Transcription
محنة في طيها منح. محنة قاسية. قلبت العالم كله رأسا على عقب في مدة لا تساوي في حساب الزمن شيئا على الاطلاق محنة مؤلمة فرضت على العالم كله اجراءات اقتصادية وسياسية وامنية صارمة - 00:00:01ضَ
وقيودا دينية وصحية واجتماعية حاسمة بشكل لم يسبق له مثيل منذ الحرب العالمية الثانية واصبح العالم كله في حالة حرب للدفاع عن كل ما اعتبره لزمن طويل مضى امورا مسلمة ومفروغا منها - 00:00:26ضَ
محنة شديدة غيرت الكثير خلت المدن والشوارع وتعطلت الاعمال والمصانع وتوقفت الجامعات والمدارس والجوامع واغلقت المصانع بل واغلقت الدول الحدود ووضعت القيود والسدود وتعطلت وشلت حركة السفر بشكل غير معهود - 00:00:50ضَ
وتكبد العالم كله خسائر مروعة ربما لم يحن الوقت بعد للوقوف على حجمها واثارها. ويكفي ان نعلم ان ديون العالم في هذه المحنة بلغت ثلاث اضعاف الناتج القومي واي محنة اعظم - 00:01:21ضَ
من ان يحرم المسلمون من بيت الله الحرام اي محنة اعظم واي مصيبة اكبر من ان يحرم المسلمون من الطواف ومن التشرف بالسلام على النبي صلى الله عليه وسلم ومن صلاة الجمعة - 00:01:44ضَ
وصلاة الجماعة وصلاة التراويح في شهر رمضان اي محنة اكبر واي مصيبة اعظم من موت واصابة هذه الاعداد الهائلة من البشر بهذا الفيروس الضعيف الذي لا يهاب حاكما ولا محكوما - 00:02:08ضَ
ولا يميز بين لون وعرق ودين ولا يفرق بين غني وفقير وقوي وضعيف وصحيح ومريض ولا بين دولة عظمى ودولة صغرى ولا بين دولة غنية ودولة فقيرة وبالرغم من قسوة هذه المحنة - 00:02:29ضَ
الا انها يا اخواني ويا اخواتي لا تخلو من منح كثيرة. اذكر بعضها فيما يلي. اولا لقد اظهرت هذه المحنة الجلية لاهل الغفلة. عظمة وقدرة رب البرية وضعف وعجز البشرية - 00:02:48ضَ
التي لم تملك ان ترد عن نفسها هذا الفيروس الضعيف بعدما ظن كثير من اهل الارض انهم اصبحوا قادرين عليها ويستطيعون العيش فيها وحدهم بعيدا عن الله. وان دين الله يشكل حجرا على العقل البشري المبدع - 00:03:08ضَ
فانتشر الالحاد والاباحية والانانية والظلم بشكل لم يسبق له مثيل كما قال ربنا جل وعلا حتى اذا اخذت الارض زخرفها وازينت وظن اهلها انهم قادرون عليها اتاها امرنا ليلا او نهارا فجعلناها حصيدا كان لم تغن بالامس. كذلك نفصل الايات لقوم يتفكرون. فاراد - 00:03:29ضَ
الرحمن الرحيم اللطيف الخبير لرحمته بخلقه خلي بالك لرحمته بخلقه ان يذكرهم بهذا الفيروس الضعيف ان نذكرهم فقرهم وضعفهم وعجزهم يا ايها الناس ضرب مثل فاستمعوا له ان الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له - 00:03:58ضَ
ان يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه. ضعف الطالب والمطلوب ما قدروا الله حق قدره ما قدروا الله حق قدره ما قدروا الله حق قدره ان الله لقوي عزيز ثانيا - 00:04:26ضَ
ازداد اهل الايمان في الارض بهذه المحنة ايمانا بالله وبالقدر خيره وشره ورأوا ان ظاهر المحنة شر وبلاء وان باطنها خير واصطفاء ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو اخباركم - 00:04:46ضَ
احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا امنا وهم لا يفتنون. ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع. ونقص من الاموال والانفس والثمرات. وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة - 00:05:06ضَ
قالوا انا لله وانا اليه راجعون. اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة. واولئك هم المهتدون اخي اختي مصيبة تقربك من الله خير من نعمة تبعدك عن الله عاش اهل الايمان في الارض - 00:05:27ضَ
مع قول الله جل وعلا ما اصاب من مصيبة الا باذن الله. ومن يؤمن بالله يهد قلبه. اي يهدي الله قلبه هداية توفيق وتسليم ورضا ويقين ان ما اصابه لم يكن ليخطئه - 00:05:50ضَ
وانما اخطأه لم يكن ليصيبه قال سبحانه ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها ان ذلك على الله يسير. لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما اتاكم. والله لا يحب كل - 00:06:07ضَ
مختال فخور فلجأ اهل الايمان الى الله جل وعلا بالتوبة والاستغفار والتضرع والدعاء والافتقار والانكسار والتذلل بين يدي العزيز الغفار يرفع الضر والوباء فوالله الذي لا اله غيره لا يرفع الضر والوباء الا ملك الارض والسماء - 00:06:26ضَ
وهي مش هزكى الله بضر فلا كاشف له الا هو واي امسسك بخير فهو على كل شيء قدير. وقال سبحانه واذا اراد الله بقوم سوءا فلا مرد له وما لهم من دونه من وال - 00:06:51ضَ
ومن قدر الله عز وجل عليه الموتى بهذا الوباء فله اجر الشهيد كما في البخاري من حديث ام المؤمنين عائشة ثالثا تيقن الجميع في الارض ان الاموال والمناصب عاجزة عن دفع الوباء - 00:07:08ضَ
نعم تيقن الجميع في الارض ان الاموال والمناصب والكراسي عاجزة عن دفع الوباء. وان الموت اقرب الى احدنا من فاقرب غائب ننتظره جميعا هو الموت. مع تناسينا له فالسلطان لا يمنعه - 00:07:33ضَ
والمال لا يدفعه كل من عليها فان. ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام. رابعا تعلم اهل الارض بشكل عملي انهم يركبون جميعا سفينة واحدة ان نجت نجا الجميع وان غرقت هلك الجميع - 00:07:54ضَ
والمنكر والظلم وسفك الدماء والفجور والمعاصي والوقوع في حدود الله والوقوع في حدود الله افات حقيقية تنخر في قاع السفينة وتعرض السفينة للمخاطر الجسام وللغرق المحقق ولو غرقت هلك الجميع - 00:08:14ضَ
فان تخلى اهل الفضل واهل العلم واهل الفكر واهل الحكمة عن الامر بالمعروف بمعروف والنهي عن المنكر بغير منكر ستغرق السفينة ولا ينبغي لعاقل ان يتبرم او يتضجر من هذا - 00:08:42ضَ
بدعوى الحرية الشخصية او حق الملكية او ان اخرق في نصيبي فكلها كلمات تحمل ربما في ظاهرها حسن النية وطيب المقصد لكنها اصل الداء وجرثومة البلاء وقد عبر عن هذا امام الانبياء - 00:08:59ضَ
ببلاغة منقطعة النظير في حديث السفينة الواحدة وما بين ركابها من حقوق وواجبات وعلائق ومسؤوليات كما في حديث النعمان ابن بشير في صحيح البخاري انه صلى الله عليه وسلم قال مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة. يعني ضربوا قرعة - 00:09:20ضَ
واصاب بعضهم اعلاها واصاب بعضهم اسفلها فكان الذين في اسفلها اذا اشتقوا الماء مروا على من فوقهم وقالوا لو انا خرقنا في نصيبنا خرقا يعني في قاع السفينة حتى لا نؤذي من فوقنا. قال عليه الصلاة والسلام لو تركوهم وما ارادوا لهلكوا - 00:09:46ضَ
ولو اخذوا على ايديهم لنجوا ونشوف جميعا خامسا من المنح في هذه المحنة شكر الله تعالى على كثير من النعم التي الفناها فنسيناها كنعمة الطواف حول بيت الله الحرام كنعمة التشرف بالسلام على النبي عليه الصلاة والسلام - 00:10:07ضَ
كنعمة صلاة الجمعة كنعمة صلاة الجماعة كنعمة صلاة التراويح شكر الله تعالى على كثير من هذه النعم كنعمة الصحة وكنعمة الحرية حرية التنقل والسفر ولقاء الاحبة والاهل والاصدقاء ذكرتنا هذه - 00:10:32ضَ
المحنة بهذه النعم العظيمة ونرجو مزيدا من الشكر لدوام النعم. واذ تأذن ربكم لئن شكرتم لازيدنكم. سادسا من المنح في هذه المحنة اجتماع شمل كثير من الاسر لاول مرة بعد استقالة تربوية جماعية وقعت - 00:10:57ضَ
في كثير من بيوت المسلمين وقد انشغل كل فرد بعالمه الافتراضي بموقعه الخاص على موقع من المواقع او بهاتفه الذكي سعادة الاسرة لاول مرة والتقى افرادها جميعا مع بعضهم البعض - 00:11:22ضَ
ونرجو الله ان تعود للاسرة مكانتها سابعا من منح في هذه المحنة ظهور قيم اجتماعية عملية جديدة كترشيد الاستهلاك والاتفاق بالضرورات ومراجعة اوجه الانفاق والحرص الشديد على النظافة الشخصية ونظافة البيوت - 00:11:44ضَ
والشوارع ووسائل المواصلات والحرص على تعقيمها وتطهيرها والابتعاد عن الاخلاقيات والعادات والسلوكيات السيئة واغلاق اماكن الفساد في انحاء العالم كبيوت الرذيلة واماكن بيع المشروبات المحرمة. والغاء الحفلات والتجمعات واغلاق المسارح والملاهي والمقاهي والكافيهات - 00:12:08ضَ
والدعوة الى منع التدخين والشيشة والاختلاط منح في طي هذه المحنة ثامنا صور مشرقة من التكافل على مستوى العالم وزيادة المشاعر بالتعاطف الصادق مع المصابين والفقراء واهل الحاجة تاسعا الوقوف على الدور العظيم الكبير - 00:12:35ضَ
الذي يقوم به افراد القطاعات الخدمية الاطباء وفرق التمريض وواجب على البشرية الان ان تكرمهم وان تعيد النظر الى دورهم في المجتمع فلا يجوز ابدا ان نبحث عنهم في وقت الشدة - 00:13:04ضَ
والبلاء وان نتجاهل دورهم ومكانتهم في وقت الدعة والرخاء عاشرا واخيرا اقولها لكم لن يكون العالم بعد هذا الوباء كالعالم قبل هذا الوباء فلنقرأ الحدث جيدا ولنعد النظر والوقوف مع الذات - 00:13:29ضَ
للمراجعة في كل النواحي الدينية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والصحية والتعليمية والاعلامية والسلوكية والتربوية. واخيرا اذكر بقول ربي لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم واذكر بقول ربي وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم. وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم. والله يعلم - 00:13:54ضَ
وانتم لا تعلمون وربما كان مكروه النفوس الى محبوبها سببا ما مثله سببه؟ اسأل الله جل وعلا ان يصرف عن اهل الارض هذا الوباء وان يرفع عنا وعن المسلمين في كل مكان. كل شر وسوء. وان يحفظ بلدنا مصر. وجميع بلاد المسلمين من - 00:14:26ضَ
كل فتنة ومحنة انه ولي ذلك ومولاه وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:14:53ضَ