Baheth

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداه. ذكر ابن كثير في تفسيره ان هناك من ان قسطنطين دخل في دين النصرانية حيلة ليفسده. فانه كان فيلسوفا. وهذا القول يتماهى مع حزمة الاصلاحات الكبيرة - 00:00:00ضَ

في عهده اي ان تنصره كان سياسيا وليس حقيقيا. فهو بهذا يظفر بتحريف التوحيد الذي ارسل به عيسى لتكون ثنية يهواها ويظفر باستقطاب النصارى الذين كانوا يمثلون مشكلة لدى الامبراطورية الرومانية. ال عمران تريد ان - 00:00:20ضَ

للنصارى في العالم عموما ولفد نجران خصوصا والذين يتبعون الامبراطورية البيزنطية الا قليلا من الموحدين تريد ان تقول لهم ان الدين الذي يدين به النصارى ليس هو دين عيسى. وانما هو دين مختلق فان عيسى جاء بتوحيد - 00:00:40ضَ

الله تعالى ونبذ الشرك وهذا هو لب الاسلام. قال الطبري في قوله تعالى فلما احس عيسى منهم الكفر قال من انصاري الى الله؟ قال قال الحواريون نحن انصار الله امنا بالله واشهد بان مسلمون. قال وهذا خبر من الله عز وجل ان الاسلام دينه الذي - 00:01:00ضَ

اتى به عيسى والانبياء قبله لا النصرانية ولا اليهودية وتبرئة من الله لعيسى ممن انتحل النصرانية ودان بها. كما برأ ابراهيم من سائر الاديان غير الاسلام. وذلك احتجاج من الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم على وفد نجران. وقال ابن كثير - 00:01:20ضَ

فلما بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم فكان من امن به يؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله على الوجه الحق. كانوا هم اتباع كل نبي على وجه الارض. اذ قد صدقوا الرسول نبي الامي خاتم الرسل وسيد ولد ادم الذي دعاهم الى التصديق بجميع الحق - 00:01:40ضَ

فكانوا اولى بكل نبي من امته الذين يزعمون انهم على ملته وطريقته. مع ما قد حرفوا وبدلوه قال ولهذا لما كانوا هم المؤمنين بالمسيح حقا سلبوا النصارى بلاد الشام واجلوهم الى الروم. فلجأوا الى مدينتهم - 00:02:00ضَ

القسطنطينية اذا صدر سورة ال عمران يجلي حقيقة ان النصرانية التي جاء بها قسطنطين والتي يدين بها اهل نجران تبعا ام البيزنطيين ما هي الا افتراء. وان الحق هو ان دين عيسى هو نفسه الاسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم. وان اصحاب - 00:02:19ضَ

محمد هم المؤمنون بعيسى ودينه على وجه الحقيقة. وان الاسلام ليس وليد الساعة. وانما هو ممتد في التاريخ. وان اهل نجران واساقفتهم وكل الكنائس والمعابد التي انشأتها دولة الروم والتي تزيد على اثني عشر الفا لا تتبع دين عيسى - 00:02:39ضَ

وانما تتبع دين قسطنطين المحدث والوثني. وبهذه الايات اصيبت الامبراطورية البيزنطية بهزة فكرية سيكون لها كبير الاثر في الفتوحات اللاحقة. وهنا يأتي حوار حول تاريخية الاديان. وفي القرآن تفصيل دقيق - 00:02:59ضَ

ذلك وفي سورة ال عمران توضيح لهذا الامر كما هو الشأن في سورة البقرة. فالنصارى كما اليهود ومشركي العرب يدعون انهم اتباع ابراهيم عليه السلام وابراهيم عليه السلام من اعظم شخصيات التاريخ البشري وهو ابو الانبياء من الفرعين العرب وبني - 00:03:19ضَ

اسرائيل وهو مجمع على فضائله بين الامم. فشاع بين الناس ان محمدا صلى الله عليه وسلم يزعم انه في رسالته انما اتبعوا ابراهيم وهم يعلمون قطعا انه من ذريته. وقد ولد وبعث في جوار البيت الذي بناه ابراهيم. اعني البيت الحرام - 00:03:39ضَ

القرآن باخبار كثيرة عن ابراهيم لم تكن معروفة او معلومة لدى من يدعي اتباعه. فاختصمت الفئات الثلاثة في دعوى النسبة فجاءت ال عمران تقضي بينهم وتفصل في هذه القضية التاريخية الفكرية لتبين ان دين ابراهيم هو الاسلام - 00:03:59ضَ

والحنيفية وان الحج الى البيت الحرام لا يفعله الا ابراهيم. ومن اتبعه من الانبياء وامة محمد صلى الله عليه وسلم خلافا لليهود والنصارى. ما كان ابراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما. وما - 00:04:19ضَ

كان من المشركين ان اولى الناس بابراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين امنوا. والله ولي المؤمنين. وعن سبب بادعاء اليهود والنصارى اتباع ابراهيم. يقول ابن عاشور واحسب ان ادعاءهم انهم على ملة ابراهيم. انما انتحلوه لبث كل من - 00:04:39ضَ

طريقين الدعوة الى دينه بين العرب ولا سيما النصرانية. فان دعاتها كانوا يحاولون انتشارها بين العرب. فلا يجدون شيئا يروج عندهم سوى ان يقولوا انها ملة ابراهيم. ومن اجل ذلك اتبعت في بعض قبائل العرب. وهنالك اخبار في اسباب النزول تثيرها - 00:04:59ضَ

هذه الاحتمالات انتهى كلامه. فالقضية لا تخلو من حيلة سياسية تستخدم الدين في السيطرة على الناس. وباوجز عبارة تسقط هذه الاية ادعاء التشريف الذي يزعمه كل من اليهود والنصارى ومشركي العرب وتجعل من تلك الثلة المباركة من المهاجرين والانصار او - 00:05:19ضَ

اولى الناس بهذا التشريف والرفعة وتجعلهم هم اهل الحق بين اهل الارض. وهكذا كل من اتبعهم باحسان. وفي باكورة الامة المسلمة الجديدة تؤكد ال عمران انها هي امة الحق وامة التوحيد الناصع وامة الحنيفية - 00:05:39ضَ

امة الاسلام انهم اولى الناس بابراهيم انتسابا واتباعا وحجة وتشريفا ثم تبين ال عمران ان الاسلام هو دين الانبياء وهو الدين الذي لا يرتضي الله سواه عبر التاريخ. وان الكتب نزلت به. ولذلك - 00:05:59ضَ

اشهد الله تعالى اهل العلم من الامم على ذلك. شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولو العلم قائما بالقسط لا اله الا هو العزيز الحكيم. ان الدين عند الله الاسلام. وما اختلف الذين اوتوا الكتاب الا من بعد ما جاءهم - 00:06:17ضَ

العلم بغيا بينهم ومن يكفر بايات الله فان الله سريع الحساب. فان حاجوك فقل اسلمت وجهي لله ومن اتبعني قل للذين اوتوا الكتاب والاميين اسلمتم فان اسلموا فقد اهتدوا. وان تولوا فانما عليك البلاغ والله بصير بالعباد - 00:06:37ضَ

وكل الانبياء قد اخذ الله عليهم الميثاق في نصرة محمد صلى الله عليه وسلم واتباعه اذا ظهر بينهم. وابلغوا في ذلك واذ اخذ الله ميثاق النبيين لما اتيتكم من كتاب وحكمة. ثم جاءكم رسول اي محمد صلى الله عليه وسلم - 00:06:57ضَ

ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم. لتؤمنن به ولتنصرنه. قال اأقررتم واخذتم على ذلكم اصري قالوا اقرظنا. قال فاشهدوا وانا معكم من الشاهدين. فمن تولى بعد ذلك فاولئك هم الفاسقون. قضى الله تعالى ان يكون الاسلام - 00:07:17ضَ

والدين الخالد والخاتم. ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين. لذلك جاءت سورة ال عمران بالتعريف بقصة الاسلام عبر التاريخ. ولتنبه المؤمنين بان يحفظوه من التبديل والتحريف. كما حدث من قبل - 00:07:37ضَ

قول في اهل الكتاب وكما غيرته احبارهم ورؤساؤهم من اجل مطامع الدنيا. فاللهم اجعلنا من انصارك وانصار دينك - 00:07:57ضَ