Transcription
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداه. من اقوى نقاط الخلاف في الحوار الذي دار بيننا نبينا صلى الله عليه وسلم ووفد النصارى الرسالة المحمدية هل محمد صلى الله عليه وسلم رسول؟ اذ يؤمن الرسول صلى الله عليه - 00:00:00ضَ
وسلم بعيسى ابن مريم ورسالته قل امنا بالله وما انزل علينا وما انزل على ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط وما اوتي موسى وعيسى والنبيون من ربهم لا نفرق بين احد منهم ونحن له مسلمون. لكن - 00:00:20ضَ
سورة ال عمران ثنت الحديث عن محمد رسول. فاعلت من شأنه وبينت الواجب تجاه رسالته. بل ان الله تعالى جعل بعثه ورسالته من المنن العظمى التي امتن بها على البشر - 00:00:40ضَ
بعد ان ثملت وتلطخت بالقاذورات. فقال تعالى لقد من الله على المؤمنين اذ بعث فيهم رسولا من انفسهم يتلو اياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة. وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين. عن ابن اسحاق قال لقد من - 00:00:55ضَ
الله عليكم يا اهل الايمان اذ بعث فيكم رسولا من انفسكم يتلو عليكم اياته ويزكيكم فيما احدثتم وفيما عملتم ويعلمكم الخير والشر لتعرفوا الخير فتعملوا به والشر فتتقوه لتستكثروا من طاعته وتجتنبوا ما سخط منكم من معصية - 00:01:15ضَ
فتتخلص بذلك من نقمته. وتدرك بذلك ثوابه من جنته. وان كنتم من قبل في عمياء من الجاهلية لا تعرفون حسنة ولا تستغفرون من سيئة صم عن الحق عم عن الهدى - 00:01:35ضَ
وقال الزجاج بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم رسولا وهو رجل من الاميين لا يتلو كتابا ولا يخطه بيمينه وبعثه بين قوم يخبرونه ويعرفونه بالصدق والامانة وانه لم يقرأ كتابا ولا لقينة. فتلا عليهم اقاصيص الامم السالفة والانبياء - 00:01:53ضَ
ماضية لا يدفع اخباره كتاب من كتب مخالفيه فاعلم الله انه من على المؤمنين برسالة من قد عرف امره تناول الحجة والبرهان وقبول الاخبار والاقاصيص سهلا من قبله. وفي ذلك اعظم منة. انتهى كلامه - 00:02:13ضَ
وامتن الله على رسوله محمد بان انزل عليه القرآن الكريم افضل الكتب واعلاها منزلة واشملها نعمة. الله لا اله الا هو والحي القيوم نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه وانزل التوراة والانجيل. وامتن الله تعالى على المؤمنين بان - 00:02:33ضَ
هذا الرسول قد حسن الله خلقه وادبه ورباه. فقال تعالى فبما رحمة من الله لنت لهم. ولو كنت فظا غليظا والقلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الامر. اي برحمة الله لك ولاصحابك من الله عليك ان النت لهم جانب - 00:02:53ضَ
وخفضت لهم جناحك وترققت عليهم وحسنت لهم خلقك فاجتمعوا عليك واحبوك وامتثلوا امرك. قال ابن عطية امر الله تعالى رسوله بهذه الاوامر التي هي بتدريج بليغ. وذلك انه امره بان يعفو عليه السلام عنهم ما في خاصته - 00:03:13ضَ
عليهم من تبعة وحق. فاذا صاروا في هذه الدرجة امره ان يستغفر لهم فيما لله عليهم من تبعه. فاذا صاروا في هذه الدرجة كانوا اهلا للاستشارة في الامور. والشورى من قواعد الشريعة وعزائم الاحكام. ومن لا يستشير اهل العلم والدين فعزله واجب - 00:03:33ضَ
هذا ما لا خلاف فيه انتهى كلامه. ونوهت ال عمران بنبينا صلى الله عليه وسلم. فجعلته اولى الناس بابراهيم عليه السلام ان اولى الناس بابراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين امنوا والله ولي المؤمنين. واخبرتنا ان الله يطلعه على - 00:03:53ضَ
بعض الغيوب اصطفاء منه. ذلك من انباء الغيب نوحيه اليك. وما كنت لديهم اذ يلقون اقلامهم. ايهم يكفل مريم ما كنت لديهم اذ يختصمون. وما كان الله ليطلعكم على الغيب ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء. وبينت لنا معية - 00:04:13ضَ
تالله الخاصة به فهو معه في كل احايينه. بل وفي تفاصيل ودقائق لا يفطن اليها. واذ غدوت من اهلك تبوأ المؤمنين مقاعد للقتال والله سميع عليم. وجعلت السورة اتباعه دليلا وعلامة على حب العبد لربه - 00:04:33ضَ
قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم. قال الطبري قل يا محمد للوفد من نصارى ان كنتم كما تزعمون انكم تحبون الله وانكم تعظمون المسيح وتقولون فيه ما تقولون حبا منكم - 00:04:53ضَ
ربكم فحققوا قولكم الذي تقولونه ان كنتم صادقين باتباعكم اياي فانكم تعلمون اني لله رسول اليكم كما كان عيسى رسولا الى من ارسل اليه. فانه ان اتبعتموني وصدقتموني على ما اتيتكم به من عند الله يغفر لكم - 00:05:13ضَ
ذنوبكم انتهى كلامه ثم سورة ال عمران بينت بوضوح حقوق نبينا علينا وما يجب علينا تجاهه. فاول واجب هو الايمان بانه رسول الله بعثه الله بخاتمة الشرائع واحسن الكتب. فامنوا بالله ورسله وان تؤمنوا وتتقوا فلكم اجر عظيم - 00:05:33ضَ
ومن اهم الواجبات نحوه طاعته. قل اطيعوا الله والرسول. فان تولوا فان الله لا يحب الكافرين. وهذا امر من الله تعالى لعباده باعم الاوامر. وهو طاعته وطاعة رسوله التي يدخل بها الايمان والتوحيد. وما هو من فروع ذلك - 00:05:56ضَ
من الاعمال والاقوال الظاهرة والباطنة. بل يدخل في طاعته وطاعة رسوله اجتناب ما نهى عنه. وكأن في هذه الاية كريمة كما يقول السعدي بيانا وتفسيرا لاتباع رسوله. وان ذلك بطاعة الله وطاعة رسوله هذا هو الاتباع - 00:06:16ضَ
بقي وقد اثنى الله تعالى على الصحابة الكرام حين بادروا بطاعة النبي صلى الله عليه وسلم والاستجابة لندائه بعد احد فقال الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما اصابهم القرح. للذين احسنوا منهم واتقوا اجر عظيم. ومن الواجبات - 00:06:36ضَ
نحوه نصرته ونصرة دينه ومنهجه. وقد حظيت ال عمران بعشرات الايات التي تحظ على الجهاد في سبيل دين الرسول وتثني على الصحابة الذين نصروه ووقفوا معه في صف القتال وجاهدوا معه رغم ما وقع من اخطاء وتعلي من - 00:06:56ضَ
عن الذين قتلوا في تلك المعركة وتساقطوا بين يدي الرسول دفاعا عنه. ان يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله تلك الايام نداولها بين الناس. وليعلم الله الذين امنوا ويتخذ منكم شهداء. والله لا يحب الظالمين. ولئن - 00:07:16ضَ
في سبيل الله او متم لمغفرة من الله ورحمة خير مما يجمعون. ولا تحسبن الذين قتلوا في لله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون. فرحين بما اتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذي - 00:07:36ضَ
لم يلحقوا بهم من خلفهم الا خوف عليهم ولا هم يحزنون. الايات الشهادة في سبيل الله شهادة على الاتباع والطاعة حتى لو مات الرسول. فان ال عمران حثت على الثبات والاستمرار في طريق الرسالة. لان هذا من تمام شكر - 00:07:56ضَ
لا هي على نعمة الرسول وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل. افإن مات او قتل انقلبتم على اعقابكم. ومن قلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين. والايمان بالرسول ونصرته ليس امرا حادثا في شريعة - 00:08:16ضَ
محمد فكل الانبياء جاءوا بذلك. وكلهم اخذ الله الميثاق عليهم بذلك. واذ اخذ الله ميثاق النبيين لما اتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم اي محمد صلى الله عليه وسلم. ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنوا - 00:08:36ضَ
به ولتنصرنه. قال اقررتم واخذتم على ذلكم اصري؟ قالوا اقررنا. قال فاشهدوا وانا معكم من الشاهدين من تولى بعد ذلك فاولئك هم الفاسقون. فاللهم اوزعنا شكر نعمة الرسول صلى الله عليه وسلم واعنا على الوفاء بحقه - 00:08:56ضَ
- 00:09:16ضَ