يلفت النظر الى المسألة النفسية المسألة النفسية وهو انه الدولة القائمة قد ترسخت هيبتها في النفوس وصارت مسألة الثورة والتمرد او الخروج عليها مسألة مخيفة مسألة ذات حذر وهذه هي آآ يعني العقد المعضلة الدائمة بين الثوريين والاصلاحيين - 00:12:17
يعني الثوريين يرون ان الدولة تستحق ان تكسر ويمكن ان تسقط هذه الدولة الظالمة المترفة التي شاع فيها الظلم والترف اثقلت الناس بالضرائب وغيره. لكن الاخرين يرون انه المناصحة ممكنة - 00:12:43
وانه اه ما تزال الدولة قوية ولها هيبة. واللي نعرفه احسن من اللي ما نعرفوش ونحو هذا الكلام. هي مسألة الهيبة مسألة ما ترسخ من وضع الدولة المستقرة في نفوس الناس. فلذلك لا تقوم الثورة فتنتصر من - 00:12:58
الضربة الاولى لانه الناس ما زالوا لا يستطيعون ان يساعدوا هذه الثورة. لكن فيما بعد الامور تبدأ في التبدل والتغير وبالزات حين تحقق الثورة نتيجة لم تكن متوقعة يقول ابن خلدون والدولة المستقرة قد سيرت العوائد المألوفة طاعتها ضرورية واجبة - 00:13:17
فتكفر بذلك العوائق لصاحب الدولة المستجد ويكسر من همم اتباعه واهل شوكته. وان كان الاقربون من بطانته على بصيرة في طاعته ومؤازرته الا ان الاخرين اكثر وقد داخلهم الفشل والكسل بتلك العقائد في التسليم للدولة المستقرة - 00:13:40
فيحصل بعض الفطور منهم لكن صاحب الدولة المستقرة يبدأ في ان ينهزم ويضرب وحصول الثورات كما قدمناه في حلقات اخرى يجعله يزيد من الضرائب ويزيد من قوة ويزيد من قوة الامن وكذلك تحصل المنازعات بينه وبين اهل سلطته واجنحة السلطة نفسها قد تتنازع فيما بينها فيبدأ يظهر - 00:14:01
الدولة المستقرة وتبدأ الدولة المستجدة او الثورة القادمة ان آآ تصل اليها وتحقق نتائج اكثر مما كان يرجوه الناس الذين كانت تسكنهم هيبة الدولة القائمة. فالخلاصة التي يريد ان يصل اليها - 00:14:29
ابن خلدون هي انه الهرم الشيخوخة يعني اذا نزل بالدولة فانه لا يرتفع فالدولة التي تبلغ الهرم لابد لها ان تصل الى مرحلة الانهيار والسقوط الامام الشافعي رضي الله عنه ابيات آآ جميلة انشدها آآ حين اصابه الشيب - 00:14:49
وفيها هذا المعنى الذي لمسناه عن انه الشيب اذا نزل بالدولة او بالمرء لا يرتفع. فيقول رضي الله عنه خبت نار نفسي باشتعال مفارقي واظلم ليلي اذ اضاء شهابها انعم عيشا بعدما حل طالعي؟ عوارض شيب ليس يغني خطابها - 00:15:17
ولذة عمر المرء قبل مشيبه. وقد فنيت نفس تولى شبابها ازا اصفر لون المرء وابيض شعره تنغص من ايامه مستطابها ومن يذق الدنيا فاني طعمتها ومن يذق الدنيا فاني طعمتها وسيق الينا عذبها وعذابها فلم ارها الا غرورا وباطلا - 00:15:39
كما لاح في ظهر الفلات سرابها ظهر الفلاة يعني سطح الصحراء كما لاح في ظهر الفلات سرابها فان تجتنبها كنت سلما من اهلها وان تجتذبها نازعتك كلابها ولن تخرب الدنيا بموت شرورها ولكن موت الاكرمين - 00:16:08
طربها ما منه كفينا اخذنا الحب والاشراق. لتاريخ لهم كنا نسود الارض بالاخلاق - 00:16:32
Transcription
كنا نسود الارض بالاخلاق فكم سدنا بعهد صدق والميثاق حضارة بنيناها بايد كم لها نشتاق بومضة نوره سراء ندى في نهجهم عبر للاوراق بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم. اللهم لا سهل الا ما جعلته - 00:00:00
وسهلا وانت تجعل الحزن اذا شئت سهلا. اللهم علينا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما مرحبا بكم ايها الاحباب في هذه الحلقة الجديدة من طبائع الحكم مع ابن خلدون - 00:00:58
واليوم نناقش طبيعة جديدة يقول فيها ابن خدمة تصمم في ان الهرم اذا نزل بالدولة لا يرتفع قد قدمنا ذكرى العوارض المؤلمة بالهرم واسبابه واحدا بعد واحد وبينا انها تحدث للدولة بالطبع - 00:01:11
وانها كلها امور طبيعية واذا كان الهرم طبيعيا في الدولة كان حدوثه بمثابة حدوث الامور الطبيعية. كما يحدث الهرم في المزاج الحيواني والهرم من الامراض المزمنة التي لا يمكن دواؤها ولا ارتفاعها لما انه طبيعي والامور طبيعية لا تتبدل - 00:01:30
اه بعض الاخوة حين يسألني عن اه اسباب سقوط الدول او اسباب سقوط الدولة الفلانية او والمح في كلامه مع النقاش انه يتصور انه يمكننا اذا تجنبنا هذه الاسباب ان آآ تبقى الدولة حية - 00:01:55
وهذا الواقع يعني هذا في الواقع آآ فكرة غير حقيقية وفكرة غير صحيحة فكل شيء لها عمر. الانسان له عمر. الحركات والاحزاب والجماعات والكيانات لها عرف الامبراطوريات والدول لها عمر الحضارات لها عمر - 00:02:15
مسألة يعني مسألة انه فيه اسباب يمكن علاجها فالدولة لا تسقط هذه غير صحيحة. لكن لماذا اذا ندرس اسباب سقوط الدول؟ لكي نطيل عمر الدولة الصالحة او نقصر عمر الدولة الفاسدة اذا استطعنا. يعني المسألة تبدو مثل - 00:02:34
اه الشيخ الكبير الذي نريد له ان يبقى بقية عمره في صحة وعافية. يعني ان يكون موفور الصحة وقادرا على كفالة امر نفسه خير من ان يكون مريضا مزمنا قعيدا لا يستطيع هو ان يتكفل بامر نفسه ويكون - 00:02:57
انا على غيري فالمسألة هنا يعني نحن نعرف الامراض ونحاول ان نعرف علاج الامراض لا لكي يخلد الانسان ولا يموت ولكن لكي يعيش ما بقي له من عمره بصحة جيدة - 00:03:16
نفس هذا الكلام في مسألة الدول وهو انه هرم الدولة يعني شيخوخة الدولة امر طبيعي يحدث لكل الدول. فلا توجد دولة خالدة كل الدول هو لكل الامارات ولي كل الحضارات تنتهي وتسقط. طيب اه ابن خدوم - 00:03:31
تكلم عن انه الدولة اسبابها التي تؤدي بها الى الهرم اسباب طبيعية. يعني اسباب بالطبع. اسباب لا تتبدل. وهو واتكلم عن المزاج الحيواني. المزاج الحيواني يعني كما قلت الامر الغريزي او الجسدي - 00:03:54
يعني هذه مسألة تصيب الانسان يعني لا يستطيع الانسان ان يتحكم بخلاياه فلا تشيخ فلا تهرب لا يستطيع الانسان ان يتحكم بشعره مسلا فلا يشيب ممكن ان يصبغ شعره فلا يظهر الشيب لكن لا يمكن ان لا يشيب. لا يمكن لعظامه الا تضعف. لا يمكن لعضلته الا تضعف - 00:04:12
فالمسألة دائرة على ان الامور الطبيعية لا تتبدل. وكما قلت ان واجب الوقت اننا نحاول ان نطيل في امر الدولة الصالحة او نحاول ان نقصر من عمر الدولة فاسدة ما استطعنا وان نعرف واجب الوقت - 00:04:31
في الوقت الذي نحن فيه ماذا نفعل فلكي يوضح ابن خلدون هذه الفكرة حاول ان يضرب آآ هذا المثل يعني هو يقول ان احنا عرفنا مسلا ان الطرف مؤذي بانهيار الدولة - 00:04:44
طيب هل يستطيع المطرفين ان هم يتخلوا عن الطرف؟ فيضرب هذا المثل الساخر فيقول فان من ادرك مثلا اباه وكبراء اهل بيته يقصد الحاكم هنا الحاكم يعني المترف الذي اه نشأ في الطرف. هل يمكن له ان يتخلى عن الطرف؟ فيقول - 00:04:59
فان من ادرك مثلا اباه وكبراء اهل بيته يلبسون الحرير والديباج ويتحلون بالذهب في السلاح والمراكب ويحتجبون عن الناس في المجالس فلا تمكنه مخالفة سلفه في ذلك الى الخشونة في اللباس والزي والاختلاط بالناس - 00:05:20
اذ العوائد حينئذ تمنعه وتقبح عليه مرتكبا ولو فعله لرمي بالجنون والوسواس في الخروج عن العوائد دفعة وخشي عليه عائدة ذلك وعاقبته في سلطانه وانظر شأن الانبياء في انكار العوائد ومخالفتها لولا التأييد الالهي والنصر السماوي. وربما تكون العصبية قد ذهبت - 00:05:39
الابهة تعوض عن موقعها في النفوس فاذا ازيلت تلك الابهة مع ضعف العصبية تجاثرت الرعايا على الدولة بدوام اوهام الابهة فتتضرع الدولة بتلك الامهات ما امكنها حتى ينقضي الموت. ما معنى هذا الكلام؟ هو يقول - 00:06:05
ان الحاكم اذا عرف ان الطرف يسقط الدولة وفكر في ان آآ يعني يترك الطرف وان يعود الى عهد المؤسسين الاوائل. عهد المؤسسين الاوائل لم يكونوا من طرفين لم يكونوا يحتجبون عن الناس كانوا بسطاء وكانوا يغشون الناس ومجالسهم - 00:06:25
لو حصل هذا الحال ماذا سيحدث سيرميه الناس بالجنون لان الناس تعودت على السلطة المعترفة وتعودت على المواكب والحشم والخدم وتعودت على ان الدولة لها هيبة وبينها وبين الحاكم حواجز. وبالتالي اذا هذا الحاكم نزل الى مجالسهم وغشي اسواقهم وحاول ان يخرج من طبيعته - 00:06:45
فالنص ترويه بالجبن لانها انه يخالف العوائد العادات والتقاليد والمفهومات المستقرة عند الناس دفعة واحدة وامر ثاني يشير اليه ابن خلدون هو انه الدولة نفسها ضعفت عصبيتها يعني احنا ذكرنا انه من علامات الغروب ان الدولة تبقى في عصبيتها فهي تتحلى وتتجمل - 00:07:09
وتتغطى بمظاهر الابهة فلكي تحافظ على هيبتها في النفوس تتخطب مظاهر الابهة. فلما يأتي واحد ويخرق هذه العوائد وينزع عن الامهة والعصبية ضعفت فيتجاسر عليه الناس فحينئذ تذهب هيبة الدولة بالجملة فلا يمكنه ان يصنع هذا. لو احنا حاولنا ننسج على مثال ابن خلدون هنقول مثلا انه احنا عرفنا - 00:07:33
ان الظلم مؤذن بخراب العمران الظلم من علامات ان الدول هذه تذهب الى الانتهاء هل يستطيع الظالم الذي تعود على الظلم وتكونت شخصيته على القوة والقهرة والقهر والقسوة هل يستطيع ان هو يعتدل ويعدل مرة واحدة؟ يعني واحد نشأ هو ابن فلان باشا او ابن الامير الفلاني او صاحب السمو الملكي الفلاني - 00:08:00
وصاحب السمو الامير فلان هل يستطيع هذا ان ينزل نفسه مرة واحدة منزلة الناس يقف في طابور مثلا اذا اراد ان يقضي مصلحة او يجلس امام القاضي اذا آآ اشتكاه احدهم - 00:08:30
او يصنع غير ذلك هل يمكنه ان يفعل هذا لا يمكنه ان يفعل هذا لا يستطيع ان يخرج من عوائد ظلمهم لا يستطيع ان يخرج من تفوقه وهيبته الى ان يصير مثل عموم الناس - 00:08:44
فالواقع ان هذه اه هذه الامور كما يقول ابن خلدون امور تبدو بالطبيعة وبالغريزة ولا يستطاع ان ينزل عنها اصحاب الدولة. يعني العود اذا يبس لا يعتدل العود اذا يبس يكون حله الكسر - 00:09:02
ماذا نستفيد نحن من هذا؟ نستفيد ان نفهم ان الدول في اخرها الدول حين يكسر فيها الترف ويكسر فيها الطغيان ويكثر فيها الظلم لا تنفع فيها المطالبات بالاصلاح ان مسألة المطالبة بالاصلاح والنداءات والحركات الاعلامية والسلمية والقانونية. وتوجيه الرسائل ورفع النصائح - 00:09:23
كل هذا يشبه النقش على الماء او النقش في الهواء ويصبح تعليم الحمار السلطة لا تستطيع ان تخرج عن طبيعتها في ذلك الوقت وانما الحل الحل هو البدء بمقاومة واسقاط هذه السلطة - 00:09:48
ولا حل اخر مجرد التوقع بانه النداءات والمطالبات والمجهود الاعلامي قد يؤثر على صاحب السلطان فيعتدل وينزل عما نتعود عليه من الترف والنعيم او ينزل عما يتعود عليه من النفوز والقهر والصفوة هو خيالات واوهام موجودة في عقول الذين - 00:10:08
التكاليف فقط حركات المقاومة او الثورات التي تنشأ في اروقة الدولة سواء من داخلها او على اطرافها كما قدمنا في حلقات اخرى هذه هي بداية اسقاط هذه الانزمة. وهنا تبدأ سنة اخرى يتحدث عنها ابن خلدون وهي سنة ان الدول تسقط - 00:10:28
بالمطاولة لا المناجزة. يعني الدول السلطات الحالية او السلطات القائمة التي ساد فيها الطرف تسقط لا القاضية وانما تسقط بتعدد الضربات يقول ابن خلدون فصل في ان الدولة المستجدة انما تستولي على الدولة المستقرة بالمقاولة لا بالمنجزة. وقد ذكرنا - 00:10:53
ان الدول الحديثة المتجددة نوعان نوع من ولاة الاطراف اذا تقلص ظل الدولة عنهم وانحسرت تيارها وهؤلاء لا تقع منهم مطالبة للدولة في الاكثر كما قدمناه لان قصاراهم القنوع بما في ايديهم وهو نهاية قوتهم. والنوع الثاني نوع الدعاة والخوارج على الدولة - 00:11:16
وهؤلاء لابد لهم من المطالبة لان قوتهم وافية بها فان ذلك انما يكون في نصاب يكون له من العصبية والاعتزاز ما هو كفاء ذلك وواف به. فتقع بينهم وبين الدولة - 00:11:38
اقرت الحروب سجال تتكرر وتتصل الى ان يقع لهم الاستيلاء والظفر بالمطاولة غالبا ولا يحصل لهم في الغالب ظفر بالمناجزة طيب اهم اسباب لماذا الدول القائمة لا تسقط بالضربة القاضية اللي هي المناجزة وتسقط بالمقاولة - 00:11:54
ابن خلدون يلفت النظر الى المسألة النفسية المسألة النفسية وهو انه الدولة القائمة قد ترسخت هيبتها في النفوس وصارت مسألة الثورة والتمرد او الخروج عليها مسألة مخيفة مسألة ذات حذر وهذه هي آآ يعني العقد المعضلة الدائمة بين الثوريين والاصلاحيين - 00:12:17
يعني الثوريين يرون ان الدولة تستحق ان تكسر ويمكن ان تسقط هذه الدولة الظالمة المترفة التي شاع فيها الظلم والترف اثقلت الناس بالضرائب وغيره. لكن الاخرين يرون انه المناصحة ممكنة - 00:12:43
وانه اه ما تزال الدولة قوية ولها هيبة. واللي نعرفه احسن من اللي ما نعرفوش ونحو هذا الكلام. هي مسألة الهيبة مسألة ما ترسخ من وضع الدولة المستقرة في نفوس الناس. فلذلك لا تقوم الثورة فتنتصر من - 00:12:58
الضربة الاولى لانه الناس ما زالوا لا يستطيعون ان يساعدوا هذه الثورة. لكن فيما بعد الامور تبدأ في التبدل والتغير وبالزات حين تحقق الثورة نتيجة لم تكن متوقعة يقول ابن خلدون والدولة المستقرة قد سيرت العوائد المألوفة طاعتها ضرورية واجبة - 00:13:17
فتكفر بذلك العوائق لصاحب الدولة المستجد ويكسر من همم اتباعه واهل شوكته. وان كان الاقربون من بطانته على بصيرة في طاعته ومؤازرته الا ان الاخرين اكثر وقد داخلهم الفشل والكسل بتلك العقائد في التسليم للدولة المستقرة - 00:13:40
فيحصل بعض الفطور منهم لكن صاحب الدولة المستقرة يبدأ في ان ينهزم ويضرب وحصول الثورات كما قدمناه في حلقات اخرى يجعله يزيد من الضرائب ويزيد من قوة ويزيد من قوة الامن وكذلك تحصل المنازعات بينه وبين اهل سلطته واجنحة السلطة نفسها قد تتنازع فيما بينها فيبدأ يظهر - 00:14:01
الدولة المستقرة وتبدأ الدولة المستجدة او الثورة القادمة ان آآ تصل اليها وتحقق نتائج اكثر مما كان يرجوه الناس الذين كانت تسكنهم هيبة الدولة القائمة. فالخلاصة التي يريد ان يصل اليها - 00:14:29
ابن خلدون هي انه الهرم الشيخوخة يعني اذا نزل بالدولة فانه لا يرتفع فالدولة التي تبلغ الهرم لابد لها ان تصل الى مرحلة الانهيار والسقوط الامام الشافعي رضي الله عنه ابيات آآ جميلة انشدها آآ حين اصابه الشيب - 00:14:49
وفيها هذا المعنى الذي لمسناه عن انه الشيب اذا نزل بالدولة او بالمرء لا يرتفع. فيقول رضي الله عنه خبت نار نفسي باشتعال مفارقي واظلم ليلي اذ اضاء شهابها انعم عيشا بعدما حل طالعي؟ عوارض شيب ليس يغني خطابها - 00:15:17
ولذة عمر المرء قبل مشيبه. وقد فنيت نفس تولى شبابها ازا اصفر لون المرء وابيض شعره تنغص من ايامه مستطابها ومن يذق الدنيا فاني طعمتها ومن يذق الدنيا فاني طعمتها وسيق الينا عذبها وعذابها فلم ارها الا غرورا وباطلا - 00:15:39
كما لاح في ظهر الفلات سرابها ظهر الفلاة يعني سطح الصحراء كما لاح في ظهر الفلات سرابها فان تجتنبها كنت سلما من اهلها وان تجتذبها نازعتك كلابها ولن تخرب الدنيا بموت شرورها ولكن موت الاكرمين - 00:16:08
طربها ما منه كفينا اخذنا الحب والاشراق. لتاريخ لهم كنا نسود الارض بالاخلاق - 00:16:32