بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصل اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم انا نحمدك ونشكرك ونثني عليك ونسألك اللهم ان تحسن عاقبتنا في الامور كلها - 00:00:00
وان تجيرنا من خزي الدنيا وعذاب الاخرة اللهم انا نسألك ان تبارك لنا في هذه المجالس وان ترزقنا حسن العمل بما نتعلم وان تجعلنا ممن يستمعون القول ويتبعون احسنه ونسألك سبحانك ونسألك اللهم - 00:00:16
ان تنزل علينا رحمتك وسكينتك وان تحفنا بملائكتك وان تتقبل منا هذه اللحظات وهذه الساعات بفضلك وجودك ومنك وكرمك يا رب العالمين هذا اليوم هو يعني المجلس اليوم هو المجلس الثالث عشر - 00:00:34
من مجالس قراءة اه مدارج السالكين وآآ اليوم عندنا تتمة منزلة الرضا وكان يوم امس الحديث لذيذا وجميلا ملأ النفس اه باشعة الايمان ان شاء الله واليوم تتمة عن ما يتعلق بالرضا وان كان حقيقة اليوم قد نأتي الى بعض المسائل العقدية المتعلقة بالرضا - 00:00:55
لان الامام ابن القيم رحمه الله اخذ يتحدث عن الرضا بقضاء الله سبحانه وتعالى وما اوجب لبعض الطوائف انحرافا في فهم مفهوم الرضا بحيث انهم لم يميزوا بين اقدار الله - 00:01:30
التي يحبها وبين اقدار الله التي قضاها بحكمته ولو لم تكن محبوبة آآ لديه من كل الجهات فذكر انحراف الناس في هذه القضية واخذ يناقش اه وتعرظ في ثنايا ذلك الى مسألة خلق الشر - 00:01:50
وضرب مثالا مع ذلك بخلق ابليس فما الحكمة من خلق ابليس فذكر تقريبا اربعة عشر وجها من وجوه الحكم والمصالح في خلق ابليس آآ ثم بعد ذلك انتقل الى نقاش يعني تفصيلي في هذه القضية فنحن لن نقرأ كل شيء متعلق بهذه المسألة - 00:02:10
المهتم بها يمكن ان يرجع اليها ولكن هنا يعني سنمر على بعض القضايا فقال اه في صفحة اربع مئة وثلاثة وثمانين قال رحمه الله او خلينا في اخر صفحة اربع مئة واثنين وثمانين قال واما القدر - 00:02:32
واما القدر الذي لا يحبه ولا يرضاه مثل قدر المعائب والذنوب فالعبد مأمور بسخطها ومنهي عن الرضا بها وهذا هو التفصيل الواجب في الرضا بالقضاء. وقد اضطرب الناس في ذلك اضطرابا عظيما. ونجا منه اصحاب الفرق والتفصيل - 00:02:53
فان لفظ الرضا بالقضاء لفظ محمود مأمور به وهو من مقامات الصديقين فصارت له حرمة اوجبت لطائفة قبوله من غير تفصيل وظنوا ان كل ما كان مخلوقا للرب تعالى فهو مقضي مرضي له ينبغي له الرضا به. ثم انقسموا على فرقتين - 00:03:10
فقالت فرقة اذا كان القضاء والرضا متلازمين فمعلوم اننا مأمورون ببغض المعاصي والكفر والظلم فلا تكون مقضية مقدرة يعني هنا فرقة القدرية التي انكرت القدر وفرقة قالت آآ قد دلت قد دل العقل والشرع على انها واقعة بقضاء الله وقدره فنحن نرضى بها - 00:03:33
والطائفتان منحرفتان جائرتان عن قصد السبيل. فاولئك اخرجوها عن قضاء الرب وقدره وهؤلاء رضوا بها ولم يسخطوها. هؤلاء خالفوا فالرب الرب تعالى في رضاه في رضاه وسخطه وخرجوا عن شرعه ودينه واولئك انكروا تعلق قضائه وقدره بها - 00:03:57
واختلفت طرق اهل الاثبات للقدر والشرع في جواب الطائفتين. لاحظوا القدر والشرع القدر اثبات القدر واثبات الشرع يقول الطائفة اولى انكرت القدر وطائفة اخرى آآ رضيت بكل شيء ولو كان ذنوبا او معاصي. حسنا اهل السنة اهل اثبات الامرين - 00:04:16
القدر واثبات الشرع ما موقفهم من قضاء الله الذي فيه المصائب او خلينا نقول فيه حتى مثل يعني ما لا يرضاه الله سبحانه وتعالى مثل ما يعني خلق ابليس وما يترتب عليه من آآ معاصي وذنوب - 00:04:38
قال اه فقالت طائفة لم يقم دليل من الكتاب والسنة ولا الاجماع على جواز الرضا بكل قضاء. فضلا عن وجوبه واستحبابه. فاين امر الله عباده او رسوله فاين امر الله عباده او رسوله ان يرضوا بكل ما قضاه الله وقدره. وهذه طريقة كثير من اصحابنا وغيرهم - 00:04:56
وبه اجاب القاضي ابو يعلى وابن الباقي اللاني قال فان قيل افترضون بقضاء الله وقدره؟ قيل له نرضى بقضاء الله الذي هو خلقه. والذي امرنا ان نرضى به ولا نرضى من ذلك ما نهانا عنه ان نرضى به - 00:05:16
ولا نتقدم بين يدي الله تعالى ولا نعترض على حكمه وقالت طائفة اخرى يطلق الرضا بالقضاء في الجملة دون تفاصيل المقضي المقدر. فنقول نرضى بقضاء الله جملة ولا نسخة ولا نطلق الرضا على كل واحد من تفاصيل المقضي. كما يقول المسلمون كل شيء يبيد ويهلك ولا يقولون حجج الله تبيد - 00:05:29
وتهلك ويقولون الله رب كل شيء ولا يضيفون ولا يضيفون ربوبيته الى الاعيان المستخبثة المستقذرة بخصوصهم اه على اية حال سنتجاوز هذه النقاشات وان كانت مفيدة الى اه سنذهب الى صفحة اربع مئة وتسعين - 00:05:54
عند الكلام على خلق ابليس وما ترتب عليه من المصالح والحكم قال رحمه الله تعالى مثال ذلك انه سبحانه خلق ابليس الذي هو مادة لفساد الاديان الذي هو مادة لفساد الاديان والاعمال والاعتقادات والايرادات وهو سبب شقاوة العبيد - 00:06:13
وعملهم بما يغضب الرب تبارك وتعالى وهو الساعي في وقوع خلاف ما يحبه الله ويرضاه بكل طريق وكل حيلة. فهو مبغوض للرب سبحانه وتعالى مسخوط له لعنه الله ومقته وغضب عليه ومع هذا فهو وسيلة الى محاب كثيرة للرب تعالى ترتب - 00:06:36
على خلقه وجودها احب اليه من عدمها الان بدأ في ذكر الحكمة من خلق ابليس قال منها ان تظهر للعباد قدرة الرب تعالى على خلق المتضادات المتقابلات فخلق هذه الذات التي هي اخبث الذوات فخلق - 00:06:56
اه او فخلق هذه الذات او فخلق هذه الذات التي هي اخبث الذوات وشرها وهي ثوب كل شر في مقابلة ذات جبريل التي هي اشرف الذوات واطهرها التي هي اشرف الذوات واطهرها وازكاها. وهي مادة كل خير - 00:07:18
فتبارك الله خالق هذا وهذا كما ظهرت لهم قدرته التامة في خلق الليل والنهار والضياء والظلام والداء والدواء والحياة والموت والحر والبرد والحزن والحسن والقبيح والارض والسماء والذكر والانثى والماء والنار والخير والشر. وذلك من ادل الدلائل على كمال قدرته وعزته وسلطانه وملكه. فانه - 00:07:34
وخلق هذه المتضادات وقابل بعضها ببعض وسلط بعضها على بعض وجعلها محال تصرفه وتدبيره وحكمته ومنها ظهور اثار اسمائه القهرية مثل القهار والمنتقم والعدل والضار وشديد العقاب وسريع الحساب وذي البطش الشديد والخافض والمذل - 00:07:57
فان هذه الاسماء والافعال كمال فلابد من وجود متعلقها ولو كان الخلق كلهم على طبيعة الملك لم يظهر اثر هذه الاسماء والافعال ومنها ظهور اثار اسمائه المتضمنة لحلمه وعفوه ومغفرته وستره وتجاوزه عن حقه وعتقه لمن شاء من عبيده - 00:08:18
فلولا خلق او فلولا خلق ما يكره من الاسباب المفضية الى ظهور اثار هذه الاسماء لتعطلت هذه الحكم والفوائد وقد اشار النبي صلى الله عليه وسلم الى هذا بقوله لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم. ومنها ظهور - 00:08:37
اثار اسماء الحكمة والخبرة. فانه سبحانه الحكيم الخبير الذي يضع الاشياء مواضعها وينزلها منازلها اللائقة بها فلا يضع الشيء في غير موضعه ولا ينزله في غير منزلته. التي يقتضيها كمال علمه وحكمته وخبرة - 00:08:57
فلا يضع الحرمان والمنع موضع العطاء والفضل ولا الفضل والعطاء موضع الحرمان والمنع الى اخره قال فهو اعلى من حيث يجعل رسالته واعلم من يصلح لقبولها ويشكره على انتهائها اليه ووصولها واعلم بمن لا يصلح لذلك ولا يستأهله. واحكم من ان يمنعها - 00:09:14
اهلها وان يضعها عند غير اهلها فلو قدر عدم الاسباب المكروهة البغيضة له لتعطلت هذه الاثار ولم تظهر لخلقه ولفاتت الحكم والمصالح المترتبة عليها وفواتها شر من حصول تلك الاسباب - 00:09:35
ثم قال ومنها وهذا وهذه الحكمة الخامسة. حصول العبودية المتنوعة التي لولا خلق ابليس لما حصلت ولكان الحاصل بعضها لا كلها فان عبودية الجهاد من احب انواع العبودية اليه سبحانه. ولو كان الناس كل ولو كان الناس كلهم مؤمنين لتعطلت هذه العبودية - 00:09:54
وتوابعها من الموالاة فيه سبحانه والمعاداة فيه والحب فيه والبغض فيه وبذل النفس له في محاربة عدوه وعبودية الامر بالمعروف والنهي عن المنكر الى اخره ومنها عبودية التوبة والرجوع اليه واستغفاره - 00:10:15
فانه سبحانه يحب التوابين ويحب توبتهم. فلو عطلت الاسباب التي يتاب منها لتعطلت عبودية التوبة والاستغفار ومنها عبودية مخالفة عدوه ومراغمته في الله واغاظته فيه وهي من احب انواع العبودية اليه فانه سبحانه يحب من - 00:10:33
وليه ان يغيظ عدوه ويراغمه ويسوءه. وهذه عبودية لا يتفطن لها الا الاكياس ومنها ان يتعبد له بالاستعاذة من عدوه وسؤاله ان يجيره منه ويعصمه من كيده واذاه ومنها ان عبيده يشتد خوفهم وحذرهم اذا رأوا ما حل بعدوه بمخالفته. وسقوطه من المرتبة الملكية - 00:10:52
الى المرتبة الشيطانية ومنها انهم ينالون ثواب مخالفته ومعاداته الذي حصوله مشروط بالمعاداة والمخالفة فاكثر عبادات القلوب والجوارح مرتبة على مخالفتهم ومنها ان نفس اتخاذه عدوا من اكبر انواع العبودية واجلها - 00:11:16
قال الله تعالى ان الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا ومنها ان الطبيعة البشرية مشتملة على الخير والشر والطيب والخبيث. وذلك كامل فيها كمون النار في الزناد فخلق الشيطان مستخرجا لما في طبائع اهل الشر من القوة الى الفعل - 00:11:36
يعني القوة اقرب لمعنى القابلية. والفعل التحقق وارسلت الرسل تستخرج ما في طبيعة اهل الخير من القوة الى الفعل فاستخرج احكم الحاكمين ما في قوى هؤلاء من الخير الكامل فيها ليترتب عليه اثاره وما في قوى اولئك - 00:11:55
من الشر ليترتب عليه اثاره وتظهر حكمته في الفريقين وينفذ حكمه فيهما ويظهر ما كان معلوما لهم مطابقا لعلم لعلمه السابق وهذا هو السؤال الذي سألته الملائكة حين قالوا اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال - 00:12:17
اعلم ما لا تعلمون. فظنت الملائكة ان وجود من يسبح بحمده ويطيعه ويعبده اولى من وجود من يعصيه ويخالفه فاجابهم سبحانه بانه يعلم من الحكم والمصالح والغايات المحمودة في خلق هذا النوع ما لا تعلمه الملائكة - 00:12:39
ومنها ان ظهور كثير من اياته وعجائب صنعه حصل بسبب وقوع الكفر والشر من النفوس الكافرة الظالمة. كاية الطوفان واية الريح واية اهلاك ثمود وقوم لوط واية انقلاب النار على يد ابراهيم بردا وسلاما والايات التي اجراها الله على يد موسى وغير ذلك من اياته التي يقول سبحانه - 00:12:58
عقب ذكر كل اية منها في سورة الشعراء ان في ذلك لاية وما كان اكثرهم مؤمنين. وان ربك لهو العزيز الرحيم. فلولا كفر الكافرين الجاحدين لما ظهرت هذه الايات الباهرة التي يتحدث الناس بها جيلا بعد جيل. ومنها انه خلق الاسباب المتقابلة التي يقهر بعضها - 00:13:18
بعضا ويكسر بعضها بعضا وهذا من شأن كمال الربوبية والقدرة النافذة والحكمة التامة والملك الكامل. وان كان شأن الربوبية كاملا في نفسه ولو لم تخلق هذه الاسباب لكن خلقها من لوازم كماله وملكه وقدرته وحكمته فظهور تأثيرها واحكامها في - 00:13:38
الشهادة تحقيق لذلك الكمال وموجب من موجباته. فتعمير مراتب الغيب والشهادة باحكام الصفات من اثار الكمال المطلق بجميع وجوهه واقسامه وغاياته. الان ذكر اربعطعشر او اربعة عشر آآ حكمة من الحكم التي خلق الله لاجلها ابليس - 00:13:58
وآآ اظن اظن انه فيه الشفاء العليل اه اتصور انه ذكر اكثر من ذلك قال وبالجملة فالعبودية والايات والعجائب التي التي ترتبت على خلق ما لا يحبه ولا يرضاه وتقديره ومشيئته احب اليه سبحانه وتعالى من فواتها وتعطيلها - 00:14:20
بتعطيل اسبابه ثم اخذ اه اخد اه يعني يناقش اعتراضات مثارة على هذا التقدير نتجاوزها ايضا لتوفير الميل الوقت وممكن الانسان يرجع اليها كمان ذكرت الان سنتوجه الى موضع مهم جدا - 00:14:47
اه في صفحة خمس مئة وسبعة طفحه خمس مئة وسبعة هذا موضع من اهم المواضع حقيقة في في منزلة الرضا. وموضع ابحر فيه ابن القيم طويلا مم هنا يتكلم عن ماذا؟ ابن القيم رحمه الله يتكلم - 00:15:10
ان استواء حالات استواء الحالات عند الراضي يعني هو يقول انه الذي يرضى عن الله سبحانه وتعالى الذي يرضى عن الله تستوي عنده الحالات يعني انت كنت غني كنت فقير كنت في عافية كنت في مرض - 00:15:30
كنت في بين اهلك وبلدك كنت مهجر مغرب كنت اه حر كنت سجين كنت ايا كانت حالتك يقول انت راضي والحالات عندك مستوية آآ هذي طبعا منزلة عالية جدا فهو هنا يقول ايش الوجوه المسببة او او الاشياء المسببة - 00:15:50
لحالة الاستواء استواء الحالات عند الانسان المؤمن يعني ايش البواعث؟ ايش الاسباب؟ ايش المكونات؟ ايش المحركات التي تجعل المؤمن الراضي الرضا التام عن الله سبحانه وتعالى الحالات عنده مستوية بلا عافية نعمة ايش؟ ما هي - 00:16:16
فهنا سيذكر سيذكر آآ اثنين وستين سببا تنين وستين سببا او محركا تجعل المؤمن تستوي عنده الحالات جيد اه انا سأمر عليها اكثرها على اكثرها ان شاء الله لكن عندي تنبيه في تنبيه منهجي مهم قبل ما اه ندخل في هذه - 00:16:38
حالات اه احيانا اه نقرأ بعض الجمل والعبارات وبعضها موجود في الكتاب هنا هي قد تكون حالة استرسالية في التعبير او تعرفوا ابن القيم احيانا لمن يذكر بعض الاشياء يقول يفسرها يقول هذي هذا حال وليس مقام انه تذكر لما نتكلم عن انه اللي يقطعون الصحراء - 00:17:04
زاد ومدري ايش وكذا انه قال قد يعرض لهم احيانا من كذا فاحيانا تأتي مواقف لناس من السلف او حتى يعني في استرسالات ابن القيم اه نحتاج ننتبه ان هذه الحالة ليست اصلا او او ليست هي الحالة التامة. اللي هي حالة انه مثلا الفقر احب الي من الغنى - 00:17:25
مثلا مو الفقر احب اليه من الغنى لا. اه هذا هذا الامر اه امر اخر يعني ليست هذه المسألة لان فيها نقاش لا وانما استلذاذه بالفقر احب اليه او اكثر من استرداده بالغنى. استرداده بالبلاء والمرض اكثر من استرداده بالعافية - 00:17:47
يعني مثل هذي التعبيرات آآ قد يكون فيها نوع من اه اكراه الفطرة الانسانية. واذا رجعنا للمحك الذي تأسسه ابن القيم اصلا بشكل واضح انه وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم - 00:18:08
فسنجد انه النبي صلى الله عليه وسلم كان يسأل الله العافية وكان اه يوصي اصحابه بان يسألوا الله العافية وكان دائما في كل صباح ومساء يسأل الله العافية فيعني الانسان يوازن بين مثل هذا - 00:18:24
لكن في الجملة اه هذا الموضع من مواضع الجميلة جدا جدا التي حقيقة تبعث الانسان عن السكون والسكينة والطمأنينة وانه لا يكون منفزعا في هذه الحياة اذا اصيب بشيء يفزع ويطير لا - 00:18:37
وانما انظر ايش ايش الثمرة ايش الاشياء التي ممكن تقنع الانسان حتى يكون راضيا حتى يكون راضيا عن الله وراضيا بقضاء الله بسم الله رحلة الاثنين وستين اه سببا ولكنها مختصرة وسريعة ان شاء الله. يقول اول اولا - 00:18:54
احدها انه مفوض يعني المؤمن مفوض والمفوض راض بكل ما اختاره له من فوض اليه ولا سيما اذا علم كمال حكمته ورحمته ولطفه وحسن اختياره له. الثاني انه جازم بان لا تبديل لكلمات الله - 00:19:14
ولا راد لحكمه وانه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن. فهو يعلم ان كلا من البني من البلية والنعمة بقضاء سابق وقدر اكتب الثالث انه عبد محض والعبد المحض لا يسخط جريان احكام سيده المشفق البار الناصح المحسن بل يتلقاها كلها بالرضا - 00:19:32
وعندها الرابع انه محب والمحب الصادق من رضي بما يعامله به حبيبه الخامس انه جاهل بعواقب الامور. وسيده اعلم بمصلحته وبما ينفعه السادس انه لا يريد مصلحة نفسه من كل وجه. ولو عرف اسبابها فهو جاهل ظالم وربه تبارك وتعالى يريد مصلحته ويسوق اليه - 00:19:53
اسبابها ومن اعظم اسبابها ما يكرهه العبد فان مصلحته فيما يكره اضعاف اضعاف مصلحته فيما يحب قال الله تعالى كتب عليكم القتال وهو كره لكم. وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم. وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم. والله يعلم وانتم لا - 00:20:18
وقال تعالى فان كرهتموهن فعسى ان تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا السابع انه مسلم والمسلم من قد سلم نفسه لله ولم يعترض عليه في جريان احكامه عليه ولم يسخط ذلك - 00:20:36
الثامن انه عارف بربه. حسن الظن به لا يتهمه فيما يجريه عليه من اقضيته واقداره. فحسن ظنه به يوجب له استواء الحالات عنده ورضاه بما يختاره له سيده التاسع ان يعلم ان حظه من المقدور ما يتلقاه به من رضا وسخط - 00:20:51
فلابد له منه فان رضي فله الرضا وان سخط فله السخط العاشر علمه بانه اذا رضي انقلب في حقه نعمة ومنحة وخف عليه حمله واعين عليه واذا سخطه تضاعف عليه ثقله وكله. ولم يزدد الا شدة. فلو ان السخط يجدي عليه شيئا لكان - 00:21:14
كان له فيه راحة انفع له من الرضا به. ونكتة المسألة ايمانه بان قضاء الرب تبارك وتعالى خير له. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم والذي بيده لا يقضي الله لا يقضي الله للمؤمن قضاء الا كان خيرا له ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له وان اصابته ضراء صبر - 00:21:39
فكان خيرا له وليس ذلك الا للمؤمن الحادي عشر ان يعلم ان تمام عبوديته في جريان ما يكرهه من الاحكام عليه. ولو لم يجري عليه منها الا ما يحب لكان ابعد شيء - 00:21:59
عن عبودية ربه فلا تتم له عبوديته من الصبر والتوكل والرضا والتضرع والافتقار والذل والخضوع وغيرها الا بجريان القدر له بما يكرهه. وليس الشأن في الرضا بالقضاء الملائم للطبيعة. انما الشأن في القضاء - 00:22:14
المؤلم المنافر للطبع هذي الجملة من الجمل المهمة جدا آآ لو تتذكرون امس لمن ذكرنا التسليم آآ لمن ذكرت قضية انه التسليم الحقيقي يكون فيما يخالف طبع الانسان و وآآ - 00:22:33
يعني بعد رأيي هنا الان نفس الكلام لكن في قضية الرضا يقول ليس الشأن بالرضا بالقضاء الملائم للطبيعة انما الشأن في القضاء المؤلم المنافر للطبع يعني يعني مثلا خلينا ناخذ مثال من الواقع الحالي اللي احنا فيه - 00:22:52
اه في ناس ما عندهم مشكلة في خلنا نقول في العزلة او في الحبس في البيوت فلمن جاء يجي مثل هذا المرض فهو اصلا يعني هذا شيء موافق لطبعه يعني ما رأى شيئا صعبا في الموضوع - 00:23:13
وهناك اناس هذه القضية صعبة عليهم الى ابعد درجة والى ابعد مدى هذا مثال على شيء موافق لطبعك وشيء منافر له ابن القيم يقول طبعا هذا فقط مثال للموافق والمنافق لكن بشكل عام - 00:23:30
متى يكون اختبارك الحقيقي في الرضا لما يأتيك القضاء الذي ينافر طبعك وليس الذي يوائمه الثاني عشر ان يعلم ان رضاه عن ربه سبحانه وتعالى في جميع الحالات يثمر رضا ربه عنه. فاذا رضي عنه بالقليل من الرزق - 00:23:49
رضي ربه عنه بالقليل من العمل واذا رضي عنه في جميع الحالات واستوت عنده وجده اسرع شيء الى رضاه اذا ترضاه وتملقه الثالث عشر ان يعلم ان اعظم راحته وسروره - 00:24:06
ان اعظم راحته وسروره ونعيمه في الرضا عن ربه تعالى وتقدس في جميع الحال فان الرضا باب الله الاعظم ومستراح وجنة الدنيا فجدير بمن نصح نفسه ان تشتد رغبته فيه - 00:24:21
والا يستبدل بغيره منهم السبب او المحرك او الباعث الرابع عشر الذي يبعث المؤمن على الرضا يقول ان السخط وهو عكس الرضا. ان السخط باب الهم والغم والحزن. وشتات القلب وكسر البال وسوء الحال - 00:24:37
والظن بالله خلاف ما هو اهله. والرضا يخلصه من ذلك كله. ويفتح له باب الجنة الدنيا قبل جنة الاخرة خامس عشر ان الرضا يوجب له الطمأنينة وبرد القلب وسكونه وقراره - 00:24:57
والسخط والسخط يوجب اضطراب قلبه وريبته وانزعاجه وعدم قراره السادس عشر ان الرضا ينزل عليه السكينة التي لا انفع له منها ومتى نزلت عليه السكينة استقام صلحت احواله وصلح باله والسخط يبعده منها بحسب قلته وكثرته. واذا ترحلت عنه السكينة ترحل عنه السرور والامن والدعم - 00:25:12
الراحة وطيب العيش فمن اعظم نعم الله على عبده تنزل السكينة عليه اه ومن ومن اعظم اسبابها ومن اعظم اسبابها الرضا عنه في جميع الحالات السابع عشر ان الرضا يفتح له باب السلامة فيجعل قلبه سليما نقيا من الغش من الغش والدغل والغل. ولا ينجو من عذاب الله الا من - 00:25:36
الله بقلب سليم. كذلك وتستحيل سلامة القلب مع السخط وعدم عدم الرضا. وكلما كان العبد اشد رضا كان قلبه اسلم فالخبث والدغل والغش قرين السخط. وسلامة القلب وبره ونصحه قرين الرضا. وكذلك الحسد هو من ثمرات السخط - 00:26:01
وسلامة القلب منه من ثمرات الرضا. الثامن عشر ان السخط يوجب تلون العبد وعدم ثباته مع الله فانه لا يرضى الا بما يلائم طبعه ونفسه والمقادير تجري دائما بما يلائمه وبما لا يلائمه - 00:26:21
وكلما جرى عليه منها ما لا يلائمه اسخطه فلا تثبت له قدم على العبودية فاذا رضي عن ربه في جميع الحالات استقرت قدمه في مقام العبودية فلا يزيل التلون عن العبد شيء مثل الرضا - 00:26:40
عشر ان السخط يفتح عليه باب الشك في الله وقضائه وقدره وحكمته وعلمه فقل ان يسلم الساخط من شك وداخل قلبه ويتغلل فيه وان كان لا يشعر به. فلو فتش نفسه غاية التفتيش - 00:26:59
لوجد يقينه معلولا مدخولا. فان الرضا واليقين اخوان مصطحبان. والشك والسخط قرينان وهذا المعنى او وهذا معنى الحديث الذي في الترمذي او غيره ان استطعت ان تعمل بالرضا مع اليقين فافعل وان لم تستطع فان في الصبر على ما تكره النفس خيرا - 00:27:14
كثيرا هذا هذا نقطة مرة مهمة حقيقة العشرون ان الرضا بالمقدور من سعادة ابن ادم وسخطه من شقاوته. كما في المسند والترمذي عن حديث سعد ابن ابي وقاص رضي الله عنه قال قال - 00:27:34
رسول الله صلى الله عليه وسلم من سعادة ابن ادم استخارة الله عز وجل ومن سعاد سعادة ابن ادم رضاه بما قضى الله ومن شقوة ابن ادم سخطه بما قضى الله من شقاوة ابن ادم - 00:27:50
ترك استخارة الله. في الرضا بالقضاء من اسباب السعادة والتسخط على القضاء بالاسباب الشقاوة. طبعا الحديث فيه كلام من جهة الثبوت الحادي والعشرون ان الرضا يوجب له الا يأس على ما فاته ولا يفرح بما اتاه وذلك من افضل الايمان - 00:28:05
اما عدم اساه على الفائت فظاهر واما عدم فرحه بما اتاه فلانه يعلم ان المصيبة فيه مكتوبة من قبل حصوله فكيف يفرح بشيء يعلم ان له فيه مصيبة ولا بد ولا بد - 00:28:26
الثاني والعشرون ان من ملأ قلبه من الرضا بالقدر ملأ الله صدره غنا وامنا وقناعة وفرغ قلبه لمحبته الانابة اليه والتوكل عليه. ومن فاته حظه من الرضا امتلأ قلبه بضد ذلك واشتغل عما فيه سعادته وفلاحه - 00:28:38
الرضا يفرغ القلب لله والسخط يفرغ القلب من الله الثالث والعشرون ان الرضا يثمر الشكر الذي هو اعلى او من اعلى مقامات الايمان بل هو حقيقة الايمان. والسخط يثمر ضده وهو كفر النعم - 00:28:58
وربما اثمر له كفر المنعم فاذا رضي العبد عن ربه في جميع الحالات اوجب له ذلك شكره فيكون من الراضين الشاكرين. واذا فاته الرضا كان من وسلك سبيل الكافرين الرابع والعشرون ان الرضا ينفي عنه ايات الحرص افات الحرص والكلب على الدنيا - 00:29:14
وذلك رأس كل خطيئة واصل كل بلية واساس كل رزية. فرضاه عن ربه في جميع الحالات ينفي عنه مادة هذه العفاف الخامس والعشرون ان الشيطان انما يظفر بالانسان غالبا عند السخط والشهوة - 00:29:39
فهناك يصطادهم ولا سيما اذ استحكم سخطه فانه يقول ما لا يرضى الرب ويفعل ما لا يرضيه وينوي ما لا يرضيه. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم عند موت ابنه ابراهيم يحزن القلب وتدمع العين ولا نقول الا - 00:29:58
لا ما يرضي الرب فان موت البنين من العوارض التي توجب للعبد السخط على القدر. فاخبر النبي صلى الله عليه وسلم انه لا يقول في مثل هذا المقام الذي يسخطه اكثر الناس فيتكلمون بما - 00:30:14
ما لا يرضي الله ويفعلون ما لا يرضيه الا ما يرضي ربه تبارك وتعالى ولهذا لما مات ابن الفضيل ابن عياض رؤيا في الجنازة ضاحكا فقيل اتضحك وقد مات ابنك؟ فقال ان الله قضى بقضاء فاحببت ان ارضى بقضائه - 00:30:26
فانكرت طائفة هذه المقالة على الفضيل وقالوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بكى يوم مات ابنه واخبر ان القلب يحزن وان العين تدمع وهو في اعلى مقامات الرضا فكيف يعد هذا؟ يعد هذا من مناقب الفضيل؟ والتحقيق ان قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم اتسع لتكمل جميع المراتب - 00:30:39
من الرضا عن الله والبكاء رحمة للصبي. فكان له مقام الرضا ومقام الرحمة ورقة القلب. والفضيل لم يتسع قلبه لمقام بالرضا ومقام الرحمة فلم يجتمع له الامران والناس في ذلك على اربع مراتب - 00:30:59
احدها او احدها من اجتمع له الرضا بالقضاء ورحمة الطفل فدمعت عيناه رحمة والقلب راض الثاني من غيبه الرضا عن الرحمة فلم يتسع للامرين بل غيبه احدهما عن الاخر الثالث من غيبته الرحمة والرقة عن المرء عن الرضا فلم يشهده بالفني عن الرضا. الرابع من لا رضا عنده ولا رحمة وانما يكون حزنه لفوات حظه من الميت وهذا - 00:31:15
الاكثر الخلق فلا احسان ولا رضا عن الرحمن والله المستعان. فالاول في اعلى مراتب الرضا والثاني دونه والثالث دون الثاني والرابع والنصف عندي حقيقة تعليق هنا انه هو جعل القسمة رباعية - 00:31:37
وجعل القضية آآ يعني رحمة بالميت فقط رحمة بالطفل هنا قام آآ هو جعل انه من يكون حزنه لفوات حظه من الميت يعني اقصد ان هناك حالة وسيطة بين هذه - 00:31:52
وهي اه انه ليس بالضرورة ان يكون فقط رحمة للميت والا ينافي الرضا وانما قد يكون كذلك حزنا على فراقه. حزنا على فراقه وليس فقط رحمة له وهذا الذي يفهم من قول النبي صلى الله عليه وسلم ان القلب ليحزن - 00:32:09
لانه لو كانت مجرد رحمة آآ لو كانت مجرد رحمة لكان آآ لكان جاء في ذلك انه يعني هو صحيح انه ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم رحمة آآ لكن لكان - 00:32:29
اتى هذا اللفظ فقط ولم يأتي لفظ الحزن ايضا فلاجل ذلك انه اتساع القلب اللي مقام الرضا اتساع القلب لمقام الرضا. ولمقام الرحمة ولمقام الحزن الطبيعي الفطري فهذا كله لا يتنافى مع الرضا وهو اكمل - 00:32:44
اه من عدم اتساع القلب لهذه المقامات والله اعلم طبعا قال السادس والعشرون لان الرضا هو اختيار ما اختاره الله لعبده والسخط وكراهة ما اختاره الله له اه السابع والعشرون ان الرضا يخرج الهوى من القلب - 00:33:06
فالراضي هواه تبع لمراد ربه منه اعني المراد الذي يحبه ربه ويرضاه فلا يجتمع الرضا واتباع الهوى في القلب ابدا وان كان معه شعبة من هذا وشعبة من هذا فهو للغالب عليه منهما - 00:33:28
الثامن والعشرون ان الرضا عن الله في جميع الحالات يثمر للعبد رضا الله عنه كما تقدم في بيانه في الرضا به فان الجزاء من جنس العمل التاسع والعشرون ان الرضا بالقضاء اشق شيء على النفس - 00:33:40
بل هو ذبحها في الحقيقة فانه مخالفة هواها وطبعها وارادتها ولا تصير مطمئنة قط حتى ترضى بالقضاء فحينئذ تستحق ان يقال ان يقال لها يا ايتها النفس المطمئنة ارجعي الى - 00:33:58
ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي الثلاثون ان الراضي متلقي اوامر ربه الدينية والقدرية بالانشراح والتسليم وطيب النفس وقد بينا اه وساخة الافراح بضد ذلك. وقد بينا ان الرضا بذلك لا ينفعه ولا يثاب عليه فانه لم يرضى به لكون الله - 00:34:12
قدره وقضاه وانما رضي به لموافقته هواه وطبعا. فطبيعي الحادي والثلاثون ان المخالفات ان المخالفات كلها اصلها من عدم الرضا والطاعات كلها اصلها من الرضا الثاني والثلاثون ان عدم الرضا يفتح باب البدعة والرضا يغلق عنه ذلك الباب ولو تأملت بدع الروافض والنواصب والخوارج لرأيتها ناشئة من عدم الرضا - 00:34:32
حكم الكوني او الديني او كليهما. الثالث والثلاثون ان الرضا معقد نظام الدين معقد نظام الدين ظاهره وباطنه فان القضايا لا تنقسم لا تخلو من خمسة انواع فتنقسم قسمين. دينية وكونية وهي مأمورات ومنهيات ومباحات - 00:34:57
ونعم ملذة وبلايا مؤلمة. فاذا استعمل العبد الرضا في ذلك كله فقد اخذ بالحظ الوافر من الاسلام الرابع والثلاثون ان الرضا يخلص العبد من مخاصمة الرب تعالى في احكامه واقضيته - 00:35:14
خمس ثلاثون ان جميع ما في الكون اوجبته اوجبته مشيئة الله وحكمته وملكه. فهو موجب اسمائه فهو موجب اسماء وصفاته فمن لم يرضى بما رضي به ربه لم يرض باسمائه وصفاته فلم يرض به ربا - 00:35:28
السادس والثلاثون ان كل قدر يكرهه العبد ولا ولا يلائمه لا يخلو اما ان يكون عقوبة على الذنب فهو دواء لمرض لولا تدارك الحكيم اياه بالدواء لترامى به المرض الى الهلاك - 00:35:45
او يكون سببا لنعمة لا تنال الا بذلك المكروه المكروه ينقطع ويتلاشى وما يترتب عليه من نعمة دائم لا ينقطع فاذا شهد العبد هذين الامرين انفتح له باب الرضا عن ربه في كل ما يقضيه له ويقدره - 00:35:59
السابع والثلاثون ان حكم الرب تبارك وتعالى ماض في عبده وقضاؤه عدل فيه كما في الحديث باض في حكمك عدل في قضاؤك ومن لم يرضى بالعدل فهو من اهل الظلم والجور. وقوله عدل في قضاؤك يعم قضاء الذنب وقضاء اثره وعقوبته فان - 00:36:15
اه اه وقضاء اثره وعقوبته فان الامرين من قضائه عز وجل وهو اعدل العادلين في قضائه بالذنب وفي قضائه بعقوبته واما عدله في العقوبة فظاهر واما عدله في قضاء الذنب الى اخره - 00:36:36
ثم اخذ يذكر حوارا متعلقا بهذه القضية القضاء بالذنب ننتقل الى الثامن والثلاثون ان عدم الرضا اما ان يكون لفوات ما اخطأه مما يحبه ويريده واما لاصابة ما يكرهه ويسخطه فاذا تيقن انما اخطأه لم يكن ليصيبه وان ما اصابه لم يكن ليخطئه - 00:36:49
فلا فائدة في سخطه بعد ذلك الا فوات ما ينفعه وحصول ما يضره. التاسع والثلاثون التاسع والثلاثون ان الرضا من اعمال القلوب نظير الجهاد من اعمال الجوارح فان كل واحد منهما ذروة سنام الايمان - 00:37:10
قال ابو الدرداء ذروة سنام الايمان الصبر للحكم والرضا بالقدر الاربعون ان اول معصية عصي الله بها في هذا العالم انما نشأت من عدم الرضا. فابليس لم يرضى بحكم الله الذي حكم به - 00:37:31
كونا من تفضيل ادم وتكريمه. ولا بحكمه الديني من امره بالسجود لادم وادم لم يرضى بما ابيح له من الجنة حتى ضم اليه الاكل من شجرة الحمى ثم ترتبت معاصي الذرية على عدم الصبر وعدم الرضا - 00:37:47
الحادي والاربعون ان الراضي واقف مع اختيار الله له معرض عن اختياره لنفسه. وهذا من قوة معرفته بربه ومعرفته بنفسه وقد اجتمع وهيب ابن الورد وهيب ابن الورد وسفيان الثوري ويوسف ابن الاسباط فقال الثوري قد كنت اكره موت الفجأة او الفجأة قبل اليوم وما - 00:38:04
واما اليوم فوجدت اني ميت فقال له يوسف ابن اسباط ولم؟ فقال آآ لما اتخوف من الفتنة فقال يوسف لكني لا اكره طول البقاء. فقال الثوري ولم تكره ولما تكره الموت - 00:38:28
قال لعلي اصادف يوم اتوب فيه آآ واعمل صالحا فقيل لهيب اي شيء تقوله انت؟ فقال انا لا اختار شيئا. احب ذلك الي احبه الى الله فقبل الثوري بين عينيه وقال روحانية ورب الكعبة - 00:38:45
فهذا حال عبد قد استوت عنده حاجة الحياة والموت آآ وقف مع اختيار الله له منهما وقد كان مهيب رحمه الله له المقام العالي من الرضا وغيره الثاني واربعون ان ان يعلم ان منع الله سبحانه وتعالى لعبده المؤمن المحب عطاء - 00:39:03
وان ان منع الله سبحانه وتعالى لعبده المحب عطاء وابتلاءه اياه عافية. قال سفيان الثوري منعه عطاء وذلك انه لم يمنع عن بخل ولا عدم او عدم وانما نظر في خير عبده المؤمن فمنعه اختيارا وحسن نظر - 00:39:26
وهذا آآ كما قال ما اعرف سفيان الثوري فانه سبحانه لا يقضي لعبده المؤمن قضاء الا كان خيرا له ساءه ذلك القضاء او سره طيب هنا جاءت جملة التلذذ بالبلاء اكثر من عافية المحشية - 00:39:47
المحقق ذكر ايضا التعليق وانا اشرت في البداية الى القضية نذهب الى الثالث والاربعون قال الثالث والاربعون ان يعلم انه سبحانه هو الاول قبل كل شيء والاخر بعد كل شيء - 00:40:12
والمظهر لكل شيء والمالك لكل شيء وهو الذي يخلق ما يشاء ويختار وليس للعبد ان يختار عليه وليس لاحد معه اختيار ولا يشرك في حكمه احدا والعبد لم يكن شيئا مذكورا فهو سبحانه الذي اختار وجوده واختار ان يكون كما قدره له وقضاه من عافية وبلاء غنى وفقر - 00:40:25
وعز وذل ونباهة وخمول. فكما تفرد سبحانه بالخلق تفرد بالاختيار والتدبير وليس للعبد شيء من ذلك فان الامر كله لله وقد قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم ليس لك من الامر شيء فاذا تيقن العبد ان الامر كله لله وليس له من الامر قليل ولا كثير لم يكن له معول - 00:40:45
ثم بعد ذلك غير الرضا مواقع الاقدار وما يجري به من ربه الاختيار الرابع والاربعون ان رضا الله عن العبد اكبر من الجنة وما فيها لان الرضا صفة الله والجنة خلقه - 00:41:07
كما قال الله تعالى او قال الله تعالى ورضوان من الله اكبر بعد قوله وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن - 00:41:28
ورضوان من الله اكبر ذلك هو الفوز العظيم. وهذا الرضا جزاء على رضاهم عنه في الدنيا ولما كان هذا الجزاء افضل الجزاء كان سببه افضل الاعمال الخامس والاربعون ان العبد اذا رضي به وعنه - 00:41:42
في جميع الحالات لم يتخير عليه المسائل. واغناه رضاه بما يقسمه له ويقدره ويفعله به عن ذلك وجعل ذكره في محل سؤاله بل يكون من سؤاله له الاعانة على ذكره وبغول وبلوغ رضاه - 00:42:01
هذا يعطى افضل مما يعطاه السائل سائل كما جاء في الحديث من شغله ذكري عن مسألتي اعطيته افضل ما اعطي السائلين. طبعا الحديث ضعيف فان السائلين سألوه فاعطاهم الفضل الذي سألوه الراضون رضوا عنه فاعطاهم رضاه عنه ولا يمنعوا الرضا سؤاله اسباب الرضا بل اصحابه ملحون في - 00:42:19
والى ذلك طبعا هذا الموضع من المواضع المجملة التي تحتاج الى بيان وهو الذكر يعني في موضع في نفس هذي الوجوه بعد قليل ان شاء الله سيأتي انه هل من عدم الرضا آآ الالحاح - 00:42:40
يعني هل انه الانسان اذا الح في الدعاء يكون ليس راضيا؟ طبعا هذي مسألة تختلف قليلا هو هنا يتكلم عن كانه الانسان آآ من شدة رضاه صار اشتغاله بالذكر اكثر من من اشتغاله بالسؤال وهذا حقيقة - 00:42:55
يعني ايضا الكلام يحتاج الى تفصيل ليس ليس على اطلاقه آآ لانه تأمل حال النبي صلى الله عليه وسلم وكثرة دعائه وسؤاله ربه السادس والاربعون لان النبي صلى الله عليه وسلم كان يندب الى اعلى المقامات فان عجز فان عجز العبد عنه حطه الى المقام الوسط كما قال - 00:43:11
اعبد اعبد الله كأنك تراه فهذا مقام المراقبة الجامعة لمقامات الاسلام والايمان والاحسان ثم قال فان لم تكن تراه فانه يراك فحطه عند العجز عن المقام الاول الى المقام الثاني وهو العلم باطلاع الله عليه ورؤيته له. ومشاهدته لعبده في الملأ والخلاء - 00:43:33
وكذلك الحديث الاخر ان استطعت ان تعمل لله بالرضا مع اليقين فافعل فان لم تستطع فان في الصبر على ما تكره خيرا كثيرا. فرفعه الى الى اعلى قال ثم رده الى اوسطها ان لم يستطع الاعلى فالاول مقام مقام الاحسان والذي حطه اليه مقام الايمان وليس دون ذلك الا مقام - 00:43:52
الخسران السبع والاربعون انه صلى الله عليه وسلم اثنى على الراضين بمر القضاء بالحكم والعلم والفقه والقرب من درجة النبوة. كما في آآ حديث الوفد الذي نقدمه عليه الرسول صلى الله عليه وسلم فقال من انتم؟ فقالوا مؤمنون. قالوا ما علامة ايمانكم؟ قال الصبر عند البلاء والشكر عند - 00:44:12
والرضا بمر القضاء اه والصدق في مواطن اللقاء وترك الشماتة الاعداء فقال حكماء علماء كادوا من فقههم ان يكونوا آآ انبياء وذكر المخرج او المحقق ان الحديث اسناده ضعيف. الثامن والاربعون ان الرضا اخذ بزمام مقامات الدين - 00:44:31
كلها مكتوب في الكتاب بزمان هي بزمام اه ان الرضا اخذ بزمام مقامات الدين كلها. وهو روحها وحياتها فانه رح التوكل وحقيقته وروح اليقين وروح المحبة وصحة المحب ودليل صدق المحبة او او صحة المحبة - 00:44:52
ودليل صدق المحبة وروح الشكر ودليله قال الربيع ابن انس علامة حب الله كثرة ذكره فانك لا تحب شيئا الا اكثرت من ذكره وعلامة الدين الاخلاص لله في السر والعلانية. وعلامة الشكر الرضا بقدر الله والتسليم لقضائه - 00:45:14
فصار الرضا كالروح لهذه المقامات والاساس التي تنبني عليه ولا يصح شيء منها بدونه البتة والله اعلم التاسع والاربعون ان الرضا يقوم مقام كثير من التعبدات التي تشق على البدن. فيكون رضاه اسهل عليه والذ له - 00:45:37
ارفع في درجته ثم ذكر مجموعة من الاثار في آآ هذا المعنى ثم قال الخمسون ان الرضا يفتح باب حسن الخلق حسن يفتح باب حسن الخلق مع الله تعالى ومع الناس فان حسن الخلق من الرضا - 00:45:56
وسوء الخلق من السخط وحسن الخلق يبلغ بصاحبه درجة الصائم القائم وسوء الخلق يأكل الحسنات كما تأكل الحطب الحادي والخمسون ان الرضا يثمر سرور القلب بالمقدور في جميع الامور. والسكينة وطيب النفس وسكونها في كل حال - 00:46:15
وطمأنينة القلب عند كل مفزع مهلع من امور الدنيا وبرد القناعة واغتباط العبد بقسمه من ربه وفرحه بقيام مولاه عليه. واستسلامه لمولاه في كل شيء. ورضاه منه بما يجريه عليه وتسليمه له الاحكام - 00:46:36
والقضايا واعتقاد وحسن تدبيره وكمال حكمته ويذهب عنه شكوى ربه الى غيره وتبرمه باقضيته ولهذا سمى بعض العارفين الرضا حسن الخلق مع الله فانه يوجب ترك الاعتراظ عليه في ملكه - 00:46:53
وحذف فضول الكلام التي تقدح في حسن خلقه فلا يقول ما احوج الناس الى مطر ولا يقول هذا يوم شد الحرارة وشد شديد او شديد البرد ولا يقول الفقر بلاء والعيال هم وغم - 00:47:13
ولا يسمي شيئا قضاه الله وقدره باسم مذموم اذا لم يذمه الله سبحانه وتعالى فان هذا كله ينافي رضاه. طبعا هذا ليس من لا يقصد من باب الوصف لا يقصد من باب الوصف. لكن - 00:47:29
آآ اذا جاء الحر نجاح الصيف واحد تجلس معه في اليوم يتأفف ويتشكى من الحر خمسة وعشرين مرة يا اخي حر اليوم حر كيف نعيش في الجو هذا كتمة ما احنا قادرين نتنفس - 00:47:45
متى يروح الصيف؟ متى يخلص الصيف؟ متى ينتهي هذا هذا يعني بلا شك انه نقص هذا نقص طيب آآ ثم آآ ذكر مجموعة من الاثار في هذا الموضع. اعجبني سطر في صفحة خمس مئة وستة وثلاثين - 00:48:04
آآ او ثلاثة اسطر خمس مئة وستة وثلاثين يقول وقيل اكثر الناس هما بالدنيا اكثرهم هما في الاخرة واقلهم هما بالدنيا اقلهم هما في الاخرة فالايمان بالقدر والرضا به يذهب عن العبد الهم والغم - 00:48:31
والحزن ثم قال الثاني والخمسون. طبعا الثاني والخمسون من بواعث ومحركات واسباب رضا العبد عن ربه قال الثاني والخمسون ان افضل الاحوال الرغبة في الله ولوازمها وذلك لا يتم الا باليقين والرضا عن الله. ولهذا قال سهل - 00:48:51
حفظ الخلق آآ حفظه. مكتوب حفظ نعم. حظ الخلق من اليقين على قدر حظهم من الرضا حظ الخلق من اليقين على قدر حظهم من الرضا وحظهم من الرضا على قدر رغبتهم في الله الثالث والخمسون - 00:49:12
ان الرضا يخلصه من عيب ما لم يعبه الله. ومن ذم ما لم يذمه الله فان العبد اذا لم يرضى بالشيء عابه بانواع المعايب وذمه بانواع المدام. وذلك منه قلة حياء من الله. وذم لما ليس له ذنب - 00:49:32
لخلقه وذلك يسقط العبد من عين ربه ولو ان رجلا صنع لك طعاما وقدمه اليك فعبدته وذممته لكنت معترضا الرضا لمقته واهانته ومستدعيا منه ان يقطع ذلك عنك. وقد قال بعض العارفين ان ذم المصنوع وعيبه اذا لم يذمه صانعه غيبة له وقدح فيه - 00:49:47
الرابع والخمسون ان النبي صلى الله عليه وسلم سأل الله الرضا بالقضاء هذا بحد ذاته كاف ليبعث الانسان للرضا بالقضاء يقول ان النبي صلى الله عليه وسلم سأل الله الرضا بالقضاء كما في المسند والسنن اللهم بعلمك الغيب - 00:50:07
وقدرتك على الخلق احييني اذا كانت الحياة خيرا لي وتوفني اذا كانت الوفاة خيرا لي واسألك خشيتك في الغيب والشهادة واسألك كلمة الحق في الغضب والرضا. واسألك القصد في الفقر والغنى. واسألك نعيما لا ينفد. واسألك قرة عين لا تنقطع. واسألك الرضا - 00:50:25
بعد القضاء واسألك برد العيش بعد الموت. واسألك لذة النظر الى وجهك واسألك الشوق الى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضرة اللهم زينا بزينة الايمان واجعلنا هداة مهتدين. فسمعت شيخ الاسلام - 00:50:45
ابن تيمية رحمه الله قدس الله رحمه الله يقول سأله الرضا بعد القضاء لانه حينئذ تتبين حقيقة الرضا واما الرضا قبله فانما هو عزم على ان يرضى اذا اصابه وانما يتحقق الرضا بعده. تعرفون نقيم ذكر هذا المعنى في اكثر من موضع في الكتاب - 00:51:03
قد يكون استفاده من ابن تيمية في هذا كما يتبين في هذا النقل. قال البيهقي وروينا في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم اللهم اني اسألك الصحة والعفة والامان وحسن الخلق والرضا بالقدر - 00:51:23
الخامس والخمس ان الرضا بالقدر يخلص العبد من ان يرضي الناس بسخط الله وان يذمهم على ما لم يؤته الله وان يحمده على ما هو عين فضل الله فيكون ظالما لهم في الاول وهو رضاهم وذمهم مشركا بهم في الثاني وهو حمدهم فاذا رضي بالقضاء تخلص من ذمه محمد - 00:51:35
خلصوا الرضا من ذلك آآ كله. السادس هو الخمسون ان الرضا يفرغ قلب العبد ويقلل همه وغمه فيتفرغ لعبادة ربه بقلب خفيف من اثقال الدنيا وهمومها وغمومها آآ ثم قال آآ - 00:51:55
السابع والخمسون السابع والخمسون انه اذا لم يرضى بالقدر وقع في لوم المقادير اما بقالبه واما بقلبه وحاله. ولوم لوم لمقدرها وكذلك يقع في لوم الخلق والله والناس يلومونه فلا يزال نائما ملوما وهذا مناف للعبودية - 00:52:15
قال انس رضي الله عنه خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين. فما قال لي لشيء فعلته لما فعلته ولا لشيء لم افعله الا فعلته ولا قال لي شيء - 00:52:38
لي لشيء كان ليته لم يكن ولا لشيء لم يكن ليته كان وكان بعض اهله اذا لا من يقول دعوه فلو قضي شيء لكان وقوله لو قضي شيء لكان يتناول امرين - 00:52:50
احدهما ما لم يوجد من مراد العبد والثاني ما وجد مما يكرهه الى اخره. الثامن والخمسون انه اذا استوى الامران بالنسبة الى رضا الرب تعالى فهذا لعبده فقدره وهذا لم يرضه له فلم يقدره فكمال الموافقة ان يستوي بالنسبة للاب فيرضى ما رضيه له ربه في الحالين - 00:53:04
التاسع والخمسون ان الله تعالى نهى عن التقدم بين يديه ويدي رسوله في حكمه الديني الشرعي وذلك عبودية هذا الامر فعبودية امره كوني القدر الا يتقدم بين يديه الا حيث كانت المصلحة الراجحة في ذلك فيكون التقدم ايضا بامره الكوني والديني فاذا كان فرضه فرضه الصبر - 00:53:24
او ندبه او فرضه الرضا حتى ترك ذلك فقد تقدم بين يدي شرعه اه وقدري. الستون ان المحبة والاخلاص والانابة لا تقوم الا على ساق الرضا فالمحبة فالمحب راض عن حبيبه في كل حالة - 00:53:47
وآآ طيب وقد وقد كان عمران بن حصين رضي الله عنه استسقي بطنه فبقي ملقا على ظهره مدة طويلة لا يقوم ولا يقعد. وقد نقب له في سريره موضع لحاجته فدخل عليه متطرف بن عبدالله بن الشخير - 00:54:05
فجعل يبكي لما رأى من حاله فقاله عمران لما تبكي؟ فقال لاني اراك على هذه الحالة الفظيعة فقال لا تبكي فان احبه الي احبه الي آآ قال اخبرك بشيء لعل الله ان ينفعك به - 00:54:23
واكتم علي حتى اموت ان الملائكة تزورني فانس بها وتسلم علي فاسمع تسليمها فلما قدم سعد ابن ابي وقاص رضي الله عنه الى مكة وقد كف بصره جعل الناس يهرعون اليه ليدعو لهم فجعل يدعو لهم. قال عبدالله بن السائب فأتيته وانا غلام فتعرفت اليه فعرفني - 00:54:38
فقلت يا عم انت تدعو الناس فيشفعون فلو دعوت لنفسك لرد الله عليك بصرك فتبسم ثم قال يا بني قضاء الله احب الي من بصري آآ ثم قال الحادي والستون ان اعمال الجوارح - 00:54:55
تضاعف الى حد معلوم محسوب اعمال الجوارح تضاعف الى حد معلوم محسوب. واما اعمال القلوب فلا ينتهي تضعيفها. وذلك لان اعمال الجوارح لها حد تنتهي اليه عنده فيكون جزاؤها بحسب حدها واما اعمال القلوب فهي دائما متصلة وان توارى شهود العبد - 00:55:11
لها. مثاله ان المحبة والرضا حال المحب الراضي. لا تفارقه اصلا. وانت وراه حكمها فصاحبها في مزيد فنزيد المحب الراضي متصل بدوام هذه الحالة الحالي له فهو في مزيد ولو فترت جوارحه - 00:55:33
اه بل قد يكون مزيده في حال سكونه وفتوره اكثر من مزيد كثير من اهل النوافل بما لا نسبة بينهما. ويبلغ ذلك لصاحبه الى ان يكون مزيده في في حال نومه اكثر من مزيد كثير من اهل القيام واكله اكثر من مزيد كثير من اهل الصيام والجوع. فان انكرت هذا فتأمل مزيد - 00:55:50
يقصد بالمزيد الان ايش ايش المقصود من المزيد هم بالضبط يقصد المزيد اللي هو الحسنات لا الحسنات الحسنات والاجر فهو يقول يعني ان قد يكون انسان نائم وقاعد ويكون مزيده اكثر من المتحرك او القائم او - 00:56:10
يقول فان انكرت هذا فتأمل مزيدا نائم بالله وقيام غافل عن الله الله سبحانه انما ينظر الى القلوب والهمم والعزائم لا الى صور الاعمال. وقيمة العبد همته وارادته فمن لا يرضيه غير الله ولو اعطي الدنيا بحذافيرها له شأن ومن يرضيه ادنى - 00:56:36
ومن يرضيه ادنى حظ من حظوظها له شأن. وان كانت اعمالهما في الصورة واحدة وقد تكون اعمال الملتفت الى الحظوظ اكثر واشق. وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء واه والله ذو الفضل العظيم - 00:56:57
طيب اه ثم ذكر قضية هل للرضا حد ينتهي اليه في في مسألة لم اه لم يفسر فيها كثيرا وهي قضية آآ ايهما افضل؟ الذي يحب الموت شوقا لله ورغبة في لقائه او الذي يحب البقاء - 00:57:15
لاجل يعني الاستزادة من العمل الصالح وانه الثالث القول الثالث انه لا يحب الموت للغرض الاول ولا البقاء للغرض الثاني وانما انا احب الي احبه اليه يقول ذكر هذه الثلاثة اقوال ثم قال فتحاكموا الى بعض العارفين فقال صاحب الرضا افضلهم لانه اقلهم او اقلهم فضولا واقربهم الى السلام - 00:57:40
ولا ريب ان مقام الرضا فوق مقام الشوق والزهد في الدنيا. بقي النظر في مقامي الاخرين ايهما اعلى يعني الان هو يقول الثالث افظل الثالث افظل اه الان هو طبعا ما يتكلم عن حالة استثنائية مثلا في مثلا في اه متعلقة بالشهادة او يتكلم عن حالة عامة - 00:58:09
حالة الانسان في حياته هل يشتاق هل يفضل ان يموت لاجل لقاء الله سبحانه وتعالى او يفضل ان يبقى فهو يقول الثالث افظل اللي يقول احبه الي احبه الي هذا افظل تمام؟ لكن يقول خلينا نشوف الاثنين الباقين هذول مين الافضل منهم؟ اللي يفضل - 00:58:34
لا اول والثاني يقول ولا ريب ان مقام الرضا فوق مقام الشوق وزهرة الدنيا بقي النظر في مقامي الاخرين آآ ايهما اعلى؟ فرجحت طائفة مقام من احب الموت لانه في مقام الشوق الى الله - 00:58:51
الى لقاء الله ومحبة لقائه ومن احب لقاء الله احب الله لقاءه ورجحت طائفة مقام مريد البقاء لتنفيذ اوامر الرب تعالى. واحتجوا بان ان الاول محب لحظه من الله وهذا محب لمراد الله منه لم يشبع منه ولم يقض منه وترا - 00:59:05
قالوا وهذا حال موسى صلوات الله وسلامه عليه حين لطم وجه ملك الموت ففقأ عينه لا محبة للدنيا ولكن لينفذ اوامر ربه ومراضيه في الناس فكان قال انت عبده وانا عبده وانت في طاعته وانا في طاعته وتنفيذ اوامره. وحينئذ فنقول في الوجه الثاني والستين ان حال الراظي المسلم - 00:59:21
عليهما جميعا مع زيادة التسليم وترك الاختيار. فانه قد غاب من مراد ربه منه من احياءه واماتته عن مراده هو من هذين الامرين وكل محب فهو مشتاق الى لقاء حبيبه مؤثر لمراضيه. فقد اخذ بزمام كل من المقامين واتصف بالحالين. وقال احب ذلك - 00:59:41
اليه احب اليه لا اتمنى غير رضاه ولا اتخير عليه الا ما يحبه ويرضاه. وهذا القدر كاف في هذا اه الموضع طيب هذا يعني هذه خلينا نقول رحلة آآ من اثنتين وستين مرحلة - 01:00:01
ذكر اسباب وبواعث ومحركات الرضا عن الله سبحانه وتعالى اه في مسألة اطال فيها وهي قضية اه وهي قضية حكم المسألة حكم مسألة الناس وطبعا لكن احنا لانه ذكرناها سابقا فراح نتجاوزها مع انه هنا فصل فيها اكثر - 01:00:24
اه في صفحات طويلة وذكر الاحاديث كثيرة ومنها احاديث قبيصة الى اخره. لكن ساذكر مسألة انه الالحاح في الدعاء. هذي صفحة خمس مئة واربعة وستين يقول فهذا احد المعنيين في قوله ويقصد بقوله اللي هو الهروي - 01:00:48
ان من شرط الرضا ترك الالحاح في المسألة وهو ان يقل معنيين المعنيين واولاه واولاهما لانه قرنه بترك الخصومة مع الخلق فلا يخاصمهم في حقه ولا يطلب منه حقوقه. والمعنى الثاني انه لا يلح في الدعاء. ولا يبالغ فيه فان ذلك يقدح في رضاه - 01:01:05
وهذا يصح في وجه دون وجه يعني الان هو جالس يقول كلام الهروي يفسر كلام الهروي بعدين هو يعلق ابن القيم فيقول هذا اللي هو عدم الالحاح في الدعاء يصح في وجه دون وجه - 01:01:25
فيصح اذا كان الداعي يلح في الدعاء باغراضه وحظوظه العاجلة واما اذا الح على الله في سؤاله بما فيه رضاه والقرب منه فان ذلك لا يقدح في مقام الرضا اصلا وفي الاثر ان الله يحب الملحين في الدعاء - 01:01:38
طبعا في الاثر قال اما عن النبي صلى الله عليه وسلم فلا يثبت. وقال ابو بكر الصديق رضي الله عنه يوم بدر للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله قد الححت على ربك - 01:01:54
بعض مناشدتك لربك فهذا الالحاح اين العبودية وفي سنن ابن ماجة اه من لبس الاها يغضب عليه. فاذا كان سؤاله يرضيه لم يكن الالحاح فيه منافيا لرضاه. وحقيقة الرضا موافقته سبحانه - 01:02:04
في رضاه بل الذي ينافي الرضا هنا التفصيل بل الذي ينافي الرضا ان يلح عليه متحكما عليه متخيرا عليه ما لم يعلم هل ما لم يعلم هل يرضيه ام لا؟ كمن يلح على ربه في ولاية شخص او اغنائه او قضاء حاجته فهذا ينافي الرضا لانه ليس على يقين ان مرضاة الرب في ذلك - 01:02:19
فان قيل فقد يكون للعبد حاجة يباح له سؤاله اياها فيلح على ربه في طلبها حتى يفتح له من لذيذ مناجاته وسؤاله ذل بين يديه وتملكه والتوسل اليه باسمائه وصفاته وتوحيده وتفريق القلب له وعدم تعلقه في حاجته بغير ما لم يحصل له بدون الالحاح فهل يكره - 01:02:41
هذا الالحاح وان كان المطلوب حظا من حظوظه قيل ها هنا ثلاثة امور احدها ان يفنى بمطلوبه وحاجته عن مراده ورضاه ويجعل الرب تعالى وسيلة الى مطلوبه بحيث يكون اهم اليه منه فهذا ينافي كمال الرضا به وعنه - 01:03:01
الثاني ان يفتح على قلبه حال السؤال من معرفة او ان يفتح على قلبه حال السؤال من معرفة الله ومحبته والذل له والخضوع والتملق ما ينسيه حاجته ويكون ما فتح له من ذلك احب اليه من حاجته - 01:03:23
بحيث يحب ان تدوم له تلك الحال ويكون اثر عنده من حاجته وفرحه بها اعظم من فرحه بحاجته لو عجلت له آآ وفاته وذلك فهذا لا ينافي رضاه وقال بعض العارفين انه لتكون لي حاجة الى الله فاسأله اياها فيفتح علي من مناجاته ومعرفته والتذلل له والتملق بين يديه - 01:03:37
ما احب معه ان يؤخر عني قضائها وتدوم لي تلك الحال وفي اثر ان العبد ليدعو ربه عز وجل فيقول الله عز وجل لملائكته اقضوا حاجة عبدي واخروها فاني احب ان اسمع دعاءه ويدعوه اخر فيقول الله لملائكته - 01:04:00
يقضوا حاجته وعجلوها فاني اكره صوته آآ طيب ثم ذكر مجموعة من الاثار ثم قال واذا كان هذا محبة الرب تعالى للدعاء فلا ينافي الالحاح فيه الرضا. الثالث ان ينقطع طمعه من الخلق ويتعلق بربه في طلب حاجته وقد افرده بالطلب. ولا يلوي - 01:04:19
على ما وراء ذلك فهذا قد تنشأ له المصلحة من نفس الطلب وافراد الرب بالقصد والفرق بينه وبين الذي قبله ان ذلك قد فتح عليه ما هو احب اليه من حاجته فهو لا يبالي بفواتها بعد ظفره بما بما فتح عليه او بما فتح عليه وبالله التوفيق - 01:04:43
ان شاء الله تكون مقاماتها او الثلاث هذي حالات واضحة في الطلب الدنيوي طلب الانسان لحاجته والالحاح في ذلك والتفريق بين المقامات الثلاثة فيها اه طيب بهذا نكون قد انتهينا من اه - 01:05:01
اه مقام الرضا بقي قليل على انهاء المجلد فان شاء الله راح نكمل الان سريعا. احنا اخذنا بالضبط ساعة او خمس دقائق في كما يظهر في ساعة التسجيل فنكمل قليلا ربما عشر دقائق تصور هكذا ان شاء الله. اه فصل منزلة الشكر - 01:05:19
قال وفصل وآآ ومن منازلي اياك نعبد واياك نستعين منزلة الشكر وهي من اعلى المنازل وهي فوق منزلة الرضا وزيادة يعني انت الان للتو خارج من منزلة الرضا المنزلة الضخمة كل ما قال فيها يأتيك الان فيقول لك - 01:05:43
الرضا آآ منزلة الشكر فوق منزلة الرضا اه في الرضا مندرج في الشكر اللي يستحيل وجود الشكر بدونه وهو نصف الايمان كما تقدم والايمان نصفان نصفه شكر ونصف صبر وقد امر الله به ونهى عن ضده واثنى على اهله ووصف به خواص خلقه وجعله غاية خلقه وامره - 01:06:04
ووعد اهله باحسن جزائه وجعله سببا للمزيد من فضله وحارسا وحافظا لنعمته واخبر ان اهله هم المنتفعون باياته واشتق لهم اسما من اسمائه فانه سبحانه هو الشكور وهو يوصل الشاكر الى مشكوره بل يعيد الشكر - 01:06:27
اه مشكورا وهو غاية الرب من عبده واهله هم القليل من عباده. قال الله تعالى واشكروا نعمة الله عليكم واشكروا نعمة الله ان كنتم اياه تعبدون وقال واشكروا لي ولا تكفرون وقال عن خليله - 01:06:44
صلى الله عليه وسلم ان ابراهيم كان امة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين شاكرا لانعمه. وقال عن نوح عليه السلام انه كان عبدا شكورا. وقال تعالى والله واخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئا - 01:07:00
وجعلكم السمع والابصار والافئدة لعلكم تشكرون. وقال تعالى واعبدوه واشكروا له اليه ترجعون. وقال تعالى وسيجزي الله الشاكرين وقال تعالى واذ تأذن ربكم لئن شكرتم لازيدنكم ولئن كفرتم ان عذابي لشديد - 01:07:14
وقال تعالى ان في ذلك لايات لكل صبار شكور وسمى نفسه شاكرا وشكورا وسمى الشاكرين بهذين الاسمين. فاعطاهم من وصفه وسماهم باسمه وحسبك بهذا محبة للشاكرين وفضله واعادته للشاكر مشكورا كقوله ان هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورا - 01:07:31
ورضا الرب عن عبده به. كقوله وان تشكروا يرضى لكم وقلة اهله في العالمين تدل على انهم هم خواصه. كقوله وقليل من عبادي الشكور وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قام حتى تورمت قدماه فقيل له اتفعل هذا - 01:07:54
وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فقال افلا اكون عبدا شكورا وقال لمعاذ والله يا معاذ اني لاحبك فلا تنسى ان تقول في دبر كل صلاة اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك - 01:08:14
وفي المسند والترمذي من حديث ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو بها بهؤلاء الكلمات وهذي من الادعية النبوية الجامعة العظيمة وهو حديث صحيح النبي صلى الله عليه وسلم يقول النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو بهؤلاء يقول ابن عباس كان يدعو النبي صلى الله عليه وسلم بهؤلاء - 01:08:32
كلمات اللهم اعني ولا تعن علي وانصرني ولا تنصر علي وامكر لي ولا تمكر علي واهدني ويسر هداي ويسر الهدى الي وانصرني على من ما عليه. ربي اجعلني لك شكارا لك ذكارا لك رهابا لك مطاوعا لك مخبتا. اليك اواها منيبا رب تقبل توبتي واغسل حوبتي - 01:08:49
او حوبتي واجب دعوتي وثبت حجتي واهدي قلبي اسدد لساني واسلل سخيمة صدري من حديث روي باكثر من لفظ واكثر من رواية آآ قال ابن القيم رحمه الله واصل الشكر - 01:09:09
في وضع اللسان ظهور اثر الغذاء الغذاء في ابدان الحيوان ظهورا بينا لا يقال شكرت الدابة تشكر شكرا على وزن سمنة تسمن سمنا اذا ظهر عليها اثر العلف قال وكذلك حقيقته في العبودية - 01:09:25
وهو ظهور اثر نعمة الله على لسان عبده ثناء واعترافا وعلى قلبه شهودا ومحبة وعلى جوارحه انقيادا وطاعة. هذا هذي السطرين خلاصة تعريف منزلة الشكر او شرح منزلة الشكر اذان السطران - 01:09:45
يقول مرة اخرى حقيقته في العبودية يعني حقيقة الشكر هو ظهور اثر نعمة الله على لسان عبده ثناء واعترافا وعلى قلبه شهودا ومحبة وعلى جوارحه انقيادا وطاعة قال والشكر مبني على خمس قواعد خضوع الشاكر للمشكور وحبه له واعترافه بنعمته وثناؤه عليه بها والا يستعملها في - 01:10:03
فيما يكره فهذه الخمس هي اساس الشكر وبناؤه عليها. مرة اخرى خضوع الشاكر للمشكور له واعترافه بنعمته وثناؤه عليه بها والا يستعملها فيما يكره فهذه الخمس هي اساس الشكر وبناؤه عليها. فمتى عذب منها واحدة - 01:10:30
اختل من قواعد الشكر قاعدة وكل من تكلم في الشكر وحده فكلامه اليها يرجع وعليها يدور. طيب ثم انتقل او ننتقل الى اه خمسمية وتسعة وسبعين فصل وقد تكلم الناس في الفرق بين الحمد والشكر ايهما اعلى وافضل - 01:10:52
وفي الحديث الحمد رأس الشكر فمن لم يحمد الله لم يشكره ايضا في اسناده اه يعتبر اسنانه ضعيف قال والفرق بينهما ان الشكر اعم من جهة انواعه واسبابه هذا تحليل جميل - 01:11:15
ايش الفرق بين الحمد والشكر يقول لك الفرق بينهما ان الشكر اعم من جهة انواعه واسبابه واخص من جهة متعلقاته. والحمد اعم من جهة قالت واخص من جهة الاسباب كيف - 01:11:28
يقول معنى هذا ان الشكر يكون بالقلب خضوعا واستكانة وباللسان ثناء واعترافا وبالجوارح طاعة وانقيادا ومتعلقه النعم دون الاوصاف الذاتية فلا يقال شكرنا الله على حياته وسمعه وبصره وعلمه وهو المحمود عليها. كما هو محمود على احسانه وعدله. والشكر يكون على الاحسان والنعم - 01:11:44
فكل ما يتعلق به الشكر يتعلق به الحمد من غير عكس وكل ما يقع به الحمد يقع به الشكر من غير عكس فان الشكر يقع بالجوارح والحمد يقع بالقلب يعني - 01:12:06
الحمد اعم من الشكر من جهة والشكر اعم من الحمد من الجهة فمن جهة الادوات التي يتعبد الانسان بها فالشكر اعم ومن جهة ما يشكر وما يحمد فالحمد اعم. لان الحمد يتعلق حتى بغير النعم المتعدية - 01:12:18
المتعلقة بالانسان وانما حتى الحمد يتعلق حتى بالصفات الذاتية لعظمة الله وكماله سبحانه اه وتعالى ثم ننتقل الى اه خمس مئة واثنين وثمانين الثناء على المنعم. يقول الثناء على المنعم المتعلق بالنعمة نوعان عام وخاص فالعام وصفه بالجود والكرم والبر والاحسان وسعة العطاء ونحو ذلك. والخاص - 01:12:41
تحدث بنعمته والاخبار بوصولها اليها اليه من جهته. كما قال تعالى واما بنعمة ربك فحدث وفي هذا التحديث المأمور به قولان احدهما انه ذكر النعمة والاخبار بها وقوله انعم الله عليه بكذا وكذا. قال مقاتل يعني اشكر ما ذكر من النعم عليك في هذه السورة. من جبر اليتم من جبر اليتم - 01:13:06
من جبر اليتم والهدى بعد الضلال والاغناء بعد العيلة والتحدث بنعمة الله شكر اه كما في حديث جابر مرفوعا من صنع اليه معروف فليجز به فان لم يجد ما يجزي به فليثني فاذا اثنى عليه فقد شكره - 01:13:31
فذكر اقسام الخلق الثلاثة آآ شاكرا نعم المثني بها والجاحد لها والكاتم لها طيب والقول الثاني يعني القول الثاني في الاية في تفسير الاية واما بنعمة ربك فحدث. القول الاول انه اذكر هذه النعم - 01:13:50
اه التي ذكرت في في اه السورة وقد تعم يعني غيرها لانه نعمة ربك مضاف مكة المضافة يعني القول الثاني ان التحدث بالنعمة المأمور به في هذه الاية هو الدعوة الى الله وتبليغ الرسالة وتعليم الامة. قال مجاهدي النبوة - 01:14:07
وقال الزجاج اي بلغ ما ارسلت به وحدث بالنبوة التي اتاك الله اه وقال الكذبي هو القرآن امره ان يقرأه والصواب انه يعم النوعين اذ كل منهما نعمة مأمور بشكرها - 01:14:24
والتحدث بها واظهارها من واظهارها من شكرها ثم آآ سنتجاوز هذا الموضع الذي علق فيه ابن القيم على الهروي لما قال انه الشكر من سبل العامة وقال ابن القيم يا ليت الشيخ صان كتابه عن هذا التعليل اذ جعل نصف الاسلام والايمان من اضعف السبل. بل الشكر سبيل رسل الله وانبيائه واخذ يناقشه - 01:14:39
بنقاش طويل يعني في الصفحات التالية امم دعونا ننتقل بعد ذلك الى الفصل الاخير او المنزلة الاخيرة في هذا المجلد قال رحمه الله فاصنوا من منازل اياك نعبد واياك نستعين منزلة الحياة. قال الله تعالى الم يعلم بان الله يا رب - 01:15:04
وقال تعالى ان الله كان عليكم رقيبا. وقال تعالى يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور وفي الصحيح من حديث ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم مر برجل وهو يعظ اخاه في الحياء فقال دعه فان الحياء من الايمان - 01:15:29
وفيهما عمران بن حسين رضي الله عنهما رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحياء لا يأتي الا بخير وفيه معن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه انه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اشد حياء من العذراء في خدرها فاذا رأى شيئا يكرهه عرفناه - 01:15:46
في وجهه وفي الصحيح انه صلى الله عليه وسلم ان مما ادرك الناس من كلام النبوة الاولى اذا لم تستحي فاصنع ما شئت في هذا قولان قولان يعني في الامر انه اصنع ما شئت - 01:16:02
احدهما انه امر تهديد ومعناه الخبر اي ان من لم يستحي صنع ما شاء والثاني انه امر اباحة اي انظر الى الفعل الذي تريد ان تفعله فان كان مما لا يستحى - 01:16:14
ولو الاصح وهو قول الاكثرية طيب فصل والحياء من الحياة ومنه الحياة للمطر لكن هو مقصور وعلى حسب حياة القلب يكون فيه قوة خلق الحياة وقلة الحياء من موت القلب والروح. فكلما كان القلب احيا كان الحياء اتم - 01:16:24
ال الجنيد رحمه الله الحياء رؤية الالاء ورؤية التقصير. فيتولد بينهما حالة تسمى الحياء يا الله ايش الجمال هذا ال الجنيد الحياء رؤية الاعلى ورؤية التقصير. فيتولد بينهما حالة تسمى الحياة - 01:16:47
وحقيقته خلق يبعث على ترك القبائح ويمنع من التفريط في حق صاحب الحق ومن كلام بعض الحكماء احيوا الحياء بمجالسة من يستحيا منه يا سلام احيوا الحياة بمجالسة من يستحيا منه - 01:17:06
ترى هذا الكلام عميق جدا جدا يعني ترى احيانا الانسان ما يعيش الحياة تمام فيموت لكن احيوا الحياة بمجالسة من يستحيا منه. انت تلاحظ بعض الانسان بعض الناس دائما هو في حالة اه لعب ولا هو مرض فاذا جاء امام يعني شخصية كبيرة يمكن يستحي منها يتغير الشخص تقول اللهم ما شا الله ايش الادب اللي نازل عليك هذا - 01:17:25
هذا ولو كان بس هذا ترى بصيغة او باخرى فيه فيه صورة من الحياة ما لم يكن طبعا خوفا من العقوبة لكن في ناس لا يستحون من مثلا شيخ معين ولا عالم - 01:17:51
مربي ولا اب ولا فهو يقول احيوا الحياء بمجالسة من استحيا منه قال وعمارة القلب بالهيبة والحياء فاذا ذهب من القلب لم يبق فيه خير ارض النون الحياء وجود الهيبة في القلب مع وحشة آآ مع وحشة ما سبق منك الى ربك - 01:18:04
والحب ينطق والحياء يسكت والخوف والحب ينطق والحياء يسكت والخوف يقلق حب ينطق والحياء يسكت والخوف يقلق قال السرير ان الحياء والانس يطرقان القلب فان وجد فيه الزهد والورع والا رحلا - 01:18:22
طيب اه قال يحيى بن معاذ من استحيا من الله مطيعا استحيا الله منه وهو مذنب. وهذا الكلام يحتاج الى شرح معناه ان من غلب عليه خلق الحياء من الله تعالى حتى في حال - 01:18:46
فقلبه مطرق بين يديه طلاق مستح خجل فانه اذا واقع ذنبا استحى الله عز وجل من نظره اليه في تلك الحالة لكرامته عليه فيستحي ان يرى من وليه ومن يكرم عليه ما يشينه عنده في الشاهد شاهد بذلك - 01:18:57
ان الرجل الى اخر الكلام ثم آآ قال في الصفحة التالية واما حياء الرب من عبده فذاك نوع اخر لا تدركه الافهام ولا تكيفه العقول فانه حياء كرم وبر وجود وجلال. فانه تبارك وتعالى حيي من عبده اذا رفع اليه يديه ان يردهما صفرا ويستحي ان يعذب - 01:19:10
بتعشيبة شعبت في الاسلام وكان يحيى ابن معاذ يقول سبحان من يذنب عبده ويستحي هو وفي اثر يستحي من الله استحيا الله منه وقد قسم الحياء على عشرة او احياء جناية وحياء تقصير وحياء اجلال وحياء كرم وحياء حشمة وحياء استصخار للنفس واحتقار لها. وحياء محبة وحياء عبودية وحياء شرف وعزة وحياء - 01:19:31
المستحي من نفسه. فاما حياء الجناية فمنه حياء ادم لما فر هاربا في الجنة. قال الله تعالى افرارا مني يا ادم قال لا يا ربي بل بل فرار بل حياء حياء منك. وحياء التقصير كاحياء الملائكة الذين يسبحون الليل - 01:19:51
نهار لا يفطرون فاذا كانوا يوم القيامة قالوا سبحانك ما عبدناك حق عبادتك. وحياء الاجلال هو حياء المعرفة وعلى حسب معرفة العبد بربه يكون حياؤه منه. احياء الكرم كحياء النبي صلى الله عليه وسلم. من القوم الذين دعاهم الى وليمة زينب وطولوا الجلوس عنده فقام واستحيا ان يقول لهم - 01:20:07
واحياء الحشمة كحياة كحياء علي ابن ابي طالب رضي الله عنه يسأل الرسول صلى الله عليه وسلم عن المذي لمكان ابنته منه. وحياء الاستحقار واستصغار النفس كحياء العبد من ربه عز وجل - 01:20:23
حين يسأله حوائجه احتقار لشأن نفسه واستصغار لها وثم قال واما حياء المحبة فهو حياء المحب من محبوبه حتى انه اذا خطر على قلبه في غيبته هاج الحياء من قلبه واحس به في وجهه ولا يدري ما سببه - 01:20:34
وكذلك يعرض للمحب عند ملاقاته محبوبه آآ ومفاجأته له روعة شديدة ومنه قولهم جمال رائع وسبب هذا الحياء والروعة مما لا يعرفه اكثر الناس ولا ريب ان للمحبة سلطانا قاهرا للقلب اعظم من سلطان من يقهر البدن فاين من يقهر قلبك - 01:20:48
روحك الى من يقهر بدنك ولهذا تعجب الملوك وتعجبت الملوك والجبابرة من قهرهم للخلق ومن قهر المحبوب لهم وذلهم لهم فاذا فاجأ المحبوب محبه ورآه بغتة احس القلب بهجوم سلطانه عليه فاعتراه روعة وخوف - 01:21:10
وسألنا وسألنا يوما شيخ الاسلام ابن تيمية قدس الله رحمه عن هذه المسألة فذكرت انا هذا الجواب فتبسم ولم يقل شيئا آآ واما حياء العبودية فهو حياء ممتزج من محبة وخوف ومشاهدة عدم صلاح عبوديته لمعبوده وان قدره قدره اعلى واجل. منها فعبوديته له - 01:21:27
يجب استحياءه منه لا محالة واما حياء الشرف والعزة فحياء النفس العظيمة الكبيرة اذا صدر منها ما هو دون قدرها من بذل او عطاء واحسان فانه يستحيي مع بذله حياء حياء شرف نفس وعزة وهذا له سببان احدهما هذا والثاني استحياؤه من الاخذ حتى كانه هو الاخذ - 01:21:48
السائل حتى ان بعض اهل الكرم لا تطاع وحتى ان بعض اهل الكرم لا تطاوعه نفسه بمواجهته لمن يعطيه حياء منه وهذا يدخل في حياء التنوم لانه يستحي من خجلة الاخذ - 01:22:07
واما احياء المرء من نفسه فهو احياء النفوس الشريف العزيزة الرفيعة من رضاها لنفسها بالنقص وقناعتها بالدون. فيجد نفسه مستحية من نفسه حتى كأن له نفسين استحيي الاخرى وهذا اكمل ما يكون من الحياة فان العبد اذا استحيا من نفسه فهو بان يستحي من غيره - 01:22:22
اجدر طيب نكتفي بهذا القدر ونسأل الله سبحانه وتعالى نسأل الله سبحانه وتعالى ان يرزقنا الرضا والشكر والحياء صل اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 01:22:39
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصل اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم انا نحمدك ونشكرك ونثني عليك ونسألك اللهم ان تحسن عاقبتنا في الامور كلها - 00:00:00
وان تجيرنا من خزي الدنيا وعذاب الاخرة اللهم انا نسألك ان تبارك لنا في هذه المجالس وان ترزقنا حسن العمل بما نتعلم وان تجعلنا ممن يستمعون القول ويتبعون احسنه ونسألك سبحانك ونسألك اللهم - 00:00:16
ان تنزل علينا رحمتك وسكينتك وان تحفنا بملائكتك وان تتقبل منا هذه اللحظات وهذه الساعات بفضلك وجودك ومنك وكرمك يا رب العالمين هذا اليوم هو يعني المجلس اليوم هو المجلس الثالث عشر - 00:00:34
من مجالس قراءة اه مدارج السالكين وآآ اليوم عندنا تتمة منزلة الرضا وكان يوم امس الحديث لذيذا وجميلا ملأ النفس اه باشعة الايمان ان شاء الله واليوم تتمة عن ما يتعلق بالرضا وان كان حقيقة اليوم قد نأتي الى بعض المسائل العقدية المتعلقة بالرضا - 00:00:55
لان الامام ابن القيم رحمه الله اخذ يتحدث عن الرضا بقضاء الله سبحانه وتعالى وما اوجب لبعض الطوائف انحرافا في فهم مفهوم الرضا بحيث انهم لم يميزوا بين اقدار الله - 00:01:30
التي يحبها وبين اقدار الله التي قضاها بحكمته ولو لم تكن محبوبة آآ لديه من كل الجهات فذكر انحراف الناس في هذه القضية واخذ يناقش اه وتعرظ في ثنايا ذلك الى مسألة خلق الشر - 00:01:50
وضرب مثالا مع ذلك بخلق ابليس فما الحكمة من خلق ابليس فذكر تقريبا اربعة عشر وجها من وجوه الحكم والمصالح في خلق ابليس آآ ثم بعد ذلك انتقل الى نقاش يعني تفصيلي في هذه القضية فنحن لن نقرأ كل شيء متعلق بهذه المسألة - 00:02:10
المهتم بها يمكن ان يرجع اليها ولكن هنا يعني سنمر على بعض القضايا فقال اه في صفحة اربع مئة وثلاثة وثمانين قال رحمه الله او خلينا في اخر صفحة اربع مئة واثنين وثمانين قال واما القدر - 00:02:32
واما القدر الذي لا يحبه ولا يرضاه مثل قدر المعائب والذنوب فالعبد مأمور بسخطها ومنهي عن الرضا بها وهذا هو التفصيل الواجب في الرضا بالقضاء. وقد اضطرب الناس في ذلك اضطرابا عظيما. ونجا منه اصحاب الفرق والتفصيل - 00:02:53
فان لفظ الرضا بالقضاء لفظ محمود مأمور به وهو من مقامات الصديقين فصارت له حرمة اوجبت لطائفة قبوله من غير تفصيل وظنوا ان كل ما كان مخلوقا للرب تعالى فهو مقضي مرضي له ينبغي له الرضا به. ثم انقسموا على فرقتين - 00:03:10
فقالت فرقة اذا كان القضاء والرضا متلازمين فمعلوم اننا مأمورون ببغض المعاصي والكفر والظلم فلا تكون مقضية مقدرة يعني هنا فرقة القدرية التي انكرت القدر وفرقة قالت آآ قد دلت قد دل العقل والشرع على انها واقعة بقضاء الله وقدره فنحن نرضى بها - 00:03:33
والطائفتان منحرفتان جائرتان عن قصد السبيل. فاولئك اخرجوها عن قضاء الرب وقدره وهؤلاء رضوا بها ولم يسخطوها. هؤلاء خالفوا فالرب الرب تعالى في رضاه في رضاه وسخطه وخرجوا عن شرعه ودينه واولئك انكروا تعلق قضائه وقدره بها - 00:03:57
واختلفت طرق اهل الاثبات للقدر والشرع في جواب الطائفتين. لاحظوا القدر والشرع القدر اثبات القدر واثبات الشرع يقول الطائفة اولى انكرت القدر وطائفة اخرى آآ رضيت بكل شيء ولو كان ذنوبا او معاصي. حسنا اهل السنة اهل اثبات الامرين - 00:04:16
القدر واثبات الشرع ما موقفهم من قضاء الله الذي فيه المصائب او خلينا نقول فيه حتى مثل يعني ما لا يرضاه الله سبحانه وتعالى مثل ما يعني خلق ابليس وما يترتب عليه من آآ معاصي وذنوب - 00:04:38
قال اه فقالت طائفة لم يقم دليل من الكتاب والسنة ولا الاجماع على جواز الرضا بكل قضاء. فضلا عن وجوبه واستحبابه. فاين امر الله عباده او رسوله فاين امر الله عباده او رسوله ان يرضوا بكل ما قضاه الله وقدره. وهذه طريقة كثير من اصحابنا وغيرهم - 00:04:56
وبه اجاب القاضي ابو يعلى وابن الباقي اللاني قال فان قيل افترضون بقضاء الله وقدره؟ قيل له نرضى بقضاء الله الذي هو خلقه. والذي امرنا ان نرضى به ولا نرضى من ذلك ما نهانا عنه ان نرضى به - 00:05:16
ولا نتقدم بين يدي الله تعالى ولا نعترض على حكمه وقالت طائفة اخرى يطلق الرضا بالقضاء في الجملة دون تفاصيل المقضي المقدر. فنقول نرضى بقضاء الله جملة ولا نسخة ولا نطلق الرضا على كل واحد من تفاصيل المقضي. كما يقول المسلمون كل شيء يبيد ويهلك ولا يقولون حجج الله تبيد - 00:05:29
وتهلك ويقولون الله رب كل شيء ولا يضيفون ولا يضيفون ربوبيته الى الاعيان المستخبثة المستقذرة بخصوصهم اه على اية حال سنتجاوز هذه النقاشات وان كانت مفيدة الى اه سنذهب الى صفحة اربع مئة وتسعين - 00:05:54
عند الكلام على خلق ابليس وما ترتب عليه من المصالح والحكم قال رحمه الله تعالى مثال ذلك انه سبحانه خلق ابليس الذي هو مادة لفساد الاديان الذي هو مادة لفساد الاديان والاعمال والاعتقادات والايرادات وهو سبب شقاوة العبيد - 00:06:13
وعملهم بما يغضب الرب تبارك وتعالى وهو الساعي في وقوع خلاف ما يحبه الله ويرضاه بكل طريق وكل حيلة. فهو مبغوض للرب سبحانه وتعالى مسخوط له لعنه الله ومقته وغضب عليه ومع هذا فهو وسيلة الى محاب كثيرة للرب تعالى ترتب - 00:06:36
على خلقه وجودها احب اليه من عدمها الان بدأ في ذكر الحكمة من خلق ابليس قال منها ان تظهر للعباد قدرة الرب تعالى على خلق المتضادات المتقابلات فخلق هذه الذات التي هي اخبث الذوات فخلق - 00:06:56
اه او فخلق هذه الذات او فخلق هذه الذات التي هي اخبث الذوات وشرها وهي ثوب كل شر في مقابلة ذات جبريل التي هي اشرف الذوات واطهرها التي هي اشرف الذوات واطهرها وازكاها. وهي مادة كل خير - 00:07:18
فتبارك الله خالق هذا وهذا كما ظهرت لهم قدرته التامة في خلق الليل والنهار والضياء والظلام والداء والدواء والحياة والموت والحر والبرد والحزن والحسن والقبيح والارض والسماء والذكر والانثى والماء والنار والخير والشر. وذلك من ادل الدلائل على كمال قدرته وعزته وسلطانه وملكه. فانه - 00:07:34
وخلق هذه المتضادات وقابل بعضها ببعض وسلط بعضها على بعض وجعلها محال تصرفه وتدبيره وحكمته ومنها ظهور اثار اسمائه القهرية مثل القهار والمنتقم والعدل والضار وشديد العقاب وسريع الحساب وذي البطش الشديد والخافض والمذل - 00:07:57
فان هذه الاسماء والافعال كمال فلابد من وجود متعلقها ولو كان الخلق كلهم على طبيعة الملك لم يظهر اثر هذه الاسماء والافعال ومنها ظهور اثار اسمائه المتضمنة لحلمه وعفوه ومغفرته وستره وتجاوزه عن حقه وعتقه لمن شاء من عبيده - 00:08:18
فلولا خلق او فلولا خلق ما يكره من الاسباب المفضية الى ظهور اثار هذه الاسماء لتعطلت هذه الحكم والفوائد وقد اشار النبي صلى الله عليه وسلم الى هذا بقوله لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم. ومنها ظهور - 00:08:37
اثار اسماء الحكمة والخبرة. فانه سبحانه الحكيم الخبير الذي يضع الاشياء مواضعها وينزلها منازلها اللائقة بها فلا يضع الشيء في غير موضعه ولا ينزله في غير منزلته. التي يقتضيها كمال علمه وحكمته وخبرة - 00:08:57
فلا يضع الحرمان والمنع موضع العطاء والفضل ولا الفضل والعطاء موضع الحرمان والمنع الى اخره قال فهو اعلى من حيث يجعل رسالته واعلم من يصلح لقبولها ويشكره على انتهائها اليه ووصولها واعلم بمن لا يصلح لذلك ولا يستأهله. واحكم من ان يمنعها - 00:09:14
اهلها وان يضعها عند غير اهلها فلو قدر عدم الاسباب المكروهة البغيضة له لتعطلت هذه الاثار ولم تظهر لخلقه ولفاتت الحكم والمصالح المترتبة عليها وفواتها شر من حصول تلك الاسباب - 00:09:35
ثم قال ومنها وهذا وهذه الحكمة الخامسة. حصول العبودية المتنوعة التي لولا خلق ابليس لما حصلت ولكان الحاصل بعضها لا كلها فان عبودية الجهاد من احب انواع العبودية اليه سبحانه. ولو كان الناس كل ولو كان الناس كلهم مؤمنين لتعطلت هذه العبودية - 00:09:54
وتوابعها من الموالاة فيه سبحانه والمعاداة فيه والحب فيه والبغض فيه وبذل النفس له في محاربة عدوه وعبودية الامر بالمعروف والنهي عن المنكر الى اخره ومنها عبودية التوبة والرجوع اليه واستغفاره - 00:10:15
فانه سبحانه يحب التوابين ويحب توبتهم. فلو عطلت الاسباب التي يتاب منها لتعطلت عبودية التوبة والاستغفار ومنها عبودية مخالفة عدوه ومراغمته في الله واغاظته فيه وهي من احب انواع العبودية اليه فانه سبحانه يحب من - 00:10:33
وليه ان يغيظ عدوه ويراغمه ويسوءه. وهذه عبودية لا يتفطن لها الا الاكياس ومنها ان يتعبد له بالاستعاذة من عدوه وسؤاله ان يجيره منه ويعصمه من كيده واذاه ومنها ان عبيده يشتد خوفهم وحذرهم اذا رأوا ما حل بعدوه بمخالفته. وسقوطه من المرتبة الملكية - 00:10:52
الى المرتبة الشيطانية ومنها انهم ينالون ثواب مخالفته ومعاداته الذي حصوله مشروط بالمعاداة والمخالفة فاكثر عبادات القلوب والجوارح مرتبة على مخالفتهم ومنها ان نفس اتخاذه عدوا من اكبر انواع العبودية واجلها - 00:11:16
قال الله تعالى ان الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا ومنها ان الطبيعة البشرية مشتملة على الخير والشر والطيب والخبيث. وذلك كامل فيها كمون النار في الزناد فخلق الشيطان مستخرجا لما في طبائع اهل الشر من القوة الى الفعل - 00:11:36
يعني القوة اقرب لمعنى القابلية. والفعل التحقق وارسلت الرسل تستخرج ما في طبيعة اهل الخير من القوة الى الفعل فاستخرج احكم الحاكمين ما في قوى هؤلاء من الخير الكامل فيها ليترتب عليه اثاره وما في قوى اولئك - 00:11:55
من الشر ليترتب عليه اثاره وتظهر حكمته في الفريقين وينفذ حكمه فيهما ويظهر ما كان معلوما لهم مطابقا لعلم لعلمه السابق وهذا هو السؤال الذي سألته الملائكة حين قالوا اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال - 00:12:17
اعلم ما لا تعلمون. فظنت الملائكة ان وجود من يسبح بحمده ويطيعه ويعبده اولى من وجود من يعصيه ويخالفه فاجابهم سبحانه بانه يعلم من الحكم والمصالح والغايات المحمودة في خلق هذا النوع ما لا تعلمه الملائكة - 00:12:39
ومنها ان ظهور كثير من اياته وعجائب صنعه حصل بسبب وقوع الكفر والشر من النفوس الكافرة الظالمة. كاية الطوفان واية الريح واية اهلاك ثمود وقوم لوط واية انقلاب النار على يد ابراهيم بردا وسلاما والايات التي اجراها الله على يد موسى وغير ذلك من اياته التي يقول سبحانه - 00:12:58
عقب ذكر كل اية منها في سورة الشعراء ان في ذلك لاية وما كان اكثرهم مؤمنين. وان ربك لهو العزيز الرحيم. فلولا كفر الكافرين الجاحدين لما ظهرت هذه الايات الباهرة التي يتحدث الناس بها جيلا بعد جيل. ومنها انه خلق الاسباب المتقابلة التي يقهر بعضها - 00:13:18
بعضا ويكسر بعضها بعضا وهذا من شأن كمال الربوبية والقدرة النافذة والحكمة التامة والملك الكامل. وان كان شأن الربوبية كاملا في نفسه ولو لم تخلق هذه الاسباب لكن خلقها من لوازم كماله وملكه وقدرته وحكمته فظهور تأثيرها واحكامها في - 00:13:38
الشهادة تحقيق لذلك الكمال وموجب من موجباته. فتعمير مراتب الغيب والشهادة باحكام الصفات من اثار الكمال المطلق بجميع وجوهه واقسامه وغاياته. الان ذكر اربعطعشر او اربعة عشر آآ حكمة من الحكم التي خلق الله لاجلها ابليس - 00:13:58
وآآ اظن اظن انه فيه الشفاء العليل اه اتصور انه ذكر اكثر من ذلك قال وبالجملة فالعبودية والايات والعجائب التي التي ترتبت على خلق ما لا يحبه ولا يرضاه وتقديره ومشيئته احب اليه سبحانه وتعالى من فواتها وتعطيلها - 00:14:20
بتعطيل اسبابه ثم اخذ اه اخد اه يعني يناقش اعتراضات مثارة على هذا التقدير نتجاوزها ايضا لتوفير الميل الوقت وممكن الانسان يرجع اليها كمان ذكرت الان سنتوجه الى موضع مهم جدا - 00:14:47
اه في صفحة خمس مئة وسبعة طفحه خمس مئة وسبعة هذا موضع من اهم المواضع حقيقة في في منزلة الرضا. وموضع ابحر فيه ابن القيم طويلا مم هنا يتكلم عن ماذا؟ ابن القيم رحمه الله يتكلم - 00:15:10
ان استواء حالات استواء الحالات عند الراضي يعني هو يقول انه الذي يرضى عن الله سبحانه وتعالى الذي يرضى عن الله تستوي عنده الحالات يعني انت كنت غني كنت فقير كنت في عافية كنت في مرض - 00:15:30
كنت في بين اهلك وبلدك كنت مهجر مغرب كنت اه حر كنت سجين كنت ايا كانت حالتك يقول انت راضي والحالات عندك مستوية آآ هذي طبعا منزلة عالية جدا فهو هنا يقول ايش الوجوه المسببة او او الاشياء المسببة - 00:15:50
لحالة الاستواء استواء الحالات عند الانسان المؤمن يعني ايش البواعث؟ ايش الاسباب؟ ايش المكونات؟ ايش المحركات التي تجعل المؤمن الراضي الرضا التام عن الله سبحانه وتعالى الحالات عنده مستوية بلا عافية نعمة ايش؟ ما هي - 00:16:16
فهنا سيذكر سيذكر آآ اثنين وستين سببا تنين وستين سببا او محركا تجعل المؤمن تستوي عنده الحالات جيد اه انا سأمر عليها اكثرها على اكثرها ان شاء الله لكن عندي تنبيه في تنبيه منهجي مهم قبل ما اه ندخل في هذه - 00:16:38
حالات اه احيانا اه نقرأ بعض الجمل والعبارات وبعضها موجود في الكتاب هنا هي قد تكون حالة استرسالية في التعبير او تعرفوا ابن القيم احيانا لمن يذكر بعض الاشياء يقول يفسرها يقول هذي هذا حال وليس مقام انه تذكر لما نتكلم عن انه اللي يقطعون الصحراء - 00:17:04
زاد ومدري ايش وكذا انه قال قد يعرض لهم احيانا من كذا فاحيانا تأتي مواقف لناس من السلف او حتى يعني في استرسالات ابن القيم اه نحتاج ننتبه ان هذه الحالة ليست اصلا او او ليست هي الحالة التامة. اللي هي حالة انه مثلا الفقر احب الي من الغنى - 00:17:25
مثلا مو الفقر احب اليه من الغنى لا. اه هذا هذا الامر اه امر اخر يعني ليست هذه المسألة لان فيها نقاش لا وانما استلذاذه بالفقر احب اليه او اكثر من استرداده بالغنى. استرداده بالبلاء والمرض اكثر من استرداده بالعافية - 00:17:47
يعني مثل هذي التعبيرات آآ قد يكون فيها نوع من اه اكراه الفطرة الانسانية. واذا رجعنا للمحك الذي تأسسه ابن القيم اصلا بشكل واضح انه وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم - 00:18:08
فسنجد انه النبي صلى الله عليه وسلم كان يسأل الله العافية وكان اه يوصي اصحابه بان يسألوا الله العافية وكان دائما في كل صباح ومساء يسأل الله العافية فيعني الانسان يوازن بين مثل هذا - 00:18:24
لكن في الجملة اه هذا الموضع من مواضع الجميلة جدا جدا التي حقيقة تبعث الانسان عن السكون والسكينة والطمأنينة وانه لا يكون منفزعا في هذه الحياة اذا اصيب بشيء يفزع ويطير لا - 00:18:37
وانما انظر ايش ايش الثمرة ايش الاشياء التي ممكن تقنع الانسان حتى يكون راضيا حتى يكون راضيا عن الله وراضيا بقضاء الله بسم الله رحلة الاثنين وستين اه سببا ولكنها مختصرة وسريعة ان شاء الله. يقول اول اولا - 00:18:54
احدها انه مفوض يعني المؤمن مفوض والمفوض راض بكل ما اختاره له من فوض اليه ولا سيما اذا علم كمال حكمته ورحمته ولطفه وحسن اختياره له. الثاني انه جازم بان لا تبديل لكلمات الله - 00:19:14
ولا راد لحكمه وانه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن. فهو يعلم ان كلا من البني من البلية والنعمة بقضاء سابق وقدر اكتب الثالث انه عبد محض والعبد المحض لا يسخط جريان احكام سيده المشفق البار الناصح المحسن بل يتلقاها كلها بالرضا - 00:19:32
وعندها الرابع انه محب والمحب الصادق من رضي بما يعامله به حبيبه الخامس انه جاهل بعواقب الامور. وسيده اعلم بمصلحته وبما ينفعه السادس انه لا يريد مصلحة نفسه من كل وجه. ولو عرف اسبابها فهو جاهل ظالم وربه تبارك وتعالى يريد مصلحته ويسوق اليه - 00:19:53
اسبابها ومن اعظم اسبابها ما يكرهه العبد فان مصلحته فيما يكره اضعاف اضعاف مصلحته فيما يحب قال الله تعالى كتب عليكم القتال وهو كره لكم. وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم. وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم. والله يعلم وانتم لا - 00:20:18
وقال تعالى فان كرهتموهن فعسى ان تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا السابع انه مسلم والمسلم من قد سلم نفسه لله ولم يعترض عليه في جريان احكامه عليه ولم يسخط ذلك - 00:20:36
الثامن انه عارف بربه. حسن الظن به لا يتهمه فيما يجريه عليه من اقضيته واقداره. فحسن ظنه به يوجب له استواء الحالات عنده ورضاه بما يختاره له سيده التاسع ان يعلم ان حظه من المقدور ما يتلقاه به من رضا وسخط - 00:20:51
فلابد له منه فان رضي فله الرضا وان سخط فله السخط العاشر علمه بانه اذا رضي انقلب في حقه نعمة ومنحة وخف عليه حمله واعين عليه واذا سخطه تضاعف عليه ثقله وكله. ولم يزدد الا شدة. فلو ان السخط يجدي عليه شيئا لكان - 00:21:14
كان له فيه راحة انفع له من الرضا به. ونكتة المسألة ايمانه بان قضاء الرب تبارك وتعالى خير له. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم والذي بيده لا يقضي الله لا يقضي الله للمؤمن قضاء الا كان خيرا له ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له وان اصابته ضراء صبر - 00:21:39
فكان خيرا له وليس ذلك الا للمؤمن الحادي عشر ان يعلم ان تمام عبوديته في جريان ما يكرهه من الاحكام عليه. ولو لم يجري عليه منها الا ما يحب لكان ابعد شيء - 00:21:59
عن عبودية ربه فلا تتم له عبوديته من الصبر والتوكل والرضا والتضرع والافتقار والذل والخضوع وغيرها الا بجريان القدر له بما يكرهه. وليس الشأن في الرضا بالقضاء الملائم للطبيعة. انما الشأن في القضاء - 00:22:14
المؤلم المنافر للطبع هذي الجملة من الجمل المهمة جدا آآ لو تتذكرون امس لمن ذكرنا التسليم آآ لمن ذكرت قضية انه التسليم الحقيقي يكون فيما يخالف طبع الانسان و وآآ - 00:22:33
يعني بعد رأيي هنا الان نفس الكلام لكن في قضية الرضا يقول ليس الشأن بالرضا بالقضاء الملائم للطبيعة انما الشأن في القضاء المؤلم المنافر للطبع يعني يعني مثلا خلينا ناخذ مثال من الواقع الحالي اللي احنا فيه - 00:22:52
اه في ناس ما عندهم مشكلة في خلنا نقول في العزلة او في الحبس في البيوت فلمن جاء يجي مثل هذا المرض فهو اصلا يعني هذا شيء موافق لطبعه يعني ما رأى شيئا صعبا في الموضوع - 00:23:13
وهناك اناس هذه القضية صعبة عليهم الى ابعد درجة والى ابعد مدى هذا مثال على شيء موافق لطبعك وشيء منافر له ابن القيم يقول طبعا هذا فقط مثال للموافق والمنافق لكن بشكل عام - 00:23:30
متى يكون اختبارك الحقيقي في الرضا لما يأتيك القضاء الذي ينافر طبعك وليس الذي يوائمه الثاني عشر ان يعلم ان رضاه عن ربه سبحانه وتعالى في جميع الحالات يثمر رضا ربه عنه. فاذا رضي عنه بالقليل من الرزق - 00:23:49
رضي ربه عنه بالقليل من العمل واذا رضي عنه في جميع الحالات واستوت عنده وجده اسرع شيء الى رضاه اذا ترضاه وتملقه الثالث عشر ان يعلم ان اعظم راحته وسروره - 00:24:06
ان اعظم راحته وسروره ونعيمه في الرضا عن ربه تعالى وتقدس في جميع الحال فان الرضا باب الله الاعظم ومستراح وجنة الدنيا فجدير بمن نصح نفسه ان تشتد رغبته فيه - 00:24:21
والا يستبدل بغيره منهم السبب او المحرك او الباعث الرابع عشر الذي يبعث المؤمن على الرضا يقول ان السخط وهو عكس الرضا. ان السخط باب الهم والغم والحزن. وشتات القلب وكسر البال وسوء الحال - 00:24:37
والظن بالله خلاف ما هو اهله. والرضا يخلصه من ذلك كله. ويفتح له باب الجنة الدنيا قبل جنة الاخرة خامس عشر ان الرضا يوجب له الطمأنينة وبرد القلب وسكونه وقراره - 00:24:57
والسخط والسخط يوجب اضطراب قلبه وريبته وانزعاجه وعدم قراره السادس عشر ان الرضا ينزل عليه السكينة التي لا انفع له منها ومتى نزلت عليه السكينة استقام صلحت احواله وصلح باله والسخط يبعده منها بحسب قلته وكثرته. واذا ترحلت عنه السكينة ترحل عنه السرور والامن والدعم - 00:25:12
الراحة وطيب العيش فمن اعظم نعم الله على عبده تنزل السكينة عليه اه ومن ومن اعظم اسبابها ومن اعظم اسبابها الرضا عنه في جميع الحالات السابع عشر ان الرضا يفتح له باب السلامة فيجعل قلبه سليما نقيا من الغش من الغش والدغل والغل. ولا ينجو من عذاب الله الا من - 00:25:36
الله بقلب سليم. كذلك وتستحيل سلامة القلب مع السخط وعدم عدم الرضا. وكلما كان العبد اشد رضا كان قلبه اسلم فالخبث والدغل والغش قرين السخط. وسلامة القلب وبره ونصحه قرين الرضا. وكذلك الحسد هو من ثمرات السخط - 00:26:01
وسلامة القلب منه من ثمرات الرضا. الثامن عشر ان السخط يوجب تلون العبد وعدم ثباته مع الله فانه لا يرضى الا بما يلائم طبعه ونفسه والمقادير تجري دائما بما يلائمه وبما لا يلائمه - 00:26:21
وكلما جرى عليه منها ما لا يلائمه اسخطه فلا تثبت له قدم على العبودية فاذا رضي عن ربه في جميع الحالات استقرت قدمه في مقام العبودية فلا يزيل التلون عن العبد شيء مثل الرضا - 00:26:40
عشر ان السخط يفتح عليه باب الشك في الله وقضائه وقدره وحكمته وعلمه فقل ان يسلم الساخط من شك وداخل قلبه ويتغلل فيه وان كان لا يشعر به. فلو فتش نفسه غاية التفتيش - 00:26:59
لوجد يقينه معلولا مدخولا. فان الرضا واليقين اخوان مصطحبان. والشك والسخط قرينان وهذا المعنى او وهذا معنى الحديث الذي في الترمذي او غيره ان استطعت ان تعمل بالرضا مع اليقين فافعل وان لم تستطع فان في الصبر على ما تكره النفس خيرا - 00:27:14
كثيرا هذا هذا نقطة مرة مهمة حقيقة العشرون ان الرضا بالمقدور من سعادة ابن ادم وسخطه من شقاوته. كما في المسند والترمذي عن حديث سعد ابن ابي وقاص رضي الله عنه قال قال - 00:27:34
رسول الله صلى الله عليه وسلم من سعادة ابن ادم استخارة الله عز وجل ومن سعاد سعادة ابن ادم رضاه بما قضى الله ومن شقوة ابن ادم سخطه بما قضى الله من شقاوة ابن ادم - 00:27:50
ترك استخارة الله. في الرضا بالقضاء من اسباب السعادة والتسخط على القضاء بالاسباب الشقاوة. طبعا الحديث فيه كلام من جهة الثبوت الحادي والعشرون ان الرضا يوجب له الا يأس على ما فاته ولا يفرح بما اتاه وذلك من افضل الايمان - 00:28:05
اما عدم اساه على الفائت فظاهر واما عدم فرحه بما اتاه فلانه يعلم ان المصيبة فيه مكتوبة من قبل حصوله فكيف يفرح بشيء يعلم ان له فيه مصيبة ولا بد ولا بد - 00:28:26
الثاني والعشرون ان من ملأ قلبه من الرضا بالقدر ملأ الله صدره غنا وامنا وقناعة وفرغ قلبه لمحبته الانابة اليه والتوكل عليه. ومن فاته حظه من الرضا امتلأ قلبه بضد ذلك واشتغل عما فيه سعادته وفلاحه - 00:28:38
الرضا يفرغ القلب لله والسخط يفرغ القلب من الله الثالث والعشرون ان الرضا يثمر الشكر الذي هو اعلى او من اعلى مقامات الايمان بل هو حقيقة الايمان. والسخط يثمر ضده وهو كفر النعم - 00:28:58
وربما اثمر له كفر المنعم فاذا رضي العبد عن ربه في جميع الحالات اوجب له ذلك شكره فيكون من الراضين الشاكرين. واذا فاته الرضا كان من وسلك سبيل الكافرين الرابع والعشرون ان الرضا ينفي عنه ايات الحرص افات الحرص والكلب على الدنيا - 00:29:14
وذلك رأس كل خطيئة واصل كل بلية واساس كل رزية. فرضاه عن ربه في جميع الحالات ينفي عنه مادة هذه العفاف الخامس والعشرون ان الشيطان انما يظفر بالانسان غالبا عند السخط والشهوة - 00:29:39
فهناك يصطادهم ولا سيما اذ استحكم سخطه فانه يقول ما لا يرضى الرب ويفعل ما لا يرضيه وينوي ما لا يرضيه. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم عند موت ابنه ابراهيم يحزن القلب وتدمع العين ولا نقول الا - 00:29:58
لا ما يرضي الرب فان موت البنين من العوارض التي توجب للعبد السخط على القدر. فاخبر النبي صلى الله عليه وسلم انه لا يقول في مثل هذا المقام الذي يسخطه اكثر الناس فيتكلمون بما - 00:30:14
ما لا يرضي الله ويفعلون ما لا يرضيه الا ما يرضي ربه تبارك وتعالى ولهذا لما مات ابن الفضيل ابن عياض رؤيا في الجنازة ضاحكا فقيل اتضحك وقد مات ابنك؟ فقال ان الله قضى بقضاء فاحببت ان ارضى بقضائه - 00:30:26
فانكرت طائفة هذه المقالة على الفضيل وقالوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بكى يوم مات ابنه واخبر ان القلب يحزن وان العين تدمع وهو في اعلى مقامات الرضا فكيف يعد هذا؟ يعد هذا من مناقب الفضيل؟ والتحقيق ان قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم اتسع لتكمل جميع المراتب - 00:30:39
من الرضا عن الله والبكاء رحمة للصبي. فكان له مقام الرضا ومقام الرحمة ورقة القلب. والفضيل لم يتسع قلبه لمقام بالرضا ومقام الرحمة فلم يجتمع له الامران والناس في ذلك على اربع مراتب - 00:30:59
احدها او احدها من اجتمع له الرضا بالقضاء ورحمة الطفل فدمعت عيناه رحمة والقلب راض الثاني من غيبه الرضا عن الرحمة فلم يتسع للامرين بل غيبه احدهما عن الاخر الثالث من غيبته الرحمة والرقة عن المرء عن الرضا فلم يشهده بالفني عن الرضا. الرابع من لا رضا عنده ولا رحمة وانما يكون حزنه لفوات حظه من الميت وهذا - 00:31:15
الاكثر الخلق فلا احسان ولا رضا عن الرحمن والله المستعان. فالاول في اعلى مراتب الرضا والثاني دونه والثالث دون الثاني والرابع والنصف عندي حقيقة تعليق هنا انه هو جعل القسمة رباعية - 00:31:37
وجعل القضية آآ يعني رحمة بالميت فقط رحمة بالطفل هنا قام آآ هو جعل انه من يكون حزنه لفوات حظه من الميت يعني اقصد ان هناك حالة وسيطة بين هذه - 00:31:52
وهي اه انه ليس بالضرورة ان يكون فقط رحمة للميت والا ينافي الرضا وانما قد يكون كذلك حزنا على فراقه. حزنا على فراقه وليس فقط رحمة له وهذا الذي يفهم من قول النبي صلى الله عليه وسلم ان القلب ليحزن - 00:32:09
لانه لو كانت مجرد رحمة آآ لو كانت مجرد رحمة لكان آآ لكان جاء في ذلك انه يعني هو صحيح انه ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم رحمة آآ لكن لكان - 00:32:29
اتى هذا اللفظ فقط ولم يأتي لفظ الحزن ايضا فلاجل ذلك انه اتساع القلب اللي مقام الرضا اتساع القلب لمقام الرضا. ولمقام الرحمة ولمقام الحزن الطبيعي الفطري فهذا كله لا يتنافى مع الرضا وهو اكمل - 00:32:44
اه من عدم اتساع القلب لهذه المقامات والله اعلم طبعا قال السادس والعشرون لان الرضا هو اختيار ما اختاره الله لعبده والسخط وكراهة ما اختاره الله له اه السابع والعشرون ان الرضا يخرج الهوى من القلب - 00:33:06
فالراضي هواه تبع لمراد ربه منه اعني المراد الذي يحبه ربه ويرضاه فلا يجتمع الرضا واتباع الهوى في القلب ابدا وان كان معه شعبة من هذا وشعبة من هذا فهو للغالب عليه منهما - 00:33:28
الثامن والعشرون ان الرضا عن الله في جميع الحالات يثمر للعبد رضا الله عنه كما تقدم في بيانه في الرضا به فان الجزاء من جنس العمل التاسع والعشرون ان الرضا بالقضاء اشق شيء على النفس - 00:33:40
بل هو ذبحها في الحقيقة فانه مخالفة هواها وطبعها وارادتها ولا تصير مطمئنة قط حتى ترضى بالقضاء فحينئذ تستحق ان يقال ان يقال لها يا ايتها النفس المطمئنة ارجعي الى - 00:33:58
ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي الثلاثون ان الراضي متلقي اوامر ربه الدينية والقدرية بالانشراح والتسليم وطيب النفس وقد بينا اه وساخة الافراح بضد ذلك. وقد بينا ان الرضا بذلك لا ينفعه ولا يثاب عليه فانه لم يرضى به لكون الله - 00:34:12
قدره وقضاه وانما رضي به لموافقته هواه وطبعا. فطبيعي الحادي والثلاثون ان المخالفات ان المخالفات كلها اصلها من عدم الرضا والطاعات كلها اصلها من الرضا الثاني والثلاثون ان عدم الرضا يفتح باب البدعة والرضا يغلق عنه ذلك الباب ولو تأملت بدع الروافض والنواصب والخوارج لرأيتها ناشئة من عدم الرضا - 00:34:32
حكم الكوني او الديني او كليهما. الثالث والثلاثون ان الرضا معقد نظام الدين معقد نظام الدين ظاهره وباطنه فان القضايا لا تنقسم لا تخلو من خمسة انواع فتنقسم قسمين. دينية وكونية وهي مأمورات ومنهيات ومباحات - 00:34:57
ونعم ملذة وبلايا مؤلمة. فاذا استعمل العبد الرضا في ذلك كله فقد اخذ بالحظ الوافر من الاسلام الرابع والثلاثون ان الرضا يخلص العبد من مخاصمة الرب تعالى في احكامه واقضيته - 00:35:14
خمس ثلاثون ان جميع ما في الكون اوجبته اوجبته مشيئة الله وحكمته وملكه. فهو موجب اسمائه فهو موجب اسماء وصفاته فمن لم يرضى بما رضي به ربه لم يرض باسمائه وصفاته فلم يرض به ربا - 00:35:28
السادس والثلاثون ان كل قدر يكرهه العبد ولا ولا يلائمه لا يخلو اما ان يكون عقوبة على الذنب فهو دواء لمرض لولا تدارك الحكيم اياه بالدواء لترامى به المرض الى الهلاك - 00:35:45
او يكون سببا لنعمة لا تنال الا بذلك المكروه المكروه ينقطع ويتلاشى وما يترتب عليه من نعمة دائم لا ينقطع فاذا شهد العبد هذين الامرين انفتح له باب الرضا عن ربه في كل ما يقضيه له ويقدره - 00:35:59
السابع والثلاثون ان حكم الرب تبارك وتعالى ماض في عبده وقضاؤه عدل فيه كما في الحديث باض في حكمك عدل في قضاؤك ومن لم يرضى بالعدل فهو من اهل الظلم والجور. وقوله عدل في قضاؤك يعم قضاء الذنب وقضاء اثره وعقوبته فان - 00:36:15
اه اه وقضاء اثره وعقوبته فان الامرين من قضائه عز وجل وهو اعدل العادلين في قضائه بالذنب وفي قضائه بعقوبته واما عدله في العقوبة فظاهر واما عدله في قضاء الذنب الى اخره - 00:36:36
ثم اخذ يذكر حوارا متعلقا بهذه القضية القضاء بالذنب ننتقل الى الثامن والثلاثون ان عدم الرضا اما ان يكون لفوات ما اخطأه مما يحبه ويريده واما لاصابة ما يكرهه ويسخطه فاذا تيقن انما اخطأه لم يكن ليصيبه وان ما اصابه لم يكن ليخطئه - 00:36:49
فلا فائدة في سخطه بعد ذلك الا فوات ما ينفعه وحصول ما يضره. التاسع والثلاثون التاسع والثلاثون ان الرضا من اعمال القلوب نظير الجهاد من اعمال الجوارح فان كل واحد منهما ذروة سنام الايمان - 00:37:10
قال ابو الدرداء ذروة سنام الايمان الصبر للحكم والرضا بالقدر الاربعون ان اول معصية عصي الله بها في هذا العالم انما نشأت من عدم الرضا. فابليس لم يرضى بحكم الله الذي حكم به - 00:37:31
كونا من تفضيل ادم وتكريمه. ولا بحكمه الديني من امره بالسجود لادم وادم لم يرضى بما ابيح له من الجنة حتى ضم اليه الاكل من شجرة الحمى ثم ترتبت معاصي الذرية على عدم الصبر وعدم الرضا - 00:37:47
الحادي والاربعون ان الراضي واقف مع اختيار الله له معرض عن اختياره لنفسه. وهذا من قوة معرفته بربه ومعرفته بنفسه وقد اجتمع وهيب ابن الورد وهيب ابن الورد وسفيان الثوري ويوسف ابن الاسباط فقال الثوري قد كنت اكره موت الفجأة او الفجأة قبل اليوم وما - 00:38:04
واما اليوم فوجدت اني ميت فقال له يوسف ابن اسباط ولم؟ فقال آآ لما اتخوف من الفتنة فقال يوسف لكني لا اكره طول البقاء. فقال الثوري ولم تكره ولما تكره الموت - 00:38:28
قال لعلي اصادف يوم اتوب فيه آآ واعمل صالحا فقيل لهيب اي شيء تقوله انت؟ فقال انا لا اختار شيئا. احب ذلك الي احبه الى الله فقبل الثوري بين عينيه وقال روحانية ورب الكعبة - 00:38:45
فهذا حال عبد قد استوت عنده حاجة الحياة والموت آآ وقف مع اختيار الله له منهما وقد كان مهيب رحمه الله له المقام العالي من الرضا وغيره الثاني واربعون ان ان يعلم ان منع الله سبحانه وتعالى لعبده المؤمن المحب عطاء - 00:39:03
وان ان منع الله سبحانه وتعالى لعبده المحب عطاء وابتلاءه اياه عافية. قال سفيان الثوري منعه عطاء وذلك انه لم يمنع عن بخل ولا عدم او عدم وانما نظر في خير عبده المؤمن فمنعه اختيارا وحسن نظر - 00:39:26
وهذا آآ كما قال ما اعرف سفيان الثوري فانه سبحانه لا يقضي لعبده المؤمن قضاء الا كان خيرا له ساءه ذلك القضاء او سره طيب هنا جاءت جملة التلذذ بالبلاء اكثر من عافية المحشية - 00:39:47
المحقق ذكر ايضا التعليق وانا اشرت في البداية الى القضية نذهب الى الثالث والاربعون قال الثالث والاربعون ان يعلم انه سبحانه هو الاول قبل كل شيء والاخر بعد كل شيء - 00:40:12
والمظهر لكل شيء والمالك لكل شيء وهو الذي يخلق ما يشاء ويختار وليس للعبد ان يختار عليه وليس لاحد معه اختيار ولا يشرك في حكمه احدا والعبد لم يكن شيئا مذكورا فهو سبحانه الذي اختار وجوده واختار ان يكون كما قدره له وقضاه من عافية وبلاء غنى وفقر - 00:40:25
وعز وذل ونباهة وخمول. فكما تفرد سبحانه بالخلق تفرد بالاختيار والتدبير وليس للعبد شيء من ذلك فان الامر كله لله وقد قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم ليس لك من الامر شيء فاذا تيقن العبد ان الامر كله لله وليس له من الامر قليل ولا كثير لم يكن له معول - 00:40:45
ثم بعد ذلك غير الرضا مواقع الاقدار وما يجري به من ربه الاختيار الرابع والاربعون ان رضا الله عن العبد اكبر من الجنة وما فيها لان الرضا صفة الله والجنة خلقه - 00:41:07
كما قال الله تعالى او قال الله تعالى ورضوان من الله اكبر بعد قوله وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن - 00:41:28
ورضوان من الله اكبر ذلك هو الفوز العظيم. وهذا الرضا جزاء على رضاهم عنه في الدنيا ولما كان هذا الجزاء افضل الجزاء كان سببه افضل الاعمال الخامس والاربعون ان العبد اذا رضي به وعنه - 00:41:42
في جميع الحالات لم يتخير عليه المسائل. واغناه رضاه بما يقسمه له ويقدره ويفعله به عن ذلك وجعل ذكره في محل سؤاله بل يكون من سؤاله له الاعانة على ذكره وبغول وبلوغ رضاه - 00:42:01
هذا يعطى افضل مما يعطاه السائل سائل كما جاء في الحديث من شغله ذكري عن مسألتي اعطيته افضل ما اعطي السائلين. طبعا الحديث ضعيف فان السائلين سألوه فاعطاهم الفضل الذي سألوه الراضون رضوا عنه فاعطاهم رضاه عنه ولا يمنعوا الرضا سؤاله اسباب الرضا بل اصحابه ملحون في - 00:42:19
والى ذلك طبعا هذا الموضع من المواضع المجملة التي تحتاج الى بيان وهو الذكر يعني في موضع في نفس هذي الوجوه بعد قليل ان شاء الله سيأتي انه هل من عدم الرضا آآ الالحاح - 00:42:40
يعني هل انه الانسان اذا الح في الدعاء يكون ليس راضيا؟ طبعا هذي مسألة تختلف قليلا هو هنا يتكلم عن كانه الانسان آآ من شدة رضاه صار اشتغاله بالذكر اكثر من من اشتغاله بالسؤال وهذا حقيقة - 00:42:55
يعني ايضا الكلام يحتاج الى تفصيل ليس ليس على اطلاقه آآ لانه تأمل حال النبي صلى الله عليه وسلم وكثرة دعائه وسؤاله ربه السادس والاربعون لان النبي صلى الله عليه وسلم كان يندب الى اعلى المقامات فان عجز فان عجز العبد عنه حطه الى المقام الوسط كما قال - 00:43:11
اعبد اعبد الله كأنك تراه فهذا مقام المراقبة الجامعة لمقامات الاسلام والايمان والاحسان ثم قال فان لم تكن تراه فانه يراك فحطه عند العجز عن المقام الاول الى المقام الثاني وهو العلم باطلاع الله عليه ورؤيته له. ومشاهدته لعبده في الملأ والخلاء - 00:43:33
وكذلك الحديث الاخر ان استطعت ان تعمل لله بالرضا مع اليقين فافعل فان لم تستطع فان في الصبر على ما تكره خيرا كثيرا. فرفعه الى الى اعلى قال ثم رده الى اوسطها ان لم يستطع الاعلى فالاول مقام مقام الاحسان والذي حطه اليه مقام الايمان وليس دون ذلك الا مقام - 00:43:52
الخسران السبع والاربعون انه صلى الله عليه وسلم اثنى على الراضين بمر القضاء بالحكم والعلم والفقه والقرب من درجة النبوة. كما في آآ حديث الوفد الذي نقدمه عليه الرسول صلى الله عليه وسلم فقال من انتم؟ فقالوا مؤمنون. قالوا ما علامة ايمانكم؟ قال الصبر عند البلاء والشكر عند - 00:44:12
والرضا بمر القضاء اه والصدق في مواطن اللقاء وترك الشماتة الاعداء فقال حكماء علماء كادوا من فقههم ان يكونوا آآ انبياء وذكر المخرج او المحقق ان الحديث اسناده ضعيف. الثامن والاربعون ان الرضا اخذ بزمام مقامات الدين - 00:44:31
كلها مكتوب في الكتاب بزمان هي بزمام اه ان الرضا اخذ بزمام مقامات الدين كلها. وهو روحها وحياتها فانه رح التوكل وحقيقته وروح اليقين وروح المحبة وصحة المحب ودليل صدق المحبة او او صحة المحبة - 00:44:52
ودليل صدق المحبة وروح الشكر ودليله قال الربيع ابن انس علامة حب الله كثرة ذكره فانك لا تحب شيئا الا اكثرت من ذكره وعلامة الدين الاخلاص لله في السر والعلانية. وعلامة الشكر الرضا بقدر الله والتسليم لقضائه - 00:45:14
فصار الرضا كالروح لهذه المقامات والاساس التي تنبني عليه ولا يصح شيء منها بدونه البتة والله اعلم التاسع والاربعون ان الرضا يقوم مقام كثير من التعبدات التي تشق على البدن. فيكون رضاه اسهل عليه والذ له - 00:45:37
ارفع في درجته ثم ذكر مجموعة من الاثار في آآ هذا المعنى ثم قال الخمسون ان الرضا يفتح باب حسن الخلق حسن يفتح باب حسن الخلق مع الله تعالى ومع الناس فان حسن الخلق من الرضا - 00:45:56
وسوء الخلق من السخط وحسن الخلق يبلغ بصاحبه درجة الصائم القائم وسوء الخلق يأكل الحسنات كما تأكل الحطب الحادي والخمسون ان الرضا يثمر سرور القلب بالمقدور في جميع الامور. والسكينة وطيب النفس وسكونها في كل حال - 00:46:15
وطمأنينة القلب عند كل مفزع مهلع من امور الدنيا وبرد القناعة واغتباط العبد بقسمه من ربه وفرحه بقيام مولاه عليه. واستسلامه لمولاه في كل شيء. ورضاه منه بما يجريه عليه وتسليمه له الاحكام - 00:46:36
والقضايا واعتقاد وحسن تدبيره وكمال حكمته ويذهب عنه شكوى ربه الى غيره وتبرمه باقضيته ولهذا سمى بعض العارفين الرضا حسن الخلق مع الله فانه يوجب ترك الاعتراظ عليه في ملكه - 00:46:53
وحذف فضول الكلام التي تقدح في حسن خلقه فلا يقول ما احوج الناس الى مطر ولا يقول هذا يوم شد الحرارة وشد شديد او شديد البرد ولا يقول الفقر بلاء والعيال هم وغم - 00:47:13
ولا يسمي شيئا قضاه الله وقدره باسم مذموم اذا لم يذمه الله سبحانه وتعالى فان هذا كله ينافي رضاه. طبعا هذا ليس من لا يقصد من باب الوصف لا يقصد من باب الوصف. لكن - 00:47:29
آآ اذا جاء الحر نجاح الصيف واحد تجلس معه في اليوم يتأفف ويتشكى من الحر خمسة وعشرين مرة يا اخي حر اليوم حر كيف نعيش في الجو هذا كتمة ما احنا قادرين نتنفس - 00:47:45
متى يروح الصيف؟ متى يخلص الصيف؟ متى ينتهي هذا هذا يعني بلا شك انه نقص هذا نقص طيب آآ ثم آآ ذكر مجموعة من الاثار في هذا الموضع. اعجبني سطر في صفحة خمس مئة وستة وثلاثين - 00:48:04
آآ او ثلاثة اسطر خمس مئة وستة وثلاثين يقول وقيل اكثر الناس هما بالدنيا اكثرهم هما في الاخرة واقلهم هما بالدنيا اقلهم هما في الاخرة فالايمان بالقدر والرضا به يذهب عن العبد الهم والغم - 00:48:31
والحزن ثم قال الثاني والخمسون. طبعا الثاني والخمسون من بواعث ومحركات واسباب رضا العبد عن ربه قال الثاني والخمسون ان افضل الاحوال الرغبة في الله ولوازمها وذلك لا يتم الا باليقين والرضا عن الله. ولهذا قال سهل - 00:48:51
حفظ الخلق آآ حفظه. مكتوب حفظ نعم. حظ الخلق من اليقين على قدر حظهم من الرضا حظ الخلق من اليقين على قدر حظهم من الرضا وحظهم من الرضا على قدر رغبتهم في الله الثالث والخمسون - 00:49:12
ان الرضا يخلصه من عيب ما لم يعبه الله. ومن ذم ما لم يذمه الله فان العبد اذا لم يرضى بالشيء عابه بانواع المعايب وذمه بانواع المدام. وذلك منه قلة حياء من الله. وذم لما ليس له ذنب - 00:49:32
لخلقه وذلك يسقط العبد من عين ربه ولو ان رجلا صنع لك طعاما وقدمه اليك فعبدته وذممته لكنت معترضا الرضا لمقته واهانته ومستدعيا منه ان يقطع ذلك عنك. وقد قال بعض العارفين ان ذم المصنوع وعيبه اذا لم يذمه صانعه غيبة له وقدح فيه - 00:49:47
الرابع والخمسون ان النبي صلى الله عليه وسلم سأل الله الرضا بالقضاء هذا بحد ذاته كاف ليبعث الانسان للرضا بالقضاء يقول ان النبي صلى الله عليه وسلم سأل الله الرضا بالقضاء كما في المسند والسنن اللهم بعلمك الغيب - 00:50:07
وقدرتك على الخلق احييني اذا كانت الحياة خيرا لي وتوفني اذا كانت الوفاة خيرا لي واسألك خشيتك في الغيب والشهادة واسألك كلمة الحق في الغضب والرضا. واسألك القصد في الفقر والغنى. واسألك نعيما لا ينفد. واسألك قرة عين لا تنقطع. واسألك الرضا - 00:50:25
بعد القضاء واسألك برد العيش بعد الموت. واسألك لذة النظر الى وجهك واسألك الشوق الى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضرة اللهم زينا بزينة الايمان واجعلنا هداة مهتدين. فسمعت شيخ الاسلام - 00:50:45
ابن تيمية رحمه الله قدس الله رحمه الله يقول سأله الرضا بعد القضاء لانه حينئذ تتبين حقيقة الرضا واما الرضا قبله فانما هو عزم على ان يرضى اذا اصابه وانما يتحقق الرضا بعده. تعرفون نقيم ذكر هذا المعنى في اكثر من موضع في الكتاب - 00:51:03
قد يكون استفاده من ابن تيمية في هذا كما يتبين في هذا النقل. قال البيهقي وروينا في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم اللهم اني اسألك الصحة والعفة والامان وحسن الخلق والرضا بالقدر - 00:51:23
الخامس والخمس ان الرضا بالقدر يخلص العبد من ان يرضي الناس بسخط الله وان يذمهم على ما لم يؤته الله وان يحمده على ما هو عين فضل الله فيكون ظالما لهم في الاول وهو رضاهم وذمهم مشركا بهم في الثاني وهو حمدهم فاذا رضي بالقضاء تخلص من ذمه محمد - 00:51:35
خلصوا الرضا من ذلك آآ كله. السادس هو الخمسون ان الرضا يفرغ قلب العبد ويقلل همه وغمه فيتفرغ لعبادة ربه بقلب خفيف من اثقال الدنيا وهمومها وغمومها آآ ثم قال آآ - 00:51:55
السابع والخمسون السابع والخمسون انه اذا لم يرضى بالقدر وقع في لوم المقادير اما بقالبه واما بقلبه وحاله. ولوم لوم لمقدرها وكذلك يقع في لوم الخلق والله والناس يلومونه فلا يزال نائما ملوما وهذا مناف للعبودية - 00:52:15
قال انس رضي الله عنه خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين. فما قال لي لشيء فعلته لما فعلته ولا لشيء لم افعله الا فعلته ولا قال لي شيء - 00:52:38
لي لشيء كان ليته لم يكن ولا لشيء لم يكن ليته كان وكان بعض اهله اذا لا من يقول دعوه فلو قضي شيء لكان وقوله لو قضي شيء لكان يتناول امرين - 00:52:50
احدهما ما لم يوجد من مراد العبد والثاني ما وجد مما يكرهه الى اخره. الثامن والخمسون انه اذا استوى الامران بالنسبة الى رضا الرب تعالى فهذا لعبده فقدره وهذا لم يرضه له فلم يقدره فكمال الموافقة ان يستوي بالنسبة للاب فيرضى ما رضيه له ربه في الحالين - 00:53:04
التاسع والخمسون ان الله تعالى نهى عن التقدم بين يديه ويدي رسوله في حكمه الديني الشرعي وذلك عبودية هذا الامر فعبودية امره كوني القدر الا يتقدم بين يديه الا حيث كانت المصلحة الراجحة في ذلك فيكون التقدم ايضا بامره الكوني والديني فاذا كان فرضه فرضه الصبر - 00:53:24
او ندبه او فرضه الرضا حتى ترك ذلك فقد تقدم بين يدي شرعه اه وقدري. الستون ان المحبة والاخلاص والانابة لا تقوم الا على ساق الرضا فالمحبة فالمحب راض عن حبيبه في كل حالة - 00:53:47
وآآ طيب وقد وقد كان عمران بن حصين رضي الله عنه استسقي بطنه فبقي ملقا على ظهره مدة طويلة لا يقوم ولا يقعد. وقد نقب له في سريره موضع لحاجته فدخل عليه متطرف بن عبدالله بن الشخير - 00:54:05
فجعل يبكي لما رأى من حاله فقاله عمران لما تبكي؟ فقال لاني اراك على هذه الحالة الفظيعة فقال لا تبكي فان احبه الي احبه الي آآ قال اخبرك بشيء لعل الله ان ينفعك به - 00:54:23
واكتم علي حتى اموت ان الملائكة تزورني فانس بها وتسلم علي فاسمع تسليمها فلما قدم سعد ابن ابي وقاص رضي الله عنه الى مكة وقد كف بصره جعل الناس يهرعون اليه ليدعو لهم فجعل يدعو لهم. قال عبدالله بن السائب فأتيته وانا غلام فتعرفت اليه فعرفني - 00:54:38
فقلت يا عم انت تدعو الناس فيشفعون فلو دعوت لنفسك لرد الله عليك بصرك فتبسم ثم قال يا بني قضاء الله احب الي من بصري آآ ثم قال الحادي والستون ان اعمال الجوارح - 00:54:55
تضاعف الى حد معلوم محسوب اعمال الجوارح تضاعف الى حد معلوم محسوب. واما اعمال القلوب فلا ينتهي تضعيفها. وذلك لان اعمال الجوارح لها حد تنتهي اليه عنده فيكون جزاؤها بحسب حدها واما اعمال القلوب فهي دائما متصلة وان توارى شهود العبد - 00:55:11
لها. مثاله ان المحبة والرضا حال المحب الراضي. لا تفارقه اصلا. وانت وراه حكمها فصاحبها في مزيد فنزيد المحب الراضي متصل بدوام هذه الحالة الحالي له فهو في مزيد ولو فترت جوارحه - 00:55:33
اه بل قد يكون مزيده في حال سكونه وفتوره اكثر من مزيد كثير من اهل النوافل بما لا نسبة بينهما. ويبلغ ذلك لصاحبه الى ان يكون مزيده في في حال نومه اكثر من مزيد كثير من اهل القيام واكله اكثر من مزيد كثير من اهل الصيام والجوع. فان انكرت هذا فتأمل مزيد - 00:55:50
يقصد بالمزيد الان ايش ايش المقصود من المزيد هم بالضبط يقصد المزيد اللي هو الحسنات لا الحسنات الحسنات والاجر فهو يقول يعني ان قد يكون انسان نائم وقاعد ويكون مزيده اكثر من المتحرك او القائم او - 00:56:10
يقول فان انكرت هذا فتأمل مزيدا نائم بالله وقيام غافل عن الله الله سبحانه انما ينظر الى القلوب والهمم والعزائم لا الى صور الاعمال. وقيمة العبد همته وارادته فمن لا يرضيه غير الله ولو اعطي الدنيا بحذافيرها له شأن ومن يرضيه ادنى - 00:56:36
ومن يرضيه ادنى حظ من حظوظها له شأن. وان كانت اعمالهما في الصورة واحدة وقد تكون اعمال الملتفت الى الحظوظ اكثر واشق. وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء واه والله ذو الفضل العظيم - 00:56:57
طيب اه ثم ذكر قضية هل للرضا حد ينتهي اليه في في مسألة لم اه لم يفسر فيها كثيرا وهي قضية آآ ايهما افضل؟ الذي يحب الموت شوقا لله ورغبة في لقائه او الذي يحب البقاء - 00:57:15
لاجل يعني الاستزادة من العمل الصالح وانه الثالث القول الثالث انه لا يحب الموت للغرض الاول ولا البقاء للغرض الثاني وانما انا احب الي احبه اليه يقول ذكر هذه الثلاثة اقوال ثم قال فتحاكموا الى بعض العارفين فقال صاحب الرضا افضلهم لانه اقلهم او اقلهم فضولا واقربهم الى السلام - 00:57:40
ولا ريب ان مقام الرضا فوق مقام الشوق والزهد في الدنيا. بقي النظر في مقامي الاخرين ايهما اعلى يعني الان هو يقول الثالث افظل الثالث افظل اه الان هو طبعا ما يتكلم عن حالة استثنائية مثلا في مثلا في اه متعلقة بالشهادة او يتكلم عن حالة عامة - 00:58:09
حالة الانسان في حياته هل يشتاق هل يفضل ان يموت لاجل لقاء الله سبحانه وتعالى او يفضل ان يبقى فهو يقول الثالث افظل اللي يقول احبه الي احبه الي هذا افظل تمام؟ لكن يقول خلينا نشوف الاثنين الباقين هذول مين الافضل منهم؟ اللي يفضل - 00:58:34
لا اول والثاني يقول ولا ريب ان مقام الرضا فوق مقام الشوق وزهرة الدنيا بقي النظر في مقامي الاخرين آآ ايهما اعلى؟ فرجحت طائفة مقام من احب الموت لانه في مقام الشوق الى الله - 00:58:51
الى لقاء الله ومحبة لقائه ومن احب لقاء الله احب الله لقاءه ورجحت طائفة مقام مريد البقاء لتنفيذ اوامر الرب تعالى. واحتجوا بان ان الاول محب لحظه من الله وهذا محب لمراد الله منه لم يشبع منه ولم يقض منه وترا - 00:59:05
قالوا وهذا حال موسى صلوات الله وسلامه عليه حين لطم وجه ملك الموت ففقأ عينه لا محبة للدنيا ولكن لينفذ اوامر ربه ومراضيه في الناس فكان قال انت عبده وانا عبده وانت في طاعته وانا في طاعته وتنفيذ اوامره. وحينئذ فنقول في الوجه الثاني والستين ان حال الراظي المسلم - 00:59:21
عليهما جميعا مع زيادة التسليم وترك الاختيار. فانه قد غاب من مراد ربه منه من احياءه واماتته عن مراده هو من هذين الامرين وكل محب فهو مشتاق الى لقاء حبيبه مؤثر لمراضيه. فقد اخذ بزمام كل من المقامين واتصف بالحالين. وقال احب ذلك - 00:59:41
اليه احب اليه لا اتمنى غير رضاه ولا اتخير عليه الا ما يحبه ويرضاه. وهذا القدر كاف في هذا اه الموضع طيب هذا يعني هذه خلينا نقول رحلة آآ من اثنتين وستين مرحلة - 01:00:01
ذكر اسباب وبواعث ومحركات الرضا عن الله سبحانه وتعالى اه في مسألة اطال فيها وهي قضية اه وهي قضية حكم المسألة حكم مسألة الناس وطبعا لكن احنا لانه ذكرناها سابقا فراح نتجاوزها مع انه هنا فصل فيها اكثر - 01:00:24
اه في صفحات طويلة وذكر الاحاديث كثيرة ومنها احاديث قبيصة الى اخره. لكن ساذكر مسألة انه الالحاح في الدعاء. هذي صفحة خمس مئة واربعة وستين يقول فهذا احد المعنيين في قوله ويقصد بقوله اللي هو الهروي - 01:00:48
ان من شرط الرضا ترك الالحاح في المسألة وهو ان يقل معنيين المعنيين واولاه واولاهما لانه قرنه بترك الخصومة مع الخلق فلا يخاصمهم في حقه ولا يطلب منه حقوقه. والمعنى الثاني انه لا يلح في الدعاء. ولا يبالغ فيه فان ذلك يقدح في رضاه - 01:01:05
وهذا يصح في وجه دون وجه يعني الان هو جالس يقول كلام الهروي يفسر كلام الهروي بعدين هو يعلق ابن القيم فيقول هذا اللي هو عدم الالحاح في الدعاء يصح في وجه دون وجه - 01:01:25
فيصح اذا كان الداعي يلح في الدعاء باغراضه وحظوظه العاجلة واما اذا الح على الله في سؤاله بما فيه رضاه والقرب منه فان ذلك لا يقدح في مقام الرضا اصلا وفي الاثر ان الله يحب الملحين في الدعاء - 01:01:38
طبعا في الاثر قال اما عن النبي صلى الله عليه وسلم فلا يثبت. وقال ابو بكر الصديق رضي الله عنه يوم بدر للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله قد الححت على ربك - 01:01:54
بعض مناشدتك لربك فهذا الالحاح اين العبودية وفي سنن ابن ماجة اه من لبس الاها يغضب عليه. فاذا كان سؤاله يرضيه لم يكن الالحاح فيه منافيا لرضاه. وحقيقة الرضا موافقته سبحانه - 01:02:04
في رضاه بل الذي ينافي الرضا هنا التفصيل بل الذي ينافي الرضا ان يلح عليه متحكما عليه متخيرا عليه ما لم يعلم هل ما لم يعلم هل يرضيه ام لا؟ كمن يلح على ربه في ولاية شخص او اغنائه او قضاء حاجته فهذا ينافي الرضا لانه ليس على يقين ان مرضاة الرب في ذلك - 01:02:19
فان قيل فقد يكون للعبد حاجة يباح له سؤاله اياها فيلح على ربه في طلبها حتى يفتح له من لذيذ مناجاته وسؤاله ذل بين يديه وتملكه والتوسل اليه باسمائه وصفاته وتوحيده وتفريق القلب له وعدم تعلقه في حاجته بغير ما لم يحصل له بدون الالحاح فهل يكره - 01:02:41
هذا الالحاح وان كان المطلوب حظا من حظوظه قيل ها هنا ثلاثة امور احدها ان يفنى بمطلوبه وحاجته عن مراده ورضاه ويجعل الرب تعالى وسيلة الى مطلوبه بحيث يكون اهم اليه منه فهذا ينافي كمال الرضا به وعنه - 01:03:01
الثاني ان يفتح على قلبه حال السؤال من معرفة او ان يفتح على قلبه حال السؤال من معرفة الله ومحبته والذل له والخضوع والتملق ما ينسيه حاجته ويكون ما فتح له من ذلك احب اليه من حاجته - 01:03:23
بحيث يحب ان تدوم له تلك الحال ويكون اثر عنده من حاجته وفرحه بها اعظم من فرحه بحاجته لو عجلت له آآ وفاته وذلك فهذا لا ينافي رضاه وقال بعض العارفين انه لتكون لي حاجة الى الله فاسأله اياها فيفتح علي من مناجاته ومعرفته والتذلل له والتملق بين يديه - 01:03:37
ما احب معه ان يؤخر عني قضائها وتدوم لي تلك الحال وفي اثر ان العبد ليدعو ربه عز وجل فيقول الله عز وجل لملائكته اقضوا حاجة عبدي واخروها فاني احب ان اسمع دعاءه ويدعوه اخر فيقول الله لملائكته - 01:04:00
يقضوا حاجته وعجلوها فاني اكره صوته آآ طيب ثم ذكر مجموعة من الاثار ثم قال واذا كان هذا محبة الرب تعالى للدعاء فلا ينافي الالحاح فيه الرضا. الثالث ان ينقطع طمعه من الخلق ويتعلق بربه في طلب حاجته وقد افرده بالطلب. ولا يلوي - 01:04:19
على ما وراء ذلك فهذا قد تنشأ له المصلحة من نفس الطلب وافراد الرب بالقصد والفرق بينه وبين الذي قبله ان ذلك قد فتح عليه ما هو احب اليه من حاجته فهو لا يبالي بفواتها بعد ظفره بما بما فتح عليه او بما فتح عليه وبالله التوفيق - 01:04:43
ان شاء الله تكون مقاماتها او الثلاث هذي حالات واضحة في الطلب الدنيوي طلب الانسان لحاجته والالحاح في ذلك والتفريق بين المقامات الثلاثة فيها اه طيب بهذا نكون قد انتهينا من اه - 01:05:01
اه مقام الرضا بقي قليل على انهاء المجلد فان شاء الله راح نكمل الان سريعا. احنا اخذنا بالضبط ساعة او خمس دقائق في كما يظهر في ساعة التسجيل فنكمل قليلا ربما عشر دقائق تصور هكذا ان شاء الله. اه فصل منزلة الشكر - 01:05:19
قال وفصل وآآ ومن منازلي اياك نعبد واياك نستعين منزلة الشكر وهي من اعلى المنازل وهي فوق منزلة الرضا وزيادة يعني انت الان للتو خارج من منزلة الرضا المنزلة الضخمة كل ما قال فيها يأتيك الان فيقول لك - 01:05:43
الرضا آآ منزلة الشكر فوق منزلة الرضا اه في الرضا مندرج في الشكر اللي يستحيل وجود الشكر بدونه وهو نصف الايمان كما تقدم والايمان نصفان نصفه شكر ونصف صبر وقد امر الله به ونهى عن ضده واثنى على اهله ووصف به خواص خلقه وجعله غاية خلقه وامره - 01:06:04
ووعد اهله باحسن جزائه وجعله سببا للمزيد من فضله وحارسا وحافظا لنعمته واخبر ان اهله هم المنتفعون باياته واشتق لهم اسما من اسمائه فانه سبحانه هو الشكور وهو يوصل الشاكر الى مشكوره بل يعيد الشكر - 01:06:27
اه مشكورا وهو غاية الرب من عبده واهله هم القليل من عباده. قال الله تعالى واشكروا نعمة الله عليكم واشكروا نعمة الله ان كنتم اياه تعبدون وقال واشكروا لي ولا تكفرون وقال عن خليله - 01:06:44
صلى الله عليه وسلم ان ابراهيم كان امة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين شاكرا لانعمه. وقال عن نوح عليه السلام انه كان عبدا شكورا. وقال تعالى والله واخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئا - 01:07:00
وجعلكم السمع والابصار والافئدة لعلكم تشكرون. وقال تعالى واعبدوه واشكروا له اليه ترجعون. وقال تعالى وسيجزي الله الشاكرين وقال تعالى واذ تأذن ربكم لئن شكرتم لازيدنكم ولئن كفرتم ان عذابي لشديد - 01:07:14
وقال تعالى ان في ذلك لايات لكل صبار شكور وسمى نفسه شاكرا وشكورا وسمى الشاكرين بهذين الاسمين. فاعطاهم من وصفه وسماهم باسمه وحسبك بهذا محبة للشاكرين وفضله واعادته للشاكر مشكورا كقوله ان هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورا - 01:07:31
ورضا الرب عن عبده به. كقوله وان تشكروا يرضى لكم وقلة اهله في العالمين تدل على انهم هم خواصه. كقوله وقليل من عبادي الشكور وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قام حتى تورمت قدماه فقيل له اتفعل هذا - 01:07:54
وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فقال افلا اكون عبدا شكورا وقال لمعاذ والله يا معاذ اني لاحبك فلا تنسى ان تقول في دبر كل صلاة اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك - 01:08:14
وفي المسند والترمذي من حديث ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو بها بهؤلاء الكلمات وهذي من الادعية النبوية الجامعة العظيمة وهو حديث صحيح النبي صلى الله عليه وسلم يقول النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو بهؤلاء يقول ابن عباس كان يدعو النبي صلى الله عليه وسلم بهؤلاء - 01:08:32
كلمات اللهم اعني ولا تعن علي وانصرني ولا تنصر علي وامكر لي ولا تمكر علي واهدني ويسر هداي ويسر الهدى الي وانصرني على من ما عليه. ربي اجعلني لك شكارا لك ذكارا لك رهابا لك مطاوعا لك مخبتا. اليك اواها منيبا رب تقبل توبتي واغسل حوبتي - 01:08:49
او حوبتي واجب دعوتي وثبت حجتي واهدي قلبي اسدد لساني واسلل سخيمة صدري من حديث روي باكثر من لفظ واكثر من رواية آآ قال ابن القيم رحمه الله واصل الشكر - 01:09:09
في وضع اللسان ظهور اثر الغذاء الغذاء في ابدان الحيوان ظهورا بينا لا يقال شكرت الدابة تشكر شكرا على وزن سمنة تسمن سمنا اذا ظهر عليها اثر العلف قال وكذلك حقيقته في العبودية - 01:09:25
وهو ظهور اثر نعمة الله على لسان عبده ثناء واعترافا وعلى قلبه شهودا ومحبة وعلى جوارحه انقيادا وطاعة. هذا هذي السطرين خلاصة تعريف منزلة الشكر او شرح منزلة الشكر اذان السطران - 01:09:45
يقول مرة اخرى حقيقته في العبودية يعني حقيقة الشكر هو ظهور اثر نعمة الله على لسان عبده ثناء واعترافا وعلى قلبه شهودا ومحبة وعلى جوارحه انقيادا وطاعة قال والشكر مبني على خمس قواعد خضوع الشاكر للمشكور وحبه له واعترافه بنعمته وثناؤه عليه بها والا يستعملها في - 01:10:03
فيما يكره فهذه الخمس هي اساس الشكر وبناؤه عليها. مرة اخرى خضوع الشاكر للمشكور له واعترافه بنعمته وثناؤه عليه بها والا يستعملها فيما يكره فهذه الخمس هي اساس الشكر وبناؤه عليها. فمتى عذب منها واحدة - 01:10:30
اختل من قواعد الشكر قاعدة وكل من تكلم في الشكر وحده فكلامه اليها يرجع وعليها يدور. طيب ثم انتقل او ننتقل الى اه خمسمية وتسعة وسبعين فصل وقد تكلم الناس في الفرق بين الحمد والشكر ايهما اعلى وافضل - 01:10:52
وفي الحديث الحمد رأس الشكر فمن لم يحمد الله لم يشكره ايضا في اسناده اه يعتبر اسنانه ضعيف قال والفرق بينهما ان الشكر اعم من جهة انواعه واسبابه هذا تحليل جميل - 01:11:15
ايش الفرق بين الحمد والشكر يقول لك الفرق بينهما ان الشكر اعم من جهة انواعه واسبابه واخص من جهة متعلقاته. والحمد اعم من جهة قالت واخص من جهة الاسباب كيف - 01:11:28
يقول معنى هذا ان الشكر يكون بالقلب خضوعا واستكانة وباللسان ثناء واعترافا وبالجوارح طاعة وانقيادا ومتعلقه النعم دون الاوصاف الذاتية فلا يقال شكرنا الله على حياته وسمعه وبصره وعلمه وهو المحمود عليها. كما هو محمود على احسانه وعدله. والشكر يكون على الاحسان والنعم - 01:11:44
فكل ما يتعلق به الشكر يتعلق به الحمد من غير عكس وكل ما يقع به الحمد يقع به الشكر من غير عكس فان الشكر يقع بالجوارح والحمد يقع بالقلب يعني - 01:12:06
الحمد اعم من الشكر من جهة والشكر اعم من الحمد من الجهة فمن جهة الادوات التي يتعبد الانسان بها فالشكر اعم ومن جهة ما يشكر وما يحمد فالحمد اعم. لان الحمد يتعلق حتى بغير النعم المتعدية - 01:12:18
المتعلقة بالانسان وانما حتى الحمد يتعلق حتى بالصفات الذاتية لعظمة الله وكماله سبحانه اه وتعالى ثم ننتقل الى اه خمس مئة واثنين وثمانين الثناء على المنعم. يقول الثناء على المنعم المتعلق بالنعمة نوعان عام وخاص فالعام وصفه بالجود والكرم والبر والاحسان وسعة العطاء ونحو ذلك. والخاص - 01:12:41
تحدث بنعمته والاخبار بوصولها اليها اليه من جهته. كما قال تعالى واما بنعمة ربك فحدث وفي هذا التحديث المأمور به قولان احدهما انه ذكر النعمة والاخبار بها وقوله انعم الله عليه بكذا وكذا. قال مقاتل يعني اشكر ما ذكر من النعم عليك في هذه السورة. من جبر اليتم من جبر اليتم - 01:13:06
من جبر اليتم والهدى بعد الضلال والاغناء بعد العيلة والتحدث بنعمة الله شكر اه كما في حديث جابر مرفوعا من صنع اليه معروف فليجز به فان لم يجد ما يجزي به فليثني فاذا اثنى عليه فقد شكره - 01:13:31
فذكر اقسام الخلق الثلاثة آآ شاكرا نعم المثني بها والجاحد لها والكاتم لها طيب والقول الثاني يعني القول الثاني في الاية في تفسير الاية واما بنعمة ربك فحدث. القول الاول انه اذكر هذه النعم - 01:13:50
اه التي ذكرت في في اه السورة وقد تعم يعني غيرها لانه نعمة ربك مضاف مكة المضافة يعني القول الثاني ان التحدث بالنعمة المأمور به في هذه الاية هو الدعوة الى الله وتبليغ الرسالة وتعليم الامة. قال مجاهدي النبوة - 01:14:07
وقال الزجاج اي بلغ ما ارسلت به وحدث بالنبوة التي اتاك الله اه وقال الكذبي هو القرآن امره ان يقرأه والصواب انه يعم النوعين اذ كل منهما نعمة مأمور بشكرها - 01:14:24
والتحدث بها واظهارها من واظهارها من شكرها ثم آآ سنتجاوز هذا الموضع الذي علق فيه ابن القيم على الهروي لما قال انه الشكر من سبل العامة وقال ابن القيم يا ليت الشيخ صان كتابه عن هذا التعليل اذ جعل نصف الاسلام والايمان من اضعف السبل. بل الشكر سبيل رسل الله وانبيائه واخذ يناقشه - 01:14:39
بنقاش طويل يعني في الصفحات التالية امم دعونا ننتقل بعد ذلك الى الفصل الاخير او المنزلة الاخيرة في هذا المجلد قال رحمه الله فاصنوا من منازل اياك نعبد واياك نستعين منزلة الحياة. قال الله تعالى الم يعلم بان الله يا رب - 01:15:04
وقال تعالى ان الله كان عليكم رقيبا. وقال تعالى يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور وفي الصحيح من حديث ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم مر برجل وهو يعظ اخاه في الحياء فقال دعه فان الحياء من الايمان - 01:15:29
وفيهما عمران بن حسين رضي الله عنهما رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحياء لا يأتي الا بخير وفيه معن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه انه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اشد حياء من العذراء في خدرها فاذا رأى شيئا يكرهه عرفناه - 01:15:46
في وجهه وفي الصحيح انه صلى الله عليه وسلم ان مما ادرك الناس من كلام النبوة الاولى اذا لم تستحي فاصنع ما شئت في هذا قولان قولان يعني في الامر انه اصنع ما شئت - 01:16:02
احدهما انه امر تهديد ومعناه الخبر اي ان من لم يستحي صنع ما شاء والثاني انه امر اباحة اي انظر الى الفعل الذي تريد ان تفعله فان كان مما لا يستحى - 01:16:14
ولو الاصح وهو قول الاكثرية طيب فصل والحياء من الحياة ومنه الحياة للمطر لكن هو مقصور وعلى حسب حياة القلب يكون فيه قوة خلق الحياة وقلة الحياء من موت القلب والروح. فكلما كان القلب احيا كان الحياء اتم - 01:16:24
ال الجنيد رحمه الله الحياء رؤية الالاء ورؤية التقصير. فيتولد بينهما حالة تسمى الحياء يا الله ايش الجمال هذا ال الجنيد الحياء رؤية الاعلى ورؤية التقصير. فيتولد بينهما حالة تسمى الحياة - 01:16:47
وحقيقته خلق يبعث على ترك القبائح ويمنع من التفريط في حق صاحب الحق ومن كلام بعض الحكماء احيوا الحياء بمجالسة من يستحيا منه يا سلام احيوا الحياة بمجالسة من يستحيا منه - 01:17:06
ترى هذا الكلام عميق جدا جدا يعني ترى احيانا الانسان ما يعيش الحياة تمام فيموت لكن احيوا الحياة بمجالسة من يستحيا منه. انت تلاحظ بعض الانسان بعض الناس دائما هو في حالة اه لعب ولا هو مرض فاذا جاء امام يعني شخصية كبيرة يمكن يستحي منها يتغير الشخص تقول اللهم ما شا الله ايش الادب اللي نازل عليك هذا - 01:17:25
هذا ولو كان بس هذا ترى بصيغة او باخرى فيه فيه صورة من الحياة ما لم يكن طبعا خوفا من العقوبة لكن في ناس لا يستحون من مثلا شيخ معين ولا عالم - 01:17:51
مربي ولا اب ولا فهو يقول احيوا الحياء بمجالسة من استحيا منه قال وعمارة القلب بالهيبة والحياء فاذا ذهب من القلب لم يبق فيه خير ارض النون الحياء وجود الهيبة في القلب مع وحشة آآ مع وحشة ما سبق منك الى ربك - 01:18:04
والحب ينطق والحياء يسكت والخوف والحب ينطق والحياء يسكت والخوف يقلق حب ينطق والحياء يسكت والخوف يقلق قال السرير ان الحياء والانس يطرقان القلب فان وجد فيه الزهد والورع والا رحلا - 01:18:22
طيب اه قال يحيى بن معاذ من استحيا من الله مطيعا استحيا الله منه وهو مذنب. وهذا الكلام يحتاج الى شرح معناه ان من غلب عليه خلق الحياء من الله تعالى حتى في حال - 01:18:46
فقلبه مطرق بين يديه طلاق مستح خجل فانه اذا واقع ذنبا استحى الله عز وجل من نظره اليه في تلك الحالة لكرامته عليه فيستحي ان يرى من وليه ومن يكرم عليه ما يشينه عنده في الشاهد شاهد بذلك - 01:18:57
ان الرجل الى اخر الكلام ثم آآ قال في الصفحة التالية واما حياء الرب من عبده فذاك نوع اخر لا تدركه الافهام ولا تكيفه العقول فانه حياء كرم وبر وجود وجلال. فانه تبارك وتعالى حيي من عبده اذا رفع اليه يديه ان يردهما صفرا ويستحي ان يعذب - 01:19:10
بتعشيبة شعبت في الاسلام وكان يحيى ابن معاذ يقول سبحان من يذنب عبده ويستحي هو وفي اثر يستحي من الله استحيا الله منه وقد قسم الحياء على عشرة او احياء جناية وحياء تقصير وحياء اجلال وحياء كرم وحياء حشمة وحياء استصخار للنفس واحتقار لها. وحياء محبة وحياء عبودية وحياء شرف وعزة وحياء - 01:19:31
المستحي من نفسه. فاما حياء الجناية فمنه حياء ادم لما فر هاربا في الجنة. قال الله تعالى افرارا مني يا ادم قال لا يا ربي بل بل فرار بل حياء حياء منك. وحياء التقصير كاحياء الملائكة الذين يسبحون الليل - 01:19:51
نهار لا يفطرون فاذا كانوا يوم القيامة قالوا سبحانك ما عبدناك حق عبادتك. وحياء الاجلال هو حياء المعرفة وعلى حسب معرفة العبد بربه يكون حياؤه منه. احياء الكرم كحياء النبي صلى الله عليه وسلم. من القوم الذين دعاهم الى وليمة زينب وطولوا الجلوس عنده فقام واستحيا ان يقول لهم - 01:20:07
واحياء الحشمة كحياة كحياء علي ابن ابي طالب رضي الله عنه يسأل الرسول صلى الله عليه وسلم عن المذي لمكان ابنته منه. وحياء الاستحقار واستصغار النفس كحياء العبد من ربه عز وجل - 01:20:23
حين يسأله حوائجه احتقار لشأن نفسه واستصغار لها وثم قال واما حياء المحبة فهو حياء المحب من محبوبه حتى انه اذا خطر على قلبه في غيبته هاج الحياء من قلبه واحس به في وجهه ولا يدري ما سببه - 01:20:34
وكذلك يعرض للمحب عند ملاقاته محبوبه آآ ومفاجأته له روعة شديدة ومنه قولهم جمال رائع وسبب هذا الحياء والروعة مما لا يعرفه اكثر الناس ولا ريب ان للمحبة سلطانا قاهرا للقلب اعظم من سلطان من يقهر البدن فاين من يقهر قلبك - 01:20:48
روحك الى من يقهر بدنك ولهذا تعجب الملوك وتعجبت الملوك والجبابرة من قهرهم للخلق ومن قهر المحبوب لهم وذلهم لهم فاذا فاجأ المحبوب محبه ورآه بغتة احس القلب بهجوم سلطانه عليه فاعتراه روعة وخوف - 01:21:10
وسألنا وسألنا يوما شيخ الاسلام ابن تيمية قدس الله رحمه عن هذه المسألة فذكرت انا هذا الجواب فتبسم ولم يقل شيئا آآ واما حياء العبودية فهو حياء ممتزج من محبة وخوف ومشاهدة عدم صلاح عبوديته لمعبوده وان قدره قدره اعلى واجل. منها فعبوديته له - 01:21:27
يجب استحياءه منه لا محالة واما حياء الشرف والعزة فحياء النفس العظيمة الكبيرة اذا صدر منها ما هو دون قدرها من بذل او عطاء واحسان فانه يستحيي مع بذله حياء حياء شرف نفس وعزة وهذا له سببان احدهما هذا والثاني استحياؤه من الاخذ حتى كانه هو الاخذ - 01:21:48
السائل حتى ان بعض اهل الكرم لا تطاع وحتى ان بعض اهل الكرم لا تطاوعه نفسه بمواجهته لمن يعطيه حياء منه وهذا يدخل في حياء التنوم لانه يستحي من خجلة الاخذ - 01:22:07
واما احياء المرء من نفسه فهو احياء النفوس الشريف العزيزة الرفيعة من رضاها لنفسها بالنقص وقناعتها بالدون. فيجد نفسه مستحية من نفسه حتى كأن له نفسين استحيي الاخرى وهذا اكمل ما يكون من الحياة فان العبد اذا استحيا من نفسه فهو بان يستحي من غيره - 01:22:22
اجدر طيب نكتفي بهذا القدر ونسأل الله سبحانه وتعالى نسأل الله سبحانه وتعالى ان يرزقنا الرضا والشكر والحياء صل اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 01:22:39