Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد هذا هو اللقاء الخامس عشر من لقاءات مدارسة كتاب معارج العلوم من الامية الى الامامة - 00:00:00ضَ
وما زلنا في المطلب الذي يتكلم عن الموازنة بين التخصص والتوسع آآ مسألة الجمع بين العلوم ليست ثقافة في كل بلد يعني هي معتمدة عند الشناقطة مثلا. في بعض البلاد يعني يشاركون في العلوم لا يرضون من الطالب ان يكون جاهلا باصول العلوم - 00:00:25ضَ
لكن هنا نحن يعني كما قلنا في غير موضع ننظر الى المشاركة الكاملة في العلوم. يعني ان تكون عالما في العقيدة والفقه والتفسير والحديث واللغة واصول الفقه والمنطق والسيرة والاخلاق وعلم الادارة والنفس والاجتماع والاقتصاد والاعلام والسياسة والتاريخ. هذه يعني التشكيلة - 00:00:49ضَ
آآ العريضة يعني كيف يمكن للانسان كيف يمكن فعلا ان يحوز يعني اه اليوم الطالب قد يحتار في علم واحد كيف يمكن ان يجمع بين العلوم ان يتيسر له ذلك - 00:01:15ضَ
اذكر هنا اربعة امور. اولا ان يركز على الكتب المحورية في كل فن ولا يتجاوزها ولا يتوسع ويدمن النظر فيها وهذا الكلام في رؤوس العلوم الشرعية. لكن في بقية العلوم ممكن ان يكتفي بكتاب واحد. يعني مثلا - 00:01:32ضَ
انا اريد ان افهم علم التاريخ ممكن ممكن انا في مرحلة معينة اكتفي بكتاب واحد. من مجلدين من ثلاثة مجلدات اذهب الى متخصص اقول له انا يعني كتاب مثلا الموسوعة الميسرة في علم التاريخ. من مجلدين - 00:01:54ضَ
بتقديم الدكتور رغب السرجاني وكتابة مجموعة من الباحثين هو ليس للمتخصصين. لكنه كتب التاريخ الاسلامي كاملا في كل ابوابه ومحطات وفصوله من السيرة النبوية من مبعث من مولد النبي صلى الله عليه وسلم الى سنة الفين وخمسة - 00:02:14ضَ
اذا هذا على الاقل يعطيك خريطة. يعني طب اردت ان تتوسع يمكن ان تقرأ كتاب آآ محمود شاكر. اذا انت يمكن بالفعل ان آآ تقرأ شيئا على الاقل يجعلك قريبا من هذا العلم. اذا اردت ان تتوسع او ان ترجع - 00:02:34ضَ
وهذه طبعا هي نصيحة الشيخ خيار الناس. اه عندما التقيت به يعني قال اعمد الى كتاب او كتابين من كل فن والزم واكرر خلاص انت بهذا تضبط يعني العلوم. وهذه ايضا نفس الكلمة التي سمعتها من الشيخ علي القديمي اليمني. وفقه الله - 00:02:53ضَ
ثانيا كل علم له خطوط عامة تنظيم مسائله تشبه القواعد والاصول من وعاها امتلك ناصية هذا العلم وسهل عليه ادراك الفروع عندئذ. يعني المفاهيم التي اشرح من خلالها ابواب الفقه - 00:03:14ضَ
كما ترون في درس الفقه. في كل فصل عنا اربعة مفاهيم او خمسة. هذه تلخص مهمات الباب الطريقة التي يعتمدها شيخنا الدكتور فضل مراد والتي رأيتم عددا منها في المحاضرات التي تلقيتموها - 00:03:33ضَ
يعني كيف يرد كل كتاب الزكاة مثلا او كتاب الصيام او كتاب الحج الى عناصر محددة يقول لك وهذا الكتاب كله مرده الى خمسة ادلة من القرآن وخمسة ادلة من الاحاديث ومدار ابوابه على ارضه - 00:03:51ضَ
وقضية الى ست بهذا هذا يعني يريحك وتستطيع فعلا في كل علم لو حزت هذه المساحة ان تتمكن باذن الله عز وجل ولو سمعت من يتكلم فيه فيها ويحسن فانك تعرف انه معتني بهذا الباب ان لم يكن متخصصا فيه - 00:04:09ضَ
واذكر انني لما كنت بالسودان ركبت مرة مع سائق من اهل البلد في الخرطوم فسألني عن سبب اقامتي في البلد كنت اجلس بجواره وحتى في منطقة السوق في منطقة سوق عربي يعني بالسودان. فسألني عن سبب اقامتي في البلد - 00:04:33ضَ
قلت له الدراسة قال ماذا تدرس قلت الفقه المقارن واذا به يأخذ اول ما سمع هذه الكلمة بدأ يتكلم عن ثقافة الخلاف بين الائمة وكيفية تكييف المسائل كيفية دراسة المسائل الفقهية وتحريم محل النزاع. وبدأ يتكلم بالطريقة ايه - 00:04:50ضَ
التي نتكلم بها في الوعاء الخاص بطلب العلم فانا مباشرة وقع في صدري انه دارس لهذا العلم لانه الذي تكلم به دقيق ليس فقط صحيحا هو دقيق فسألته مباشرة هل انت دارس للفقه؟ قال لا - 00:05:15ضَ
قلت له اذا انت مهتم قال لا ولكني اعرف المسائل التي عليها المضار في كل علم اعيها واضبطها وبهذا افهم كل ما يجري حولي من نقاشه وحتى صار يذكر لي الكهرباء والهندسة يعني حتى الامور اللي هي الدنيوية الحياتية. قال واتسلى كل من - 00:05:35ضَ
يركب عندي اول ما اعرفه اسأله فاسير ادردش له فكل من التقي به يظنني متخصصا وكنت اضبط فقط ايه اللي هي يعني الخلاصة المركزة وقال يعني كما كتبت لكم قال كل من اتكلم معه يظن انني متخصص - 00:06:03ضَ
فيما هو فيه طبعا على الهامش من الاشياء سبحان الله التي كان الانسان يتألم فيها وهو في السودان انه بعض آآ سائقين آآ بعض السائقين كان فعلا يكون دكتورا في الجامعة ولضيق ذات اليد ولانه لا يجد لقمة العيش بعد ان يوادر الجامعة يبدأ يشتغل على الخط من اجل - 00:06:23ضَ
الان يستطيع ان يوفر ما يحتاج من لقمة لقلة الرواتب وكثرة الحاجة وشدة يعني الفقر اما عن سبيل التحصل على تلك الخطوط العامة الناظمة للمسائل في كل فن فيمكن ان يستعان عليه بكثرة مجالسة اهل الفن - 00:06:46ضَ
هذا ركن يا اخوان لا تحسبن العلم ياتي من غير شيوخ والعناية بكتب المداخل الى كل علم. والدورات العلمية التي تعقد في ذلك. والشبكة اليوم بفضل الله مليئة بهذا هذه الدورات وتلك الكتب والا فانه يجتهد ان يستخرجها بنفسه وهو يقرأ ويسمع وليس الامر عسيرا - 00:07:05ضَ
انت نفسك اذا اردت شيئا ممكن ان تتعب. يعني انت شق طريقا لغيره يعني ليس بشرط ليس بشرط ان تأخذ طريقة لغيره. قد يفتح الله عز وجل على يديك بشيء - 00:07:33ضَ
يعني ترتيب الابواب يعني الذي يقرأ مثلا في كتاب القوانين الفقهية الذي يقرأ في بداية المجتهد عقله سينشأ مرتبا شاء او ابى مثل الامام الكستاني في بدائع الصلاة عقله مرتب هو انشأ المسائل بترتيب بديع - 00:07:46ضَ
وهم متقدمون لهم مئات السنين. يعني رحلوا الى الله عز وجل في كتب محكمة بديعة بعدين انا عندي عندي هيكد يعني قناعة اه اظن انني ذكرتها في الكتاب وفي يعني في بعض المواضع لا ادري يعني جاءت متناثرة في بعض الدروس - 00:08:05ضَ
انه دائما كثير من العلماء كثير جدا بقول لك مثلا لماذا انتشر متن الاجرمية او متن مثلا قطر الندى او الورقات دائما يقول لك وهذا يدل على ان هذا الرجل كان مخلصا وكان تقينا ويقف عند هذا - 00:08:26ضَ
انا الذي يظهر لي انه بجوار التقوى والاخلاص والصدق ان كتبهم مرتبة مرتب ترتيبا بديعا يفرض يفرض عليك نفسه يعني لو جئت الى الاجور الرومية تجد فعلا انها مرتبة ترتيبا بديعا - 00:08:42ضَ
نعم وكذلك قدم سنن ابن ماجة لحسن ترتيبه وتبويبه وتراجمه تأتي الى قطر الندى يا اخي يعرض لك العلم بشكل يجعله الذ من الذ الطعام فهذه الكتب فعلا سهلت الطريق يعني رتبوها ففاضت في الناس الى جوار الاخلاص - 00:09:06ضَ
الامر الثالث ان يربط بين علمه وبقية العلوم ويجعلها خادمة لمشروعه العلمي في تخصصه. فاذا كان الطالب مشتغلا بعلم الفقه مثلا فانه عند دراسة اللغة يأخذ في دراستها وعينه على كل اثر لها في الاحكام الفقهية - 00:09:30ضَ
وعند دراسته للحديث بعضهم عنايته مثلا بمختلف الحديث. طبعا آآ مختلف الحديث هو علم وان صنف في علوم الحديث الا انه قريب من الفقه. وكذلك الاصول يعني هو يعني اتكلم عن كيفية التعامل اصلا مع الحديث التعارض بينه. وكذلك الكلام في المصطلح وتخريج الاسانيد. لان الكلام على الاحاديث التي عليه - 00:09:51ضَ
المدار عند الفقهاء انما محل كتب التخريج عند المحدثين. كالتلخيص الحبيب لابن حجر واصله البدر المنير لابن الملقن ومن قرأ في ترجمة الشافعي رحمه الله وجد نفسه امام امام موسوعي - 00:10:13ضَ
لكنه جعل مشروع العمر الفقه والاصول واستطاع ان يجيش بقية العلوم في خدمة المشروع الاصلاحي الاصولي الذي قام عبره بتنضج المذاهب الفقهية والتقريب بين مدرستي الرأي والحديث والخروج بطرح اصولي متكامل حمى به النصوص من اعتداءات اللصوص - 00:10:31ضَ
وذكرت طرفا من هذا في كتاب قصة المذهب الشافعي من التأسيس حتى الكمال وهو منشور وانبه على ان من بدأ بعلم الالة قبل علم الغاية مثل ايه اللغة الاصول صلح الحديث - 00:10:59ضَ
يعني ايهما يبدأ اول انسان يبدأ في علم الالة ام الغاية مم ويمكن ان يبدأ بعلم الالة ولا بأس ان يبدأ بالمرحلة الاولى من علوم الغاية لانها لا تتركب على يعني يعني العلماء صاغوها - 00:11:21ضَ
حتى تكون سهلة. لكن لو بادئ بعلم الالة فكان احسن. لو بدأ فقد اصاب ولكن ينبغي اثناء ذلك ان يتجول في كتب علوم الغاية ولو في جولة استكشافية سريعة. ليرى مسائل علوم الالة التي - 00:11:39ضَ
دورانه على السنة الائمة فيعظم اعتناءه بها فمثلا وهنا هذه المسألة ارجو ان تركزوا فيها تركيزا شديدا لانها ستكون فارقة في طريقة دراستكم لعلوم الالة فمثلا لو اخذت تطالع تفسير البيظاء تفسير البيظاء او تفسير التحرير والتنوير للطاهر ابن عاشور. فسيظهر لك عظيم الحاجة الى عدد يتكرر من - 00:11:55ضَ
من مسائل النحو هذا يجعلك الان تعتني به اثناء دراسة النحو. يعني يا اخواننا ببساطة انا جيت ادرس علم النحو ممكن ادرس مئات الصفحات بمجموع الكتب وعند بعد ان ادرس علم النحو وادرس شروط هذه الكلمة وما يترتب عليها والخلاف. عندما اذهب الى علوم الغاية يعني الى التفاسير - 00:12:24ضَ
الى شرح الحديث الى كتب الفقهاء ارى جمهرة كثيرة مما قرأت ايه ليس موجودا فبصير اقرأ كثيرا لافهم وهذا الذي يتضخم انا لا احتاج اليه كله احتاج الى يعني مسائل قليلة جدا. وفي شيء يتكرر دائما دائما يتكرر في كتب - 00:12:49ضَ
غاية من التفاسير والشروح واجد الكلام مثلا في علوم النحو ضامرا قليلا اذا هذا خلل الاصل ان اعيد ان اعتني بالذي احتاجه كثيرا واقلل الحاجب الذي لا احتاجه ولذلك انا عندي نية اذا قدر الله ان اعيد يعني انا درست سلم النحو ولكن لم يكن مسجلا. عندي نية اذا قدر الله عز وجل - 00:13:15ضَ
قعدت يعني مدارسة سلم النحو والصرف كذلك ان اعتني به بالحجم الذي يخدم طالب العلم اذا سلك علوم الغاية فانت الان اذا جيت مثلا الى تفسير البيضاوي او الطاهر بن عاشور او الكتب الفقهية الموسعة او مثلا بداية ستجد مسائل بعينها دائما - 00:13:43ضَ
تكرر هذه تحتاج ان تضبطها ضبطا عظيما في كتب الالة. وهذا يجعلك تعتني به اثناء دراسة النحو. لان لان اين المتفقه ان لم تكن تربط بين العلوم فانه قد يبالغ في العناية بما لا يحتاج اليه غدا. ويهمل ما تشتد حاجته اليه - 00:14:06ضَ
وما جعل علم الان الا ليحمل صاحبه في علوم الغاية واحفظوا جيدا ان ابداع العلماء وانتاجهم العلمي انما يظهر في علوم الغاية اكثر من علوم الالة انت ادرس نحو وادرس صرفا - 00:14:28ضَ
وفقها لغة وشعرا جاء ادرس ما تشاء وادرس اصول الفقه لكن تأكد تماما ان الابداع وان الانتاج وان الاستثمار في العقيدة والفقه والتفسير والحديث والتزكية وكذلك السيرة والاخلاق. هنا الابداع - 00:14:51ضَ
هنا هنا الابداع رابعا واخيرا ضبط التخصص اذا ضبطت الان تخصصا واحدا فتح لك فهم العلوم الاخرى وان لم يمكن صاحبه من الكلام فيها لسا بشرط ان تكون مفتيا في كل علم - 00:15:11ضَ
طب كيف انه العلم اذا ظبطت علما سهل عليك بقية العلوم. لان العلوم متعاونة والمنطق العقلي الذي يجمع خطوطها الكبرى متقارب لتوافقهم على الفطرة والعقل والاصول الكبرى للنقل. يعني انت بمجرد ان تضبط علما كاملا تجد نقاطا كثيرة في التشابه مع بقية العلوم - 00:15:31ضَ
ومن الاخبار اللطيفة في ذلك ان الامام الفراء النحو المعروف كان يوما عند الامام محمد بن حسن الشيباني الفقيه الحنفي فتذاكر في الفقه والنحو ففضل الفراء النحو على الفقه وفضل محمد بن حسن. الفقه على نحو اذا كل واحد انتصر لايه - 00:15:54ضَ
الجانب الذي يعني نبغى فيه حتى قال الفراء قل رجل انعم النظر في العربية واراد علما غيره الا سهل عليه واضح وقال محمد بن الحسن يا ابا زكريا انت قد انعمت النظر في العربي واسألك عن باب من الفقه - 00:16:14ضَ
فقال ها على بركة الله تعالى فقال له ما تقول في رجل صلى فسها في صلاته مثل من ما تقول في رجل صلى فسها في صلاته وسجد سجدتي السهو فسهى فيهما - 00:16:40ضَ
فتفكر الفراء ثم قال لا شيء عليه فقال له محمد بن الحسن لما قال لان التصغير عندنا ليس له تصغير يعني رجل اقول ليس لها تصغير ثاني وانما سجدة السهو تمام الصلاة. وليس للتمام تمام - 00:17:04ضَ
فقال له محمد بن الحسن ما ظننت ان ادميا يلد مثله. يعني انت طفرة في البشر ومن هذا ما حكي عن ابي عمر الجرمي انه قال لي كذا وكذا سنة افتي في الفقه من كتاب سيبويه يعني في النحو وقال - 00:17:29ضَ
الطوفي في في معنى ذلك وما ذاك الا لان ماخذ سيبويه في كتابه في غاية اللطافة. ونظروا في غاية الدقة والجري على قواعد الحكمة. والاحكام الشرعية لمن اعتبر ومن الحكمة بما كان - 00:17:48ضَ
وهذا رجل قد كان ذكيا وله نظر يسير في الفقه فعاد يتنبه بلطافة حكمة سيبويه وما اخذه في العربية على حكم وما اخذه في الاحكام الشرعية نقف عند هذا الحد بارك الله فيكم. الحمد لله رب العالمين - 00:18:03ضَ
طبعا بقي يعني فرع اخير يتكلم عن افضل التخصصات العلمية يأتي الحديث عنه ان شاء الله. والحمد لله رب العالمين - 00:18:20ضَ