بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم لك الحمد لا نحصي ثناء عليك انت كمان اثنيت على نفسك اللهم اعنا على اتمام ما بقي من الشهر - 00:00:00
بالعمل الصالح والنية الصادقة زدنا من فضلك ورحمتك وكرمك وتقبل منا انك انت السميع العليم. اللهم اعز الاسلام واهله وادل اعداؤه يا رب العالمين هذا المجلس الحادي والعشرين او الواحد والعشرين من مجالس اه التعليق على اه مدارس السالكين للامام ابن القيم رحمه الله - 00:00:14
وكنا قد سرنا يوم امس سير سيرا يعني سعيدا جدا في منزلة المحبة واليوم هناك عدة منازل مرتبطة بطريقتنا او باخرى بالمحبة. ولكن اغلب ارتباطها هو ارتباط اصطلاحي من جهة - 00:00:37
اصطلاح القوم كما يسميهم الامام ابن القيم رحمه الله تعالى ولاجل ذلك آآ يعني سنتجاوز عددا كبيرا من المواضع في المقامات القادمة وانتقيت منها يعني مواضع يسيرة بعض المنازل يعني سنقرأ فيها عدة صفحات وبعض المنازل سنقرأ فيها عدة اسطر وبعض المنازل لن نقرأ فيها شيئان - 00:00:59
فليكن هذا منكم على بال في سيرنا هذا اليوم لذلك سنأخذ اليوم منازل آآ ليست قليلة باعتبار هذا المعنى واؤكد دائما انه قراءتنا قراءة مقاصد آآ لهذا لهذا الكتاب. القراءة المقاصدية او لنقل التعليق المقاصدي او النظر المقاصدي للكتب يختلف - 00:01:21
رجعت هناك نظر مقاصدي ما يتطلب قراءة اصلا هذا لا يسمى قراءة وانما يسمى مثلا مقاصد كتاب كذا مثلا اه مثلا انا ما عملت في شرح الترمذي لابن رجب في سبع محاضرات - 00:01:44
كانت عبارة عن كل محاضرة نأخذ مقاصد فصل من الفصول او موضع من المواضع وهذا لا نقرأ فيه شيئا ولكن انا اذكر خلاصة هذا الفصل واهم ما استعرضه ابن رجب في تلك الصفحات ومع بعض التعليقات - 00:01:59
اه احيانا المقاصد تكون اقصر من من ذلك ممكن كتاب من خمس مئة صفحة يستعرظ في محاضرة واحدة ببيان اركان الكتاب وابوابه وتقسيماته الاساسية والادلة التي اعتمد عليها يعني ارتباطات الكتاب الى اخره - 00:02:17
وهناك قراءة مقاصدية وهي التي نمارسها اليوم. اه فتسميتها بالمقاصد باعتبار القراءة رح نقرأ مقاصد مدارج السالكين اي ما يرتبط ارتباطا وثيقا بمنازل اياك نعبد واياك نستعين ما يرتبط ارتباطا وثيقا بالسلوك والتزكية - 00:02:33
وليس ما يرتبط اه اصطلاحات القوم والنقاشات الواردة فيها والتعقبات والاشكالات على اننا ننتقي منها بعض الاشياء المفيدة اه على اية حال ننطلق مستعينين بالله سبحانه وتعالى. اه طبعا من - 00:02:52
اه السمات في المنازل اللي موجودة اليوم مثل منزلة الوجد ومنزلة الغيرة ومنزلة العطش والشوق والقلق ومنزلة هيمان والدهش وما الى ذلك. يعني من سماتها ان فيها ملاحظات كثيرة يتعقبها الامام ابن القيم - 00:03:14
يعني ابدى كثيرا من الملاحظات السلوكية والتصورية على آآ بعض بعض القوم في في مثل هذه المقامات فالذي لديه اهتمام الذي لديه اهتمام بموضوعات التعقب او التعقبات على بعض القضايا السلوكية التصوفية يقرأ هذي المنازل - 00:03:34
كاملة لانه فيها نقاش طويل لمثل هذه القضايا. طيب منزلة الغيرة هناك موضع موضع صغير جدا او قصير جدا في صفحة خمس مئة وثلاثة اخر صفحة خمس مئة وثلاثة هناك عدة اسطر ساقرأها. قال ابن القيم رحمه الله قال تعالى وفي ذلك فليتنافس المتنافسون - 00:03:54
وبين المنافسة والغبطة جمع وفرق. وبينهما وبين الحسد ايضا جمع وفرق فالمنافسة تتضمن مسابقة واجتهادا وحرصا والحسد يدل على مهانة الحاسد وعجزه والا فنافس من حسدته فذلك انفع لك من حسده - 00:04:23
كما قيل اذا اعجبتك خلال امرئ فكنه يكن منك ما يعجبك فليس على الجود والمكرمات اذا جئتها حاجب يحجبك والغبطة تتضمن نوع تعجب وفرح للمغضوب واستحسان لحاله. آآ عندي ملاحظة على الابيات مثل هذه الابيات الجميلة - 00:04:43
بيتان جميلان جدا مثل هذه الابيات حبذا يكون عندكم قسم في التدوين سواء في الكتاب نفسه او في دفتر خارجي او في ملف وورد او شي ملف خاص للابيات الشعرية الجميلة - 00:05:04
فجمع الابيات والشواهد الشعرية امر مفيد جدا طيب اه ننطلق الى خمس مئة واحدعش فقال فصل ومن منازل اياك نعبد واياك نستعين. منزلة الشوق. قال الله تعالى من كان يرجو لقاء الله فان اجل الله لات - 00:05:21
قيل هذا تعزية للمشتاقين وتسلية لهم. اي انا اعلم ان من كان يرجو لقائي فهو مشتاق الي فقد قلت له اجلا يكون عن قريب فانه ات لا محالة. وكل ات قريب. وفيه لطيفة اخرى وهي تعليل المشتاقين - 00:05:45
برجاء اللقاء لولا التعلل بالرجاء لقطعت نفس المحب صبابة وتشوقا. ولقد يكاد يذوب منه قلبه مما يقاسي حسرة حتى اذا روح الرجاء اصابه سكن الحريق اذا تعلل باللقاء. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه اسألك لذة - 00:06:05
بالنظر الى وجهك والشوق الى لقائك ثم في خمس مئة وثلطعش يتكلم هو عن اه تعريف الشوق وكلام السالكين وائمة التصوف في ذلك ثم قال وقيل هو له اب ينشأ بين اثناء الحشاء يسنح عن الفرقة فاذا وقع اللقاء طفئ - 00:06:28
قلت هذه مسألة نزاع بين المحبين وهي ان الشوق هل يزول باللقاء ام لا؟ ولا يختلفون ان المحبة لا تزول باللقاء. طبعا هو يتكلم كلام عام ليس خاصا بموضوع الشوق الى الله - 00:06:50
سبحانه وتعالى وانما يتكلم بشكل عام الشوق في المحبة هل الشوق ينطفئ مع اللقاء؟ ام لا؟ ام يزداد يقول فمنهم من قال يزول باللقاء لان الشوق هو سفر القلب الى محبوبه فاذا قدم عليه ووصل اليه صار مكان الشوق قرة عين - 00:07:03
اه صار مكان الشوك قرة عينه او قرة عينه به وهذه القرة تجامع المحبة ولا تنافيها. قال هؤلاء واذا كان الغالب على القلب مشاهدة المحبوب لم يتركه الشوق. وقيل لبعضهم هل تشتاق اليه؟ قال لا انما الشوق الى غائب وهو حاضر - 00:07:21
وقالت طائفة بل يزيد الشوق بالقرب والوصول ولا يزول لانه كان قبل الوصول على الخبر والعلم وبعده قد صار على العيان والشهود. ولهذا قيل وابرح ما يكون الشوق يوما اذا دنت الخيام من الخيام - 00:07:37
آآ قال الجنيد سمعت السري يقول الشوق اجل مقام للعارف اذا تحقق فيه واذا تحقق في الشوق لهى عن كل شيء يشغله عن يشتاق اليه. وعلى هذا فاهل الجنة دائما في شوق الى الله مع قربهم منه. ورؤيتهم له - 00:07:57
آآ قالوا ومن الدليل على ان الشوق يكون حال اللقاء اعظم انا نرى المحب يبكي عند لقاء محبوبه وذلك البكاء انما هو ان شوقه اليه ووجده به. ولذلك يجد عند لقائه نوعا - 00:08:14
من الشوق لم يجده في حال غيبته عنه فصل النزاع في هذه المسألة ان الشوق يراد به حركة القلب واحتياجه للقاء المحبوب. فهذا يزول باللقاء. ولكن يعقبه شوق اخر اعظم - 00:08:29
تثيره حلاوة الوصل ومشاهدة جمال المحبوب فهذا يزيد باللقاء والقرب ولا يزول. والعبارة عن هذا وجوده والاشارة اليه حصوله وبعضهم سمى النوع الاول شوقا والنوع الثاني اشتياقا ما يرجع الطرف عنه عند رؤيته حتى يعود اليه حتى يعود اليه الطرف مشتاق - 00:08:44
طيب اه خمس مئة وسطعش اه يعلق الامام ابن القيم على تصدير اه الهروي لمنزلة الشوق بقول الله سبحانه وتعالى من كان يرجو لقاء الله فان اجر الله لات قال اه ابن القيم قلت هو صدر الباب بقوله تعالى من كان يرجو لقاء الله فان اجل الله لات. فكأنه جعل الرجاء - 00:09:08
بلسان الاعتبار لا بلسان التفسير. او ان دلالة الرجاء على الشوق باللزوم لا بالتضمن ولا بالمطابقة طبعا انواع الدلالات هذي مهمة جدا مهم لطالب العلم انه يعرف انواع الدلالات دلالة التضمن دلالة المطابقة ضد دلالة اللزوم. هذي تتكرر كثيرا حتى في كتاب ابن القيم هذا من دارج السالكين مرت علينا اكثر من مرة - 00:09:34
ومن يقرأ في كتب المتقدمين يجد دائما الكلام عن هذي الدلالات انه هذا الشيء الشيء يدل على الشيء اما باللزوم واما بالمطابقة واما بالتظمن. المهم مو مبحث يعني يتناول ايضا في علم المنطق - 00:09:59
اه فهو يقول دلالة الرجاء على الشوق باللزوم يعني الرجاء يستلزم الشوق ولا يتضمن الشوق ولا هو مطابق الشوق يعني ليس الرجاء هو الشوق هو هو ولا يتضمنه في داخله وانما يستلزمه فمن رجا - 00:10:13
كان رجاؤه يستلزم وجود الشوق. فلاجل ذلك المؤلف صدر منزلة الشوق بمن كان يرجو لقاء الله لانه تعلم انه لفظ الشوق لم يرد في القرآن ورد في السنة لكن لم يرد في القرآن - 00:10:32
فاراد المؤلف ان يأتي باية من القرآن تكون مناسبة لمعنى الشوق الى الله سبحانه وتعالى فاتى بالرجاء ثم علق ابن القيم فقال نعم ولكن الرجاء ليس هو الشوق ولا من هو انما يستلزمه - 00:10:48
طيب اه في خمس مئة وثمنطعش علق على اه مسألة وكررها اكثر من مرة في المنازل التالية واراد ان يكررها لحتى لا يتجاوز الملاحظات الموجودة في اه كلام القوم في قضية انه بعضهم يقول كلاما معناه انه ممكن الانسان ان يشاهد الله سبحانه وتعالى - 00:11:00
في هذه الدنيا فهو يقول انه لا سبيل في الدنيا الى مشاهدة تزيل الشوق البتة. ومن ادعى هذا فقد كذب وافترى. فانه لم يحصل هذا لموسى ابن عمران الرحمن عز وجل فضلا عن من دونه فما هذه المشاهدة التي مبنى مذهب هذه الطائفة عليها بحيث لا يكون معها شوق؟ اهي كمال - 00:11:22
عيانا وجهره سبحانك هذا بهتان عظيم. ام نوع من مشاهدة القلب لمعروفه مع اقترانها بالحجب الكثيرة التي لا يحصيها الا الله اه فهل تمنع هذه المشاهدة الشوق الى كمالها وتمامها الى اخر الكلام - 00:11:42
طيب اه ثم ذهب الى منزلة القلق واه في صفحة خمسمية واربعة وعشرين يقول الامام ابن القيم رحمه الله عن القلق القلق الناتج عن الشوق القلق الناتج عن الشوق يعني انه الشوق اذا قوي - 00:12:00
تجرد عن الصبر فيسمى قلقا كما قال ابن القيم. يقول آآ في اخر خمس مئة واربعة وعشرين يقول يعني يعلق على الدرجة الاولى آآ يقول يضيق خلق صاحبه عن احتمال الاغيار - 00:12:23
فلا يبقى فيه اتساع لحملهم. فضلا عن تقييدهم له وتعوقه بانفاسهم. ثم قال وحدثني بعض واقارب شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله قال كان في بداية امره يخرج احيانا الى الصحراء يخلو عن - 00:12:38
الناس لقوة ما يرد عليه فتبعته يوما فلما اسحر يعني صار في مكان فارغ في الصحراء فلما اسحر تنفس الصعداء ثم جعل يتمثل بقول الشاعر وهو لمجنون ليلى من قصيدته الطويلة واخرج من بين البيوت لعلني - 00:12:58
احدث عنك النفس بالسر خالية. وصاحب هذه الحال ان لم يرده الله سبحانه الى الخلق بتثبيت وقوة والا فان فانه لا صبر له على مخالطتهم واننا هذا البيت اكثر بيت سبحان الله عالق في ذهني آآ - 00:13:18
من من سيرة ابن تيمية كاملة وربما كتبته قبل فترة في آآ تويتر طيب ثم اه ننتقل الى سننتقل انتقالة طويلة الى صفحة فخمس مئة وسبعة واربعين الى صفحة خمس مئة وسبعة واربعين في منزلة الوجد - 00:13:38
بمنزلة الوجد اه كان الهروي رحمه الله يتكلم عن اه انه يتكلم عن درجة ثالثة في الوجه اه يقول فيه انه وجد يخطف العبد من يد الكونين ويمحص معناه من درن الحظ ويسلبه من رق الماء والطين - 00:14:08
انا استوقفتني استوقفني تعليق ابن القيم على قوله يسلبه من رق الماء والطين يعني تعليق ابن القيم على معنى العبودية وان هناك عبودية الطين وعبودية جسمه وهناك العبودية الاخرى العظيمة. فيقول - 00:14:26
قوله ويسلبه من رق الماء والطين اي يعتقه ويحرره من رق الطبيعة والجسم المركب من الماء والطين الى رق رب العالمين. فخادم الشقي بخدمته عبد الماء والطين كما قيل يا خادم الجسم كم تشقى بخدمته فانت بالروح لا بالجسم انسان. والناس في هذا المقام - 00:14:44
عبد محض وحر محض ومكاتب قد ادى بعض كتابته وهو يسعى في بقية الاداء طبعا المكاتب لمن لا يعرفهم موجود المكاتب حتى في القرآن والذين يبتغون الكتاب مما ملكت ايمانكم فكاتبوهم ان علمتم فيهم خيرا. هذا العبد المكاتب اللي هو يبدأ يعتق نفسه بماله - 00:15:04
العبد يعني بمال يدفع مال الى سيده حتى يعتق نفسه فيسمى مكاتبا الى ان ينتهي من مبلغ معين ثم آآ يعتق طبعا اختلف العلماء كما في حكم المكاتب اذا اراد العبد ان يعتق نفسه هل هو واجب او ليس واجبا؟ بعض العلماء يقول هو واجب - 00:15:28
فاي عبد آآ اي عبد يريد التحرر بالمال يستطيع وجوبا هذا قول مشهور لاهل العلم. على اية حال يقول والناس في هذه في هذا المقام ثلاثة عبد محض وحر محض ومكاتب قد ادى بعض كتابته وهو يسعى في بقية - 00:15:45
الاداء فالعبد المحض عبد الماء والطين الذي قد استعبدته نفسه وشهوته وشهوته وملكته وقهرته. فانقاد لها انقياد العبد الى سيده الحاكم عليه. والحر المحض هو الذي قهر شهوته ونفسه وملكها. فانقادت معه وذلت له ودخلت تحت - 00:16:05
وحكمه. والمكاتب من قد عقد له سبب الحرية وهو يسعى في كمالها فهو عبد من وجه حر من وجه وبالبقية التي بقيت عليه من الاداء يكون عبدا ما بقي عليه درهم. فهو عبد ما بقي عليه حظ من حظوظ نفسه. فالحر من - 00:16:26
من رق الماء والطين وفاز بعبودية رب العالمين فاجتمعت له العبودية والحرية فعبوديته من كمال حريته وحريته من كمال عبوديته مثل هذا الموضع موضع لطيف جدا وجميل ويصلح انه استشهد به حتى في بعض القضايا الفكرية المتعلقة بالحرية اليوم - 00:16:46
اه ننتقل بعد ذلك الى اه صفحة خمس مئة وسبعين في منزلة البرق في منزلة البرق يتكلم عن اه مم اه الهروي يتكلم عن برق يلمع من جانب اللطف في عين الافتقار فينشئ سحاب السرور ويمطر مطر الطرب ويجري من نهر الافتخار - 00:17:09
يقول ابن القيم هذا البرق يلمع من افق ملاطفة الرب تعالى لعبده بانواع الملاطفات ومطلع هذا البرق في عين الافتخار الذي هو باب السلوك الى الله تعالى والطريق الاعظم الذي لا يدخل عليه الا منه. انا اظن انه هذي - 00:17:36
قار وليست الافتخار آآ مكتوب عندنا الافتخار لكنه اصح الافتقار طيب يقول ومطلع هذا البرق في عين الافتقار الذي هو باب السلوك الى الله تعالى والطريق الاعظم الذي لا يدخل عليه الا - 00:17:53
منه وكل طريق سواه فمسدود. ومع هذا فلا يصل العبد منه الا بالمتابعة. فلا طريق الى الله البتة ابدا ولو تعنى المتعنون ان المتمنون الا الافتقار ومتابعة الرسول فقط فلا يتعب السالك نفسه في غير هذه الطريق فانه على غير شيء وهو صيد الوحوش - 00:18:13
اتباع قوله فينشئ سحاب السرور اي ينشئ للعبد سرورا خاصا وفرحا بربه لا عهد له بمثله ولا نظير له بالدنيا ونفحة من نعيم الجنة ونسمة من ريح شمالهم. فاذا نشأ له ذلك السحاب امطر عليه صيبا الطرب. فطرب باطنه - 00:18:35
وسره لما ورد عليه من عند سيده ووليه. واذا اشتد ذلك الطرب جرى به نهر الافتخار. يتميز به عن ابناء جنسه بما خص الله به واما ان يريد به افتخاره على الشيطان وهذه مخيلة محمودة طربا وافتخارا عليه فان الله لا يكره ذلك. ولهذا يحب المختال بين الصفين عند الحرب - 00:18:55
ما في ذلك من مراغمة اعدائه ويحب الخيلاء عند الصدقة كما جاء بذلك مصرحا به في الحديث لسر عجيب يعرفه اولو الصدقات والبذل من نفوسهم عند للعطاء وابتهاجهم به واغتيالهم على النفس الشحيحة الامارة بالبخل وعلى الشيطان المزين لها ذلك - 00:19:17
وهم ينفدون المال في اول الغنى ويستأنفون الصبر في اخر الصبر مغاوير للعليا مغابير للحمى مفاريج للغمة مداريك للوتر او للوتر وتأخذهم في ساعة الجود هزة كما تأخذ المطراب عن نزوة الخمر - 00:19:36
فهذا الافتخار من تمام العبودية. او يريد به انه حري بالافتخار بما تميز به ولم يفتخر به ابقاء على عبوديته وافتقاره المعنيين صحيح والله اعلم وسر ذلك ان العبد اذا اذا لاحظ ما هو فيه من الالطاف وشهده من عين المنة ومحض الجود شهد مع ذلك - 00:19:53
اليه في كل لحظة وعدم استغنائه عنه طرفة عين فكان ذلك من اعظم ابواب الشكر واسباب المزيد وتوالي النعم عليه وكلما توالت عليه النعم انشأت في قلبه سحائب السرور. واذا انبسطت هذه السحائب في سماء قلبه وامتلأ بها افقه امطرت عليه وابل الطرب - 00:20:18
بما هو فيه من لذيذ السرور فان لم يصبه وابل فطل وحينئذ فيجري على لسانه وظاهره نهر الافتخار من غير عجب ولا فخر بالفرح بفضل الله ورحمته كما قال تعالى قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا فالافتخار على ظاهره والافتقار والانكسار في باطنه - 00:20:37
ولا ينافي احدهما الاخر. وتأمل قول النبي صلى الله عليه وسلم انا سيد ولد ادم ولا فخر فكيف اخبر بفضل الله ومنته عليه واخبر ان ذلك لم يصدر منه افتخارا به على من دونه ولكن اظهارا لنعمة الله عليه واعلاما - 00:20:57
امتي بقدر امامهم ومتبوعهم عند الله. وعلو منزلته لديه لتعرف الامة نعمة الله عليه وعليهم. ويشبه هذا قول يوسف الصديق للعزيز اجعلني على خزائن الارض اني حفيظ عليم. فاخباره عن نفسه بذلك لما - 00:21:13
انا متضمنا لمصلحة تعود على العزيز وعلى الامة وعلى نفسه كان حسنا. اذ لم يقصد به الفخر عليهم فمصدر والكلمة والحامل عليها يحسنها ويهجنها وصورته واحدة ثم قال فصل ومنها منزلة الذوق - 00:21:33
والذوق مباشرة الحاسة الظاهرة والباطنة للملائم والمنافر ولا يختص ذلك بحاسة الفم في لغة القرآن. بل ولا في لغة العرب. قال الله تعالى ذوقوا عذاب الحريق. وقال فذوقوا العذاب بما - 00:21:53
انتم تكفرون وقال هذا فليذوقوه حميم وغساق. وقال فاذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون اما الكيف جمع بين الذوق واللباس ليدل على مباشرة المذوق واحاطته وشموله فافاد الاخبار عن اذاقته انه واقع مباشر - 00:22:09
منتظر فان الخوف قد يتوقع ولا يباشر وافاد الاخبار عن لباسه انه محيط شامل كاللباس للبدن. وفي الصحيح انه صلى الله عليه وسلم انه قال ذاق طعم ايمان من رضي بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا. فاخبر ان للايمان طعما وان القلب يذوقه كما يذوق - 00:22:29
والفة مطعم الطعام والشراب وقد عبر النبي صلى الله عليه وسلم عن ادراك حقيقة الايمان والاحسان وحصوله للقلب. ومباشرته له بالذوق تارة وبالطعام والشراب تارة وبوجود الحلاوة تارة اخرى او بوجود الحلاوة تارة كما قال ذاق طعم الايمان وقال ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان - 00:22:49
من كان الله ورسوله احب اليه مما سواهما ومن كان يحب المرء لا يحبه الا لله ومن كان يكره ان يرجع في الكفر كما بعد اذا انقذه الله منه كما يكره ان يلقى في النار - 00:23:15
ولما نهاهم عن الوصال قال طبعا الوصال معروف اللي هو ان يصل يوما بيوم في الصيام بدون سحور بدون افطار بدون شيء ولما نهاوهم عن الوصال قالوا انك تواصل قال اني لست لست كهيئتكم اني اطعم واسقى. وفي لفظ اني اظل عند ربي يطعمني ويسقيني وفي لفظ ان لي مطعما يطعمني وساقيا يسقيني - 00:23:25
وقد غلظ او غلظ حجاب من ظن ان هذا طعام وشراب حسي للفم. ان هم اختلفوا ايش المقصود اني يطعمني ربي ويسقيني. بعضهم قال يعني له النبي صلى الله عليه وسلم اكل خاص من باب المعجزة لا يراه احد - 00:23:47
هو يقول لهم ابن القيم يقول لو كان كذا ما صار اسمه مواصل ما صار اسمه مواصل اليوم باليوم يقول ولو كان كما ظنه هذا الظن لما كان صائما فضلا عن ان يكون مواصلا ولما صح جوابه بقوله اني لست كهيئتكم - 00:24:03
فاجاب بالفرق بينهم وبينه هواء لو كان يأكل ويشرب فيه الكريم حس ان كان الجواب ان يقول وانا لست اواصل ايضا فلما اقرهم على قولهم انك تواصل علم انه صلى الله عليه وسلم كان يمسك عن الطعام والشراب ويكتفي بذلك الطعام والشراب العالي الروحاني الذي يغني عن الطعام والشراب - 00:24:17
الحسي وهذا الذوق هو الذي استدل به هرقل على صحة النبوة حيث قال لابي سفيان فهل يرتد احد منهم سخطة او سخطة لدينه؟ فقال قال لا قال وكذلك الايمان اذا خالطت حلاوته بشاشة القلوب - 00:24:35
فاستدل بما يحصل لاتباعه من ذوق الايمان الذي اذا خالطت بشاشته القلوب لم يسخطه ذلك القلب ابدا على انه دعوة نبوة دعوة نبوة ورسالة لا دعوة ملك والياسة والمقصود ان ذوق حلاوة الايمان والاحسان امر يجده القلب - 00:24:52
تكون نسبته اليه كنسبة ذوق الحلا حلاوة الطعام الى الفم وذوق حلاوة الجماع الى الفة النفس كما قال النبي صلى الله عليه وسلم حتى تذوقي عسيلته ويذوق عسيلتك. فللإيمان طعم وحلاوة يتعلق بهما ذوق - 00:25:14
ولا تزول الشبه والشكوك عن القلب الا اذا وصل العبد الى هذه الحال فباشر الايمان قلبه حقيقة المباشرة فيذوق طعمه ويجد حلاوته والله الموفق ثم ننتقل الى صفحة خمس مئة واثنين وثمانين - 00:25:29
آآ تكلم عن آآ حديث سيد الاستغفار وفيه وانا على عهدك ووعدك ما استطعت. قال اي مقيم على التصديق بوعدك وعلى القيام بعهدك بحسب استطاعتي. والحامل على هذه الاقامة طبعا لا نزلنا في نفس المنزل ونزلة الذوق - 00:25:53
قال والحامل على هذه الاقامة والثبات ذوق طعم طعم الايمان يعني هو ايش الاثار اللي تترتب على من يذوق طعم الايمان واحدة من اهم الاثار هي المداومة والثبات والاستمرار فيقول لك الحامل على هذه الاقامة والثبات ذوق طعم الايمان - 00:26:13
وهذه القضية مركزية ومهمة جدا انه يفهم الانسان انه من اعظم اسباب ثباته على دين الله سبحانه وتعالى هو هو ان ان يصل الى حلاوة الايمان فاذا وصل الى حلاوة الايمان من الصعب جدا ان يبحث عن شيء اخر - 00:26:33
قال ولو كان الايمان مجازا آآ لا حقيقة لم يثبت القلب على حكم الوعد والوفاء بعهد العهد ولا يفيد في هذا المقام الا ذوق طعم الايمان وثوب وثوب العارية لا يجمل لا يجمل لابسه - 00:26:48
ولا سيما اذا عرف الناس انه ليس له. يعني الثوب المستعار وانه عارية عليه كما قيل ثوب الرياء يشف عما تحته فاذا اشتملت به فانك عاري وكان بعض الصحابة يكثر التلبية في احرامه ثم يقول لبيك لو كان رياء لطمحل. وقد نفى الله تعالى الايمان عن عن من ادعاه وليس - 00:27:06
فيه ذوق. فقال تعالى قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا. ولما يدخل الايمان في قلوب بكم فهؤلاء مسلمون وليسوا بمؤمنين لانهم ليسوا ممن باشر الايمان قلبه فذاق حلاوة وطعمه. وهذا حال اكثر المنتسبين الى الاسلام. وليس هؤلاء - 00:27:30
كفارا فانه سبحانه اثبت لهم الاسلام بقوله ولكن قولوا اسلمنا ولم يرد قولوا بالسنتكم من غير مواطئة القلب فانه فرق بين قولهم امنا وقولهم اسلمنا ولكن لما لم يذوقوا طعم الايمان قال لم تؤمنوا ووعدهم - 00:27:54
وتعالى مع ذلك على طاعتهم الا ينقصهم من اجورهم شيئا. من من اجور اعمالهم شيئا ثم ذكر اهل الايمان الذين ذاقوا طعمه وهم الذين امنوا به وبرسوله ثم لم يرتابوا في ايمانهم وانما انتفى عنهم الريب لان - 00:28:14
ايمان قد باشر قلوبهم وخالطتها بشاشته فلم يبق للريب فيه موضع. وصدق ذلك الذوق بذلهم احب شيء اليهم في رضا ربهم تعالى وهو اموالهم وانفسهم. ومن الممتنع حصول هذا البذل من غير ذوق طعم الايمان ووجود - 00:28:32
حلاوته فان ذلك انما يحصل بصدق الذوق والوجد. كما قال الحسن ليس الايمان بالتمني ولا بالتحلي ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل. فالذوق والوجد امر باطن والعمل دليل عليه ومصدق له - 00:28:52
كما ان الريب والشك والنفاق امر باطن والعمل دليل علي ومصدق له. فالاعمال ثمرات العلوم والعقائد. فاليقين يثمر الجهاد ومقامات الاحسان فعلى حسب قوته تكون ثمرته ونتيجته والريب والشك يثمر الاعمال المناسبة له وبالله التوفيق - 00:29:08
آآ ثم ننتقل الى في منزلة اللحم الست مئة وثلاثة هو اه ذكر كلاما للهروي معناه او يمكن ان يفهم منه مثل ما المسألة سأل عنها زياد اللي هي قضية انه الدعاء انه يعني قد لا - 00:29:29
المقصود ليس هو السبب لتحقيق معين لانه كله مقدر وانما هو فقط من باب العبودية. فالامام ابن القيم بعد ان ذكر طائفة كبيرة من الاحاديث والايات التي تحث على الدعاء ثم ختمها بالبيت الذي سبق ان ذكره ايضا اللي هو لو لم ترد - 00:29:50
بذل ما ارجو واطلبه من جود كفك ما عودتني الطلبة وذكر ان الله سبحانه وتعالى يحب تذلل عبيده الى اخره ثم قال في اخر الصفحة وفي هذا المقام غلط طائفتان من الناس - 00:30:10
طائفة ظنت ان القدر السابق يجعل الدعاء عديم الفائدة قالوا فان المطلوب ان كان قدر فلا بد من وصوله دعا العبد او لم يدعوا وان كان وان لم يكن قد قدر فلا سبيل الى حصوله آآ - 00:30:25
دعا او لم يدعو ولما رأوا الكتاب والسنة والاثار قد تظاهرت بالدعاء وفضله والحث عليه وطلبه قالوا هو عبودية محضة لا تأثير له في المطلوب البتة وانما تعبدنا به الله وله ان يتعبد عباده بما شاء كيف شاء - 00:30:39
الطائفة الثانية ايضا هي غالطة قال والطائفة الثانية ظنت ان بنفس الدعاء والطلب ينال المطلوب. وانه موجب لحصوله حتى كأنه سبب مستقل. وربما انضاف الى ذلك شهودهم ان هذا السبب منهم وبهم. وانهم هم الذين فعلوه. وان نفوسهم هي التي فعلته واحدثته. وان - 00:30:58
ان الله خالق افعال العباد وحركاتهم وسكناتهم واراداتهم فربما غاب عنهم شهود كون ذلك بالله ومن الله لا بهم ولا منهم وانه هو الذي حركهم للدعاء وقدفه في قلب العبد واجراه على لسانه. فهاتان الطائفتان غالطتان اقبح غلط وهما محجوبتان عن الله - 00:31:18
فالاولى محجوبة عن رؤية حكمته في الاسباب ونصبها لاقامة العبودية وتعلق الشرع والقدر بها فحجابها كثيف عن معرفة حكمة الله سبحانه وتعالى في شرعه وامره وقدره والثانية محجوبة عن رؤية مننه وفضله وتفرده بالربوبية والتدبير وانه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن وانه لا حول لعبدي ولا قوة - 00:31:35
اهو بل ولا للعالم اجمع الا به سبحانه وانه لا تتحرك ذرة الا باذنه ومشيئته وقول الطائفة الاولى ان المطلوب ان قدر لابد من حصوله وان لم يقدر فلا مطمع في حصوله. جوابه ان يقال - 00:31:59
هي قسم ثالث لم تذكروه وهو انه قدر بسببه فان وجد سببه وجد ما رتب عليه وان لم يوجد سببه لم يوجد ومن اسباب المطلوب الدعاء والطلب الذين ان وجدا - 00:32:17
الذين اذا وجدا وجد ما رتب عليهما كما ان من اسباب الولد الجماع ومن اسباب الزرع البدر ونحو ذلك وهذا القسم الثالث هو الحق ويقال للطائف الثانية لا موجب الا مشيئة الله - 00:32:33
تعالى وليس ها هنا سبب مستقل غيرها. فهو الذي جعل السبب سببا وهو الذي رتب على السبب حصول المسبب ولو شاء لاوجده بغير ذلك السبب واذا شاء منع السببية السبب - 00:32:49
وقطع عنه اقتضاء اثره واذا شاء اقام له مانعا يمنعه من اقتضاء اثره مع بقاء قوته فيه واذا شاء رتب عليه ضد مقتضاه وموجبه فالاسباب طوع مشيئته سبحانه وتعالى وتحت تصرفه وتدبيره يقلبها كيف يشاء. فهذا احد المعنيين - 00:33:03
في كلامي هذا تعليق منهجي جميل ومهم جدا وهو يدخل في امور عقدية وفي امور منهجية وحتى في رد على اشكالات وشبهات وغير ذلك آآ في حكمة الدعاء ومناسبته لاجابة - 00:33:23
آآ الطلب وما يتعلق بالقدر اه من هذه ومن هذه العلاقة طيب طيب ننتقل الى منزلة السرور انتقل الى منزلة السرور اه في صفحة مئة وتسعة وثمانين قال رحمه الله تعالى فصل - 00:33:38
ومنها السرور. قال صاحب المنازل باب السرور قال الله تعالى قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون تصدير الباب بهذه الاية في غاية الحسن فان الله تعالى امر عباده بالفرح بفضله ورحمته - 00:34:01
وذلك تبع للفرح والسرور بصاحب الفضل والرحمة فان من فرح بما يصل وفرح بما يصل اليه من جواد كريم محسن بر يكون فرحه بمن اوصل ذلك اليه اه اولى واحرى ونذكر ما في هذه الاية من معنى ثم نشرح كلام المصنف - 00:34:23
قال ابن عباس وقتادة ومجاهد والحسن وغيرهم فضل الله الاسلام يعني قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا فضل الله الاسلام ورحمته القرآن فجعلوا رحمته اخص من فضله فان فضله الخاص عام على اهل الاسلام - 00:34:42
ورحمته بتعليم كتابه لبعضهم دون بعض فجعلهم مسلمين بفضله وانزل اليهم كتابه برحمته. قال تعالى وما كنت ترجو ان يلقى اليك الكتاب الا رحمة من ربك وقال ابو سعيد الخدري رضي الله عنه فضل الله القرآن ورحمته ان جعلنا من اهله - 00:35:01
قلت اريد بذلك ان ها هنا امرين احدهما الفضل في نفسي والثاني استعداد المحل لقبوله كالغيث يقع على الارض القابلة للنبات فيتم المقصود بالفضل وقبول المحل له والله اعلم والفرح لذة تقع في القلب بادراك المحبوب ونيل المشتهى - 00:35:18
ايتولد من ادراكه حالة تسمى الفرح والسرور كما ان الحزن والغم من فقد المحبوب. فاذا فقده تولد من فقده حالة حالة تسمى الحزن والغم. وذكر سبحانه الامر بالفرح بفضله وبرحمته عقب قوله يا ايها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم. وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة - 00:35:36
للمؤمنين ولا شيء احق ان يفرح العبد به من فضل الله ورحمته التي تتضمن الموعظة وشفاء الصدور من ادوائها بالهدى والرحمة واخبر سبحانه ان ما اتى ان ما اتى عباده من الموعظة - 00:35:59
التي هي الامر والنهي المقرون بالترغيب والترهيب وشفاء الصدور المتضمن لعافيتها من داء الجهل والظلمة والغي والسفه وهو اشد الما لها من ادواء البدن ولكنها لما الفت هذه الادواء لم تحسا بالمها وانما يقوى احساسها بها عند مفارقة الدنيا فهناك يحضرها كل مؤلم ومحزن - 00:36:16
وما اتاها من ربها او ربها من الهدى الذي يتضمن ثلج الصدور باليقين وطمأنينة القلب به وسكون النفس اليه وحياة الروح به والرحمة التي تجلب لها كل كل خير ولذة وتدفع عنها كل شر ومؤلم - 00:36:39
الان هذا الكلام كله ينتظر الجواب فذلك فذلك هذا كله الفرح هذا خير مما يجمع الناس او من كل ما يجمع الناس من اغراض الدنيا وزينتها اي هذا هو الذي ينبغي ان يفرح به - 00:36:56
ومن فرح به فقد فرح باجل مفروح به لا ما يجمع اهل الدنيا منها فانه ليس بموضع للفرح لانه عرضة للافات ووشيك الزوال ووخيم العاقبة وهو خيال زار الصب في المنام - 00:37:13
ثم انقضى المنام وولى الطيف وولى الطيف واعقب مزاره الهجران وقد جاء الفرح في القرآن على نوعين مطلق ومقيد. فالمطلق جاء في الذم. كقوله تعالى لا تفرحن الله لا يحب الفرحين. وقوله انه لفرح - 00:37:31
والمقيد نعاني ايضا مقيد بالدنيا ينسي صاحبه فضل الله ومنته يوصي صاحبه فضل الله ومنته فهو مذموم. كقوله حتى اذا فرحوا بما اوتوا اخذناهم بغتة فاذا هم مبلسون والثاني مقيد بفضل الله ورحمته وهو نوعان ايضا - 00:37:48
فضل ورحمة بالسبب وفضل بالمسبب. فالاول كقوله قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما ما يجمعون والثاني كقوله فرحين بما اتاهم الله من فضله. فالفرح بالله وبرسوله وبالايمان وبالسنة وبالعلم وبالقرآن - 00:38:06
من اعلى مقامات العارفين الفرح بالله وبرسوله وبالايمان وبالسنة وبالعلم وبالقرآن من اعلى مقامات العارفين. قال الله تعالى واذا ما انزلت سورة فمنهم من يقول ايكم زادته هذه ايمانا. فاما الذين امنوا فزادتهم ايمانا وهم يستبشرون - 00:38:26
وقال والذين اتيناهم بالكتاب يفرحون بما انزل اليك فالفرح بالعلم والايمان والسنة دليل على تعظيمه عند صاحبه ومحبته له وايثاره له على غيره. فان فرح العبد بالشيء عند حصوله له على قدر - 00:38:46
ان فرح العبد بالشيء عند حصوله له على قدر محبته له ورغبته فيه. فمن ليس له رغبة في الشيء لا يفرحه لا يفرحه حصوله له ولا يحزنه فواته بل فرح تابع للمحبة والرغبة والفرق بينه وبين الاستبشار ان الفرح بالمحبوب بعد حصوله والاستبشار يكون - 00:39:00
قبل حصوله اذا كان على ثقة من حصوله. ولهذا قال تعالى فرحين بما اتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم والفرح صفة كمال ولهذا يوصف الرب تعالى باعلى انواعه واكملها كفرحه بتوبة التائب اعظم من فرحة الواجد الى راحلته عليها طعامه وشرابه في الارض المهلكة - 00:39:21
بعد فقده لها واليأس من حصولها. والمقصود ان الفرح اعلى انواع نعيم القلب ولذته وبهجته هو الفرح والسرور ونعيمه. والفرح والسرور نعيمه هم والحزن عذابه والفرح بالشيء فوق الرضا به فان الرضا طمأنينة وسكون وانشراح - 00:39:43
والفرح لذة وبهجة وسرور فكل فرح راض وليس كل راض فرحا ولهذا كان الفرح ضد الحزن والرضا ضد السخط والحزن يؤلم صاحبه والسخط لا يؤلمه الا ان كان مع العجز - 00:39:59
عن الانتقام ثم يقول في الصفحة التالية ستمية واربعة وتسعين آآ يقول والبشرى يراد بها امران احدهما بشارة المخبر والثاني سرور المخبر الله تعالى لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الاخرة. فسرت البشرى بهذا وهذا - 00:40:18
في حديث عباد ابن الصامت وابي الدرداء رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم هي الرؤيا الصالحة يراها المسلم او ترى له وقال ابن عباس رضي الله عنهما بشرى الحياة الدنيا هي عند الموت تأتيهم الملائكة الرحمة بالبشرى من الله - 00:40:41
وفي الاخرة عند خروج نفس المؤمن اذا خرجت اه يعرجون بها الى الله تزف كما تزف العروس تبشر برضوان الله وقال الحسن هي الجنة واختاره الزجاج والفراء وفسرت بشرى الدنيا بالثناء الحسن يجري له على السنة الناس وكل ذلك - 00:40:56
كصحيح فالثناء من البشرى والرؤيا الصالحة من البشرى وتبشير الملائكة له عند الموت من البشرى والجنة من اعظم البشرى. قال الله تعالى وبشر الذين تجري من تحتها وقال الله تعالى وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون. قيل وسميت بذلك لانها تؤثر في بشرة الوجه - 00:41:15
ولذلك كانت نوعين بشرى سارة تؤثر فيه نضارة وبهجة وبشرى محزنة تؤثر فيه بسورا وعبوسا ولكن اذا اطلقت كانت للسرور واذا قيدت كانت بحسب ما تقيد به طيب وفي الصفحة التالية يتكلم عن اسم السرور قال صاحب المنازل وقوله ورد اسم السرور في القرآن في موضعين في حال الاخرة يريد بهما يريد بهما قوله - 00:41:36
تعالى فاما من اوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا وينقلب الى اهله مسرورا. والموضع الثاني قوله ولقاهم نظرة وسرورا يقال وورد السرور في احوال الدنيا في موضع على وجه الذم لقوله تعالى واما من اوتي كتابه وراء ظهره فسوف يدعو ثبورا ويصلع سعيرا انه - 00:42:03
في اهله مسرورا فقد رأيت كل واحد ورود كل واحد من الفرح والسرور في القرآن بالنسبة لاحوال الدنيا واحوال الاخرة فلا يظهر ما ذكره من الترجيح قد يقال الترجيح للفرح لان الرب تبارك وتعالى يوصف به - 00:42:23
ويطلق عليه اسمه دون السرور فدل على ان معناه اكمل بمعنى السور وامر الله به في قوله فبذلك فليفرحوا واثنى على السعداء به في قوله فرحين بما اتاهم بما اتاهم الله من فضله واما قوله ولقاهم نظرة وسرورا وقوله ينقلب الى اهله مسرورا فعدد الى لفظ السرور لاتفاق رؤوس الاية ولو انه ترجم باب الفرح لكان - 00:42:37
اشد مطابقة للاي اه التي استشهد بها والامر في ذلك قريب فالمقصود امر وراء اه ذلك آآ نختم بكلامه عن الحزن وهو ضد السرور اه يقول اه في اخر الصفحة ستمية وسبعة وتسعين ولما كان السرور ضد الحزن والحزن لا يجامعه كان مذهبا له ولما كان - 00:42:57
ما سببه ذوق الشيء السار فانه كلما كان الذوق اتم كان السرور به اكمل. وهذا السرور يذهب ثلاثة احزان. الحزن الاول حزن اورثه خوف الانقطاع وهذا حزن المتخلفين عن ركب المحبين ووفد المحبة. فاحنا الانقطاع هم المتخلفون عن صحبة هذا الركب وهذا الوفد - 00:43:22
وهم الذين كره الله انبعاثهم فثبطهم وكيل اقعدوا مع القاعدين. فثبط عزائمهم وهممهم ان تسير اليه والى جنته وامر قلوبهم امرا كونيا قدريا ان تقعد مع المتخلفين عن السعي الى محابه - 00:43:43
فلو عاينت او فلو عاينت قلوبهم حين امرت بالقعود عن مرافقة الوفد وقد غمرتها الهموم وعقدت عليها سحائب البلاء فاحضرت كل كل حزن وغم وامواج القلق والحسرات تتقاذف امواج القلق والحسرات تتقاذف بها. وقد غابت عنها المسرات ونابت عنها الاحزان لعلمت - 00:43:56
ان الابرار في هذه الدار في نعيم. وان المتخلفين عن رفقتهم في جحيم. وهذا الحزن يذهب به ذوق طعم الايمان فيذيق الصديق اه طعم الوعد الذي وعد به على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم فلا اه يعلقه ظن ولا يقطعه امل ولا تعوقه امنية - 00:44:16
كما تقدم فيباشر قلبه حقيقة قوله تعالى افمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه كمن متعناه متاع الحياة الدنيا ثم هو يوم القيامة وقوله تعالى يا ايها الناس ان وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور - 00:44:40
آآ قوله وحزن هاجته ظلمة الجهل وهذا الحزن الثاني الذي يذهب سرور الذوق آآ وهو حزن ظلمة الجهل والجهل نوعان جهل علم ومعرفة والجهل نوعان جهل علم ومعرفة وهو مراد الشيخ ها هنا - 00:44:57
وجهل عمل وغي وكلاهما له ظلمة ووحشة في القلب. وكما ان العلم يوجب نورا وانسا فضده يوجب ظلمة اوقعوا وحشة وقد سمى الله سبحانه وتعالى العلم الذي بعث به رسوله نورا وهدى وحياة وسمى ضده ظلمة وموتا وضلالا. قال الله تعالى الله - 00:45:17
ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات الى النور والذين كفروا اوليائهم الطاغوت يخرجون يخرجونهم من النور الى الظلمات الى اخر الايات الحزن الثالث حزن بعثته وحشة التفرق وهو تفرق الهم والقلب عن الله عز وجل. ولهذا التفرق حزن ممض آآ او - 00:45:37
على فوات جمعية القلب على الله ولذاتها ونعيمها. فلو فرضت لذات اهل الدنيا باجمعها حاصلة لرجل لم لها نسبة الى لذة جمعية قلبه على الله وفرحه به وانسه بقربه وشوقه الى لقائه. وهذا امر لا يصدق به الا من ذاقه - 00:45:57
فانما يصدقك من اشرق فيهما اشرق فيك ولله در القائل ايا صاحبي اما ترى نارهم؟ فقال تريني ما لا ارى سقاك الغرام ولم يسقني فابصرت ما لم كن مبصرا فلو لم يكن في التفرق المذكور الا الم الوحشة ونكد التشتت وغبار الشعث لكفى به عقوبة. فكيف واقل عقوبته ان يبتلى - 00:46:20
المنقطعين ومعاشرتهم وخدمتهم فتصير اوقاته التي هي مادة حياته ولا قيمة لها مستغرقة في قضاء حوائجهم ونيل اغراضهم وهذه عقوبة قلب ذاق حلاوة الاقبال على الله والجمعية عليه والانس به ثم اثر على ذلك سواه ورضي بطريقة بني جنسه وما هم عليه ومن له ادنى حياة في قلبه - 00:46:46
ونور فانه يستغيث قلبه من وحشة هذا التفرق كما تستغيث الحامل عند ولادتها ففي القلب شعث لا يلمه الا الاقبال على الله وفيه وحشة لا يزيلها الا الانس به في خلوته وفيه حزن لا يذهبه الا - 00:47:06
للسرور المعرفته وصدق معاملته وفيه قلق لا يسكنه الا الاجتماع عليه والفرار منه اليه وفيهما نيران حسرات لا يطفئها الا الرضا ونهيه وقضائه ومعانقة الصبر على ذلك الى وقت لقائه. وفيه طلب شديد لا يقف دون ان يكون هو وحده مطلوبه. وفي افاقة لا يسدها الا - 00:47:24
هو والانابة اليه ودوام ذكره وصدق الاخلاص له. ولو اعطي الدنيا وما فيها لم تسد تلك الفاقة منه ابدا فالتفريق يوقع وحشة الحجاب والمه اشد من الم العذاب قال الله تعالى كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ثم انهم لصائر الجحيم - 00:47:44
فاجتمع عليهم العذاب الحجاب وعذاب الجحيم. والذوق الذي يذهب وحشة هذا التفرق هو الذي ذكره الشيخ في قوله ذوق الارادة طعم الانس فلا يعلق به شاغل ولا يفسده عارض ولا تكدره فرقة وصل اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:48:03
جزاكم الله خيرا - 00:48:23
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم لك الحمد لا نحصي ثناء عليك انت كمان اثنيت على نفسك اللهم اعنا على اتمام ما بقي من الشهر - 00:00:00
بالعمل الصالح والنية الصادقة زدنا من فضلك ورحمتك وكرمك وتقبل منا انك انت السميع العليم. اللهم اعز الاسلام واهله وادل اعداؤه يا رب العالمين هذا المجلس الحادي والعشرين او الواحد والعشرين من مجالس اه التعليق على اه مدارس السالكين للامام ابن القيم رحمه الله - 00:00:14
وكنا قد سرنا يوم امس سير سيرا يعني سعيدا جدا في منزلة المحبة واليوم هناك عدة منازل مرتبطة بطريقتنا او باخرى بالمحبة. ولكن اغلب ارتباطها هو ارتباط اصطلاحي من جهة - 00:00:37
اصطلاح القوم كما يسميهم الامام ابن القيم رحمه الله تعالى ولاجل ذلك آآ يعني سنتجاوز عددا كبيرا من المواضع في المقامات القادمة وانتقيت منها يعني مواضع يسيرة بعض المنازل يعني سنقرأ فيها عدة صفحات وبعض المنازل سنقرأ فيها عدة اسطر وبعض المنازل لن نقرأ فيها شيئان - 00:00:59
فليكن هذا منكم على بال في سيرنا هذا اليوم لذلك سنأخذ اليوم منازل آآ ليست قليلة باعتبار هذا المعنى واؤكد دائما انه قراءتنا قراءة مقاصد آآ لهذا لهذا الكتاب. القراءة المقاصدية او لنقل التعليق المقاصدي او النظر المقاصدي للكتب يختلف - 00:01:21
رجعت هناك نظر مقاصدي ما يتطلب قراءة اصلا هذا لا يسمى قراءة وانما يسمى مثلا مقاصد كتاب كذا مثلا اه مثلا انا ما عملت في شرح الترمذي لابن رجب في سبع محاضرات - 00:01:44
كانت عبارة عن كل محاضرة نأخذ مقاصد فصل من الفصول او موضع من المواضع وهذا لا نقرأ فيه شيئا ولكن انا اذكر خلاصة هذا الفصل واهم ما استعرضه ابن رجب في تلك الصفحات ومع بعض التعليقات - 00:01:59
اه احيانا المقاصد تكون اقصر من من ذلك ممكن كتاب من خمس مئة صفحة يستعرظ في محاضرة واحدة ببيان اركان الكتاب وابوابه وتقسيماته الاساسية والادلة التي اعتمد عليها يعني ارتباطات الكتاب الى اخره - 00:02:17
وهناك قراءة مقاصدية وهي التي نمارسها اليوم. اه فتسميتها بالمقاصد باعتبار القراءة رح نقرأ مقاصد مدارج السالكين اي ما يرتبط ارتباطا وثيقا بمنازل اياك نعبد واياك نستعين ما يرتبط ارتباطا وثيقا بالسلوك والتزكية - 00:02:33
وليس ما يرتبط اه اصطلاحات القوم والنقاشات الواردة فيها والتعقبات والاشكالات على اننا ننتقي منها بعض الاشياء المفيدة اه على اية حال ننطلق مستعينين بالله سبحانه وتعالى. اه طبعا من - 00:02:52
اه السمات في المنازل اللي موجودة اليوم مثل منزلة الوجد ومنزلة الغيرة ومنزلة العطش والشوق والقلق ومنزلة هيمان والدهش وما الى ذلك. يعني من سماتها ان فيها ملاحظات كثيرة يتعقبها الامام ابن القيم - 00:03:14
يعني ابدى كثيرا من الملاحظات السلوكية والتصورية على آآ بعض بعض القوم في في مثل هذه المقامات فالذي لديه اهتمام الذي لديه اهتمام بموضوعات التعقب او التعقبات على بعض القضايا السلوكية التصوفية يقرأ هذي المنازل - 00:03:34
كاملة لانه فيها نقاش طويل لمثل هذه القضايا. طيب منزلة الغيرة هناك موضع موضع صغير جدا او قصير جدا في صفحة خمس مئة وثلاثة اخر صفحة خمس مئة وثلاثة هناك عدة اسطر ساقرأها. قال ابن القيم رحمه الله قال تعالى وفي ذلك فليتنافس المتنافسون - 00:03:54
وبين المنافسة والغبطة جمع وفرق. وبينهما وبين الحسد ايضا جمع وفرق فالمنافسة تتضمن مسابقة واجتهادا وحرصا والحسد يدل على مهانة الحاسد وعجزه والا فنافس من حسدته فذلك انفع لك من حسده - 00:04:23
كما قيل اذا اعجبتك خلال امرئ فكنه يكن منك ما يعجبك فليس على الجود والمكرمات اذا جئتها حاجب يحجبك والغبطة تتضمن نوع تعجب وفرح للمغضوب واستحسان لحاله. آآ عندي ملاحظة على الابيات مثل هذه الابيات الجميلة - 00:04:43
بيتان جميلان جدا مثل هذه الابيات حبذا يكون عندكم قسم في التدوين سواء في الكتاب نفسه او في دفتر خارجي او في ملف وورد او شي ملف خاص للابيات الشعرية الجميلة - 00:05:04
فجمع الابيات والشواهد الشعرية امر مفيد جدا طيب اه ننطلق الى خمس مئة واحدعش فقال فصل ومن منازل اياك نعبد واياك نستعين. منزلة الشوق. قال الله تعالى من كان يرجو لقاء الله فان اجل الله لات - 00:05:21
قيل هذا تعزية للمشتاقين وتسلية لهم. اي انا اعلم ان من كان يرجو لقائي فهو مشتاق الي فقد قلت له اجلا يكون عن قريب فانه ات لا محالة. وكل ات قريب. وفيه لطيفة اخرى وهي تعليل المشتاقين - 00:05:45
برجاء اللقاء لولا التعلل بالرجاء لقطعت نفس المحب صبابة وتشوقا. ولقد يكاد يذوب منه قلبه مما يقاسي حسرة حتى اذا روح الرجاء اصابه سكن الحريق اذا تعلل باللقاء. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه اسألك لذة - 00:06:05
بالنظر الى وجهك والشوق الى لقائك ثم في خمس مئة وثلطعش يتكلم هو عن اه تعريف الشوق وكلام السالكين وائمة التصوف في ذلك ثم قال وقيل هو له اب ينشأ بين اثناء الحشاء يسنح عن الفرقة فاذا وقع اللقاء طفئ - 00:06:28
قلت هذه مسألة نزاع بين المحبين وهي ان الشوق هل يزول باللقاء ام لا؟ ولا يختلفون ان المحبة لا تزول باللقاء. طبعا هو يتكلم كلام عام ليس خاصا بموضوع الشوق الى الله - 00:06:50
سبحانه وتعالى وانما يتكلم بشكل عام الشوق في المحبة هل الشوق ينطفئ مع اللقاء؟ ام لا؟ ام يزداد يقول فمنهم من قال يزول باللقاء لان الشوق هو سفر القلب الى محبوبه فاذا قدم عليه ووصل اليه صار مكان الشوق قرة عين - 00:07:03
اه صار مكان الشوك قرة عينه او قرة عينه به وهذه القرة تجامع المحبة ولا تنافيها. قال هؤلاء واذا كان الغالب على القلب مشاهدة المحبوب لم يتركه الشوق. وقيل لبعضهم هل تشتاق اليه؟ قال لا انما الشوق الى غائب وهو حاضر - 00:07:21
وقالت طائفة بل يزيد الشوق بالقرب والوصول ولا يزول لانه كان قبل الوصول على الخبر والعلم وبعده قد صار على العيان والشهود. ولهذا قيل وابرح ما يكون الشوق يوما اذا دنت الخيام من الخيام - 00:07:37
آآ قال الجنيد سمعت السري يقول الشوق اجل مقام للعارف اذا تحقق فيه واذا تحقق في الشوق لهى عن كل شيء يشغله عن يشتاق اليه. وعلى هذا فاهل الجنة دائما في شوق الى الله مع قربهم منه. ورؤيتهم له - 00:07:57
آآ قالوا ومن الدليل على ان الشوق يكون حال اللقاء اعظم انا نرى المحب يبكي عند لقاء محبوبه وذلك البكاء انما هو ان شوقه اليه ووجده به. ولذلك يجد عند لقائه نوعا - 00:08:14
من الشوق لم يجده في حال غيبته عنه فصل النزاع في هذه المسألة ان الشوق يراد به حركة القلب واحتياجه للقاء المحبوب. فهذا يزول باللقاء. ولكن يعقبه شوق اخر اعظم - 00:08:29
تثيره حلاوة الوصل ومشاهدة جمال المحبوب فهذا يزيد باللقاء والقرب ولا يزول. والعبارة عن هذا وجوده والاشارة اليه حصوله وبعضهم سمى النوع الاول شوقا والنوع الثاني اشتياقا ما يرجع الطرف عنه عند رؤيته حتى يعود اليه حتى يعود اليه الطرف مشتاق - 00:08:44
طيب اه خمس مئة وسطعش اه يعلق الامام ابن القيم على تصدير اه الهروي لمنزلة الشوق بقول الله سبحانه وتعالى من كان يرجو لقاء الله فان اجر الله لات قال اه ابن القيم قلت هو صدر الباب بقوله تعالى من كان يرجو لقاء الله فان اجل الله لات. فكأنه جعل الرجاء - 00:09:08
بلسان الاعتبار لا بلسان التفسير. او ان دلالة الرجاء على الشوق باللزوم لا بالتضمن ولا بالمطابقة طبعا انواع الدلالات هذي مهمة جدا مهم لطالب العلم انه يعرف انواع الدلالات دلالة التضمن دلالة المطابقة ضد دلالة اللزوم. هذي تتكرر كثيرا حتى في كتاب ابن القيم هذا من دارج السالكين مرت علينا اكثر من مرة - 00:09:34
ومن يقرأ في كتب المتقدمين يجد دائما الكلام عن هذي الدلالات انه هذا الشيء الشيء يدل على الشيء اما باللزوم واما بالمطابقة واما بالتظمن. المهم مو مبحث يعني يتناول ايضا في علم المنطق - 00:09:59
اه فهو يقول دلالة الرجاء على الشوق باللزوم يعني الرجاء يستلزم الشوق ولا يتضمن الشوق ولا هو مطابق الشوق يعني ليس الرجاء هو الشوق هو هو ولا يتضمنه في داخله وانما يستلزمه فمن رجا - 00:10:13
كان رجاؤه يستلزم وجود الشوق. فلاجل ذلك المؤلف صدر منزلة الشوق بمن كان يرجو لقاء الله لانه تعلم انه لفظ الشوق لم يرد في القرآن ورد في السنة لكن لم يرد في القرآن - 00:10:32
فاراد المؤلف ان يأتي باية من القرآن تكون مناسبة لمعنى الشوق الى الله سبحانه وتعالى فاتى بالرجاء ثم علق ابن القيم فقال نعم ولكن الرجاء ليس هو الشوق ولا من هو انما يستلزمه - 00:10:48
طيب اه في خمس مئة وثمنطعش علق على اه مسألة وكررها اكثر من مرة في المنازل التالية واراد ان يكررها لحتى لا يتجاوز الملاحظات الموجودة في اه كلام القوم في قضية انه بعضهم يقول كلاما معناه انه ممكن الانسان ان يشاهد الله سبحانه وتعالى - 00:11:00
في هذه الدنيا فهو يقول انه لا سبيل في الدنيا الى مشاهدة تزيل الشوق البتة. ومن ادعى هذا فقد كذب وافترى. فانه لم يحصل هذا لموسى ابن عمران الرحمن عز وجل فضلا عن من دونه فما هذه المشاهدة التي مبنى مذهب هذه الطائفة عليها بحيث لا يكون معها شوق؟ اهي كمال - 00:11:22
عيانا وجهره سبحانك هذا بهتان عظيم. ام نوع من مشاهدة القلب لمعروفه مع اقترانها بالحجب الكثيرة التي لا يحصيها الا الله اه فهل تمنع هذه المشاهدة الشوق الى كمالها وتمامها الى اخر الكلام - 00:11:42
طيب اه ثم ذهب الى منزلة القلق واه في صفحة خمسمية واربعة وعشرين يقول الامام ابن القيم رحمه الله عن القلق القلق الناتج عن الشوق القلق الناتج عن الشوق يعني انه الشوق اذا قوي - 00:12:00
تجرد عن الصبر فيسمى قلقا كما قال ابن القيم. يقول آآ في اخر خمس مئة واربعة وعشرين يقول يعني يعلق على الدرجة الاولى آآ يقول يضيق خلق صاحبه عن احتمال الاغيار - 00:12:23
فلا يبقى فيه اتساع لحملهم. فضلا عن تقييدهم له وتعوقه بانفاسهم. ثم قال وحدثني بعض واقارب شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله قال كان في بداية امره يخرج احيانا الى الصحراء يخلو عن - 00:12:38
الناس لقوة ما يرد عليه فتبعته يوما فلما اسحر يعني صار في مكان فارغ في الصحراء فلما اسحر تنفس الصعداء ثم جعل يتمثل بقول الشاعر وهو لمجنون ليلى من قصيدته الطويلة واخرج من بين البيوت لعلني - 00:12:58
احدث عنك النفس بالسر خالية. وصاحب هذه الحال ان لم يرده الله سبحانه الى الخلق بتثبيت وقوة والا فان فانه لا صبر له على مخالطتهم واننا هذا البيت اكثر بيت سبحان الله عالق في ذهني آآ - 00:13:18
من من سيرة ابن تيمية كاملة وربما كتبته قبل فترة في آآ تويتر طيب ثم اه ننتقل الى سننتقل انتقالة طويلة الى صفحة فخمس مئة وسبعة واربعين الى صفحة خمس مئة وسبعة واربعين في منزلة الوجد - 00:13:38
بمنزلة الوجد اه كان الهروي رحمه الله يتكلم عن اه انه يتكلم عن درجة ثالثة في الوجه اه يقول فيه انه وجد يخطف العبد من يد الكونين ويمحص معناه من درن الحظ ويسلبه من رق الماء والطين - 00:14:08
انا استوقفتني استوقفني تعليق ابن القيم على قوله يسلبه من رق الماء والطين يعني تعليق ابن القيم على معنى العبودية وان هناك عبودية الطين وعبودية جسمه وهناك العبودية الاخرى العظيمة. فيقول - 00:14:26
قوله ويسلبه من رق الماء والطين اي يعتقه ويحرره من رق الطبيعة والجسم المركب من الماء والطين الى رق رب العالمين. فخادم الشقي بخدمته عبد الماء والطين كما قيل يا خادم الجسم كم تشقى بخدمته فانت بالروح لا بالجسم انسان. والناس في هذا المقام - 00:14:44
عبد محض وحر محض ومكاتب قد ادى بعض كتابته وهو يسعى في بقية الاداء طبعا المكاتب لمن لا يعرفهم موجود المكاتب حتى في القرآن والذين يبتغون الكتاب مما ملكت ايمانكم فكاتبوهم ان علمتم فيهم خيرا. هذا العبد المكاتب اللي هو يبدأ يعتق نفسه بماله - 00:15:04
العبد يعني بمال يدفع مال الى سيده حتى يعتق نفسه فيسمى مكاتبا الى ان ينتهي من مبلغ معين ثم آآ يعتق طبعا اختلف العلماء كما في حكم المكاتب اذا اراد العبد ان يعتق نفسه هل هو واجب او ليس واجبا؟ بعض العلماء يقول هو واجب - 00:15:28
فاي عبد آآ اي عبد يريد التحرر بالمال يستطيع وجوبا هذا قول مشهور لاهل العلم. على اية حال يقول والناس في هذه في هذا المقام ثلاثة عبد محض وحر محض ومكاتب قد ادى بعض كتابته وهو يسعى في بقية - 00:15:45
الاداء فالعبد المحض عبد الماء والطين الذي قد استعبدته نفسه وشهوته وشهوته وملكته وقهرته. فانقاد لها انقياد العبد الى سيده الحاكم عليه. والحر المحض هو الذي قهر شهوته ونفسه وملكها. فانقادت معه وذلت له ودخلت تحت - 00:16:05
وحكمه. والمكاتب من قد عقد له سبب الحرية وهو يسعى في كمالها فهو عبد من وجه حر من وجه وبالبقية التي بقيت عليه من الاداء يكون عبدا ما بقي عليه درهم. فهو عبد ما بقي عليه حظ من حظوظ نفسه. فالحر من - 00:16:26
من رق الماء والطين وفاز بعبودية رب العالمين فاجتمعت له العبودية والحرية فعبوديته من كمال حريته وحريته من كمال عبوديته مثل هذا الموضع موضع لطيف جدا وجميل ويصلح انه استشهد به حتى في بعض القضايا الفكرية المتعلقة بالحرية اليوم - 00:16:46
اه ننتقل بعد ذلك الى اه صفحة خمس مئة وسبعين في منزلة البرق في منزلة البرق يتكلم عن اه مم اه الهروي يتكلم عن برق يلمع من جانب اللطف في عين الافتقار فينشئ سحاب السرور ويمطر مطر الطرب ويجري من نهر الافتخار - 00:17:09
يقول ابن القيم هذا البرق يلمع من افق ملاطفة الرب تعالى لعبده بانواع الملاطفات ومطلع هذا البرق في عين الافتخار الذي هو باب السلوك الى الله تعالى والطريق الاعظم الذي لا يدخل عليه الا منه. انا اظن انه هذي - 00:17:36
قار وليست الافتخار آآ مكتوب عندنا الافتخار لكنه اصح الافتقار طيب يقول ومطلع هذا البرق في عين الافتقار الذي هو باب السلوك الى الله تعالى والطريق الاعظم الذي لا يدخل عليه الا - 00:17:53
منه وكل طريق سواه فمسدود. ومع هذا فلا يصل العبد منه الا بالمتابعة. فلا طريق الى الله البتة ابدا ولو تعنى المتعنون ان المتمنون الا الافتقار ومتابعة الرسول فقط فلا يتعب السالك نفسه في غير هذه الطريق فانه على غير شيء وهو صيد الوحوش - 00:18:13
اتباع قوله فينشئ سحاب السرور اي ينشئ للعبد سرورا خاصا وفرحا بربه لا عهد له بمثله ولا نظير له بالدنيا ونفحة من نعيم الجنة ونسمة من ريح شمالهم. فاذا نشأ له ذلك السحاب امطر عليه صيبا الطرب. فطرب باطنه - 00:18:35
وسره لما ورد عليه من عند سيده ووليه. واذا اشتد ذلك الطرب جرى به نهر الافتخار. يتميز به عن ابناء جنسه بما خص الله به واما ان يريد به افتخاره على الشيطان وهذه مخيلة محمودة طربا وافتخارا عليه فان الله لا يكره ذلك. ولهذا يحب المختال بين الصفين عند الحرب - 00:18:55
ما في ذلك من مراغمة اعدائه ويحب الخيلاء عند الصدقة كما جاء بذلك مصرحا به في الحديث لسر عجيب يعرفه اولو الصدقات والبذل من نفوسهم عند للعطاء وابتهاجهم به واغتيالهم على النفس الشحيحة الامارة بالبخل وعلى الشيطان المزين لها ذلك - 00:19:17
وهم ينفدون المال في اول الغنى ويستأنفون الصبر في اخر الصبر مغاوير للعليا مغابير للحمى مفاريج للغمة مداريك للوتر او للوتر وتأخذهم في ساعة الجود هزة كما تأخذ المطراب عن نزوة الخمر - 00:19:36
فهذا الافتخار من تمام العبودية. او يريد به انه حري بالافتخار بما تميز به ولم يفتخر به ابقاء على عبوديته وافتقاره المعنيين صحيح والله اعلم وسر ذلك ان العبد اذا اذا لاحظ ما هو فيه من الالطاف وشهده من عين المنة ومحض الجود شهد مع ذلك - 00:19:53
اليه في كل لحظة وعدم استغنائه عنه طرفة عين فكان ذلك من اعظم ابواب الشكر واسباب المزيد وتوالي النعم عليه وكلما توالت عليه النعم انشأت في قلبه سحائب السرور. واذا انبسطت هذه السحائب في سماء قلبه وامتلأ بها افقه امطرت عليه وابل الطرب - 00:20:18
بما هو فيه من لذيذ السرور فان لم يصبه وابل فطل وحينئذ فيجري على لسانه وظاهره نهر الافتخار من غير عجب ولا فخر بالفرح بفضل الله ورحمته كما قال تعالى قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا فالافتخار على ظاهره والافتقار والانكسار في باطنه - 00:20:37
ولا ينافي احدهما الاخر. وتأمل قول النبي صلى الله عليه وسلم انا سيد ولد ادم ولا فخر فكيف اخبر بفضل الله ومنته عليه واخبر ان ذلك لم يصدر منه افتخارا به على من دونه ولكن اظهارا لنعمة الله عليه واعلاما - 00:20:57
امتي بقدر امامهم ومتبوعهم عند الله. وعلو منزلته لديه لتعرف الامة نعمة الله عليه وعليهم. ويشبه هذا قول يوسف الصديق للعزيز اجعلني على خزائن الارض اني حفيظ عليم. فاخباره عن نفسه بذلك لما - 00:21:13
انا متضمنا لمصلحة تعود على العزيز وعلى الامة وعلى نفسه كان حسنا. اذ لم يقصد به الفخر عليهم فمصدر والكلمة والحامل عليها يحسنها ويهجنها وصورته واحدة ثم قال فصل ومنها منزلة الذوق - 00:21:33
والذوق مباشرة الحاسة الظاهرة والباطنة للملائم والمنافر ولا يختص ذلك بحاسة الفم في لغة القرآن. بل ولا في لغة العرب. قال الله تعالى ذوقوا عذاب الحريق. وقال فذوقوا العذاب بما - 00:21:53
انتم تكفرون وقال هذا فليذوقوه حميم وغساق. وقال فاذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون اما الكيف جمع بين الذوق واللباس ليدل على مباشرة المذوق واحاطته وشموله فافاد الاخبار عن اذاقته انه واقع مباشر - 00:22:09
منتظر فان الخوف قد يتوقع ولا يباشر وافاد الاخبار عن لباسه انه محيط شامل كاللباس للبدن. وفي الصحيح انه صلى الله عليه وسلم انه قال ذاق طعم ايمان من رضي بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا. فاخبر ان للايمان طعما وان القلب يذوقه كما يذوق - 00:22:29
والفة مطعم الطعام والشراب وقد عبر النبي صلى الله عليه وسلم عن ادراك حقيقة الايمان والاحسان وحصوله للقلب. ومباشرته له بالذوق تارة وبالطعام والشراب تارة وبوجود الحلاوة تارة اخرى او بوجود الحلاوة تارة كما قال ذاق طعم الايمان وقال ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان - 00:22:49
من كان الله ورسوله احب اليه مما سواهما ومن كان يحب المرء لا يحبه الا لله ومن كان يكره ان يرجع في الكفر كما بعد اذا انقذه الله منه كما يكره ان يلقى في النار - 00:23:15
ولما نهاهم عن الوصال قال طبعا الوصال معروف اللي هو ان يصل يوما بيوم في الصيام بدون سحور بدون افطار بدون شيء ولما نهاوهم عن الوصال قالوا انك تواصل قال اني لست لست كهيئتكم اني اطعم واسقى. وفي لفظ اني اظل عند ربي يطعمني ويسقيني وفي لفظ ان لي مطعما يطعمني وساقيا يسقيني - 00:23:25
وقد غلظ او غلظ حجاب من ظن ان هذا طعام وشراب حسي للفم. ان هم اختلفوا ايش المقصود اني يطعمني ربي ويسقيني. بعضهم قال يعني له النبي صلى الله عليه وسلم اكل خاص من باب المعجزة لا يراه احد - 00:23:47
هو يقول لهم ابن القيم يقول لو كان كذا ما صار اسمه مواصل ما صار اسمه مواصل اليوم باليوم يقول ولو كان كما ظنه هذا الظن لما كان صائما فضلا عن ان يكون مواصلا ولما صح جوابه بقوله اني لست كهيئتكم - 00:24:03
فاجاب بالفرق بينهم وبينه هواء لو كان يأكل ويشرب فيه الكريم حس ان كان الجواب ان يقول وانا لست اواصل ايضا فلما اقرهم على قولهم انك تواصل علم انه صلى الله عليه وسلم كان يمسك عن الطعام والشراب ويكتفي بذلك الطعام والشراب العالي الروحاني الذي يغني عن الطعام والشراب - 00:24:17
الحسي وهذا الذوق هو الذي استدل به هرقل على صحة النبوة حيث قال لابي سفيان فهل يرتد احد منهم سخطة او سخطة لدينه؟ فقال قال لا قال وكذلك الايمان اذا خالطت حلاوته بشاشة القلوب - 00:24:35
فاستدل بما يحصل لاتباعه من ذوق الايمان الذي اذا خالطت بشاشته القلوب لم يسخطه ذلك القلب ابدا على انه دعوة نبوة دعوة نبوة ورسالة لا دعوة ملك والياسة والمقصود ان ذوق حلاوة الايمان والاحسان امر يجده القلب - 00:24:52
تكون نسبته اليه كنسبة ذوق الحلا حلاوة الطعام الى الفم وذوق حلاوة الجماع الى الفة النفس كما قال النبي صلى الله عليه وسلم حتى تذوقي عسيلته ويذوق عسيلتك. فللإيمان طعم وحلاوة يتعلق بهما ذوق - 00:25:14
ولا تزول الشبه والشكوك عن القلب الا اذا وصل العبد الى هذه الحال فباشر الايمان قلبه حقيقة المباشرة فيذوق طعمه ويجد حلاوته والله الموفق ثم ننتقل الى صفحة خمس مئة واثنين وثمانين - 00:25:29
آآ تكلم عن آآ حديث سيد الاستغفار وفيه وانا على عهدك ووعدك ما استطعت. قال اي مقيم على التصديق بوعدك وعلى القيام بعهدك بحسب استطاعتي. والحامل على هذه الاقامة طبعا لا نزلنا في نفس المنزل ونزلة الذوق - 00:25:53
قال والحامل على هذه الاقامة والثبات ذوق طعم طعم الايمان يعني هو ايش الاثار اللي تترتب على من يذوق طعم الايمان واحدة من اهم الاثار هي المداومة والثبات والاستمرار فيقول لك الحامل على هذه الاقامة والثبات ذوق طعم الايمان - 00:26:13
وهذه القضية مركزية ومهمة جدا انه يفهم الانسان انه من اعظم اسباب ثباته على دين الله سبحانه وتعالى هو هو ان ان يصل الى حلاوة الايمان فاذا وصل الى حلاوة الايمان من الصعب جدا ان يبحث عن شيء اخر - 00:26:33
قال ولو كان الايمان مجازا آآ لا حقيقة لم يثبت القلب على حكم الوعد والوفاء بعهد العهد ولا يفيد في هذا المقام الا ذوق طعم الايمان وثوب وثوب العارية لا يجمل لا يجمل لابسه - 00:26:48
ولا سيما اذا عرف الناس انه ليس له. يعني الثوب المستعار وانه عارية عليه كما قيل ثوب الرياء يشف عما تحته فاذا اشتملت به فانك عاري وكان بعض الصحابة يكثر التلبية في احرامه ثم يقول لبيك لو كان رياء لطمحل. وقد نفى الله تعالى الايمان عن عن من ادعاه وليس - 00:27:06
فيه ذوق. فقال تعالى قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا. ولما يدخل الايمان في قلوب بكم فهؤلاء مسلمون وليسوا بمؤمنين لانهم ليسوا ممن باشر الايمان قلبه فذاق حلاوة وطعمه. وهذا حال اكثر المنتسبين الى الاسلام. وليس هؤلاء - 00:27:30
كفارا فانه سبحانه اثبت لهم الاسلام بقوله ولكن قولوا اسلمنا ولم يرد قولوا بالسنتكم من غير مواطئة القلب فانه فرق بين قولهم امنا وقولهم اسلمنا ولكن لما لم يذوقوا طعم الايمان قال لم تؤمنوا ووعدهم - 00:27:54
وتعالى مع ذلك على طاعتهم الا ينقصهم من اجورهم شيئا. من من اجور اعمالهم شيئا ثم ذكر اهل الايمان الذين ذاقوا طعمه وهم الذين امنوا به وبرسوله ثم لم يرتابوا في ايمانهم وانما انتفى عنهم الريب لان - 00:28:14
ايمان قد باشر قلوبهم وخالطتها بشاشته فلم يبق للريب فيه موضع. وصدق ذلك الذوق بذلهم احب شيء اليهم في رضا ربهم تعالى وهو اموالهم وانفسهم. ومن الممتنع حصول هذا البذل من غير ذوق طعم الايمان ووجود - 00:28:32
حلاوته فان ذلك انما يحصل بصدق الذوق والوجد. كما قال الحسن ليس الايمان بالتمني ولا بالتحلي ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل. فالذوق والوجد امر باطن والعمل دليل عليه ومصدق له - 00:28:52
كما ان الريب والشك والنفاق امر باطن والعمل دليل علي ومصدق له. فالاعمال ثمرات العلوم والعقائد. فاليقين يثمر الجهاد ومقامات الاحسان فعلى حسب قوته تكون ثمرته ونتيجته والريب والشك يثمر الاعمال المناسبة له وبالله التوفيق - 00:29:08
آآ ثم ننتقل الى في منزلة اللحم الست مئة وثلاثة هو اه ذكر كلاما للهروي معناه او يمكن ان يفهم منه مثل ما المسألة سأل عنها زياد اللي هي قضية انه الدعاء انه يعني قد لا - 00:29:29
المقصود ليس هو السبب لتحقيق معين لانه كله مقدر وانما هو فقط من باب العبودية. فالامام ابن القيم بعد ان ذكر طائفة كبيرة من الاحاديث والايات التي تحث على الدعاء ثم ختمها بالبيت الذي سبق ان ذكره ايضا اللي هو لو لم ترد - 00:29:50
بذل ما ارجو واطلبه من جود كفك ما عودتني الطلبة وذكر ان الله سبحانه وتعالى يحب تذلل عبيده الى اخره ثم قال في اخر الصفحة وفي هذا المقام غلط طائفتان من الناس - 00:30:10
طائفة ظنت ان القدر السابق يجعل الدعاء عديم الفائدة قالوا فان المطلوب ان كان قدر فلا بد من وصوله دعا العبد او لم يدعوا وان كان وان لم يكن قد قدر فلا سبيل الى حصوله آآ - 00:30:25
دعا او لم يدعو ولما رأوا الكتاب والسنة والاثار قد تظاهرت بالدعاء وفضله والحث عليه وطلبه قالوا هو عبودية محضة لا تأثير له في المطلوب البتة وانما تعبدنا به الله وله ان يتعبد عباده بما شاء كيف شاء - 00:30:39
الطائفة الثانية ايضا هي غالطة قال والطائفة الثانية ظنت ان بنفس الدعاء والطلب ينال المطلوب. وانه موجب لحصوله حتى كأنه سبب مستقل. وربما انضاف الى ذلك شهودهم ان هذا السبب منهم وبهم. وانهم هم الذين فعلوه. وان نفوسهم هي التي فعلته واحدثته. وان - 00:30:58
ان الله خالق افعال العباد وحركاتهم وسكناتهم واراداتهم فربما غاب عنهم شهود كون ذلك بالله ومن الله لا بهم ولا منهم وانه هو الذي حركهم للدعاء وقدفه في قلب العبد واجراه على لسانه. فهاتان الطائفتان غالطتان اقبح غلط وهما محجوبتان عن الله - 00:31:18
فالاولى محجوبة عن رؤية حكمته في الاسباب ونصبها لاقامة العبودية وتعلق الشرع والقدر بها فحجابها كثيف عن معرفة حكمة الله سبحانه وتعالى في شرعه وامره وقدره والثانية محجوبة عن رؤية مننه وفضله وتفرده بالربوبية والتدبير وانه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن وانه لا حول لعبدي ولا قوة - 00:31:35
اهو بل ولا للعالم اجمع الا به سبحانه وانه لا تتحرك ذرة الا باذنه ومشيئته وقول الطائفة الاولى ان المطلوب ان قدر لابد من حصوله وان لم يقدر فلا مطمع في حصوله. جوابه ان يقال - 00:31:59
هي قسم ثالث لم تذكروه وهو انه قدر بسببه فان وجد سببه وجد ما رتب عليه وان لم يوجد سببه لم يوجد ومن اسباب المطلوب الدعاء والطلب الذين ان وجدا - 00:32:17
الذين اذا وجدا وجد ما رتب عليهما كما ان من اسباب الولد الجماع ومن اسباب الزرع البدر ونحو ذلك وهذا القسم الثالث هو الحق ويقال للطائف الثانية لا موجب الا مشيئة الله - 00:32:33
تعالى وليس ها هنا سبب مستقل غيرها. فهو الذي جعل السبب سببا وهو الذي رتب على السبب حصول المسبب ولو شاء لاوجده بغير ذلك السبب واذا شاء منع السببية السبب - 00:32:49
وقطع عنه اقتضاء اثره واذا شاء اقام له مانعا يمنعه من اقتضاء اثره مع بقاء قوته فيه واذا شاء رتب عليه ضد مقتضاه وموجبه فالاسباب طوع مشيئته سبحانه وتعالى وتحت تصرفه وتدبيره يقلبها كيف يشاء. فهذا احد المعنيين - 00:33:03
في كلامي هذا تعليق منهجي جميل ومهم جدا وهو يدخل في امور عقدية وفي امور منهجية وحتى في رد على اشكالات وشبهات وغير ذلك آآ في حكمة الدعاء ومناسبته لاجابة - 00:33:23
آآ الطلب وما يتعلق بالقدر اه من هذه ومن هذه العلاقة طيب طيب ننتقل الى منزلة السرور انتقل الى منزلة السرور اه في صفحة مئة وتسعة وثمانين قال رحمه الله تعالى فصل - 00:33:38
ومنها السرور. قال صاحب المنازل باب السرور قال الله تعالى قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون تصدير الباب بهذه الاية في غاية الحسن فان الله تعالى امر عباده بالفرح بفضله ورحمته - 00:34:01
وذلك تبع للفرح والسرور بصاحب الفضل والرحمة فان من فرح بما يصل وفرح بما يصل اليه من جواد كريم محسن بر يكون فرحه بمن اوصل ذلك اليه اه اولى واحرى ونذكر ما في هذه الاية من معنى ثم نشرح كلام المصنف - 00:34:23
قال ابن عباس وقتادة ومجاهد والحسن وغيرهم فضل الله الاسلام يعني قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا فضل الله الاسلام ورحمته القرآن فجعلوا رحمته اخص من فضله فان فضله الخاص عام على اهل الاسلام - 00:34:42
ورحمته بتعليم كتابه لبعضهم دون بعض فجعلهم مسلمين بفضله وانزل اليهم كتابه برحمته. قال تعالى وما كنت ترجو ان يلقى اليك الكتاب الا رحمة من ربك وقال ابو سعيد الخدري رضي الله عنه فضل الله القرآن ورحمته ان جعلنا من اهله - 00:35:01
قلت اريد بذلك ان ها هنا امرين احدهما الفضل في نفسي والثاني استعداد المحل لقبوله كالغيث يقع على الارض القابلة للنبات فيتم المقصود بالفضل وقبول المحل له والله اعلم والفرح لذة تقع في القلب بادراك المحبوب ونيل المشتهى - 00:35:18
ايتولد من ادراكه حالة تسمى الفرح والسرور كما ان الحزن والغم من فقد المحبوب. فاذا فقده تولد من فقده حالة حالة تسمى الحزن والغم. وذكر سبحانه الامر بالفرح بفضله وبرحمته عقب قوله يا ايها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم. وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة - 00:35:36
للمؤمنين ولا شيء احق ان يفرح العبد به من فضل الله ورحمته التي تتضمن الموعظة وشفاء الصدور من ادوائها بالهدى والرحمة واخبر سبحانه ان ما اتى ان ما اتى عباده من الموعظة - 00:35:59
التي هي الامر والنهي المقرون بالترغيب والترهيب وشفاء الصدور المتضمن لعافيتها من داء الجهل والظلمة والغي والسفه وهو اشد الما لها من ادواء البدن ولكنها لما الفت هذه الادواء لم تحسا بالمها وانما يقوى احساسها بها عند مفارقة الدنيا فهناك يحضرها كل مؤلم ومحزن - 00:36:16
وما اتاها من ربها او ربها من الهدى الذي يتضمن ثلج الصدور باليقين وطمأنينة القلب به وسكون النفس اليه وحياة الروح به والرحمة التي تجلب لها كل كل خير ولذة وتدفع عنها كل شر ومؤلم - 00:36:39
الان هذا الكلام كله ينتظر الجواب فذلك فذلك هذا كله الفرح هذا خير مما يجمع الناس او من كل ما يجمع الناس من اغراض الدنيا وزينتها اي هذا هو الذي ينبغي ان يفرح به - 00:36:56
ومن فرح به فقد فرح باجل مفروح به لا ما يجمع اهل الدنيا منها فانه ليس بموضع للفرح لانه عرضة للافات ووشيك الزوال ووخيم العاقبة وهو خيال زار الصب في المنام - 00:37:13
ثم انقضى المنام وولى الطيف وولى الطيف واعقب مزاره الهجران وقد جاء الفرح في القرآن على نوعين مطلق ومقيد. فالمطلق جاء في الذم. كقوله تعالى لا تفرحن الله لا يحب الفرحين. وقوله انه لفرح - 00:37:31
والمقيد نعاني ايضا مقيد بالدنيا ينسي صاحبه فضل الله ومنته يوصي صاحبه فضل الله ومنته فهو مذموم. كقوله حتى اذا فرحوا بما اوتوا اخذناهم بغتة فاذا هم مبلسون والثاني مقيد بفضل الله ورحمته وهو نوعان ايضا - 00:37:48
فضل ورحمة بالسبب وفضل بالمسبب. فالاول كقوله قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما ما يجمعون والثاني كقوله فرحين بما اتاهم الله من فضله. فالفرح بالله وبرسوله وبالايمان وبالسنة وبالعلم وبالقرآن - 00:38:06
من اعلى مقامات العارفين الفرح بالله وبرسوله وبالايمان وبالسنة وبالعلم وبالقرآن من اعلى مقامات العارفين. قال الله تعالى واذا ما انزلت سورة فمنهم من يقول ايكم زادته هذه ايمانا. فاما الذين امنوا فزادتهم ايمانا وهم يستبشرون - 00:38:26
وقال والذين اتيناهم بالكتاب يفرحون بما انزل اليك فالفرح بالعلم والايمان والسنة دليل على تعظيمه عند صاحبه ومحبته له وايثاره له على غيره. فان فرح العبد بالشيء عند حصوله له على قدر - 00:38:46
ان فرح العبد بالشيء عند حصوله له على قدر محبته له ورغبته فيه. فمن ليس له رغبة في الشيء لا يفرحه لا يفرحه حصوله له ولا يحزنه فواته بل فرح تابع للمحبة والرغبة والفرق بينه وبين الاستبشار ان الفرح بالمحبوب بعد حصوله والاستبشار يكون - 00:39:00
قبل حصوله اذا كان على ثقة من حصوله. ولهذا قال تعالى فرحين بما اتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم والفرح صفة كمال ولهذا يوصف الرب تعالى باعلى انواعه واكملها كفرحه بتوبة التائب اعظم من فرحة الواجد الى راحلته عليها طعامه وشرابه في الارض المهلكة - 00:39:21
بعد فقده لها واليأس من حصولها. والمقصود ان الفرح اعلى انواع نعيم القلب ولذته وبهجته هو الفرح والسرور ونعيمه. والفرح والسرور نعيمه هم والحزن عذابه والفرح بالشيء فوق الرضا به فان الرضا طمأنينة وسكون وانشراح - 00:39:43
والفرح لذة وبهجة وسرور فكل فرح راض وليس كل راض فرحا ولهذا كان الفرح ضد الحزن والرضا ضد السخط والحزن يؤلم صاحبه والسخط لا يؤلمه الا ان كان مع العجز - 00:39:59
عن الانتقام ثم يقول في الصفحة التالية ستمية واربعة وتسعين آآ يقول والبشرى يراد بها امران احدهما بشارة المخبر والثاني سرور المخبر الله تعالى لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الاخرة. فسرت البشرى بهذا وهذا - 00:40:18
في حديث عباد ابن الصامت وابي الدرداء رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم هي الرؤيا الصالحة يراها المسلم او ترى له وقال ابن عباس رضي الله عنهما بشرى الحياة الدنيا هي عند الموت تأتيهم الملائكة الرحمة بالبشرى من الله - 00:40:41
وفي الاخرة عند خروج نفس المؤمن اذا خرجت اه يعرجون بها الى الله تزف كما تزف العروس تبشر برضوان الله وقال الحسن هي الجنة واختاره الزجاج والفراء وفسرت بشرى الدنيا بالثناء الحسن يجري له على السنة الناس وكل ذلك - 00:40:56
كصحيح فالثناء من البشرى والرؤيا الصالحة من البشرى وتبشير الملائكة له عند الموت من البشرى والجنة من اعظم البشرى. قال الله تعالى وبشر الذين تجري من تحتها وقال الله تعالى وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون. قيل وسميت بذلك لانها تؤثر في بشرة الوجه - 00:41:15
ولذلك كانت نوعين بشرى سارة تؤثر فيه نضارة وبهجة وبشرى محزنة تؤثر فيه بسورا وعبوسا ولكن اذا اطلقت كانت للسرور واذا قيدت كانت بحسب ما تقيد به طيب وفي الصفحة التالية يتكلم عن اسم السرور قال صاحب المنازل وقوله ورد اسم السرور في القرآن في موضعين في حال الاخرة يريد بهما يريد بهما قوله - 00:41:36
تعالى فاما من اوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا وينقلب الى اهله مسرورا. والموضع الثاني قوله ولقاهم نظرة وسرورا يقال وورد السرور في احوال الدنيا في موضع على وجه الذم لقوله تعالى واما من اوتي كتابه وراء ظهره فسوف يدعو ثبورا ويصلع سعيرا انه - 00:42:03
في اهله مسرورا فقد رأيت كل واحد ورود كل واحد من الفرح والسرور في القرآن بالنسبة لاحوال الدنيا واحوال الاخرة فلا يظهر ما ذكره من الترجيح قد يقال الترجيح للفرح لان الرب تبارك وتعالى يوصف به - 00:42:23
ويطلق عليه اسمه دون السرور فدل على ان معناه اكمل بمعنى السور وامر الله به في قوله فبذلك فليفرحوا واثنى على السعداء به في قوله فرحين بما اتاهم بما اتاهم الله من فضله واما قوله ولقاهم نظرة وسرورا وقوله ينقلب الى اهله مسرورا فعدد الى لفظ السرور لاتفاق رؤوس الاية ولو انه ترجم باب الفرح لكان - 00:42:37
اشد مطابقة للاي اه التي استشهد بها والامر في ذلك قريب فالمقصود امر وراء اه ذلك آآ نختم بكلامه عن الحزن وهو ضد السرور اه يقول اه في اخر الصفحة ستمية وسبعة وتسعين ولما كان السرور ضد الحزن والحزن لا يجامعه كان مذهبا له ولما كان - 00:42:57
ما سببه ذوق الشيء السار فانه كلما كان الذوق اتم كان السرور به اكمل. وهذا السرور يذهب ثلاثة احزان. الحزن الاول حزن اورثه خوف الانقطاع وهذا حزن المتخلفين عن ركب المحبين ووفد المحبة. فاحنا الانقطاع هم المتخلفون عن صحبة هذا الركب وهذا الوفد - 00:43:22
وهم الذين كره الله انبعاثهم فثبطهم وكيل اقعدوا مع القاعدين. فثبط عزائمهم وهممهم ان تسير اليه والى جنته وامر قلوبهم امرا كونيا قدريا ان تقعد مع المتخلفين عن السعي الى محابه - 00:43:43
فلو عاينت او فلو عاينت قلوبهم حين امرت بالقعود عن مرافقة الوفد وقد غمرتها الهموم وعقدت عليها سحائب البلاء فاحضرت كل كل حزن وغم وامواج القلق والحسرات تتقاذف امواج القلق والحسرات تتقاذف بها. وقد غابت عنها المسرات ونابت عنها الاحزان لعلمت - 00:43:56
ان الابرار في هذه الدار في نعيم. وان المتخلفين عن رفقتهم في جحيم. وهذا الحزن يذهب به ذوق طعم الايمان فيذيق الصديق اه طعم الوعد الذي وعد به على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم فلا اه يعلقه ظن ولا يقطعه امل ولا تعوقه امنية - 00:44:16
كما تقدم فيباشر قلبه حقيقة قوله تعالى افمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه كمن متعناه متاع الحياة الدنيا ثم هو يوم القيامة وقوله تعالى يا ايها الناس ان وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور - 00:44:40
آآ قوله وحزن هاجته ظلمة الجهل وهذا الحزن الثاني الذي يذهب سرور الذوق آآ وهو حزن ظلمة الجهل والجهل نوعان جهل علم ومعرفة والجهل نوعان جهل علم ومعرفة وهو مراد الشيخ ها هنا - 00:44:57
وجهل عمل وغي وكلاهما له ظلمة ووحشة في القلب. وكما ان العلم يوجب نورا وانسا فضده يوجب ظلمة اوقعوا وحشة وقد سمى الله سبحانه وتعالى العلم الذي بعث به رسوله نورا وهدى وحياة وسمى ضده ظلمة وموتا وضلالا. قال الله تعالى الله - 00:45:17
ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات الى النور والذين كفروا اوليائهم الطاغوت يخرجون يخرجونهم من النور الى الظلمات الى اخر الايات الحزن الثالث حزن بعثته وحشة التفرق وهو تفرق الهم والقلب عن الله عز وجل. ولهذا التفرق حزن ممض آآ او - 00:45:37
على فوات جمعية القلب على الله ولذاتها ونعيمها. فلو فرضت لذات اهل الدنيا باجمعها حاصلة لرجل لم لها نسبة الى لذة جمعية قلبه على الله وفرحه به وانسه بقربه وشوقه الى لقائه. وهذا امر لا يصدق به الا من ذاقه - 00:45:57
فانما يصدقك من اشرق فيهما اشرق فيك ولله در القائل ايا صاحبي اما ترى نارهم؟ فقال تريني ما لا ارى سقاك الغرام ولم يسقني فابصرت ما لم كن مبصرا فلو لم يكن في التفرق المذكور الا الم الوحشة ونكد التشتت وغبار الشعث لكفى به عقوبة. فكيف واقل عقوبته ان يبتلى - 00:46:20
المنقطعين ومعاشرتهم وخدمتهم فتصير اوقاته التي هي مادة حياته ولا قيمة لها مستغرقة في قضاء حوائجهم ونيل اغراضهم وهذه عقوبة قلب ذاق حلاوة الاقبال على الله والجمعية عليه والانس به ثم اثر على ذلك سواه ورضي بطريقة بني جنسه وما هم عليه ومن له ادنى حياة في قلبه - 00:46:46
ونور فانه يستغيث قلبه من وحشة هذا التفرق كما تستغيث الحامل عند ولادتها ففي القلب شعث لا يلمه الا الاقبال على الله وفيه وحشة لا يزيلها الا الانس به في خلوته وفيه حزن لا يذهبه الا - 00:47:06
للسرور المعرفته وصدق معاملته وفيه قلق لا يسكنه الا الاجتماع عليه والفرار منه اليه وفيهما نيران حسرات لا يطفئها الا الرضا ونهيه وقضائه ومعانقة الصبر على ذلك الى وقت لقائه. وفيه طلب شديد لا يقف دون ان يكون هو وحده مطلوبه. وفي افاقة لا يسدها الا - 00:47:24
هو والانابة اليه ودوام ذكره وصدق الاخلاص له. ولو اعطي الدنيا وما فيها لم تسد تلك الفاقة منه ابدا فالتفريق يوقع وحشة الحجاب والمه اشد من الم العذاب قال الله تعالى كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ثم انهم لصائر الجحيم - 00:47:44
فاجتمع عليهم العذاب الحجاب وعذاب الجحيم. والذوق الذي يذهب وحشة هذا التفرق هو الذي ذكره الشيخ في قوله ذوق الارادة طعم الانس فلا يعلق به شاغل ولا يفسده عارض ولا تكدره فرقة وصل اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:48:03
جزاكم الله خيرا - 00:48:23