بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم لا يعلمنا الا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم اللهم لك الحمد لا نحصي ثناء عليك انت كما اثنيت على نفسك - 00:00:00
اللهم انا نسألك ان تبارك لنا في هذا الشهر الكريم وان تتقبل منا صالح الاعمال ونسألك اللهم ان تعز الاسلام واهله وان تذل اعداءه لا زلنا في آآ قراءة آآ مقاصد - 00:00:17
مدارج السالكين آآ المرور من بداية الكتاب وانتقاء اهم الاطروحات او اهم الموضوعات آآ التي طرحها ابن القيم مما له تعلق بالمقصود او الموضوع الاصلي للكتاب وابن القيم رحمه الله كما رأيتم في الايام او سمعتم في الايام السابقة - 00:00:33
آآ يعني يتوسع في بعض المسائل العقدية ومن المسائل التي توسع فيها بعض بعد الموضع الذي وقفنا عنده امس مسألة التحسين والتقبيح وهي مسألة عقدية وسنتجاوزها هي لها ارتباط بطريقة او باخرى بالموضوع طبعا ولكن ليست من اه صميم موضوع الكتاب وبالتالي سنتجاوز هذه المسألة من احب - 00:00:53
ان ان يزداد فيها وهي مسألة مهمة عقديا فيمكنه المراجعة بعد موضع امس الان سننتقل الى صفحة اربع مئة وواحد وثمانين طبعا الدار الطيبة الجزء الاول. صفحة اربع مئة وواحد وثمانين - 00:01:21
قال ابن القيم رحمه الله فصل وفوق هذا مقام اخر من التوبة وذكر تعليقا على كلام اه صاحب المدارس توبة الخواص توبة الخواص اه شرحها ثم قال وفوق هذا مقام اخر من التوبة. ارفع منه واخص لا يعرفه الا الخواص المحبون - 00:01:35
الذين يستقلون في حق محبوبهم جميع اعمالهم واحوالهم واقوالهم الا يرونها قط الا بعين الازدراء الا بعين النقص والازراء عليها ويرون شأن محبوبهم اعظم وقدره اعلى من ان يرضوا نفوسهم واعمالهم - 00:02:01
له. فهم اشد شيء احتقارا لها وازراء عليها. واذا غفلوا عن مراد محبوبهم منهم ولم يوفوه حقه اليه من ذلك توبة ارباب الكبائر منها بالتوبة لا تفارقهم ابدا. وتوبتهم لون وتوبة غيرهم لون. وفوق كل ذي علم عليم. وكلما ازدادوا حبا له ازدادوا - 00:02:20
معرفة بحقه وشهودا لتقصيرهم فعظمت لذلك توبتهم. ولذلك كان خوفهم اشد وازراؤهم على نفسهم اعظم وما يتوب منه هؤلاء قد يكون من كبار حسنات غيرهم. وبالجملة فتوبة المحبين الصادقين العارفين بربهم وبحقه هي - 00:02:43
التوبة وسواهم محجوب عنها وفوق هذه توبة اخرى الاولى بنا الاضراب عنها صفحا هذا مقام اه عالي جدا طبعا انت حين تقرأ لابن القيم في التوبة تتعجب من مقدار المسائل التي تطرح ضمن كلمة التوبة وضمن اطار التوبة او ضمن مقام التوبة - 00:03:05
التوبة آآ يعني قبل القراءة لابن القيم في مدارج السالكين ربما تتعلق بها مسائل محدودة محدودة جدا وبعد قراءة مدارج السالكين سيتبين لك ان التوبة هي بحر من المقامات القلبية والسلوكية والبدنية وهي ترتبط بها - 00:03:29
اه عشرات المسائل سيظهر لنا اليوم باذن الله انا كنت اظن اننا سننتهي اليوم من منزلة التوبة لكننا ننتهي منها ايضا اه هذه النقطة التي ذكرتها هنا يعني ابن القيم يقول المحبون المحبون لربهم كبار العارفين بالله سبحانه - 00:03:49
هؤلاء دائما يرون انهم مقصرون في حق ربهم وبالتالي هم دائما في حالة توبة هم دائما في حالة توبة فهذه توبة عالية جدا وهم لا يرون لانفسهم اه يعني عملا ولا يرون لانفسهم شيئا يستحق - 00:04:09
اه ان ان ينظروا اليه وبالتالي دائما يجددون التوبة وهذه يقول هذه هي التوبة اه فعلا. انتقل بعد ذلك الى اه اه اربع مئة وسبعة وثمانين اه من هنا بدأ يذكر احكاما متعلقة بالتوبة مسائل - 00:04:28
اه يعني ليست احكام عملية فقط وانما مسائل آآ وطرح فيها حقيقة مسائل آآ كثيرة ومهمة جدا اه منها اول مسألة قال ان المبادرة الى التوبة من الذنب فرض على الفور - 00:04:45
ولا يجوز تأخيرها. فمتى اخرها عصى بالتأخير فاذا تاب من الذنب بقي عليه توبة اخرى وهي توبته من تأخير التوبة وقل ان تخطر هذه ببال التائب بل عنده انه اذا تاب من الذنب لم يبقى عليه شيء اخر وقد بقي عليه التوبة من تأخير التوبة - 00:05:02
ولا ينجي من هذا الا توبة الا توبة عامة مما يعلم من ذنوبه ومما لا يعلم فان ما لا يعلمه العبد من ذنوبه اكثر مما يعلمه ولا ينفعه في عدم المؤاخذة بها - 00:05:23
جهله اذا كان متمكنا من العلم فانه عاص بترك العلم والعمل. فالمعصية في حقه اشد. وفي صحيح ابن حبان ان النبي صلى الله عليه وسلم قال في هذه الامة اخفى من دبيب النمل. فقال ابو بكر رضي الله عنه فكيف الخلاص منه يا رسول الله؟ قال ان تقول اللهم اني اعوذ بك ان اشرك بك وانا اعلم واستغفرك - 00:05:39
لما لا اعلم فهذا طلب الاستغفار مما يعلمه الله انه ذنب ولا يعلمه العبد وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم انه كان يدعو في صلاته اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي واسرافي في امري وما انت عالم به مني. اللهم اغفر لي جدي وهزلي - 00:05:59
وخطئي وعمدي وكل ذلك عندي. اللهم اغفر لي ما قدمت وما اخرت وما اسرفت وما اعلنت. وما انت اعلم به مني انت الهي لا اله الا انت الحديث الاخر اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله خطأه وعمده وسره وعلانيته واوله واخره - 00:06:17
فهذا التعميم وهذا الشمول لتأتي التوبة على ما علمه العبد من ذنوبه وما لم يعلمه وهذي مسألة في غاية الاهمية التوبة العامة مسألة في غاية الاهمية وهي يعني انا اظن انها من من الاشياء التي ترجح الانسان ايمانيا على غيره - 00:06:34
ان ان يدرك الانسان انه قد يكون لديه من الذنوب بل قطعا لديه من الذنوب ومن التقصير ما يتطلب توبة وهو ليس مستحظرا له او غير منتبه له فواحدة من هذه الذنوب التي لا ينتبه اليها الانسان ما اشار اليه ابن القيم قال انك لما تؤخر التوبة - 00:06:55
هذا بحد ذاته ذنب يحتاج الى توبة فهذا واحد من الاشياء التي لا ينتبه اليها الانسان. وهناك اشياء اخرى فيقول ما المخرج المخرج هو التوبة العامة ان ان يتوب الانسان توبة عامة - 00:07:16
لله سبحانه وتعالى مما يعلم ومما لا يعلم. واستشهد بهذه الاحاديث وكما قلت هذه حقيقة اه قضية في غاية الاهمية. المسألة الاخرى التي ذكرها قال فصل وهل تصح التوبة من الذنب مع الاصرار على غيره - 00:07:29
فيه قولان قولان لاهل العلم وهما روايتان عن الامام احمد ولم آآ يطلع على الخلاف من حكى الاجماع على صحتها كالنووي وغيره. والمسألة مشكلة ولها غور ويحتاج الجزم لاحد القولين الى دليل يحصل به الجزم. والذين صححوها احتجوا بانه لما صح الاسلام. وهو توبة من الكفر - 00:07:44
مع البقاء على معصية لم يتب منها. فهكذا تصح التوبة من ذنب مع بقائه على اخر واجاب الاخرون طبعا هو الان سيقيم حوارا بين الطرفين آآ ستأتي مسألة اخرى سيقيم فيها يعني اكثر من مسألة من المسائل القادمة سيجعلها على شكل حوار - 00:08:08
حوار بين الطرفين المختلفين في هذه المسألة هذا الحوار قصير الان لكن المسائل التالية سيكون طويلا. الان المسألة هل اذا تاب الانسان من ذنب مع انه مصر على ذنب اخر - 00:08:27
هل تصح هذه التوبة التي تاب من فيها يقول اجاب الاخرون عن هذا بان الاسلام له شأن ليس لغيره لقوته ونفاذه. وحصوله تبعا باسلام الابوين او احدهما للطفل. وكذلك طاعي نسب الطفل من ابيه او بموت احد ابويه في احد القولين - 00:08:39
وكذلك بكون آآ يكون بكون سابيه ومالكه مسلما في احد القولين ايضا. وذلك لقوته وتشوف الشرع اليه حتى حصل بغير القصد بل بالتبعية واحتج الاخرون بان التوبة هي الرجوع الى الله من مخالفته الى طاعته. واي رجوع لمن تاب من ذنب واحد واصر على الف ذنب - 00:08:58
قالوا والله سبحانه انما لم يؤاخذ التائب لانه قد رجع الى طاعته وعبوديته وتاب توبة نصوحا والمصر على مثل ما ما تاب منه او اعظم لم يراجع الطاعة. ولم يتب توبة نصوحة. قالوا ولان التائب اذا تاب الى الله فقد زال عنه اسم العاصي كالكافر اذا - 00:09:20
ما زال عنه اسم الكافر. واما اذا اصر على غير الذنب الذي تاب منه فاسم المعصية لا يفارقه. فلا تصح توبته. وسر المسألة ان التوبة هل تتبعض كالمعصية؟ فيكون تائبا من وجه دون وجه كالايمان والاسلام؟ الراجح انها انها تتبعظ - 00:09:40
فانها كما تتفاضل في كيفيتها فكذلك تتفاضل في كميتها. ولو اتى العبد بفرض وترك فرض اخر لاستحق العقوبة على ما تركه دون ما فعله فهكذا اذا تاب من ذنب واصر على اخر لان التوبة فرض من الذنبين. فقد ادى احد الفرضين وترك الاخر فلا يكون ما ترك موجبا - 00:10:00
بطلان ما فعل كمن ترك الحج واتى بالصلاة والصيام والزكاة ثم ذكر قول الاخرين ثم ذكر آآ ذكر الراجح لديه يقول والذي عندي في هذه المسألة ان التوبة لا تصح من ذنب مع الاصرار على اخر من نوعه - 00:10:23
واما التوبة من ذنب مع مباشرة مع مباشرة ذنب اخر لا تعلق له به ولا هو من نوعه فتصح يعني هذا تفصيل الان لم يطرح سابقا في الاقوال السابقة. الاقوال السابقة انه في من يقول نعم تصح التوبة اذا تاب من الذنب - 00:10:44
ولو كان عنده ذنب اخر مصر عليه وفي قول انه لا تصح التوبة من ذنب اذا كان هناك ذنب اخر مصر عليه ابن القيم الان مبدئيا يميل مع اي طرف مبدئيا يميل مع طرف من آآ من يقول بانها تصح - 00:11:04
ولكن ليس بالاطلاق وانما بتفصيل يقول تصح اذا كان الذنب المصر عليه ليس من نوع الذنب الذي تاب منه ليس اه من نوع الذنب الذي تعلمه طيب يا جماعة بالنسبة للصوت بالنسبة للصوت اه اذا في مشكلة في الصوت الجميع سيكتب - 00:11:23
فالمشكلة من من يعني اللي عنده ضعف في الصوت المشكلة منه تحديدا فيرجى عدم الكتابة يعني طيب يقول اه والذي عندي في هذه المسألة ان التوبة لا تصح من ذنب مع الاصرار على اخر من نوعه. واما التوبة من ذنب - 00:11:42
مع مباشرة اخر لا تعلق له به ولا هو من نوعه فتصح كما اذا تاب من الربا ولم يتب من شرب الخمر مثلا. فان توبته من الربا صحيحة واما اذا تاب من ربا الفضل ولم يتب من ربا النسيئة واصر عليه او بالعكس او تاب من تناول الحشيشة واصر على شرب الخمر - 00:12:00
او بالعكس فهذا لا تصح توبته. وهو كمن كمن يتوب عن الزنا بامرأة وهو مصر على الزنا بغيرها غير تائب منها. او تاب من شرب طير العنب المسكر وهو مصر على شرب شرب غيره من الاجذبة المسكرة. فهذا في الحقيقة لم يتب من الذنب. وانما عدل عن نوع منه الى - 00:12:21
نوع اخر بخلاف من عدل عن معصية الى معصية اخرى غيرها في الجنس اما لان وزرها اخف واما لغلب الدواعي الطبع اليها وقهري سلطان شهوتها له واما لان اسبابها الى اخر الكلام - 00:12:41
اه خلاصة الكلام انه نعم يصح طالما ان التوبة اه من ذنب ليس صاحبه مصرا على شيء من نفس نوع هذا الذنب ثم ذكر مسألة اخرى سنتجاوزها. وهي مسألة طويلة ومهمة ولكن سنتجاوزها. اه اللي هي قالوا من احكام التوبة هل يشترط - 00:12:55
وفي صحتها ان لا يعود الى الذنب ابدا ام ليس ذلك بشرط هو اطاع الحقيقة في الحوار بين الطرفين فيها ممكن تراجع من صفحة اربعمائة وثلاثة وتسعين وحتى صفح اه خمس مئة واربعة تقريبا او خمس مئة وخمسة - 00:13:17
يعني تقريبا عشر صفحات او احدى عشر صفحة تكلم في هذه المسألة. طيب ثم ننتقل الى آآ طبعا ذكر بعدها ايضا مسألة اخرى ننتقل الان الى مسألة في غاية الاهمية - 00:13:36
وهي في صفحة آآ خمس مئة وثمنطعش صفحة خمس مئة وثمنطعش هذه مسألة طويلة حقيقة ولكنها مسألة ممتعة جدا جدا وجميلة وطريقة ابن القيم في في سرد اقوال الطرفين والاستدلال وتوليد اه مسائل على اخرى جميلة جدا. يقول فصل ومن احكامها - 00:13:52
اي التوبة ان العبد اذا تاب من الذنب فهل يرجع الى ما كان عليه قبل الذنب من الدرجة التي حطه عنها الذنب او لا لا يرجع اليها اختلف في ذلك - 00:14:17
فقالت طائفة يرجع الى درجته لان التوبة تجب الذنب بالكلية وتصيره كان لم يكن والمقتضي لدرجته ما معه من الايمان والعمل الصالح فعاد اليها بالتوبة. قالوا لان التوبة حسنة عظيمة وعمل صالح. فاذا كان ذنبه قد حطه عن درجته فحسن - 00:14:30
بالتوبة رقته اليها. وهذا كمن سقط في بئر وله صاحب شفيق ادلى اليه حبلا تمسك به حتى رقى منه الى موضعه فهكذا التوبة والعمل الصالح مثل هذا القرين الصالح والاخ الشفيق - 00:14:50
وقالت طائفة لا يعود الى درجته وحاله. لانه لم يكن في وقوف وانما كان في صعود. فبالذنب صار في نزول وهبوط. فاذا نقص عليه ذلك القدر الذي كان مستعدا به للترقي - 00:15:06
قالوا ومثل هذا مثل رجلين سائرين على طريق سيرا واحدا. ثم عرض لاحدهما ما رده على عقبه او اوقفه وصاحبه سائر فان استقال هذا رجوعه ووقفته وسار باثر صاحبه لم يلحقه ابدا. لانه كلما صار مرحلة تقدم ذاك اخرى - 00:15:22
قالوا والاول يسير بقوة اعماله وايمانه وكلما ازداد سيرا ازدادت قوته وذلك الواقف الذي رجع قد ضعفت قوة سيره وايمانه بالوقوف والرجوع وسمعت شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله يحكي هذا الخلاف ثم قال والصحيح ان من التائبين من لا يعود الى درجته ومنهم من - 00:15:41
اليها ومنهم من يعود الى اعلى منها. فيصير خيرا مما كان قبل الذنب. وكان داود بعد التوبة خيرا منه قبل الخطيئة. قال اي ابن تيمية وهذا بحسب حال التائب بعد توبته وجده وعزمه وحذره وتشميره فان كان ذلك اعظم مما كان له - 00:16:05
قبل الذنب عاد خيرا مما كان واعلى درجة. وان كان مثله عاد الى مثل حاله. وان كان دونه لم يعد الى درجته. وكان ونحطن عنها وهذا الذي ذكره هو فصل النزاع في هذه المسألة - 00:16:25
ويتبين هذا بمثلين مضروبين. ثم ذكر مثلين على هذه على هذا التفصيل وعلى هذه المسألة. ثم قال آآ انا يعني اختصر حتى يعني ما ما نطيل كثيرا في في بهذه المنزلة التي ربما تستغرق منا عدة ايام. اه فرع مسألة عن هذه المسألة. وهذه المسألة التي فرع عنها ربما تكون اهم - 00:16:41
من اصل المسألة الان اصل المسألة تكلمنا عنه انسان كان يسير في طريق الطاعة ثم اذنب وتاب هل سيعود الى منزلته؟ او من كان مثله سائرا ولم يقع في هذا الذنب سيكون اسبق منه؟ ذكر الخلاف ثم رد - 00:17:11
وارجح كلام بنتيوي انه بحسب حالة تعب. الان شوفوا ايش فرع عنها. قال فصل ويتبين بهذا ويتبين هذا بمسألة وهي انه هل المطيع الذي لم يعصي خير من العاصي الذي تاب الى الله توبة نصوحا او هذا التائب افضل منه - 00:17:28
هذي هذي نفس القظية بس من جهة اخرى هل المطيع الذي لم يعصي خير من العاصي ام العار ام الشخص الذي عصى وتاب افضل من الشخص الذي لم يعصي اصلا - 00:17:48
يقول اختلف في ذلك وطائفة رجحت من لم يعصي على من عصى وتاب توبة نصوحا. واحتجوا بوجوه احدها ان اكمل الخلق وافضلهم اطوعهم لله وهذا الذي لم يعصي اطوع ان اكمل الخلق وافضلهم اطوعهم لله وهذا الذي لم يعصي اطوع فيكون افضل. الثاني ان في زمن اشتغال العاصي بمعصيته يسبقه - 00:18:02
والمطيع عدة مراحل الى فوق فتكون درجته اعلى من درجته وغايته انه اذا تاب استقبل سيره ليلحقه وذلك في بسير اخر فانى له بلحاقه فهما بمنزلة رجلين مشتركين في الكسب كلما كسب احدهما شيئا كسب الاخر مثله فعمد احدهم - 00:18:27
الى كسبه فاضاعه وامسك عن الكسب المستأنف والاخر مجد في الكسب فاذا ادركته حمية المنافسة وعاد الى الكسب وجد صاحبه قد كسب في تلك المدة شيئا كثيرا فلا يكسب شيئا الا كسب صاحبه نظيره فانى له بمساواته - 00:18:47
الثالث ان غاية التوبة ان تمحو عن هذا سيئاته. ويصير بمنزلة من لم يعملها. فيكون سعيه في مدة المعصية لا له ولا عليه. فاين هذا السعي من سعي من هو كاسب الرابح؟ الرابع ان الله يمقت على معاصيه ومخالفة اوامره. ففي مدة - 00:19:03
هذا بالذنوب كان حظه المقت وحظ المطيع الرضا فالله لم يزل عنه راضيا ولا ريب ان هذا خير ممن كان الله راضيا عنه ثم مقته ثم رضى عنه ثم رضي عنه فان الرضا المستمر خير من الذي تتخلله المقت - 00:19:23
الان الدليل الخامس للقول الاول. الخامس ان الذنب بمنزلة شرب السم. والتوبة ترياقه ودواؤه. والطاعة هي والعافية وصحة وعافية مستمرة خير من صحة تخللها مرض وشرب سم افاق منه وربما اديا به الى التلف - 00:19:42
او المرض ابدا. السادس ان العاصي على خطر شديد فانه دائر بين ثلاثة اشياء. احدهما او احدها العطب والهلاك بشرب السم. الثاني النقصان من القوة وضعفها. ان سلم من الهلاك. الثالث عودة قوته اليه كما كانت او خير منها - 00:20:02
بعيد والاكثر انما هو القسمان الاولان ولعل الثالثة نادر جدا فهو على يقين منظر للسم وعلى رجاء من حصول العافية. السابع ان المطيع قد احاط على بستان طاعته حائطا حصينا - 00:20:20
لا يجد الاعداء اليه سبيلا. فثمرته وزهرته وخضرته وبهجته في زيادة ونمو ابدا. والعاصي قد فتح فيه ثغرا فيه ثمة ومكن منه السراق والاعداء فدخلوا فعاثوا فيه يمينا وشمالا افسدوا اغصانه وخربوا حيطانه وقطعوا ثمراته - 00:20:34
احرقوا في نواحيه وقطعوا ماءه ونقصوا سقيه فمتى يرجع هذا الى حالة الاول؟ فاذا تداركه قيمه ولم شعثه واصلح ما فسد منه وفتح رقمائه وعمر ما خرب منه فانه اما ان يعود كما كان او انقص او خيرا. ولكن لا يلحق بستان صاحبه الذي لم يزل على نضارته وحسنه. بل في زيادة - 00:20:54
ونمو وتضاعف ثمرة وكثرة غرس الثامن ان طمع العدو في هذا العاصي انما كان لضعف علمه وضعف عزيمته ولذلك يسمى جاهلا. قال قتادة اجمع اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على ان كل ما عصي الله كلما عصي الله به فهو جهالة - 00:21:17
وكذلك قال الله تعالى في حق ادم ولم نجد له عزما وقال في حق غيره فاصبر كما صبروا والعزم من رسل الى اخره. التاسع ان المعصية لا بد ان تؤثر اثرا سيئا ولابد اما هلاكيا - 00:21:39
اما هلاكا كليا واما خسرانا وعقابا يعقبه اما عفوا ودخول الجنة واما نقص درجة واما خمود مصباح الايمان وعمل التائب في رفع هذه الاثار والتكفير وعمل المطيع في الزيادة ورفع الدرجات. ولهذا كان قيام الليل نافلة للنبي صلى الله عليه وسلم فانه يعمل في زيادة الدرجات وغيره - 00:21:53
وهو يعمل في تكفير السيئات واين هذا من هذا؟ العاشر ان المقبل على الله المطيع له يسير بجملة اعماله. وكلما زاد طاعاته واعماله ازداد كسبه بها وعظم. وهو بمنزلة من سافر فكسب عشرة اضعاف رأس ماله. فسافر ثانيا برأس ماله الاول وكسبه - 00:22:13
برأس ماله الاول وكسبه فكسب عشرة اضعافه ايضا. فسافر ثالثا ايضا بهذا المال كله. وكان ربحه كذلك وهلم جرا. فاذا فتر عن السفر في اخر امره مرة واحدة فاته من الربح بقدر جميع ما ربح او اكثر منه. وهذا معنى قول الجنيد رحمه الله لو اقبل صادق على الله الف عام - 00:22:33
ثم اعرض عنه لحظة واحدة كان ما فاته اكثر مما ناله وهو صحيح بهذا المعنى طيب الان بعد ما ذكر العشرة آآ حجج لهذا القول ايش رأيكم هل تتصورون انه سيكون القول الارجح - 00:22:53
او انه بقي شيء هذي طبعا طريقة ابن القيم رحمه الله آآ يعني ابن القيم رحمه الله يأتي بمسألة فيسرد الادلة عليها آآ فتقول قطعا خلاص هذا هو هذا هو الراجح - 00:23:10
طيب احنا دعونا ننظر دعونا ننظر اه القول الاخر قال فصل وطائفة رجحت التائب. وان لم تنكر كون الاول اكثر حسنات منه واحتجت بوجوه. احدها ان عبودية التوبة من احب العبوديات الى الله - 00:23:28
واكرمها عليه فانه سبحانه يحب التوابين. ولو لم تكن التوبة احب الاشياء اليه لما ابتلى بالذنب اكرم الخلق عليه حبته لتوبة عبده ابتلاه بالذنب الذي يوجب وقوع محبوبه من التوبة اه الذي يوجب وقوع محبوب من التوبة وزيادة محبته لعبده فان للتائبين عند - 00:23:51
له محبة خاصة يوضح ذلك الوجه الثاني الوجه الثاني ان للتوبة عنده سبحانه منزلة ليست لغيرها من الطاعات ولهذا يفرح سبحانه بتوبة عبده حين يتوب اليه اعظم فرح يقدر. كما مثله النبي صلى الله عليه وسلم بفرح الواحد لراحلته الذي مر - 00:24:14
ومعنا امس ومعلوم ان لهذا الفرح تأثيرا عظيما في حال التائب وقلبه ومزيده لا يعبر عنه وهو من اسرار تقدير الذنوب على العباد فان العبد ينال بالتوبة درجة المحبوبية. فيصير حبيبا لله فان الله يحب التوابين ويحب - 00:24:33
عبده المفتن التواب ويوضحه الوجه الثالث ان عبودية التوبة فيها من الذل والانكسار والخضوع والتملق لله والتذلل له ما هو احب اليه من كثير من الاعمال الظاهرة وان زادت في القدر والكمية على عبودية التوبة فان الذل والانكسار - 00:24:53
روح العبودية ومخها ولبها يوضحه الوجه الرابع ان حصول مراتب الذل والانكسار للتائب اكمل منها لغيره فانه قد شارك من لم يذنب في ذل الفقر والعبودية والمحبة وامتاز عنه بانكسار قلبه بالمعصية. والله سبحانه - 00:25:13
اقرب ما يكون الى العبد عند ذله وانكسار قلبه كما في الاثر الاسرائيلي يا رب اين اجدك؟ قال عند المنكسرة قلوبهم من اجلي لاجل هذا كان اقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد - 00:25:33
لانه مقام ذل وانكسار بين يدي ربه. وتأمل قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه عز وجل انه يقول يوم يوم القيامة يا ابن ادم ان استطعمتك فلم تطعمني قال يا ربي كيف اطعمك وانت رب العالمين؟ قال استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه. اما لو اطعمته لوجدت ذلك عندي؟ ابن ادم - 00:25:49
يقيد استسقيتك فلم تسقني. قال يا ربي كيف اسقيك وانت رب العالمين؟ قال استسقاك عبدي فلان. فلم تسقه اما لو سقيته لوجدت ذلك عندي ابن ادم مرضت فلم تعدني قال يا ربي كيف اعودك وانت رب العالمين؟ قال اما ان عبدي فلانا مرض فلم تعده اما لو عدته لوجدتني عنده - 00:26:09
قال في عيادة المريض لوجدتني عنده وقال في الاطعام والاسقاء لوجدت ذلك عندي. ففرق بينهما فان المريض مكسور القلب ولو كان من كان فلا بد ان يكسره المرض. فاذا كان مؤمنا قد انكسر قلبه بالمرض كان الله عنده. وهذا والله اعلم هو السر في استجابة - 00:26:29
دعوة الثلاثة المظلوم والمسافر والصائم للكسرة التي في قلب كل واحد منهم فان غربة المسافر وكسرته مما يجده العبد في وكذلك الصوم فانه يكسر سورة النفس السبعية الحيوانية ويذلها. والقصد ان شمعة الجبر والفضل والعطايا انما تنزل - 00:26:49
وفي شمعدان الانكسار وللعاصي التائب من ذلك اوفر نصيب. يوضحه الوجه الخامس ان الذنب قد يكون انفع للعبد اذا اقترنت به التوبة من كثير من الطاعات وهذا معنى قول بعض السلف قد يعمل العبد الذنب فيدخل به الجنة ويعمل الطاعة فيدخل بها النار. قالوا كيف ذلك؟ قال يعمل الذنب - 00:27:09
فلا يزال نصب عينيه ان قام وان قعد وان مشى ذكر ذنبه فيحدث له انكسارا وتوبة واستغفارا وندما فيكون ذلك سبب نجاته ويعمل الحسنة فلا تزال نصب عينيه ان قام وان قعد وان مشى كل ما ذكرها اورثته عجبا وكبرا ومنة فتكون سبب هلاكه - 00:27:33
يكون الذنب موجبا لترتب طاعات وحسنات ومعاملات قلبية من خوف الله والحياء منه والاطراق بين يديه منكسا رأسه خجلا نادما مستقيما ربه وكل واحد من هذه الاثار انفع للعبد من طاعة توجب له صولة وكبرا وازدراء بالناس ورؤيتهم - 00:27:53
الاحتقار ولا ريب ان هذا الذنب خير عند الله واقرب الى النجاة والفوز من ان هذا المذنب خير عند الله واقرب الى النجاة فوز من هذا المعجب بطاعته الصائل بها. المان بها وبحاله عند وبحاله على الله عز وجل وعباده. وان قال بلسانه - 00:28:13
وان قال بلسانه خلاف ذلك. فالله شهيد على ما في قلبه. ويكاد يعادي الخلق اذا لم يعظموه ويرفعوه. ويخضعوا له ويجد في قلبه بغضة لمن لم يفعل به ذلك. ولو فتش نفسه حق التفتيش لرأى فيها ذلك كاملا. ولهذا تراه عاتبا على من لم - 00:28:33
ينظمه ويعرف له حقه متطلبا لعيبه في قالب حمية لله وغضب له. واذا قام بمن يعظمه ويحترمه ويخضع له من الذنوب اضعاف ما قام بهذا فتح له باب المعاذير والرجاء واغمض عنه عينه وسمعه وكف لسانه وقلبه. وقال باب العصمة عن غير الانبياء مسدود وربما ظن - 00:28:53
ان ذنوب من يعظمه تكفر باجلاله وتعظيمه واكرامه اياه. فاذا اراد الله بهذا العبد خيرا القاه في ذنب يكسره به ويعرفه قدره ويكفي به عباده شره وينكس به رأسه ويستخرج به من هدى العجب والكبر والمنة عليه - 00:29:13
وعلى عباده فيكون هذا الذنب انفع لهذا من طاعات كثيرة ويكون بمنزلة شرب الدواء ليستخرج به الداء العضال اه استطرد هو في هذا المعنى استطرد في هذا المعنى وذكر على لسان اه يعني في قصة ادم ما يتعلق بها ننتقل الى صفحة خمس مئة - 00:29:33
مئة واربعة وثلاثين هو ذكر الى الان خمسة وجوه لهذا القول. قال في خمس مئة وثلاثين الوجه السادس. وهو قوله تعالى الا من تاب وامن وعمل عملا صالحا فاولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما. وهذا من اعظم البشارة - 00:29:55
اذا اقترن بتوبتهم ايمان وعمل صالح. وهو حقيقة التوبة. قال ابن عباس رضي الله عنهما ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فرح بشيء قط وبهذه الاية لما نزلت لما نزلت وفرحه بنزول انا فتحنا لك فتحا - 00:30:14
مبينا. اه ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر. واختلفوا في صفة هذا التبديل اللي هو يبدل الله سيئاتهم حسنات. واختلفوا في صفة هذا التبديل وهل هو في الدنيا او في الاخرة؟ على قولين. فقال ابن عباس واصحابه هو تبديلهم بقبائح اعمالهم محاسنها. فبدلهم - 00:30:30
ايمانا وبالزنا عفة واحصانا وبالكذب صدقا وبالخيانة امانة فعلى هذا معنى الاية يعني معنى يبدل الله سيئاتهم حسنات ان صفاتهم القبيحة واعمالهم السيئة بدلوا عوضها صفات جميلة واعمالا صالحة كما يبدل المريض بالمرض صحة - 00:30:50
والمبتلى ببلائه عافية. وقال سعيد بن المسيب وغيره من التابعين هو تبديل الله سيئاتهم التي عملوها بحسنات يوم القيامة فيعطيهم مكان كل حسنة. واحتج اصحاب هذا القول بما روى الترمذي في جامعه قال حدثنا الحسين ابن حريث. قال حدثنا وكيع قال حدثنا الاعمش - 00:31:11
المعروف ابن سويد عن ابي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اني لاعلم اخر رجل يخرج من النار يؤتى بالرجل يوم القيامة فيقال اعرضوا عليه صغار ذنوبه. ويخبأ عنه كبارها. فيقال عملت يوم كذا - 00:31:31
كذا وكذا وهو مقر لا ينكر وهو مشفق من كبارها فيقال اعطوه مكان كل سيئة عملها حسنة فيقول ان لي ذنوبا ما اراها ها هنا. قال ابو ذر فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه - 00:31:47
فهذا حديث صحيح ولكن في الاستدلال به على صحة هذا القول نظر. فان هذا قد عذب بسيئاته ودخل بها نار ثم بعد ذلك اخرج منها واعطي مكان كل سيئة حسنة. صدقة تصدق الله بها عليه. ابتداء بعدد ذنوبه وليس في هذا تبديل - 00:32:07
كالذنوب بحسنات اذ لو كان كذلك لما عوقب عليها كما لم يعاقب التائب. والكلام انما هو في تائب اثبت له مكان كل سيئة حسنة فزادت حسناته فاين في هذا الحديث ما يدل على ذلك؟ والناس استقبلوا هذا الحديث مستدلين به في تفسير هذه الاية على - 00:32:30
هذا القول وقد علمت ما فيه الان يعني هو كل هذا الكلام اصلا استطراد من الوجه السادس. الوجه السادس هو الاستدلال يعني الوجه السادس من وجوه الادلة على ان من تاب - 00:32:52
منزلته افضل او حاله افضل ان الله قال سبحانه وتعالى يبدل الله سيئاتهم حسنات فهذا كسب ذنوب لما تاب تبدلت حسنات. ثم استطرد فذكر الخلاف في الاية لانه طب ما معنى يبدل الله سيئاتهم حسنات؟ ثم ذكر الحديث هذا واستدلالهم ثم ذكر الاعتراض على الحديث - 00:33:05
لكن الان الاستدراك على الاعتراض جميل جدا جدا استمعوا يقول والناس استقبلوا هذا الحديث مستدلين به في تفسير هذه الاية على هذا القول وقد علمت ما فيه. لكن للسلف غور ودقة - 00:33:23
دقة فهم لا يدركها كثير من المتأخرين فالاستدلال به صحيح. شوف الحديث هذا هذا الحديث اللي ذكر الاعتراض القوي عليه قبل شوية يقول لك لا الاستدلال به صحيح كيف يقول الاستدلال به صحيح بعد تمهيد قاعدة اذا عرفت عرف نطف الاستدلال به ودقته وهي ان الذنب لابد له من اثر واثره - 00:33:39
يرتفع بالتوبة تارة وبالحسنات الماحية تارة وبالمصائب المكفرة تارة وبدخول النار ليتخلص من اثره تارة وكذلك اذا اشتد اثره ولم تقوى تلك كالامور على محوه فلابد اذا من دخول النار. لان الجنة لا يكون فيها ذرة من الخبيث. ولا يدخلها الا من طاب من كل وجه. فاذا بقي - 00:34:02
عليه شيء من خبث الذنوب ادخل كير الامتحان ليخلص ذهب ايمانه من خبثه فيصلح حينئذ لدار الملك او لدار الملك. اذا علم علم هذا فزوال موجب الذنب واثره تارة يكون بالتوبة النصوح وهي اقوى الاسباب. وتارة - 00:34:22
يكون باستيفاء الحق منه وتطهيره في النار فاذا تطهر بالنار وزال اثر الوسخ والخبث عنه اعطي مكان كل سيئة حسنة. فاذا تطهر بالتوبة النصوح يعني بدون ما يدخل النار فاذا اطهر بالتوبة النصوح وزال عنه بها اثر وسخ الذنب وخبثها كان اوخبثه كان اولى الذنوب وخبثها - 00:34:41
كان اولى بان يعطى مكان كل سيئة حسنة لان ازالة التوبة لهذا الوسخ والخبث اعظم من ازالة النار. واحب الى الله وازالة النار بدل منها وهي الاصل فهي اولى بالتبديل مما بعد الدخول - 00:35:06
هذا الاستدراك رهيب رهيب الى الغاية اللي فاهمه جيدا يعني صراحة دقة فهم عجيبة عجيبة للغاية طيب لم ينتهي آآ لم ينتهي الان من طبعا الاسئلة ان شاء الله بعدين - 00:35:23
لم ينتهي من وجوه القول الثاني قال يوضحه الوجه التاسع يوضحه الوجه التاسع. وهو ان التائب قد بدل كل سيئة بندمه عليها حسنة اذ هو توبة تلك السيئة والندم توبة والتوبة من كل ذنب حسنة - 00:35:41
فصار كل ذنب عمله زائلا بالتوبة التي حلت محله وهي حسنة. فصار له مكان كل سيئة حسنة بهذا الاعتبار. فتأمله فانه من الطف الوجوه. وعلى هذا فقد تكون هذه الحسنة مساوية في القدر لتلك السيئة. وقد تكون دونها وقد تكون فوقها وهذا - 00:36:00
بحسب نصح هذه التوبة وصدق التائب فيها وما يقترن بها من عمل القلب الذي تزيد مصلحته ونفعه على مفسدة تلك السيئة وهذا من اسرار مسائل التوبة ولطائفها. يوضحه الوجه العاشر - 00:36:20
ان ذنب العارف بالله وبامره قد يترتب عليه حسنات اكبر منه واكثر. واعظم نفعا واحب الى الله واعظم نفعا واحب الى الله تعالى من عصمته من ذلك الذنب من ذل وانكسار وخشية وانابة وندم وتدارك بمراغمة العدو بحسنة او حسنات اعظم منه. حتى يقول للشيب حتى يقول الشيطان - 00:36:37
يا ليتني لم اوقعه فيما اوقعته فيه ويندم الشيطان على ايقاعه في الذنب كندامة فاعله على ارتكابه. لكن شتان ما بين الندمين والله تعالى يحب من عبده مراغمة عدوه وغيظه مراغمة عدوه وغيظه كما تقدم ان هذا من العبودية من اسرار التوبة هذي اللي اخذناها امس - 00:37:03
فيحصل من العبد مراغمة العدو بالتوبة والتدارك وحصول محبوب الله من التوبة وما يتبعها من زيادة الاعمال هنا ما يوجب جعل مكان السيئة بالحسنات. وتأمل قوله يبدل الله سيئاتهم حسنات. ولم يقل مكان كل واحدة واحدة - 00:37:25
فهذا يجوز ان يبدل السيئة الواحدة بعدة حسنات بحسب حال المبدل. واما في الحديث فان الذي عذب على وبه لم يبدلها في الدنيا بحسنات من التوبة النصوح وتوابعها. آآ الى اخره. طيب - 00:37:43
طيب ثم يقول الم يكن له ما يجعل ما يجعل مكان السيئة حسنات فاعطي مكان كل سيئة فاعطي مكان كل سيئة حسنة واحدة وسكت النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم عن كبار ذنوبه. ولما انتهى اليها ضحك ولم يبين ما يفعل الله بها - 00:38:03
واخبر ان الله يبدل مكان كل صغيرة حسنة. ولكن في الحديث اشارة لطيفة الى ان هذا التبديل يعم كبارها وصغارها من وجهين احدهما قوله اخبئوا عنها عنه كبارها. فهذا اشعار بانه اذا رأى تبديل الصغائر ذكرها وطمع في وطمع في تبديلها فيكون - 00:38:26
تبديلها اعظم موقعا عنده من تبديل الصغائر. وهو به اشد فرحا واغتباطا. والثاني ضحك ضحك النبي صلى الله عليه وسلم عند لذلك وهذا الضحك مشعر بالتعجب مما يفعل به من الاحسان وما يقر به على نفسه من الذنوب من غير ان يقرر عليها ولا يسأل عنها - 00:38:46
انما عرظت عرظت عليه الصغائر. فتبارك الله رب العالمين واجود الاجودين واكرم الاكرمين. البر اللطيف المتودد الى عباده بانواع احسان وايصاله اليهم من كل طريق بكل نوع لا اله الا هو الرحمن الرحيم - 00:39:06
الان هذي يعني اكمل اكمل هنا اه عشرة اوجه وهنا عشرة اوجه تقريبا وان كان كأنه في اشكال في في الترقيم يعني اه لكن اه اه هذه الدقة البالغة في في في معالجة القضايا السلوكية والمسائل السلوكية - 00:39:22
غير الفائدة الايمانية والتزكوية والسلوكية الموجودة فيها هي ايضا فائدة ذهنية حقيقة في في تفكيك الافكار وفي طريقة الاستدلال ودقة النظر وآآ هذا يعني هذا واحد من الاشياء التي تجعل الانسان يدرك مقدار الخير ومقدار العلم ومقدار المعرفة - 00:39:44
الذي يفوت من لا يقرأ في كتب المتقدمين يعني البعض يهون من كتب المتقدمين وطبعا تعرفوا هناك اخرون لا يسمونها باكثر من انها الكتب الصفراء المنتهية الصلاحية وما الى ذلك. لكن حقيقة فيها - 00:40:07
قدر من المعرفة والعلوم والاستدلال الاستنباط اسيا الكبير. طيب اه ننتقل الى مسألة اخرى هاي في صفحة خمس مئة واثنين واربعين آآ في صفحة خمس مئة واثنين واربعين يتكلم عن الاستغفار - 00:40:20
اتكلم عن الاستغفار. يقول واما الاستغفار فهو نوعان مفرد ومقرون بالتوبة. طبعا هو هذا كله في الفرق بين اللي يوضح الفرق بين الاستغفار والتوبة يقول الاستغفار نوعان مفرد ومقرون بالتوبة. يعني يأتي في كتاب الله مفردا ويأتي في كتاب الله مقرونا بالتوبة. فالمفرد كقول نوح عليه السلام استغفروا ربكم ان - 00:40:43
انه كان غفارا. وكقول صالح لقومه لولا تستغفرون الله لعلكم ترحمون. وكقوله تعالى واستغفروا الله ان الله غفور رحيم. الى اخره كقوله تعالى استغفروا ربكم ثم توبوا اليه وقول هود عليه السلام لقومه استغفروا ربكم ثم توبوا اليه. وقول صالح عليه السلام لقومه هو انشأكم من الارض واستعمركم فيها فاستغفروه ثم توبوا اليه - 00:41:06
وقول شعيب واستغفروا ربكم ثم توبوا اليه فالاستغفار المفرد كالتوبة بل هو التوبة بعينها مع تضمنه طلب المغفرة من الله وهو محو الذنب وازالة اثره ووقاية شره لا كما ظنه بعض الناس انها الستر - 00:41:30
فان الله يستر على من يغفر على من يغفر له وعلى من لا يغفر له ولكن الستر لازم مسماها او جزؤه. فدلالتها عليه اما بالتضمن او باللزوم وحقيقتها وقاية شر الذنب ومنه المغفر لما يقي الرأس من الاذى - 00:41:48
والستر لازم لهذا المعنى والا فالعمامة لا تسمى مغفرا ولا ولا القبع والقبع ونحوه من مع ستره. فلابد في لفظ من الوقاية وهذا الاستغفار هو الذي يمنع العذاب في قوله وما كان الله معذبهم - 00:42:08
وهم يستغفرون فان الله لا يعذب مستغفرا. واما من اصر على الذنب وطلب من الله مغفرته فهذا ليس باستغفار مطلق. ولهذا لا يمنع العذاب. فالاستغفار يتضمن التوبة. والتوبة تتضمن الاستغفار. وكل منهما يدخل في مسمى الاخر عند الاطلاق - 00:42:25
واما عند الاقتران اما عند اقتران احدى اللفظتين بالاخرى فالاستغفار طلب وقاية شر ما مضى والتوبة الرجوع وطلب وقاية شر ما يخافه في المستقبل من سيئات اعماله فها هنا ذنبان ذنب قد مضى فالاستغفار منه طلب وقاية شره. وذنب يخاف وقوعه فالتوبة العزم على الا يفعله - 00:42:46
والرجوع الى الله يتناول النوعين رجوع اليه ليقيه شر ما مضى ورجوع اليه ليقيه شر ما يستقبل من شر نفسه وسيئات ماله. وايضا فان المذنب بمنزلة من ركب طريقا تؤديه الى هلاكه. ولا توصل الى المقصود فهو مأمور ان - 00:43:11
ان يوليها ظهره ويرجع الى الطريق التي فيها نجاته نجاته والتي توصله الى مقصوده وفيها فلاحه. فها هنا امران لابد منهما مفارقة شيء والرجوع الى غيره فخصت التوبة بالرجوع والاستغفار بالمفارقة. وعند افراد احدهما يتناول الامرين. ولهذا جاء والله اعلم الامر بهما مرتبا - 00:43:34
بقوله استغفروا ربكم ثم توبوا اليه. فانه الرجوع الى طريق الحق بعد مفارقة الباطل. وايضا فالاستغفار من باب ازالة الضرر والتوبة طلب وجلب المنفعة. فالمغفرة ان يقيه شر شر الذنب والتوبة ان يحصل له بعد هذه الوقاية - 00:43:58
ما يحبه وكل منهما يستلزم الاخر عند افراده والله اعلم طيب ثم مباشرة قال فصل وهذا عن التوبة النصوح قال فصل وهذا يتبين بذكر التوبة النصوح وحقيقتها. قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا توبوا الى الله توبة - 00:44:19
نصوحة. عسى ربكم ان يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الانهار وجعل وقاية شر السيئات وهو تكفيرها بزوال ما يكره العبد ودخول الجنات وهو حصول ما يحب العبد منوطا بحصول التوبة النصوح - 00:44:42
والنصوح على وزن فعول المعدول به عن فاعل قصدا للمبالغة كالشكور والصبور. واصل مادة نصح لخلاص الشيء من الغش والشوائب الغريبة. وهو ملاق في الاشتقاق الاكبر لنصح اذا خلص فالنصح في التوبة والعبادة والمشورة - 00:45:00
تخليصها من كل غش ونقص وفساد. وايقاعها على اكمل الوجوه والنصح ضد الغش وقد اختلفت عبارات السلف عنها ومرجعها الى شيء واحد. فقال عمر ابن الخطاب وابي ابن كعب رضي الله عنهما التوبة النصوح ان يتوب من الذنب ثم لا يعود - 00:45:21
والى ايه؟ كما لا يعود اللبن الى الدرع. وقال الحسن البصري هي ان يكون العبد نادما على ما مضى مجمعا على ان لا يعود فيه. وقال الكلبي ان يستغفر باللسان ويندم بالقلب ويمسك بالبدن - 00:45:43
آآ وقال سعيد بن المسيب توبة نصوحة تنصحون بها انفسكم جعلها بمعنى ناصحة للتائب كضر كضروب المعدول عن ضارب واصحاب القول الاول يجعلونها بمعنى المفعول اي قد نصح فيها التائب ولم يشبها بغش فهي اما بمعنى بمعنى منصوح فيها - 00:45:58
كركوبة وحلوبة بمعنى مركوبة ومحلوبة او بمعنى الفاعل اي ناصحة كخالصة وصادقة. وقال محمد بن كعب القرظي يجمعها اربعة الاستغفار باللسان والاقلاع بالابدان واضمار ترك العود بالجنان ومهاجرة سيء الاخوان. قلت - 00:46:17
النصح في التوبة يتضمن ثلاثة اشياء الاول تعميم جميع الذنوب واستغراقها تعميم جميع جميع تعميم جميع الذنوب واستغراقها بها. بحيث لا تدع ذنبا الا تناولته. والثاني العزم والصدق بكليته عليها بحيث لا يبقى عنده تردد ولا تلوم ولا انتظار بل يجمع عليها كل - 00:46:35
ارادته وعزيمته مبادرا بها. الثالث تخليصها من الشوائب والعلل القادحة في اخلاصها ووقوعها. لبحث الخوف من الله وخشيته والرغبة فيما لديه والرهبة مما عنده. لا كمن يتوب لحفظ جاهه وحرمته ومنصبه ورئاسته ولحفظ حاله او لحفظ قوته - 00:47:03
او استدعاء حمد الناس او الهرب من دمهم او لئلا يتسلط عليه السفهاء او لقضاء اه نعمته من الدنيا الى اخر الكلام ثم قال فصل في الفرق بين تكفير السيئات ومغفرة الذنوب. وقد جاء في كتاب الله تعالى ذكرهما مقترني مقترنين. وذكر كلا منهما - 00:47:23
منفردا عن الاخر فالمقترنان كقوله تعالى حاكيا عن عباده المؤمنين ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الابرار فرد كقوله والذين امنوا وعملوا الصالحات وعاملوا بما نزل على محمد وهو الحق من ربهم كفر عنهم سيئاتهم واصلح بالهم. وقوله في المغفرة ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرة - 00:47:45
من ربهم فها هنا اربعة امور ذنوب وسيئات ومغفرة وتكفير الذنوب المراد بها الكبائر والمراد بالسيئات الصغائر وهي ما تعمل في تعمل فيه الكفارة من الخطأ وما جرى مجراه ولهذا جعل جعل لها التكفير - 00:48:11
ومنه اخذت الكفارة ولهذا لم يكن لها سلطان ولا عمل في الكبائر في اصح القولين. فلا تعمل في قتل العمد ولا في اليمين الغموس في ظاهر بمذهب احمد وابي حنيفة. والدليل على ان السيئات هي الصغائر والتكفير لها قوله تعالى ان تجتنبوا كبائر ما تنهون - 00:48:30
انه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما. وفي صحيح مسلم من حديث ابي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اه كان يقول الصلوات الخمس والجمعة الى الجمعة ورمضان - 00:48:50
الى رمضان مكفرات لما بينهن اذا اجتنبت الكبائر ولفظ المغفرة اكمل من لفظ التكفير. ولهذا كان مع الكبائر والتكفير مع الصغائر. فان لفظ المغفرة يتضمن الوقاية والحفظ ولفظ التكفير يتضمن الستر والازالة. وعند الافراد يدخل كل كل منهما في الاخر كما تقدم. فقوله تعالى كفر عنهم سيئاتهم يتناولوا - 00:49:03
صغائرها وكبائرها ومحوها ووقاية شرها. بل التكفير المفرد يتناول اسوأ الاعمال كما قال تعالى ليكفر ليكفر الله عنهم اسوء الذي عملوه. واذا فهم هذا فهم السر في الوعد على المصائب والهموم والغموم والنصب والوصب بالتكفير دون المغفرة - 00:49:28
بقوله في الحديث الصحيح ما يصيب المؤمن من هم ولا غم ولا اذى حتى الشوكة يشاكها الا كفر الله بها من خطاياه. فان المصائب لا تستقل بمغفرة الذنوب. ولا تغفر الذنوب جميعا الا - 00:49:48
توبة او بحسنات تتضاءل وتتلاشى فيها الذنوب فهي كالبحر لا يتغير بالجيف. واذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث لاهل الذنوب ثلاثة انهار عظام يتطهرون بها في الدنيا. فان لم تفي بطهرهم - 00:50:03
طهروا في نهر الجحيم يوم القيامة نهر التوبة النصوح ونهر الحسنات المستغرقة للاوزار المحيطة بها ونهر المصائب العظيمة المكفرة. فاذا اراد الله بعبده خيرا ادخله احد هذه الانهار الثلاثة فورد يوم القيامة طيبا طاهرا فلم يحتج - 00:50:20
الى التطهير الرابع طيب وجزاكم الله خيرا ونقف عند هذا الحد في هذا اليوم آآ نسأل الله سبحانه وتعالى ان يبارك لنا فيما سمعنا ونسأله سبحانه وتعالى ان يزيدنا من فضله الكريم ان يمن علينا بالتوبة النصوح - 00:50:41
ونسأله سبحانه وتعالى ان يغفر لنا خطيئتنا او خطايانا وجهلنا واسرافنا في امر كل في امرنا كله اللهم اغفر لنا خطأنا وعمدنا وهزلنا وجدنا وكل ذلك عندنا لا اله الا انت سبحانك انا كنا من الظالمين. وصلي اللهم على نبينا محمد - 00:51:08
وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:51:27
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم لا يعلمنا الا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم اللهم لك الحمد لا نحصي ثناء عليك انت كما اثنيت على نفسك - 00:00:00
اللهم انا نسألك ان تبارك لنا في هذا الشهر الكريم وان تتقبل منا صالح الاعمال ونسألك اللهم ان تعز الاسلام واهله وان تذل اعداءه لا زلنا في آآ قراءة آآ مقاصد - 00:00:17
مدارج السالكين آآ المرور من بداية الكتاب وانتقاء اهم الاطروحات او اهم الموضوعات آآ التي طرحها ابن القيم مما له تعلق بالمقصود او الموضوع الاصلي للكتاب وابن القيم رحمه الله كما رأيتم في الايام او سمعتم في الايام السابقة - 00:00:33
آآ يعني يتوسع في بعض المسائل العقدية ومن المسائل التي توسع فيها بعض بعد الموضع الذي وقفنا عنده امس مسألة التحسين والتقبيح وهي مسألة عقدية وسنتجاوزها هي لها ارتباط بطريقة او باخرى بالموضوع طبعا ولكن ليست من اه صميم موضوع الكتاب وبالتالي سنتجاوز هذه المسألة من احب - 00:00:53
ان ان يزداد فيها وهي مسألة مهمة عقديا فيمكنه المراجعة بعد موضع امس الان سننتقل الى صفحة اربع مئة وواحد وثمانين طبعا الدار الطيبة الجزء الاول. صفحة اربع مئة وواحد وثمانين - 00:01:21
قال ابن القيم رحمه الله فصل وفوق هذا مقام اخر من التوبة وذكر تعليقا على كلام اه صاحب المدارس توبة الخواص توبة الخواص اه شرحها ثم قال وفوق هذا مقام اخر من التوبة. ارفع منه واخص لا يعرفه الا الخواص المحبون - 00:01:35
الذين يستقلون في حق محبوبهم جميع اعمالهم واحوالهم واقوالهم الا يرونها قط الا بعين الازدراء الا بعين النقص والازراء عليها ويرون شأن محبوبهم اعظم وقدره اعلى من ان يرضوا نفوسهم واعمالهم - 00:02:01
له. فهم اشد شيء احتقارا لها وازراء عليها. واذا غفلوا عن مراد محبوبهم منهم ولم يوفوه حقه اليه من ذلك توبة ارباب الكبائر منها بالتوبة لا تفارقهم ابدا. وتوبتهم لون وتوبة غيرهم لون. وفوق كل ذي علم عليم. وكلما ازدادوا حبا له ازدادوا - 00:02:20
معرفة بحقه وشهودا لتقصيرهم فعظمت لذلك توبتهم. ولذلك كان خوفهم اشد وازراؤهم على نفسهم اعظم وما يتوب منه هؤلاء قد يكون من كبار حسنات غيرهم. وبالجملة فتوبة المحبين الصادقين العارفين بربهم وبحقه هي - 00:02:43
التوبة وسواهم محجوب عنها وفوق هذه توبة اخرى الاولى بنا الاضراب عنها صفحا هذا مقام اه عالي جدا طبعا انت حين تقرأ لابن القيم في التوبة تتعجب من مقدار المسائل التي تطرح ضمن كلمة التوبة وضمن اطار التوبة او ضمن مقام التوبة - 00:03:05
التوبة آآ يعني قبل القراءة لابن القيم في مدارج السالكين ربما تتعلق بها مسائل محدودة محدودة جدا وبعد قراءة مدارج السالكين سيتبين لك ان التوبة هي بحر من المقامات القلبية والسلوكية والبدنية وهي ترتبط بها - 00:03:29
اه عشرات المسائل سيظهر لنا اليوم باذن الله انا كنت اظن اننا سننتهي اليوم من منزلة التوبة لكننا ننتهي منها ايضا اه هذه النقطة التي ذكرتها هنا يعني ابن القيم يقول المحبون المحبون لربهم كبار العارفين بالله سبحانه - 00:03:49
هؤلاء دائما يرون انهم مقصرون في حق ربهم وبالتالي هم دائما في حالة توبة هم دائما في حالة توبة فهذه توبة عالية جدا وهم لا يرون لانفسهم اه يعني عملا ولا يرون لانفسهم شيئا يستحق - 00:04:09
اه ان ان ينظروا اليه وبالتالي دائما يجددون التوبة وهذه يقول هذه هي التوبة اه فعلا. انتقل بعد ذلك الى اه اه اربع مئة وسبعة وثمانين اه من هنا بدأ يذكر احكاما متعلقة بالتوبة مسائل - 00:04:28
اه يعني ليست احكام عملية فقط وانما مسائل آآ وطرح فيها حقيقة مسائل آآ كثيرة ومهمة جدا اه منها اول مسألة قال ان المبادرة الى التوبة من الذنب فرض على الفور - 00:04:45
ولا يجوز تأخيرها. فمتى اخرها عصى بالتأخير فاذا تاب من الذنب بقي عليه توبة اخرى وهي توبته من تأخير التوبة وقل ان تخطر هذه ببال التائب بل عنده انه اذا تاب من الذنب لم يبقى عليه شيء اخر وقد بقي عليه التوبة من تأخير التوبة - 00:05:02
ولا ينجي من هذا الا توبة الا توبة عامة مما يعلم من ذنوبه ومما لا يعلم فان ما لا يعلمه العبد من ذنوبه اكثر مما يعلمه ولا ينفعه في عدم المؤاخذة بها - 00:05:23
جهله اذا كان متمكنا من العلم فانه عاص بترك العلم والعمل. فالمعصية في حقه اشد. وفي صحيح ابن حبان ان النبي صلى الله عليه وسلم قال في هذه الامة اخفى من دبيب النمل. فقال ابو بكر رضي الله عنه فكيف الخلاص منه يا رسول الله؟ قال ان تقول اللهم اني اعوذ بك ان اشرك بك وانا اعلم واستغفرك - 00:05:39
لما لا اعلم فهذا طلب الاستغفار مما يعلمه الله انه ذنب ولا يعلمه العبد وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم انه كان يدعو في صلاته اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي واسرافي في امري وما انت عالم به مني. اللهم اغفر لي جدي وهزلي - 00:05:59
وخطئي وعمدي وكل ذلك عندي. اللهم اغفر لي ما قدمت وما اخرت وما اسرفت وما اعلنت. وما انت اعلم به مني انت الهي لا اله الا انت الحديث الاخر اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله خطأه وعمده وسره وعلانيته واوله واخره - 00:06:17
فهذا التعميم وهذا الشمول لتأتي التوبة على ما علمه العبد من ذنوبه وما لم يعلمه وهذي مسألة في غاية الاهمية التوبة العامة مسألة في غاية الاهمية وهي يعني انا اظن انها من من الاشياء التي ترجح الانسان ايمانيا على غيره - 00:06:34
ان ان يدرك الانسان انه قد يكون لديه من الذنوب بل قطعا لديه من الذنوب ومن التقصير ما يتطلب توبة وهو ليس مستحظرا له او غير منتبه له فواحدة من هذه الذنوب التي لا ينتبه اليها الانسان ما اشار اليه ابن القيم قال انك لما تؤخر التوبة - 00:06:55
هذا بحد ذاته ذنب يحتاج الى توبة فهذا واحد من الاشياء التي لا ينتبه اليها الانسان. وهناك اشياء اخرى فيقول ما المخرج المخرج هو التوبة العامة ان ان يتوب الانسان توبة عامة - 00:07:16
لله سبحانه وتعالى مما يعلم ومما لا يعلم. واستشهد بهذه الاحاديث وكما قلت هذه حقيقة اه قضية في غاية الاهمية. المسألة الاخرى التي ذكرها قال فصل وهل تصح التوبة من الذنب مع الاصرار على غيره - 00:07:29
فيه قولان قولان لاهل العلم وهما روايتان عن الامام احمد ولم آآ يطلع على الخلاف من حكى الاجماع على صحتها كالنووي وغيره. والمسألة مشكلة ولها غور ويحتاج الجزم لاحد القولين الى دليل يحصل به الجزم. والذين صححوها احتجوا بانه لما صح الاسلام. وهو توبة من الكفر - 00:07:44
مع البقاء على معصية لم يتب منها. فهكذا تصح التوبة من ذنب مع بقائه على اخر واجاب الاخرون طبعا هو الان سيقيم حوارا بين الطرفين آآ ستأتي مسألة اخرى سيقيم فيها يعني اكثر من مسألة من المسائل القادمة سيجعلها على شكل حوار - 00:08:08
حوار بين الطرفين المختلفين في هذه المسألة هذا الحوار قصير الان لكن المسائل التالية سيكون طويلا. الان المسألة هل اذا تاب الانسان من ذنب مع انه مصر على ذنب اخر - 00:08:27
هل تصح هذه التوبة التي تاب من فيها يقول اجاب الاخرون عن هذا بان الاسلام له شأن ليس لغيره لقوته ونفاذه. وحصوله تبعا باسلام الابوين او احدهما للطفل. وكذلك طاعي نسب الطفل من ابيه او بموت احد ابويه في احد القولين - 00:08:39
وكذلك بكون آآ يكون بكون سابيه ومالكه مسلما في احد القولين ايضا. وذلك لقوته وتشوف الشرع اليه حتى حصل بغير القصد بل بالتبعية واحتج الاخرون بان التوبة هي الرجوع الى الله من مخالفته الى طاعته. واي رجوع لمن تاب من ذنب واحد واصر على الف ذنب - 00:08:58
قالوا والله سبحانه انما لم يؤاخذ التائب لانه قد رجع الى طاعته وعبوديته وتاب توبة نصوحا والمصر على مثل ما ما تاب منه او اعظم لم يراجع الطاعة. ولم يتب توبة نصوحة. قالوا ولان التائب اذا تاب الى الله فقد زال عنه اسم العاصي كالكافر اذا - 00:09:20
ما زال عنه اسم الكافر. واما اذا اصر على غير الذنب الذي تاب منه فاسم المعصية لا يفارقه. فلا تصح توبته. وسر المسألة ان التوبة هل تتبعض كالمعصية؟ فيكون تائبا من وجه دون وجه كالايمان والاسلام؟ الراجح انها انها تتبعظ - 00:09:40
فانها كما تتفاضل في كيفيتها فكذلك تتفاضل في كميتها. ولو اتى العبد بفرض وترك فرض اخر لاستحق العقوبة على ما تركه دون ما فعله فهكذا اذا تاب من ذنب واصر على اخر لان التوبة فرض من الذنبين. فقد ادى احد الفرضين وترك الاخر فلا يكون ما ترك موجبا - 00:10:00
بطلان ما فعل كمن ترك الحج واتى بالصلاة والصيام والزكاة ثم ذكر قول الاخرين ثم ذكر آآ ذكر الراجح لديه يقول والذي عندي في هذه المسألة ان التوبة لا تصح من ذنب مع الاصرار على اخر من نوعه - 00:10:23
واما التوبة من ذنب مع مباشرة مع مباشرة ذنب اخر لا تعلق له به ولا هو من نوعه فتصح يعني هذا تفصيل الان لم يطرح سابقا في الاقوال السابقة. الاقوال السابقة انه في من يقول نعم تصح التوبة اذا تاب من الذنب - 00:10:44
ولو كان عنده ذنب اخر مصر عليه وفي قول انه لا تصح التوبة من ذنب اذا كان هناك ذنب اخر مصر عليه ابن القيم الان مبدئيا يميل مع اي طرف مبدئيا يميل مع طرف من آآ من يقول بانها تصح - 00:11:04
ولكن ليس بالاطلاق وانما بتفصيل يقول تصح اذا كان الذنب المصر عليه ليس من نوع الذنب الذي تاب منه ليس اه من نوع الذنب الذي تعلمه طيب يا جماعة بالنسبة للصوت بالنسبة للصوت اه اذا في مشكلة في الصوت الجميع سيكتب - 00:11:23
فالمشكلة من من يعني اللي عنده ضعف في الصوت المشكلة منه تحديدا فيرجى عدم الكتابة يعني طيب يقول اه والذي عندي في هذه المسألة ان التوبة لا تصح من ذنب مع الاصرار على اخر من نوعه. واما التوبة من ذنب - 00:11:42
مع مباشرة اخر لا تعلق له به ولا هو من نوعه فتصح كما اذا تاب من الربا ولم يتب من شرب الخمر مثلا. فان توبته من الربا صحيحة واما اذا تاب من ربا الفضل ولم يتب من ربا النسيئة واصر عليه او بالعكس او تاب من تناول الحشيشة واصر على شرب الخمر - 00:12:00
او بالعكس فهذا لا تصح توبته. وهو كمن كمن يتوب عن الزنا بامرأة وهو مصر على الزنا بغيرها غير تائب منها. او تاب من شرب طير العنب المسكر وهو مصر على شرب شرب غيره من الاجذبة المسكرة. فهذا في الحقيقة لم يتب من الذنب. وانما عدل عن نوع منه الى - 00:12:21
نوع اخر بخلاف من عدل عن معصية الى معصية اخرى غيرها في الجنس اما لان وزرها اخف واما لغلب الدواعي الطبع اليها وقهري سلطان شهوتها له واما لان اسبابها الى اخر الكلام - 00:12:41
اه خلاصة الكلام انه نعم يصح طالما ان التوبة اه من ذنب ليس صاحبه مصرا على شيء من نفس نوع هذا الذنب ثم ذكر مسألة اخرى سنتجاوزها. وهي مسألة طويلة ومهمة ولكن سنتجاوزها. اه اللي هي قالوا من احكام التوبة هل يشترط - 00:12:55
وفي صحتها ان لا يعود الى الذنب ابدا ام ليس ذلك بشرط هو اطاع الحقيقة في الحوار بين الطرفين فيها ممكن تراجع من صفحة اربعمائة وثلاثة وتسعين وحتى صفح اه خمس مئة واربعة تقريبا او خمس مئة وخمسة - 00:13:17
يعني تقريبا عشر صفحات او احدى عشر صفحة تكلم في هذه المسألة. طيب ثم ننتقل الى آآ طبعا ذكر بعدها ايضا مسألة اخرى ننتقل الان الى مسألة في غاية الاهمية - 00:13:36
وهي في صفحة آآ خمس مئة وثمنطعش صفحة خمس مئة وثمنطعش هذه مسألة طويلة حقيقة ولكنها مسألة ممتعة جدا جدا وجميلة وطريقة ابن القيم في في سرد اقوال الطرفين والاستدلال وتوليد اه مسائل على اخرى جميلة جدا. يقول فصل ومن احكامها - 00:13:52
اي التوبة ان العبد اذا تاب من الذنب فهل يرجع الى ما كان عليه قبل الذنب من الدرجة التي حطه عنها الذنب او لا لا يرجع اليها اختلف في ذلك - 00:14:17
فقالت طائفة يرجع الى درجته لان التوبة تجب الذنب بالكلية وتصيره كان لم يكن والمقتضي لدرجته ما معه من الايمان والعمل الصالح فعاد اليها بالتوبة. قالوا لان التوبة حسنة عظيمة وعمل صالح. فاذا كان ذنبه قد حطه عن درجته فحسن - 00:14:30
بالتوبة رقته اليها. وهذا كمن سقط في بئر وله صاحب شفيق ادلى اليه حبلا تمسك به حتى رقى منه الى موضعه فهكذا التوبة والعمل الصالح مثل هذا القرين الصالح والاخ الشفيق - 00:14:50
وقالت طائفة لا يعود الى درجته وحاله. لانه لم يكن في وقوف وانما كان في صعود. فبالذنب صار في نزول وهبوط. فاذا نقص عليه ذلك القدر الذي كان مستعدا به للترقي - 00:15:06
قالوا ومثل هذا مثل رجلين سائرين على طريق سيرا واحدا. ثم عرض لاحدهما ما رده على عقبه او اوقفه وصاحبه سائر فان استقال هذا رجوعه ووقفته وسار باثر صاحبه لم يلحقه ابدا. لانه كلما صار مرحلة تقدم ذاك اخرى - 00:15:22
قالوا والاول يسير بقوة اعماله وايمانه وكلما ازداد سيرا ازدادت قوته وذلك الواقف الذي رجع قد ضعفت قوة سيره وايمانه بالوقوف والرجوع وسمعت شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله يحكي هذا الخلاف ثم قال والصحيح ان من التائبين من لا يعود الى درجته ومنهم من - 00:15:41
اليها ومنهم من يعود الى اعلى منها. فيصير خيرا مما كان قبل الذنب. وكان داود بعد التوبة خيرا منه قبل الخطيئة. قال اي ابن تيمية وهذا بحسب حال التائب بعد توبته وجده وعزمه وحذره وتشميره فان كان ذلك اعظم مما كان له - 00:16:05
قبل الذنب عاد خيرا مما كان واعلى درجة. وان كان مثله عاد الى مثل حاله. وان كان دونه لم يعد الى درجته. وكان ونحطن عنها وهذا الذي ذكره هو فصل النزاع في هذه المسألة - 00:16:25
ويتبين هذا بمثلين مضروبين. ثم ذكر مثلين على هذه على هذا التفصيل وعلى هذه المسألة. ثم قال آآ انا يعني اختصر حتى يعني ما ما نطيل كثيرا في في بهذه المنزلة التي ربما تستغرق منا عدة ايام. اه فرع مسألة عن هذه المسألة. وهذه المسألة التي فرع عنها ربما تكون اهم - 00:16:41
من اصل المسألة الان اصل المسألة تكلمنا عنه انسان كان يسير في طريق الطاعة ثم اذنب وتاب هل سيعود الى منزلته؟ او من كان مثله سائرا ولم يقع في هذا الذنب سيكون اسبق منه؟ ذكر الخلاف ثم رد - 00:17:11
وارجح كلام بنتيوي انه بحسب حالة تعب. الان شوفوا ايش فرع عنها. قال فصل ويتبين بهذا ويتبين هذا بمسألة وهي انه هل المطيع الذي لم يعصي خير من العاصي الذي تاب الى الله توبة نصوحا او هذا التائب افضل منه - 00:17:28
هذي هذي نفس القظية بس من جهة اخرى هل المطيع الذي لم يعصي خير من العاصي ام العار ام الشخص الذي عصى وتاب افضل من الشخص الذي لم يعصي اصلا - 00:17:48
يقول اختلف في ذلك وطائفة رجحت من لم يعصي على من عصى وتاب توبة نصوحا. واحتجوا بوجوه احدها ان اكمل الخلق وافضلهم اطوعهم لله وهذا الذي لم يعصي اطوع ان اكمل الخلق وافضلهم اطوعهم لله وهذا الذي لم يعصي اطوع فيكون افضل. الثاني ان في زمن اشتغال العاصي بمعصيته يسبقه - 00:18:02
والمطيع عدة مراحل الى فوق فتكون درجته اعلى من درجته وغايته انه اذا تاب استقبل سيره ليلحقه وذلك في بسير اخر فانى له بلحاقه فهما بمنزلة رجلين مشتركين في الكسب كلما كسب احدهما شيئا كسب الاخر مثله فعمد احدهم - 00:18:27
الى كسبه فاضاعه وامسك عن الكسب المستأنف والاخر مجد في الكسب فاذا ادركته حمية المنافسة وعاد الى الكسب وجد صاحبه قد كسب في تلك المدة شيئا كثيرا فلا يكسب شيئا الا كسب صاحبه نظيره فانى له بمساواته - 00:18:47
الثالث ان غاية التوبة ان تمحو عن هذا سيئاته. ويصير بمنزلة من لم يعملها. فيكون سعيه في مدة المعصية لا له ولا عليه. فاين هذا السعي من سعي من هو كاسب الرابح؟ الرابع ان الله يمقت على معاصيه ومخالفة اوامره. ففي مدة - 00:19:03
هذا بالذنوب كان حظه المقت وحظ المطيع الرضا فالله لم يزل عنه راضيا ولا ريب ان هذا خير ممن كان الله راضيا عنه ثم مقته ثم رضى عنه ثم رضي عنه فان الرضا المستمر خير من الذي تتخلله المقت - 00:19:23
الان الدليل الخامس للقول الاول. الخامس ان الذنب بمنزلة شرب السم. والتوبة ترياقه ودواؤه. والطاعة هي والعافية وصحة وعافية مستمرة خير من صحة تخللها مرض وشرب سم افاق منه وربما اديا به الى التلف - 00:19:42
او المرض ابدا. السادس ان العاصي على خطر شديد فانه دائر بين ثلاثة اشياء. احدهما او احدها العطب والهلاك بشرب السم. الثاني النقصان من القوة وضعفها. ان سلم من الهلاك. الثالث عودة قوته اليه كما كانت او خير منها - 00:20:02
بعيد والاكثر انما هو القسمان الاولان ولعل الثالثة نادر جدا فهو على يقين منظر للسم وعلى رجاء من حصول العافية. السابع ان المطيع قد احاط على بستان طاعته حائطا حصينا - 00:20:20
لا يجد الاعداء اليه سبيلا. فثمرته وزهرته وخضرته وبهجته في زيادة ونمو ابدا. والعاصي قد فتح فيه ثغرا فيه ثمة ومكن منه السراق والاعداء فدخلوا فعاثوا فيه يمينا وشمالا افسدوا اغصانه وخربوا حيطانه وقطعوا ثمراته - 00:20:34
احرقوا في نواحيه وقطعوا ماءه ونقصوا سقيه فمتى يرجع هذا الى حالة الاول؟ فاذا تداركه قيمه ولم شعثه واصلح ما فسد منه وفتح رقمائه وعمر ما خرب منه فانه اما ان يعود كما كان او انقص او خيرا. ولكن لا يلحق بستان صاحبه الذي لم يزل على نضارته وحسنه. بل في زيادة - 00:20:54
ونمو وتضاعف ثمرة وكثرة غرس الثامن ان طمع العدو في هذا العاصي انما كان لضعف علمه وضعف عزيمته ولذلك يسمى جاهلا. قال قتادة اجمع اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على ان كل ما عصي الله كلما عصي الله به فهو جهالة - 00:21:17
وكذلك قال الله تعالى في حق ادم ولم نجد له عزما وقال في حق غيره فاصبر كما صبروا والعزم من رسل الى اخره. التاسع ان المعصية لا بد ان تؤثر اثرا سيئا ولابد اما هلاكيا - 00:21:39
اما هلاكا كليا واما خسرانا وعقابا يعقبه اما عفوا ودخول الجنة واما نقص درجة واما خمود مصباح الايمان وعمل التائب في رفع هذه الاثار والتكفير وعمل المطيع في الزيادة ورفع الدرجات. ولهذا كان قيام الليل نافلة للنبي صلى الله عليه وسلم فانه يعمل في زيادة الدرجات وغيره - 00:21:53
وهو يعمل في تكفير السيئات واين هذا من هذا؟ العاشر ان المقبل على الله المطيع له يسير بجملة اعماله. وكلما زاد طاعاته واعماله ازداد كسبه بها وعظم. وهو بمنزلة من سافر فكسب عشرة اضعاف رأس ماله. فسافر ثانيا برأس ماله الاول وكسبه - 00:22:13
برأس ماله الاول وكسبه فكسب عشرة اضعافه ايضا. فسافر ثالثا ايضا بهذا المال كله. وكان ربحه كذلك وهلم جرا. فاذا فتر عن السفر في اخر امره مرة واحدة فاته من الربح بقدر جميع ما ربح او اكثر منه. وهذا معنى قول الجنيد رحمه الله لو اقبل صادق على الله الف عام - 00:22:33
ثم اعرض عنه لحظة واحدة كان ما فاته اكثر مما ناله وهو صحيح بهذا المعنى طيب الان بعد ما ذكر العشرة آآ حجج لهذا القول ايش رأيكم هل تتصورون انه سيكون القول الارجح - 00:22:53
او انه بقي شيء هذي طبعا طريقة ابن القيم رحمه الله آآ يعني ابن القيم رحمه الله يأتي بمسألة فيسرد الادلة عليها آآ فتقول قطعا خلاص هذا هو هذا هو الراجح - 00:23:10
طيب احنا دعونا ننظر دعونا ننظر اه القول الاخر قال فصل وطائفة رجحت التائب. وان لم تنكر كون الاول اكثر حسنات منه واحتجت بوجوه. احدها ان عبودية التوبة من احب العبوديات الى الله - 00:23:28
واكرمها عليه فانه سبحانه يحب التوابين. ولو لم تكن التوبة احب الاشياء اليه لما ابتلى بالذنب اكرم الخلق عليه حبته لتوبة عبده ابتلاه بالذنب الذي يوجب وقوع محبوبه من التوبة اه الذي يوجب وقوع محبوب من التوبة وزيادة محبته لعبده فان للتائبين عند - 00:23:51
له محبة خاصة يوضح ذلك الوجه الثاني الوجه الثاني ان للتوبة عنده سبحانه منزلة ليست لغيرها من الطاعات ولهذا يفرح سبحانه بتوبة عبده حين يتوب اليه اعظم فرح يقدر. كما مثله النبي صلى الله عليه وسلم بفرح الواحد لراحلته الذي مر - 00:24:14
ومعنا امس ومعلوم ان لهذا الفرح تأثيرا عظيما في حال التائب وقلبه ومزيده لا يعبر عنه وهو من اسرار تقدير الذنوب على العباد فان العبد ينال بالتوبة درجة المحبوبية. فيصير حبيبا لله فان الله يحب التوابين ويحب - 00:24:33
عبده المفتن التواب ويوضحه الوجه الثالث ان عبودية التوبة فيها من الذل والانكسار والخضوع والتملق لله والتذلل له ما هو احب اليه من كثير من الاعمال الظاهرة وان زادت في القدر والكمية على عبودية التوبة فان الذل والانكسار - 00:24:53
روح العبودية ومخها ولبها يوضحه الوجه الرابع ان حصول مراتب الذل والانكسار للتائب اكمل منها لغيره فانه قد شارك من لم يذنب في ذل الفقر والعبودية والمحبة وامتاز عنه بانكسار قلبه بالمعصية. والله سبحانه - 00:25:13
اقرب ما يكون الى العبد عند ذله وانكسار قلبه كما في الاثر الاسرائيلي يا رب اين اجدك؟ قال عند المنكسرة قلوبهم من اجلي لاجل هذا كان اقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد - 00:25:33
لانه مقام ذل وانكسار بين يدي ربه. وتأمل قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه عز وجل انه يقول يوم يوم القيامة يا ابن ادم ان استطعمتك فلم تطعمني قال يا ربي كيف اطعمك وانت رب العالمين؟ قال استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه. اما لو اطعمته لوجدت ذلك عندي؟ ابن ادم - 00:25:49
يقيد استسقيتك فلم تسقني. قال يا ربي كيف اسقيك وانت رب العالمين؟ قال استسقاك عبدي فلان. فلم تسقه اما لو سقيته لوجدت ذلك عندي ابن ادم مرضت فلم تعدني قال يا ربي كيف اعودك وانت رب العالمين؟ قال اما ان عبدي فلانا مرض فلم تعده اما لو عدته لوجدتني عنده - 00:26:09
قال في عيادة المريض لوجدتني عنده وقال في الاطعام والاسقاء لوجدت ذلك عندي. ففرق بينهما فان المريض مكسور القلب ولو كان من كان فلا بد ان يكسره المرض. فاذا كان مؤمنا قد انكسر قلبه بالمرض كان الله عنده. وهذا والله اعلم هو السر في استجابة - 00:26:29
دعوة الثلاثة المظلوم والمسافر والصائم للكسرة التي في قلب كل واحد منهم فان غربة المسافر وكسرته مما يجده العبد في وكذلك الصوم فانه يكسر سورة النفس السبعية الحيوانية ويذلها. والقصد ان شمعة الجبر والفضل والعطايا انما تنزل - 00:26:49
وفي شمعدان الانكسار وللعاصي التائب من ذلك اوفر نصيب. يوضحه الوجه الخامس ان الذنب قد يكون انفع للعبد اذا اقترنت به التوبة من كثير من الطاعات وهذا معنى قول بعض السلف قد يعمل العبد الذنب فيدخل به الجنة ويعمل الطاعة فيدخل بها النار. قالوا كيف ذلك؟ قال يعمل الذنب - 00:27:09
فلا يزال نصب عينيه ان قام وان قعد وان مشى ذكر ذنبه فيحدث له انكسارا وتوبة واستغفارا وندما فيكون ذلك سبب نجاته ويعمل الحسنة فلا تزال نصب عينيه ان قام وان قعد وان مشى كل ما ذكرها اورثته عجبا وكبرا ومنة فتكون سبب هلاكه - 00:27:33
يكون الذنب موجبا لترتب طاعات وحسنات ومعاملات قلبية من خوف الله والحياء منه والاطراق بين يديه منكسا رأسه خجلا نادما مستقيما ربه وكل واحد من هذه الاثار انفع للعبد من طاعة توجب له صولة وكبرا وازدراء بالناس ورؤيتهم - 00:27:53
الاحتقار ولا ريب ان هذا الذنب خير عند الله واقرب الى النجاة والفوز من ان هذا المذنب خير عند الله واقرب الى النجاة فوز من هذا المعجب بطاعته الصائل بها. المان بها وبحاله عند وبحاله على الله عز وجل وعباده. وان قال بلسانه - 00:28:13
وان قال بلسانه خلاف ذلك. فالله شهيد على ما في قلبه. ويكاد يعادي الخلق اذا لم يعظموه ويرفعوه. ويخضعوا له ويجد في قلبه بغضة لمن لم يفعل به ذلك. ولو فتش نفسه حق التفتيش لرأى فيها ذلك كاملا. ولهذا تراه عاتبا على من لم - 00:28:33
ينظمه ويعرف له حقه متطلبا لعيبه في قالب حمية لله وغضب له. واذا قام بمن يعظمه ويحترمه ويخضع له من الذنوب اضعاف ما قام بهذا فتح له باب المعاذير والرجاء واغمض عنه عينه وسمعه وكف لسانه وقلبه. وقال باب العصمة عن غير الانبياء مسدود وربما ظن - 00:28:53
ان ذنوب من يعظمه تكفر باجلاله وتعظيمه واكرامه اياه. فاذا اراد الله بهذا العبد خيرا القاه في ذنب يكسره به ويعرفه قدره ويكفي به عباده شره وينكس به رأسه ويستخرج به من هدى العجب والكبر والمنة عليه - 00:29:13
وعلى عباده فيكون هذا الذنب انفع لهذا من طاعات كثيرة ويكون بمنزلة شرب الدواء ليستخرج به الداء العضال اه استطرد هو في هذا المعنى استطرد في هذا المعنى وذكر على لسان اه يعني في قصة ادم ما يتعلق بها ننتقل الى صفحة خمس مئة - 00:29:33
مئة واربعة وثلاثين هو ذكر الى الان خمسة وجوه لهذا القول. قال في خمس مئة وثلاثين الوجه السادس. وهو قوله تعالى الا من تاب وامن وعمل عملا صالحا فاولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما. وهذا من اعظم البشارة - 00:29:55
اذا اقترن بتوبتهم ايمان وعمل صالح. وهو حقيقة التوبة. قال ابن عباس رضي الله عنهما ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فرح بشيء قط وبهذه الاية لما نزلت لما نزلت وفرحه بنزول انا فتحنا لك فتحا - 00:30:14
مبينا. اه ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر. واختلفوا في صفة هذا التبديل اللي هو يبدل الله سيئاتهم حسنات. واختلفوا في صفة هذا التبديل وهل هو في الدنيا او في الاخرة؟ على قولين. فقال ابن عباس واصحابه هو تبديلهم بقبائح اعمالهم محاسنها. فبدلهم - 00:30:30
ايمانا وبالزنا عفة واحصانا وبالكذب صدقا وبالخيانة امانة فعلى هذا معنى الاية يعني معنى يبدل الله سيئاتهم حسنات ان صفاتهم القبيحة واعمالهم السيئة بدلوا عوضها صفات جميلة واعمالا صالحة كما يبدل المريض بالمرض صحة - 00:30:50
والمبتلى ببلائه عافية. وقال سعيد بن المسيب وغيره من التابعين هو تبديل الله سيئاتهم التي عملوها بحسنات يوم القيامة فيعطيهم مكان كل حسنة. واحتج اصحاب هذا القول بما روى الترمذي في جامعه قال حدثنا الحسين ابن حريث. قال حدثنا وكيع قال حدثنا الاعمش - 00:31:11
المعروف ابن سويد عن ابي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اني لاعلم اخر رجل يخرج من النار يؤتى بالرجل يوم القيامة فيقال اعرضوا عليه صغار ذنوبه. ويخبأ عنه كبارها. فيقال عملت يوم كذا - 00:31:31
كذا وكذا وهو مقر لا ينكر وهو مشفق من كبارها فيقال اعطوه مكان كل سيئة عملها حسنة فيقول ان لي ذنوبا ما اراها ها هنا. قال ابو ذر فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه - 00:31:47
فهذا حديث صحيح ولكن في الاستدلال به على صحة هذا القول نظر. فان هذا قد عذب بسيئاته ودخل بها نار ثم بعد ذلك اخرج منها واعطي مكان كل سيئة حسنة. صدقة تصدق الله بها عليه. ابتداء بعدد ذنوبه وليس في هذا تبديل - 00:32:07
كالذنوب بحسنات اذ لو كان كذلك لما عوقب عليها كما لم يعاقب التائب. والكلام انما هو في تائب اثبت له مكان كل سيئة حسنة فزادت حسناته فاين في هذا الحديث ما يدل على ذلك؟ والناس استقبلوا هذا الحديث مستدلين به في تفسير هذه الاية على - 00:32:30
هذا القول وقد علمت ما فيه الان يعني هو كل هذا الكلام اصلا استطراد من الوجه السادس. الوجه السادس هو الاستدلال يعني الوجه السادس من وجوه الادلة على ان من تاب - 00:32:52
منزلته افضل او حاله افضل ان الله قال سبحانه وتعالى يبدل الله سيئاتهم حسنات فهذا كسب ذنوب لما تاب تبدلت حسنات. ثم استطرد فذكر الخلاف في الاية لانه طب ما معنى يبدل الله سيئاتهم حسنات؟ ثم ذكر الحديث هذا واستدلالهم ثم ذكر الاعتراض على الحديث - 00:33:05
لكن الان الاستدراك على الاعتراض جميل جدا جدا استمعوا يقول والناس استقبلوا هذا الحديث مستدلين به في تفسير هذه الاية على هذا القول وقد علمت ما فيه. لكن للسلف غور ودقة - 00:33:23
دقة فهم لا يدركها كثير من المتأخرين فالاستدلال به صحيح. شوف الحديث هذا هذا الحديث اللي ذكر الاعتراض القوي عليه قبل شوية يقول لك لا الاستدلال به صحيح كيف يقول الاستدلال به صحيح بعد تمهيد قاعدة اذا عرفت عرف نطف الاستدلال به ودقته وهي ان الذنب لابد له من اثر واثره - 00:33:39
يرتفع بالتوبة تارة وبالحسنات الماحية تارة وبالمصائب المكفرة تارة وبدخول النار ليتخلص من اثره تارة وكذلك اذا اشتد اثره ولم تقوى تلك كالامور على محوه فلابد اذا من دخول النار. لان الجنة لا يكون فيها ذرة من الخبيث. ولا يدخلها الا من طاب من كل وجه. فاذا بقي - 00:34:02
عليه شيء من خبث الذنوب ادخل كير الامتحان ليخلص ذهب ايمانه من خبثه فيصلح حينئذ لدار الملك او لدار الملك. اذا علم علم هذا فزوال موجب الذنب واثره تارة يكون بالتوبة النصوح وهي اقوى الاسباب. وتارة - 00:34:22
يكون باستيفاء الحق منه وتطهيره في النار فاذا تطهر بالنار وزال اثر الوسخ والخبث عنه اعطي مكان كل سيئة حسنة. فاذا تطهر بالتوبة النصوح يعني بدون ما يدخل النار فاذا اطهر بالتوبة النصوح وزال عنه بها اثر وسخ الذنب وخبثها كان اوخبثه كان اولى الذنوب وخبثها - 00:34:41
كان اولى بان يعطى مكان كل سيئة حسنة لان ازالة التوبة لهذا الوسخ والخبث اعظم من ازالة النار. واحب الى الله وازالة النار بدل منها وهي الاصل فهي اولى بالتبديل مما بعد الدخول - 00:35:06
هذا الاستدراك رهيب رهيب الى الغاية اللي فاهمه جيدا يعني صراحة دقة فهم عجيبة عجيبة للغاية طيب لم ينتهي آآ لم ينتهي الان من طبعا الاسئلة ان شاء الله بعدين - 00:35:23
لم ينتهي من وجوه القول الثاني قال يوضحه الوجه التاسع يوضحه الوجه التاسع. وهو ان التائب قد بدل كل سيئة بندمه عليها حسنة اذ هو توبة تلك السيئة والندم توبة والتوبة من كل ذنب حسنة - 00:35:41
فصار كل ذنب عمله زائلا بالتوبة التي حلت محله وهي حسنة. فصار له مكان كل سيئة حسنة بهذا الاعتبار. فتأمله فانه من الطف الوجوه. وعلى هذا فقد تكون هذه الحسنة مساوية في القدر لتلك السيئة. وقد تكون دونها وقد تكون فوقها وهذا - 00:36:00
بحسب نصح هذه التوبة وصدق التائب فيها وما يقترن بها من عمل القلب الذي تزيد مصلحته ونفعه على مفسدة تلك السيئة وهذا من اسرار مسائل التوبة ولطائفها. يوضحه الوجه العاشر - 00:36:20
ان ذنب العارف بالله وبامره قد يترتب عليه حسنات اكبر منه واكثر. واعظم نفعا واحب الى الله واعظم نفعا واحب الى الله تعالى من عصمته من ذلك الذنب من ذل وانكسار وخشية وانابة وندم وتدارك بمراغمة العدو بحسنة او حسنات اعظم منه. حتى يقول للشيب حتى يقول الشيطان - 00:36:37
يا ليتني لم اوقعه فيما اوقعته فيه ويندم الشيطان على ايقاعه في الذنب كندامة فاعله على ارتكابه. لكن شتان ما بين الندمين والله تعالى يحب من عبده مراغمة عدوه وغيظه مراغمة عدوه وغيظه كما تقدم ان هذا من العبودية من اسرار التوبة هذي اللي اخذناها امس - 00:37:03
فيحصل من العبد مراغمة العدو بالتوبة والتدارك وحصول محبوب الله من التوبة وما يتبعها من زيادة الاعمال هنا ما يوجب جعل مكان السيئة بالحسنات. وتأمل قوله يبدل الله سيئاتهم حسنات. ولم يقل مكان كل واحدة واحدة - 00:37:25
فهذا يجوز ان يبدل السيئة الواحدة بعدة حسنات بحسب حال المبدل. واما في الحديث فان الذي عذب على وبه لم يبدلها في الدنيا بحسنات من التوبة النصوح وتوابعها. آآ الى اخره. طيب - 00:37:43
طيب ثم يقول الم يكن له ما يجعل ما يجعل مكان السيئة حسنات فاعطي مكان كل سيئة فاعطي مكان كل سيئة حسنة واحدة وسكت النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم عن كبار ذنوبه. ولما انتهى اليها ضحك ولم يبين ما يفعل الله بها - 00:38:03
واخبر ان الله يبدل مكان كل صغيرة حسنة. ولكن في الحديث اشارة لطيفة الى ان هذا التبديل يعم كبارها وصغارها من وجهين احدهما قوله اخبئوا عنها عنه كبارها. فهذا اشعار بانه اذا رأى تبديل الصغائر ذكرها وطمع في وطمع في تبديلها فيكون - 00:38:26
تبديلها اعظم موقعا عنده من تبديل الصغائر. وهو به اشد فرحا واغتباطا. والثاني ضحك ضحك النبي صلى الله عليه وسلم عند لذلك وهذا الضحك مشعر بالتعجب مما يفعل به من الاحسان وما يقر به على نفسه من الذنوب من غير ان يقرر عليها ولا يسأل عنها - 00:38:46
انما عرظت عرظت عليه الصغائر. فتبارك الله رب العالمين واجود الاجودين واكرم الاكرمين. البر اللطيف المتودد الى عباده بانواع احسان وايصاله اليهم من كل طريق بكل نوع لا اله الا هو الرحمن الرحيم - 00:39:06
الان هذي يعني اكمل اكمل هنا اه عشرة اوجه وهنا عشرة اوجه تقريبا وان كان كأنه في اشكال في في الترقيم يعني اه لكن اه اه هذه الدقة البالغة في في في معالجة القضايا السلوكية والمسائل السلوكية - 00:39:22
غير الفائدة الايمانية والتزكوية والسلوكية الموجودة فيها هي ايضا فائدة ذهنية حقيقة في في تفكيك الافكار وفي طريقة الاستدلال ودقة النظر وآآ هذا يعني هذا واحد من الاشياء التي تجعل الانسان يدرك مقدار الخير ومقدار العلم ومقدار المعرفة - 00:39:44
الذي يفوت من لا يقرأ في كتب المتقدمين يعني البعض يهون من كتب المتقدمين وطبعا تعرفوا هناك اخرون لا يسمونها باكثر من انها الكتب الصفراء المنتهية الصلاحية وما الى ذلك. لكن حقيقة فيها - 00:40:07
قدر من المعرفة والعلوم والاستدلال الاستنباط اسيا الكبير. طيب اه ننتقل الى مسألة اخرى هاي في صفحة خمس مئة واثنين واربعين آآ في صفحة خمس مئة واثنين واربعين يتكلم عن الاستغفار - 00:40:20
اتكلم عن الاستغفار. يقول واما الاستغفار فهو نوعان مفرد ومقرون بالتوبة. طبعا هو هذا كله في الفرق بين اللي يوضح الفرق بين الاستغفار والتوبة يقول الاستغفار نوعان مفرد ومقرون بالتوبة. يعني يأتي في كتاب الله مفردا ويأتي في كتاب الله مقرونا بالتوبة. فالمفرد كقول نوح عليه السلام استغفروا ربكم ان - 00:40:43
انه كان غفارا. وكقول صالح لقومه لولا تستغفرون الله لعلكم ترحمون. وكقوله تعالى واستغفروا الله ان الله غفور رحيم. الى اخره كقوله تعالى استغفروا ربكم ثم توبوا اليه وقول هود عليه السلام لقومه استغفروا ربكم ثم توبوا اليه. وقول صالح عليه السلام لقومه هو انشأكم من الارض واستعمركم فيها فاستغفروه ثم توبوا اليه - 00:41:06
وقول شعيب واستغفروا ربكم ثم توبوا اليه فالاستغفار المفرد كالتوبة بل هو التوبة بعينها مع تضمنه طلب المغفرة من الله وهو محو الذنب وازالة اثره ووقاية شره لا كما ظنه بعض الناس انها الستر - 00:41:30
فان الله يستر على من يغفر على من يغفر له وعلى من لا يغفر له ولكن الستر لازم مسماها او جزؤه. فدلالتها عليه اما بالتضمن او باللزوم وحقيقتها وقاية شر الذنب ومنه المغفر لما يقي الرأس من الاذى - 00:41:48
والستر لازم لهذا المعنى والا فالعمامة لا تسمى مغفرا ولا ولا القبع والقبع ونحوه من مع ستره. فلابد في لفظ من الوقاية وهذا الاستغفار هو الذي يمنع العذاب في قوله وما كان الله معذبهم - 00:42:08
وهم يستغفرون فان الله لا يعذب مستغفرا. واما من اصر على الذنب وطلب من الله مغفرته فهذا ليس باستغفار مطلق. ولهذا لا يمنع العذاب. فالاستغفار يتضمن التوبة. والتوبة تتضمن الاستغفار. وكل منهما يدخل في مسمى الاخر عند الاطلاق - 00:42:25
واما عند الاقتران اما عند اقتران احدى اللفظتين بالاخرى فالاستغفار طلب وقاية شر ما مضى والتوبة الرجوع وطلب وقاية شر ما يخافه في المستقبل من سيئات اعماله فها هنا ذنبان ذنب قد مضى فالاستغفار منه طلب وقاية شره. وذنب يخاف وقوعه فالتوبة العزم على الا يفعله - 00:42:46
والرجوع الى الله يتناول النوعين رجوع اليه ليقيه شر ما مضى ورجوع اليه ليقيه شر ما يستقبل من شر نفسه وسيئات ماله. وايضا فان المذنب بمنزلة من ركب طريقا تؤديه الى هلاكه. ولا توصل الى المقصود فهو مأمور ان - 00:43:11
ان يوليها ظهره ويرجع الى الطريق التي فيها نجاته نجاته والتي توصله الى مقصوده وفيها فلاحه. فها هنا امران لابد منهما مفارقة شيء والرجوع الى غيره فخصت التوبة بالرجوع والاستغفار بالمفارقة. وعند افراد احدهما يتناول الامرين. ولهذا جاء والله اعلم الامر بهما مرتبا - 00:43:34
بقوله استغفروا ربكم ثم توبوا اليه. فانه الرجوع الى طريق الحق بعد مفارقة الباطل. وايضا فالاستغفار من باب ازالة الضرر والتوبة طلب وجلب المنفعة. فالمغفرة ان يقيه شر شر الذنب والتوبة ان يحصل له بعد هذه الوقاية - 00:43:58
ما يحبه وكل منهما يستلزم الاخر عند افراده والله اعلم طيب ثم مباشرة قال فصل وهذا عن التوبة النصوح قال فصل وهذا يتبين بذكر التوبة النصوح وحقيقتها. قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا توبوا الى الله توبة - 00:44:19
نصوحة. عسى ربكم ان يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الانهار وجعل وقاية شر السيئات وهو تكفيرها بزوال ما يكره العبد ودخول الجنات وهو حصول ما يحب العبد منوطا بحصول التوبة النصوح - 00:44:42
والنصوح على وزن فعول المعدول به عن فاعل قصدا للمبالغة كالشكور والصبور. واصل مادة نصح لخلاص الشيء من الغش والشوائب الغريبة. وهو ملاق في الاشتقاق الاكبر لنصح اذا خلص فالنصح في التوبة والعبادة والمشورة - 00:45:00
تخليصها من كل غش ونقص وفساد. وايقاعها على اكمل الوجوه والنصح ضد الغش وقد اختلفت عبارات السلف عنها ومرجعها الى شيء واحد. فقال عمر ابن الخطاب وابي ابن كعب رضي الله عنهما التوبة النصوح ان يتوب من الذنب ثم لا يعود - 00:45:21
والى ايه؟ كما لا يعود اللبن الى الدرع. وقال الحسن البصري هي ان يكون العبد نادما على ما مضى مجمعا على ان لا يعود فيه. وقال الكلبي ان يستغفر باللسان ويندم بالقلب ويمسك بالبدن - 00:45:43
آآ وقال سعيد بن المسيب توبة نصوحة تنصحون بها انفسكم جعلها بمعنى ناصحة للتائب كضر كضروب المعدول عن ضارب واصحاب القول الاول يجعلونها بمعنى المفعول اي قد نصح فيها التائب ولم يشبها بغش فهي اما بمعنى بمعنى منصوح فيها - 00:45:58
كركوبة وحلوبة بمعنى مركوبة ومحلوبة او بمعنى الفاعل اي ناصحة كخالصة وصادقة. وقال محمد بن كعب القرظي يجمعها اربعة الاستغفار باللسان والاقلاع بالابدان واضمار ترك العود بالجنان ومهاجرة سيء الاخوان. قلت - 00:46:17
النصح في التوبة يتضمن ثلاثة اشياء الاول تعميم جميع الذنوب واستغراقها تعميم جميع جميع تعميم جميع الذنوب واستغراقها بها. بحيث لا تدع ذنبا الا تناولته. والثاني العزم والصدق بكليته عليها بحيث لا يبقى عنده تردد ولا تلوم ولا انتظار بل يجمع عليها كل - 00:46:35
ارادته وعزيمته مبادرا بها. الثالث تخليصها من الشوائب والعلل القادحة في اخلاصها ووقوعها. لبحث الخوف من الله وخشيته والرغبة فيما لديه والرهبة مما عنده. لا كمن يتوب لحفظ جاهه وحرمته ومنصبه ورئاسته ولحفظ حاله او لحفظ قوته - 00:47:03
او استدعاء حمد الناس او الهرب من دمهم او لئلا يتسلط عليه السفهاء او لقضاء اه نعمته من الدنيا الى اخر الكلام ثم قال فصل في الفرق بين تكفير السيئات ومغفرة الذنوب. وقد جاء في كتاب الله تعالى ذكرهما مقترني مقترنين. وذكر كلا منهما - 00:47:23
منفردا عن الاخر فالمقترنان كقوله تعالى حاكيا عن عباده المؤمنين ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الابرار فرد كقوله والذين امنوا وعملوا الصالحات وعاملوا بما نزل على محمد وهو الحق من ربهم كفر عنهم سيئاتهم واصلح بالهم. وقوله في المغفرة ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرة - 00:47:45
من ربهم فها هنا اربعة امور ذنوب وسيئات ومغفرة وتكفير الذنوب المراد بها الكبائر والمراد بالسيئات الصغائر وهي ما تعمل في تعمل فيه الكفارة من الخطأ وما جرى مجراه ولهذا جعل جعل لها التكفير - 00:48:11
ومنه اخذت الكفارة ولهذا لم يكن لها سلطان ولا عمل في الكبائر في اصح القولين. فلا تعمل في قتل العمد ولا في اليمين الغموس في ظاهر بمذهب احمد وابي حنيفة. والدليل على ان السيئات هي الصغائر والتكفير لها قوله تعالى ان تجتنبوا كبائر ما تنهون - 00:48:30
انه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما. وفي صحيح مسلم من حديث ابي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اه كان يقول الصلوات الخمس والجمعة الى الجمعة ورمضان - 00:48:50
الى رمضان مكفرات لما بينهن اذا اجتنبت الكبائر ولفظ المغفرة اكمل من لفظ التكفير. ولهذا كان مع الكبائر والتكفير مع الصغائر. فان لفظ المغفرة يتضمن الوقاية والحفظ ولفظ التكفير يتضمن الستر والازالة. وعند الافراد يدخل كل كل منهما في الاخر كما تقدم. فقوله تعالى كفر عنهم سيئاتهم يتناولوا - 00:49:03
صغائرها وكبائرها ومحوها ووقاية شرها. بل التكفير المفرد يتناول اسوأ الاعمال كما قال تعالى ليكفر ليكفر الله عنهم اسوء الذي عملوه. واذا فهم هذا فهم السر في الوعد على المصائب والهموم والغموم والنصب والوصب بالتكفير دون المغفرة - 00:49:28
بقوله في الحديث الصحيح ما يصيب المؤمن من هم ولا غم ولا اذى حتى الشوكة يشاكها الا كفر الله بها من خطاياه. فان المصائب لا تستقل بمغفرة الذنوب. ولا تغفر الذنوب جميعا الا - 00:49:48
توبة او بحسنات تتضاءل وتتلاشى فيها الذنوب فهي كالبحر لا يتغير بالجيف. واذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث لاهل الذنوب ثلاثة انهار عظام يتطهرون بها في الدنيا. فان لم تفي بطهرهم - 00:50:03
طهروا في نهر الجحيم يوم القيامة نهر التوبة النصوح ونهر الحسنات المستغرقة للاوزار المحيطة بها ونهر المصائب العظيمة المكفرة. فاذا اراد الله بعبده خيرا ادخله احد هذه الانهار الثلاثة فورد يوم القيامة طيبا طاهرا فلم يحتج - 00:50:20
الى التطهير الرابع طيب وجزاكم الله خيرا ونقف عند هذا الحد في هذا اليوم آآ نسأل الله سبحانه وتعالى ان يبارك لنا فيما سمعنا ونسأله سبحانه وتعالى ان يزيدنا من فضله الكريم ان يمن علينا بالتوبة النصوح - 00:50:41
ونسأله سبحانه وتعالى ان يغفر لنا خطيئتنا او خطايانا وجهلنا واسرافنا في امر كل في امرنا كله اللهم اغفر لنا خطأنا وعمدنا وهزلنا وجدنا وكل ذلك عندنا لا اله الا انت سبحانك انا كنا من الظالمين. وصلي اللهم على نبينا محمد - 00:51:08
وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:51:27