ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى - 00:00:00
اله وصحبه اجمعين. اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته كنا ابتدأنا الحديث عن دعاء الاستفتاح الاول مما ذكره المؤلف بهذا الكتاب وهو قوله صلى الله عليه وسلم اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب - 00:00:22
اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الابيض من الدنس. اللهم اغسلني من خطاياي بالثلج والماء والبرد وقد مضى الكلام على صدر هذا الدعاء واليوم نتحدث عن باقيه ان شاء الله - 00:00:46
فقوله اللهم اغسلني بالماء اغسل خطاياي بالماء والثلج والبرد وهنا اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الابيض من الدنس اللهم اغسلني من خطاياي بالثلج والماء والبرد اللهم نقني من خطاياي - 00:01:08
يعني نقني منها يعني طهرني من خطاياي بازالة هذه الخطايا وما لها من اثار ومثل ذلك وقع التشبيه فيه بتنقية الثوب الابيض من الدنس فان الثوب الابيض يظهر فيه ادنى - 00:01:34
دنس والنقاء يكون فيه ابلغ واظهر واوضح كما ينقى الثوب الابيض من الدنس اما الثوب الاسود فان الدنس لا يظهر فيه فقد يكون فيه من الدنس الشيء الكثير مما لو كان بغير هذا اللون كما - 00:02:00
اللون الابيض ولكنه لا يظهر في الاسود اما الابيض فان ذلك يظهر فيه ولو قل فهنا حينما يقال كما ينقى الثوب الابيض من الدنس بمعنى انه لا يبقى فيه ولو الشيء اليسير. الاسود قد يبقى فيه انما ينقى ما يظهر - 00:02:22
وما الذي عسى ان يظهر في الثوب الاسود اذا هذا يقصد به غاية التنقية فتزول الذنوب وموجباتها الاثام وما يترتب عليها من المؤاخذة والعقوبة فينقى من ذلك كله كتنقية الثوب الابيض من الوسخ - 00:02:44
يعني طهرني اتم التطهير. طهرني ابلغ التطهير من الذنوب والخطايا والادناس والارجاس وهنا لاحظوا انه قدم التنقية نقني من خطاياي على الغسل اللهم اغسلني اللهم اغسل خطاياي بالماء والثلج والبرد - 00:03:11
فايهما اولى بالتقديم الغسل او التنقية التنقية او لا لانه من باب التخلية فينقى ثم بعد ذلك يغسل بالماء والثلج والبرد ثمان قوله اللهم اغسلني وفي لفظ اغسل خطاياي وهنا - 00:03:42
اللهم اغسلني من خطاياي بالماء بالثلج والماء والبرد حديث فيه اختلاف في الالفاظ في الروايات. فعلى كل حال هنا طلب الغسل اغسلني او اغسل خطاياي يحتمل معنيين حينما يقول اغسل خطاياي او اغسلني من خطاياي بالثلج والماء - 00:04:13
والبرد مثل هذا او بالماء والثلج والبرد احتمل ان يكون المقصود بذلك المبالغة في التنقية والتطهير فذكر هذه الاشياء ليدل على هذا المعنى. يعني نقني تنقية كاملة وطهرني واغسلني تطهيرا - 00:04:42
لم كاملا بحيث لا يبقى معه لا يبقى معه شيء يعني كانه اراد على هذا المعنى الكلي الذي لا ينظر فيه الى الافراد الثلج ماذا يعني في التطهير والماء ماذا يعني؟ والبرد ماذا يعني؟ لا - 00:05:03
وهنا يحتمل ان يكون المراد المبالغة في التطهير والتنقية دون اعتبار لهذه المذكورات بعينها بحيث لا ينظر اليها على ان كل واحد يدل على معنى خاص وان المقصود المبالغة في - 00:05:23
التنقية والتطهير ويكون بذلك ابلغ ما يكون من المحو محو الخطايا فالثوب الذي تتكرر عليه التنقية بثلاثة اشياء منقية يكون في غاية الطهارة والنقاء فيكون المعنى بهذا الاعتبار بهذا الاجمال - 00:05:44
نقني طهرني تنقية وتطهيرا تاما. لا يبقى معه اثر للذنوب والخطايا والاثام والمعاصي والاوزار فهذا يحتمل كما انه يحتمل ان يكون كل واحد من هذه المذكورات الثلاثة الماء والثلج والبرد - 00:06:09
ان يكون مقصودا في التنقية هنا لانه يساهم في التطهير في جانب معين. فاذا اجتمعت هذه الثلاثة حصل التطهير الكامل ولا يحصل على ابلغ الوجوه واتمها الا باجتماع هذه الامور الثلاثة - 00:06:33
فيحصل المحو بذلك. وهذا نجد في مثل قوله تبارك وتعالى واعف عنا واغفر لنا وارحمنا. فذكر العفو وذكر ايضا المغفرة وذكر الرحمة. فهل هذه الثلاثة بمعنى واحد او ان كل واحد منها له معنى وهذا هو - 00:06:55
الاقرب. فهنا هذه الاوصاف الثلاثة من اهل العلم من نظر الى كل واحد منها وقال انه يشير الى معنى معين في التطهير وان اختلفت عباراتهم في تفسيره لكن هذا منح في تفسير هذا الدعاء او هذا - 00:07:15
الحديث فهنا بي هذه الاشياء المذكورة الثلاثة لو نظرنا نجد ان الماء يستعمل للتنظيف والثلج للتبريد والبرد ابلغ في ذلك البرد ابلغ في ذلك كما سيتضح ان شاء الله تعالى - 00:07:37
فهذا هذه المذكورات الثلاثة على هذا الاعتبار تكون مرادة خلافا لمن قال انها مجرد امثال يعني ذكرت ولا يراد حقيقة ذلك وانما المبالغة في التطهير فحسب فعلى كل حال هنا - 00:08:02
الماء والثلج والبرد يعني بانواع المطهرات مغفرة الذنوب وستر الذنوب بانواع الرحمة والالطاف اكد بعضهم يفسره بالماء والثلج والبرد المحو والستر والغفر وبعضهم يقول لما كانت الخطايا مؤدية الى النار - 00:08:27
نزلت هذه الخطايا منزلة النار والنار حارة محرقة فاستعمل في محوها المبردات من التي يحصل بها اطفاء النار وازالة الحرارة التي فيها الماء والثلج البرد فمن اهل العلم النظر الى ان ذلك يشير الى معان من الرحمة والمغفرة بعد العفو - 00:08:55
لاطفاء حرارة عذاب النار التي تكون ناشئة عن الذنوب والمخالفات والمعاصي وقد جاء من حديث عبدالله ابن ابي اوفى عند مسلم التعبير وصف الماء البرودة الماء البارد فهذه الخطايا بمنزلة - 00:09:26
النار لانها تكون سببا لدخول النار. فعبر عن اطفائها بالغسل وبالغ فيه فيما يقابل الحرارة حرارة النار استعمال المبردات ترقيا عن الماء الى ما هو ابرد الذي هو الثلج ثم - 00:09:49
البرد والثلج معروف الثلج لا يكون من السحاب وانما يكون مثل الرذاذ ينزل من غير سحاب فيتراكم ويجتمع على الارض واما البرد فهو يسقط من السحاب من جبال فيها من برد - 00:10:09
والفرق بين الثلج والبرد معروف لا يخفى فالبرد فالبرد يتساقط كالحجارة. فيفسد الزروع والثمار والمحاصيل وما الى ذلك واما الثلج فهو يسقط دون ان يشعر الناس بتأذن في سقوطه ولكنه حينما يجتمع - 00:10:28
قد يتضررون بذلك اذا من اهل العلم من يفسره بهذا ولكن ابن رجب رحمه الله والحافظ ابن القيم شيخ الاسلام ابن تيمية رحم الله الجميع فسروا ذلك بمعنى اشرت اليه فيما سبق ولكن كلامهم فيه اوضح - 00:10:53
واتم فمن رجب رحمه الله يقول لما كانت الذنوب تؤثر في القلب دنسا وهو المذكور في قوله تعالى كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون وتوجب للقلب احتراقا طلب في هذا الدعاء المباعدة بينه - 00:11:17
وبينها على اقصى وجوه المباعدة والمقصود المباعدة من تأثيراتها وعقوباتها الدنيوية والاخروية وطلب ايضا تنقية القلب من دنسها كما ينقى الثوب الابيض من الدنس وطلب ايضا اطفاء حرارتها وحريقها للقلب - 00:11:37
باعظم ما يوجد في الدنيا انقاء وتبريدا. وهو الماء والثلج والبرد. حديث عائشة اللهم اغسل خطاياي بالثلج والبرد وانق قلبي من الخطايا كما انقيت الثوب الابيض من الدنس وباعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق - 00:12:01
والمغرب كذلك فيما يدعى للميت اللهم اغسله بالماء والثلج والبرد. فهنا بهذه بهذا الاستفتاح استفتاح الصلاة يدعى بذلك يقول ابن رجب لان الصلوات الخمس تكفر الذنوب والخطايا. كما قال الله تعالى واقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل - 00:12:22
ان الحسنات يذهبن السيئات. فاقامة الصلوات المفروضة على وجهها يوجب مباعدة الذنوب ويوجب ايضا الانقاء منها والتطهير فهذه الصلوات الخمس كما مثلها النبي صلى الله عليه وسلم بالنهر الجاري الذي يغتسل فيه - 00:12:49
المسلم كل يوم خمس مرات وهذا ايضا الثلج والبرد يوجب تبريد الحريق الذي تكسبه الذنوب فيحصل اطفاء والتبريد الماء والثلج والبرد وفي الحديث الصحيح تحترقون وتحترقون حتى اذا صليتم الصبح او الفجر غسلتها ثم تحترقون تحترقون حتى اذا صليتم الظهر - 00:13:13
ثم تحترقون وتحترقون حتى اذا صليتم العصر غسلتها ثم تحترقون وتحترقون فاذا صليتم المغرب غسلتها ثم تحترقون تحترقون فاذا صليتم العشاء غسلتها وكذلك جاء عن انس رضي الله عنه مرفوعا الى النبي صلى الله عليه وسلم ان لله ملكا ينادي عند كل صلاة - 00:13:44
يا بني ادم قوموا الى نيرانكم التي اوقدتموها على انفسكم فاطفئوها. هذا الحديث كان الشيخ ناصر الدين الالباني رحمه الله ضعفه في بعض كتبه القديمة ثم بعد ذلك تراجع وصححه في بعض كتبه المتأخرة - 00:14:07
فهنا هذا كلام حاصل كلام ابن رجب رحمه الله ثم يذكر وجه تخصيص الثلج والبرد بالذكر باعتبار انهما على خلقتهما لم يستعملا ولم تنلهما الايدي ولم تخضهما الارجل كسائر المياه التي خالطت التراب وجرت في الانهار - 00:14:26
وجمعت في الحيض فهي فالثلج والبرد احق بالطهارة. يعني ما مسها دنس ابدا نازلة من السماء ليست كمياه الانهار او مياه الابار فهذا يكون انقى وابلغ وعلى كل حال هذا كله - 00:14:51
من قبيل الاحتمال وقد يقول قائل بان الماء الساخن ابلغ في التنظيف والتنقية من الاوساخ والادناس من الماء البارد فلماذا ذكر هنا الثلج والبرد ولم يذكر الماء الساخن يمكن ان يعرف - 00:15:15
مما ذكر من ان الذنوب لها حرارة وان الذي يناسب معها البرودة هذا بالاضافة الى ما ذكره الحافظ ابن القيم رحمه الله نقلا عن شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله - 00:15:34
بالجواب عن هذا لما سأله عن هذا السؤال ابن القيم رحمه الله سأل شيخه كيف تطهر الخطايا بذلك وما فائدة التخصيص بهذا مع اللفظ الاخر والماء البارد وان الحار ابلغ - 00:15:49
في الانقاء. فاجابه شيخ الاسلام رحمه الله قال الخطايا توجب للقلب حرارة ونجاسة وضعفا حرارة ونجاسة وضعف. ثلاثة اشياء فيرتخي القلب وتضطرم فيه نار الشهوة وتنجسه فان الخطايا والذنوب له بمنزلة الحطب الذي يمد النار ويوقدها ولهذا - 00:16:08
كلما كثرت الخطايا اشتدت نار القلب وضعفه والماء يغسل الخبث ويطفئ النار فان كان باردا اورث الجسم صلابة وقوة لاحظ في رخاوة بسبب الذنوب والمعاصي فالبارد يشده ويقويه فشيخ الاسلام هنا يقول فان كان باردا اورث الجسم صلابة وقوة فان كان معه ثلج وبرد كان اقوى في التبريد - 00:16:34
الجسم وشدته فكان اذهب لاثر الخطايا. هذا ما ذكره شيخ الاسلام في الجواب عن سؤال ابن القيم وهو امر مشاهد معروف ان الماء البارد يشد الجسم ويقويه وينشطه بخلاف الماء الساخن يورثه الفتور. ولذلك الانسان اذا اراد اه النوم - 00:17:06
فانه يغتسل بماء ساخن يفطر الجسم ويرتخي واذا اراد ان يتنشط فانه يغتسل بالماء البارد نعم فيذهب عنه الكسل والنوم والضعف كما هو معلوم. ابن القيم رحمه الله بعد ما ذكر هذا الجواب من شيخ الاسلام اضاف اليه - 00:17:27
قال هنا امور اربعة امران حسيان وامران معنويان. فالنجاسة التي تزول بالماء هي ومزيلها حسيا النجاسة ومزيلها حسيا واثر الخطايا التي تزول بالتوبة والاستغفار هي ومزيلها معنويا. يعني الخطايا امر معنوي - 00:17:50
الاثام امر معنوي و مزيلها الذي هو التوبة والاستغفار معنوي ليس بشيء ليس بشيء حسي فصار عندنا اربعة امور اثنان معنويا واثنان حسيان. يقول فذكر الحافظ ابن القيم يقول واثر الخطايا التي تزول بالتوبة والاستغفار هي ومزيلها معنويا وصلاح القلب وحياته ونعيمه لا يتم الا بهذا وهذا - 00:18:09
فذكر النبي صلى الله عليه وسلم من كل شطر قسما نبه به على القسم الاخر. فتضمن كلامه الاقسام الاربعة في غاية الاختصار كما في الدعاء الذي بعد الوضوء اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين. فيشمل الطهارة الحسية والطهارة - 00:18:41
المعنوية فالتوبة تطهر الاثام والماء يطهر النجاسات فهذان حسيان والاولان معنوياان. فهنا اغسلني بالماء والثلج والبرد. حينما يدعو ربه ان يطهره من الخطايا وان يغسله فيحصل التطهير المعنوي والتطهير والتطهير الحسي - 00:18:59
ويقول ايضا في الهدي النبوي له كتاب زاد المعاد يقول في هذا الحديث من الفقه ان الداء يداوى بظده يداوى بظده فان الخطايا يعني فيها من الحرارة والحريق ما يضاده الثلج والبرد - 00:19:24
والماء البارد. ولا يقال ان الماء الحار ابلغ في ازالة الوسخ لان في الماء البارد من تصليب الجسم وتقويته ما ليس في الحر والخطايا توجب اثرين. التدنيس والارخاء فالمطلوب مداواتها بما ينظف القلب ويصلبه. فذكر الماء البارد والثلج والبرد. اشارة الى هذين - 00:19:43
الامرين. تقي جزئية اخيرة وهي مناسبة هذا الدعاء للاستفتاح حينما يستفتح المسلم صلاته بهذا هنا ذكر الحافظ ابن رجب رحمه الله اشارة الى معنى لطيف وهو انه لما كانت الصلاة - 00:20:05
صلة بين العبد وربه وكان المصلي يناجي ربه وربه يقربه منه لم يصلح للدخول في الصلاة الا من كان طاهرا في ظاهره وباطنه. طهرة الباطن تنقية من الخطايا وطهارة الظاهر - 00:20:24
بي التخلي من النجاسات والادناس وما الى ذلك. يقول ولذلك شرع للمصلي ان يتطهر بالماء فتكفر ذنوبه بالوضوء ثم يمشي الى المسجد. تكفر ذنوبه بالمشي. فان بقي من ذنوبه شيء كفرته الصلاة - 00:20:42
تطهير غسيل جاء عن سلمان رضي الله عنه الوضوء يكفر الجراحات الصغار يعني ما يجترحه الانسان والمشي الى المسجد يكفر اكثر من ذلك والصلاة تكفر اكثر من ذلك. يعني هو في تطهير حتى يصلي ثم بعد ذلك يخرج وقد طهر - 00:21:01
من ذنوبه. يقول ابن رجب فاذا قام المصلي بين يدي ربه في الصلاة وشرع في مناجاته شرع له اول ما يناجي ربه ان يسأل ربه ان يباعد بينه وبين ما يوجب له البعد من ربه وهو الذنوب. وان يطهره منها ليصلح حينئذ للتقريب والمناجاة - 00:21:20
فيستكمل فوائد الصلاة وثمراتها من المعرفة والانس والمحبة والخشية فتصير صلاته ناهية له عن الفحشاء والمنكر وهي الصلاة النافعة. هذا ما ذكره الحافظ ابن رجب وهذا ما يتعلق بهذا الحديث - 00:21:42
مما يحسن ايراده والا فكلام اهل العلم في ذلك كثير جدا لكن انما هو في امور قد لا نحتاج اليها في مثل هذا المقام هذا واسأل الله عز وجل ان يعلمنا واياكم ما ينفعنا وان ينفعنا بما علمنا وان يفقهنا في الدين والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه - 00:22:00
Transcription
ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى - 00:00:00
اله وصحبه اجمعين. اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته كنا ابتدأنا الحديث عن دعاء الاستفتاح الاول مما ذكره المؤلف بهذا الكتاب وهو قوله صلى الله عليه وسلم اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب - 00:00:22
اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الابيض من الدنس. اللهم اغسلني من خطاياي بالثلج والماء والبرد وقد مضى الكلام على صدر هذا الدعاء واليوم نتحدث عن باقيه ان شاء الله - 00:00:46
فقوله اللهم اغسلني بالماء اغسل خطاياي بالماء والثلج والبرد وهنا اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الابيض من الدنس اللهم اغسلني من خطاياي بالثلج والماء والبرد اللهم نقني من خطاياي - 00:01:08
يعني نقني منها يعني طهرني من خطاياي بازالة هذه الخطايا وما لها من اثار ومثل ذلك وقع التشبيه فيه بتنقية الثوب الابيض من الدنس فان الثوب الابيض يظهر فيه ادنى - 00:01:34
دنس والنقاء يكون فيه ابلغ واظهر واوضح كما ينقى الثوب الابيض من الدنس اما الثوب الاسود فان الدنس لا يظهر فيه فقد يكون فيه من الدنس الشيء الكثير مما لو كان بغير هذا اللون كما - 00:02:00
اللون الابيض ولكنه لا يظهر في الاسود اما الابيض فان ذلك يظهر فيه ولو قل فهنا حينما يقال كما ينقى الثوب الابيض من الدنس بمعنى انه لا يبقى فيه ولو الشيء اليسير. الاسود قد يبقى فيه انما ينقى ما يظهر - 00:02:22
وما الذي عسى ان يظهر في الثوب الاسود اذا هذا يقصد به غاية التنقية فتزول الذنوب وموجباتها الاثام وما يترتب عليها من المؤاخذة والعقوبة فينقى من ذلك كله كتنقية الثوب الابيض من الوسخ - 00:02:44
يعني طهرني اتم التطهير. طهرني ابلغ التطهير من الذنوب والخطايا والادناس والارجاس وهنا لاحظوا انه قدم التنقية نقني من خطاياي على الغسل اللهم اغسلني اللهم اغسل خطاياي بالماء والثلج والبرد - 00:03:11
فايهما اولى بالتقديم الغسل او التنقية التنقية او لا لانه من باب التخلية فينقى ثم بعد ذلك يغسل بالماء والثلج والبرد ثمان قوله اللهم اغسلني وفي لفظ اغسل خطاياي وهنا - 00:03:42
اللهم اغسلني من خطاياي بالماء بالثلج والماء والبرد حديث فيه اختلاف في الالفاظ في الروايات. فعلى كل حال هنا طلب الغسل اغسلني او اغسل خطاياي يحتمل معنيين حينما يقول اغسل خطاياي او اغسلني من خطاياي بالثلج والماء - 00:04:13
والبرد مثل هذا او بالماء والثلج والبرد احتمل ان يكون المقصود بذلك المبالغة في التنقية والتطهير فذكر هذه الاشياء ليدل على هذا المعنى. يعني نقني تنقية كاملة وطهرني واغسلني تطهيرا - 00:04:42
لم كاملا بحيث لا يبقى معه لا يبقى معه شيء يعني كانه اراد على هذا المعنى الكلي الذي لا ينظر فيه الى الافراد الثلج ماذا يعني في التطهير والماء ماذا يعني؟ والبرد ماذا يعني؟ لا - 00:05:03
وهنا يحتمل ان يكون المراد المبالغة في التطهير والتنقية دون اعتبار لهذه المذكورات بعينها بحيث لا ينظر اليها على ان كل واحد يدل على معنى خاص وان المقصود المبالغة في - 00:05:23
التنقية والتطهير ويكون بذلك ابلغ ما يكون من المحو محو الخطايا فالثوب الذي تتكرر عليه التنقية بثلاثة اشياء منقية يكون في غاية الطهارة والنقاء فيكون المعنى بهذا الاعتبار بهذا الاجمال - 00:05:44
نقني طهرني تنقية وتطهيرا تاما. لا يبقى معه اثر للذنوب والخطايا والاثام والمعاصي والاوزار فهذا يحتمل كما انه يحتمل ان يكون كل واحد من هذه المذكورات الثلاثة الماء والثلج والبرد - 00:06:09
ان يكون مقصودا في التنقية هنا لانه يساهم في التطهير في جانب معين. فاذا اجتمعت هذه الثلاثة حصل التطهير الكامل ولا يحصل على ابلغ الوجوه واتمها الا باجتماع هذه الامور الثلاثة - 00:06:33
فيحصل المحو بذلك. وهذا نجد في مثل قوله تبارك وتعالى واعف عنا واغفر لنا وارحمنا. فذكر العفو وذكر ايضا المغفرة وذكر الرحمة. فهل هذه الثلاثة بمعنى واحد او ان كل واحد منها له معنى وهذا هو - 00:06:55
الاقرب. فهنا هذه الاوصاف الثلاثة من اهل العلم من نظر الى كل واحد منها وقال انه يشير الى معنى معين في التطهير وان اختلفت عباراتهم في تفسيره لكن هذا منح في تفسير هذا الدعاء او هذا - 00:07:15
الحديث فهنا بي هذه الاشياء المذكورة الثلاثة لو نظرنا نجد ان الماء يستعمل للتنظيف والثلج للتبريد والبرد ابلغ في ذلك البرد ابلغ في ذلك كما سيتضح ان شاء الله تعالى - 00:07:37
فهذا هذه المذكورات الثلاثة على هذا الاعتبار تكون مرادة خلافا لمن قال انها مجرد امثال يعني ذكرت ولا يراد حقيقة ذلك وانما المبالغة في التطهير فحسب فعلى كل حال هنا - 00:08:02
الماء والثلج والبرد يعني بانواع المطهرات مغفرة الذنوب وستر الذنوب بانواع الرحمة والالطاف اكد بعضهم يفسره بالماء والثلج والبرد المحو والستر والغفر وبعضهم يقول لما كانت الخطايا مؤدية الى النار - 00:08:27
نزلت هذه الخطايا منزلة النار والنار حارة محرقة فاستعمل في محوها المبردات من التي يحصل بها اطفاء النار وازالة الحرارة التي فيها الماء والثلج البرد فمن اهل العلم النظر الى ان ذلك يشير الى معان من الرحمة والمغفرة بعد العفو - 00:08:55
لاطفاء حرارة عذاب النار التي تكون ناشئة عن الذنوب والمخالفات والمعاصي وقد جاء من حديث عبدالله ابن ابي اوفى عند مسلم التعبير وصف الماء البرودة الماء البارد فهذه الخطايا بمنزلة - 00:09:26
النار لانها تكون سببا لدخول النار. فعبر عن اطفائها بالغسل وبالغ فيه فيما يقابل الحرارة حرارة النار استعمال المبردات ترقيا عن الماء الى ما هو ابرد الذي هو الثلج ثم - 00:09:49
البرد والثلج معروف الثلج لا يكون من السحاب وانما يكون مثل الرذاذ ينزل من غير سحاب فيتراكم ويجتمع على الارض واما البرد فهو يسقط من السحاب من جبال فيها من برد - 00:10:09
والفرق بين الثلج والبرد معروف لا يخفى فالبرد فالبرد يتساقط كالحجارة. فيفسد الزروع والثمار والمحاصيل وما الى ذلك واما الثلج فهو يسقط دون ان يشعر الناس بتأذن في سقوطه ولكنه حينما يجتمع - 00:10:28
قد يتضررون بذلك اذا من اهل العلم من يفسره بهذا ولكن ابن رجب رحمه الله والحافظ ابن القيم شيخ الاسلام ابن تيمية رحم الله الجميع فسروا ذلك بمعنى اشرت اليه فيما سبق ولكن كلامهم فيه اوضح - 00:10:53
واتم فمن رجب رحمه الله يقول لما كانت الذنوب تؤثر في القلب دنسا وهو المذكور في قوله تعالى كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون وتوجب للقلب احتراقا طلب في هذا الدعاء المباعدة بينه - 00:11:17
وبينها على اقصى وجوه المباعدة والمقصود المباعدة من تأثيراتها وعقوباتها الدنيوية والاخروية وطلب ايضا تنقية القلب من دنسها كما ينقى الثوب الابيض من الدنس وطلب ايضا اطفاء حرارتها وحريقها للقلب - 00:11:37
باعظم ما يوجد في الدنيا انقاء وتبريدا. وهو الماء والثلج والبرد. حديث عائشة اللهم اغسل خطاياي بالثلج والبرد وانق قلبي من الخطايا كما انقيت الثوب الابيض من الدنس وباعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق - 00:12:01
والمغرب كذلك فيما يدعى للميت اللهم اغسله بالماء والثلج والبرد. فهنا بهذه بهذا الاستفتاح استفتاح الصلاة يدعى بذلك يقول ابن رجب لان الصلوات الخمس تكفر الذنوب والخطايا. كما قال الله تعالى واقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل - 00:12:22
ان الحسنات يذهبن السيئات. فاقامة الصلوات المفروضة على وجهها يوجب مباعدة الذنوب ويوجب ايضا الانقاء منها والتطهير فهذه الصلوات الخمس كما مثلها النبي صلى الله عليه وسلم بالنهر الجاري الذي يغتسل فيه - 00:12:49
المسلم كل يوم خمس مرات وهذا ايضا الثلج والبرد يوجب تبريد الحريق الذي تكسبه الذنوب فيحصل اطفاء والتبريد الماء والثلج والبرد وفي الحديث الصحيح تحترقون وتحترقون حتى اذا صليتم الصبح او الفجر غسلتها ثم تحترقون تحترقون حتى اذا صليتم الظهر - 00:13:13
ثم تحترقون وتحترقون حتى اذا صليتم العصر غسلتها ثم تحترقون وتحترقون فاذا صليتم المغرب غسلتها ثم تحترقون تحترقون فاذا صليتم العشاء غسلتها وكذلك جاء عن انس رضي الله عنه مرفوعا الى النبي صلى الله عليه وسلم ان لله ملكا ينادي عند كل صلاة - 00:13:44
يا بني ادم قوموا الى نيرانكم التي اوقدتموها على انفسكم فاطفئوها. هذا الحديث كان الشيخ ناصر الدين الالباني رحمه الله ضعفه في بعض كتبه القديمة ثم بعد ذلك تراجع وصححه في بعض كتبه المتأخرة - 00:14:07
فهنا هذا كلام حاصل كلام ابن رجب رحمه الله ثم يذكر وجه تخصيص الثلج والبرد بالذكر باعتبار انهما على خلقتهما لم يستعملا ولم تنلهما الايدي ولم تخضهما الارجل كسائر المياه التي خالطت التراب وجرت في الانهار - 00:14:26
وجمعت في الحيض فهي فالثلج والبرد احق بالطهارة. يعني ما مسها دنس ابدا نازلة من السماء ليست كمياه الانهار او مياه الابار فهذا يكون انقى وابلغ وعلى كل حال هذا كله - 00:14:51
من قبيل الاحتمال وقد يقول قائل بان الماء الساخن ابلغ في التنظيف والتنقية من الاوساخ والادناس من الماء البارد فلماذا ذكر هنا الثلج والبرد ولم يذكر الماء الساخن يمكن ان يعرف - 00:15:15
مما ذكر من ان الذنوب لها حرارة وان الذي يناسب معها البرودة هذا بالاضافة الى ما ذكره الحافظ ابن القيم رحمه الله نقلا عن شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله - 00:15:34
بالجواب عن هذا لما سأله عن هذا السؤال ابن القيم رحمه الله سأل شيخه كيف تطهر الخطايا بذلك وما فائدة التخصيص بهذا مع اللفظ الاخر والماء البارد وان الحار ابلغ - 00:15:49
في الانقاء. فاجابه شيخ الاسلام رحمه الله قال الخطايا توجب للقلب حرارة ونجاسة وضعفا حرارة ونجاسة وضعف. ثلاثة اشياء فيرتخي القلب وتضطرم فيه نار الشهوة وتنجسه فان الخطايا والذنوب له بمنزلة الحطب الذي يمد النار ويوقدها ولهذا - 00:16:08
كلما كثرت الخطايا اشتدت نار القلب وضعفه والماء يغسل الخبث ويطفئ النار فان كان باردا اورث الجسم صلابة وقوة لاحظ في رخاوة بسبب الذنوب والمعاصي فالبارد يشده ويقويه فشيخ الاسلام هنا يقول فان كان باردا اورث الجسم صلابة وقوة فان كان معه ثلج وبرد كان اقوى في التبريد - 00:16:34
الجسم وشدته فكان اذهب لاثر الخطايا. هذا ما ذكره شيخ الاسلام في الجواب عن سؤال ابن القيم وهو امر مشاهد معروف ان الماء البارد يشد الجسم ويقويه وينشطه بخلاف الماء الساخن يورثه الفتور. ولذلك الانسان اذا اراد اه النوم - 00:17:06
فانه يغتسل بماء ساخن يفطر الجسم ويرتخي واذا اراد ان يتنشط فانه يغتسل بالماء البارد نعم فيذهب عنه الكسل والنوم والضعف كما هو معلوم. ابن القيم رحمه الله بعد ما ذكر هذا الجواب من شيخ الاسلام اضاف اليه - 00:17:27
قال هنا امور اربعة امران حسيان وامران معنويان. فالنجاسة التي تزول بالماء هي ومزيلها حسيا النجاسة ومزيلها حسيا واثر الخطايا التي تزول بالتوبة والاستغفار هي ومزيلها معنويا. يعني الخطايا امر معنوي - 00:17:50
الاثام امر معنوي و مزيلها الذي هو التوبة والاستغفار معنوي ليس بشيء ليس بشيء حسي فصار عندنا اربعة امور اثنان معنويا واثنان حسيان. يقول فذكر الحافظ ابن القيم يقول واثر الخطايا التي تزول بالتوبة والاستغفار هي ومزيلها معنويا وصلاح القلب وحياته ونعيمه لا يتم الا بهذا وهذا - 00:18:09
فذكر النبي صلى الله عليه وسلم من كل شطر قسما نبه به على القسم الاخر. فتضمن كلامه الاقسام الاربعة في غاية الاختصار كما في الدعاء الذي بعد الوضوء اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين. فيشمل الطهارة الحسية والطهارة - 00:18:41
المعنوية فالتوبة تطهر الاثام والماء يطهر النجاسات فهذان حسيان والاولان معنوياان. فهنا اغسلني بالماء والثلج والبرد. حينما يدعو ربه ان يطهره من الخطايا وان يغسله فيحصل التطهير المعنوي والتطهير والتطهير الحسي - 00:18:59
ويقول ايضا في الهدي النبوي له كتاب زاد المعاد يقول في هذا الحديث من الفقه ان الداء يداوى بظده يداوى بظده فان الخطايا يعني فيها من الحرارة والحريق ما يضاده الثلج والبرد - 00:19:24
والماء البارد. ولا يقال ان الماء الحار ابلغ في ازالة الوسخ لان في الماء البارد من تصليب الجسم وتقويته ما ليس في الحر والخطايا توجب اثرين. التدنيس والارخاء فالمطلوب مداواتها بما ينظف القلب ويصلبه. فذكر الماء البارد والثلج والبرد. اشارة الى هذين - 00:19:43
الامرين. تقي جزئية اخيرة وهي مناسبة هذا الدعاء للاستفتاح حينما يستفتح المسلم صلاته بهذا هنا ذكر الحافظ ابن رجب رحمه الله اشارة الى معنى لطيف وهو انه لما كانت الصلاة - 00:20:05
صلة بين العبد وربه وكان المصلي يناجي ربه وربه يقربه منه لم يصلح للدخول في الصلاة الا من كان طاهرا في ظاهره وباطنه. طهرة الباطن تنقية من الخطايا وطهارة الظاهر - 00:20:24
بي التخلي من النجاسات والادناس وما الى ذلك. يقول ولذلك شرع للمصلي ان يتطهر بالماء فتكفر ذنوبه بالوضوء ثم يمشي الى المسجد. تكفر ذنوبه بالمشي. فان بقي من ذنوبه شيء كفرته الصلاة - 00:20:42
تطهير غسيل جاء عن سلمان رضي الله عنه الوضوء يكفر الجراحات الصغار يعني ما يجترحه الانسان والمشي الى المسجد يكفر اكثر من ذلك والصلاة تكفر اكثر من ذلك. يعني هو في تطهير حتى يصلي ثم بعد ذلك يخرج وقد طهر - 00:21:01
من ذنوبه. يقول ابن رجب فاذا قام المصلي بين يدي ربه في الصلاة وشرع في مناجاته شرع له اول ما يناجي ربه ان يسأل ربه ان يباعد بينه وبين ما يوجب له البعد من ربه وهو الذنوب. وان يطهره منها ليصلح حينئذ للتقريب والمناجاة - 00:21:20
فيستكمل فوائد الصلاة وثمراتها من المعرفة والانس والمحبة والخشية فتصير صلاته ناهية له عن الفحشاء والمنكر وهي الصلاة النافعة. هذا ما ذكره الحافظ ابن رجب وهذا ما يتعلق بهذا الحديث - 00:21:42
مما يحسن ايراده والا فكلام اهل العلم في ذلك كثير جدا لكن انما هو في امور قد لا نحتاج اليها في مثل هذا المقام هذا واسأل الله عز وجل ان يعلمنا واياكم ما ينفعنا وان ينفعنا بما علمنا وان يفقهنا في الدين والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه - 00:22:00