فوائد شتّى

مسائل في الاستخارة والاستشارة

محمد ابن طوق المري

الاستخارة طلب العبد من الله تعالى ان يختار له. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم اصحابه رضي الله عنهم الاستخارة في الامور كلها كما يعلمهم السورة من القرآن. وفي هذا العناية التامة بالاستخارة وانها متأكدة مرغب فيها. حتى قال بعض - 00:00:00ضَ

لا ينبغي لاحد ان يقدم على امر من امور الدنيا حتى يسأل ربه الخيرة في ذلك توفيق الله عبده الاستخارة علامة سعادة العبد وارادة الله به الخير. وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال - 00:00:20ضَ

من سعادة ابن ادم استخارته الله. ومن سعادة ابن ادم رضاه بما قضى الله. ومن شقوة ابن ادم تركه استخارة الله ومن شقوة ابن ادم سخطه بما قضى الله عز وجل. الحديث اخرجه احمد والترمذي. وحسنه الحافظ ابن حجر - 00:00:40ضَ

فمن هم بامر شرع له ان يركع ركعتين من غير فريضة ثم يدعو بالدعاء الذي اخرجه البخاري من حديث جابر رضي الله عنه قال جابر رضي الله عنه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمني استخارة في الامور كلها كما يعلمنا السورة - 00:01:00ضَ

القرآن يقول اذا هم احدكم بالامر فليركع ركعتين من غير فريضة. ثم ليقل اللهم اني استخيرك بعلمك واستقدرك بقدرتك واسألك من فضلك العظيم. فانك تقدر ولا اقدر. وتعلم ولا اعلم وانت علام الغيوب. اللهم ان كنت تعلم ان هذا الامر خير لي - 00:01:20ضَ

في ديني ومعاشي وعاقبة امري. او قال عاجل امري واجله فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه. وان كنت تعلم ان هذا الامر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة امري. او قال عاجل امري واده. فاصرفه عني واصرفني عنه. واقدر لي الخير حيث كان. ثم ارضني به. قال ويسمي حاجته - 00:01:40ضَ

وهذا الدعاء العظيم الذي ارشد اليه النبي صلى الله عليه وسلم هو عوض لهذه الامة عما كان عليه اهل الجاهلية من زجر الطير والاستقساء بالازلام اذا بدت للواحد من حاجة للنكاح او سفر او بيع كانوا يستقسون بالازلام او يسجنون الطير - 00:02:00ضَ

طلبا لعلم ما قسم ما قسم له في الغيب. وهذا من ضلالهم وسفههم. واما امة الاسلام فقد هداهم الله تعالى الى السعادة في الدنيا والاخرة. ومن ذلك هذا الدعاء العظيم. الذي هو توحيد وافتقار وتوكل - 00:02:20ضَ

عبودية وسؤال لمن بيده الخير كله الذي لا يأتي بالحسنات الا هو ولا يصرف السيئات الا هو الذي اذا فتح لعبده رحمة لم احد حبسها عنه. واذا امسكها لم يستطع احد ارسالها اليه. وقد تضمن هذا الدعاء توحيد الله تعالى والتوكل عليه وتفويض الامور اليه - 00:02:40ضَ

ايه والرضا به وباختياره سبحانه وتعالى وتضمن الاقرار بصفات كماله سبحانه وتعالى من العلم والقدرة والارادة فلذلك كان علامة السعادة والتوفيق. وما ندم من استخار ربه بعلمه واستقدره بقدرته. وسأله من فضله العظيم - 00:03:00ضَ

قول جابر رضي الله عنه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الامور كلها كما يعلمنا السواه من القرآن في الامور كلها هذا عام اريد بهم خصوص لانهم لا يستحاروا في فعل واجب او ترك محرم. والحديث يتناول العظيم من الامور والحقير. فرب حقير - 00:03:20ضَ

يترتب عليه الامر العظيم. وقوله فاياك ركعتين من غير فريضة. اي ليصلي ركعتين من غير الصلوات المفروضة وذلك لتكون صلاته مفتاحا له يعني الخير وسببا لايجاد مطلوبه وتحقيق مرغوبه ويقع المستقير ما يسره الله من القرآن - 00:03:41ضَ

دون التزام شيء معين. لانه لم يأتي في شيء من طرق الحديث تعيين شيء من اي القرآن وسوره قال بعض العلماء يقرأ بالكافرون والاخلاص وقال بعضهم يقرأ في الاولى وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان له من خيرة سبحان الله وتعالى عما - 00:04:07ضَ

ويقرأ في الثانية وما كان لمؤمن وله مؤمنة اذا قال الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم. ومن يعصي الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا وقيل غير ذلك. والصواب انه ليس في ذلك تخصيص لعدم وروده. والاصل عدم التحديد الا الا بدليل. وقوله ثم ليقل - 00:04:33ضَ

ظاهره ان الدعاء يكون بعد الفراغ من الصلاة. اي بعد ان يسلم. ويحتمل ان ذلك بعد التشهد قبل السلام. لان اكثر صلى الله عليه وسلم كان قبل السلام. والاول اولى لان ثم للترتيب مع الانفصال. فيكون بعد السلام - 00:04:53ضَ

يكون الدعاء بعد السلام. ويشرع ان يرفع يديه عند الدعاء. لان رفعه من اسباب الاجابة. ومن كان لا يحفظ هذا الدعاء فلا بأس ان يقرأه من كتاب. لا حرج عليه في ذلك. وينبغي ان يجتهد الداعي في احضار قلبه - 00:05:13ضَ

وفي الخشوع لله والصدق في الدعاء والتأمل في معاني هذا الدعاء العظيم. وقوله اللهم اني استخيرك بعلمك اي اطلب منك ان تختار لي الخير الامور بعلمك المحيط بكل شيء. واستقدرك بقدرتك اطلب منك ان تقدرني عليه بقدرتك على كل شيء. واسألك من فضلك العظيم اطب - 00:05:32ضَ

ومنك ان تكرمني بفضلك العظيم. فانت المتفضل وحدك لا شريك لك. قال فانك تقدر ولا اقدر. وتعلم ولا اعلم وانت علام الغيوب وفي اعترافه بقدرة الله تعالى التامة وعلمه الكامل. والاعتراف باعز العبد وجهله وافتقاره الى ربه - 00:05:52ضَ

وتعالى اقول اللهم ان كنت تعلم ان هذا الامر ويسميه يعني يقول اللهم ان كنت تعلم ان زواجي ان سفري ان شرائي كذا ان كان في علمك ذلك فاقدره لي ويسره لي. فالشك هنا في ان كنت تعلم هو بالنسبة للداعي - 00:06:12ضَ

اين علام الغيوب؟ ان كنت تعلم يرجع الى عدم علم العبد بعاقبة امره. اما الرب سبحانه وتعالى فعلمه محيط بكل شيء. وقوله خير قل لي في ديني ومعاشي وعاقفي اهلي قدم الدين لانه الاهم اذا سجن الدين فالخير حاصل ويختل فلا خير بعده. او قال - 00:06:32ضَ

اجل امري واجله. هذا شك من الراوي. ولم تختلف طرق الحديث في ذلك. وقد رجح ابن القيم في تلاء الافهام اللفظ الاول انه يقول خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة امري - 00:06:52ضَ

قوله فقدوهني ويسره لي اي اجعله لي مقدرا ميسرا ثم بارك لي فيه. البركة كثرة الخير ودوامه. اي كثره لي وادمه علي وان كنت تعلم ان هذا الامر شر لي فاصرفه عني فيه سؤال الله ان يصرف هذا الامر عن باله ان كان شرا - 00:07:06ضَ

حتى لا يبقى قلبه بعد صرف هذا الامر عنه. متعلقا به واصرفني عنه اصرف خاطري عنه حتى لا يكمل سبب اشتغال البال وقت لي الخير حيث كان. يعني اجعل الخير لي مقدرا حيث كان الخير. من زمان او مكان. ثم ارضني به اي ارزقني ان تسكن نفسي الى - 00:07:27ضَ

واذا اتى العبد بالاستخارة على وجهها فان ما استخار الله فيه ان كان خيرا يسيره الله. وان كان شرا فسيصرفه الله عنه. فيمضي بعد الاستغاث لما هو عازم عليه. والخير فيما يختاره الله تعالى - 00:07:47ضَ

ويستحب يلعب به ان شاور غيره من اهل الحكمة والعقل ممن يثق بدينه ومودته اذا اراد الاقدام على امر فانه غيرهم من اهل الحكمة والعقل. وقد قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم وهو اكمل الناس عقلا. واصوبهم رأيا. قال تعالى وشاورهم - 00:08:07ضَ

في الامر قال قتادة ما تشاور قوم يبتغون وجه الله الا هدوا الى ارشد امرهم. وكان شيخ الاسلام ابن تيمية يقول ما ندري عن استخارة الخالق وشاور المخلوقين وثبت في امره. وقد قال الشاعر شاور سواك اذا نابتك نائبة - 00:08:27ضَ

يوما وان كنت من اهل المشهورات فالعين تلقى كفاحا منأ ودنا ولا ترى نفسها الا مرآتي. ويستحب الجمع بين الاستخارة والاستشارة. وقد اختلف العلماء هل يقدم الاستخارة او الاستشارة؟ والامر في - 00:08:47ضَ

ذلك واسع ولم يرد ما يقطع معه باحد القولين ويدل لما ذكره الناظم من تقديم الاستخارة قوله صلى الله عليه وسلم اذا هم احدكم بالامر فليركع. والفاء والترتيب بلا فاصل. فهذا يدل على تقديم الاستخارة. ويشهد لهما في صحيح مسلم - 00:09:07ضَ

من ان زينب بنت جحش رضي الله عنها لما انقضت عدتها من زيد وارسل النبي صلى الله عليه وسلم يخطبها قالت ما انا بصانعة شيئا حتى اوامر ربي. فقامت الى مسجدها. قالت ما انا بصانعة شيئا حتى اوامر - 00:09:27ضَ

ترى ربي فقامت الى مسجدها. وتقديم الاستخارة على الاستشارة هو اختيار الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين رحمهم الله لكن من هم بامر وقابل صالحا قبل استخارته فلا مانع من ان يستشيره فالامر في هذا واسع - 00:09:47ضَ