ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله - 00:00:00
صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فمرحبا بكم جميعا ايها الاحبة واسأل الله تبارك وتعالى ان يعيننا واياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته. ايها الاحبة - 00:00:20
الذكر وتعقل مضامينه ومعانيه امر به تصلح القلوب اننا بحاجة ايها الاحبة لاصلاح هذه القلوب اننا بحاجة جلاء القلب وتصفيته وازالة الاكدار التي تجتمع عليه وهذا الجلاء كما قال ابو الدرداء رضي الله تعالى عنه - 00:00:38
انما يكون بذكر الله عز وجل كل شيء له جلاء. الحديد له جلاء والنحاس له جلاء والفضة لها جلاء والقلب له جلاء فجلاؤه بذكر الله الذكر الذي يكون في القلب - 00:01:06
ويكون ايضا باللسان. هذه القلوب ايها الاحبة تصدأ كما يصدأ الحديد كما تصدأ المعادن القابلة لذلك كالنحاس والفضة وغيرهما فهذا الذكر يجلوه فيجعله كالمرآة واذا ترك فانه يعود اليه هذا الكدر - 00:01:26
والصدأ اذا كانت المرآة تصدأ ويعلوها ويعتريها ما يعتريها من الاكدار فتتشوش الرؤية ولا تكون واضحة فهكذا هذا القلب يصدأ ايها الاحبة يصدأ ويعتل بامرين بالغفلة والذنب كما يقول الحافظ ابن القيم - 00:01:52
رحمه الله وجلاؤه من الذنب بالاستغفار والتوبة ان يكثر الانسان من الاستغفار الذي يتضمن توبة حقيقية وليس الاستغفار الذي يكون جاريا على اللسان بمجرده من غير قصد التوبة والرجوع والاوبة - 00:02:15
من الذنب واما هذه الغفلة فانه يجلو قلبه منها بذكر ربه وفاطره وخالقه جل جلاله وتقدست اسماؤه من كانت الغفلة غالبة عليه ايها الاحبة وهو كرار الذنوب ينظر الى ما لا يحل - 00:02:37
ويتعاطى ما لا يحل ويأكل ما لا يحل ويتفوه بما لا يحل ويمشي الى ما لا يحل فما حال ذاك القلب الذي صار صاحبه بهذه المثابة. قليل الذكر كثير الذنوب - 00:03:01
فاجتمعا عليه اسباب الغفلة. اجتمعت الغفلة من اطرافها. فهذا القلب يكون صدئا ويحتاج الى جهد مضاعف من كثرة ذكر وتوبة واستغفار هذا الصدأ الذي يقع على القلوب ايها الاحبة وبحسب غفلتها وبحسب مقارفاتها - 00:03:18
من الشهوات والمعاصي المشكلة ايها الاحبة ان هذا الصدأ كما اشرت كذاك الذي يعتري المرآة فلا تنطبع الصور على حقيقتها كما هي فالقلب اشد حساسية وتأثرا من المرآة فاذا وجد فيه هذا الصدأ - 00:03:40
لم يعد القلب يرى الامور على ما هي به. فيزين له الباطل يزين له المنكر لم تعد صور المعلومات على ما هي عليه فتنطبع بقلبه على حقيقتها. وذلك ما يعرف بضعف البصيرة او انطماسها - 00:04:04
بصيرة التي هي بصر القلب اذا وجدت هذه الغفلة معناها هذه مرآة مشوشة لا يرى فيها الاشياء بصورة واضحة زجاج السيارة مرآة السيارة اذا كانت مليئة بالغبار مليئة بالصدأ من جوانبها - 00:04:27
وفي وسطها كيف يستطيع ان يرى الاشياء فيها يراها مشوشة فالقلب يتأثر ويصدأ ومن ثم فانه قد يرى الباطل حقا ويرى الحق باطلا ويرى المنكر معروفا ويرى المعروف منكرا تجادل بعض الناس - 00:04:44
وتحاول ان تقنعهم بدلائل الكتاب والسنة لتبين لهم الحق ولكن بلا جدوى لماذا لانه لم يعد يرى تلك الاشياء على صورتها الحقيقية فهو يرى المنكر انه معروف وانه حق فاذا كان العبد بهذه المثابة - 00:05:09
وازداد ذلك على قلبه واغفله واهمله هنا يحصل الران يتكدس تكون الطبقة غليظة كثيفة كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون فاذا حصل مثل هذا الران ايها الاحبة يكون القلب مطموسا - 00:05:33
مغموسا بالباطل والهوى فلا يفيق من غفلته ولا يرجع عن ضلالته ولا يرعوي من ذنب ومعصية ومقارفة محرمة وانما يسترسل في ذلك الى الممات الا من رحم الله تبارك وتعالى - 00:05:55
فقد يبلغ من العمر عتيا قد يصيبه من الامراض الخطيرة ويقول له الاطباء ايامك باتت معدودة. ومع ذلك على نفس الباطل لا توبة لا رجوع لا بيان للحق لا تكفير عن تلك الذنوب والسيئات والجرائر - 00:06:18
ابدا اصرار الى الممات هذا تفسير لحالات نراها ونشاهدها من البقاء على الفساد والشر والضلال الى اخر رمق هذا اذا وصل القلب الى هذا المستوى الران حجب كثيفة على هذا القلب فلا يصل اليه موعظة - 00:06:38
لا يقبل النصيحة لا يتأثر ولو سيقت له الدلائل وجاءته انواع النذر الحسية والمعنوية فانه لا يمكن ان يقبل او يرجع او يتوب او يتأثر فهذا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا كما قال النبي - 00:06:59
الله عليه وسلم في الحديث المشهور تعرض الفتن على القلوب كعرض الحصير. عودا عودا هذه الاشياء التي تعرض علينا هنا مشهد وهناك مشهد وهنا صفقة وهناك معصية اخرى تتصل باكلة - 00:07:22
او غير ذلك فاذا كل ذنب منها هو نكتة في هذا القلب سوداء تعرض الفتن على القلوب كعرض الحصير عودا عودا فايما قلب اشربها نكت فيه نكتة سوداء وايما قلب انكرها نكت فيه نكتة بيضاء - 00:07:43
حتى تصير القلوب على قلبين اسود مرباد كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا مقلوب الكوز اذا كان مقلوبا لا يمكن ان يستقر فيه الماء الا ما اشرب من هواه - 00:08:05
وابيض كالصفاة لا تضره فتنة ما قامت السماوات والارض السلامة من الفتن. السلامة من الفتن بجميع انواعها. ما الطريق بعض الناس يتساهل في مثل هذه القضايا يقول الكلام على هذه الموضوعات - 00:08:20
الكلام على قضايا تتعلق بالاذكار الكلام على قضايا تتعلق باعمال القلوب الكلام على قضايا بل لربما يأتي من يقول الكلام على المنكرات الاخرى في انكار المنكر ونحو ذلك هذي قظايا ينبغي - 00:08:37
الا يتشاغل بها الانسان يتشاغل بماذا؟ هو بزعمه الاصلاح العام القضايا العامة كيف يكون الاصلاح العام وهو مضيع لقلبه كيف يكون الاصلاح العام وهو مفتون تتتابع عليه هذه الفتن وهذا القلب يتشرب - 00:08:55
الذي قد اظلم قلبه الذي لا يعرف ربه الذي لا يذكر ربه الذي لم يستنر قلبه بذكر الله تبارك وتعالى. كيف يستطيع ان ينير للاخرين الطريق كيف يستطيع ان يوجه - 00:09:14
كيف يكون هاديا وقلبه لم يهتدي. الاهتداء الصحيح المطلوب ليست القضية ايها الاحبة عبارات وكلمات مزخرفة يركبها الانسان من عند نفسه وينشرها هنا وهناك عبر وسائل الاعلام الجديد ثم هو - 00:09:28
يستخف بما جاء عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم من هذه القضايا واشباهها بزعمه انه يشتغل بامور اعلى واعظم واهم يبدأ الاصلاح باصلاح هذه النفس واصلاح هذا القلب. والاعمى لا يمكن ان يدل الناس ولا يمكن ان يبصرهم - 00:09:46
ولكن قد علم كل اناس مشربه وعلى كل حال هذا الهوى هذه الغفلة هذه المعاصي كل ذلك يطمس القلب. ولهذا قال الله عز وجل ولا تطع من اغفلنا قلبه عن ذكرنا - 00:10:08
واتبع هواه وكان امره فرطا نضيع مفرط الحافظ ابن القيم رحمه الله يعلق على هذه الاية يقول الرجل اذا اراد ان يقتدي برجل انظر اذا اردت ان تقتدي باحد من الناس - 00:10:22
يقول فلينظر هل هو من اهل الذكر او من الغافلين؟ هذا اول امارة وعلامة هل الحاكم عليه الهوى او الوحي يقول فان كان الحاكم عليه هو الهوى وهو من اهل الغفلة كان امره فرطا - 00:10:40
هذا لا يستحق ان يقتدى به هو غافل فهذا مظيع للامر الذي كان عليه ان يلتزمه وان يقوم به فضيعه فكيف يرجى من اتباعه فلاح ورشد وهدى وهكذا ايها الاحبة - 00:10:58
يقول الحافظ ابن القيم ينبغي للرجل ان ينظر في شيخه وقدوته ومتبوعه فان وجده كذلك والا فليبعد عنه وجد قلبه عامرا بذكر الله عز وجل. ولا جد لسانه لاهجا بذكره - 00:11:17
كان حي القلب كثير الذكر صلته بربه قوية فهذا الذي يستنير قلبه مثل هذا يقول الحافظ ابن القيم فليستمسك بغرزه يستمسك بغرزه فهذا يكون على الطريق يكون على هدى وسبيل مستقيم - 00:11:35
هذا الذكر ايها الاحبة يورثنا حياة هذا القلب يزيل صدأه وهو كالماء للزرع وشيخ الاسلام رحمه الله يقول الذكر للقلب مثل الماء للسمك فكيف يكون حال السمك اذا فارق الماء؟ يتلبط - 00:12:00
ثم ما يلبث ان يبرد ويفارق الحياة وهكذا القلب فهذا الذكر قوت للقلوب والارواح فاذا حيل بينه وبين الذكر او تركه او اغفله واهمله صار بمنزلة الجسم اذا حبس عنه القوت - 00:12:20
ما الذي يحصل له غزال شحوب ذبول ثم بعد ذلك الموت المحقق. فالذكر للقلب اعظم من الغذاء للبدن ابن القيم يقول حضرت شيخ الاسلام مرة صلى الفجر ثم جلس يذكر الله تعالى الى قريب من انتصاف النهار يعني الى قريب من الظهر - 00:12:41
هذي جلسة ذكر يقول ثم التفت الي وقال هذه غدوتي هذا ولو لم اتغدى الغداء سقطت قوتي هذا شيخ الاسلام الذي هو شيخ الاسلام امام الدنيا في زمانه ولا زال - 00:13:04
العلماء ممن هم على الطريق الصحيح في الاعتقاد ولزوم السنة ينهلون من علمه الى اليوم كما قال بعض التلامذة لما حبس واوذي كان يوصي تلامذته هذا العالم نشر كتبه وعلمه يقول وسيأتي رجال وهم في اصلاب ابائهم الان. ينتفعون - 00:13:20
من هذه الكتب يوصيهم بكتب شيخ الاسلام يقول سيأتي رجال وهم الان في اصلاب ابائهم ينتفعون من هذه الكتب. يحثهم على العناية بها هذا يجلس الى نصف النهار يذكر الله عز وجل ويقول لو لم افعل - 00:13:45
لسقطت قواي اذا ماذا نقول نحن معاشر المساكين الضعفاء المفرطين. كم الوقت الذي نقضيه في الذكر كم الوقت لربما الاكثر منا هو الذي يجلس نصف ساعة بعد صلاة الفجر وبعد صلاة العصر - 00:14:02
وهذا يفسر بكل بساطة ايها الاحبة ما نعانيه من ضعف من ضعف حال المصائب فلا نتمالك من ضعف امام الشهوات فنقدم على مقارفتها ونعصي الله عز وجل صباح مساء هذا الذي يفسر لنا - 00:14:18
هذه الوحشة التي نجدها في صدورنا في قلوبنا هذا الذي يفسر لنا تلك المخاوف مجهولة المصدر احيانا. التي توجد في النفوس شيخ الاسلام يقول لا اترك الذكر الا بنية اجمام نفسي واراحتها لاستعد بتلك الراحة للذكر الى ذكر اخر - 00:14:35
اذا كيف الذي كل وقته اجمام في الليل كل يوم دورية كل يوم مطاعم وفي الاوقات الاخرى هنا وهناك فهو بين نوم وترويح وجاءت هذه الاجهزة التي اكملت على الباقي من الاوقات - 00:14:54
وهذه الوسائل فمتى يكون هذا الذكر؟ تجد الانسان قد جف لسانه ولا يكاد يذكر ربه تبارك وتعالى ثم يقول اعاني طبيعي ستعاني يا اخوان هذا الاكل والشرب والمتع واللذات والجماع والنزهة وما الى ذلك. كل هذا - 00:15:13
هذا اجمام وتنعيم للجسد دم ولحم وعظم عصب اما الروح هذه لا يمكن ان يكون لها راحة ولذة وسرور وعافية الا بان تتصل بربها وخالقها جل جلاله صلة قوية على قدر هذه الصلة لا يضره شيء باذن الله عز وجل - 00:15:31
لا يضره شيء ما قامت السماوات والارض باذن الله وتتبدد عنه تلك المخاوف تتبدل عنه تلك الاوهام القلب فيه فقر ذاتي فيه خلة كما يقول شيخ الاسلام وكما يقول ابن القيم رحمه الله - 00:15:54
لا تسد الا بهذا الذكر الذي يكون منشأه واصله في القلب ثم هو بعد ذلك يجري على اللسان فهذا الذي يفني الفاقة ويسد الخلة فيكون صاحبه غنيا بلا مال عزيزا بلا عشيرة مهيبا بلا سلطان - 00:16:11
اما ذاك الغافل فهو على الضد فهو فقير مع كثرة الجداء ذليل مع السلطان. حقير مع كثرة العشيرة وهكذا ايضا ايها الاحبة امور اخرى تتصل بالقلب لكن الوقت لا يسع - 00:16:31
لذكرها في هذا المجلس والليلة القادمة ان شاء الله تعالى لاهمية هذه الجزئية سأتحدث عن معقبات لهذا الحديث ان شاء الله تعالى. واسأل الله عز وجل ان يصلح قلوبنا واعمالنا - 00:16:47
وان يهدينا الى احسن الاقوال والاعمال وان يرزقنا واياكم الاخلاص والنية وان يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته ربنا اغفر لنا ولوالدينا ولاخواننا المسلمين والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه - 00:17:03
Transcription
ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله - 00:00:00
صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فمرحبا بكم جميعا ايها الاحبة واسأل الله تبارك وتعالى ان يعيننا واياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته. ايها الاحبة - 00:00:20
الذكر وتعقل مضامينه ومعانيه امر به تصلح القلوب اننا بحاجة ايها الاحبة لاصلاح هذه القلوب اننا بحاجة جلاء القلب وتصفيته وازالة الاكدار التي تجتمع عليه وهذا الجلاء كما قال ابو الدرداء رضي الله تعالى عنه - 00:00:38
انما يكون بذكر الله عز وجل كل شيء له جلاء. الحديد له جلاء والنحاس له جلاء والفضة لها جلاء والقلب له جلاء فجلاؤه بذكر الله الذكر الذي يكون في القلب - 00:01:06
ويكون ايضا باللسان. هذه القلوب ايها الاحبة تصدأ كما يصدأ الحديد كما تصدأ المعادن القابلة لذلك كالنحاس والفضة وغيرهما فهذا الذكر يجلوه فيجعله كالمرآة واذا ترك فانه يعود اليه هذا الكدر - 00:01:26
والصدأ اذا كانت المرآة تصدأ ويعلوها ويعتريها ما يعتريها من الاكدار فتتشوش الرؤية ولا تكون واضحة فهكذا هذا القلب يصدأ ايها الاحبة يصدأ ويعتل بامرين بالغفلة والذنب كما يقول الحافظ ابن القيم - 00:01:52
رحمه الله وجلاؤه من الذنب بالاستغفار والتوبة ان يكثر الانسان من الاستغفار الذي يتضمن توبة حقيقية وليس الاستغفار الذي يكون جاريا على اللسان بمجرده من غير قصد التوبة والرجوع والاوبة - 00:02:15
من الذنب واما هذه الغفلة فانه يجلو قلبه منها بذكر ربه وفاطره وخالقه جل جلاله وتقدست اسماؤه من كانت الغفلة غالبة عليه ايها الاحبة وهو كرار الذنوب ينظر الى ما لا يحل - 00:02:37
ويتعاطى ما لا يحل ويأكل ما لا يحل ويتفوه بما لا يحل ويمشي الى ما لا يحل فما حال ذاك القلب الذي صار صاحبه بهذه المثابة. قليل الذكر كثير الذنوب - 00:03:01
فاجتمعا عليه اسباب الغفلة. اجتمعت الغفلة من اطرافها. فهذا القلب يكون صدئا ويحتاج الى جهد مضاعف من كثرة ذكر وتوبة واستغفار هذا الصدأ الذي يقع على القلوب ايها الاحبة وبحسب غفلتها وبحسب مقارفاتها - 00:03:18
من الشهوات والمعاصي المشكلة ايها الاحبة ان هذا الصدأ كما اشرت كذاك الذي يعتري المرآة فلا تنطبع الصور على حقيقتها كما هي فالقلب اشد حساسية وتأثرا من المرآة فاذا وجد فيه هذا الصدأ - 00:03:40
لم يعد القلب يرى الامور على ما هي به. فيزين له الباطل يزين له المنكر لم تعد صور المعلومات على ما هي عليه فتنطبع بقلبه على حقيقتها. وذلك ما يعرف بضعف البصيرة او انطماسها - 00:04:04
بصيرة التي هي بصر القلب اذا وجدت هذه الغفلة معناها هذه مرآة مشوشة لا يرى فيها الاشياء بصورة واضحة زجاج السيارة مرآة السيارة اذا كانت مليئة بالغبار مليئة بالصدأ من جوانبها - 00:04:27
وفي وسطها كيف يستطيع ان يرى الاشياء فيها يراها مشوشة فالقلب يتأثر ويصدأ ومن ثم فانه قد يرى الباطل حقا ويرى الحق باطلا ويرى المنكر معروفا ويرى المعروف منكرا تجادل بعض الناس - 00:04:44
وتحاول ان تقنعهم بدلائل الكتاب والسنة لتبين لهم الحق ولكن بلا جدوى لماذا لانه لم يعد يرى تلك الاشياء على صورتها الحقيقية فهو يرى المنكر انه معروف وانه حق فاذا كان العبد بهذه المثابة - 00:05:09
وازداد ذلك على قلبه واغفله واهمله هنا يحصل الران يتكدس تكون الطبقة غليظة كثيفة كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون فاذا حصل مثل هذا الران ايها الاحبة يكون القلب مطموسا - 00:05:33
مغموسا بالباطل والهوى فلا يفيق من غفلته ولا يرجع عن ضلالته ولا يرعوي من ذنب ومعصية ومقارفة محرمة وانما يسترسل في ذلك الى الممات الا من رحم الله تبارك وتعالى - 00:05:55
فقد يبلغ من العمر عتيا قد يصيبه من الامراض الخطيرة ويقول له الاطباء ايامك باتت معدودة. ومع ذلك على نفس الباطل لا توبة لا رجوع لا بيان للحق لا تكفير عن تلك الذنوب والسيئات والجرائر - 00:06:18
ابدا اصرار الى الممات هذا تفسير لحالات نراها ونشاهدها من البقاء على الفساد والشر والضلال الى اخر رمق هذا اذا وصل القلب الى هذا المستوى الران حجب كثيفة على هذا القلب فلا يصل اليه موعظة - 00:06:38
لا يقبل النصيحة لا يتأثر ولو سيقت له الدلائل وجاءته انواع النذر الحسية والمعنوية فانه لا يمكن ان يقبل او يرجع او يتوب او يتأثر فهذا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا كما قال النبي - 00:06:59
الله عليه وسلم في الحديث المشهور تعرض الفتن على القلوب كعرض الحصير. عودا عودا هذه الاشياء التي تعرض علينا هنا مشهد وهناك مشهد وهنا صفقة وهناك معصية اخرى تتصل باكلة - 00:07:22
او غير ذلك فاذا كل ذنب منها هو نكتة في هذا القلب سوداء تعرض الفتن على القلوب كعرض الحصير عودا عودا فايما قلب اشربها نكت فيه نكتة سوداء وايما قلب انكرها نكت فيه نكتة بيضاء - 00:07:43
حتى تصير القلوب على قلبين اسود مرباد كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا مقلوب الكوز اذا كان مقلوبا لا يمكن ان يستقر فيه الماء الا ما اشرب من هواه - 00:08:05
وابيض كالصفاة لا تضره فتنة ما قامت السماوات والارض السلامة من الفتن. السلامة من الفتن بجميع انواعها. ما الطريق بعض الناس يتساهل في مثل هذه القضايا يقول الكلام على هذه الموضوعات - 00:08:20
الكلام على قضايا تتعلق بالاذكار الكلام على قضايا تتعلق باعمال القلوب الكلام على قضايا بل لربما يأتي من يقول الكلام على المنكرات الاخرى في انكار المنكر ونحو ذلك هذي قظايا ينبغي - 00:08:37
الا يتشاغل بها الانسان يتشاغل بماذا؟ هو بزعمه الاصلاح العام القضايا العامة كيف يكون الاصلاح العام وهو مضيع لقلبه كيف يكون الاصلاح العام وهو مفتون تتتابع عليه هذه الفتن وهذا القلب يتشرب - 00:08:55
الذي قد اظلم قلبه الذي لا يعرف ربه الذي لا يذكر ربه الذي لم يستنر قلبه بذكر الله تبارك وتعالى. كيف يستطيع ان ينير للاخرين الطريق كيف يستطيع ان يوجه - 00:09:14
كيف يكون هاديا وقلبه لم يهتدي. الاهتداء الصحيح المطلوب ليست القضية ايها الاحبة عبارات وكلمات مزخرفة يركبها الانسان من عند نفسه وينشرها هنا وهناك عبر وسائل الاعلام الجديد ثم هو - 00:09:28
يستخف بما جاء عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم من هذه القضايا واشباهها بزعمه انه يشتغل بامور اعلى واعظم واهم يبدأ الاصلاح باصلاح هذه النفس واصلاح هذا القلب. والاعمى لا يمكن ان يدل الناس ولا يمكن ان يبصرهم - 00:09:46
ولكن قد علم كل اناس مشربه وعلى كل حال هذا الهوى هذه الغفلة هذه المعاصي كل ذلك يطمس القلب. ولهذا قال الله عز وجل ولا تطع من اغفلنا قلبه عن ذكرنا - 00:10:08
واتبع هواه وكان امره فرطا نضيع مفرط الحافظ ابن القيم رحمه الله يعلق على هذه الاية يقول الرجل اذا اراد ان يقتدي برجل انظر اذا اردت ان تقتدي باحد من الناس - 00:10:22
يقول فلينظر هل هو من اهل الذكر او من الغافلين؟ هذا اول امارة وعلامة هل الحاكم عليه الهوى او الوحي يقول فان كان الحاكم عليه هو الهوى وهو من اهل الغفلة كان امره فرطا - 00:10:40
هذا لا يستحق ان يقتدى به هو غافل فهذا مظيع للامر الذي كان عليه ان يلتزمه وان يقوم به فضيعه فكيف يرجى من اتباعه فلاح ورشد وهدى وهكذا ايها الاحبة - 00:10:58
يقول الحافظ ابن القيم ينبغي للرجل ان ينظر في شيخه وقدوته ومتبوعه فان وجده كذلك والا فليبعد عنه وجد قلبه عامرا بذكر الله عز وجل. ولا جد لسانه لاهجا بذكره - 00:11:17
كان حي القلب كثير الذكر صلته بربه قوية فهذا الذي يستنير قلبه مثل هذا يقول الحافظ ابن القيم فليستمسك بغرزه يستمسك بغرزه فهذا يكون على الطريق يكون على هدى وسبيل مستقيم - 00:11:35
هذا الذكر ايها الاحبة يورثنا حياة هذا القلب يزيل صدأه وهو كالماء للزرع وشيخ الاسلام رحمه الله يقول الذكر للقلب مثل الماء للسمك فكيف يكون حال السمك اذا فارق الماء؟ يتلبط - 00:12:00
ثم ما يلبث ان يبرد ويفارق الحياة وهكذا القلب فهذا الذكر قوت للقلوب والارواح فاذا حيل بينه وبين الذكر او تركه او اغفله واهمله صار بمنزلة الجسم اذا حبس عنه القوت - 00:12:20
ما الذي يحصل له غزال شحوب ذبول ثم بعد ذلك الموت المحقق. فالذكر للقلب اعظم من الغذاء للبدن ابن القيم يقول حضرت شيخ الاسلام مرة صلى الفجر ثم جلس يذكر الله تعالى الى قريب من انتصاف النهار يعني الى قريب من الظهر - 00:12:41
هذي جلسة ذكر يقول ثم التفت الي وقال هذه غدوتي هذا ولو لم اتغدى الغداء سقطت قوتي هذا شيخ الاسلام الذي هو شيخ الاسلام امام الدنيا في زمانه ولا زال - 00:13:04
العلماء ممن هم على الطريق الصحيح في الاعتقاد ولزوم السنة ينهلون من علمه الى اليوم كما قال بعض التلامذة لما حبس واوذي كان يوصي تلامذته هذا العالم نشر كتبه وعلمه يقول وسيأتي رجال وهم في اصلاب ابائهم الان. ينتفعون - 00:13:20
من هذه الكتب يوصيهم بكتب شيخ الاسلام يقول سيأتي رجال وهم الان في اصلاب ابائهم ينتفعون من هذه الكتب. يحثهم على العناية بها هذا يجلس الى نصف النهار يذكر الله عز وجل ويقول لو لم افعل - 00:13:45
لسقطت قواي اذا ماذا نقول نحن معاشر المساكين الضعفاء المفرطين. كم الوقت الذي نقضيه في الذكر كم الوقت لربما الاكثر منا هو الذي يجلس نصف ساعة بعد صلاة الفجر وبعد صلاة العصر - 00:14:02
وهذا يفسر بكل بساطة ايها الاحبة ما نعانيه من ضعف من ضعف حال المصائب فلا نتمالك من ضعف امام الشهوات فنقدم على مقارفتها ونعصي الله عز وجل صباح مساء هذا الذي يفسر لنا - 00:14:18
هذه الوحشة التي نجدها في صدورنا في قلوبنا هذا الذي يفسر لنا تلك المخاوف مجهولة المصدر احيانا. التي توجد في النفوس شيخ الاسلام يقول لا اترك الذكر الا بنية اجمام نفسي واراحتها لاستعد بتلك الراحة للذكر الى ذكر اخر - 00:14:35
اذا كيف الذي كل وقته اجمام في الليل كل يوم دورية كل يوم مطاعم وفي الاوقات الاخرى هنا وهناك فهو بين نوم وترويح وجاءت هذه الاجهزة التي اكملت على الباقي من الاوقات - 00:14:54
وهذه الوسائل فمتى يكون هذا الذكر؟ تجد الانسان قد جف لسانه ولا يكاد يذكر ربه تبارك وتعالى ثم يقول اعاني طبيعي ستعاني يا اخوان هذا الاكل والشرب والمتع واللذات والجماع والنزهة وما الى ذلك. كل هذا - 00:15:13
هذا اجمام وتنعيم للجسد دم ولحم وعظم عصب اما الروح هذه لا يمكن ان يكون لها راحة ولذة وسرور وعافية الا بان تتصل بربها وخالقها جل جلاله صلة قوية على قدر هذه الصلة لا يضره شيء باذن الله عز وجل - 00:15:31
لا يضره شيء ما قامت السماوات والارض باذن الله وتتبدد عنه تلك المخاوف تتبدل عنه تلك الاوهام القلب فيه فقر ذاتي فيه خلة كما يقول شيخ الاسلام وكما يقول ابن القيم رحمه الله - 00:15:54
لا تسد الا بهذا الذكر الذي يكون منشأه واصله في القلب ثم هو بعد ذلك يجري على اللسان فهذا الذي يفني الفاقة ويسد الخلة فيكون صاحبه غنيا بلا مال عزيزا بلا عشيرة مهيبا بلا سلطان - 00:16:11
اما ذاك الغافل فهو على الضد فهو فقير مع كثرة الجداء ذليل مع السلطان. حقير مع كثرة العشيرة وهكذا ايضا ايها الاحبة امور اخرى تتصل بالقلب لكن الوقت لا يسع - 00:16:31
لذكرها في هذا المجلس والليلة القادمة ان شاء الله تعالى لاهمية هذه الجزئية سأتحدث عن معقبات لهذا الحديث ان شاء الله تعالى. واسأل الله عز وجل ان يصلح قلوبنا واعمالنا - 00:16:47
وان يهدينا الى احسن الاقوال والاعمال وان يرزقنا واياكم الاخلاص والنية وان يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته ربنا اغفر لنا ولوالدينا ولاخواننا المسلمين والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه - 00:17:03