معاقد الأُصُول - شرح مختصر الروضة

معاقد الأُصُول – شرح مختصر الروضة 27

حسن بخاري

احمد الله تعالى حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه واصلي واسلم على الهادي البشير والسراج المنير سيدنا ونبينا محمد بن عبدالله وعلى اله وصحابته ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين وبعد - 00:00:00ضَ

فهذا بعون الله وتوفيقه هو مجلسنا الحادي عشر في شرح مختصر روضة الناظر للامام الموفق بن قدامة رحمة الله عليه ومختصر الروضة وهو نجم الدين الطوفي رحمه الله كان قد فرغ - 00:00:18ضَ

بالمقدمات الاربع فيما انتهينا اليه في الدرس العاشر في الاسبوع المنصرم من التمهيدات التي ارادها بين يدي اصول الفقه كما سماها رحمه الله فهو يشرع الان رحمه الله في الاصول التي جعلها ادلة الشريعة ادلة الفقه - 00:00:35ضَ

وسيبين الان في صدر هذا الباب الاول من الكتاب والاصل الاول منه مقصوده بالاصول والادلة التي عمد الى بيانها من اجل الاتيان عليها اصلا اصلا او دليلا دليلا يبين مراده من الاصل والدليل وموقف الاصوليين - 00:00:53ضَ

من الاحتجاج والاستدلال به ثم يبين بعض المسائل المتعلقة بكل اصل من الاصول فاعلموا وفقني الله واياكم ان حديث الاصوليين عن الادلة هو من حيث الاجمال كما تقدم في اول مجالس هذا الدرس - 00:01:13ضَ

واعني بذلك انهم عندما يبينون الادلة الكتابة والسنة والاجماع والقياس وباقي الادلة فان مقصود الكبير من ذلك هو بيان بيان وجه كون هذا الاصل دليلا يعني عن ماذا سيتكلم الاصوليون في دليل القرآن مثلا او الكتاب - 00:01:32ضَ

والاتفاق قائم بين اهل الملة كلهم ان القرآن دليل ومصدر للتشريع. فعن ماذا سيتكلمون يتكلمون عن المسائل المتعلقة بالاحتجاج بالقرآن وجعله دليلا. ولهذا سيرد معكم الليلة باذن الله مسألة الاحتجاج بالقراءة الشاذة - 00:01:56ضَ

باعتبارها جزءا من القرآن هل يتم الاحتجاج بالقراءات واستنباط الاحكام منها المتواترة والشاذة على حد سواء ها هنا خلاف فاذ يولد الاصوليون هذه المسائل فان مقصودهم بيان وجه الاستدلال بهذا الدليل - 00:02:17ضَ

فتخلص من هذا الدرس فتقول فهمت ان القرآن دليل. وانه مصدر للتشريع وان اي اية في كتاب الهي تدل على حكم فانها تحمل على محمل الاستشهاد والاستدلال واستنباط الاحكام منها - 00:02:37ضَ

ما لم تكن منسوخة مثلا او ما لم تكن معارضة بدلالة نص اخر فننظر كيف نصنع بينهما وهكذا ايضا يأتي الحديث في الاصل الثاني وهو السنة باعتبارها دليلا ولا احد ايضا يخالف ان سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم دليل في الشريعة وان مصدر للاحكام - 00:02:56ضَ

لكن يعرض الاصوليون في دليل السنة بعض المسائل التي تعلم الفقيه وطالب العلم الوجه المجمل للاستدلال بهذا الدليل. فيقولون لك مثلا نعم السنة حجة بشرط ما هو صحتها وثبوت سندها - 00:03:18ضَ

فهنا يريد الاصوليون احيانا بعض المباحث الحديثية التي هي بالدرجة الاولى من متعلقات علم اصول الحديث المصطلح يريدون الحص صحيح والحسن والضعيف والشروط والاحتجاج بالمرسل. وكلامهم هنا باعتباره جزءا مكملا لفهم الفقيه - 00:03:40ضَ

اذا مر به الدليل من السنة اذا هو يريد ان يعلمك اذا كان امامك دليل من السنة فما موقفك منه من ناحية الاحتجاج باعتبارها دليلا شرعيا تستنبط منها الاحكام ثم يريدون لك ايضا بعض المسائل المتعلقة بالاحتجاج بالسنة. هل الحديث الضعيف حجة - 00:03:59ضَ

نعم او لا او نعم في فضائل الاعمال ولا في الاحكام ثم تأتي مسألة اخرى فالحديث المرسل وهو ضعيف وهو احد انواع الضعيف عند المحدثين. فما موقف الاصوليين والفقهاء؟ هل يستدلون به - 00:04:20ضَ

ويحتجون به ام يبقى ضمن دائرة الحديث الضعيف الذي لا يحتج به تأتي مسألة ثالثة ما موقفنا من الاحتجاج بحديث صحيح في السنة ان لم يبلغ درجة التواتر فيما يسمى بالاحاد - 00:04:36ضَ

هل يعتبر حجة سواء كانت المسألة في العقائد او كانت في الامور العملية والاحكام الفقهية ثم تأتي مسألة اخرى بعدها ما موقفنا من الاحتجاج بهذا الحديث الاحاد؟ وان كان صحيح السند. ما موقفنا منه اذا - 00:04:52ضَ

الاف قواعد شرعية عامة او كما يعبر عنه اذا خالف القياس هذه المسائل ماذا يريد الاصوليون من دراستها؟ يريدون تأسيس قواعد فيما يتعلق بالاستدلال بهذه الاصول. اذا انت فلا تنتظر في مبحث الكتاب ولا مبحث السنة ولا الاجماع ولا القياس - 00:05:13ضَ

لا تنتظر منهم ان يوردوا لك ادلة القرآن على الاحكام على الصلاة والصيام والزكاة والنكاح والطلاق لا ولا في السنة ولا في هم يريدون يريدون الاحتجاج بهذه الادلة على وجه الاجمال كما تقدم في تعريف اصول الفقه بيان او معرفة ادلة - 00:05:36ضَ

الفقه اجمالا هذا هو المقصود بالاجمال بيان بيان القواعد العامة التي من فهمها تأتى له الاستدلال بهذه ايه الادلة بدليل القرآن؟ بدليل السنة بدليل الاجماع بدليل القياس. اذا فهمت هذا وستمر بك المسائل على هذا النحو - 00:05:58ضَ

افهم مسألة اخرى ان هذه الادلة التي هي مصدر لاستنباط الاحكام منها هي الخطوة الاولى التي يتعامل معها والمجتهد والناظر في الادلة والباحث عن حكم المسائل. لم؟ لانه لا حكم الا لله - 00:06:20ضَ

اذا طالما كانت الخطوة الاولى والاساس هي الدليل فقد صار نصف علم الاصول هو بيان هذه الادلة ثم اذا دخلت في باب الادلة في الاصول وجدتهم يقسمونها الى قسمين كبيرين. ادلة متفق عليها وادلة - 00:06:38ضَ

اخرى مختلف فيها المتفق عليها التي لم يختلف فيها مذهبان ولا فقيهان ولا عالمان في الامة هي محل اتفاق بين الجميع. وهذا منحصر في ادلة اربعة وربما تجعلها خمسة بشيء من التوسع. الكتاب والسنة والاجماع والقياس - 00:06:57ضَ

وابن قدامة وتبعه الطوفي وكلاهما تبعا للغزالي جعل تبعا لذلك او تتمة ذلك دليل الاستصحاب. وسيأتي بيانه وبالتفصيل ان شاء الله. القسم الثاني من الادلة ما وقع فيه خلاف بين فقهاء الامة خلاف في اي شيء - 00:07:18ضَ

في الاحتجاج به هل يصلح ان يكون دليلا تبنى عليه الاحكام وتستنبط منها او لا يصلح ومن امثلة ذلك قول الصحابي والمصالح المرسلة وشرع من قبلنا وسد الذرائع والاستحسان هذه ما بها؟ هذه ايضا ادلة. لكن بعض الفقهاء جعلها حجة بمعنى انه يجعلها دليلا تبنى عليه الاحكام - 00:07:38ضَ

في مثلا في مسألة ما لا يجد فيها دليلا في القرآن ولا في السنة ولم يسبقه احد الى القول فيها بقياس وبالظرورة ليس فيها اجماع فافتقد الادلة الاساسية الاربعة الكبرى لكن وجد فيها فتوى لصحابي - 00:08:07ضَ

اما الخلفاء الراشدين او لعمر او لمعاذ بن جبل او لزيد اذا كانت الفرائض رضي الله عن الجميع او ابن عباس رضي الله عنهما فينظر فاذا فيها فتوى صحابي واجتهاد صحابي وقول صحابي - 00:08:25ضَ

واكتفى بها وجعلها حجة. وقال طالما ثبت فيها قول لصحابي وفتوى فانا اقف عندها. ما معنى يقف عندها يعني يستدل بفتوى الصحابي على حكم المسألة فيقول المرأة المتزوجة بعد عقد النكاح - 00:08:42ضَ

اذا خلا بها زوجها وارخى دونها الستر فهي في حكم المدخول بها ان طلقها او مات عنها وان لم يحصل دخول بها حقيقة ولا جماع فان طلقها او مات عنها اخذت حكم المرأة المدخول بها. ولا دليل في هذه المسألة عندهم الا فتوى - 00:09:03ضَ

الراشدين وقضاؤهم فيها رضي الله عنهم اجمعين. فانظر كيف جعلوها دليلا واعتبروها مستندة الى فتوى صحابي الى اجتهاد صحابي الى قول صحابي وجعلوا ذلك استدلالا اذا فتعاملوا مع قول الصحابي في مثل هذه المسائل بشروطها وصفاتها كما سيأتي في موضعه ان شاء الله - 00:09:27ضَ

تعاملوا معها تعامل الاحتجاج فجعلوها دليلا. هل معنى هذا انهم نزلوا قول الصحابي منزلة كلام رسول الله عليه الصلاة والسلام او جعلوه معصوما او جعلوه مصدرا للتشريع يضاف الى الكتاب والسنة؟ الجواب لا - 00:09:49ضَ

لكنهم يرونه يرونه اولى من اجتهاد انفسهم باعمال قياس او نظر في وجه من وجوه الاستدلال فيكتفون به هذا معنى الاحتجاج به. وايضا قل مثله في شرع من قبلنا. وقل مثله في سد الذرائع وقل مثله في المصالح المرسلة والاستحسان - 00:10:05ضَ

فلما وقع الخلاف بين الفقهاء في مثل هذه الانواع من الادلة سميت ادلة مختلفا فيها. فالذي صنعه ابن قدامة وتبعه الطوفي رحم الله الجميع. انهم يأتون اولا بالادلة المتفق عليها. فيبين - 00:10:25ضَ

ويعرضون ما فيها من مسائل ثم ينتقلون الى القسم الثاني من الادلة وهي الادلة المختلف فيها. الان ابن الطوفي رحمه الله يشرع في بيان هذه الاصول ويبتدئ بدليل الكتاب. قال الاصول الكتاب والسنة والاجماع واستصحاب النفي الاصلي. قال وما - 00:10:41ضَ

مصدرها مصدر هذه الادلة هو الله عز وجل. كيف؟ الجملة الاتية يشرح فيها معنى كون الادلة صادرة عن الله جل جلاله اذ الكتاب قوله قول من قول الله والسنة بيانه بيان ماذا - 00:11:01ضَ

بيان القرآن اذ الكتاب قوله والسنة بيانه والاجماع دال على النص كيف؟ لانه كما سيأتيك في باب الاجماع قاعدة كبيرة من قواعد الاجماع واصل عظيم انه ولا اجماع الا باستناد الى نص وبالتالي ما في اجماع يبنى على فراغ ولا في الهواء ليست مسألة تجمع - 00:11:19ضَ

لديها الامة الا ولها دليل. وبالتالي ايضا سيعود الاجماع الى ماذا؟ الى النص. والنص قد بين لك ان القرآن كلامه والسنة بيانه فعاد الاجماع ايضا في كونه دليلا مصدره الى الله سبحانه وتعالى برجوعه الى النص. قال وما ادركها - 00:11:45ضَ

الرسول صلى الله عليه وسلم الضمير في مدركها يعود الى ماذا الى هذه الاصول الكتاب والسنة والاجماع واستصحاب النفي. مدركها اي موضع ادراكها مدرك اسم مكانه للادراك يعني هذه الادلة انما كان محل ادراكها من قبل من - 00:12:05ضَ

الرسول صلى الله عليه وسلم بين لك فقال اذ لا سماع لنا من الله تعالى ولا جبريل عليه السلام. انما السماع حصل ممن من الرسول صلى الله عليه وسلم فعادت - 00:12:29ضَ

هذه الاصول وادراكها من قبل الرسول صلى الله عليه واله وسلم. قال واختلف في اصول يأتي ذكرها يعني بعد الفراغ من الحديث عن الادلة المتفق عليها نعم وسيشرع الان في الدليل الاول من ادلة - 00:12:43ضَ

الشريعة المتفق عليه وهو دليل القرآن يبتدأ بتعريفه ثم ينتقل الى مسائله الاربعة كما اسلفت قبل قليل. قال وكتاب الله عز وجل كلامه المنزل للاعجاز بسورة منه. عرف القرآن بهذا - 00:13:01ضَ

كلامه المنزل للاعجاز بسورة منه. يعني كلام الله المنزل للاعجاز بسورة منه يعني ما ينطبق عليه هذا التعريف بهذا الوصف فهو القرآن ولست بحاجة الى ان اقف كثيرا عند تعريف القرآن لان يعني كما يقولون الواضحات لا تحتاج الى تعريف - 00:13:17ضَ

فانك اذا عمدت الى تعريف شيء من المعلوم بالضرورة او من البديهيات لن يزيد تعريفك اياه الا غموضا يعني ستعمل ذهنك في مفردات هذا التعريف والمعرف واظح ولن تسأل اليوم مسلما عن القرآن الا ويعرف معناه - 00:13:43ضَ

وبالتالي فاتيانهم بالتعريف هو جري على عادة الاصوليين في تعريف المصطلحات فهو يتكلم عن دليل واول الادلة القرآن او الكتاب فاعمد الى تعريفه على كل. قال رحمه الله كلامه المنزل للاعجاز - 00:14:02ضَ

بسورة منه ولهم في هذا قيود كلام الله عز وجل المنزل ليقيد بذلك كلامه الذي يخاطب به سبحانه خلقه يخاطب الملائكة اكلمهم وكلم بعض الانبياء وكل ذلك ليس قرآنا. لكن المنزل - 00:14:20ضَ

للاعجاز بسورة منه او باية او بعشر سور كما جاء في عدد من الايات هو الذي ينطبق عليه اسم القرآن. قال وهو القرآن ثم اشار الى تعريف اخر انه تعريف - 00:14:38ضَ

منخرم او تعريف منتقد قال وتعريفه بما نقل بين دفتي المصحف نقلا متواترا تعريف دوري يقول بعضهم عرف القرآن فقال هو ما نقل بين دفتي المصحف نقلا متواترا ما معنى دفتي المصحف - 00:14:53ضَ

نعم اوله واخره دفة هذا الكتاب غلافاه يقول ما نقل بين دفتي المصحف نقلا متواترا هو القرآن. يقول هذا التعريف غير مرضي ووصفه بانه دوري كلمة دور عند المناطق احد عيوب التعريفات والحدود - 00:15:16ضَ

فالدور عندهم ما ما يلزم فيه الدور بمعنى ان يتوقف فهم التعريف على بعض اجزاء اللفظ المعرف او العكس يعني ان يقول لك القرآن هو المنقول بين دفتي المصحف. تقول ما المصحف؟ تقول الذي نقل فيه القرآن - 00:15:37ضَ

فعندئذ عندما تعيد في التعريف جزءا من المعرف او احد لوازمه التي تتوقف عليه يسمى هذا عندهم دورا على كل لن اقف كثيرا قال هذا تعريف دوري يعني سيلزم حتى تفهمه ان تعود الى كلمة القرآن مرة اخرى وعندئذ لا يتم التعريف المطلوب - 00:15:59ضَ

نعم وقال قوم الكتاب غير القرآن. هذا القول الذي نسبه الطوفي الى قوم نسبه قبله ابن قدامة الى قوم ولم يعرف الطوفي ولم يذكر شراح الروضة من هؤلاء القوم ولا يعرف في كتب الاصول - 00:16:20ضَ

فكونهم ليسوا محددين وقول لا يلتفت اليه. والخلاف لفظي اولى بالا نقف عنده. اذا الدعوة هي ان الكتاب يختلف عن القرآن وان هذا مصطلح يختلف عن ذاك. قال وهذا كلام مردود بايتين حكى فيهما القرآن لفظا على - 00:16:39ضَ

لسان الجن قل اوحي الي انه استمع نفر من الجن فقالوا انا سمعنا قرآنا عجبا وذكر ايضا سبحانه وتعالى قولهم انا سمعنا كتابا انزل من بعد موسى. تارة قالوا سمعنا قرآنا وتارة قالوا - 00:16:59ضَ

سمعنا كتابا قال والمسموع واحد. فدل على ان الكتاب هو القرآن قال ايضا والدليل الاخر الاجماع على اتحاد مسمى اللفظين بان القرآن هو الكتاب ولا تغاير بينهما. نعم هذه واحدة من المسائل التي جر فيها الاصوليون خلاف العقائد فيها الى ساحات علم الاصول - 00:17:17ضَ

ولا تعلق لها بها من قريب ولا من بعيد لكن الذي ادخلها هنا هو اتيانهم بتعريف القرآن فلما عرفوا القرآن فقالوا كلام الله دخلوا في مسألة صفة الكلام لله سبحانه وتعالى. وثارت من جديد - 00:17:59ضَ

المسألة الخلافية الكبيرة بين المعتزلة الكلابية الجهبية الاشاعرة التأويل في هذا النص والجدل الكبير المبثوث في كتب العقائد والعجيب ان بعض كتب الاصول تفرد مباحث واسعة في هذا الموضع لصفة الكلام - 00:18:17ضَ

والانتصار اما لقول الاشاعرة ان كان المؤلف اشعريا. او لقول المعتزلة ان كان معتزليا. وكل ذلك على قول ان له فائدة ومسألة علمية نافعة فان هذا ليس محله. واولى ان يبحث في كتب العقائد. لان ها هنا - 00:18:35ضَ

نتكلم عن القرآن باعتبار كونه دليلا استنبط منه الاحكام والمعتزلي والاشعري والسني في هذا سواء. يعني حتى المعتزلي الذي يقول القرآن مخلوق. والاشعري الذي يقول هذا القرآن ليس كلام الله بل - 00:18:53ضَ

هو عبارة عن كلام الله وكلامه معنى قائم بالنفس. والسني الذي يقول كلام الله عز وجل هو هذا القرآن المكتوب بالحروف والمسموع بالاصوات هو كلام الله عز وجل. مهما اختلفوا في تأويل صفة الكلام الا انهم في النهاية يتفقون ان الدليل دليل - 00:19:08ضَ

وجوب الصلاة قوله تعالى واقيموا الصلاة. ودليل تحريم الزنا قوله ولا تقربوا الزنا. ودليل تحريم نكاح الام قوله تعالى حرمت عليكم امهاتكم فكونهم لا يختلفون في مسألة الاستدلال بالقرآن واعتباره حجة مع خلافهم الكبير القائم في تأويل صفة الكلام - 00:19:28ضَ

واثباته كل ذلك يدل على ان هذا الخلاف لا محل له هنا ولا ينبغي ايراده ولا يتعلق به شيء يتصل بعلم الاصول اشار هنا الطوفي رحمه الله اشارة مقتضبة. فقال والكلام عند الاشعرية - 00:19:47ضَ

تعريف الكلام قال مشترك بين الحروف المسموعة والمعنى النفسي الذي جعل الاشاعرة يقولون هذا الكلام هو تقرير مذهبهم لان المعتزلة الذين نفوا صفة الكلام اطلاقا نفوا صفة الكلام اطلاقا لما سئلوا اذا اذا كان الله جل جلاله لا يتصف بالكلام. فما هذا القرآن - 00:20:03ضَ

قالوا هذا خلق من خلقه. خلقه الله كما خلق الشجر والحجر والماء والنهر والشمس والقمر فخلق الله هذا القرآن فهو خلق وليس كلاما اتصف الباري به سبحانه وتعالى. وبنوا ذلك على اصول فلسفية فاسدة - 00:20:28ضَ

ان صفة الكلام تستلزم الحدوث للذات الالهية وهذا عندهم ممتنع فجاءت الاشاعرة بعدهم فاثبتوا الصفات لكنه بقي في مذهب الاشاعرة شيء من شوائب علم الكلام. فلما اثبتوا صفة الكلام لله سبحانه وتعالى. واصطدموا بقضية الكلام - 00:20:47ضَ

هل هو من الصفات الذاتية او الفعلية وهل هو صفة قديمة لله كالحياة والارادة والسمع والبصر؟ ام هو صفة فعلية كالنزول والمجيء والضحك فلما وقعوا في هذا الاشكال عمدوا الى هذا التقسيم قالوا الكلام نوعان - 00:21:07ضَ

كلام نفسي وهو المعنى القائم بالنفس وكلام لساني فاذا اثبتنا صفة الكلام لله سبحانه وتعالى فليس هو هذا القرآن المقروء بالالسنة لكنه المعنى القائم بالذات الالهية هو صفة الكلام طيب وما هذا؟ الذي نقرأه؟ قالوا هذا عبارة عن المعنى القائم في الذات الالهية - 00:21:25ضَ

لان الكلام واحد لا يتغير كلام الله القائم بنفسه سبحانه وتعالى. فان عبر عنه بالعربية فهو القرآن واو عبر عنه بالسريانية فهو الانجيل. او عبر عنه بالعبرية فهو التوراة وهكذا - 00:21:51ضَ

فلذلك قالوا الكلام عند الاشعرية مشترك بين الحروف المسموعة والمعنى النفسي فاذا هذا منهم تقرير من اجل الانطلاق من المذهب العقدي الذي قرروه في صفة الكلام وهو بلا شك مذهب مخالف لما قرره سلف الامة من الصحابة والتابعين - 00:22:08ضَ

وما تلقوه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس هذا محل بسط مثل هذا الحديث عن هذه القضية. قال وهو نسبة بين مفردين قائمة بالمتكلم. يعني تعريف كون صفة الكلام مشتركة بين المعنى النفسي والحرف المسموع او الصوت المسموع قالوا نسبة بين مفردين قائمة بالمتكلم. فالمعنى - 00:22:29ضَ

في نفس المتكلم والصوت المسموع صادر عنه وصفة الكلام مشتركة بينهما قال الطوفي وعندنا لا اشتراكا. يعني لا نقول بان صفة الكلام معنى مشترك. اذا ما مذهبنا قال الكلام الاول - 00:22:54ضَ

الذي هو الحرف المسموع وليس المعنى النفسي والكلام هو الاول يعني المعنى الاول وليس الثاني. قال وهو قديم يعني صفة الكلام لله قديما. يقصد بقديم انها صفة ذاتية غير حادثة. اذا لما قال والكلام قديم. يقصد انه ضمن الصفات القديمة يعني الذاتية لله عز وجل - 00:23:14ضَ

والصواب الذي قرره المحققون ان اذا اردت ان تحدد صفة الكلام هل هو من الصفات الذاتية او من الصفات التي يتصف بها ربنا عز وجل متى شاء فانك تقول. صفة الكلام باعتبار اصله صفة ذاتية او قديمة - 00:23:37ضَ

وباعتبار احاده فهو حادث متكرر. فان الله يتكلم متى شاء بما شاء الى من شاء من خلقه سبحانه وتعالى فكونه متصفا بالكلام هذه صفة على الدوام وكونه يتكلم متى شاء يجعل هذه الصفة في عداد الصفات الاختيارية كالنزول والضحك والغضب والرضا التي يتصف بها - 00:23:57ضَ

ربنا سبحانه وتعالى متى شاء على الوجه الذي لا يعلمه الا هو سبحانه وتعالى قال والبحث فيه كلامي البحث في ماذا في هذه المسألة وصفة الكلام والخلاف العقدي البحث فيه كلامي ايش يعني كلامي - 00:24:20ضَ

ها المبحث البحث فيه كلامي يعني من مباحث علم الكلام ما علم الكلام علم الكلام اصبح مصطلحا يطلق عند اهل العلوم على العقيدة فيعبرون عن علم العقيدة بعلم الكلام ولا شك ايضا ان هذا من التنزيلات الخاطئة المتأخرة - 00:24:41ضَ

علم الكلام هو المعرب عن علوم اليونان الفلسفية وليس المنطق وحده المنطق الة لما استخدمت في العقائد افرزت علم الكلام فتقررت بها قواعد بعضها مشوبة بالمنطق بعضها مقبول موافق للادلة الشرعية وكثير منها فاسد مردود - 00:25:05ضَ

وكثير منها ايضا اورث خللا في العقائد الشرعية الصحيحة فعلم الكلام سمي فيما بعد اطلق على علم العقائد او الحديث يقال علم الكلام. يشرع المصنف الان رحمه الله في مسائل القرآن وقد اورد - 00:25:26ضَ

كما قلت مسائل اربعة. هذه المسائل الاربعة التي سنعرضها الان تباعا واحدة تلو الاخرى. المسألة الاولى تكلم فيها عن القراءات السبع وهل هي متواترة او لا المسألة الثانية عمد فيها الى الحديث عن القراءات الشاذة - 00:25:41ضَ

ومدى الاحتجاج بها المسألة الثالثة انتقل فيها الى قضية تناولناها قبل درسين. والحديث عن وقوع المجاز في القرآن موجود او غير موجود المسألة الرابعة والاخيرة تحدث فيها عن الكلمات الاعجمية هل هي موجودة في القرآن؟ يعني هل يشتمل القرآن على الفاظ اعجمية معربة؟ او لا يشتمل عليها؟ هذه - 00:26:01ضَ

المسائل الاربعة الذي يتعلق منها بالاصول مسألة واحدة هي الاحتجاج بالقراءة الشاذة هذا هو المهم واما المسائل الثلاث فاقربها الحديث عن القراءات السبعة متواترة هي ام لا؟ لانه يترتب عليها شيء واحد فقط - 00:26:26ضَ

قط اننا اذا اثبتنا تواترها اعتبرنا الاحتجاج بها احتجاجا بالقرآن لانه متواتر واذا لم يكن كذلك اعتبرناها في درجة الاحتجاج بالسنة الصحيحة الثابتة فقط لترتيب درجة التواتر والاحاد. واما باقي المسألتين الاخريين المجاز والمعرب فان مسألة تأتي - 00:26:49ضَ

تبعا ثم مسألة خامسة ختم بها المصنف وهو الكلام عن المحكم والمتشابه في القرآن نأتي عليها تباعا ان شاء الله. نسأل الله عز وجل علما نافعا وعملا صالحا متقبلا وان يرزقنا واياكم الهدى والسداد والتوفيق والرشاد. والله تعالى اعلم - 00:27:11ضَ