الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداه. يظل اهل العلم في الموقع المركزي للامم ويظل دورهم في البناء والهدم محل عناية القرآن المدني. ومنذ بدايته انها مسألة مفصلية يجب على الامة - 00:00:00ضَ

ان تعيها وتهتم بها وسورة ال عمران ثنت الحديث عن اهل العلم من اولها وحتى منتهاها. بالرغم من اختلاف الموضوعات التي تناولتها السورة لتشكل بذلك مفهوما متكاملا عن دور اهل العلم وطلابه. ويمكن ان ننظر وفقا للصورة - 00:00:20ضَ

الى هذا الدور من خلال خطين رئيسيين الخط الاول دور العلماء وطلاب العلم نحو العلم ذاته. والخط الثاني دورهم نحو الامة. ذلك ان ال عمران جاءت الامة باعتبارها كيانا له خصائصه وواجباته واستحقاقاته. اما الخط الاول وهو دور اهل العلم نحو العلم - 00:00:40ضَ

الذي تعلموه والذي به يكونون من الراسخين في العلم يمكن تلخيصه في عدد من النقاط. منها بيان المحكمات وتوظيحها وكشف عنها واتباعها والمحافظة عليها. ورد المتشابهات اليها. قال الله تعالى هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمة - 00:01:04ضَ

مات هن ام الكتاب واخر متشابهات. فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء ويله وما يعلم تأويله الا الله. والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا وما يذكر الا اولو الالباب - 00:01:24ضَ

وفي هذه الاية اشارة الى ان اتباع المتشابه دون المحكم وعدم رده الى المحكم كان سببا في ظلال النصارى حين اله عيسى عليه السلام واصبغوا عليه وعلى احبارهم ورهبانهم بعض صفات الالوهية وصرفوا لهم بعض انواع العبودية - 00:01:44ضَ

الا فلو ردوا ما اشتبه عليهم من كونه ولد بغير اب الى ما هو محكم عندهم من ان الله خلق ادم بلا اب ولا ام ان الله على كل شيء قدير وانه نفى عن نفسه العلية الزوجة والولد لاتضح لهم وجه الحق. ولما تحرف دين عيسى عليه السلام - 00:02:04ضَ

الذي هو التوحيد والاسلام. ومنها المحافظة على ادب العلم واخلاقه. فانها عنوان صحة العلم في نفس هذا العالم وطالب بالعلم ولذلك وصف الراسخون في العلم في بعض الاثار باخلاقهم. ومن اخلاقيات العلم التجرد عن الاهواء وحظوظ النفس - 00:02:24ضَ

وقبول الحق والتواضع له وهذا ما يقيك من البغي الذي ذمه الله وذم اهله. قال تعالى وما اختلف الذين اوتوا الكتاب الا من بعد ما جاءهم العلم بقيا بينهم. فهم تحصلوا على علم الكتاب. لكنهم اختلفوا اختلاف فرقة. بعدما تعلموا بسبب - 00:02:44ضَ

والحسد ومنها رد المتشابه الى المحكم كما قال ابن كثير ومنه ايات اخر فيها اشتباه في الدلالة على كثير من الناس او بعضهم. فمن رد اشتبه عليه الى الواضح منه وحكم محكمه على متشابهه عنده فقد اهتدى. ومن عكس ان عكس. وابن كثير في هذه العبارة - 00:03:04ضَ

يذكر الواجب في المتشابهات وهو ردها الى المحكم اي جعل المحكم قاعدة النظر والمتشابه فرع عنه لا عن طريقه وليس العكس اي ليس رد المحكم الى المتشابه كما فعل فريق من اهل الكتاب. ورد المتشابهات الى المحكمات عمل علمي - 00:03:26ضَ

عظيم ينبري له الراسخون في العلم ليحاجوا اهل الباطل والزيغ الذين يلون السنتهم بالكتاب فيضلون الناس. لذلك سطر التاريخ الاسلامي جهود ائمة السنة واهل الاصلاح في الردود والمناظرات. واما الخط الثاني الذي ابانت عنه سورة - 00:03:46ضَ

ال عمران فهو دور اهل العلم وطلابه نحو امتهم نحو الامة باعتبارها كيانا وليس افرادا فحسب. وهو دور عظيم يجعلهم في مصاف في ورثة الانبياء وذلك من خلال عدد من النقاط. منها الدعوة الى توحيد الله. قال الله تعالى شهد الله انه لا اله الا هو - 00:04:06ضَ

والملائكة واولو العلم قائما بالقسط. قال السعدي واما شهادة اهل العلم فلانهم هم المرجع في جميع الامور الدينية. خصوصا في اعظم الامور واجلها واشرفها وهو التوحيد. فكلهم من اولهم الى اخرهم قد اتفقوا على ذلك. ودعوا اليه وبينوا - 00:04:26ضَ

بالناس الطرق الموصلة اليه. انتهى كلامه. ومنها الربانية في التعليم. قال تعالى ولكن كونوا ربانيين بما كنتم الكتاب وبما كنتم تدرسون. اي علماء حكماء حلماء معلمين للناس. ومربيهم بصغار العلم قبل كباره. عاملين - 00:04:46ضَ

لذلك فهم يأمرون بالعلم والعمل والتعليم التي هي مدار السعادة وبفوات شيء منها يحصل النقص والخلل. وهذا يدل على حرصه على تحقيق العلم في من يعلمه. لان مراده ان يكون الرب هو المعبود سبحانه. لا كما فعل ويفعل كثير من الاحبار والرهبان - 00:05:06ضَ

من الوصول بالناس الى ان يتخذوهم اربابا من دون الله. هذا هو الفرق بين الارباب والربانيين. ومنها نزع الربوبية عن الانبياء والصالحين والالوهية عن الحكام والرؤساء. بل محاربة اي شرك بالله مهما كان صغيرا. ودفع كل وسيلة اليه مهما - 00:05:26ضَ

ما كانت الحاجة اليها ذلك ان في الامم من ظلت في هاتيك المسائل. ولا يأمركم ان تتخذوا الملائكة والنبيين اربابا ايأمركم بالكفر بعد اذ انتم مسلمون؟ وحين يتخلى العالم عن مسؤوليته في حراسة التوحيد فانه لا يكون ربانيا ولا شاهدا على - 00:05:46ضَ

وحدانية الله على وجه الحقيقة وهو بهذا يكون معولا في تمزيق الامة وتفرقها وتناحر ابنائها. ومنها جمع الناس على اصول للدين ومحكماته وذلك باتباع الحق والدعوة اليه. ان الدين عند الله الاسلام. وما اختلف الذين اوتوا الكتاب الا من بعد ما جاءهم - 00:06:06ضَ

علم بغيا بينهم ومن يكفر بايات الله فان الله سريع الحساب ومنها دفع الشبهات ومعالجة الافكار وقد مكث وفد نجران في المدينة اياما يناقش في مسائل العقيدة. والرسول صلى الله عليه - 00:06:26ضَ

وسلم يجيب ويحاور والقرآن يتنزل كذلك بالاجابات والتبيين. وهو دور العلماء المتيقظين حراسة للدين لكيان الامة من الانزلاق في مهاوي الافكار المنحرفة ومنها الصدع بالحق رغم المصاعب وبيان حكم الله ولو على حساب نقص الدنيا. واذ اخذ الله ميثاق الذين اوتوا الكتاب لتبينوا - 00:06:42ضَ

ينه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون. قال السعدي الميثاق هو العهد الثقيل المؤكد وهذا الميثاق اخذه الله تعالى على كل من اعطاه الله الكتاب وعلمه العلم ان يبين للناس ما يحتاجون اليه - 00:07:06ضَ

مما علمه الله ولا يكتمهم ذلك ويبخل عليهم به خصوصا اذا سألوه او وقع ما يوجب ذلك فان كل من عنده علم يجب عليه في تلك الحالة ان يبينه. ويوضح الحق من الباطل. فاما الموفقون فقاموا بهذا اتم القيام وعلموا الناس - 00:07:26ضَ

ما علمهم الله ابتغاء مرضاة ربهم وشفقة على الخلق وخوفا من اثم الكتمان. واما الذين اوتوا الكتاب من اليهود والنصارى ومن شابههم فنبذوا هذه العهود والمواثيق وراء ظهورهم فلم يعبأوا بها فكتموا الحق واظهروا الباطل تجرأا على - 00:07:46ضَ

لله وتهاونا بحقوق الله وحقوق الخلق. واشتروا بذلك الكتمان ثمنا قليلا وهو ما يحصل لهم من بعض الرياسات اموال الحقيرة من سفلتهم المتبعين اهواءهم المقدمين شهواتهم على الحق. انتهى كلامه. ان سورة ال عمران - 00:08:06ضَ

اهي مفتاح مهم في فهم الواجبات المنوطة باهل العلم وطلابه. حفاظا على جناب العلم الصحيح وحراسة للامة من التمزق والانهيار يا رب فاللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا - 00:08:26ضَ