ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله - 00:00:00
وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته ايها الاحبة بهذه الليلة واصلوا الحديث - 00:00:16
بشرح الاذكار ونعود الى اول الكتاب وذلك في فضل الذكر والله تبارك وتعالى يقول فاذكروني اذكركم واشكروا لي ولا تكفرون. هذه اول اية ذكرها المؤلف في هذا الكتاب اذكروني اذكركم. هذا امر من الله تبارك وتعالى لعباده ان يذكروه - 00:00:35
كما امر بذلك اذكروا الله ذكرا كثيرا واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والاصال كما سيأتي ان شاء الله تعالى فهذه الايات وغيرها من النصوص التي ورد فيها الامر بالذكر - 00:01:05
هذا الامر هل هو للوجوب ومعلوم ان الاصل في الامر انه للوجوب الا لصارف فهل ذكر الله تبارك وتعالى واجب على المكلفين ان يذكروه الجواب عن ذلك ان يقال بان الذكر منه ما هو واجب - 00:01:28
ومنه ما ليس بواجب اذ انه يدور على الاحكام الاربعة الوجوب والاستحباب والتحريم والكراهة هذه اربعة احوال للذكر الاحكام التكليفية. واما الخامس منها وهو الاباحة فلا موضع له هنا فالذكر قد يكون واجبا كبعض الاذكار - 00:01:49
التي في الصلاة تكبيرة الاحرام ركن فيها وهكذا ايضا التسمية على الذبيحة على قول عامة اهل العلم فهذه اذكار واجبة وقد يكون الذكر مستحبا وذلك كالاذكار التي تكون بعد الصلوات اذكار الصباح والمساء - 00:02:17
الاذكار عند النوم اذكار الدخول والخروج وما شابه ذلك فهذا من قبيل المستحب وقد يكون مكروها والعلما يمثلون لي هذا بامثلة كالذكر حال الجماع وقد مثل كثيرون بالذكر في موضع - 00:02:40
الخلاء اكرمكم الله ومن يسمع وقد يكون الذكر محرما كما لو كان يشتمل على شرك بالله عز وجل كتلبية اهل الجاهلية لبيك لا شريك لك الا شريكا هو لك تملكه وما ملك فهذا ذكر محرم في ذاته لانه قد اشتمل على - 00:03:03
الاشراك وهو اعظم الذنوب. وقد يكون التحريم من جهة اخرى وذلك انه قد دخل في باب الابتداع بتقييد ما لم يقيده الشارع من الاذكار المطلقة. او بانشاء اذكار يتعبد ربه تبارك وتعالى بها - 00:03:28
وفيها من الالفاظ والعبارات ما لا يليق فلو ان احدا التزم ذكرا يقوله في احوال او في اوقات او في مواضع اماكن معينة لم يرد ذلك عن الشارع فالتزمه فيه فان ذلك يكون من قبيل محدثات الامور والبدع وشر الامور محدثاتها. وكذلك ايضا لو - 00:03:50
ان احدا يتشاغل بالذكر والخطيب يخطب يوم الجمعة فان هذا لا يجوز لانه مأمور بالانصات وكذلك لو انه يتشاغل بالذكر حال قراءة الامام في الصلاة واما واما من تشاغل بالذكر عند سماع القرآن خارج الصلاة - 00:04:14
فهذا فيه قولان معروفان لاهل العلم؟ هل الانصات المأمور به يختص بالصلاة او لا يختص بها فمن رأى انه لا يختص بالصلاة عمم الحكم وقال هذا لا يجوز لانه مخالف لامر الله جل جلاله - 00:04:37
وتقدست اسماؤه. هذا ما يتعلق بالامر فاذكروني اذكركم ثم هنا مسألة ثانية وهي ما يتعلق بترتيب الجزاء على الشرط. فاذكروني اذكركم فهذا شرف عظيم للذاكرين وذلك ان الله تبارك وتعالى وعد من ذكره بان يذكره - 00:04:53
ويفسر ذلك الحديث كما سيأتي من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي. ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير من ملأه اذا الله تبارك وتعالى يذكر عبده وذكره لعبده تبارك وتعالى يكون - 00:05:20
في الملأ الاعلى هذا شرف يناله العبد اذا ذكر الله جل جلاله وتقدست اسماؤه. هذه الاية الاولى في هذا الكتاب وهي قوله فاذكروني اذكركم. واشكروا لي ولا تكفرون امر الله تبارك وتعالى فيها بذكره. اذكروني - 00:05:40
اذكركم وامر بشكره ونهى عن كفرانه الذكر كما قد علمنا يشمل ذكره باللسان كما يشمل ذكره بالقلب فلا بد من مواطئته للسان. كما ذلك ايضا الذكر بالجوارح. بان تكون عاملة بطاعة ربها ومليكها - 00:06:05
سبحانه وتعالى فذكرهم اياه بهذه الجوارح اي ان تستغرق هذه الجوارح بالعمل في الوان العبوديات من صلاة حج جهاد وامر بمعروف ونهي عن منكر مع الخلو من الاعمال التي يسخطها الله تبارك وتعالى. يعني لا تشتغل هذه الجوارح - 00:06:30
بالمعاصي فتكون عاملة بالطاعة متخلية عن المعصية. بهذا تكون الجوارح ذاكرة يكون بهذا الاعتبار قوله تبارك وتعالى فاذكروني اذكركم متضمنا لجميع انواع الطاعات اذكروني بقلوبكم اذكروني بالسنتكم اذكروني بجوارحكم اذكركم واشكروا لي ولا تكفرون. وبهذا الاعتبار - 00:06:57
نفهم الذكر بمعناها الاعم والاوسع والاشمل وان ذلك لا يختص بذكره باللسان ومن هنا يكون الذكر مستغرقا لجميع الاوقات في جميع الاحوال فيذكر ربه تبارك وتعالى بكل حين وفي كل حال. ومن هنا اعطى الشارع - 00:07:31
الذكرى هذه المنزلة وهذه المكانة وجعله فوق الاعمال كما سيأتي ايضاح ذلك ان شاء الله تعالى ورتب عليه الثواب الذي لم يرتبه على غيره وجاء الحث عليه كثيرا وتقييد ذلك بالكثرة. فاذا فهمنا الذكر بهذا الاعتبار بهذا المفهوم الواسع - 00:07:57
فانه يكون منتظما لاحوال العبد كلها مستغرقا لاوقاته جميعا بحيث لا يخلو منه مجلس وقد مضى من الاحاديث ما يدل على خطورة خلو المجالس من الذكر كقوله صلى الله عليه وسلم - 00:08:21
ما من قوم يقومون من مجلس لا يذكرون الله تعالى فيه الا قاموا عن مثل جيفة حمار وكان عليهم حسرة. وفي الرواية الاخرى ما جلس قوم مجلسا لم يذكروا الله فيه ولم يصلوا على نبيهم صلى الله عليه وسلم - 00:08:41
الا كان عليهم ترة. يعني حسرة. اذا الجميع الكبار والصغار الرجال والنساء العلماء والعامة عباد وغير العباد الكل بحاجة الى ان يشتغل بذكر الله عز وجل. وان تكون هذه المجالس مشتملة على طاعته سواء كان ذلك - 00:09:00
كبذكره باللسان او بذكره بالقلب او بذكره بالجوارح. الا تخلو هذه المجالس من هذا فتكون هذه المجالس في حال او على حال يرضاها الله عن العباد وباشتغال يحبه ويقرب اهله ويدنيهم - 00:09:22
فتكون الاغراض والغايات التي يرمى اليها في هذه المجالس التي يطلب التوصل اليها كل ذلك من محاب الله ومراضيه فتكون من جملة من جملة الذكر. فيكون ذلك عبادة يتعبدون لله عز وجل بها - 00:09:43
القرطبي رحمه الله يقول في تفسير هذه الاية اذكروني يعني بالطاعة فلاحظ هنا عمم فالطاعة هنا تشمل الذكر اللساني والقلب والذكر بالجوارح اذكروني بالطاعة اذكركم بالثواب والمغفرة. والاحسن ايضا ان يكون ذلك التفسير يعني اذكركم - 00:10:05
ان يكون مفسرا بقوله صلى الله عليه وسلم فمن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير من ملأه ولكن الشيء قد يفسر بلازمه. فاذا ذكره الله تبارك وتعالى في الملأ فان هذا له مقتضيات - 00:10:31
كما سيأتي في قوله تبارك وتعالى هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات الى النور. فصلاته تبارك وتعالى لا على العبد تعني ان يذكره في الملأ الاعلى. وهنا قال ليخرجكم من الظلمات الى النور. فصار لهذه الصلاة اثر ومقتضى. وذلك بالهدايات - 00:10:46
التي تحصل للعبد اذا ذكره الله عز وجل وهكذا بالثواب الذي يحصل له جراء هذا الذكر. فهذا الذكر ينتظم الطاعات فالذكر طاعة الله. يقول القرطبي فمن لم يطعه لم يذكره. وان اكثر التسبيح والتهليل وقراءة - 00:11:08
قرآن ثم ذكر نوعي الذكر ان الذكر ذكران ذكر الله عز وجل بين نفسك وبين الله يقول ما احسنه واعظم اجره وافضل من ذلك ذكر الله عندما حرم الله عز وجل. يعني ان يراقبه في حدوده - 00:11:31
ان يحفظ حدود الله ان يخافه ان يراقب الله وان يتعبد لربه كانه يراه. فيكون مرعويا يكون العبد وقافا عند حدود الله لا يجترئ عليها فهذا من اعظم الذكر وقد مضى الكلام عليه. اي يخاف ان يراقب ورجل ذكر الله - 00:11:50
الين ففاضت عيناه. هذا الذكر قد يكون بالقلب. ذكر عظمته. ذكر جلاله فحمله ذلك وبعثه على الحياء او على الخوف او كان ذلك باعثا على المحبة فالذكر تارة يبعث على هذا او تارة يبعث على هذا وتارة يبعث على هذا ففاضت عيناه - 00:12:14
فاضت عيناه فالانسان قد يذكر من يحبه بقلبه او بلسانه فيرق وقد يذكره بقلبه فقط فيحصل له ذلك. اذا هذه الاية فاذكروني بقلوبكم وجوارحكم والسنتكم فيكون الذكر منتظما لهذه الامور. والله عز وجل يقول في الجمعة فاسعوا الى ذكر - 00:12:35
بالله فذكره هنا ما هو؟ فسر بالصلاة وفسر باستماع الخطبة. خطبة الجمعة فهذا كله من ذكره الامام النووي رحمه الله يذكر هذا المعنى وان فضيلة الذكر غير منحصرة في التسبيح والتهليل والتحميد والتكبير ونحو ذلك. يقول بل كل عامر لله بطاعته - 00:12:59
فهو ذاكر له هكذا قال ايضا بعض السلف كسعيد بن جبير رحمه الله. وبهذا نعلم ايها الاحبة ان ذكره المأمور به فاذكروني لا يختص بالذكر باللسان فهذا نوع من انواعه. وهو داخل في هذا الامر - 00:13:28
يدخل في ذلك كما سبق ذكره جل جلاله باسمائه وصفاته وان يذكر امره ونهيه كذلك ان يتلو كتابه الذي هو كلامه وكل ذلك ايضا يقتضي معرفته والايمان به. وان يثني على ربه تبارك وتعالى بانواع المحامد. وهذا لا يتم الا - 00:13:50
ابتوحيده فذكره الحقيقي كما يقول ابن القيم يشمل هذا جميعا كما يستلزم ذكر النعم التي انعم بها على عبده هذا ما يتعلق بتفسير اذكروني اذكركم. وهذا الذكر الذي امر الله تبارك وتعالى به - 00:14:15
هنا مسبوق بذكر ويعقبه ويتبعه ذكر من الله جل جلاله. وذلك كما ذكر الحافظ ابن القيم رحمه الله ان ذكر العبد لربه اذكروني مسبوق بذكر قبله به صار العبد ذاكرا لربه - 00:14:35
بمعنى ان الله وفقه ان الله هداه ان الله الهمه ان الله اعانه ان الله سدده ان الله بعث همته لذكر ربه تبارك وتعالى فهذا ذكر من الله للعبد بمعنى ان الله ما تركه - 00:14:55
ما ضيعه بل هداه واعانه ووفقه وسدده والهمه وارشده ليذكر ربه. هذا الذكر قبل ذكره الله يذكر عبده فيعان على الذكر فلا يكون غافلا. ثم ان الله يذكره ذكرا اخر بعده - 00:15:14
به يصير العبد مذكورا اذا ذكر الله اذكروني اذكركم فيذكره تبارك وتعالى في الملأ الاعلى. ومن مقتضيات ان يهديه ان يسدده ان يصلي على عبده ان يثيبه على هذا العمل ومن اسمائه الشكور. الذي يجزي على الحسنة الثواب ويضاعف الجزاء - 00:15:35
فالحسنة بعشر امثالها الى سبعمائة ضعف الى اضعاف كثيرة. فهذا من شكره تبارك وتعالى لعبده. هذا ما يتعلق بهذه الاية. ومن ايقن ذلك وتحققه فانه يسخر لسانه وقلبه وجوارحه لتكون - 00:16:01
ذاكرة لله ليذكره ربه. بعض المخلوقين ايها الاحبة لربما يلهج بذكر مخلوق لا يسمعه. ولكنه كانه يجد في نفسه ان ثمة من سيبلغ في يوم من الدهر لذلك المخلوق ان فلانا - 00:16:21
يلهج بذكرك والثناء عليك. لعله ان يذكره او ان يقدر ذلك له او ان يهبه او ان يعطيه او ان يقربه او من اجل ان يتخذ يدا عنده يحتاج اليها في يوم من دهره. لا يوجد من يسمع له في هذا المقام في هذا المكان كل ما حضر - 00:16:39
اجلس بمناسبة وبدون مناسبة يذكر مخلوقا. عل وعسى ان يبلغه ولو بعد حين او ان يتواتر ذلك عنه ويستفيض في الناس فيعرف ان فلانا يذكر فلانا لعله ان ينفعه ان يرفعه ان يقربه. الله السميع العليم العظيم الاعظم. يقول فاذكروني اذكركم - 00:17:01
فلتلهج هذه الالسن ايها الاحبة بذكر الله والثناء عليه ومن اجل هذا خلق الانسان وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون فهذا تحقيق العبودية بالذكر بانواعه الثلاثة هذه هي العبودية والانسان - 00:17:27
لابد له من طاقة يفرغها لابد له من عمل يعمله فان لم يصرف ذلك الذكر والثناء على الله صرفه الى المخلوقين ان لم يمتلئ قلبه بمحبة الله والاقبال عليه امتلأ قلبه بالتعلق بالمخلوقين - 00:17:42
ان لم يمتلئ قلبه من الخوف من الله امتلأ بالخوف من المخلوقين. والجزاء من جنس العمل وليختار العبد لنفسه. اسأل الله تبارك وتعالى ان يملأ قلوبنا بالايمان وبمحبته وخوفه ورجائه وتوحيده وعبادته وان يعيننا على ذكره وشكره وحسن - 00:17:59
عبادته. اللهم ارحم موتانا واشف مرضانا وعافي مبتلانا. واجعل اخرتنا خيرا من دنيانا. اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه - 00:18:20
Transcription
ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله - 00:00:00
وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته ايها الاحبة بهذه الليلة واصلوا الحديث - 00:00:16
بشرح الاذكار ونعود الى اول الكتاب وذلك في فضل الذكر والله تبارك وتعالى يقول فاذكروني اذكركم واشكروا لي ولا تكفرون. هذه اول اية ذكرها المؤلف في هذا الكتاب اذكروني اذكركم. هذا امر من الله تبارك وتعالى لعباده ان يذكروه - 00:00:35
كما امر بذلك اذكروا الله ذكرا كثيرا واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والاصال كما سيأتي ان شاء الله تعالى فهذه الايات وغيرها من النصوص التي ورد فيها الامر بالذكر - 00:01:05
هذا الامر هل هو للوجوب ومعلوم ان الاصل في الامر انه للوجوب الا لصارف فهل ذكر الله تبارك وتعالى واجب على المكلفين ان يذكروه الجواب عن ذلك ان يقال بان الذكر منه ما هو واجب - 00:01:28
ومنه ما ليس بواجب اذ انه يدور على الاحكام الاربعة الوجوب والاستحباب والتحريم والكراهة هذه اربعة احوال للذكر الاحكام التكليفية. واما الخامس منها وهو الاباحة فلا موضع له هنا فالذكر قد يكون واجبا كبعض الاذكار - 00:01:49
التي في الصلاة تكبيرة الاحرام ركن فيها وهكذا ايضا التسمية على الذبيحة على قول عامة اهل العلم فهذه اذكار واجبة وقد يكون الذكر مستحبا وذلك كالاذكار التي تكون بعد الصلوات اذكار الصباح والمساء - 00:02:17
الاذكار عند النوم اذكار الدخول والخروج وما شابه ذلك فهذا من قبيل المستحب وقد يكون مكروها والعلما يمثلون لي هذا بامثلة كالذكر حال الجماع وقد مثل كثيرون بالذكر في موضع - 00:02:40
الخلاء اكرمكم الله ومن يسمع وقد يكون الذكر محرما كما لو كان يشتمل على شرك بالله عز وجل كتلبية اهل الجاهلية لبيك لا شريك لك الا شريكا هو لك تملكه وما ملك فهذا ذكر محرم في ذاته لانه قد اشتمل على - 00:03:03
الاشراك وهو اعظم الذنوب. وقد يكون التحريم من جهة اخرى وذلك انه قد دخل في باب الابتداع بتقييد ما لم يقيده الشارع من الاذكار المطلقة. او بانشاء اذكار يتعبد ربه تبارك وتعالى بها - 00:03:28
وفيها من الالفاظ والعبارات ما لا يليق فلو ان احدا التزم ذكرا يقوله في احوال او في اوقات او في مواضع اماكن معينة لم يرد ذلك عن الشارع فالتزمه فيه فان ذلك يكون من قبيل محدثات الامور والبدع وشر الامور محدثاتها. وكذلك ايضا لو - 00:03:50
ان احدا يتشاغل بالذكر والخطيب يخطب يوم الجمعة فان هذا لا يجوز لانه مأمور بالانصات وكذلك لو انه يتشاغل بالذكر حال قراءة الامام في الصلاة واما واما من تشاغل بالذكر عند سماع القرآن خارج الصلاة - 00:04:14
فهذا فيه قولان معروفان لاهل العلم؟ هل الانصات المأمور به يختص بالصلاة او لا يختص بها فمن رأى انه لا يختص بالصلاة عمم الحكم وقال هذا لا يجوز لانه مخالف لامر الله جل جلاله - 00:04:37
وتقدست اسماؤه. هذا ما يتعلق بالامر فاذكروني اذكركم ثم هنا مسألة ثانية وهي ما يتعلق بترتيب الجزاء على الشرط. فاذكروني اذكركم فهذا شرف عظيم للذاكرين وذلك ان الله تبارك وتعالى وعد من ذكره بان يذكره - 00:04:53
ويفسر ذلك الحديث كما سيأتي من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي. ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير من ملأه اذا الله تبارك وتعالى يذكر عبده وذكره لعبده تبارك وتعالى يكون - 00:05:20
في الملأ الاعلى هذا شرف يناله العبد اذا ذكر الله جل جلاله وتقدست اسماؤه. هذه الاية الاولى في هذا الكتاب وهي قوله فاذكروني اذكركم. واشكروا لي ولا تكفرون امر الله تبارك وتعالى فيها بذكره. اذكروني - 00:05:40
اذكركم وامر بشكره ونهى عن كفرانه الذكر كما قد علمنا يشمل ذكره باللسان كما يشمل ذكره بالقلب فلا بد من مواطئته للسان. كما ذلك ايضا الذكر بالجوارح. بان تكون عاملة بطاعة ربها ومليكها - 00:06:05
سبحانه وتعالى فذكرهم اياه بهذه الجوارح اي ان تستغرق هذه الجوارح بالعمل في الوان العبوديات من صلاة حج جهاد وامر بمعروف ونهي عن منكر مع الخلو من الاعمال التي يسخطها الله تبارك وتعالى. يعني لا تشتغل هذه الجوارح - 00:06:30
بالمعاصي فتكون عاملة بالطاعة متخلية عن المعصية. بهذا تكون الجوارح ذاكرة يكون بهذا الاعتبار قوله تبارك وتعالى فاذكروني اذكركم متضمنا لجميع انواع الطاعات اذكروني بقلوبكم اذكروني بالسنتكم اذكروني بجوارحكم اذكركم واشكروا لي ولا تكفرون. وبهذا الاعتبار - 00:06:57
نفهم الذكر بمعناها الاعم والاوسع والاشمل وان ذلك لا يختص بذكره باللسان ومن هنا يكون الذكر مستغرقا لجميع الاوقات في جميع الاحوال فيذكر ربه تبارك وتعالى بكل حين وفي كل حال. ومن هنا اعطى الشارع - 00:07:31
الذكرى هذه المنزلة وهذه المكانة وجعله فوق الاعمال كما سيأتي ايضاح ذلك ان شاء الله تعالى ورتب عليه الثواب الذي لم يرتبه على غيره وجاء الحث عليه كثيرا وتقييد ذلك بالكثرة. فاذا فهمنا الذكر بهذا الاعتبار بهذا المفهوم الواسع - 00:07:57
فانه يكون منتظما لاحوال العبد كلها مستغرقا لاوقاته جميعا بحيث لا يخلو منه مجلس وقد مضى من الاحاديث ما يدل على خطورة خلو المجالس من الذكر كقوله صلى الله عليه وسلم - 00:08:21
ما من قوم يقومون من مجلس لا يذكرون الله تعالى فيه الا قاموا عن مثل جيفة حمار وكان عليهم حسرة. وفي الرواية الاخرى ما جلس قوم مجلسا لم يذكروا الله فيه ولم يصلوا على نبيهم صلى الله عليه وسلم - 00:08:41
الا كان عليهم ترة. يعني حسرة. اذا الجميع الكبار والصغار الرجال والنساء العلماء والعامة عباد وغير العباد الكل بحاجة الى ان يشتغل بذكر الله عز وجل. وان تكون هذه المجالس مشتملة على طاعته سواء كان ذلك - 00:09:00
كبذكره باللسان او بذكره بالقلب او بذكره بالجوارح. الا تخلو هذه المجالس من هذا فتكون هذه المجالس في حال او على حال يرضاها الله عن العباد وباشتغال يحبه ويقرب اهله ويدنيهم - 00:09:22
فتكون الاغراض والغايات التي يرمى اليها في هذه المجالس التي يطلب التوصل اليها كل ذلك من محاب الله ومراضيه فتكون من جملة من جملة الذكر. فيكون ذلك عبادة يتعبدون لله عز وجل بها - 00:09:43
القرطبي رحمه الله يقول في تفسير هذه الاية اذكروني يعني بالطاعة فلاحظ هنا عمم فالطاعة هنا تشمل الذكر اللساني والقلب والذكر بالجوارح اذكروني بالطاعة اذكركم بالثواب والمغفرة. والاحسن ايضا ان يكون ذلك التفسير يعني اذكركم - 00:10:05
ان يكون مفسرا بقوله صلى الله عليه وسلم فمن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير من ملأه ولكن الشيء قد يفسر بلازمه. فاذا ذكره الله تبارك وتعالى في الملأ فان هذا له مقتضيات - 00:10:31
كما سيأتي في قوله تبارك وتعالى هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات الى النور. فصلاته تبارك وتعالى لا على العبد تعني ان يذكره في الملأ الاعلى. وهنا قال ليخرجكم من الظلمات الى النور. فصار لهذه الصلاة اثر ومقتضى. وذلك بالهدايات - 00:10:46
التي تحصل للعبد اذا ذكره الله عز وجل وهكذا بالثواب الذي يحصل له جراء هذا الذكر. فهذا الذكر ينتظم الطاعات فالذكر طاعة الله. يقول القرطبي فمن لم يطعه لم يذكره. وان اكثر التسبيح والتهليل وقراءة - 00:11:08
قرآن ثم ذكر نوعي الذكر ان الذكر ذكران ذكر الله عز وجل بين نفسك وبين الله يقول ما احسنه واعظم اجره وافضل من ذلك ذكر الله عندما حرم الله عز وجل. يعني ان يراقبه في حدوده - 00:11:31
ان يحفظ حدود الله ان يخافه ان يراقب الله وان يتعبد لربه كانه يراه. فيكون مرعويا يكون العبد وقافا عند حدود الله لا يجترئ عليها فهذا من اعظم الذكر وقد مضى الكلام عليه. اي يخاف ان يراقب ورجل ذكر الله - 00:11:50
الين ففاضت عيناه. هذا الذكر قد يكون بالقلب. ذكر عظمته. ذكر جلاله فحمله ذلك وبعثه على الحياء او على الخوف او كان ذلك باعثا على المحبة فالذكر تارة يبعث على هذا او تارة يبعث على هذا وتارة يبعث على هذا ففاضت عيناه - 00:12:14
فاضت عيناه فالانسان قد يذكر من يحبه بقلبه او بلسانه فيرق وقد يذكره بقلبه فقط فيحصل له ذلك. اذا هذه الاية فاذكروني بقلوبكم وجوارحكم والسنتكم فيكون الذكر منتظما لهذه الامور. والله عز وجل يقول في الجمعة فاسعوا الى ذكر - 00:12:35
بالله فذكره هنا ما هو؟ فسر بالصلاة وفسر باستماع الخطبة. خطبة الجمعة فهذا كله من ذكره الامام النووي رحمه الله يذكر هذا المعنى وان فضيلة الذكر غير منحصرة في التسبيح والتهليل والتحميد والتكبير ونحو ذلك. يقول بل كل عامر لله بطاعته - 00:12:59
فهو ذاكر له هكذا قال ايضا بعض السلف كسعيد بن جبير رحمه الله. وبهذا نعلم ايها الاحبة ان ذكره المأمور به فاذكروني لا يختص بالذكر باللسان فهذا نوع من انواعه. وهو داخل في هذا الامر - 00:13:28
يدخل في ذلك كما سبق ذكره جل جلاله باسمائه وصفاته وان يذكر امره ونهيه كذلك ان يتلو كتابه الذي هو كلامه وكل ذلك ايضا يقتضي معرفته والايمان به. وان يثني على ربه تبارك وتعالى بانواع المحامد. وهذا لا يتم الا - 00:13:50
ابتوحيده فذكره الحقيقي كما يقول ابن القيم يشمل هذا جميعا كما يستلزم ذكر النعم التي انعم بها على عبده هذا ما يتعلق بتفسير اذكروني اذكركم. وهذا الذكر الذي امر الله تبارك وتعالى به - 00:14:15
هنا مسبوق بذكر ويعقبه ويتبعه ذكر من الله جل جلاله. وذلك كما ذكر الحافظ ابن القيم رحمه الله ان ذكر العبد لربه اذكروني مسبوق بذكر قبله به صار العبد ذاكرا لربه - 00:14:35
بمعنى ان الله وفقه ان الله هداه ان الله الهمه ان الله اعانه ان الله سدده ان الله بعث همته لذكر ربه تبارك وتعالى فهذا ذكر من الله للعبد بمعنى ان الله ما تركه - 00:14:55
ما ضيعه بل هداه واعانه ووفقه وسدده والهمه وارشده ليذكر ربه. هذا الذكر قبل ذكره الله يذكر عبده فيعان على الذكر فلا يكون غافلا. ثم ان الله يذكره ذكرا اخر بعده - 00:15:14
به يصير العبد مذكورا اذا ذكر الله اذكروني اذكركم فيذكره تبارك وتعالى في الملأ الاعلى. ومن مقتضيات ان يهديه ان يسدده ان يصلي على عبده ان يثيبه على هذا العمل ومن اسمائه الشكور. الذي يجزي على الحسنة الثواب ويضاعف الجزاء - 00:15:35
فالحسنة بعشر امثالها الى سبعمائة ضعف الى اضعاف كثيرة. فهذا من شكره تبارك وتعالى لعبده. هذا ما يتعلق بهذه الاية. ومن ايقن ذلك وتحققه فانه يسخر لسانه وقلبه وجوارحه لتكون - 00:16:01
ذاكرة لله ليذكره ربه. بعض المخلوقين ايها الاحبة لربما يلهج بذكر مخلوق لا يسمعه. ولكنه كانه يجد في نفسه ان ثمة من سيبلغ في يوم من الدهر لذلك المخلوق ان فلانا - 00:16:21
يلهج بذكرك والثناء عليك. لعله ان يذكره او ان يقدر ذلك له او ان يهبه او ان يعطيه او ان يقربه او من اجل ان يتخذ يدا عنده يحتاج اليها في يوم من دهره. لا يوجد من يسمع له في هذا المقام في هذا المكان كل ما حضر - 00:16:39
اجلس بمناسبة وبدون مناسبة يذكر مخلوقا. عل وعسى ان يبلغه ولو بعد حين او ان يتواتر ذلك عنه ويستفيض في الناس فيعرف ان فلانا يذكر فلانا لعله ان ينفعه ان يرفعه ان يقربه. الله السميع العليم العظيم الاعظم. يقول فاذكروني اذكركم - 00:17:01
فلتلهج هذه الالسن ايها الاحبة بذكر الله والثناء عليه ومن اجل هذا خلق الانسان وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون فهذا تحقيق العبودية بالذكر بانواعه الثلاثة هذه هي العبودية والانسان - 00:17:27
لابد له من طاقة يفرغها لابد له من عمل يعمله فان لم يصرف ذلك الذكر والثناء على الله صرفه الى المخلوقين ان لم يمتلئ قلبه بمحبة الله والاقبال عليه امتلأ قلبه بالتعلق بالمخلوقين - 00:17:42
ان لم يمتلئ قلبه من الخوف من الله امتلأ بالخوف من المخلوقين. والجزاء من جنس العمل وليختار العبد لنفسه. اسأل الله تبارك وتعالى ان يملأ قلوبنا بالايمان وبمحبته وخوفه ورجائه وتوحيده وعبادته وان يعيننا على ذكره وشكره وحسن - 00:17:59
عبادته. اللهم ارحم موتانا واشف مرضانا وعافي مبتلانا. واجعل اخرتنا خيرا من دنيانا. اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه - 00:18:20