Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله. السلام عليكم ورحمة الله. واهلا بكم في الصفحة في الرابعة من القرآن وقد اخترت لكم منها الاية السابعة عشرة والثامنة عشرة من سورة البقرة - 00:00:00ضَ
مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما اضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون صم بكم عمي فهم لا يرجعون هذا مثل ضربه الله جل وعلا لحال المنافقين الذين لاحت لهم سبل الهداية فاعرضوا عنها - 00:00:21ضَ
واضاء لهم نور الايمان فنبذوه. وخلدوا الى كفرهم وضلالهم فهم في ظلماتهم يترددون بل هم كمن فقد السمع والنطق والبصر فانى له ان يهتدي. وفي هاتين الايتين من وجوه البلاغة والبيان افانين - 00:00:48ضَ
اولها التشبيه التمثيلي وهو الذي يكون فيه وجه الشبه منتزعا من متعدد كما سلف القول لاحظوا كيف شبه الله سبحانه وتعالى هنا حال المنافقين في نفاقهم واظهارهم خلاف ما يسترونه من كفر - 00:01:09ضَ
بحال من اشعل نارا ليستضيئ بها فلما انارت له المكان وتأنس بها وابصر ما عن يمينه وشماله طفئت ناره وعمه الظلام يلاحظ في هذا التشبيه انه جاء على طريقة الامثال - 00:01:30ضَ
وهي تؤثر في القلوب ما لا يؤثره وصف الشيء في نفسه لان الغبط من المثل كما يقول ابو حيان الاندلسي رحمه الله تشبيه الخفي بالجلي والغائب بالشاهد سيتأكد الوقوف على ماهيته - 00:01:50ضَ
ويصير الحس مطابقا للعقل. وهنا فعلا شبه المعقول بالمحسوس فكان الى الافهام اقرب اكثر ادراكا وثانيها ثاني هذه الوجوه او الجوانب البلاغية ان ان ربنا جل وعلا اه اورد الصيغة استوقده وليس اوقده - 00:02:11ضَ
واستنقذ بزيادة بزيادة السين والتاء ابلغ السين والتاء هنا تفيدان التأكيد كما في قوله تعالى فاستجاب لهم ربهم استجاب وليس اجابا ثالثها لما هذه وهي اداة شرط غير جازمة ويسميها النحاة حرف وجود لوجود - 00:02:40ضَ
لماذا؟ لانها يوجد جوابها لوجود شرطها وهي كثيرة في القرآن كقوله تعالى ولما دخلوا على يوسف اوى اليه اخاه وكقوله ايضا ولما جاءت رسلنا لوطا سيئ بهم وضاق بهم ذراعا - 00:03:06ضَ
ورابعوها التعبير بفعل ذهب المعدى بالباء لا باذهب الذي يتعدى بالهمزة. اصل ذهب فعل لازم. يمكن ان يصبح متعديا اذا دخلت عليه همزة ولكن تعديته بالباء كما هي الحال هنا - 00:03:27ضَ
ذهب به ابلغ واعظم لماذا؟ لان دلال الذهب به استصحبه ومضى به معه اما اذهبه فهي تعني ازاله وجعله ذاهبا بامر منه قال تعالى فلما ذهبوا به اذا آآ اذهبوه وذهبوا به ايضا. ذهبوا معه مستصحبينه اياه - 00:03:49ضَ
وآآ خامسها الايجاز بالحذف مع التشبيه البليغ في قوله صم بكم عمي فهم لا يرجعون. فهذه اخبار ثلاثة لمبتدأ محذوف تقديره هم. اذا انحذف المبتدأ هذا ايجاز بالحذف واما تشبيههم بالصم البكم العمي فهو تشبيه بليغ آآ حذفت طبعا منه يسمى التشبيه بليغا. اذا حذفت منه الاداة - 00:04:17ضَ
ووجه الشبع وهو بليغ لماذا؟ لان المشبه به عين المشبه اذا هم ليسوا كالصم هم الصم هم العمي. نعم آآ شبهوا في انعدام الاحساس منهم بالصم البكم العمي. اي كل واحد منهم اجتمعت له هذه الصفات الثلاث. والصوم طبعا جمع اصم وهو من لا يسمع والبكم جمع ابكم - 00:04:47ضَ
وهو من لا ينطق والعمي جمع اعمى وهو من لا يبصر وسادسها واخيرها واخرها المجاز في قوله تعالى فهم لا يرجعون لان من تراه هذه الصفات انعدم منه الفهم والافهام وتعذر طمع رجوعه الى رشد او صواب. والرجوع هنا مجاز. الرجوع هنا - 00:05:15ضَ
في الاقلاع عن الكفر. والله تعالى اعلم. والسلام عليكم - 00:05:40ضَ