واللي كنا نسود الارض بالاخلاق فكم سدنا بعهد صدق والميثاق حضارة بنيناها بايد كم لها نشتاق بومضة نوره سراء ندى في نهجهم عبر للاوراق بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:00:00
اللهم لا سهل الا ما جعلته سهلا وانت تجعل الحزن اذا شئت سهلا. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما. مرحبا بكم ايها الاحباب في هذه الحلقة الجديدة من - 00:00:56
طبائع الحكم مع ابن خلدون وهذه الطبيعة التي نناقشها في هذه الحلقة تقول بان الخشونة هي اول طريق الحكم يقول ابن خلدون اعلم انه لما كانت البداوة سببا في الشجاعة كما قلناه - 00:01:07
لا جرى مكان هذا الجيل الوحشي اشد شجاعة من الجيل الاخر. فهم اقدر على التغلب وانتزاع ما في ايدي سواهم من الامم بل الجيل الواحد تختلف احواله في ذلك باختلاف الاعصار. فكلما نزلوا الارياف وتبنكوا النعيم - 00:01:26
والفوا عوائد الخصب في المعاش والنعيم نقص من شجاعتهم بمقدار ما نقص من توحشهم وبداوتهم واعتبر ذلك في الحيوانات العجمي بدواجن الظباء والبقر الوحشية والحمر اذا زال توحشها بمخالطة الادميين واخصب عيشها - 00:01:43
كيف يختلف حالها في الانتهاض والشدة حتى في مشيتها وحسن اديمها وكذلك الادمي المتوحش اذا انس والف لو تذكرون في الحلقة الاولى من هذه السلسلة كنا تحدثنا عن مزايا البداوة - 00:02:04
وان الانسان الموجود في البدو هو انسان آآ قوي قائم بامر نفسه متقشف خشن يقظ منتبه للهيعات والنبيئات يعني آآ قادر يحدد الخطر وقادر يتصدى له ومعه سلاحه لم ينكسر بأسه - 00:02:23
اه قائم بامر نفسه بينما الانسان الموجود في الحضر على العكس من هذا انسان حصل له نوع من الرخاوة والطراوة ونوع من الترف والنعيم وهذا جعله آآ لا يقوم بامر نفسه. فهو مثلا مستنيم لوجود شرطة ووجود جيش فلا يستطيع - 00:02:42
ان يحمي نفسه ولا يستطيع ان يقوم بنفسه وعادة ما بيكون متخلي عن سلاحه لا يحمل سلاحا شخصيا آآ وحتى في الاخلاق يعني الرجل صاحب البدو هذا يكون اعرف بالمقامات لكن مسائل مثل آآ الفحش وآآ يعني تجاوز ما آآ - 00:03:03
المقامات والمنازل منتشرة في الحضر آآ غير منتشرة في البدو وذكرنا انه في الحضر لذلك يكثر الاستبداد ينبت الاستبداد لانه آآ الاستبداد يظهر في الحضر لا يظهر في البدو لانه شخصيات الحضر شخصيات ضعيفة - 00:03:21
وشخصيات مستنيمة للسلطة وشخصيات تحت الهيمنة المباشرة للسلطة بينما البدو ما زال محتفظا بعزة نفسه وبأسه ولم ينكسر بأسه فابن خلدون يتكلم انه آآ يعني ضرب مثلا لطيفا انه حتى الحيوانات التي تعيش في البدو - 00:03:38
اشد من الحيوانات التي تعيش في الحضر وآآ يعني من يتابعون ويعني اهلنا في القرى واهلنا في البوادي يعرفون انه حيوانات البدو اشد عافية و افضل وحتى اكثر شراسة من آآ الحيوانات الموجودة في الحضر - 00:04:01
بتعرفون حسان بن ثابت لما كان يمدح ال جفنة فكان يقول يغشون حتى مات هر كلابهم لا يسألون عن السواد المقبل يعني هو يريد ان يقول ان هؤلاء القوم كرماء - 00:04:20
وضيوفهم كثرة الى الدرجة ان كلابهم صارت آآ تألف الناس وتعتاد على الناس فلم تعد تنبح يغشون حتى ما تهر كلابهم لا يسألون عن السواد المقبل فيعني هذا المعنى معنى انه الحيوانات حتى اذا انست - 00:04:37
بمخالطة الناس انكسر فيها الشدة والشراسة وصار امراضها اكثر وعافيتها اقل نفس هذه الطبيعة في الانسان الفرد وفي الحيوانات تكون في حالة الامم الامم الاشد في البداوة الاشد في الخشونة الاشد في الصلابة - 00:04:57
الاشد في البسالة هي الاقدر على التغلب من سواها لانه انتزاع الملك الملك لا يوصل اليه الا بالانتزاع. قل اللهم ما لك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء - 00:05:21
فما فيش يعني الملك ما فيش حد بيصيبه كده بسهولة فعملية انتزاع الملك لا يقوم بها الا من كانت له صفات البأس والبسالة والخشونة والصلابة والشراسة وهذا يكون في الامم التي تكون اعرق في البداوى - 00:05:39
فلذلك آآ ابن خلدون يتحدس عن ان الامم الوحشية يعني الخشنة اكثر واقدر في التغلب على ما سواه طيب آآ في زمنا المعاصر هذا يحدث نوع من الجدال هل ما تزال هذه القاعدة - 00:05:56
حاضرة وماضية وسائرة ام ان الفارق التكنولوجي والتقني آآ قد يضعف هذه القاعدة؟ يعني هل ما يزال الجندي الباسل هو الذي ينتصر على الجندي الاقل في البسالة. الجندي الخشن ينتصر على الجندي الاقل في الخشونة - 00:06:18
ام ان هذا الجندي اذا توفر لديه السلاح النوعي المتفوق تقنيا يستطيع ان ينتصر؟ طبعا هذا جدال كبير نحن لسنا في اطار حله الان. لكن دعونا نشير هذه الاشارات يعني اذا - 00:06:36
تصورنا الفارق الهائل الضخم فافضل مثال نضربه للفارق الهائل تقنيا هو الفارق بين الامريكان وطالبان مثلا ويعني الايام هذه تجري مفاوضات بين طالبان والامريكان بعد عشرين سنة لم تحقق فيها امريكا لم تحقق فيها امريكا ولم يحقق فيها الامريكان النصر المنشود على طالبان ولا تزال طالبان حية والان ذهبوا الى المفاوضات وتحاول - 00:06:51
امريكا من خلال المفاوضات ان تأخذ بها ما لم تستطع ان تأخذه بالسلاح الفارق النوعي الضخم بين طالبان والامريكان لم يكن كافيا لتحقيق الهزيمة الكاملة لطالبان ولا النصر الكامل للامريكان واضطروا الى المفاوضات - 00:07:18
فهذا يدلك على انه مسألة الخشونة لا تزال قائمة. مثلا المقاومة العراقية المقاومة العراقية اثارت جنون الامريكان واوقعت فيهم خسائر لم يكونوا يتوقعونها والامريكان بعد ما كانت خطتهم اخذوا سوريا بعد العراق توقفت هذه الخطط - 00:07:37
ولم يستطع الامريكان السيطرة على المقاومة العراقية الا من خلال السياسة والدهاء والتدبير والدخول على خط المجتمع العراقي آآ في مسألة الصحوات طبعا زاهرة الصحوات هي ايضا زاهرة استغلت ما كان لدى بعض اجنحة المقاومة من غلو وتشدد وتطرف واستباحة دماء معصومة. يعني في النهاية - 00:07:56
لم يستطع الفارق النوعي ان يحقق النصر وانما الاخطاء الموجودة في صف المقاومة مع الذكاء والتدبير السياسي والاجتماعي هو الذي ادى الى انتهاء المقاومة العراقية. اذا نظرنا الى غزة غزة وحماس في غزة في غزة - 00:08:19
غزة قطاع اه يعني محاصر سياسيا ومحاصرة اقتصاديا وآآ الوضع في غاية الصعوبة. والفارق بينه وبين اسرائيل فارق هائل في كل شيء ومع زلك لا تستطيع اسرائيل ان تحسم حروبها في غزة - 00:08:38
ان نفس الكلام يمكن ان نقوله عن فيتنام عن لبنان عن الصومال عن غيرها من الاماكن فالمسألة هنا انه ما تزال خشونة الجندي وبسالته قادرة على ان تكون طرفا في المعادلة. يعني لم تستطع الفوارق التكنولوجية فقط - 00:08:57
ان تهيمن ولا ان تلغي قاعدة او سنة الخشونة والبسالة والصلابة المتوفرة في الجندي. وحتى اذا نظرنا الى مذكرات ثمان القرار الامريكان مسلا من تولي وزارة الدفاع ومن تولى اه الاجهزة الامنية المخابرات او غيره. سنجد يعني مثلا مزكرة روبرت جيتس يتحدس فيها اكثر من مرة عن - 00:09:14
مشكلة ان آآ ما ينتشر في الجيش الامريكي آآ من مسألة اعتبار الشزوز وعمل قومي لوط حقا ومسألة التحرش بالنساء وهكذا لانه هذه الاشياء هو طبعا لا يناقشها اخلاقيا ولا يناقشها دينيا وان كانت لها اثار. لكن هو يناقشها ايضا من جانب ان هذا - 00:09:37
تؤثر على خشونة الجندي ويؤشر ويؤثر على صلابته وتماسكه. فهذه المسألة ايضا آآ تدلك على انه مسألة الخشونة الموجودة لدى جندي هي ما تزال مسألة مهمة ويحرص عليها حتى الجيوش التي تتمتع بفارق وتفوق تكنولوجي كبير - 00:09:57
نوعية كثيرة لكن الحقيقة ابن خلدون وضع قيدا يجب ان آآ نركز عليه. هو يقول وسببه ان تكون السجايا والطبائع انما هو عن مألوفات عن المألوفات والعوائد واذا كان الغلب للامم انما يكون بالاقدام والبسالة - 00:10:19
فمن كان من هذه الاجيال اعرق في البداوة واكثر توحشا كان اقرب الى التغلب على سواه اذا تقاربا في العدد وتكافأا في القوة والعصابة. نريد هنا ان نقف على القيد والضابط الذي وضعه بقوله اذا - 00:10:39
قاربا في العدد وتكافئا في القوة والعصابة طبعا السجال اه بين المؤرخين والمحللين قائم في مسألة انه آآ هل البسالة كافية للانتصار على العدد والعدة ولا العدد والعدة قادر على تعطيل مسألة البسالة - 00:10:58
يعني يقولون الكفرة تغلب الشجاعة. تمام ويقولون من جهة اخرى فارس لا يشق له غبار طبعا نحن لن نحاول ان نحل هذه المعضلة الان. لكن الخلاصة اني وجد في التاريخ تجارب - 00:11:23
استطاعت فيها الكثرة والتفوق النوعي في السلاح والعتاد ان يهزم البسالة وتوجد تجارب ايضا استطاعت فيها البسالة والقلة في العدد والعدة ان تهزم التفوق النوعي في العدد والعدة فبالتالي الخلاف هذا قائم - 00:11:38
فابن خلدون هنا يميل الى جانب الى ان البسالة تنتصر اذا كانت القوة والعدد والعدة متقاربتان لكن ما يهمنا في النهاية انه الخشونة امر لا بد منه في تأسيس الدول - 00:11:58
وانه لا يمكن ان توجد امة ناهضة وتريد ان تصل الى المجد وتريد ان يكون لها شأن وقوة الا ويجب ان يكون اهلها ذوي خشونة الامر الثاني ان الخشونة ما تزال قادرة على - 00:12:16
يعني التوقف والوقوف امام فارق العدد والعدة كما شرحناه قبل قليل فلا يمكن ان تنهض امة دون ان تستعد بهذه الخشونة آآ في مقتبل نهضتها وسطوتها طبعا اولى الناس بهذا هم حركات المقاومة وحركات الاصلاح التي تبتغي ان تسقط آآ دولة وان تقيم دولة - 00:12:34
اخرى فلابد لها من ان يتحلى اهلها بهذه الخشونة وهذه الشجاعة والبسالة التي تمكنهم من القيام ام بمتطلبات هذا الامر لان الحكم لا ينتزع الا بحروب كما ذكرناه في حلقة سابقة. وهذه الحروب لابد لها من البسالة والفداء والتضحية - 00:13:03
ونحن اذا نظرنا الى سيرة النبي صلى الله عليه وسلم. والى الفتوحات الاسلامية في صدر الاسلام وجدنا هذا الامر واضحا. يعني ما جاء في الاسلام من آآ تعاليم الزهد وتعاليم التقلل من الدنيا كثير جدا. والنبي صلى الله عليه وسلم كان يقول - 00:13:26
بحسب ابن ادم لقيمات يقمن صلبه. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم والله ما الفقر اخشى عليكم ولكن اخشى ان تفتح عليكم الدنيا فتنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كما اهلكتكم وسيدنا عمر رضي الله عنه كان يستعيذ بالله من جلد الفاجر - 00:13:46
وعجز الثقة ويعني هذا كلام كثير وطويل جدا وبالمناسبة آآ يعني يمكن ان تتابعوا كيف فتح المسلمون هذه البلاد المتفوقة عليهم في العدد والعدة انا اوصي هنا بسلسلة الاستراتيجية الفتوحات الاسلامية للاستاز احمد عادل كمال وهي خمسة كتب - 00:14:06
خمسة كتب تلات كتب منها في الجبهة الفارسية الطريق الى المدائن القادسية سقوط المدائن ونهاية الدولة الساسانية. هذه الفتوحات الفارسية والكتاب الرابع كتاب الطريق الى بيت المقدس. يتحدث عن فتوح الشام. والكتاب الخامس كتاب الفتح الاسلامي لمصر - 00:14:28
في هذه الكتب يمكن ان تتابع مشاهد الفتح الاسلامي بلغة علمية دقيقة وباسلوب جميل ومبسط. وترى كيف تفوق واهل الشجاعة والبسالة والخشونة على الامم التي فاقتهم عددا وعدة وعراقة في الحضارة - 00:14:48
من بديع اشعار عنترة بن شداد آآ في الجاهلية ما لمس فيه هذا المعنى الذي تحدثنا عنه فكرة وجود الزهد مع وجود البسالة والشجاعة فهو كان يقول هلا سألت الخيل يا ابنة مالك - 00:15:10
اللي هي عبلة يعني هلا سألت الخيل يا ابنة ما لك ان كنت جاهلة بما لا تعلمي يخبرك من شهد الوقيعة انني اغشى الوغى. يعني اغشى الحرب ابادر الى الحرب - 00:15:26
اغشى الوغى واعف عند المغنم. لما رأيت القوم اقبل جمعهم يتذامرون كررت غير مذمم. كررت يعني هاجمت يدعون عنترة والرماح كأنها الشيطان بئر في لبان الادهم يعني نودي على عنتر والرماح مشرعة - 00:15:40
كانها حبال الابار حبار الحبال الغليظة التي يأتون بها بالماء من الابار. فالرماح كانها اشطان بئر. حبال بئر في لبان الادهمي يعني في آآ مقدمة فرسه يدعون عنترة والرماح كأنها اسقام بئر في لبان الادهم ما زلت ارميهم بثغرة نحره - 00:16:02
ولا بانه حتى تسربل بالدم. يعني ومع ذلك كله مقدم يرمي هؤلاء الاعداء فرسه نحره ولبانه حتى تسربل بالدم فازورا من وقع القنا بلبانه وشكى الي بعبرة وتحمحم لو كان يدري ما المحاورة اشتكى ولكان لو علم الكلام - 00:16:28
مكلمي ما منه كفينا اخذنا الحب والاشراق. لتاريخ له كنا نسود الارض بالاخلاق - 00:16:55
Transcription
واللي كنا نسود الارض بالاخلاق فكم سدنا بعهد صدق والميثاق حضارة بنيناها بايد كم لها نشتاق بومضة نوره سراء ندى في نهجهم عبر للاوراق بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:00:00
اللهم لا سهل الا ما جعلته سهلا وانت تجعل الحزن اذا شئت سهلا. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما. مرحبا بكم ايها الاحباب في هذه الحلقة الجديدة من - 00:00:56
طبائع الحكم مع ابن خلدون وهذه الطبيعة التي نناقشها في هذه الحلقة تقول بان الخشونة هي اول طريق الحكم يقول ابن خلدون اعلم انه لما كانت البداوة سببا في الشجاعة كما قلناه - 00:01:07
لا جرى مكان هذا الجيل الوحشي اشد شجاعة من الجيل الاخر. فهم اقدر على التغلب وانتزاع ما في ايدي سواهم من الامم بل الجيل الواحد تختلف احواله في ذلك باختلاف الاعصار. فكلما نزلوا الارياف وتبنكوا النعيم - 00:01:26
والفوا عوائد الخصب في المعاش والنعيم نقص من شجاعتهم بمقدار ما نقص من توحشهم وبداوتهم واعتبر ذلك في الحيوانات العجمي بدواجن الظباء والبقر الوحشية والحمر اذا زال توحشها بمخالطة الادميين واخصب عيشها - 00:01:43
كيف يختلف حالها في الانتهاض والشدة حتى في مشيتها وحسن اديمها وكذلك الادمي المتوحش اذا انس والف لو تذكرون في الحلقة الاولى من هذه السلسلة كنا تحدثنا عن مزايا البداوة - 00:02:04
وان الانسان الموجود في البدو هو انسان آآ قوي قائم بامر نفسه متقشف خشن يقظ منتبه للهيعات والنبيئات يعني آآ قادر يحدد الخطر وقادر يتصدى له ومعه سلاحه لم ينكسر بأسه - 00:02:23
اه قائم بامر نفسه بينما الانسان الموجود في الحضر على العكس من هذا انسان حصل له نوع من الرخاوة والطراوة ونوع من الترف والنعيم وهذا جعله آآ لا يقوم بامر نفسه. فهو مثلا مستنيم لوجود شرطة ووجود جيش فلا يستطيع - 00:02:42
ان يحمي نفسه ولا يستطيع ان يقوم بنفسه وعادة ما بيكون متخلي عن سلاحه لا يحمل سلاحا شخصيا آآ وحتى في الاخلاق يعني الرجل صاحب البدو هذا يكون اعرف بالمقامات لكن مسائل مثل آآ الفحش وآآ يعني تجاوز ما آآ - 00:03:03
المقامات والمنازل منتشرة في الحضر آآ غير منتشرة في البدو وذكرنا انه في الحضر لذلك يكثر الاستبداد ينبت الاستبداد لانه آآ الاستبداد يظهر في الحضر لا يظهر في البدو لانه شخصيات الحضر شخصيات ضعيفة - 00:03:21
وشخصيات مستنيمة للسلطة وشخصيات تحت الهيمنة المباشرة للسلطة بينما البدو ما زال محتفظا بعزة نفسه وبأسه ولم ينكسر بأسه فابن خلدون يتكلم انه آآ يعني ضرب مثلا لطيفا انه حتى الحيوانات التي تعيش في البدو - 00:03:38
اشد من الحيوانات التي تعيش في الحضر وآآ يعني من يتابعون ويعني اهلنا في القرى واهلنا في البوادي يعرفون انه حيوانات البدو اشد عافية و افضل وحتى اكثر شراسة من آآ الحيوانات الموجودة في الحضر - 00:04:01
بتعرفون حسان بن ثابت لما كان يمدح ال جفنة فكان يقول يغشون حتى مات هر كلابهم لا يسألون عن السواد المقبل يعني هو يريد ان يقول ان هؤلاء القوم كرماء - 00:04:20
وضيوفهم كثرة الى الدرجة ان كلابهم صارت آآ تألف الناس وتعتاد على الناس فلم تعد تنبح يغشون حتى ما تهر كلابهم لا يسألون عن السواد المقبل فيعني هذا المعنى معنى انه الحيوانات حتى اذا انست - 00:04:37
بمخالطة الناس انكسر فيها الشدة والشراسة وصار امراضها اكثر وعافيتها اقل نفس هذه الطبيعة في الانسان الفرد وفي الحيوانات تكون في حالة الامم الامم الاشد في البداوة الاشد في الخشونة الاشد في الصلابة - 00:04:57
الاشد في البسالة هي الاقدر على التغلب من سواها لانه انتزاع الملك الملك لا يوصل اليه الا بالانتزاع. قل اللهم ما لك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء - 00:05:21
فما فيش يعني الملك ما فيش حد بيصيبه كده بسهولة فعملية انتزاع الملك لا يقوم بها الا من كانت له صفات البأس والبسالة والخشونة والصلابة والشراسة وهذا يكون في الامم التي تكون اعرق في البداوى - 00:05:39
فلذلك آآ ابن خلدون يتحدس عن ان الامم الوحشية يعني الخشنة اكثر واقدر في التغلب على ما سواه طيب آآ في زمنا المعاصر هذا يحدث نوع من الجدال هل ما تزال هذه القاعدة - 00:05:56
حاضرة وماضية وسائرة ام ان الفارق التكنولوجي والتقني آآ قد يضعف هذه القاعدة؟ يعني هل ما يزال الجندي الباسل هو الذي ينتصر على الجندي الاقل في البسالة. الجندي الخشن ينتصر على الجندي الاقل في الخشونة - 00:06:18
ام ان هذا الجندي اذا توفر لديه السلاح النوعي المتفوق تقنيا يستطيع ان ينتصر؟ طبعا هذا جدال كبير نحن لسنا في اطار حله الان. لكن دعونا نشير هذه الاشارات يعني اذا - 00:06:36
تصورنا الفارق الهائل الضخم فافضل مثال نضربه للفارق الهائل تقنيا هو الفارق بين الامريكان وطالبان مثلا ويعني الايام هذه تجري مفاوضات بين طالبان والامريكان بعد عشرين سنة لم تحقق فيها امريكا لم تحقق فيها امريكا ولم يحقق فيها الامريكان النصر المنشود على طالبان ولا تزال طالبان حية والان ذهبوا الى المفاوضات وتحاول - 00:06:51
امريكا من خلال المفاوضات ان تأخذ بها ما لم تستطع ان تأخذه بالسلاح الفارق النوعي الضخم بين طالبان والامريكان لم يكن كافيا لتحقيق الهزيمة الكاملة لطالبان ولا النصر الكامل للامريكان واضطروا الى المفاوضات - 00:07:18
فهذا يدلك على انه مسألة الخشونة لا تزال قائمة. مثلا المقاومة العراقية المقاومة العراقية اثارت جنون الامريكان واوقعت فيهم خسائر لم يكونوا يتوقعونها والامريكان بعد ما كانت خطتهم اخذوا سوريا بعد العراق توقفت هذه الخطط - 00:07:37
ولم يستطع الامريكان السيطرة على المقاومة العراقية الا من خلال السياسة والدهاء والتدبير والدخول على خط المجتمع العراقي آآ في مسألة الصحوات طبعا زاهرة الصحوات هي ايضا زاهرة استغلت ما كان لدى بعض اجنحة المقاومة من غلو وتشدد وتطرف واستباحة دماء معصومة. يعني في النهاية - 00:07:56
لم يستطع الفارق النوعي ان يحقق النصر وانما الاخطاء الموجودة في صف المقاومة مع الذكاء والتدبير السياسي والاجتماعي هو الذي ادى الى انتهاء المقاومة العراقية. اذا نظرنا الى غزة غزة وحماس في غزة في غزة - 00:08:19
غزة قطاع اه يعني محاصر سياسيا ومحاصرة اقتصاديا وآآ الوضع في غاية الصعوبة. والفارق بينه وبين اسرائيل فارق هائل في كل شيء ومع زلك لا تستطيع اسرائيل ان تحسم حروبها في غزة - 00:08:38
ان نفس الكلام يمكن ان نقوله عن فيتنام عن لبنان عن الصومال عن غيرها من الاماكن فالمسألة هنا انه ما تزال خشونة الجندي وبسالته قادرة على ان تكون طرفا في المعادلة. يعني لم تستطع الفوارق التكنولوجية فقط - 00:08:57
ان تهيمن ولا ان تلغي قاعدة او سنة الخشونة والبسالة والصلابة المتوفرة في الجندي. وحتى اذا نظرنا الى مذكرات ثمان القرار الامريكان مسلا من تولي وزارة الدفاع ومن تولى اه الاجهزة الامنية المخابرات او غيره. سنجد يعني مثلا مزكرة روبرت جيتس يتحدس فيها اكثر من مرة عن - 00:09:14
مشكلة ان آآ ما ينتشر في الجيش الامريكي آآ من مسألة اعتبار الشزوز وعمل قومي لوط حقا ومسألة التحرش بالنساء وهكذا لانه هذه الاشياء هو طبعا لا يناقشها اخلاقيا ولا يناقشها دينيا وان كانت لها اثار. لكن هو يناقشها ايضا من جانب ان هذا - 00:09:37
تؤثر على خشونة الجندي ويؤشر ويؤثر على صلابته وتماسكه. فهذه المسألة ايضا آآ تدلك على انه مسألة الخشونة الموجودة لدى جندي هي ما تزال مسألة مهمة ويحرص عليها حتى الجيوش التي تتمتع بفارق وتفوق تكنولوجي كبير - 00:09:57
نوعية كثيرة لكن الحقيقة ابن خلدون وضع قيدا يجب ان آآ نركز عليه. هو يقول وسببه ان تكون السجايا والطبائع انما هو عن مألوفات عن المألوفات والعوائد واذا كان الغلب للامم انما يكون بالاقدام والبسالة - 00:10:19
فمن كان من هذه الاجيال اعرق في البداوة واكثر توحشا كان اقرب الى التغلب على سواه اذا تقاربا في العدد وتكافأا في القوة والعصابة. نريد هنا ان نقف على القيد والضابط الذي وضعه بقوله اذا - 00:10:39
قاربا في العدد وتكافئا في القوة والعصابة طبعا السجال اه بين المؤرخين والمحللين قائم في مسألة انه آآ هل البسالة كافية للانتصار على العدد والعدة ولا العدد والعدة قادر على تعطيل مسألة البسالة - 00:10:58
يعني يقولون الكفرة تغلب الشجاعة. تمام ويقولون من جهة اخرى فارس لا يشق له غبار طبعا نحن لن نحاول ان نحل هذه المعضلة الان. لكن الخلاصة اني وجد في التاريخ تجارب - 00:11:23
استطاعت فيها الكثرة والتفوق النوعي في السلاح والعتاد ان يهزم البسالة وتوجد تجارب ايضا استطاعت فيها البسالة والقلة في العدد والعدة ان تهزم التفوق النوعي في العدد والعدة فبالتالي الخلاف هذا قائم - 00:11:38
فابن خلدون هنا يميل الى جانب الى ان البسالة تنتصر اذا كانت القوة والعدد والعدة متقاربتان لكن ما يهمنا في النهاية انه الخشونة امر لا بد منه في تأسيس الدول - 00:11:58
وانه لا يمكن ان توجد امة ناهضة وتريد ان تصل الى المجد وتريد ان يكون لها شأن وقوة الا ويجب ان يكون اهلها ذوي خشونة الامر الثاني ان الخشونة ما تزال قادرة على - 00:12:16
يعني التوقف والوقوف امام فارق العدد والعدة كما شرحناه قبل قليل فلا يمكن ان تنهض امة دون ان تستعد بهذه الخشونة آآ في مقتبل نهضتها وسطوتها طبعا اولى الناس بهذا هم حركات المقاومة وحركات الاصلاح التي تبتغي ان تسقط آآ دولة وان تقيم دولة - 00:12:34
اخرى فلابد لها من ان يتحلى اهلها بهذه الخشونة وهذه الشجاعة والبسالة التي تمكنهم من القيام ام بمتطلبات هذا الامر لان الحكم لا ينتزع الا بحروب كما ذكرناه في حلقة سابقة. وهذه الحروب لابد لها من البسالة والفداء والتضحية - 00:13:03
ونحن اذا نظرنا الى سيرة النبي صلى الله عليه وسلم. والى الفتوحات الاسلامية في صدر الاسلام وجدنا هذا الامر واضحا. يعني ما جاء في الاسلام من آآ تعاليم الزهد وتعاليم التقلل من الدنيا كثير جدا. والنبي صلى الله عليه وسلم كان يقول - 00:13:26
بحسب ابن ادم لقيمات يقمن صلبه. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم والله ما الفقر اخشى عليكم ولكن اخشى ان تفتح عليكم الدنيا فتنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كما اهلكتكم وسيدنا عمر رضي الله عنه كان يستعيذ بالله من جلد الفاجر - 00:13:46
وعجز الثقة ويعني هذا كلام كثير وطويل جدا وبالمناسبة آآ يعني يمكن ان تتابعوا كيف فتح المسلمون هذه البلاد المتفوقة عليهم في العدد والعدة انا اوصي هنا بسلسلة الاستراتيجية الفتوحات الاسلامية للاستاز احمد عادل كمال وهي خمسة كتب - 00:14:06
خمسة كتب تلات كتب منها في الجبهة الفارسية الطريق الى المدائن القادسية سقوط المدائن ونهاية الدولة الساسانية. هذه الفتوحات الفارسية والكتاب الرابع كتاب الطريق الى بيت المقدس. يتحدث عن فتوح الشام. والكتاب الخامس كتاب الفتح الاسلامي لمصر - 00:14:28
في هذه الكتب يمكن ان تتابع مشاهد الفتح الاسلامي بلغة علمية دقيقة وباسلوب جميل ومبسط. وترى كيف تفوق واهل الشجاعة والبسالة والخشونة على الامم التي فاقتهم عددا وعدة وعراقة في الحضارة - 00:14:48
من بديع اشعار عنترة بن شداد آآ في الجاهلية ما لمس فيه هذا المعنى الذي تحدثنا عنه فكرة وجود الزهد مع وجود البسالة والشجاعة فهو كان يقول هلا سألت الخيل يا ابنة مالك - 00:15:10
اللي هي عبلة يعني هلا سألت الخيل يا ابنة ما لك ان كنت جاهلة بما لا تعلمي يخبرك من شهد الوقيعة انني اغشى الوغى. يعني اغشى الحرب ابادر الى الحرب - 00:15:26
اغشى الوغى واعف عند المغنم. لما رأيت القوم اقبل جمعهم يتذامرون كررت غير مذمم. كررت يعني هاجمت يدعون عنترة والرماح كأنها الشيطان بئر في لبان الادهم يعني نودي على عنتر والرماح مشرعة - 00:15:40
كانها حبال الابار حبار الحبال الغليظة التي يأتون بها بالماء من الابار. فالرماح كانها اشطان بئر. حبال بئر في لبان الادهمي يعني في آآ مقدمة فرسه يدعون عنترة والرماح كأنها اسقام بئر في لبان الادهم ما زلت ارميهم بثغرة نحره - 00:16:02
ولا بانه حتى تسربل بالدم. يعني ومع ذلك كله مقدم يرمي هؤلاء الاعداء فرسه نحره ولبانه حتى تسربل بالدم فازورا من وقع القنا بلبانه وشكى الي بعبرة وتحمحم لو كان يدري ما المحاورة اشتكى ولكان لو علم الكلام - 00:16:28
مكلمي ما منه كفينا اخذنا الحب والاشراق. لتاريخ له كنا نسود الارض بالاخلاق - 00:16:55