الحمد لله رب العالمين وصل اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم. اللهم لا سهل الا ما جعلته سهلا وانت تجعل الحزن اذا شئت سهلا - 00:00:00
اللهم تقبل منا انك انت السميع العليم وتجاوز واعف عنا انك انت الغفور الرحيم اما بعد فهذه آآ هذا هو المجلس الاخير ان شاء الله من مجالس القراءة والتعليق اه على كتاب مدارج السالكين - 00:00:14
وهو المجلس آآ السادس والعشرون اه اخر منزلة في الكتاب سنبدأ بها بعد ما انتهينا من المنزلة التي قبلها اللي هي منزلة الدمع قال الامام ابن القيم رحمه الله تعالى - 00:00:31
فصل قال صاحب المنازل باب التوحيد قال الله تعالى شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولو العلم التوحيد تنزيه الله عز وجل عن الحدث. وانما نطق العلماء بما نطق بما نطقوا به واشار المحققون بما اشاروا به في هذا الطريق - 00:00:45
بقصد تصحيح التوحيد وما سواه من حال او مقام فكله مصحوب بالعلل هذي الان الجملة التي ذكرها الهروي رحمه الله تعالى الامام ابن القيم سيعلق على عدة مواضع من او اكثر من موضع في هذه الجملة - 00:01:03
واطال الحديث عن الاية عن قول الله سبحانه وتعالى شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولو العلم قائما بالقسط لا اله الا هو العزيز الحكيم وحديث ابن القيم عن الاية - 00:01:21
يجعل الانسان يتفكر في اه ان كان الغوص العميق بمعاني القرآن الكريم وانه كثير من الاحيان ان الانسان يتأمل في كلام المتقدمين يجدهم يستخرجون من الايات معاني ويربطونها باشياء احيانا - 00:01:36
يعني لا يبدو للانسان ولا عشر هذا المقدار آآ وابن القيم هنا يعني اطال الحديث عن هذه الاية آآ سواء عن لفظ الشهادة او عن قائما بالقسط او عن منزلة اولو العلم - 00:01:56
اه او عن قيمة التوحيد او عن كيف شهد الله انه لا اله الا هو ما انواع الشهادة التي شهد الله اه بها انه لا اله الا هو هذا كله اطال الكلام فيه رحمه الله تعالى. ثم كذلك علق على كلام الهروي في قوله التوحيد تنزيه الله عن الحدث - 00:02:11
وانتقده على هذا التعريف ثم بعد ذلك سيأتي في الاخير الى كلام الهروي رحمه الله على درجات التوحيد والخاصة وخاصة الخاصة وايضا سيعلق على ذلك قال رحمه الله تعالى قلت التوحيد اول دعوة الرسل واول منازل الطريق واول مقام يقوم فيه السالك الى الله تعالى - 00:02:28
قال تعالى لقد ارسلنا نوحا الى قومه فقال يا قومي اعبدوا الله ما لكم من اله غيره. وقال هود لقومه اعبدوا الله ما لكم من اله غيره. وقال صالح لقومه اعبدوا الله ما لكم من اله غيره - 00:02:48
وقال شعيب لقومه اعبدوا الله ما لكم من اله غيره. وقال تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فالتوحيد مفتاح دعوة الرسل ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لرسوله معاذ ابن جبل رضي الله عنه - 00:03:01
وقد بعثه الى اليمن انك تأتي قوما اهل كتاب فليكن اول ما تدعوهم اليه عبادة الله وحده فاذا شهدوا ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله فاخبرهم ان الله قد فرض عليهم خمس صلوات - 00:03:18
في اليوم والليلة وذكر الحديث وقال صلى الله عليه وسلم امرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. ولهذا كان الصحيح ان اول واجب يجب على المكلف شهادة ان لا اله الا الله لا النظر ولا القصد الى النظر ولا الشك كما هي اقوال - 00:03:33
لارباب الكلام المذموم طبعا هذي اول واجب على المكلف يعني مسألة معروفة في علم الكلام انه ايش اول ما يجب على الانسان من من من واجبات على الاطلاق آآ اللي عند المتكلمين هاي الاقوال الثلاثة - 00:03:53
انه اول واجب هو النظر او القصد الى النظر او الشك وهذي طبعا فيها تفصيل لانه النظر مقصود فيه نظر معين استدلال عقلي معين للوصول الى ان الله سبحانه وتعالى موجود وانه - 00:04:13
آآ قديم الى اخره فالتوحيد اول ما يدخل به في الاسلام آآ واول ما يدخل به في الاسلام واخر ما يخرج به من الدنيا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم - 00:04:26
من كان اخر كلامه لا اله الا الله دخل الجنة. قال ابن القيم فهو اول واجب واخر واخر واجب في التوحيد اول الامر واخره ثم اخذ يعلق على تعريف التوحيد عند الامام الهروي رحمه الله فقال قوله التوحيد تنزيه الله عن الحدث هذا الحد - 00:04:41
الحد اي التعريف؟ قال هذا الحد لا يدل على التوحيد الذي بعث الله به رسوله وانزل به كتبه وينجو به العبد من النار ويدخل به الجنة ويخرج من الشرك فانه مشترك - 00:04:58
بين جميع الفرق وكل من اقر بوجود الخالق سبحانه اقر به فعباد الاصنام والمجوس والنصارى واليهود والمشركون على اختلاف نحلهم كلهم ينزهون الله عن الحدث ويثبتون قدمه حتى اعظم الطوائف على الاطلاق شركا وكفرا والحادا وهم طائفة الاتحادية - 00:05:10
فانهم يقولون هو الوجود المطلق وهو قديم لم يزل وهو منزه عن الحدث. ولم تزل المحدثات تكتسي وجوده تلبسه وتخلعه ناسفة الذين هم ابعد الخلق عن الشرائع وما جاءت به الانبياء يثبتون واجب الوجود قديما منزها الحدث - 00:05:28
التنزيل عن الحدث حق لكن لا يعطي اسلاما ولا ايمانا ولا يدخل في شرائع الانبياء ولا يخرج من نحل اهل الكفر ومللهم البتة وهذا القدر لا يخفى على شيخ الاسلام ومحله من العلم والمعرفة محله - 00:05:45
ومع هذا فقد سئل سيد الطائف الجنيد عن التوحيد فقال هو افراد القديم القديم عن المحدث والجنيد اشار الى انه لا تصح دعوة التوحيد ولا مقامه ولا حاله ولا يكون العبد موحدا الا اذا افرد القديم عن المحدث - 00:06:00
ثم انتقل يشرح آآ ابن القيم معنى افراد القديم عن المحدث فقال فصل وهذا الافراد الذي اشار اليه الجنيد نوعان احدهما افراد في الاعتقاد والخبر وذلك نعاني ايضا. احدهما اثبات مباينة الرب تعالى للمخلوقات والثاني افراده سبحانه بصفات كماله - 00:06:15
واثباتها له على وجه التفصيل كما اثبتها لنفسه والنوع الثاني من الافراد قال فصل والنوع الثاني من الافراد افراد القديم عن المحدث بالعبادة من التأله والحب والخوف والرجاء والتعظيم والانابة والتوكل والاستعانة وابتغاء الوسيلة اليه فهذا الافراد وذلك الافراد بهما بعثت الرسل - 00:06:34
وانزلت الكتب وشرعت الشرائع ولاجل ذلك خلقت السماوات والارض والجنة والنار وقام سوق الثواب والعقاب فتفرد القديم سبحانه عن المحدث في ذاته وصفاته وافعاله وفي ارادته وحده ومحبته وخوفه ورجائه - 00:06:54
التوكل عليه والاستعانة والحلف به والنذر له والتوبة اليه واسجد له والتعظيم والاجلال وتوابع ذلك ثم اخذ في الفصل التالي يتكلم عن اه انه الطوائف المختلفة كل طائفة تسمي باطلها توحيدا - 00:07:10
فذكر آآ التوحيد عند الفلاسفة ولاحظوا الان هذا كله الان منزلة التوحيد هذا كله تشقيق للمعاني فيما يتعلق بالتوحيد والموقف من التوحيد وما حقيقة التوحيد الذي يريده الله سبحانه وتعالى - 00:07:29
وبعد ذلك سينتقل الى الاية التي يراها انها مركزية في قضية التوحيد. طبعا ذكر توحيد الفلاسفة بعدين قالوا اما الاتحادية في التوحيد عندهم وذكره ثم اه ذكر التوحيد عند الجهمية وعند القدرية وعند الجبرية - 00:07:44
ثم قال فصل واما التوحيد الذي دعت اليه رسل الله ونزلت به كتبه فوراء ذلك كله وهو نوعان توحيد في المعرفة والاثبات وتوحيد في الطلب والقصد فالاول هو حقيقة ذات الرب تعالى واسمائه وصفاته وافعاله وعلوه فوق سماواته على عرشه وتكلمه بكتبه وتكليمه لمن شاء من عباده - 00:07:59
اثبات عموم قضائه وقدره وحكمه. وقد افصح القرآن عن هذا النوع جد الافصاح كما في اول سورة الحديد وسورة طه واخر سورة الحشر واول سورة تنزيل السجدة واول سورة ال عمران وسورة الاخلاص بكمالها وغير ذلك - 00:08:24
النوع الثاني اللي هو توحيد القصد والطلب مثل ما تضمن ما تضمنته سورة قل يا ايها الكافرون واه ما تضمنه قوله قل يا قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الاية - 00:08:40
واول سورة تنزيل الكتاب واخرها واول سورة يونس ووسطها واخرها واول سورة الاعراف واخرها وجملة سورة الانعام وغالب سور القرآن بل كل سورة في القرآن فهي متضمنة لنوعي التوحيد بل نقول قولا كليا ان كل اية في القرآن فهي متضمنة للتوحيد - 00:08:56
شاهدة شاهدة به داعية اليه فان القرآن اما خبر عن الله واسمائه وصفاته وافعاله فهو التوحيد العلمي الخبري. واما دعوة الى عبادته وحده لا شريك له وخلع كل ما يعبد من دونه - 00:09:18
فهو التوحيد الارادي الطلبي واما امر ونهي والزام بطاعته في نهيه وامره فهو فهي حقوق التوحيد ومكملاته واما خبر عن كرامة الله لاهل توحيده وطاعته. وما فعل بهم في الدنيا وما يكرمهم به في الاخرة - 00:09:36
فهو جزاء توحيدي واما خبر عن اهل الشرك وما فعل بهم في الدنيا من النكال وما يحل بهم في العقبة من العذاب فهو خبر عمن خرج عن حكم التوحيد فالقرآن كله في التوحيد وحقوقه وجزائه - 00:09:53
وفي شأن الشرك واهله وجزائه فالحمد لله توحيد رب العالمين توحيد الرحمن الرحيم توحيد مالك يوم الدين توحيد اياك نعبد توحيد واياك نستعين توحيد اهدنا الصراط المستقيم توحيد متضمن لسؤال - 00:10:08
الهداية الى طريق اهل التوحيد الذين انعم الله عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين الذين فارقوا التوحيد ولذلك شهد الله لنفسه بهذا التوحيد وشهد له به ملائكته وانبياؤه ورسله قال شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولو العلم قائما - 00:10:25
بالقسط لا اله الا هو العزيز الحكيم ان الدين عند الله الاسلام. الان سيبدأ التعليق على هذه الاية وسيطيل الحديث كما ذكرت فيها قال فتضمنت هذه الاية الكريمة اثبات حقيقة التوحيد - 00:10:48
والرد على جميع هذه الطوائف والشهادة ببطلان اقوالهم ومذاهبهم. وهذا انما يتبين بعد فهم الاية ببيان ما تضمنته من المعارف الالهية والحقائق الايمانية فتضمنت هذه الاية اجل شهادة واعظمها واعدلها واصدقها من اجل شاهد - 00:11:04
باجل مشهود به وعبارات السلف في شهيدة تدور على الحكم والقضاء والاعلام والبيان والاخبار. قال مجاهد حكم وقضى يعني شهد الله اي حكم وقضى وقال الزجاج بين وقالت طائفة اعلم واخبر - 00:11:26
وهذه الاقوال كلها حق لا تنافي بينها فان الشهادة تتضمن كلام الشاهد وخبره وقوله وتضمن وتتضمن اعلامه وخبره واخباره وبيانه فلها اربع مراتب اول مراتبها علم ومعرفة واعتقاد لصحة المشهود به وثبوته - 00:11:41
وثانيها تكلمه بذلك ونطقه به وان لم يعلم به غيره بل يتكلم به مع نفسه ويذكرها وينطق بها او يكتبها وثالثها ان يعلم غيره بما شهد به ويخبره به ويبينه له - 00:11:59
ورابعها ان يلزمه بمضمونها ويأمره به فشهادة الله سبحانه لنفسه بالوحدانية والقيام بالقسط تضمنت هذه المراتب الاربعة ما هي علم الله سبحانه وتعالى بذلك وتكلمه به واعلامه واخباره لخلقه به - 00:12:15
وامرهم والزامهم به اما مرتبة العلم فان الشهادة بالحق تتضمنها ضرورة. والا كان الشاهد شاهدا بما لا علم له به. قال الله تعالى الا من شهد بالحق وهم يعلمون واما مرتبة التكلم والخبر فمن تكلم بشيء واخبر به فقد شهد به وان لم يتلفظ بالشهادة - 00:12:35
قال تعالى قل هلم شهدائكم الذين يشهدون ان الله حرم هذا وقال تعالى وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن اناثا اشهدوا خلقهم ستكتب شهادتهم ويسألون فجعل ذلك منهم شهادة وان لم يتلفظوا بلفظ الشهادة ولم يؤدوها عند غيرهم - 00:12:57
قال النبي صلى الله عليه وسلم عدلت شهادة الزور الاشراك بالله وشهادة الزور هي قول الزور كما قال تعالى واجتنبوا قول الزور. وعند نزول هذه الاية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عدلت شهادة الزور الاشراك بالله - 00:13:17
وقال تعالى يا ايها الذين امنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على انفسكم فشهادة المرء على نفسه هي اقراره على نفسه وفي الحديث الصحيح في قصة ماعز الاسلمي فلما شهد على نفسه اربع مرات رجمه رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:13:29
وقال تعالى قالوا شهدنا على انفسنا وهذا واضعافه يدل على ان الشاهد عند الحاكم وغيره لا يشترط في قبول شهادته ان يتلفظ بلفظ الشهادة واجمع المسلمون على ان الكافر اذا قال لا اله الا الله محمد رسول الله - 00:13:46
فقد دخل في الاسلام وشهد شهادة الحق ولم يتوقف اسلامه على لفظ الشهادة يعني لو لم يقل اشهد وانما قال لا اله الا الله محمد رسول الله دخل في الاسلام - 00:14:05
يقول ولم يتوقف اسلامه على لفظ الشهادة وانه قد دخل في قوله حتى يشهد ان لا اله الا الله وفي لفظ اخر حتى يقولوا لا اله الا الله فدل على ان مجرد قولهم لا اله الا الله شهادة منهم وهذا اكثر من ان تذكر شواهده من الكتاب والسنة فليس مع من اشترط لفظ الشهادة دليل يعتمد عليه - 00:14:18
والله اعلم الان هذا كله تعليق على كلمة شهد وايش مراتب شهد ما هي ما هي المراتب التي شهد الله لنفسه بها انه انه لا اله الا هو فانتهى من المرتبة الاولى اللي هي مرتبة العلم ثم المرتبة التكلم والان مرتبة الاعلام والاخبار - 00:14:36
قال واما مرتبة الاعلام والاخبار فنوعان اعلام بالقول واعلام بالفعل وهذا شأن كل معلم لغيره بامر بامر تارة يعلمه بقوله وتارة بفعله. ولهذا كان من اه جعل دارا مسجدا وفتح بابها لكل من دخل اليها - 00:15:02
بالصلاة فيها معلما انها وقف وان لم يتلفظ به وكذلك من وجد متقربا الى غيره بانواع المسار معلما له ولغيره انه محب انه يحبه وان لم يتلفظ بقوله وكذلك بالعكس وكذلك شهادة الرب جل جلاله وبيانه واعلامه يكون بقوله تارة وبفعله تارة اخرى - 00:15:22
فالقول هو ما ارسل به رسله وانزل به كتبه ومما قد علم بالاضطرار ان جميع الرسل اخبروا عن الله انه شهد لنفسه بانه لا اله الا هو واخبر بذلك وامر عباده ان يشهدوا به وشهادته سبحانه ان لا اله الا هو معلومة من جهة كل من بلغ عنه - 00:15:46
كلامه. اما بيانه واعلامه بفعله فهو ما تضمنه خبره تعالى عن الادلة الدالة على وحدانيته التي تعلم تعلم دلالتها بالعقل والفطرة وهذا ايضا يستعمل فيه لفظ الشهادة كما يستعمل فيه لفظ الدلالة والارشاد والبيان فان الدليل - 00:16:05
يبين المدلول عليه ويظهره كما يبينه الشاهد والمخبر بل قد يكون البيان بالفعل اظهر وابلغ وقد يسمى شاهد الحال نطقا وقولا وكلاما لقيامه مقامه وادائه مدى مؤداه كما قيل قالت له العينان - 00:16:23
سمعا وطاعة وحذرتا بالدر لما يسقب اه وقال الاخر شكى الي جملي طول السرى صبرا جميلا فكلانا مبتلى وقال الاخر امتلأ الحوض وقال قطني مهل الرويد قد ملأت بطني ويسمى هذا شهادة ايضا كما في قوله تعالى ما كان للمشركين ان يعمروا مساجد الله شاهدين على انفسهم بالكفر - 00:16:40
وهذه شهادة منهم على انفسهم بما يفعلون من افعال الكفر واقواله فهي شهادة بكفرهم وهم شاهدون على انفسهم بما شهدت به والمقصود ان الله سبحانه يشهد بما جعل اياته المخلوقة دالة عليه - 00:17:03
فان دلالتها انما هي بخلقه وجعله ويشهد باياته القولية الكلامية المطابقة لما شهدت به اياته الخلقية فتتطابق شهادة القول وشهادة الفعل كما قال تعالى سنريهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق اي - 00:17:17
ان القرآن حق فاخبر انه يدل باياته الافقية والنفسية على صدق اياته القولية الكلامية. وهذه الشهادة الفعلية قد ذكرها غير واحد من ائمة والتفسير قال ابن كيسان شهد الله بتدبيره العجيب واموره المحكمة عند خلقه انه لا اله الا هو. هذا معنى لطيف جدا - 00:17:35
في تفسير الاية انه شهد الله انه لا اله الا هو ليس معنى ذلك انه اخبر فقط بالقرآن وبكتب الكتب الاخرى على الانبياء وانما ايضا شهد بفعله بما اودع في المخلوقات من دلالة عليه - 00:17:56
فشهد بهذا الفعل انه لا اله الا هو قال فصل واما المرتبة الرابعة وهي الامر بذلك والالزام به وان كان مجرد الشهادة لا يستلزمه لكن الشهادة في هذا الموضوع تدل عليه وتتضمنه فانه سبحانه - 00:18:12
شهد به شهادة من حكم به وقضى وامر والزم عباده به كما قال تعالى وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه. وقال تعالى وقال الله لا تتخذوا الهين اثنين انما هو اله واحد - 00:18:26
وقال تعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين. وقال تعالى لا تجعل مع الله الها اخر. وقال الله سبحانه وتعالى ولا تدعو مع الله الها اخر والقرآن كله شاهد بذلك - 00:18:38
ووجه استلزام شهادته سبحانه لذلك انه اذا شهد انه لا اله الا هو فقد اخبر وبين واعلم وحكم وقضى ان ان ما سواه ليس باله وان الاهية ما سواه ابطلوا الباطل واثباتها اظلموا الظلم فلا يستحق العبادة سواه كما لا تصلح الالهية - 00:18:50
لغيره وذلك يستلزم الامر باتخاذه وحده الها ثم قال فصل وقوله تعالى قائما بالقسط. القسط هو العدل فشهد الله سبحانه انه قائم بالعدل في توحيده وبالوحدانية في عدله. والتوحيد والعدل هما جماع صفات الكمال - 00:19:10
فان التوحيد يتضمن تفرده سبحانه بالكمال والجلال والمجد والتعظيم الذي لا ينبغي لاحد سواه والعدل يتضمن وقوع افعاله كلها على السداد والصواب وموافقة الحكمة فهذا توحيد الرسل وعدلهم اثبات الصفات والامر بعبادة الله وحده لا شريك له واثبات القدر والحكم والغايات المطلوبة المحمودة بفعله وامره لا توحيد الجهمية والمعتزلة - 00:19:30
الذي هو انكار الصفات وحقائق الاسماء الحسنى وعدلهم الذي هو التكذيب بالقدر او نفي الحكم والغايات والعواقب الحميدة التي يفعل الله لاجلها ويأمر وقيام وقيامه سبحانه بالقس في شهادته يتضمن امورا - 00:19:57
الان كله هذا تعليق على قوله سبحانه وتعالى قائما بالقسط وهذا كله على التفسير الاول الذي هو متعلق بشهد انه شهد انه قائم بالقسط ايضا هذا سيذكر تفسيرا اخر طيب آآ يقول وقيامه سبحانه بالقسط في شهادته يتضمن امورا - 00:20:13
احدها انه قائم بالقسط في هذه الشهادة التي هي اعدل شهادة على الاطلاق وانكارها وجحودها اعظم الظلم على الاطلاق فلا اعدل من التوحيد ولا اظلم من الشرك من الشرك فهو سبحانه قائم بالعدل في هذه الشهادة قولا وفعلا حيث شهد بها واخبر واعلم عباده وبين لهم تحقيقها - 00:20:35
وصحتها وهذا هو العدل الذي قام به الرب تعالى في هذه الشهادة فاوامره فاوامره كلها تكميل لها وامر باداء حقوقها ونواهيه كلها صيانة لها عما يهضمها ويضادها وثوابه كله عليها وعقابه كله على تركها وترك حقوقها وخلقه السماوات والارض وما بينهما كان بها ولاجلها وهي الحق الذي خلقت به - 00:20:55
وضدها هو الباطل والعبث الذي نزه سبحانه نفسه عنه واخبر انه لم يخلق به السماوات والارض. قال تعالى ردا على المشركين المنكرين لهذه الشهادة وما خلقنا السماء والارض وما بينهما باطلا. ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار - 00:21:23
وقال تعالى حاء ميم تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم ما خلقنا السماوات والارض وما بينهما الا بالحق واجر مسمى والذين كفروا عما انذروا معرضون وقال هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب. ما خلق الله ذلك الا بالحق - 00:21:42
وقال او لم يتفكروا في انفسهم ما خلق الله السماوات والارض وما بينهما الا بالحق واجل مسمى وان كثيرا من الناس بلقاء ربهم لكافرون. وقال وما خلقنا السماوات والارض وما بينهما لاعبين. ما خلقناهما الا بالحق - 00:22:03
وهذا كثير في القرآن والحق الذي خلقت به السماوات والارض ولاجله هو التوحيد وحقوقه من الامر والنهي والثواب والعقاب فالشرع والقدر والخلق والامر والثواب والعقاب قائم بالعدل والتوحيد صادر عنهما وهذا هو الصراط المستقيم - 00:22:20
الذي عليه الرب سبحانه وتعالى قال تعالى حكاية عن نبيه هود اني توكلت على الله ربي وربكم ما من دابة الا هو اخذ بمعصيتها ان ربي على صراط ما من دابة الا هو اخذ - 00:22:39
ان ربي على صراط مستقيم فهو سبحانه على صراط مستقيم في قوله وفعله فهو يقول الحق ويفعل العدل وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا والله يقول الحق وهو يهدي السبيل فالصراط المستقيم الذي عليه ربنا تبارك وتعالى هو مقتضى التوحيد والعدل - 00:22:53
قال تعالى وضرب الله مثلا رجلين احدهما ابكم لا يقدر على شيء وهو كل على مولاه واينما يوجهه لا يأتي بخير هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم - 00:23:15
فهذا مثل ضربه الله لنفسه وللصنم فهو سبحانه الذي يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم. والصنم مثل العبد الذي هو كل على مولاه اينما يوجهه لا يأتي بخير. والمقصود ان قوله تعالى قائما بالقسط كقوله ان ربي على صراط مستقيم - 00:23:26
وقوله قائم بالقسط نصب على الحال وفيه وجهان احدهما انه حال من الفاعل في شهد الله والعامل اه فيها الفعل والمعنى على هذا شهد الله حال قيامه بالقسط انه لا اله الا هو - 00:23:46
والثاني انه حال من قوله هو والعامل فيها معنى النفي اي لا اله الا هو حال كونه قائم بالقسط وبين التقديرين فرق ظاهر ثم قال واذا كان في اسفل الصفحة واذا كان القيام بالقسط يكون في القول والفعل كان المعنى انه كان سبحانه يشهد وهو قائم بالعدل عالم به لا بالظلم - 00:23:59
فان هذه الشهادة تضمنت قولا وعملا فانها تضمنت انه هو الذي يستحق العبادة وحده دون غيره وان الذين عبدوه وحده هم المفلحون السعداء وان الذين به غيرهم الضالون الاشقياء قال واما التقدير الثاني وهو ان يكون قوله قائما - 00:24:21
حالا مما بعد الا فالمعنى انه لا اله الا هو قائما بالعدل فهو وحده المستحق الالهي مع كونه قائما بالقسط قال شيخنا وهذا التقدير ارجح فانه يتضمن ان الملائكة واولي العلم يشهدون له بانه لا اله الا هو وانه قائم بالقسط - 00:24:40
قلت مراده انه اذا كان قوله قائما بالقسط حالا من المشهود به فهو كالصفة له فان الحال صفة في المعنى لصاحبها فاذا وقع فان الحالة صفة في المعنى لصاحبها فاذا وقعت الشهادة على ذلك الحال وصاحبها كان كلاهما مشهودا به فيكون الملائكة واولو العلم قد شهدوا - 00:25:05
انه قائم بالقسط كما شهدوا بانه لا اله الا هو والتقدير الاول لا يتضمن ذلك فانه اذا كان التقدير شهد الله قائما بالقسط انه لا اله الا هو والملائكة واولي العلم يشهدون انه لا اله الا هو كان - 00:25:26
القسط حالا من اسم الله وحده. يعني هو يقول هناك تقديران التقدير الاول انه شهد الله قائما بالقسط يعني شهد الله حالة كونه وحاله انه قائم بالقسط سبحانه وهذه حاله سبحانه - 00:25:40
فشهد هو سبحانه انه لا اله الا هو وكذلك شهد الملائكة واولو العلم انه لا اله الا هو اما التقدير الثاني فهو يقول انه يتضمن شهادة الملائكة واولو العلم بانه ايضا قائم بالقسط - 00:26:00
قد شهدوا بانه قائم بالقسط كما شهدوا بانه لا اله الا هو ثم قالوا ايضا فكونه قائم بالقسط فيما شهد به ابلغ من كونه حالا من مجرد الشهادة فان قيل فاذا كان حالا من هو فهلا اقترن به ولما فصل بين صاحب الحال وبينها بالمعطوف فجاء متوسطا بين صاحب الحال وبينها - 00:26:15
يعني هو يقول اه ليش ما يعني ليش وقع هذا الفصل في الذكر قلت فائدته ظاهرة فانه لو قال شهد الله انه لا اله الا هو قائما بالقسط والملائكة واولو العلم - 00:26:34
لاوهم عطف الملائكة واولي العلم على الضمير في قوله قائما بالقسط ولا يحسن العطف لاجل الفصل وليس المعنى على ذلك قطعا وانما المعنى على خلافه وهو ان قيامه بالقسط مختص به كما انه مختص بالالهية فهو وحده الاله المعبود المستحق للعبادة وهو وحده المجازي المثيب - 00:26:49
المعاقب بالعدل قوله لا اله الا هو ذكر محمد بن جعفر انه قال الاولى وصف وتوحيد والثانية رسم وتعليم اي قولوا لا اله الا هو ومعنى هذا هذي طبعا الاية فيها اثنين لا اله الا هو فيها شهد الله انه لا اله الا هو - 00:27:08
والملائكة واولي العلم قائما بالقسط لا اله الا هو يعني ذكرت مرتين فلذلك يعني كل الحديث الان هذا عن هذه الاية في منزلة التوحيد هو من انسب الحديث لتعلقه الظاهر يعني هذه الاية كرر فيها لا اله الا هو مرتين - 00:27:30
بالمؤكدات التي الموجودة ايضا في الاية قال اه اي قولوا لا اله الا الله ومعنى هذا ان الاولى تضمنت ان الله سبحانه وتعالى شهد بها واخبر بها والتالي للقرآن انما يخبر عن شهادة الله - 00:27:46
لا عن شهادتي هو وليس في ذلك شهادة من التالي نفسه. او من التالي نفسه فاعاد سبحانه ذكرها مجردة ليقولها التالي فيكون شاهد اذا هو بها ايضا اتضح المعنى المعنى لطيف يعني يقول انه انه لمن تقول انت شاهد تقرأ في الاول شهد الله انه لا اله الا هو - 00:27:59
والملائكة واولو العلم قائم بالقسط تكون انتقد تلوت شهادة الله او تلوت ما يدل على شهادة الله وشهادة ملائكته وشهادة اولي العلم بانه لا اله الا هو ثم انت ايظا تشهد - 00:28:21
فكررت لا اله الا هو اه بحيث انه ايظا انت تنظم شهادتك الى هذه الشهادات قال وايضا فالاولى خبر عن الشهادة بالتوحيد والثانية خبر عن نفس التوحيد وختم بقوله العزيز الحكيم فتضمنت الاية توحيده وعدله وعزته وحكمته - 00:28:39
فالتوحيد يتضمن ثبوت صفات صفات كماله ونعوت جلاله وعدم المماثل له فيها وعبادته وحده لا شريك له والعدل يتضمن وضعه الاشياء موضعها موضعها وتنزيلها منازلها وانه لم يخص شيئا منها الا بمخصص اقتضى - 00:28:57
ذلك وانه لا يعاقب من لا يستحق العقوبة ولا يمنع من يستحق العطاء وان كان هو الذي جعله مستحقا. والعزة تضمن كمال قدرته وقوته وقهره والحكمة تتضمن كمال علمه وخبرته انه امر ونهى وخلق وقدر لما له في ذلك من الحكم والغايات الحميدة التي يستحق عليها كمال الحمد - 00:29:12
فاسمه العزيز يتضمن الملك واسمه الحكيم يتضمن الحمد. واول الاية يتضمن التوحيد وذلك حقيقة لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. وذلك افضل ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم والنبيون من قبله والحكيم الذي اذا امر بامر كان حسنا في - 00:29:31
نفسي واذا نهى عن شيء كان قبيحا في نفسه واذا اخبر بخبر كان صدقا واذا فعل فعلا كان صوابا واذا اراد شيئا كان اولى بالارادة من غيره وهذا الوصف على الكمال - 00:29:51
لا يكون الا لله وحده وتضمنت هذه الاية وهذه الشهادة الدلالة على وحدانيته المنافية للشرك وعدله المنافي للظلم وعزته المنافية للعجز وحكمته المنافية للجهل والعيب ففيها الشهادة له بالتوحيد والعدل - 00:30:02
والقدرة والعلم والحكمة ولهذا كانت اعظم شهادة ولا يقوم بهذه الشهادة على وجهها من جميع الطوائف الا اهل السنة وسائر طوائف اهل البدع لا يقومون بها. فالفلاسفة اشد الناس انكارا وجحودا لمضمونها من اولها الى اخرها. وطوائف الاتحادية هم ابعد خلق الله انا وطائفة - 00:30:21
الجهمية تنكر حقيقتها من وجوه. منها ان الاله هو الذي تألهه القلوب محبة له واشتياقا وانابة. وعندهم ان الله لا يحب ولا يحب. ومنها ان الشهادة كلامه عما شهد به وهو عندهم لا يقول ولا يتكلم. ومنها انها تتضمن مباينته لخلقه بذاته وصفاته وعند فرعون فرعونيهم انه لا يباين - 00:30:42
اه الخلق ولا يحايثهم وليس فوق العرش اله يعبد. ومنها ان قيامه بالقسط في افعاله واقواله وعنده انه لم يقم ولا يقوم به فعل ولا البتة ومنها ان القسط عندهم لا حقيقة له بل كل ممكن فهو قسط وليس في مقدوره ما يكون ظلما وقسطا بل الظلم عندهم هو المحال الممتنع لذاته ومنها ان - 00:31:02
العزة هي القوة والقدرة وعندهم لا يقوم به صفة ومنها ان الحكمة هي الغاية التي يفعل لاجلها وتكون هي المطلوبة بالفعل ويكون وجودها اولى من من عدمها وهذا عندهم ممتنع - 00:31:22
في حقه سبحانه ومنها ان الاله هو الذي له الاسماء الحسنى والصفات العلى وهو الذي يفعل بقدرته ومشيئته وحكمته وهو الموصوف الصفات والافعال وهذا لا اثبتوا على الحقيقة الا اتباع الرسل وهم اهل العدل - 00:31:32
والتوحيد ثم ذكر ايضا الاشكالات عند هذه الطوائف. ثم قال فصل واذا كانت شهادته سبحانه تتضمن بيانه للعباد ودلالتهم وتعريفهم بما شهد به والا فلو شهد شهادة لم يتمكنوا من العلم بها لم ينتفعوا ولم يقم عليهم ليقم عليهم بها الحجة كما ان الشاهد من العباد - 00:31:45
آآ اذا كانت عنده شهادة ولم يبينها بل كتمها لم ينتفع بها احد ولم تقم بها حجة واذا كان لا ينتفع بها الا ببيانها فهو سبحانه قد بينها غاية البيان - 00:32:08
بطرق ثلاثة السمع والبصر والعقل لا يزال طبعا الكلام على الاية وعلى انواع الشهادة التي شهد الله بها انه لا اله الا هو اما السمع فبسمع اياته المتلوة القولية المتضمنة لاثبات صفات كماله ونعوت جلاله آآ وعلوه على عرشه - 00:32:20
وفي هذا ابطال لقول من قال انه لم آآ انه لم يرد من عباده او لم يرد من عباده ما دلت عليه اياته السمعية من اثبات معانيها وحقائقها التي وضعت لها - 00:32:39
الفاظها فان هذا ضد البيان والاعلام طيب ثم قال اه واما اياته العيانية او العيانية الخلقية والنظر فيها والاستدلال بها فانها تدل على ما تدل عليه ايات القولية السمعية وايات الرب هي دلائله وبراهينه التي بها يعرفه العباد وبها يعرفون اسمائه وصفاته - 00:32:51
وتوحيده وامره ونهيه. فالرسل تخبر عنه بكلامه الذي تكلم به. وهو اياته القولية. ويستدلون على ذلك بمفعولاته التي تشهد على صحة ذلك وهي اياته العيانية والعقل يجمع بين هذه وهذه فيجزم بصحة ما جاءت به الرسل فتتفق شهادة - 00:33:17
السمع والبصر والعقل والفطرة. وهو سبحانه لكمال عدله ورحمته واحسانه وحكمته ومحبته للعذر واقامته للحجة لم يبعث نبيا من الانبياء الا ومعه اية تدل على صدقه فيما اخبر به قال تعالى لقد ارسلنا رسلنا بالبينات وانزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط - 00:33:39
وقال تعالى وما ارسلنا من قبلك الا رجال نوح اليهم فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون بالبينات والزبر وقال تعالى قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم فلما قتلتموه من كنتم صادقين - 00:34:02
وقال تعالى وان يكذبوك فقد كذبت رسل من قبلك. وقال تعالى ويكذبوك فقد كذب الذين من قبلهم جاءتهم رسلهم بالبينات وبالزبر وبالكتاب المنير حتى ان من اخفأ حتى ان من اخفى - 00:34:17
ايات الرسل ايات هود عليه السلام حتى قال له قومه يا هود ما جئتنا ببينة ومع هذا فبينته من اظهر البينات وقد اشار اليها بقوله اني اشهد الله واشهد اني بريء مما تشركون من دونه فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون اني توكلت على الله - 00:34:31
ربي وربكم ما من دابة الا هو اخذ بناصيتها ان ربي على صراط مستقيم. فهذا من اعظم الايات ان رجلا واحدا يخاطب امة عظيمة بهذا الخطاب غير جزع ولا نزع ولا خوار - 00:34:50
بل واثق بما مما قاله جازم به قد اشهد الله اولا على برائته من دينهم ومن ما هم عليه اشهادة واثق به معتمدا عليه معلم لقومه او معلم لقومه انه وليه - 00:35:03
وناصره وانه غير مسلطهم اه عليه ثم اشهدهم اشهادة مجاهر لهم بالمخالفة انه بريء من دينهم والهتهم التي يوالون عليها ويعادون ويبذلون دمائهم واموالهم في نصرتها ثم اكد عليهم بالاستهانة بهم - 00:35:15
واحتقارهم وازدرائهم وانهم لو يجتمعون كلهم على كيده وشفاء غيظهم منه ثم يعاجلونه ولا يهملونه في ذلك انهم اضعفوا واعجزوا واقل من ذلك. وانكم لو رمتوه لانقلبتم بغيظكم مكبوتين مخذولين ثم قرروا دعوته احسن تقرير - 00:35:32
وبين ان ربه تعالى وربهم الذين واصيهم بيده هو وليه ووكيله القائم بنصره وتأييده وانه على صراط مستقيم فلا يخذل من توكل عليه وامن به ولا يشمت به اعدائه ولا - 00:35:50
كونوا معهم عليه فان صراطه المستقيم الذي هو عليه في قوله وفعله يمنع ذلك ويأباهم وتحت هذا الخطاب ان من صراطه المستقيم ان ينتقم ممن خرج عنه وعمل بخلافه وينزل به بأسه فان الصراط المستقيم هو العدل الذي عليه الرب تعالى. ومنه انتقامه من اهل الشرك والاجرام. ونصره اولياؤه ورسله على اعدائهم - 00:36:02
فاي اية وبرهان ودليل احسن من ايات الانبياء وبراهينهم وبراهينهم وادلتهم وهي شهادة من الله سبحانه لهم بينها لعباده غاية البيان واظهرها لهم غاية الاظهار بقوله وفعله وفي الصحيح انه صلى الله عليه وسلم انه قال ما من الانبياء نبي الا وقد اوتي ما مثله وعمل عليه البشر وانما كان الذي اوتيته احيا اوحاه الله اليه. فارجو ان اكون اكثرهم تابعا - 00:36:24
القيامة. ومن اسمائه تعالى المؤمن وهو في احد التفسيرين المصدق الذي يصدق الصادقين بما يقيم لهم من شواهد صدقهم فهو الذي صدق رسله وانبياؤه فيما بلغوا عنه وشهد لهم بانهم صادقون بالدلائل التي دل بها على صدقهم قضاء وخلقا فانه سبحانه اخبر وخبر - 00:36:47
الصدق وقوله الحق انه لابد ان يرى العباد من الايات الافقية والنفسية ما يبين لهم ان الوحي الذي بلغته رسله حق وقال تعالى سنريهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق اي القرآن - 00:37:08
فانه المتقدم او هو المتقدم في قوله قل ارأيتم ان كان من عند الله ثم كفرتم به. ثم قال اولم يكفي بربك انه على كل شيء شهيد؟ فشهد سبحانه لرسوله - 00:37:26
به بقوله ان ما جاء به حق ووعده ان يري العباد من اياته الفعلية الخلقية ما يشهد بذلك ايضا ثم ذكر ما هو اعظم من ذلك واجل وهو شهادته سبحانه على كل شيء - 00:37:36
فان من اسمائه الشهيد الذي لا يغيب عنه شيء ولا يعزب عنه مثقال ذرة في الارض ولا في السماء بل هو مطلع على كل شيء مشاهد له عليم بتفاصيله وهذا استدلال باسماء - 00:37:49
وصفاته والاول استدلال بقوله وكلماته والاستدلال بالايات الافقية والنفسية استدلال بافعاله ومخلوقاته طيب ثم ننتقل في صفحة اربع مئة وثلاثة وسبعين يقول في القرآن العظيم قد اجتمع قد اجتمع فيه ما لم يجتمع في غيره فانه هو الدعوة والحجة وهو الدليل والمدلول عليه - 00:37:59
وهو الشاهد والمشهود له وهو الحكم والدليل وهو الدعوة والبينة. قال الله تعالى افمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه اي من ربه وهو القرآن. وقال تعالى لمن طلب اية تدل على صدق رسوله اولم يكفهم انا انزلنا عليك الكتاب - 00:38:19
يتلى عليهم ان في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون. قل كفى بالله بيني وبينكم شهيدا. يعلم ما في السماوات والارض والذين امنوا بالباطل وكفروا بالله اولئك هم الخاسرون فاخبر سبحانه ان الكتاب الذي انزله على رسوله يكفي عن كل اية فيه الحجة والدلالة على انه من الله وان الله سبحانه - 00:38:38
ارسل به رسوله وفيه بيان ما يوجب لمن اتبعه السعادة وينجيه من العذاب. ثم قال قل قل كفى بالله بيني وبينكم شهيدا يعلم ما في السماوات والارض. فاذا كان الله سبحانه وتعالى عالما بجميع الاشياء كانت شهادته اصدق شهادة واعدلها - 00:39:00
كانت شهادته اصدق شهادة واعدلها. فانها شهادة بعلم تام محيط بالمشهود به فيكون الشاهد به اعدل الشهداء واصدقهم وهو سبحانه يذكر علمه عند شهادته وقدرته وقدرته وملكه عند مجازاته وحكمته عند خلقه وامره. الان هذا ترى من فقه الاسماء والصفات - 00:39:18
هذا من فقه الاسماء والصفات يقول هو سبحانه يذكر علمه عند شهادته وقدرته وملكه عند مجازاته وحكمته عند خلقه وامره ورحمته عند ذكر ارسال رسوله وحلمه عند ذكر ذنوب عباده ومعاصيهم. وسمعه عند ذكر دعائهم. ومسألته وعزته وعلمه عند قضائه وقدره - 00:39:42
فتأمل ورود اسمائه الحسنى في كتابه وارتباطها بالخلق والامر والثواب اه والثواب والعقاب قال فصل من هذا قوله تعالى ويقول الذين كفروا لست مرسلا قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب - 00:40:06
استشهد على رسالته بشهادة الله له ولابد ان تعلم هذه الشهادة وتقوم بها الحجة على المكذبين له وكذلك قوله قل اي شيء اكبر الشهادة؟ قل الله شهيد بيني وبينكم ولفت الى معنى مهم جدا الامام ابن القيم - 00:40:21
اه يقول الله سبحانه وتعالى حينما قال قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ويعني يقول ما دام ان الله هو الشهيد بينه وبين اه قومه المكذبين فلابد فلا بد ان تظهر اثار هذه الشهادة الالهية - 00:40:38
يقول وكذلك قوله لكن الله يشهد بما انزل اليك انزله بعلمه والملائكة يشهدون وكفى بالله شهيدا. وكذلك قوله ياسين والقرآن الحكيم انك لمن المرسلين. وقوله تلك ايات تلك ايات الله نتلوها عليك بالحق وانك لمن المرسلين - 00:40:56
فهذا كله شهادة منه لرسوله قد اظهرها وبينها وبين صحتها غاية البيان بحيث قطع العذر بينه وبين عباده واقام الحجة عليهم فكونه سبحانه شاهدا لرسوله معلوم بسائر انواع الادلة عقليها ونقديها وفطريها وضروريها ونظريها - 00:41:11
ومن نظر في ذلك وتأمله علم ان الله سبحانه شهد لرسوله اصدق الشهادة واعدلها واظهرها وصدقه بسائر انواع التصديق بقوله الذي اقام البراهين على صدقه فيه وبفعله واقراره وبما فطر عليه عباده من الاقرار بكماله وتنزيهه عن القبائح وعن ما لا يليق به - 00:41:33
وفي كل وقت يحدث من الايات الدالة على صدق رسوله ما يقيم به الحجة ويزيل به العذر ويحكم له ولاتباعه بما وعدهم به من العزة والنجاة والظفر والتأييد ويحكم على اعدائه ومكذبه بما توعدهم به من الخزي والنكال والعقوبات المعجلة. الدالة على تحقيق العقوبات المؤجلة - 00:41:52
هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله. وكفى بالله شهيدا. فيظهره ظهورين ظهورا بالحجة والبيان وظهورا بالنصر والظفر والغلبة والتأييد حتى يظهره على مخالفه ويكون منصورا - 00:42:12
ثم قال فصل ومن شهادته ايضا ومن شهادته الى الان يتكلم عن الاية ومن شهادته ايضا ما اودعه في قلوب عباده من التصديق الجازم واليقين الثابت والطمأنينة بكلامه وحيه فان العادة تحيل حصول ذلك بما هو من اعظم الكذب - 00:42:33
وعلى رب العالمين والاخبار عنهم بخلاف ما هو عليه من الاسماء والصفات ولذلك يوقع اعظم الريب والشك وتدفعه الفطر والعقول السليمة كما تدفعه الفطر التي فطر الله التي فطر عليها الحيوان الاغذية الخبيثة الضارة آآ التي لا تغذي - 00:42:50
الاموال والانتان فان الله سبحانه وتعالى فطر القلوب على قبول الحق والانقياد له والطمأنينة به والسكون اليه ومحبته وفطرها على بغض الكذب والباطل والنفور عنه الريبة به وعدم السكون اليه ولو بقيت الفطر على حالها لما اثرت على الحق سواه - 00:43:05
ولا ما سكنت الا اليه ولا اطمأنت الا به ولا احبت غيره ولهذا ندب الله عز وجل عباده الى تدبر القرآن فان كل من تدبره اوجب له تدبره علما ضروريا ويقينا جازما انه حق وصدق - 00:43:21
بل احق كل حق واصدق كل صدق ولهذا ندب الله سبحانه وتعالى عباده ويقول ولهذا ندب الله سبحانه وتعالى عباده الى تدبر القرآن فان كل من تدبره فان كل من تدبره واوجب له تدبره علما ضروريا ويقينا جازما انه حق وصدق - 00:43:35
بل احق كل حق واصدق كل صدق وان الذي جاء به اصدق خلق الله وابرهم انه اصدق خلق الله وابرهم واكملهم علما وعملا ومعرفة كما قال تعالى افلا يتدبرون القرآن - 00:44:01
ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا. وقال تعالى افلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اطفالها فلو رفعت الاقفال عن القلوب لباشرتها حقائق القرآن واستنارت فيها مصابيح الايمان وعلمت علما ضروريا يكون عندها - 00:44:16
كسائر الامور الوجدانية من الفرح والالم والحب والخوف انه من عند الله تكلم به حقا. وبلغه رسوله جبريل عنه الى رسوله محمد فهذا الشاهد في القلب من اعظم الشواهد وبه احتج هرقل على ابي سفيان حيث قال له فهل يرتد احد منهم سخطة لدينه او سخطة - 00:44:33
لدينه بعد ان يدخل فيه فقال لا قال هو كذلك الامام اذا خالطت حلاوته بشاشة القلوب لا يسخطه احد. وقد اشار تعالى وقد اشار تعالى الى هذا المعنى في قوله بل هو ايات بينات في صدور الذين اوتوا العلم وقوله وليعلم الذين اوتوا العلم انه الحق من ربك فيؤمنوا به وقوله ويرى الذين - 00:44:52
العلم الذي انزل اليك من ربك هو الحق وقوله افمن يعلم ان ما انزل اليك من ربك الحق كمن هو اعمى؟ وقوله ويقول الذين كفروا لولا انزل عليه اية من ربه قل - 00:45:16
ان الله يضل من يشاء ويهدي اليه من اناب يعني ان الاية التي يقترحونها لا توجب هداية بل الله هو الذي يهدي ويضل ثم نبههم على اعظم اية واجلها وهي طمأنينة قلوب المؤمنين بذكره الذي - 00:45:26
نزله فقال الذين امنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله اي بكتابه وكلامه الا بذكر الله تطمئن القلوب فطمأنينة القلوب الصحيحة والفطر السليمة به وسكونها اليه من اعظم الايات اذ يستحيل في العادة ان تطمئن القلوب وتسكن الى الكذب والافتراء - 00:45:39
والباطل. فان قيل فلم لم يذكر الله سبحانه شهادة رسله مع الملائكة فيقول شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة والرسل وهم اعظم شهادة من اولي العلم قيل في ذلك عدة فوائد - 00:45:58
احداها ان اولي العلم اعم من الرسل والانبياء فيدخلونهم واتباعهم وثانيها ان في ذلك في ان في ذكر اولي العلم في هذه الشهادة وتعليقها بهم ان في ذكر اولي العلم في هذه الشهادة وتعليقها بهم ما يدل على انها من موجبات العلم ومقتضياته - 00:46:13
وان من كان من اولي العلم فانه يشهد بهذه الشهادة كما يقال اذا طلع الهلال واتضح فان كل من كان من اهل النظر يراه واذا فاحت رائحة ظاهرة فكل من كان من اهل الشم يشم هذه الرائحة. قال تعالى وبرزت الجحيم لمن يرى. اي - 00:46:33
كل من له رؤية يراها حينئذ عيانا. ففي هذا بيان ان من لم يشهد ان من لم يشهد له الله سبحانه وتعالى بهذه الشهادة فهو من اعظم الجهال. وان علم من امور الدنيا ما علم ما لم يعلمه غيره فهو - 00:46:53
وبنقول الجهل لا من اولي العلم وقد بينا انه لم يقم بهذه الشهادة ويؤديها على وجهها الا اتباع الرسل اهل الاثبات فهم اولو العلم وسائر من عداهم اولو الجهل وان وسعوا القول - 00:47:10
واكثر الجدال ومنها الشهادة من الله سبحانه لاهل هذه الشهادة انهم اولو العلم فشهادته لهم اعدل واصدق من شهادة الجهمي والمعطل والفرعوني لهم الى اخره ثم قال فصل ومن وفي ضمن هذه الشهادة الالهية الثناء على اهل العلم الشاهدين بها وتعديلهم - 00:47:24
فانه سبحانه قرن شهادتهم بشهادته. وشهادة ملائكته واستشهد بهم جل جلاله على اجل مشهود به. وجعلهم حجة على من انكر هذه الشهادة. ثم يحتج يحتج بالبينة اعلم انكر الحق فالحجة قامت بالرسل على الخلق وهؤلاء نواب الرسل وخلفائهم في اقامة حجج الله على العباد فصل - 00:47:44
وقد فسرت شهادة اولي العلم بالاقرار وفسرت بالتبيين والاظهار. والصحيح انها تتضمن الامرين. فشهادتهم اقرار واظهار واعلام وهم شهداء الله على الناس يوم القيامة قال الله تعالى وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا - 00:48:10
وقال تعالى هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس فاخبر انه جعلهم عدولا خيارا ونوه بذكرهم قبل ان يوجدهم لما سبق في علمه من اتخاذه لهم شهداء يشهدون على الامم يوم القيامة فمن لم يقم بهذه الشهادة - 00:48:28
هذا علما وعملا ومعرفة واقرارا ودعوة وتعليما وارشادا فليس من شهداء الله والله المستعان قوله تعالى ان الدين عند الله الاسلام اختلف المفسرون هل هو كلام مستأنف او دخل في مضمون هذه الشهادة - 00:48:45
شهد الله انه لا اله الا هو الملائكة واولي العلم القائمين بالقسط لا اله الا هو العزيز الحكيم. ان الدين عند الله الاسلام. يقول هل ان الدين عند الله الاسلام داخل في الشهادة ام هو كلامه مستأنف - 00:49:00
يقول هذا الاختلاف مبني على القراءتين في كسر ان وفتحها فالاكثرون على كسرها على الاستئناف وفتحها الكسائي وحده والوجه هو الكسر. لان الكلام الذي قبله قد تم فالجملة الثانية مقررة مؤكدة لمضمون ما قبلها. وهذا ابلغ - 00:49:10
التقرير واذهبوا في المدح والثناء ولهذا كان كسر انا كنا من قبل ندعوه انه هو البر الرحيم احسن من الفتح. وكان الكسر في قول الملبي لبيك ان الحمد والنعمة لك احسن من الفتح. وقد ذكر ذكر في توجيه قراءة الكتاب ثلاثة اوجه - 00:49:28
لكن اه نتجاوز الكلام على وجه اه الكلام الكسائي قال وقد دل قوله ان الدين عند الله الاسلام على انه دين جميع انبيائه ورسله واتباعهم من اولهم الى اخرهم وانه لم يكن لله قط ولا يكون له دين سواه - 00:49:45
قال اول الرسل نوح فان توليتم فما سألتكم من اجر من اجره الا على الله. وامرت ان اكون من المسلمين وقال ابراهيم واسماعيل ربنا واجعلنا مسلمين لك وقال يعقوب لبنيه عند الموت - 00:50:05
ونحن لهم مسلمون وقال موسى لقومه ان كنتم امنتم بالله فليتوكلوا ان كنتم مسلمين وقال تعالى فلما حس عيسى منهم الكفر قال من انصاري الى الله؟ قال الحوالي ونحن انصار الله واشهد بانا مسلمون - 00:50:20
فالاسلام دين اهل السماوات ودين اهل التوحيد من اهل الارض. لا يقبل الله من احد دينا سواه. فاديان اهل الارض ستة واحد للرحمن وخمسة للشيطان فدين الرحمن هو الاسلام والتي للشيطان اليهودي والنصرانية والمجوسية والصابئة ودين المشركين فهذا بعض ما تضمنته هذه الاية - 00:50:33
العظيمة من اسرار التوحيد والمعارف. ولا تستطل الكلام فيها فانه اهم من الكلام على كلام صاحب المنازل فلنرجع الى شرح كلامه وبيان ما فيه. الان هذا كله كما ذكرت يعني يعتبر تفسير لاية واحدة - 00:50:52
اه تقريبا في اربعين صفحة اه فسر قول الله سبحانه وتعالى شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة والعلم قالوا من القسط وانت ترى انه يعني ذكر فيها انواعا من العلوم على انها تحتمل طبعا اكثر من ذلك اه يمكن ان ان يتحدث فيها اكثر من ذلك لكن - 00:51:13
هذا من العلم الجليل ثم اخذ يذكر كلام الهروي دخل في بعض النقاش بعض القضايا التي يعني بعضها ذكر حتى معنا امس في قضية مثلا الاسباب وان من التوحيد مراعاة الاسباب وليس هجر الاسباب - 00:51:32
وذكر اه في صفحة ربعمية وواحد وتسعين اه الهروي ذكر التوحيد على ثلاثة اوجه. الوجه الاول توحيد العامة الذي يصح بالشواهد والوجه الثاني توحيد الخاصة وهو الذي يثبت بالحقائق والوجه الثالث توحيد قائم بالقدم وهو توحيد - 00:51:51
الخاصة الخاصة اه ذكر تعليق من ابن تيمية عليه قال وقد تكلم شيخ الاسلام ابن تيمية على ما ذكره صاحب المنازل في التوحيد فقال بعد ان حكى كلامه الى اخره - 00:52:08
اما التوحيد الاول الذي ذكره فهو التوحيد الذي جاءت به الرسل من اولهم الى اخرهم ونزلت به الكتب كلها وبه امر الله الاولين والاخرين وذكر الاية الايات الواردة بذلك ثم قال - 00:52:26
وقد اخبر الله عن كل رسول من الرسل انه قال لقومه اعبدوا الله ما لكم من الله غيره وهذه اول دعوة الرسل واخرها قال النبي صلى الله عليه وسلم امرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله واني رسول الله وقال من مات وهو يعلم ان لا اله الا الله دخل الجنة والقرآن مملوء - 00:52:40
من هذا التوحيد والدعوة اليه وتعليق النجاة والسعادة والاخرة به. في الاخرة به وحقيقته اخلاص الدين كله لله وحقيقته اخلاص الدين كله لله والفناء في هذا التوحيد مقرون بالبقاء. وهو ان تثبت الهية الحق تعالى في قلبك - 00:52:55
وتنفي الهية ما سواه فتجمع بين النفي والاثبات فالنفي هو الفناء والاثبات هو البقاء وحقيقته ان تفنى بعبادة الله عن عبادة ما سواه وبمحبة عن محبة ما سواه وبخشيته عن خشية ما سواه وبطاعته عن طاعة ما سواه. وكذلك بموالاته وسؤاله والاستغناء به والتوكل عليه ورجائه ودعائه والتفويض اليه - 00:53:15
التحكم اليه واللجاء اليه والرغبة فيما عنده. قال تعالى قل اغير الله يتخذ وليا فاطر في السماوات والارض. وقال تعالى افغير الله ابتغيه حكما؟ وقال تعالى قل قل اغير الله - 00:53:35
ابغي ربا وهو رب كل شيء. وقال تعالى يقول افغير الله تأمروني اعبد ايها الجاهلون. وقال تعالى قل انني هداني ربي الى صراط مستقيم دينا قياما ملة ابراهيم حنيفا وما كان من المشركين. قل ان صلاتي ونسكي - 00:53:45
ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وقال تعالى فلا تدعوا مع الله الها اخر فتكون من المعذبين. وقال تعالى قل افرأيتم ما تدعون من دون الله ان ارادني الله بضر هل هن كاشفات ضره او ارادني برحمة - 00:53:58
ان ممسكات رحمته قل حسبي الله عليه توكلت المتوكلون وقال وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو. وان يردك بخير فلا راد لفضله. وقال تعالى انا انزلنا اليك كتاب الحق فاعبد الله مخلصا له الدين - 00:54:12
وقال تعالى ام اتخذوا من دونه اولياء فالله هو الولي وقال تعالى ان اتخذوا من دون الله شفعاء قل او لو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون. قل لله الشفعة جميعا - 00:54:27
ملك السماوات والارض وثم اليه ترجعون وقال تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وهذا في القرآن كثير. بل هو اكثر من ان يذكر وهو اول الدين واخره وباطنه وظاهره وذروة سنامه وقطب رحاه وامرنا تعالى ان نتأسى بامام هذا التوحيد - 00:54:37
بنفيه واثباته كما قال تعالى قد كانت لكم اسوة حسنة في ابراهيم والذين معه اذ قالوا لقومهم انا برءاء منكم ومما يعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدأ بيننا وبينكم العداوة والبغضاء ابدا حتى تؤمنوا بالله وحده - 00:54:56
وقال تعالى واذ قال ابراهيم لابيه وقومه انني براء مما تعبدون. الا الذي فطرني فانه سيهدين وقال تعالى واتل عليهم نبأ ابراهيم اذ قال لابيه وقومه ما تعبدون قالوا نعبد اصناما فنظل لها عاكفين. قال هل يسمعونكم اذ تدعون او ينفعونكم او يضرون قالوا - 00:55:16
وجدنا ابائنا كذلك يفعلون قال افرأيتم ما كنتم تعبدون انتم واباؤكم الاقدمون فانه عدو لي الا رب العالمين الذي خلقني فهو يهديني والذي هو يطعمني ويسقيني واذا مرضت فهو يشفيني والذي يميتني ثم يحييني والذي اطمع ان يغفر لي خطيئتي يوم الدين - 00:55:36
واذا تدبرت القرآن من اوله لاخره رأيته يدور على هذا التوحيد وتقريره وحقوقه. قال شيخنا والخليلان هم او هما اكمل خاصة الخاصة توحيدا. ولا يجوز ان يكون في الامة من هو اكمل توحيدا من نبي من الانبياء - 00:55:53
فضلا عن الرسل فضلا عن اولي العزم فضلا عن الخليلين وكمال هذا التوحيد هو الا يبقى في القلب شيء لغير الله اصلا بل يبقى العبد مواليا لربه في كل شيء. يحب من احب وما احب ويبغض من ابغض وما ابغضه ويوالي من يوالي - 00:56:14
من يعادي ويأمر بما يأمر به وينهى عما نهى عنه قال الهروي هذا توحيد العامة. قال ابن القيم قد تبين ان هذا توحيد خاصة الخاصة. الذي لا شيء فوقه. ولا اخص منه ان الخليلين - 00:56:28
اكمل الناس فيه توحيدا فليهنأ العامة نصيبه نصيبهم منه اه بصفحة خمس مئة واربعة تتكلم عن اه استدلال العقلي قال والحق ان وجوبه ثابت بالعقل والسمع والقرآن على هذا يدل فانه يذكر الادلة والبراهين العقلية على التوحيد ويبين حسنه وقبح الشرك عقلا وفطرة - 00:56:43
ويأمر بالتوحيد وينهى عن الشرك ولهذا ضرب الله سبحانه الامثال وهي الادلة العقلية وخاطب العباد بذلك خطاب من استقر في عقولهم وفي حسن التوحيد ووجوبه وقبح الشرك وذمه. والقرآن مملوء بالبراهين العقلية الدالة على ذلك كقوله ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون - 00:57:09
ورجلا سلما لرجله هل يستوي يعني مثلا الحمد لله بل اكثرهم لا يعلمون وقوله يا ايها الناس ضرب مثلا فاستمعوا له ان الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وان يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه - 00:57:32
ضعف الطالب والمطلوب ما قدر الله حق قدره ان الله لقوي عزيز الى اضعف ذلك من براهيم التوحيد العقلية التي ارشد اليها القرآن ونبه عليها ولكن ها هنا امر اخر وهو ان العقاب على ترك هذا الواجب يتأخر - 00:57:46
الى حين ورود الشرع الى حين ورود الشرع كما دل عليه قوله تعالى وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا وقوله كلما القي فيها فوج سألهم خزنتها الم يأتكم نذير؟ قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا - 00:58:00
وقوله وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في امها رسولا يتلو عليهم اياتنا وما كنا مهلكي القرى الا واهلها ظالمون فهذا يدل على انهم ظالمون قبل ارسال الرسل وانه لا يهلكهم بهذا الظلم قبل اقامة الحجة عليهم. فالاية رد على الطائفتين معا. من يقول انه لا يثبت - 00:58:15
والظلم والقبح الا او يثبت الظلم والقبح الا بالسمع ومن يقول انهم معذبون على ظلمهم بدون السمع. فالقرآن يبطل قول هؤلاء وقول هؤلاء ثم قال وقد ذكرنا هذه المسألة مستوفاة في كتاب مفتاح دار السعادة - 00:58:33
وذكرنا هناك نحوا من ستين وجها تبطل قول من نفى القبح العقلي وزعم انه ليس في الافعال ما يقتضي حسنها ولا قبحها طبعا هذي مسألة عقدية شهيرة جدا من يعرفها يعني - 00:58:49
سيدرك اهمية الكلام او الاحالة الى هذه القضية وستين وجها وانه يجوز ان قال وذكرنا هناك نحوا من ستين وجها تبطل قول من نفى القبح العقلي وزعم انه ليس في - 00:59:02
وعالم يقتضي حسنى ولا قبحا وانه يجوز ان يأمر الله بعين ما نهى عنه وينهى عن عين ما امر به وان ذلك جائز عليه وانما الفرق بين المأمور ومنه بمجرد الامر والنهي لا بحسن هذا وقبول - 00:59:17
قبحي هذا وانه لو نهى عن التوحيد والايمان والشرك والشكر لكان قبيحا ولو امر بالشرك والكفر والظلم والفواحش لكان حسنا وبينا ان هذا القول مخالف للعقول والفطر والقرآن والسنة ثم تكلم عن قبح الشرك وانه مستقر في العقول والفطر معلوم لمن كان له قلب حي وعقل سليم وفترة صحيحة - 00:59:27
وذكر الايات في هذا المعنى علق على قول صاحب المنازل آآ ان لا يشهد في التوحيد دليلا ولا في التوكل سببا ولا في النجاة وسيلة وطبعا تعقب عليه ذكر منهم من يترك الدعاء جملة بناء على هذا الاصل ويقول المدعو به ان سبق العلم والحكم بحصوله حصل دعونا ام لم ندعوا. طبعا هذا مر معنا ذكرنا الكلام اللي فينا تذكروه - 00:59:55
قال شيخنا اللي هو ابن تيمية وهذا الاصل الفاسد مخالف للكتاب والسنة واجماع السلف وائمة الدين بالمخالف في صريح العقل والحس والمشاهدة وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن اسقاط الاسباب نظرا الى القدر فرد ذلك والزم القيام بالاسباب كما في الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم انه قال ما منكم من احد الا قد علم مقعده - 01:00:24
من الجنة والنار اه قول يا رسول الله افلا ندع العمل ونتكل على الكتاب؟ قال لا اعملوا فكل ميسر لما خلق له وآآ في السنن عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قيل له ارأيت ادوية نتداوى بها ورقى نسترقي بها وتقاتل نتقي بها؟ هل ترد من قدر الله شيئا؟ قال هي من - 01:00:43
بقدر الله وكذلك قول عمر لابي عبيدة وقد قال ابو عبيدة لعمر اتفر من قدر الله يعني من الطاعون؟ قال افر من قدر الله الى قدر الله وذكر الايات ايضا قال والقرآن مملوء من ترتيب الاحكام الكونية والشرعية والثواب والعقاب على الاسباب بطرق متنوعة فيأتي - 01:01:02
السببية تارة وباللام تارة وبان تارة وبكي تارة ويذكر الوصف المقتضي تارة ويذكر هذا كله اصلا مر معنا امس في موضوع الاسباب اه وقال بعض اهل العلم الالتفات الى الاسباب شرك في التوحيد ومحو الاسباب ان تكون اسبابا تغيير في وجه العقل والاعراض وعن الاسباب بالكلية قدح في الشرع والتوكل معنى يلتئموا - 01:01:21
من معنى التوحيد والعقل والشرع وهذا الكلام يحتاج الى شرح وثقيل طبعا كل هذا كلام في الاسباب اه كان الكلام فيه يوم امس بشكل تفصيلي ايضا في صفحة خمس مئة وسبعة وثلاثين ذكر كلاما ذكره يوم امس او قرأناه يوم امس في قضية الجمع آآ انه ايش هو الجمع الصحيح - 01:01:44
وانه هو الجمع الذي يمكن ان يؤخذ من قول الله سبحانه وتعالى اياك نعبد واياك نستعين تذكرون كلامه في جمع الهمة سواء على جمع الهمة في الطلب او جمع الهمة في - 01:02:09
جمع همة في في القصد او جمع الهمة في الاستعانة وما الى ذلك طيب لكن نقف عند آآ ايضا يعني زاد بعض الكلام الذي لم يذكره يوم امس صفحة خمس مئة وسبعة وثلاثين - 01:02:22
قال وهذان الجمعان هما حقيقة اياك نعبد واياك نستعين فان العبد يشهد من قوله اياك الذات الجامع لجميع صفات الكمال التي لها كل الاسماء الحسنى ثم يشهد من قوله نعبد جميع انواع العبادة ظاهرا وباطنا قصدا وقولا وعملا وحالا واستقبالا. ثم يشهد من قوله واياك نستعين جميع انواع الاستعانة والتوكل - 01:02:35
والتفويض فيشهد منه جمع الربوبية ويشهد من اياك نعبد جمع الالهية ويشهد من اياك الذات الجامعة لكل الاسماء الحسنى والصفات العلى ثم ثم يشهد من اهدنا عشر مراتب اذا اجتمعت حصلت له الهداية هذا الكلام الزائد - 01:02:55
المرتبة الاولى هداية العلم والايمان والبيان عفوا فيجعله عالما بالحق مدركا له. الثانية ان يقدره او يقدره عليه والا فهو غير قادر بنفسه. الثالث ان يجعله مريدا له الرابع ان يجعله فاعلا له. خامسا ان يثبته على ذلك ويستمر به عليه. السادس ان يصرف عنه الموانع والعوارض المضادة له. السابعة ان يهديه في الطريق - 01:03:12
هداية خاصة اخص من الاولى فان الاولى هداية الى الطريق اجمالا وهذه هداية فيها وفي منازلها تفصيلا. الثامنة ان يشهده المقصود في ينبهه عليه فيكون مطالعا له في سيره ملتفتا اليه - 01:03:34
غير محتجم بالوسيلة عنه التاسعة ان يشهده فقره وضرورته الى هذه الهداية فوق كل ضرورة العاشرة ان يشهده الطريق المنحرفين عن طريقها وهما طريق اهل الغضب الذين عدلوا عن اتباع الحق قصدا وعنادا وطريق اهل الضلال الذين عدلوا عنها جهلا وضلالا ثم - 01:03:49
اشهد جمع الصراط المستقيم في طريق واحد عليه جميع انبياء الله ورسله واتباعهم من الصديقين والشهداء والصالحين فهذا هو الجمع الذي عليه فيه رسل الله واتباعهم فمن حصل له هذا الجمع فقد هدي الصراط المستقيم - 01:04:09
ثم اخر شيء آآ عقب على آآ يعني على كلام الهروي رحمه الله تعالى وانتقده عليه خاصة قوله ما وحد الواحد من واحد وآآ كذلك ونعت من ينعته لاحد من الالحاد - 01:04:26
طبعا وجه كلامه ذكر انه احسن ما يحمل عليه اه كلامه ثم قال في صفحة خمس مئة وثلاثة وخمسين قال وقد كان شيخ الاسلام قدس الله روحه. طبعا هنا يقصد الهروي - 01:04:52
اه بعد ما انتقده في هذا الاشياء المتعلقة ببعض الامور وفي قضية التوحيد قال وقد كان شيخ الاسلام قدس الله روحه راسخا في اثبات الصفات ونفي التعطيل ومعاداة اهله وله في ذلك كتب مثل كتاب الفاروق وكتاب ذم الكلام وغير ذلك من - 01:05:10
ما يخالف طريقة المعطلة والحلولية والاتحادية ثم صرح بهذا المعنى الذي ذكرناه بقوله توحيده اياه وتوحيده اي توحيده لنفسه هو التوحيد الكامل التام الذي لا سبيل للعبارة والاشارة اليه وفوق ما تعرفه - 01:05:28
العقول وتصف الالسن وهذا حق لكن جفت عبارته بعد بقوله منعت من ينعته لاحد ومحملها كما ان نعت الخلق له دون ما هو عليه سبحانه وما هو عليه من الاوصاف والنعوت اجل واعظم من ان يحيط به العلم المخلوق. هذا العام كله توجيه واعتذار - 01:05:41
اه والالحاد الميل وهو لم يرد ان نعت الناعتين له الحاد وكفر فانه هو قد نعته في هذا الكتاب وفي كتبه ولم يكن ملحدا بذلك فنعتوا المخلوق له مائل عن - 01:06:01
نأتي لنفسه على انه لو اراد الالحاد الذي هو باطل وظلم لكان له وجه صحيح وهو شف يعني يحاول ان يأتي بالمعاني التي اه اه يعني اعتذر له بها. يقول ولو ان اراد الالحاد الذي هو باطل وضلال لكان له وجه صحيح وهو ان نعت المخلوقين له من عند انفسهم الحاد. والتوحيد الحق هو ما نعت الله - 01:06:13
به نفسه على السنة رسله فهم لم ينعتوه من تلقاء انفسهم وانما نعتوه بما اذن لهم في نعته به. وقد صرح سبحانه بهذا المعنى في قوله سبحان الله عما يصفون الا عباد الله المخلصين فنزه نفسه عما يصفه به العباد الا المرسلين فانهم لم يصفوه من عند انفسهم وكذلك قوله تعالى سبحان ربك رب العزة - 01:06:33
عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين. فنختم الكتاب بهذه الاية حامدين اللهم اثنين عليه ما هو اهله وبما اثنى به على نفسه والحمد لله رب نبينا حمدا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا اه ويرضى وكما ينبغي لكرم وجهه وعز جلاله غير مكفي ولا مكفول ولا مودع ولا مستغن عنه ربنا - 01:06:53
ونسأله ان يوزعنا شكر نعمته آآ وان يوفقنا لاداء حقه وان يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته وان يجعل ما قصدنا له في هذا كتابي وفي غيره خالصا لوجهه الكريم. ونصيحة لعباده فيا ايها القارئ له لك غنمه وعلا مؤلفه غرمه لكم - 01:07:13
مرته وعليه تبعته. فما وجدت فيه من صواب وحق فاقبله. ولا تلتفت الى قائله بل انظر الى ما قال ولا لا الى من قال. وقد الله تعالى من يرد الحق اذا جاء به من يبغضه ويقبله اذا جاء به من يحبه. فهذا خلق الامة الغضبية. قال بعض الصحابة اقبل الحق - 01:07:33
ممن قاله وان كان بغيضا ورد الباطل على من قاله وان كان حبيبا. وما وجدت فيه من خطأ فان قائله لم يأل جهدا لم يألو جهد الاصابة. ويأبى الله الا ان يتفرد - 01:07:53
كمال كما قيل والنقص في اصل الطبيعة كامل فبنو الطبيعة نقصهم لا يجحد. وكيف يعصم من الخطأ من خلق ظلوما جهولا. ولكن من عدة اقرب الى الصواب ممن عدت اصاباته. وعن المتكلم في هذا الباب وغيره ان يكون مصدر كلامه عن العلم بالحق - 01:08:06
وغايته النصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولاخوانه المسلمين وان جعل الحق تبعا للهوى فسد القلب والعمل والحال والطريق قال الله تعالى ولو اتبع الحق اهواءهم لفسدت السماوات والارض ومن فيهن. وقال النبي صلى الله عليه وسلم لا يؤمن احدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به. فالعلم والعدل اصل - 01:08:26
كل خير والظلم والجهل اصل كل شر والله تعالى ارسل رسوله بالهدى ودين الحق وامره ان يعدل بين الطوائف ولا يتبع هوى هوى احد منهم فقال تعالى فلذلك فادعوا واستقم كما امرت ولا تتبع اهواءهم وقل امنت بما انزل الله من كتاب وامرت ان اعدل بينكم الله ربنا وربكم لنا - 01:08:46
اعمالنا ولكم اعمالكم لا حجة بيننا وبينكم الله ويجمع بيننا واليه المصير. والحمد لله رب العالمين وصل اللهم وسلم وبارك على خاتم المرسلين محمد وعلى اله اجمعين - 01:09:06
Transcription
الحمد لله رب العالمين وصل اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم. اللهم لا سهل الا ما جعلته سهلا وانت تجعل الحزن اذا شئت سهلا - 00:00:00
اللهم تقبل منا انك انت السميع العليم وتجاوز واعف عنا انك انت الغفور الرحيم اما بعد فهذه آآ هذا هو المجلس الاخير ان شاء الله من مجالس القراءة والتعليق اه على كتاب مدارج السالكين - 00:00:14
وهو المجلس آآ السادس والعشرون اه اخر منزلة في الكتاب سنبدأ بها بعد ما انتهينا من المنزلة التي قبلها اللي هي منزلة الدمع قال الامام ابن القيم رحمه الله تعالى - 00:00:31
فصل قال صاحب المنازل باب التوحيد قال الله تعالى شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولو العلم التوحيد تنزيه الله عز وجل عن الحدث. وانما نطق العلماء بما نطق بما نطقوا به واشار المحققون بما اشاروا به في هذا الطريق - 00:00:45
بقصد تصحيح التوحيد وما سواه من حال او مقام فكله مصحوب بالعلل هذي الان الجملة التي ذكرها الهروي رحمه الله تعالى الامام ابن القيم سيعلق على عدة مواضع من او اكثر من موضع في هذه الجملة - 00:01:03
واطال الحديث عن الاية عن قول الله سبحانه وتعالى شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولو العلم قائما بالقسط لا اله الا هو العزيز الحكيم وحديث ابن القيم عن الاية - 00:01:21
يجعل الانسان يتفكر في اه ان كان الغوص العميق بمعاني القرآن الكريم وانه كثير من الاحيان ان الانسان يتأمل في كلام المتقدمين يجدهم يستخرجون من الايات معاني ويربطونها باشياء احيانا - 00:01:36
يعني لا يبدو للانسان ولا عشر هذا المقدار آآ وابن القيم هنا يعني اطال الحديث عن هذه الاية آآ سواء عن لفظ الشهادة او عن قائما بالقسط او عن منزلة اولو العلم - 00:01:56
اه او عن قيمة التوحيد او عن كيف شهد الله انه لا اله الا هو ما انواع الشهادة التي شهد الله اه بها انه لا اله الا هو هذا كله اطال الكلام فيه رحمه الله تعالى. ثم كذلك علق على كلام الهروي في قوله التوحيد تنزيه الله عن الحدث - 00:02:11
وانتقده على هذا التعريف ثم بعد ذلك سيأتي في الاخير الى كلام الهروي رحمه الله على درجات التوحيد والخاصة وخاصة الخاصة وايضا سيعلق على ذلك قال رحمه الله تعالى قلت التوحيد اول دعوة الرسل واول منازل الطريق واول مقام يقوم فيه السالك الى الله تعالى - 00:02:28
قال تعالى لقد ارسلنا نوحا الى قومه فقال يا قومي اعبدوا الله ما لكم من اله غيره. وقال هود لقومه اعبدوا الله ما لكم من اله غيره. وقال صالح لقومه اعبدوا الله ما لكم من اله غيره - 00:02:48
وقال شعيب لقومه اعبدوا الله ما لكم من اله غيره. وقال تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فالتوحيد مفتاح دعوة الرسل ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لرسوله معاذ ابن جبل رضي الله عنه - 00:03:01
وقد بعثه الى اليمن انك تأتي قوما اهل كتاب فليكن اول ما تدعوهم اليه عبادة الله وحده فاذا شهدوا ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله فاخبرهم ان الله قد فرض عليهم خمس صلوات - 00:03:18
في اليوم والليلة وذكر الحديث وقال صلى الله عليه وسلم امرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. ولهذا كان الصحيح ان اول واجب يجب على المكلف شهادة ان لا اله الا الله لا النظر ولا القصد الى النظر ولا الشك كما هي اقوال - 00:03:33
لارباب الكلام المذموم طبعا هذي اول واجب على المكلف يعني مسألة معروفة في علم الكلام انه ايش اول ما يجب على الانسان من من من واجبات على الاطلاق آآ اللي عند المتكلمين هاي الاقوال الثلاثة - 00:03:53
انه اول واجب هو النظر او القصد الى النظر او الشك وهذي طبعا فيها تفصيل لانه النظر مقصود فيه نظر معين استدلال عقلي معين للوصول الى ان الله سبحانه وتعالى موجود وانه - 00:04:13
آآ قديم الى اخره فالتوحيد اول ما يدخل به في الاسلام آآ واول ما يدخل به في الاسلام واخر ما يخرج به من الدنيا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم - 00:04:26
من كان اخر كلامه لا اله الا الله دخل الجنة. قال ابن القيم فهو اول واجب واخر واخر واجب في التوحيد اول الامر واخره ثم اخذ يعلق على تعريف التوحيد عند الامام الهروي رحمه الله فقال قوله التوحيد تنزيه الله عن الحدث هذا الحد - 00:04:41
الحد اي التعريف؟ قال هذا الحد لا يدل على التوحيد الذي بعث الله به رسوله وانزل به كتبه وينجو به العبد من النار ويدخل به الجنة ويخرج من الشرك فانه مشترك - 00:04:58
بين جميع الفرق وكل من اقر بوجود الخالق سبحانه اقر به فعباد الاصنام والمجوس والنصارى واليهود والمشركون على اختلاف نحلهم كلهم ينزهون الله عن الحدث ويثبتون قدمه حتى اعظم الطوائف على الاطلاق شركا وكفرا والحادا وهم طائفة الاتحادية - 00:05:10
فانهم يقولون هو الوجود المطلق وهو قديم لم يزل وهو منزه عن الحدث. ولم تزل المحدثات تكتسي وجوده تلبسه وتخلعه ناسفة الذين هم ابعد الخلق عن الشرائع وما جاءت به الانبياء يثبتون واجب الوجود قديما منزها الحدث - 00:05:28
التنزيل عن الحدث حق لكن لا يعطي اسلاما ولا ايمانا ولا يدخل في شرائع الانبياء ولا يخرج من نحل اهل الكفر ومللهم البتة وهذا القدر لا يخفى على شيخ الاسلام ومحله من العلم والمعرفة محله - 00:05:45
ومع هذا فقد سئل سيد الطائف الجنيد عن التوحيد فقال هو افراد القديم القديم عن المحدث والجنيد اشار الى انه لا تصح دعوة التوحيد ولا مقامه ولا حاله ولا يكون العبد موحدا الا اذا افرد القديم عن المحدث - 00:06:00
ثم انتقل يشرح آآ ابن القيم معنى افراد القديم عن المحدث فقال فصل وهذا الافراد الذي اشار اليه الجنيد نوعان احدهما افراد في الاعتقاد والخبر وذلك نعاني ايضا. احدهما اثبات مباينة الرب تعالى للمخلوقات والثاني افراده سبحانه بصفات كماله - 00:06:15
واثباتها له على وجه التفصيل كما اثبتها لنفسه والنوع الثاني من الافراد قال فصل والنوع الثاني من الافراد افراد القديم عن المحدث بالعبادة من التأله والحب والخوف والرجاء والتعظيم والانابة والتوكل والاستعانة وابتغاء الوسيلة اليه فهذا الافراد وذلك الافراد بهما بعثت الرسل - 00:06:34
وانزلت الكتب وشرعت الشرائع ولاجل ذلك خلقت السماوات والارض والجنة والنار وقام سوق الثواب والعقاب فتفرد القديم سبحانه عن المحدث في ذاته وصفاته وافعاله وفي ارادته وحده ومحبته وخوفه ورجائه - 00:06:54
التوكل عليه والاستعانة والحلف به والنذر له والتوبة اليه واسجد له والتعظيم والاجلال وتوابع ذلك ثم اخذ في الفصل التالي يتكلم عن اه انه الطوائف المختلفة كل طائفة تسمي باطلها توحيدا - 00:07:10
فذكر آآ التوحيد عند الفلاسفة ولاحظوا الان هذا كله الان منزلة التوحيد هذا كله تشقيق للمعاني فيما يتعلق بالتوحيد والموقف من التوحيد وما حقيقة التوحيد الذي يريده الله سبحانه وتعالى - 00:07:29
وبعد ذلك سينتقل الى الاية التي يراها انها مركزية في قضية التوحيد. طبعا ذكر توحيد الفلاسفة بعدين قالوا اما الاتحادية في التوحيد عندهم وذكره ثم اه ذكر التوحيد عند الجهمية وعند القدرية وعند الجبرية - 00:07:44
ثم قال فصل واما التوحيد الذي دعت اليه رسل الله ونزلت به كتبه فوراء ذلك كله وهو نوعان توحيد في المعرفة والاثبات وتوحيد في الطلب والقصد فالاول هو حقيقة ذات الرب تعالى واسمائه وصفاته وافعاله وعلوه فوق سماواته على عرشه وتكلمه بكتبه وتكليمه لمن شاء من عباده - 00:07:59
اثبات عموم قضائه وقدره وحكمه. وقد افصح القرآن عن هذا النوع جد الافصاح كما في اول سورة الحديد وسورة طه واخر سورة الحشر واول سورة تنزيل السجدة واول سورة ال عمران وسورة الاخلاص بكمالها وغير ذلك - 00:08:24
النوع الثاني اللي هو توحيد القصد والطلب مثل ما تضمن ما تضمنته سورة قل يا ايها الكافرون واه ما تضمنه قوله قل يا قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الاية - 00:08:40
واول سورة تنزيل الكتاب واخرها واول سورة يونس ووسطها واخرها واول سورة الاعراف واخرها وجملة سورة الانعام وغالب سور القرآن بل كل سورة في القرآن فهي متضمنة لنوعي التوحيد بل نقول قولا كليا ان كل اية في القرآن فهي متضمنة للتوحيد - 00:08:56
شاهدة شاهدة به داعية اليه فان القرآن اما خبر عن الله واسمائه وصفاته وافعاله فهو التوحيد العلمي الخبري. واما دعوة الى عبادته وحده لا شريك له وخلع كل ما يعبد من دونه - 00:09:18
فهو التوحيد الارادي الطلبي واما امر ونهي والزام بطاعته في نهيه وامره فهو فهي حقوق التوحيد ومكملاته واما خبر عن كرامة الله لاهل توحيده وطاعته. وما فعل بهم في الدنيا وما يكرمهم به في الاخرة - 00:09:36
فهو جزاء توحيدي واما خبر عن اهل الشرك وما فعل بهم في الدنيا من النكال وما يحل بهم في العقبة من العذاب فهو خبر عمن خرج عن حكم التوحيد فالقرآن كله في التوحيد وحقوقه وجزائه - 00:09:53
وفي شأن الشرك واهله وجزائه فالحمد لله توحيد رب العالمين توحيد الرحمن الرحيم توحيد مالك يوم الدين توحيد اياك نعبد توحيد واياك نستعين توحيد اهدنا الصراط المستقيم توحيد متضمن لسؤال - 00:10:08
الهداية الى طريق اهل التوحيد الذين انعم الله عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين الذين فارقوا التوحيد ولذلك شهد الله لنفسه بهذا التوحيد وشهد له به ملائكته وانبياؤه ورسله قال شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولو العلم قائما - 00:10:25
بالقسط لا اله الا هو العزيز الحكيم ان الدين عند الله الاسلام. الان سيبدأ التعليق على هذه الاية وسيطيل الحديث كما ذكرت فيها قال فتضمنت هذه الاية الكريمة اثبات حقيقة التوحيد - 00:10:48
والرد على جميع هذه الطوائف والشهادة ببطلان اقوالهم ومذاهبهم. وهذا انما يتبين بعد فهم الاية ببيان ما تضمنته من المعارف الالهية والحقائق الايمانية فتضمنت هذه الاية اجل شهادة واعظمها واعدلها واصدقها من اجل شاهد - 00:11:04
باجل مشهود به وعبارات السلف في شهيدة تدور على الحكم والقضاء والاعلام والبيان والاخبار. قال مجاهد حكم وقضى يعني شهد الله اي حكم وقضى وقال الزجاج بين وقالت طائفة اعلم واخبر - 00:11:26
وهذه الاقوال كلها حق لا تنافي بينها فان الشهادة تتضمن كلام الشاهد وخبره وقوله وتضمن وتتضمن اعلامه وخبره واخباره وبيانه فلها اربع مراتب اول مراتبها علم ومعرفة واعتقاد لصحة المشهود به وثبوته - 00:11:41
وثانيها تكلمه بذلك ونطقه به وان لم يعلم به غيره بل يتكلم به مع نفسه ويذكرها وينطق بها او يكتبها وثالثها ان يعلم غيره بما شهد به ويخبره به ويبينه له - 00:11:59
ورابعها ان يلزمه بمضمونها ويأمره به فشهادة الله سبحانه لنفسه بالوحدانية والقيام بالقسط تضمنت هذه المراتب الاربعة ما هي علم الله سبحانه وتعالى بذلك وتكلمه به واعلامه واخباره لخلقه به - 00:12:15
وامرهم والزامهم به اما مرتبة العلم فان الشهادة بالحق تتضمنها ضرورة. والا كان الشاهد شاهدا بما لا علم له به. قال الله تعالى الا من شهد بالحق وهم يعلمون واما مرتبة التكلم والخبر فمن تكلم بشيء واخبر به فقد شهد به وان لم يتلفظ بالشهادة - 00:12:35
قال تعالى قل هلم شهدائكم الذين يشهدون ان الله حرم هذا وقال تعالى وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن اناثا اشهدوا خلقهم ستكتب شهادتهم ويسألون فجعل ذلك منهم شهادة وان لم يتلفظوا بلفظ الشهادة ولم يؤدوها عند غيرهم - 00:12:57
قال النبي صلى الله عليه وسلم عدلت شهادة الزور الاشراك بالله وشهادة الزور هي قول الزور كما قال تعالى واجتنبوا قول الزور. وعند نزول هذه الاية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عدلت شهادة الزور الاشراك بالله - 00:13:17
وقال تعالى يا ايها الذين امنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على انفسكم فشهادة المرء على نفسه هي اقراره على نفسه وفي الحديث الصحيح في قصة ماعز الاسلمي فلما شهد على نفسه اربع مرات رجمه رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:13:29
وقال تعالى قالوا شهدنا على انفسنا وهذا واضعافه يدل على ان الشاهد عند الحاكم وغيره لا يشترط في قبول شهادته ان يتلفظ بلفظ الشهادة واجمع المسلمون على ان الكافر اذا قال لا اله الا الله محمد رسول الله - 00:13:46
فقد دخل في الاسلام وشهد شهادة الحق ولم يتوقف اسلامه على لفظ الشهادة يعني لو لم يقل اشهد وانما قال لا اله الا الله محمد رسول الله دخل في الاسلام - 00:14:05
يقول ولم يتوقف اسلامه على لفظ الشهادة وانه قد دخل في قوله حتى يشهد ان لا اله الا الله وفي لفظ اخر حتى يقولوا لا اله الا الله فدل على ان مجرد قولهم لا اله الا الله شهادة منهم وهذا اكثر من ان تذكر شواهده من الكتاب والسنة فليس مع من اشترط لفظ الشهادة دليل يعتمد عليه - 00:14:18
والله اعلم الان هذا كله تعليق على كلمة شهد وايش مراتب شهد ما هي ما هي المراتب التي شهد الله لنفسه بها انه انه لا اله الا هو فانتهى من المرتبة الاولى اللي هي مرتبة العلم ثم المرتبة التكلم والان مرتبة الاعلام والاخبار - 00:14:36
قال واما مرتبة الاعلام والاخبار فنوعان اعلام بالقول واعلام بالفعل وهذا شأن كل معلم لغيره بامر بامر تارة يعلمه بقوله وتارة بفعله. ولهذا كان من اه جعل دارا مسجدا وفتح بابها لكل من دخل اليها - 00:15:02
بالصلاة فيها معلما انها وقف وان لم يتلفظ به وكذلك من وجد متقربا الى غيره بانواع المسار معلما له ولغيره انه محب انه يحبه وان لم يتلفظ بقوله وكذلك بالعكس وكذلك شهادة الرب جل جلاله وبيانه واعلامه يكون بقوله تارة وبفعله تارة اخرى - 00:15:22
فالقول هو ما ارسل به رسله وانزل به كتبه ومما قد علم بالاضطرار ان جميع الرسل اخبروا عن الله انه شهد لنفسه بانه لا اله الا هو واخبر بذلك وامر عباده ان يشهدوا به وشهادته سبحانه ان لا اله الا هو معلومة من جهة كل من بلغ عنه - 00:15:46
كلامه. اما بيانه واعلامه بفعله فهو ما تضمنه خبره تعالى عن الادلة الدالة على وحدانيته التي تعلم تعلم دلالتها بالعقل والفطرة وهذا ايضا يستعمل فيه لفظ الشهادة كما يستعمل فيه لفظ الدلالة والارشاد والبيان فان الدليل - 00:16:05
يبين المدلول عليه ويظهره كما يبينه الشاهد والمخبر بل قد يكون البيان بالفعل اظهر وابلغ وقد يسمى شاهد الحال نطقا وقولا وكلاما لقيامه مقامه وادائه مدى مؤداه كما قيل قالت له العينان - 00:16:23
سمعا وطاعة وحذرتا بالدر لما يسقب اه وقال الاخر شكى الي جملي طول السرى صبرا جميلا فكلانا مبتلى وقال الاخر امتلأ الحوض وقال قطني مهل الرويد قد ملأت بطني ويسمى هذا شهادة ايضا كما في قوله تعالى ما كان للمشركين ان يعمروا مساجد الله شاهدين على انفسهم بالكفر - 00:16:40
وهذه شهادة منهم على انفسهم بما يفعلون من افعال الكفر واقواله فهي شهادة بكفرهم وهم شاهدون على انفسهم بما شهدت به والمقصود ان الله سبحانه يشهد بما جعل اياته المخلوقة دالة عليه - 00:17:03
فان دلالتها انما هي بخلقه وجعله ويشهد باياته القولية الكلامية المطابقة لما شهدت به اياته الخلقية فتتطابق شهادة القول وشهادة الفعل كما قال تعالى سنريهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق اي - 00:17:17
ان القرآن حق فاخبر انه يدل باياته الافقية والنفسية على صدق اياته القولية الكلامية. وهذه الشهادة الفعلية قد ذكرها غير واحد من ائمة والتفسير قال ابن كيسان شهد الله بتدبيره العجيب واموره المحكمة عند خلقه انه لا اله الا هو. هذا معنى لطيف جدا - 00:17:35
في تفسير الاية انه شهد الله انه لا اله الا هو ليس معنى ذلك انه اخبر فقط بالقرآن وبكتب الكتب الاخرى على الانبياء وانما ايضا شهد بفعله بما اودع في المخلوقات من دلالة عليه - 00:17:56
فشهد بهذا الفعل انه لا اله الا هو قال فصل واما المرتبة الرابعة وهي الامر بذلك والالزام به وان كان مجرد الشهادة لا يستلزمه لكن الشهادة في هذا الموضوع تدل عليه وتتضمنه فانه سبحانه - 00:18:12
شهد به شهادة من حكم به وقضى وامر والزم عباده به كما قال تعالى وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه. وقال تعالى وقال الله لا تتخذوا الهين اثنين انما هو اله واحد - 00:18:26
وقال تعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين. وقال تعالى لا تجعل مع الله الها اخر. وقال الله سبحانه وتعالى ولا تدعو مع الله الها اخر والقرآن كله شاهد بذلك - 00:18:38
ووجه استلزام شهادته سبحانه لذلك انه اذا شهد انه لا اله الا هو فقد اخبر وبين واعلم وحكم وقضى ان ان ما سواه ليس باله وان الاهية ما سواه ابطلوا الباطل واثباتها اظلموا الظلم فلا يستحق العبادة سواه كما لا تصلح الالهية - 00:18:50
لغيره وذلك يستلزم الامر باتخاذه وحده الها ثم قال فصل وقوله تعالى قائما بالقسط. القسط هو العدل فشهد الله سبحانه انه قائم بالعدل في توحيده وبالوحدانية في عدله. والتوحيد والعدل هما جماع صفات الكمال - 00:19:10
فان التوحيد يتضمن تفرده سبحانه بالكمال والجلال والمجد والتعظيم الذي لا ينبغي لاحد سواه والعدل يتضمن وقوع افعاله كلها على السداد والصواب وموافقة الحكمة فهذا توحيد الرسل وعدلهم اثبات الصفات والامر بعبادة الله وحده لا شريك له واثبات القدر والحكم والغايات المطلوبة المحمودة بفعله وامره لا توحيد الجهمية والمعتزلة - 00:19:30
الذي هو انكار الصفات وحقائق الاسماء الحسنى وعدلهم الذي هو التكذيب بالقدر او نفي الحكم والغايات والعواقب الحميدة التي يفعل الله لاجلها ويأمر وقيام وقيامه سبحانه بالقس في شهادته يتضمن امورا - 00:19:57
الان كله هذا تعليق على قوله سبحانه وتعالى قائما بالقسط وهذا كله على التفسير الاول الذي هو متعلق بشهد انه شهد انه قائم بالقسط ايضا هذا سيذكر تفسيرا اخر طيب آآ يقول وقيامه سبحانه بالقسط في شهادته يتضمن امورا - 00:20:13
احدها انه قائم بالقسط في هذه الشهادة التي هي اعدل شهادة على الاطلاق وانكارها وجحودها اعظم الظلم على الاطلاق فلا اعدل من التوحيد ولا اظلم من الشرك من الشرك فهو سبحانه قائم بالعدل في هذه الشهادة قولا وفعلا حيث شهد بها واخبر واعلم عباده وبين لهم تحقيقها - 00:20:35
وصحتها وهذا هو العدل الذي قام به الرب تعالى في هذه الشهادة فاوامره فاوامره كلها تكميل لها وامر باداء حقوقها ونواهيه كلها صيانة لها عما يهضمها ويضادها وثوابه كله عليها وعقابه كله على تركها وترك حقوقها وخلقه السماوات والارض وما بينهما كان بها ولاجلها وهي الحق الذي خلقت به - 00:20:55
وضدها هو الباطل والعبث الذي نزه سبحانه نفسه عنه واخبر انه لم يخلق به السماوات والارض. قال تعالى ردا على المشركين المنكرين لهذه الشهادة وما خلقنا السماء والارض وما بينهما باطلا. ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار - 00:21:23
وقال تعالى حاء ميم تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم ما خلقنا السماوات والارض وما بينهما الا بالحق واجر مسمى والذين كفروا عما انذروا معرضون وقال هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب. ما خلق الله ذلك الا بالحق - 00:21:42
وقال او لم يتفكروا في انفسهم ما خلق الله السماوات والارض وما بينهما الا بالحق واجل مسمى وان كثيرا من الناس بلقاء ربهم لكافرون. وقال وما خلقنا السماوات والارض وما بينهما لاعبين. ما خلقناهما الا بالحق - 00:22:03
وهذا كثير في القرآن والحق الذي خلقت به السماوات والارض ولاجله هو التوحيد وحقوقه من الامر والنهي والثواب والعقاب فالشرع والقدر والخلق والامر والثواب والعقاب قائم بالعدل والتوحيد صادر عنهما وهذا هو الصراط المستقيم - 00:22:20
الذي عليه الرب سبحانه وتعالى قال تعالى حكاية عن نبيه هود اني توكلت على الله ربي وربكم ما من دابة الا هو اخذ بمعصيتها ان ربي على صراط ما من دابة الا هو اخذ - 00:22:39
ان ربي على صراط مستقيم فهو سبحانه على صراط مستقيم في قوله وفعله فهو يقول الحق ويفعل العدل وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا والله يقول الحق وهو يهدي السبيل فالصراط المستقيم الذي عليه ربنا تبارك وتعالى هو مقتضى التوحيد والعدل - 00:22:53
قال تعالى وضرب الله مثلا رجلين احدهما ابكم لا يقدر على شيء وهو كل على مولاه واينما يوجهه لا يأتي بخير هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم - 00:23:15
فهذا مثل ضربه الله لنفسه وللصنم فهو سبحانه الذي يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم. والصنم مثل العبد الذي هو كل على مولاه اينما يوجهه لا يأتي بخير. والمقصود ان قوله تعالى قائما بالقسط كقوله ان ربي على صراط مستقيم - 00:23:26
وقوله قائم بالقسط نصب على الحال وفيه وجهان احدهما انه حال من الفاعل في شهد الله والعامل اه فيها الفعل والمعنى على هذا شهد الله حال قيامه بالقسط انه لا اله الا هو - 00:23:46
والثاني انه حال من قوله هو والعامل فيها معنى النفي اي لا اله الا هو حال كونه قائم بالقسط وبين التقديرين فرق ظاهر ثم قال واذا كان في اسفل الصفحة واذا كان القيام بالقسط يكون في القول والفعل كان المعنى انه كان سبحانه يشهد وهو قائم بالعدل عالم به لا بالظلم - 00:23:59
فان هذه الشهادة تضمنت قولا وعملا فانها تضمنت انه هو الذي يستحق العبادة وحده دون غيره وان الذين عبدوه وحده هم المفلحون السعداء وان الذين به غيرهم الضالون الاشقياء قال واما التقدير الثاني وهو ان يكون قوله قائما - 00:24:21
حالا مما بعد الا فالمعنى انه لا اله الا هو قائما بالعدل فهو وحده المستحق الالهي مع كونه قائما بالقسط قال شيخنا وهذا التقدير ارجح فانه يتضمن ان الملائكة واولي العلم يشهدون له بانه لا اله الا هو وانه قائم بالقسط - 00:24:40
قلت مراده انه اذا كان قوله قائما بالقسط حالا من المشهود به فهو كالصفة له فان الحال صفة في المعنى لصاحبها فاذا وقع فان الحالة صفة في المعنى لصاحبها فاذا وقعت الشهادة على ذلك الحال وصاحبها كان كلاهما مشهودا به فيكون الملائكة واولو العلم قد شهدوا - 00:25:05
انه قائم بالقسط كما شهدوا بانه لا اله الا هو والتقدير الاول لا يتضمن ذلك فانه اذا كان التقدير شهد الله قائما بالقسط انه لا اله الا هو والملائكة واولي العلم يشهدون انه لا اله الا هو كان - 00:25:26
القسط حالا من اسم الله وحده. يعني هو يقول هناك تقديران التقدير الاول انه شهد الله قائما بالقسط يعني شهد الله حالة كونه وحاله انه قائم بالقسط سبحانه وهذه حاله سبحانه - 00:25:40
فشهد هو سبحانه انه لا اله الا هو وكذلك شهد الملائكة واولو العلم انه لا اله الا هو اما التقدير الثاني فهو يقول انه يتضمن شهادة الملائكة واولو العلم بانه ايضا قائم بالقسط - 00:26:00
قد شهدوا بانه قائم بالقسط كما شهدوا بانه لا اله الا هو ثم قالوا ايضا فكونه قائم بالقسط فيما شهد به ابلغ من كونه حالا من مجرد الشهادة فان قيل فاذا كان حالا من هو فهلا اقترن به ولما فصل بين صاحب الحال وبينها بالمعطوف فجاء متوسطا بين صاحب الحال وبينها - 00:26:15
يعني هو يقول اه ليش ما يعني ليش وقع هذا الفصل في الذكر قلت فائدته ظاهرة فانه لو قال شهد الله انه لا اله الا هو قائما بالقسط والملائكة واولو العلم - 00:26:34
لاوهم عطف الملائكة واولي العلم على الضمير في قوله قائما بالقسط ولا يحسن العطف لاجل الفصل وليس المعنى على ذلك قطعا وانما المعنى على خلافه وهو ان قيامه بالقسط مختص به كما انه مختص بالالهية فهو وحده الاله المعبود المستحق للعبادة وهو وحده المجازي المثيب - 00:26:49
المعاقب بالعدل قوله لا اله الا هو ذكر محمد بن جعفر انه قال الاولى وصف وتوحيد والثانية رسم وتعليم اي قولوا لا اله الا هو ومعنى هذا هذي طبعا الاية فيها اثنين لا اله الا هو فيها شهد الله انه لا اله الا هو - 00:27:08
والملائكة واولي العلم قائما بالقسط لا اله الا هو يعني ذكرت مرتين فلذلك يعني كل الحديث الان هذا عن هذه الاية في منزلة التوحيد هو من انسب الحديث لتعلقه الظاهر يعني هذه الاية كرر فيها لا اله الا هو مرتين - 00:27:30
بالمؤكدات التي الموجودة ايضا في الاية قال اه اي قولوا لا اله الا الله ومعنى هذا ان الاولى تضمنت ان الله سبحانه وتعالى شهد بها واخبر بها والتالي للقرآن انما يخبر عن شهادة الله - 00:27:46
لا عن شهادتي هو وليس في ذلك شهادة من التالي نفسه. او من التالي نفسه فاعاد سبحانه ذكرها مجردة ليقولها التالي فيكون شاهد اذا هو بها ايضا اتضح المعنى المعنى لطيف يعني يقول انه انه لمن تقول انت شاهد تقرأ في الاول شهد الله انه لا اله الا هو - 00:27:59
والملائكة واولو العلم قائم بالقسط تكون انتقد تلوت شهادة الله او تلوت ما يدل على شهادة الله وشهادة ملائكته وشهادة اولي العلم بانه لا اله الا هو ثم انت ايظا تشهد - 00:28:21
فكررت لا اله الا هو اه بحيث انه ايظا انت تنظم شهادتك الى هذه الشهادات قال وايضا فالاولى خبر عن الشهادة بالتوحيد والثانية خبر عن نفس التوحيد وختم بقوله العزيز الحكيم فتضمنت الاية توحيده وعدله وعزته وحكمته - 00:28:39
فالتوحيد يتضمن ثبوت صفات صفات كماله ونعوت جلاله وعدم المماثل له فيها وعبادته وحده لا شريك له والعدل يتضمن وضعه الاشياء موضعها موضعها وتنزيلها منازلها وانه لم يخص شيئا منها الا بمخصص اقتضى - 00:28:57
ذلك وانه لا يعاقب من لا يستحق العقوبة ولا يمنع من يستحق العطاء وان كان هو الذي جعله مستحقا. والعزة تضمن كمال قدرته وقوته وقهره والحكمة تتضمن كمال علمه وخبرته انه امر ونهى وخلق وقدر لما له في ذلك من الحكم والغايات الحميدة التي يستحق عليها كمال الحمد - 00:29:12
فاسمه العزيز يتضمن الملك واسمه الحكيم يتضمن الحمد. واول الاية يتضمن التوحيد وذلك حقيقة لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. وذلك افضل ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم والنبيون من قبله والحكيم الذي اذا امر بامر كان حسنا في - 00:29:31
نفسي واذا نهى عن شيء كان قبيحا في نفسه واذا اخبر بخبر كان صدقا واذا فعل فعلا كان صوابا واذا اراد شيئا كان اولى بالارادة من غيره وهذا الوصف على الكمال - 00:29:51
لا يكون الا لله وحده وتضمنت هذه الاية وهذه الشهادة الدلالة على وحدانيته المنافية للشرك وعدله المنافي للظلم وعزته المنافية للعجز وحكمته المنافية للجهل والعيب ففيها الشهادة له بالتوحيد والعدل - 00:30:02
والقدرة والعلم والحكمة ولهذا كانت اعظم شهادة ولا يقوم بهذه الشهادة على وجهها من جميع الطوائف الا اهل السنة وسائر طوائف اهل البدع لا يقومون بها. فالفلاسفة اشد الناس انكارا وجحودا لمضمونها من اولها الى اخرها. وطوائف الاتحادية هم ابعد خلق الله انا وطائفة - 00:30:21
الجهمية تنكر حقيقتها من وجوه. منها ان الاله هو الذي تألهه القلوب محبة له واشتياقا وانابة. وعندهم ان الله لا يحب ولا يحب. ومنها ان الشهادة كلامه عما شهد به وهو عندهم لا يقول ولا يتكلم. ومنها انها تتضمن مباينته لخلقه بذاته وصفاته وعند فرعون فرعونيهم انه لا يباين - 00:30:42
اه الخلق ولا يحايثهم وليس فوق العرش اله يعبد. ومنها ان قيامه بالقسط في افعاله واقواله وعنده انه لم يقم ولا يقوم به فعل ولا البتة ومنها ان القسط عندهم لا حقيقة له بل كل ممكن فهو قسط وليس في مقدوره ما يكون ظلما وقسطا بل الظلم عندهم هو المحال الممتنع لذاته ومنها ان - 00:31:02
العزة هي القوة والقدرة وعندهم لا يقوم به صفة ومنها ان الحكمة هي الغاية التي يفعل لاجلها وتكون هي المطلوبة بالفعل ويكون وجودها اولى من من عدمها وهذا عندهم ممتنع - 00:31:22
في حقه سبحانه ومنها ان الاله هو الذي له الاسماء الحسنى والصفات العلى وهو الذي يفعل بقدرته ومشيئته وحكمته وهو الموصوف الصفات والافعال وهذا لا اثبتوا على الحقيقة الا اتباع الرسل وهم اهل العدل - 00:31:32
والتوحيد ثم ذكر ايضا الاشكالات عند هذه الطوائف. ثم قال فصل واذا كانت شهادته سبحانه تتضمن بيانه للعباد ودلالتهم وتعريفهم بما شهد به والا فلو شهد شهادة لم يتمكنوا من العلم بها لم ينتفعوا ولم يقم عليهم ليقم عليهم بها الحجة كما ان الشاهد من العباد - 00:31:45
آآ اذا كانت عنده شهادة ولم يبينها بل كتمها لم ينتفع بها احد ولم تقم بها حجة واذا كان لا ينتفع بها الا ببيانها فهو سبحانه قد بينها غاية البيان - 00:32:08
بطرق ثلاثة السمع والبصر والعقل لا يزال طبعا الكلام على الاية وعلى انواع الشهادة التي شهد الله بها انه لا اله الا هو اما السمع فبسمع اياته المتلوة القولية المتضمنة لاثبات صفات كماله ونعوت جلاله آآ وعلوه على عرشه - 00:32:20
وفي هذا ابطال لقول من قال انه لم آآ انه لم يرد من عباده او لم يرد من عباده ما دلت عليه اياته السمعية من اثبات معانيها وحقائقها التي وضعت لها - 00:32:39
الفاظها فان هذا ضد البيان والاعلام طيب ثم قال اه واما اياته العيانية او العيانية الخلقية والنظر فيها والاستدلال بها فانها تدل على ما تدل عليه ايات القولية السمعية وايات الرب هي دلائله وبراهينه التي بها يعرفه العباد وبها يعرفون اسمائه وصفاته - 00:32:51
وتوحيده وامره ونهيه. فالرسل تخبر عنه بكلامه الذي تكلم به. وهو اياته القولية. ويستدلون على ذلك بمفعولاته التي تشهد على صحة ذلك وهي اياته العيانية والعقل يجمع بين هذه وهذه فيجزم بصحة ما جاءت به الرسل فتتفق شهادة - 00:33:17
السمع والبصر والعقل والفطرة. وهو سبحانه لكمال عدله ورحمته واحسانه وحكمته ومحبته للعذر واقامته للحجة لم يبعث نبيا من الانبياء الا ومعه اية تدل على صدقه فيما اخبر به قال تعالى لقد ارسلنا رسلنا بالبينات وانزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط - 00:33:39
وقال تعالى وما ارسلنا من قبلك الا رجال نوح اليهم فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون بالبينات والزبر وقال تعالى قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم فلما قتلتموه من كنتم صادقين - 00:34:02
وقال تعالى وان يكذبوك فقد كذبت رسل من قبلك. وقال تعالى ويكذبوك فقد كذب الذين من قبلهم جاءتهم رسلهم بالبينات وبالزبر وبالكتاب المنير حتى ان من اخفأ حتى ان من اخفى - 00:34:17
ايات الرسل ايات هود عليه السلام حتى قال له قومه يا هود ما جئتنا ببينة ومع هذا فبينته من اظهر البينات وقد اشار اليها بقوله اني اشهد الله واشهد اني بريء مما تشركون من دونه فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون اني توكلت على الله - 00:34:31
ربي وربكم ما من دابة الا هو اخذ بناصيتها ان ربي على صراط مستقيم. فهذا من اعظم الايات ان رجلا واحدا يخاطب امة عظيمة بهذا الخطاب غير جزع ولا نزع ولا خوار - 00:34:50
بل واثق بما مما قاله جازم به قد اشهد الله اولا على برائته من دينهم ومن ما هم عليه اشهادة واثق به معتمدا عليه معلم لقومه او معلم لقومه انه وليه - 00:35:03
وناصره وانه غير مسلطهم اه عليه ثم اشهدهم اشهادة مجاهر لهم بالمخالفة انه بريء من دينهم والهتهم التي يوالون عليها ويعادون ويبذلون دمائهم واموالهم في نصرتها ثم اكد عليهم بالاستهانة بهم - 00:35:15
واحتقارهم وازدرائهم وانهم لو يجتمعون كلهم على كيده وشفاء غيظهم منه ثم يعاجلونه ولا يهملونه في ذلك انهم اضعفوا واعجزوا واقل من ذلك. وانكم لو رمتوه لانقلبتم بغيظكم مكبوتين مخذولين ثم قرروا دعوته احسن تقرير - 00:35:32
وبين ان ربه تعالى وربهم الذين واصيهم بيده هو وليه ووكيله القائم بنصره وتأييده وانه على صراط مستقيم فلا يخذل من توكل عليه وامن به ولا يشمت به اعدائه ولا - 00:35:50
كونوا معهم عليه فان صراطه المستقيم الذي هو عليه في قوله وفعله يمنع ذلك ويأباهم وتحت هذا الخطاب ان من صراطه المستقيم ان ينتقم ممن خرج عنه وعمل بخلافه وينزل به بأسه فان الصراط المستقيم هو العدل الذي عليه الرب تعالى. ومنه انتقامه من اهل الشرك والاجرام. ونصره اولياؤه ورسله على اعدائهم - 00:36:02
فاي اية وبرهان ودليل احسن من ايات الانبياء وبراهينهم وبراهينهم وادلتهم وهي شهادة من الله سبحانه لهم بينها لعباده غاية البيان واظهرها لهم غاية الاظهار بقوله وفعله وفي الصحيح انه صلى الله عليه وسلم انه قال ما من الانبياء نبي الا وقد اوتي ما مثله وعمل عليه البشر وانما كان الذي اوتيته احيا اوحاه الله اليه. فارجو ان اكون اكثرهم تابعا - 00:36:24
القيامة. ومن اسمائه تعالى المؤمن وهو في احد التفسيرين المصدق الذي يصدق الصادقين بما يقيم لهم من شواهد صدقهم فهو الذي صدق رسله وانبياؤه فيما بلغوا عنه وشهد لهم بانهم صادقون بالدلائل التي دل بها على صدقهم قضاء وخلقا فانه سبحانه اخبر وخبر - 00:36:47
الصدق وقوله الحق انه لابد ان يرى العباد من الايات الافقية والنفسية ما يبين لهم ان الوحي الذي بلغته رسله حق وقال تعالى سنريهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق اي القرآن - 00:37:08
فانه المتقدم او هو المتقدم في قوله قل ارأيتم ان كان من عند الله ثم كفرتم به. ثم قال اولم يكفي بربك انه على كل شيء شهيد؟ فشهد سبحانه لرسوله - 00:37:26
به بقوله ان ما جاء به حق ووعده ان يري العباد من اياته الفعلية الخلقية ما يشهد بذلك ايضا ثم ذكر ما هو اعظم من ذلك واجل وهو شهادته سبحانه على كل شيء - 00:37:36
فان من اسمائه الشهيد الذي لا يغيب عنه شيء ولا يعزب عنه مثقال ذرة في الارض ولا في السماء بل هو مطلع على كل شيء مشاهد له عليم بتفاصيله وهذا استدلال باسماء - 00:37:49
وصفاته والاول استدلال بقوله وكلماته والاستدلال بالايات الافقية والنفسية استدلال بافعاله ومخلوقاته طيب ثم ننتقل في صفحة اربع مئة وثلاثة وسبعين يقول في القرآن العظيم قد اجتمع قد اجتمع فيه ما لم يجتمع في غيره فانه هو الدعوة والحجة وهو الدليل والمدلول عليه - 00:37:59
وهو الشاهد والمشهود له وهو الحكم والدليل وهو الدعوة والبينة. قال الله تعالى افمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه اي من ربه وهو القرآن. وقال تعالى لمن طلب اية تدل على صدق رسوله اولم يكفهم انا انزلنا عليك الكتاب - 00:38:19
يتلى عليهم ان في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون. قل كفى بالله بيني وبينكم شهيدا. يعلم ما في السماوات والارض والذين امنوا بالباطل وكفروا بالله اولئك هم الخاسرون فاخبر سبحانه ان الكتاب الذي انزله على رسوله يكفي عن كل اية فيه الحجة والدلالة على انه من الله وان الله سبحانه - 00:38:38
ارسل به رسوله وفيه بيان ما يوجب لمن اتبعه السعادة وينجيه من العذاب. ثم قال قل قل كفى بالله بيني وبينكم شهيدا يعلم ما في السماوات والارض. فاذا كان الله سبحانه وتعالى عالما بجميع الاشياء كانت شهادته اصدق شهادة واعدلها - 00:39:00
كانت شهادته اصدق شهادة واعدلها. فانها شهادة بعلم تام محيط بالمشهود به فيكون الشاهد به اعدل الشهداء واصدقهم وهو سبحانه يذكر علمه عند شهادته وقدرته وقدرته وملكه عند مجازاته وحكمته عند خلقه وامره. الان هذا ترى من فقه الاسماء والصفات - 00:39:18
هذا من فقه الاسماء والصفات يقول هو سبحانه يذكر علمه عند شهادته وقدرته وملكه عند مجازاته وحكمته عند خلقه وامره ورحمته عند ذكر ارسال رسوله وحلمه عند ذكر ذنوب عباده ومعاصيهم. وسمعه عند ذكر دعائهم. ومسألته وعزته وعلمه عند قضائه وقدره - 00:39:42
فتأمل ورود اسمائه الحسنى في كتابه وارتباطها بالخلق والامر والثواب اه والثواب والعقاب قال فصل من هذا قوله تعالى ويقول الذين كفروا لست مرسلا قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب - 00:40:06
استشهد على رسالته بشهادة الله له ولابد ان تعلم هذه الشهادة وتقوم بها الحجة على المكذبين له وكذلك قوله قل اي شيء اكبر الشهادة؟ قل الله شهيد بيني وبينكم ولفت الى معنى مهم جدا الامام ابن القيم - 00:40:21
اه يقول الله سبحانه وتعالى حينما قال قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ويعني يقول ما دام ان الله هو الشهيد بينه وبين اه قومه المكذبين فلابد فلا بد ان تظهر اثار هذه الشهادة الالهية - 00:40:38
يقول وكذلك قوله لكن الله يشهد بما انزل اليك انزله بعلمه والملائكة يشهدون وكفى بالله شهيدا. وكذلك قوله ياسين والقرآن الحكيم انك لمن المرسلين. وقوله تلك ايات تلك ايات الله نتلوها عليك بالحق وانك لمن المرسلين - 00:40:56
فهذا كله شهادة منه لرسوله قد اظهرها وبينها وبين صحتها غاية البيان بحيث قطع العذر بينه وبين عباده واقام الحجة عليهم فكونه سبحانه شاهدا لرسوله معلوم بسائر انواع الادلة عقليها ونقديها وفطريها وضروريها ونظريها - 00:41:11
ومن نظر في ذلك وتأمله علم ان الله سبحانه شهد لرسوله اصدق الشهادة واعدلها واظهرها وصدقه بسائر انواع التصديق بقوله الذي اقام البراهين على صدقه فيه وبفعله واقراره وبما فطر عليه عباده من الاقرار بكماله وتنزيهه عن القبائح وعن ما لا يليق به - 00:41:33
وفي كل وقت يحدث من الايات الدالة على صدق رسوله ما يقيم به الحجة ويزيل به العذر ويحكم له ولاتباعه بما وعدهم به من العزة والنجاة والظفر والتأييد ويحكم على اعدائه ومكذبه بما توعدهم به من الخزي والنكال والعقوبات المعجلة. الدالة على تحقيق العقوبات المؤجلة - 00:41:52
هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله. وكفى بالله شهيدا. فيظهره ظهورين ظهورا بالحجة والبيان وظهورا بالنصر والظفر والغلبة والتأييد حتى يظهره على مخالفه ويكون منصورا - 00:42:12
ثم قال فصل ومن شهادته ايضا ومن شهادته الى الان يتكلم عن الاية ومن شهادته ايضا ما اودعه في قلوب عباده من التصديق الجازم واليقين الثابت والطمأنينة بكلامه وحيه فان العادة تحيل حصول ذلك بما هو من اعظم الكذب - 00:42:33
وعلى رب العالمين والاخبار عنهم بخلاف ما هو عليه من الاسماء والصفات ولذلك يوقع اعظم الريب والشك وتدفعه الفطر والعقول السليمة كما تدفعه الفطر التي فطر الله التي فطر عليها الحيوان الاغذية الخبيثة الضارة آآ التي لا تغذي - 00:42:50
الاموال والانتان فان الله سبحانه وتعالى فطر القلوب على قبول الحق والانقياد له والطمأنينة به والسكون اليه ومحبته وفطرها على بغض الكذب والباطل والنفور عنه الريبة به وعدم السكون اليه ولو بقيت الفطر على حالها لما اثرت على الحق سواه - 00:43:05
ولا ما سكنت الا اليه ولا اطمأنت الا به ولا احبت غيره ولهذا ندب الله عز وجل عباده الى تدبر القرآن فان كل من تدبره اوجب له تدبره علما ضروريا ويقينا جازما انه حق وصدق - 00:43:21
بل احق كل حق واصدق كل صدق ولهذا ندب الله سبحانه وتعالى عباده ويقول ولهذا ندب الله سبحانه وتعالى عباده الى تدبر القرآن فان كل من تدبره فان كل من تدبره واوجب له تدبره علما ضروريا ويقينا جازما انه حق وصدق - 00:43:35
بل احق كل حق واصدق كل صدق وان الذي جاء به اصدق خلق الله وابرهم انه اصدق خلق الله وابرهم واكملهم علما وعملا ومعرفة كما قال تعالى افلا يتدبرون القرآن - 00:44:01
ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا. وقال تعالى افلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اطفالها فلو رفعت الاقفال عن القلوب لباشرتها حقائق القرآن واستنارت فيها مصابيح الايمان وعلمت علما ضروريا يكون عندها - 00:44:16
كسائر الامور الوجدانية من الفرح والالم والحب والخوف انه من عند الله تكلم به حقا. وبلغه رسوله جبريل عنه الى رسوله محمد فهذا الشاهد في القلب من اعظم الشواهد وبه احتج هرقل على ابي سفيان حيث قال له فهل يرتد احد منهم سخطة لدينه او سخطة - 00:44:33
لدينه بعد ان يدخل فيه فقال لا قال هو كذلك الامام اذا خالطت حلاوته بشاشة القلوب لا يسخطه احد. وقد اشار تعالى وقد اشار تعالى الى هذا المعنى في قوله بل هو ايات بينات في صدور الذين اوتوا العلم وقوله وليعلم الذين اوتوا العلم انه الحق من ربك فيؤمنوا به وقوله ويرى الذين - 00:44:52
العلم الذي انزل اليك من ربك هو الحق وقوله افمن يعلم ان ما انزل اليك من ربك الحق كمن هو اعمى؟ وقوله ويقول الذين كفروا لولا انزل عليه اية من ربه قل - 00:45:16
ان الله يضل من يشاء ويهدي اليه من اناب يعني ان الاية التي يقترحونها لا توجب هداية بل الله هو الذي يهدي ويضل ثم نبههم على اعظم اية واجلها وهي طمأنينة قلوب المؤمنين بذكره الذي - 00:45:26
نزله فقال الذين امنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله اي بكتابه وكلامه الا بذكر الله تطمئن القلوب فطمأنينة القلوب الصحيحة والفطر السليمة به وسكونها اليه من اعظم الايات اذ يستحيل في العادة ان تطمئن القلوب وتسكن الى الكذب والافتراء - 00:45:39
والباطل. فان قيل فلم لم يذكر الله سبحانه شهادة رسله مع الملائكة فيقول شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة والرسل وهم اعظم شهادة من اولي العلم قيل في ذلك عدة فوائد - 00:45:58
احداها ان اولي العلم اعم من الرسل والانبياء فيدخلونهم واتباعهم وثانيها ان في ذلك في ان في ذكر اولي العلم في هذه الشهادة وتعليقها بهم ان في ذكر اولي العلم في هذه الشهادة وتعليقها بهم ما يدل على انها من موجبات العلم ومقتضياته - 00:46:13
وان من كان من اولي العلم فانه يشهد بهذه الشهادة كما يقال اذا طلع الهلال واتضح فان كل من كان من اهل النظر يراه واذا فاحت رائحة ظاهرة فكل من كان من اهل الشم يشم هذه الرائحة. قال تعالى وبرزت الجحيم لمن يرى. اي - 00:46:33
كل من له رؤية يراها حينئذ عيانا. ففي هذا بيان ان من لم يشهد ان من لم يشهد له الله سبحانه وتعالى بهذه الشهادة فهو من اعظم الجهال. وان علم من امور الدنيا ما علم ما لم يعلمه غيره فهو - 00:46:53
وبنقول الجهل لا من اولي العلم وقد بينا انه لم يقم بهذه الشهادة ويؤديها على وجهها الا اتباع الرسل اهل الاثبات فهم اولو العلم وسائر من عداهم اولو الجهل وان وسعوا القول - 00:47:10
واكثر الجدال ومنها الشهادة من الله سبحانه لاهل هذه الشهادة انهم اولو العلم فشهادته لهم اعدل واصدق من شهادة الجهمي والمعطل والفرعوني لهم الى اخره ثم قال فصل ومن وفي ضمن هذه الشهادة الالهية الثناء على اهل العلم الشاهدين بها وتعديلهم - 00:47:24
فانه سبحانه قرن شهادتهم بشهادته. وشهادة ملائكته واستشهد بهم جل جلاله على اجل مشهود به. وجعلهم حجة على من انكر هذه الشهادة. ثم يحتج يحتج بالبينة اعلم انكر الحق فالحجة قامت بالرسل على الخلق وهؤلاء نواب الرسل وخلفائهم في اقامة حجج الله على العباد فصل - 00:47:44
وقد فسرت شهادة اولي العلم بالاقرار وفسرت بالتبيين والاظهار. والصحيح انها تتضمن الامرين. فشهادتهم اقرار واظهار واعلام وهم شهداء الله على الناس يوم القيامة قال الله تعالى وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا - 00:48:10
وقال تعالى هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس فاخبر انه جعلهم عدولا خيارا ونوه بذكرهم قبل ان يوجدهم لما سبق في علمه من اتخاذه لهم شهداء يشهدون على الامم يوم القيامة فمن لم يقم بهذه الشهادة - 00:48:28
هذا علما وعملا ومعرفة واقرارا ودعوة وتعليما وارشادا فليس من شهداء الله والله المستعان قوله تعالى ان الدين عند الله الاسلام اختلف المفسرون هل هو كلام مستأنف او دخل في مضمون هذه الشهادة - 00:48:45
شهد الله انه لا اله الا هو الملائكة واولي العلم القائمين بالقسط لا اله الا هو العزيز الحكيم. ان الدين عند الله الاسلام. يقول هل ان الدين عند الله الاسلام داخل في الشهادة ام هو كلامه مستأنف - 00:49:00
يقول هذا الاختلاف مبني على القراءتين في كسر ان وفتحها فالاكثرون على كسرها على الاستئناف وفتحها الكسائي وحده والوجه هو الكسر. لان الكلام الذي قبله قد تم فالجملة الثانية مقررة مؤكدة لمضمون ما قبلها. وهذا ابلغ - 00:49:10
التقرير واذهبوا في المدح والثناء ولهذا كان كسر انا كنا من قبل ندعوه انه هو البر الرحيم احسن من الفتح. وكان الكسر في قول الملبي لبيك ان الحمد والنعمة لك احسن من الفتح. وقد ذكر ذكر في توجيه قراءة الكتاب ثلاثة اوجه - 00:49:28
لكن اه نتجاوز الكلام على وجه اه الكلام الكسائي قال وقد دل قوله ان الدين عند الله الاسلام على انه دين جميع انبيائه ورسله واتباعهم من اولهم الى اخرهم وانه لم يكن لله قط ولا يكون له دين سواه - 00:49:45
قال اول الرسل نوح فان توليتم فما سألتكم من اجر من اجره الا على الله. وامرت ان اكون من المسلمين وقال ابراهيم واسماعيل ربنا واجعلنا مسلمين لك وقال يعقوب لبنيه عند الموت - 00:50:05
ونحن لهم مسلمون وقال موسى لقومه ان كنتم امنتم بالله فليتوكلوا ان كنتم مسلمين وقال تعالى فلما حس عيسى منهم الكفر قال من انصاري الى الله؟ قال الحوالي ونحن انصار الله واشهد بانا مسلمون - 00:50:20
فالاسلام دين اهل السماوات ودين اهل التوحيد من اهل الارض. لا يقبل الله من احد دينا سواه. فاديان اهل الارض ستة واحد للرحمن وخمسة للشيطان فدين الرحمن هو الاسلام والتي للشيطان اليهودي والنصرانية والمجوسية والصابئة ودين المشركين فهذا بعض ما تضمنته هذه الاية - 00:50:33
العظيمة من اسرار التوحيد والمعارف. ولا تستطل الكلام فيها فانه اهم من الكلام على كلام صاحب المنازل فلنرجع الى شرح كلامه وبيان ما فيه. الان هذا كله كما ذكرت يعني يعتبر تفسير لاية واحدة - 00:50:52
اه تقريبا في اربعين صفحة اه فسر قول الله سبحانه وتعالى شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة والعلم قالوا من القسط وانت ترى انه يعني ذكر فيها انواعا من العلوم على انها تحتمل طبعا اكثر من ذلك اه يمكن ان ان يتحدث فيها اكثر من ذلك لكن - 00:51:13
هذا من العلم الجليل ثم اخذ يذكر كلام الهروي دخل في بعض النقاش بعض القضايا التي يعني بعضها ذكر حتى معنا امس في قضية مثلا الاسباب وان من التوحيد مراعاة الاسباب وليس هجر الاسباب - 00:51:32
وذكر اه في صفحة ربعمية وواحد وتسعين اه الهروي ذكر التوحيد على ثلاثة اوجه. الوجه الاول توحيد العامة الذي يصح بالشواهد والوجه الثاني توحيد الخاصة وهو الذي يثبت بالحقائق والوجه الثالث توحيد قائم بالقدم وهو توحيد - 00:51:51
الخاصة الخاصة اه ذكر تعليق من ابن تيمية عليه قال وقد تكلم شيخ الاسلام ابن تيمية على ما ذكره صاحب المنازل في التوحيد فقال بعد ان حكى كلامه الى اخره - 00:52:08
اما التوحيد الاول الذي ذكره فهو التوحيد الذي جاءت به الرسل من اولهم الى اخرهم ونزلت به الكتب كلها وبه امر الله الاولين والاخرين وذكر الاية الايات الواردة بذلك ثم قال - 00:52:26
وقد اخبر الله عن كل رسول من الرسل انه قال لقومه اعبدوا الله ما لكم من الله غيره وهذه اول دعوة الرسل واخرها قال النبي صلى الله عليه وسلم امرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله واني رسول الله وقال من مات وهو يعلم ان لا اله الا الله دخل الجنة والقرآن مملوء - 00:52:40
من هذا التوحيد والدعوة اليه وتعليق النجاة والسعادة والاخرة به. في الاخرة به وحقيقته اخلاص الدين كله لله وحقيقته اخلاص الدين كله لله والفناء في هذا التوحيد مقرون بالبقاء. وهو ان تثبت الهية الحق تعالى في قلبك - 00:52:55
وتنفي الهية ما سواه فتجمع بين النفي والاثبات فالنفي هو الفناء والاثبات هو البقاء وحقيقته ان تفنى بعبادة الله عن عبادة ما سواه وبمحبة عن محبة ما سواه وبخشيته عن خشية ما سواه وبطاعته عن طاعة ما سواه. وكذلك بموالاته وسؤاله والاستغناء به والتوكل عليه ورجائه ودعائه والتفويض اليه - 00:53:15
التحكم اليه واللجاء اليه والرغبة فيما عنده. قال تعالى قل اغير الله يتخذ وليا فاطر في السماوات والارض. وقال تعالى افغير الله ابتغيه حكما؟ وقال تعالى قل قل اغير الله - 00:53:35
ابغي ربا وهو رب كل شيء. وقال تعالى يقول افغير الله تأمروني اعبد ايها الجاهلون. وقال تعالى قل انني هداني ربي الى صراط مستقيم دينا قياما ملة ابراهيم حنيفا وما كان من المشركين. قل ان صلاتي ونسكي - 00:53:45
ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وقال تعالى فلا تدعوا مع الله الها اخر فتكون من المعذبين. وقال تعالى قل افرأيتم ما تدعون من دون الله ان ارادني الله بضر هل هن كاشفات ضره او ارادني برحمة - 00:53:58
ان ممسكات رحمته قل حسبي الله عليه توكلت المتوكلون وقال وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو. وان يردك بخير فلا راد لفضله. وقال تعالى انا انزلنا اليك كتاب الحق فاعبد الله مخلصا له الدين - 00:54:12
وقال تعالى ام اتخذوا من دونه اولياء فالله هو الولي وقال تعالى ان اتخذوا من دون الله شفعاء قل او لو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون. قل لله الشفعة جميعا - 00:54:27
ملك السماوات والارض وثم اليه ترجعون وقال تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وهذا في القرآن كثير. بل هو اكثر من ان يذكر وهو اول الدين واخره وباطنه وظاهره وذروة سنامه وقطب رحاه وامرنا تعالى ان نتأسى بامام هذا التوحيد - 00:54:37
بنفيه واثباته كما قال تعالى قد كانت لكم اسوة حسنة في ابراهيم والذين معه اذ قالوا لقومهم انا برءاء منكم ومما يعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدأ بيننا وبينكم العداوة والبغضاء ابدا حتى تؤمنوا بالله وحده - 00:54:56
وقال تعالى واذ قال ابراهيم لابيه وقومه انني براء مما تعبدون. الا الذي فطرني فانه سيهدين وقال تعالى واتل عليهم نبأ ابراهيم اذ قال لابيه وقومه ما تعبدون قالوا نعبد اصناما فنظل لها عاكفين. قال هل يسمعونكم اذ تدعون او ينفعونكم او يضرون قالوا - 00:55:16
وجدنا ابائنا كذلك يفعلون قال افرأيتم ما كنتم تعبدون انتم واباؤكم الاقدمون فانه عدو لي الا رب العالمين الذي خلقني فهو يهديني والذي هو يطعمني ويسقيني واذا مرضت فهو يشفيني والذي يميتني ثم يحييني والذي اطمع ان يغفر لي خطيئتي يوم الدين - 00:55:36
واذا تدبرت القرآن من اوله لاخره رأيته يدور على هذا التوحيد وتقريره وحقوقه. قال شيخنا والخليلان هم او هما اكمل خاصة الخاصة توحيدا. ولا يجوز ان يكون في الامة من هو اكمل توحيدا من نبي من الانبياء - 00:55:53
فضلا عن الرسل فضلا عن اولي العزم فضلا عن الخليلين وكمال هذا التوحيد هو الا يبقى في القلب شيء لغير الله اصلا بل يبقى العبد مواليا لربه في كل شيء. يحب من احب وما احب ويبغض من ابغض وما ابغضه ويوالي من يوالي - 00:56:14
من يعادي ويأمر بما يأمر به وينهى عما نهى عنه قال الهروي هذا توحيد العامة. قال ابن القيم قد تبين ان هذا توحيد خاصة الخاصة. الذي لا شيء فوقه. ولا اخص منه ان الخليلين - 00:56:28
اكمل الناس فيه توحيدا فليهنأ العامة نصيبه نصيبهم منه اه بصفحة خمس مئة واربعة تتكلم عن اه استدلال العقلي قال والحق ان وجوبه ثابت بالعقل والسمع والقرآن على هذا يدل فانه يذكر الادلة والبراهين العقلية على التوحيد ويبين حسنه وقبح الشرك عقلا وفطرة - 00:56:43
ويأمر بالتوحيد وينهى عن الشرك ولهذا ضرب الله سبحانه الامثال وهي الادلة العقلية وخاطب العباد بذلك خطاب من استقر في عقولهم وفي حسن التوحيد ووجوبه وقبح الشرك وذمه. والقرآن مملوء بالبراهين العقلية الدالة على ذلك كقوله ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون - 00:57:09
ورجلا سلما لرجله هل يستوي يعني مثلا الحمد لله بل اكثرهم لا يعلمون وقوله يا ايها الناس ضرب مثلا فاستمعوا له ان الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وان يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه - 00:57:32
ضعف الطالب والمطلوب ما قدر الله حق قدره ان الله لقوي عزيز الى اضعف ذلك من براهيم التوحيد العقلية التي ارشد اليها القرآن ونبه عليها ولكن ها هنا امر اخر وهو ان العقاب على ترك هذا الواجب يتأخر - 00:57:46
الى حين ورود الشرع الى حين ورود الشرع كما دل عليه قوله تعالى وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا وقوله كلما القي فيها فوج سألهم خزنتها الم يأتكم نذير؟ قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا - 00:58:00
وقوله وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في امها رسولا يتلو عليهم اياتنا وما كنا مهلكي القرى الا واهلها ظالمون فهذا يدل على انهم ظالمون قبل ارسال الرسل وانه لا يهلكهم بهذا الظلم قبل اقامة الحجة عليهم. فالاية رد على الطائفتين معا. من يقول انه لا يثبت - 00:58:15
والظلم والقبح الا او يثبت الظلم والقبح الا بالسمع ومن يقول انهم معذبون على ظلمهم بدون السمع. فالقرآن يبطل قول هؤلاء وقول هؤلاء ثم قال وقد ذكرنا هذه المسألة مستوفاة في كتاب مفتاح دار السعادة - 00:58:33
وذكرنا هناك نحوا من ستين وجها تبطل قول من نفى القبح العقلي وزعم انه ليس في الافعال ما يقتضي حسنها ولا قبحها طبعا هذي مسألة عقدية شهيرة جدا من يعرفها يعني - 00:58:49
سيدرك اهمية الكلام او الاحالة الى هذه القضية وستين وجها وانه يجوز ان قال وذكرنا هناك نحوا من ستين وجها تبطل قول من نفى القبح العقلي وزعم انه ليس في - 00:59:02
وعالم يقتضي حسنى ولا قبحا وانه يجوز ان يأمر الله بعين ما نهى عنه وينهى عن عين ما امر به وان ذلك جائز عليه وانما الفرق بين المأمور ومنه بمجرد الامر والنهي لا بحسن هذا وقبول - 00:59:17
قبحي هذا وانه لو نهى عن التوحيد والايمان والشرك والشكر لكان قبيحا ولو امر بالشرك والكفر والظلم والفواحش لكان حسنا وبينا ان هذا القول مخالف للعقول والفطر والقرآن والسنة ثم تكلم عن قبح الشرك وانه مستقر في العقول والفطر معلوم لمن كان له قلب حي وعقل سليم وفترة صحيحة - 00:59:27
وذكر الايات في هذا المعنى علق على قول صاحب المنازل آآ ان لا يشهد في التوحيد دليلا ولا في التوكل سببا ولا في النجاة وسيلة وطبعا تعقب عليه ذكر منهم من يترك الدعاء جملة بناء على هذا الاصل ويقول المدعو به ان سبق العلم والحكم بحصوله حصل دعونا ام لم ندعوا. طبعا هذا مر معنا ذكرنا الكلام اللي فينا تذكروه - 00:59:55
قال شيخنا اللي هو ابن تيمية وهذا الاصل الفاسد مخالف للكتاب والسنة واجماع السلف وائمة الدين بالمخالف في صريح العقل والحس والمشاهدة وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن اسقاط الاسباب نظرا الى القدر فرد ذلك والزم القيام بالاسباب كما في الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم انه قال ما منكم من احد الا قد علم مقعده - 01:00:24
من الجنة والنار اه قول يا رسول الله افلا ندع العمل ونتكل على الكتاب؟ قال لا اعملوا فكل ميسر لما خلق له وآآ في السنن عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قيل له ارأيت ادوية نتداوى بها ورقى نسترقي بها وتقاتل نتقي بها؟ هل ترد من قدر الله شيئا؟ قال هي من - 01:00:43
بقدر الله وكذلك قول عمر لابي عبيدة وقد قال ابو عبيدة لعمر اتفر من قدر الله يعني من الطاعون؟ قال افر من قدر الله الى قدر الله وذكر الايات ايضا قال والقرآن مملوء من ترتيب الاحكام الكونية والشرعية والثواب والعقاب على الاسباب بطرق متنوعة فيأتي - 01:01:02
السببية تارة وباللام تارة وبان تارة وبكي تارة ويذكر الوصف المقتضي تارة ويذكر هذا كله اصلا مر معنا امس في موضوع الاسباب اه وقال بعض اهل العلم الالتفات الى الاسباب شرك في التوحيد ومحو الاسباب ان تكون اسبابا تغيير في وجه العقل والاعراض وعن الاسباب بالكلية قدح في الشرع والتوكل معنى يلتئموا - 01:01:21
من معنى التوحيد والعقل والشرع وهذا الكلام يحتاج الى شرح وثقيل طبعا كل هذا كلام في الاسباب اه كان الكلام فيه يوم امس بشكل تفصيلي ايضا في صفحة خمس مئة وسبعة وثلاثين ذكر كلاما ذكره يوم امس او قرأناه يوم امس في قضية الجمع آآ انه ايش هو الجمع الصحيح - 01:01:44
وانه هو الجمع الذي يمكن ان يؤخذ من قول الله سبحانه وتعالى اياك نعبد واياك نستعين تذكرون كلامه في جمع الهمة سواء على جمع الهمة في الطلب او جمع الهمة في - 01:02:09
جمع همة في في القصد او جمع الهمة في الاستعانة وما الى ذلك طيب لكن نقف عند آآ ايضا يعني زاد بعض الكلام الذي لم يذكره يوم امس صفحة خمس مئة وسبعة وثلاثين - 01:02:22
قال وهذان الجمعان هما حقيقة اياك نعبد واياك نستعين فان العبد يشهد من قوله اياك الذات الجامع لجميع صفات الكمال التي لها كل الاسماء الحسنى ثم يشهد من قوله نعبد جميع انواع العبادة ظاهرا وباطنا قصدا وقولا وعملا وحالا واستقبالا. ثم يشهد من قوله واياك نستعين جميع انواع الاستعانة والتوكل - 01:02:35
والتفويض فيشهد منه جمع الربوبية ويشهد من اياك نعبد جمع الالهية ويشهد من اياك الذات الجامعة لكل الاسماء الحسنى والصفات العلى ثم ثم يشهد من اهدنا عشر مراتب اذا اجتمعت حصلت له الهداية هذا الكلام الزائد - 01:02:55
المرتبة الاولى هداية العلم والايمان والبيان عفوا فيجعله عالما بالحق مدركا له. الثانية ان يقدره او يقدره عليه والا فهو غير قادر بنفسه. الثالث ان يجعله مريدا له الرابع ان يجعله فاعلا له. خامسا ان يثبته على ذلك ويستمر به عليه. السادس ان يصرف عنه الموانع والعوارض المضادة له. السابعة ان يهديه في الطريق - 01:03:12
هداية خاصة اخص من الاولى فان الاولى هداية الى الطريق اجمالا وهذه هداية فيها وفي منازلها تفصيلا. الثامنة ان يشهده المقصود في ينبهه عليه فيكون مطالعا له في سيره ملتفتا اليه - 01:03:34
غير محتجم بالوسيلة عنه التاسعة ان يشهده فقره وضرورته الى هذه الهداية فوق كل ضرورة العاشرة ان يشهده الطريق المنحرفين عن طريقها وهما طريق اهل الغضب الذين عدلوا عن اتباع الحق قصدا وعنادا وطريق اهل الضلال الذين عدلوا عنها جهلا وضلالا ثم - 01:03:49
اشهد جمع الصراط المستقيم في طريق واحد عليه جميع انبياء الله ورسله واتباعهم من الصديقين والشهداء والصالحين فهذا هو الجمع الذي عليه فيه رسل الله واتباعهم فمن حصل له هذا الجمع فقد هدي الصراط المستقيم - 01:04:09
ثم اخر شيء آآ عقب على آآ يعني على كلام الهروي رحمه الله تعالى وانتقده عليه خاصة قوله ما وحد الواحد من واحد وآآ كذلك ونعت من ينعته لاحد من الالحاد - 01:04:26
طبعا وجه كلامه ذكر انه احسن ما يحمل عليه اه كلامه ثم قال في صفحة خمس مئة وثلاثة وخمسين قال وقد كان شيخ الاسلام قدس الله روحه. طبعا هنا يقصد الهروي - 01:04:52
اه بعد ما انتقده في هذا الاشياء المتعلقة ببعض الامور وفي قضية التوحيد قال وقد كان شيخ الاسلام قدس الله روحه راسخا في اثبات الصفات ونفي التعطيل ومعاداة اهله وله في ذلك كتب مثل كتاب الفاروق وكتاب ذم الكلام وغير ذلك من - 01:05:10
ما يخالف طريقة المعطلة والحلولية والاتحادية ثم صرح بهذا المعنى الذي ذكرناه بقوله توحيده اياه وتوحيده اي توحيده لنفسه هو التوحيد الكامل التام الذي لا سبيل للعبارة والاشارة اليه وفوق ما تعرفه - 01:05:28
العقول وتصف الالسن وهذا حق لكن جفت عبارته بعد بقوله منعت من ينعته لاحد ومحملها كما ان نعت الخلق له دون ما هو عليه سبحانه وما هو عليه من الاوصاف والنعوت اجل واعظم من ان يحيط به العلم المخلوق. هذا العام كله توجيه واعتذار - 01:05:41
اه والالحاد الميل وهو لم يرد ان نعت الناعتين له الحاد وكفر فانه هو قد نعته في هذا الكتاب وفي كتبه ولم يكن ملحدا بذلك فنعتوا المخلوق له مائل عن - 01:06:01
نأتي لنفسه على انه لو اراد الالحاد الذي هو باطل وظلم لكان له وجه صحيح وهو شف يعني يحاول ان يأتي بالمعاني التي اه اه يعني اعتذر له بها. يقول ولو ان اراد الالحاد الذي هو باطل وضلال لكان له وجه صحيح وهو ان نعت المخلوقين له من عند انفسهم الحاد. والتوحيد الحق هو ما نعت الله - 01:06:13
به نفسه على السنة رسله فهم لم ينعتوه من تلقاء انفسهم وانما نعتوه بما اذن لهم في نعته به. وقد صرح سبحانه بهذا المعنى في قوله سبحان الله عما يصفون الا عباد الله المخلصين فنزه نفسه عما يصفه به العباد الا المرسلين فانهم لم يصفوه من عند انفسهم وكذلك قوله تعالى سبحان ربك رب العزة - 01:06:33
عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين. فنختم الكتاب بهذه الاية حامدين اللهم اثنين عليه ما هو اهله وبما اثنى به على نفسه والحمد لله رب نبينا حمدا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا اه ويرضى وكما ينبغي لكرم وجهه وعز جلاله غير مكفي ولا مكفول ولا مودع ولا مستغن عنه ربنا - 01:06:53
ونسأله ان يوزعنا شكر نعمته آآ وان يوفقنا لاداء حقه وان يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته وان يجعل ما قصدنا له في هذا كتابي وفي غيره خالصا لوجهه الكريم. ونصيحة لعباده فيا ايها القارئ له لك غنمه وعلا مؤلفه غرمه لكم - 01:07:13
مرته وعليه تبعته. فما وجدت فيه من صواب وحق فاقبله. ولا تلتفت الى قائله بل انظر الى ما قال ولا لا الى من قال. وقد الله تعالى من يرد الحق اذا جاء به من يبغضه ويقبله اذا جاء به من يحبه. فهذا خلق الامة الغضبية. قال بعض الصحابة اقبل الحق - 01:07:33
ممن قاله وان كان بغيضا ورد الباطل على من قاله وان كان حبيبا. وما وجدت فيه من خطأ فان قائله لم يأل جهدا لم يألو جهد الاصابة. ويأبى الله الا ان يتفرد - 01:07:53
كمال كما قيل والنقص في اصل الطبيعة كامل فبنو الطبيعة نقصهم لا يجحد. وكيف يعصم من الخطأ من خلق ظلوما جهولا. ولكن من عدة اقرب الى الصواب ممن عدت اصاباته. وعن المتكلم في هذا الباب وغيره ان يكون مصدر كلامه عن العلم بالحق - 01:08:06
وغايته النصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولاخوانه المسلمين وان جعل الحق تبعا للهوى فسد القلب والعمل والحال والطريق قال الله تعالى ولو اتبع الحق اهواءهم لفسدت السماوات والارض ومن فيهن. وقال النبي صلى الله عليه وسلم لا يؤمن احدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به. فالعلم والعدل اصل - 01:08:26
كل خير والظلم والجهل اصل كل شر والله تعالى ارسل رسوله بالهدى ودين الحق وامره ان يعدل بين الطوائف ولا يتبع هوى هوى احد منهم فقال تعالى فلذلك فادعوا واستقم كما امرت ولا تتبع اهواءهم وقل امنت بما انزل الله من كتاب وامرت ان اعدل بينكم الله ربنا وربكم لنا - 01:08:46
اعمالنا ولكم اعمالكم لا حجة بيننا وبينكم الله ويجمع بيننا واليه المصير. والحمد لله رب العالمين وصل اللهم وسلم وبارك على خاتم المرسلين محمد وعلى اله اجمعين - 01:09:06