بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اه اللهم لا سهل الا ما جعلته سهلا ولا تجعل الحزن اذا شئت سهلا - 00:00:00
اه هذا المجلس السادس عشر من مجالس التعليق على كتاب مدارس السالكين. احنا توقفنا عند منزلة المروءة. وبعد المروءة هناك ثلاثة منازل او ثلاث منازل لن لن نقف عندها نظرا لان الموضوعات التي فيها نوعا ما تخصصية - 00:00:10
ليست من من جنس ما اه يعني من جنس ما نتحدث عنه في هذه الدروس. فسنتجاوز هذه الثلاثة اه او الثلاث منازل واه فقط في منزلة الارادة اللي هي المنزلة الثالثة فقط سنقف عند موضع واحد منهجي هكذا علق - 00:00:30
الامام ابن القيم عليه تعليقا جميلا نحتاج هو في صفحة مئة وثمانية وسبعين ثم ستكون آآ بدايتنا مع منزلة الادب في صفحة مئة وسبعة وثمانين تمام طيب توكلنا على الله - 00:00:48
نبدأ الان في فقط نبدأ في الجزء الذي علق عليه ابن القيم او الذي انتقيته بمنزلة الارادة صفحة مئة وثمانية وسبعين. كان قد ذكر رحمه الله اه خلافا بين بعض الطوائف - 00:01:06
انه مثلا اشار ابو القاسم الجنيدي الى ان المريد لله بصدق اذا اراد الله به خيرا اوقعه على طائفة الصوفية يهذبون اخلاقه والى اخره واما القراء ويدقونه بالعبادة. ذكر الخلاف بين قوله ثم علق تعليقا منهجيا. في منزلة الارادة صفحة مئة وثمانية وسبعين. علق التعليق المنهجيا فقال - 00:01:23
والبصير الصادق يضرب في كل غنيمة بسهم ويعاشر كل طائفة على احسن ما معها. ولا يتحيز الى طائفة وينأى عن الاخرى بالكلية الا يكون معها شيء من الحق. فهذه طريقة الصادقين - 00:01:42
ودعوى الجاهلية كامنة في النفوس سمع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض غزواته قائلا يقول يا للمهاجرين واخر يقول يا للانصار فقال ما بال دعوى الجاهلية وانا بين اظهركم - 00:01:58
هذا وهما اسمان شريفان هذا تنبيه مهم جدا واظن ذكروا قبل ذلك ابن تيمية آآ انه لاحظوا الرسول صلى الله عليه وسلم قال دعوة الجاهلية وهم ايش اعتزوا باية اسماء اعتزوا باسماء شرعية وليست باسماء اخترعوها هم. قال هذا - 00:02:11
هما اسمان شريفان سماهم الله بهما في كتابه فنهاهم عن ذلك وارشدهم الى ان يتداعوا بالمسلمين والمؤمنين وعباد الله وهي الدعوة الجامعة بخلاف المفرقة كالفلانية والفلانية فالله المستعان اه طبعا تسمية المهاجرين مهاجرين والانصار الانصار هذا ليس ليس فيه شيء بالعكس هذه تسمية شرعية. ولكن لما استعملت تلك الاسماء في امر فيه تفرقة - 00:02:29
سماها النبي صلى الله عليه وسلم دعوة الجاهلية طيب قال ابن القيم وقال صلى الله عليه وسلم لابي ذر انك امرؤ فيك جاهلية فقال على كبر السن مني يا رسول الله؟ قال نعم - 00:02:53
فمن يأمن القراء بعدك يا شهر؟ ولا يذوق العبد حلاوة الايمان وهذي الجملة ممكن تحفظ ولا يذوق العبد حلاوة الايمان وطعم الصدق واليقين حتى تخرج الجاهلية كلها من قلبه ووالله لو تحقق الناس في هذا الزمان ذلك من قلب رجل لرموه عن قوس واحدة وقالوا هذا مبتدع من دعاة البدع فالى الله المشتكى وهو المسؤول الصبر والثبات فلابد - 00:03:03
بد من لقائه وقد خاب من افترى وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون طيب هذا الموضع الذي اردت اخترته من منزلة الارادة وهو مهم حقيقة منهجيا بالنسبة لنا في قضية - 00:03:28
اه في قضية الخلافات بين الطوائف والاسماء وما الى ذلك طيب مئة وسبعة وثمانين منزلة الادب قال فصل ومن منازل اياك نعبد واياك نستعين منزلة الادب قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا قوا انفسكم واهليكم نارا وقودها الناس والحجارة. قال ابن عباس وغيرهم وغيره ادبوهم وعلموهم - 00:03:43
يعني تفسيرا لقوله سبحانه وتعالى قوا انفسكم واهليكم نارا ادبوهم وعلموهم وهذه اللفظة مؤذنة بالاجتماع فالادب اجتماع خصال الخير في العبد ومنه المأدبة وهي الطعام الذي يجتمع عليه الناس وعلم الادب هو علم اصلاح اللسان والخطاب واصابة مواقعه وتحسين الفاظه وصيانته عن الخطأ والخلل وهو - 00:04:06
وشعبة من الادب العام والله اعلم ثم قال وكعادته في المنازل الاخلاقية ينبه الى ان الادب ليس فقط مع الناس وفي التعامل مع الاخرين وانما اول الادب هو مع الله سبحانه وتعالى قال - 00:04:27
والادب ثلاثة انواع. ادب مع الله سبحانه وادب مع رسوله صلى الله عليه وسلم وشرعه وادب مع خلقه فالادب مع الله ثلاثة انواع احدها صيانة معاملته ان يشوبها بنقيصة والثاني صيانة قلبه ان يلتفت الى غيره والثالث صيانة ارادته ان تتعلق - 00:04:40
بما يمقتك عليهم الان سيعلق ابن القيم على مجموعة من الاداب التي آآ عملها الانبياء في هذا القسم الذي هو في الادب مع الله سبحانه وتعالى اه ننتقل الى صفحة مية واحد وتسعين قال - 00:04:58
وتأمل احوال الرسل صلوات الله وسلامه عليهم مع الله وخطابهم آآ وسؤالهم كيف تجدها كلها مشحونة بالادب قائمة عليه ثم هنا سيقف وقفة جميلة مع اه مم اه معك اه عيسى عليه السلام في ادبه مع الله سبحانه وتعالى في الخطاب المشهور - 00:05:12
اللي هي اه مم اانت قلت للناس اتخذوني امي الهين؟ قال سبحانك ما يكون لي ان اقول ما ليس لي بحق الى اخر الايات وفيها ان تعذبهم فانهم عبادك وان تغفر لهم فانك انت العزيز الحكيم ويتكلم عن - 00:05:36
حتى الادب في اختيار انك انت العزيز الحكيم وليس انك انت الغفور الرحيم. في هذا المقام. يقول قال المسيح عليه السلام ان كنت قلته فقد علمته. ولم يقل لم اقله - 00:05:49
وفرق بين الجوابين في حقيقة الادب ثم احال الامر على علمه سبحانه بالحال وسره فقال تعلم ما في نفسي ثم برأ نفسه عن علمه بغيب ربه وما يختص به سبحانه فقال ولا اعلم ما في نفسك - 00:06:01
ثم اثنى على ربه ووصفه بتفرده بعلم الغيوب كلها فقال انك انت علام الغيوب. ثم نفى ان يكون قال لهم غير ما امره ربه وهو محض التوحيد فقال ما قلت لهم الا ما امرتني به ان اعبدوا الله ربي - 00:06:14
وربكم ثم اخبر عن شهادته عليهم مدة مقامه فيهم وانه بعد وفاته لا اطلاع له عليهم. وان الله عز وجل وحده هو المنفرد بعد الوفاة بالاطلاع عليهم فقال وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت انت الرقيب عليهم - 00:06:30
ثم وصفه بان شهادته سبحانه فوق كل شهادة واعم فقال وانت على كل شيء شهيد. ثم قال ان تعذبهم فانهم عبادك وهذا من ابلغ الادب مع الله تعالى في مثل هذا المقام - 00:06:49
اي شأن السيد رحمة عبيده والاحسان اليهم. وهؤلاء عبيدك ليسوا عبيدا لغيرك. فاذا عذبتهم مع كونهم عبيدك آآ فمع كونهم عبيدك فلولا انهم عبيد سوء من ابخس العبيد واعتاهم على سيدهم وعصاهم له - 00:07:03
لم تعذبهم لان قربة العبودية تستدعي احسان السيد الى عبده ورحمته فلماذا يعذب ارحم الراحمين واجود الاجودين واعظم محسنين احسانا عبيده لولا فرط عتوهم واباؤهم عن طاعته وكمال استحقاقهم للعذاب - 00:07:22
ثم قال وان تغفر لهم فانك انت العزيز الحكيم ولم يقل الغفور الرحيم وهذا من ابلغ الادب مع الله تعالى فانه قاله في وقت غضب الرب عليهم والامر بهم الى النار - 00:07:41
فليس هو مقام استعطاف ولا شفاعة بل مقام براءة منهم فلو قال فانك انت الغفور الرحيم لاشعر باستعطافه ربه على اعدائه الذي قد اشتد غضبه عليهم في المقام مقام موافقة للرب في غضبه على من غضب الرب عليهم - 00:07:58
فعدل عن ذكر الصفتين اللتين يسأل بهما عطفه ورحمته ومغفرته الى ذكر العزة والحكمة المتضمنتين لكمال وكمال العلم. والمعنى ان غفرت لهم فمغفرتك تكون عن كمال القدرة والعلم. ليس عن عجز الانتقام منهم ولا عن خفائنا - 00:08:17
عليك بمقدار جرائمهم وهذا لان العبد قد يغفر آآ لغيره لعجزه من الانتقام لجهله بمقدار ساءته اليه. والكمال هو مغفرة القادر العالم وهو العزيز الحكيم. وكان ذكر هاتين الصفتين في - 00:08:37
في هذا المقام عين الادب في الخطاب طيب ثم قال وكذلك قول ابراهيم الخليل آآ صلى الله عليه وسلم الذي خلقني فهو يهدين والذي هو يطعمني ويسقين. واذا مرضت فهو يشفين. ولم يقل واذا امرضني حفظا - 00:08:53
مع الله مع انه المرض حصل بقدر الله وهو كله قال خلقني يطعمني يسقين يشفين الا المرض لم يستعمل وهو الذي يمرظني قال واذا مرضت فهو يشفين فقط ادب ادبا في في نسبة الاشياء او الامور الى الله سبحانه وتعالى - 00:09:15
وكذلك قول الخضر عليه السلام في السفينة فاردت ان اعيبها ولم يقل فاراد ربك ان اعيبها وقال في الغلام فقال في الغلامين فاراد ربك ان يبلغ اشدهما مع انه كلها كل ما فعله الخضر لم يكن - 00:09:34
من من جهته يعني قالوا ما فعلت عن امري وكذلك قول مؤمني الجن وانا لا ندري اشر اريد بمن في الارض ام اراد بهم ربهم رشدا. ولم يقولوا اراده ربهم - 00:09:53
ثم قالوا ام اراد بهم ربهم رشدا؟ يعني لم يقولوا وانا لا ندري اشر اراد ربهم بهم لا قالوا اريد بمن في الارض ولما جاؤوا للخير قالوا ام اراد بهم ربهم رشدا. والطف من هذا قول موسى عليه السلام ربي اني لما انزلت الي من خير فقير - 00:10:04
ولم يقل اطعمني. وقول ادم عليه السلام ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين. ولم يقل ربي قدرت علي وقضيت علي وقول ايوب عليه السلام مسني الضر وانت ارحم الراحمين ولم يقل فعافني واشفني. وقول يوسف لابيه واخوته وهنا حقيقة - 00:10:23
اه الامر العجيب يعني وان كان هو انتقل هنا الى الى فتوة يوسف في اخلاقه مع اخوانه قال ولم يقل اه اخرجني من الجب يعني يقول وقد احسن به اذا اخرجني من السجن ولم يقل اخرجني من الجب حفظا للادب مع اخوته - 00:10:42
وتفتيا عليهم الا يخجلهم بما جرى في الجب وقال وجاء بكم من البدو ولم يقل رفع عنكم الجهد جهد الجوع والحاجة ادبا معهم واضاف ما جرى الى السبب ولم يضفه الى المباشر الذي هو اقرب اليه منه فقال من بعد ان نزغ الشيطان بيني وبين اخوتي - 00:11:03
فاعطى الفتوة والكرم والادب حقه. ولهذا لم يكن كمال هذا الخلق الا للرسل والانبياء صلوات الله وسلامه عليهم ومن هذا امر النبي صلى الله عليه وسلم الرجل ان يستر عورته. هذا الان في الادب مع الله - 00:11:20
اه وان كان خاليا لا يراه احد ادبا مع الله على حسب القرب منه وتعظيمه واجلاله وشدة الحياء منه ومعرفة وقاره مم وقال بعضهم الزم الادب ظاهرا وباطنا فما اساء احد الادب في الظاهر الا عوقب ظاهرا وما اساء احد الباطن الادب باطلا الا عوقب باطنا - 00:11:35
وقال عبد الله بن مبارك رحمه الله من تهاون بالادب عوقب بحرمان السنن من تهاون بالادب عوقب بحرمان السنن ومن تهاون بالسنن عوقب بحرمان الفرائض ومن تهاون بالفرائض عوقب بحرمان المعرفة - 00:11:55
وقيل الادب في العمل علامة قبول العمل وحقيقة الادب استعمال الخلق الجميل. ولهذا كان الادب استخراج ما في الطبيعة من الكمال من القوة الى الفعل قلنا القوة يعني اشبه بمعنى القابلية - 00:12:11
فان الله سبحانه وتعالى هيأ الانسان لقبوله الكمال بما اعطاهم الاهلية والاستعداد التي جعلها فيه كامنة كالنار في الزناد فالهمه ومكنها ومكنه وعرفه وارشده وارسل اليه رسله وانزل اليه كتبه لاستخراج - 00:12:27
تلك القوة التي اهله بها لكماله الى الفعل اه لاستخراج تلك القوة التي اهله بها لكماله الى الفعل. قال الله تعالى ونفسي وما سواها فالهمها فجورها وتقواها قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها - 00:12:41
فعبر عن خلق النفس بالتسوية والدلالة على الاعتدال والتمام. ثم اخبر عن قبولها الفجور والتقوى للفجور والتقوى وان ذلك نالها منه امتحانا واختبارا ثم خص بالفلاح من زكاها فنماها وعلاها ورفعها بادابه التي ادب بها رسله وانبياؤه - 00:13:05
وهي التقوى ثم حكى بالشقاء على من دساها فاخفاها وحقرها وصغرها وقمعها بالفجور والله سبحانه وتعالى اعلم ثم اخذ يعلق على ايضا ادب النبي صلى الله عليه وسلم اه مع ربي سبحانه وتعالى في التعليق على قوله سبحانه وتعالى - 00:13:22
ما زاغ البصر وما طغى وان هناك تفسير للاية انه هذا يعني انه انه هذا من باب الادب انه قال وكانهم نظروا الى قول من قال من اهل التفسير ان هذا وصف لادبه صلى الله عليه وسلم في ذلك المقام. اذ لم يلتفت جانبا ولا تجاوز ما رآه وهذا كمال الادب. والاخلال به ان يلتفت - 00:13:42
الناظر عن يمينه وعن شماله او يتطلع امام المنظور. فالالتفات زيغ والتطلع الى ما امام المنظور طغيان ومجاوزة فكمال اقبال الناظر على المنظور ان لا ينصرف بصره عنه يمنة ولا يسرى ولا يتجاوزه. هذا معنى ما حصلته عن شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله - 00:14:04
طيب اه ثم اخذ يعلق على ما كذب الفؤاد وما رأى وما يتعلق بذلك طيب ثم قال فصل والادب هو الدين كله فان ستر العورة من الادب والوضوء وغسل الجنابة من الادب والتطهر من الخبث من الادب حتى يقف بين يدي الله طاهرا - 00:14:22
ولهذا كانوا يستحبون ان يتجمل الرجل في صلاته للوقوف بين يدي ربه. وسمعت شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله يقول امر الله بقدر زائد على ستر العورة في الصلاة. وهو اخذ الزينة. فقال تعالى خذوا زينتكم عند كل مسجد - 00:14:44
فعلق الامر باخذ الزينة لا بستر العورة. ايذانا بان العبد ينبغي له ان يلبس ازين ثيابه واجملها في الصلاة. وكان لبعض السلف حل بمبلغ عظيم من المال وكان يلبسها وقت الصلاة ويقول ربي احق من تجملت له في صلاتي - 00:15:01
ومعلوم ان الله سبحانه وتعالى يحب ان يرى اثر نعمته على عبده لا سيما اذا وقف بين يديه فاحسن ما وقف بين يديه بملابسه ونعمته التي البسه اياها ظاهرا وباطنا - 00:15:15
ومن الادب ولا يزال يعني في الادب مع الله سبحانه وتعالى. قال نهي النبي صلى الله عليه وسلم المصلي ان يرفع بصره الى السماء سمعتوا شيخ الاسلام ابن تيمية قدس الله روحه ويقول هذا من كمال ادب الصلاة ان يقف العبد بين يدي ربه مطرقا. خافضا طرفه الى الارض ولا يرفع - 00:15:27
بصره الى فوق قال والجهمية لما لم يفهموا هذا الادب ولا عرفوه ظنوا ان هذا دليل ان الله ليس فوق سماواته على عرشه كما اخبر به عن نفسه واتفقت عليه رسله - 00:15:48
وجميع اهل السنة قال وهذا من جهلهم. بل هذا دليل لمن عقل عن الرسول صلى الله عليه وسلم على نقيض قولهم اذ من الادب مع الملوك ان الواقف بين ايديهم يطرق الى الارض ولا - 00:15:59
يرفع بصره اليهم فما الظن بملك الملوك سبحانه وسمعته يقول اه في نهيه صلى الله عليه وسلم عن قراءة القرآن في الركوع والسجود ان القرآن هو اشرف الكلام وهو كلام الله. وحالة الركوع والسجود حالة ذل - 00:16:09
انخفاض من العبد فمن الادب مع كلام الله ان لا يقرأ في هاتين الحالتين ويكون حال القيام والانتصاب اولى به يكون حال القيام والانتصاب اولى به ومن الادب مع الله ان لا يستقبل بيته ولا يستدبره عند قضاء الحاجة كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ابي ايوب وسلمان وابي هريرة وغيرهم رضي الله تعالى عنهم - 00:16:22
ومن الادب مع الله في الوقوف بين يديه في الصلاة وضع اليمنى على اليسرى حال قيام القراءة ففي الموطأ لمالك عن سهل بن سعد انه من السنة هذا في البخاري ايضا - 00:16:43
وكان الناس يؤمرون به ولا ريب انه من ادب الوقوف بين يدي الملوك والعظماء فعظيم العظماء احق به ومنها السكون في الصلاة وهو الدوام الذي قال الله تعالى فيه الذين هم على صلاتهم دائمون - 00:16:54
قال عبدالله بن مبارك عن ابن الهيئة حدثني يزيد ابن ابي حبيب ان ابا الخير اخبره قال سألنا عقبة بن عامر او سألنا عقبة ابن عامر عن قوله تعالى الذين هم على صلاتهم دائمون. اهم الذين يصلون دائما؟ قال لا - 00:17:09
ولكنه اذا صلى لم يلتفت عن يمينه ولا عن شماله ولا خلفه قلت هما امران الدوام عليها والمداومة عليها فهذا الدوام اللي هو اللي قاله عقبة بن عامر. واما المداومة اول مداومة في قوله تعالى والذين هم على صلوات على صلاتهم يحافظون - 00:17:23
او صلواتهم يحافظون. وفسر الدوام بسكون الاطراف آآ او فسر الدوام يمسكون الاطراف والطمأنينة ثم قال اه وادبه في استماع القراءة ان يلقي السمع وهو شهيد وادبه في الركوع ان يستوي ويعظم الله تعالى حتى لا يكون في قلبه شيء اعظم منه - 00:17:41
ويتضاءل ويتصاغر في نفسه حتى يكون اقل من الهباء والمقصود ان الادب مع الله تبارك وتعالى وهو القيام بدينه والتأدب بادابه ظاهرا وباطنا. ولا يستقيم لاحد قط الادب مع الله - 00:18:01
ولا يستقيم لاحد قط الادب مع الله الا بثلاثة اشياء معرفته باسمائه وصفاته ومعرفته بدينه وشرعه وما يحب وما يكره ونفس مستعدة قابلة لينة متهيئة لقول الحق علما وعملا وحالا والله المستعان - 00:18:16
هذا العام كله النوع الاول من الادب اللي هو الادب مع الله سبحانه وتعالى ثم يقول فصلا واما الادب مع الرسول صلى الله عليه وسلم فالقرآن مملوء به فرأس الادب معه كمال التسليم له - 00:18:35
والانقياد لامره وتلقي خبره بالقبول والتصديق دون ان يحمله معارضة خيال باطل يسميه معقولا او يحمله شبهة او شك او او يحمله لكن او شك او يقدم عليه اراء الرجال وزبالات اذهانهم فيوحده فيوحده بالتحكيم والتسليم. والانقياد والاذعان كما وحد المرسل سبحانه - 00:18:46
العبادة والخضوع والذل والانابة والتوكل ثم قال فهما توحيدان لا نجاة للعبد من عذاب الله لعبدي من عذاب الله الا بهما توحيد المرسل وتوحيد متابعة الرسول فلا الى غيره ولا يرضى بحكم غيره ولا يقف ولا يقف تنفيذ امره - 00:19:08
او يوقف تنفيذ امره وتصديق خبره على عرضه على قول شيخه وامامه وذوي مذهبه وطائفته ومن يعظمه. فان اذنوا له نفذه وقبل خبره والا فان طلب السلامة آآ اعرض او او والا فان طلب السلامة اعرض عن امره وخبره وفوضه اليهم والا حرفه عن مواضعه وسمى تحريفه تأويلا وحملا فقال - 00:19:30
ونحمله فلأن يلقى العبد ربه بكل ذنب على الاطلاق ما خلا الشرك بالله خير له من ان يلقاه بهذه الحال ثم قال ومن الادب مع الرسول صلى الله عليه وسلم الا يتقدم بين يديه بامر ولا نهي ولا اذن ولا تصرف - 00:19:52
حتى يأمر هو وينهى ويأذن كما قال تعالى يا ايها الذين امنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله وهذا باق الى يوم القيامة ولم ينسخ والتقدم بين يدي سنته بعد وفاته كالتقدم بين يديه في حياته - 00:20:13
مرة اخرى فالتقدم بين يدي سنته بعد وفاته كالتقدم بين يديه في حياته. وهذا ايضا من النصوص التي يمكن ان تحفظ في تفسير طيب ولا فرق بينهما عند ذي عقل سليم - 00:20:31
لا تقدم بين يدي الله ورسوله قال مجاهد رحمه الله لا تفتاتوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء حتى يقضيه الله على لسانه وقال الضحاك لا تقضوا امرا دون رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:20:45
وقال ابو عبيدة تقول العرب لا تقدموا بين لا تقدم بين يدي الامام وبين يدي الاب اي لا تعجل بين لا تعجلوا بالامر والنهي دونه. وقال غيره لا تأمروا حتى يأمر ولا تنهوا حتى ينهى - 00:20:56
ومن الادب معه الا ترفع الا ترفع الاصوات فوق صوته فانه سبب لحبوط الاعمال فما الظن برفع الاراء ونتائج الافكار على سنته وما جاء به. اترى ذلك موجبا لقبول الاعمال ورفع الصوت فوق صوته موجب - 00:21:11
لحبوطها ومن الادب معه الا يجعل دعاؤه كدعاء غيره قال تعالى لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا وفيه قولان للمفسرين اي احدهما انكم لا تدعونه باسمه طبعا الدعاء المقصود به النداء هنا الذين كانوا في وقت النبي صلى الله عليه وسلم حين يقولون يا محمد - 00:21:31
فالله سبحانه وتعالى قال لهم لا تنادوا الرسول صلى الله عليه وسلم كما تنادون بعضكم بعضا. يعني من الادب معهم احدها انكم لا تدعونه باسمه كما يدعو بعضكم بعضا بل قولوا يا رسول الله يا نبي الله فعلى هذا المصدر مضاف الى المفعول اي دعاؤكم الرسول - 00:21:53
والثاني ان المعنى لا تجعلوا دعاءه لكم بمنزلة دعاء بعضكم بعضا. التفسير الثاني انه بالعكس انه الرسول صلى الله عليه وسلم اذا ناداكم لا تجعلوا نداء اني لا تجعلوا نداءه لكم كنداء - 00:22:09
داء غيره لكم فيعني تترددوا او تتأخروا او شيء لا اجعلوا دعاء نداءه لكم شيئا خاصا قال الثاني ان المعنى لا تجعل دعاؤه لكم بمنزلة دعاء بعضكم بعضا ان شاء اجاب وان شاء ترك. بل اذا دعاكم لم يكن لكم بد من اجابته ولن يسعكم التخلف عنها البت - 00:22:19
فعلى هذا المصدر مظاف انه للفاعل اي دعاؤه اياكم ومن الادب معه صلى الله عليه وسلم انه اذا كانوا معه على امر جامع من خطبة او جهاد او رباط لم يذهب احد منهم مذهبا في حاجته - 00:22:36
حتى يستأذنه كما قال تعالى انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله واذا كانوا معه على امر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه. فاذا كان هذا مذهبا مقيدا بحاجة عارظة لم يوسع لهم فيه الا باذنه - 00:22:49
يعني ذهابهم ذاك المحدد من ذاك المكان الذي كانوا ينزلون فيه لم يأذن لهم ان ينصرفوا منه الا باذنه. فكيف بمذهب مطلق في تفاصيل الدين اصوله وفروعه ودقيقه وجليله هل يشرع الذهاب اليه بدون استئذانه؟ فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون - 00:23:08
ومن الادب معه الا يستشكل قوله بل تستشكل الاراء لقوله ولا يعارض نصه بقياس بل تهدر الاقيس وتلقى لنصوصه ولا يحرف كلامه عن حقيقته لخيال يسميه اصحابه معقولا؟ نعم هو مجهول وعن الصواب معزول ولا يوقف قبول ما جاء به صلى الله عليه وسلم على موافقة احد فكل هذا - 00:23:27
من قلة الادب مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو عين الجرأة ثم ينتقل الان الى المعنى الثالث وهو الادب فيما بين الناس او فيما في المخلوقات بين بعضهم. يقول واما الادب مع الخلق فهم معاملتهم - 00:23:50
عن اختلاف مراتبهم بما يليق بهم فلكل مرتبة ادب فلكل مرتبة ادب والمراتب فيها ادب خاص فمع الوالدين ادب خاص وللاب منهما ادب هو اخص به ومع العالم ادب اخر ومع السلطان ادب يليق به ولهم على اقرانه ادب يليق بهم. ومع الاجانب ادب غير ادبه مع اصحابه ذوي انسه. ومع الضيف ادب غير - 00:24:04
وادبه مع اهل بيته ولكل حال ادب الاكل اداب وللشرب اداب وللركوب والدخول والخروج والسفر والاقامة والنوم اداب وللبول اداب وللكلام اداب بالسكوت والاستماع ادب وادب المرء عنوان سعادته وفلاحه - 00:24:29
وقلة ادبه عنوان شقاوته وبواره فما استجلب خير الدنيا والاخرة بمثل الادب ولا استجلب حرمانها بمثل قلة الادب. وهذا ايضا نص يحفظ فما استجلب خير الدنيا والاخرة بمثل الادب ولا استجلب حرمانها بمثل قلة الادب - 00:24:47
هادي احسن من احسن من عبارات بعض المدرسين اللي يقولوها الطلاب في قلة الادب مين بيجي يقول له يحذر يا اخي هذي جملة ممتازة وجميلة يقول فانظر الى الادب مع الوالدين كيف نجى صاحبه من حبس الغار حين اطبقت عليهم الصخرة - 00:25:09
والاخلال به مع الام تأويلا واقبالا على الصلاة كيف امتحن صاحبه بهدم صومعته وضرب الناس له ورميه بالفاحش وتأمل احوال كل شقي ومغتر ومدبر كيف تجد قلة الادب هي التي ساقته للحرمان وانظر قلة ادب عوف مع خالد كيف حرمه السلب بعد ان برد بيديه وانظر ادب الصديق - 00:25:25
الله عنهم عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة ان يتقدم بين يديه فقال ما كان ينبغي لابن ابي قحافة ان يتقدم بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف - 00:25:42
اورثه يعني هذا الادب كيف اورثه مقامه والامامة بالامة بعده فكان ذلك التأخر الى خلفه وقد اومى اليه ان اثبت ان اثبت مكانك جمزا وسعيا الى قدام بكل خطوة الى وراء مراحل الى قدام تنقطع فيها اعناق المطيء - 00:25:55
والله اعلم. يعني التقاطة التقاط عظيمة. طبعا هي القصة مشهورة وحديث صحيح انه اه اه الرسول صلى الله عليه وسلم انه او ابو بكر الصديق كان يصلي بالصحابة لموقف اظن تأخر النبي صلى الله عليه وسلم او شيء - 00:26:15
اثناء الصلاة حضر النبي صلى الله عليه وسلم فانتبه ابو بكر الصديق ان النبي صلى الله عليه وسلم جاء بصف في الصف خلف ابي بكر الصديق فاراد ان يرجع ابو بكر الصديق فاشار اليه النبي صلى الله عليه وسلم بيده ان اثبت مكانك - 00:26:31
جيد فابو بكر الصديق رجع هذا حديث صحيح رجع حتى بعد اشارة النبي صلى الله عليه وسلم رجع فتقدم النبي صلى الله عليه وسلم فلما انتهى من الصلاة قال النبي صلى الله عليه وسلم ابو بكر ما منعك ان تثبت اذ امرتك - 00:26:47
فقال ابو بكر الصديق ما كان لابن ابي قحافة ان يتقدم بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم. بعدين لاحظوا ما استعمل ما قال ما كان لابي بكر اتى بلفظ بوصف له حتى غير المشهور اللي فيه نوع من من يعني من التقليل من شأنه - 00:27:02
قال انا انا ابن ابي قحافة انا اتقدم بين يديك رسول الله اصلي بك ما كان لابن ابي قحافة ان يتقدم بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم. فابن القيم يلتقط المشهد يقول هذي الخطوات اللي رجع فيها ابو بكر الصديق الى الخلف حتى يتقدم النبي صلى الله عليه وسلم - 00:27:24
كل خطوة منها كان يرجع فيها الى الخلف قدمته مراحل الى قدام تنقطع فيها اعناق المطير يعني يعني يقول كل خطوة منها كانت هي عبارة عن تقدم كبير كبير كبير لا يمكن ادراكه - 00:27:42
اه او يصعب اللحاق به. التقاطة جميلة حقيقة طيب اه ننتقل بعد ذلك الى المنزلة التانية قال فصل ومن منازل اياك نعبد واياك نستعين منزلة اليقين وهو من الايمان بمنزلة الروح من الجسد وبه تفاضل العارفون وفيه تنافس المتنافسون واليه شمر العاملون. وعمل القوم انما - 00:28:00
عليه واشاراتهم كلها اليه واذا تزوج الصبر باليقين ولد بينهما حصول الامامة في الدين. قال الله تعالى وبقوله يهتدي المهتدون وجعلنا منه هم ائمة يهدون بامرنا لما صبروا وكانوا باياتنا يوقنون - 00:28:25
وخص سبحانه اهل اليقين بالانتفاع بالايات والبراهين فقال وهو اصدق القائلين وفي الارض ايات للموقنين وخص اهل اليقين بالهدى والفلاح من بين العالمين او العالمين فقال والذين يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك وبالاخرة هم يوقنون اولئك على هدى من ربهم واولئك - 00:28:40
هم المفلحون. واخبر عن اهل النار بانهم لم يكونوا من اهل اليقين. فقال تعالى واذا قيل ان وعد الله حق والساعة لا ريب فيها قلتم ما ندري ما الساعة ان نظن الا ظنا وما نحن بمستيقنين - 00:29:05
الان ابن القيم ايش عمل وهو يستعرض هذه الايات النظائر لكن ليس فقط النظائر هكذا وانما الفكرة وهي من كما قلت من اعظم اه الطرق في تفسير القرآن والتعامل مع القرآن ان يأتي الانسان - 00:29:20
باللفظة اللفظة القرآنية ان يأتي بها في مواردها من القرآن الكريم او في مواضعها من القرآن الكريم ثم يقسم هذه المواضع يعني مثلا هكذا اليقين اين ورد في القرآن؟ ثم يبدأ يقسم يقول مثلا ثلاثة مواضع ورد فيها اليقين - 00:29:37
والله تدل على ان الموقنين يستفيدون من الايات والعبر. هذا اذا وجه من وجوه آآ اليقين في القرآن وهكذا طبعا هنا لم يستقصي ولكن هذا يعني هذه اشارة وهو يفعل ذلك وهي من افضل الطرق لفهم القرآن - 00:29:58
خالف اليقين روح اعمال القلوب التي هي ارواح اعمال الجوارح وهو حقيقة الصديقية وهو قطب هذا الشأن الذي عليه مداره ثم قال واليقين قرين التوكل ولهذا فسر التوكل بقوة اليقين - 00:30:16
والصواب ان التوكل ثمرته ونتيجته ولهذا حسن اقتران الهدى به قال الله تعالى فتوكل على الله انك على الحق المبين فالحق هو اليقين وقالت رسل الله وما لنا الا نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا - 00:30:33
ومتى وصل اليقين الى القلب امتلأ نورا واشراقا وانتفى عنه كل ريب وشك وسخط وهم وغم فامتلأ محبة لله وخوفا منه رضا به وشكرا له وتوكلا عليه وانابة اليه فهو مادة جميع المقامات والحامل لها - 00:30:50
آآ ثم آآ تكلم في بعض القضايا المتعلقة هل اليقين كسبي او لا ثم قضية المكاشفة مم هناك نص ربما آآ نقرأه في صفحة ميتين وخمسة وعشرين قال وقال بعضهم رأيت الجنة والنار حقيقة - 00:31:07
قيل له وكيف قال رأيتهما بعيني رسول الله صلى الله عليه وسلم ورؤيتي لهما بعينيه اثر عندي من رؤيتي لهما بعيني فان بصري قد يطغى ويزيغ بخلاف بصره صلى الله عليه وسلم - 00:31:34
طيب في ميتين وتسعة وعشرين تتكلم عن الفرق بين علم اليقين وعين اليقين وحق اليقين وآآ هذا سبق مر معنا في مدارج السالكين فلن نكرره مع انه تكرار العلم مفيد يعني ولكن اختصارا - 00:31:47
اه ثم المنزلة التالية منزلة الانس بالله قال ومن منازلي اياك نعبد واياك نستعين. منزلة الانس بالله. قال صاحب المنازل رحمه الله وهو روح القرب ولهذا صدر منزلته بقوله واذا سألك عبادي عني فاني قريب - 00:32:06
اجيب دعوة الداعي اذا دعان. فاستحضار القلب هذا البر والاحسان واللطف يوجب قربه من الرب سبحانه وتعالى وقربه منه يوجب له الانس والانس ثمرة الطاعة والمحبة فكل مطيع مستأنس وكل عاص مستوحش - 00:32:25
كما قيل فان كنت قد اوحشتك الذنوب فدعها اذا شئت واستأنسي والقرب يوجب الانسى والهيبة والمحبة قال صاحب المنازل وهو على ثلاث درجات الدرجة الاولى الانس بالشواهد وهو استحلاء الذكر والتغذي بالسماع والوقوف على الاشارات - 00:32:44
طبعا نتكلم هنا عن قضية الشواهد انا المصطلحات يعني خلنا نقول المتعلقة او الخاصة بالتصوف غالبا يتجاوزها اه معنا مهم حقيقي الانسان يعرف بعضها لكن بعضها مرت معنا وبعضها قد تقطع سياق التركيز على الجانب الذي نريد التركيز عليه وهو الجانب - 00:33:08
آآ تزكوي مع انه بعض الامور المنهجية والملاحظات نقف عندها طيب اه هو ركز في هذا المقام على كلمة كلمة الهروي والتغذي بالسماع تغذي بالسماع ابن القيم رحمه الله يرى انه قضية السماع قضية مهمة جدا جدا في تغذية القلب - 00:33:28
ان قضية السماع مهمة جدا في تغذية القلب وهو وهو اتباعا ايضا لمن قبله ابن تيمية رحمه الله اشار الى هذا المعنى اه اه في تفضيل حاسة السمع والبصر على بقية الحواس - 00:33:56
في تفضيلها من جهة تأثيرها على القلب يعني يقول الانسان له خمس حواس ليست آآ كل هذه الحواس على درجة واحدة في ارتباطها القلب وحتى في من جهة الافادة المعرفية التي التي تحدث عن طريق هذي طبعا نحن نعرف مصادر المعرفة العقل والخبر والحس والحس - 00:34:10
متفاوت في افادة المعرفة وهو متفاوت ايضا في افادة القلب فهنا يقول اه ومراد صاحب المنازل في صفحة ميتين وخمسة وثلاثين. الشاهد الاول الذي يأنس به المريض وهو الحامل له على استحلاء الذكر طلبا لظفره بحصول المذكور. فهو يستأنس بالذكر طلبا لاستئناس - 00:34:30
المذكور ويتغذى بالسماع كما يتغذى الجسم بالطعام والشراب. فان كان محبا صادقا طالبا لله عاملا على مرضاته كان غذاؤه بالسماع القرآني الذي كان غذاء سادات العارفين من هذه الامة وبرها قلوبا واصحها احوالا وهم الصحابة رضي الله عنهم. واذا كان منحرفا فاسد الحال ملبوسا عليه - 00:34:52
مغرورا مخدوعا كان غذاؤه بالسماع الشيطاني الذي هو قرآن الشيطان المشتولة المشتمل على محاب النفوس ولذاتها وحظوظها واصحابه ابعد الخلق من الله واغلبهم عنه حجابا وان كثرت اشارتهم اليهم وهذا السماع القرآني سماع اهل المعرفة بالله والاستقامة على الصراط المستقيم - 00:35:12
ويحصل للاذهان الصافية منه معان واشارات ومعارف وعلوم تتغذى بها القلوب المشرقة بنور الانس يعني هو يشير الى معنى انه ترى الانسان قد يفتح عليه من المعاني والالتقاطات التقاطات الافكار والخواطر والواردات - 00:35:31
التي تحدث له عند سماع القرآن ما يعني يعتبره من من جنة الدنيا والفتح الذي فتح عليه. والذي يصعب التعبير عنه وهذا يعني يعبر تجد ان كثير من الصالحين يعبرون عن هذا المعنى - 00:35:51
اه لذلك هو يقول هنا اه وربما فاض هذا هذا يقول فيجد بها ولها لذة روحانية يصل نعيمها الى القلوب الى الارواح وربما فاض حتى وصل الى الاجسام. فيجد من اللذة ما لم يعهدوا مثله من اللذات الحسية. ما لم يعهد مثله من اللذات الحسية - 00:36:07
وللتغذي بالسماع سر لطيف نذكره للطف موضعه وهو الذي اوقع كثيرا من السالكين في اثار سماع الابيات لما رأى فيه من غذاء القلب قوته ونعيمه فلو جئته بالف اية والف خبر لما اعطاك شطرا من اصغائه وكان ذلك عندهم اعظم من الظواهر التي يعارض بها الفلاسفة وارباب الكلام - 00:36:27
اعلم ان الله عز وجل جعل للقلوب نوعية من الغذاء نوعا من الطعام والشراب الحسي والثاني غذاء روحاني معنوي خارجا عن الطعام والشراب من السرور والفرح والابتهاج واللذة والعلوم والمعارف وبهذا الغذاء كان سماويا علويا وبالغذاء - 00:36:45
ترك كان ارضيا سفليا وقوامه بهذين الغذائين وله ارتباط بكل واحد من الحواس الخمس وغذاء يصل اليه منها فله ارتباط بحاسة اللمس ويصل اليه منها غذاء وكذلك حاسة الشم وكذلك الى اخره ثم قال - 00:37:00
ووصول الغذاء منهما يعني وصول الغذاء الروحي الى القلب من السمع والبصر اقوى من سائر الحواس وانفعاله عند عنهما اشد من انفعاله عن غيرهما ولهذا تجد في القرآن اقترانه بهما - 00:37:15
اكثر من اقترانه بغيرهما بل لا يكاد يقرن الا بهما او باحدهما. يعني يقول الله سبحانه وتعالى في القرآن يقرن بين القلب والسمع والبصر يذكر الفؤاد او القلب ويذكر معه السمع والبصر في كأنه ابن القيم يقول في اشارة الى تأثير السمع والبصر على القلب - 00:37:32
قال الله تعالى والله اخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والابصار والافئدة لعلكم تشكرون. وقال تعالى ولقد مكناهم فيما ان مكناكم فيه وجعلنا سمعوا وابصارا وافئدة - 00:37:51
وقال تعالى ولقد درانا لجهنم كثيرا من الجن والانس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم اعين لا يبصرون بها ولهم اذان لا يسمعون بها وقال تعالى في صفة الكفار صم بكم عمي فهم لا يعقلون - 00:38:04
وقال تعالى افلم يسيروا في الارض فتكون لهم قلوب يعقلون بها او اذان يسمعون بها فانا لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور وهذا كثير جدا في القرآن لان تأثره بما يراه ويسمعه اعظم من تأثره بما يلمسه ويذوقه ويشمه - 00:38:16
ولان هذه الثلاثة هي طرق العلم وهي السمع والبصر والعقل و تعلق القلب بالسمع وارتباطه به اشد من تعلقه بالبصر وارتباطه به ولهذا يتأثر بما يسمعه من الملذوذات اعظم مما يتأثر بما يراه من المستحسنات وكذلك في المكروهات سماعا ورؤيا - 00:38:32
ولهذا كان الصحيح من القولين ان حاسة السمع افضل من حاسة البصر لشدة تعلقها بالقلب وعظم حاجته اليها وتوقف كماله عليها وصول العلوم اليه بها وتوقف الهدى على سلامتها ورجح الطائفة حاسة البصر لكمال مدركها - 00:38:51
وامتناع الكذب فيه وزوال الريب والشك به ولانه عين اليقين وغاية مدرك حاسة السمع واليقين وعين اليقين افضل لان في معاينة يعني. قال اعينوا اليقين افضل واكمل من علم اليقين ولانها متعلقة رؤية وجه الرب عز وجل في في دار النعيم ولا شيء اعلى واجل من هذا التعلق - 00:39:11
وحكم شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله بين الطائفتين طبعا انا يستوقفني في مثل هذه الاشياء ليس ايش رجح ولا ايش حكم انا يستوقفني انه اصلا دخل في مثل هذه القضايا - 00:39:29
يعني يعني مقدار التنوع اللي كان عندهم مقدار الاهتمامات التي كانت لديهم انه تخيل يجيك الطالب يتكلم عن نقاش طويل حصل انه اية اية اكثر تأثيرا السمع ولا البصر والنقاش ويدخل ابن تيمية ويحكم بين الخلاف بين الطائفتين في امور كثيرة قد لا تكون من محل الاهتمام - 00:39:40
اه اليوم في كثير من المقامات او في كثير من من الدروس وهذه هذا التنوع حقيقة تنوع جدا مهم والحاجة اليه كبيرة. وتذكرون يعني احنا وقفنا من نفس هذه الوقفة امس - 00:40:01
كان في واحد من الاشياء اللي اللي كان يسألني ابن تيمية نسيت ايش كان وبرضو قبل ايام كان في مثل هذا. قال وحكم شيخ الاسلام ابن تيمية بين الطائفتين حكما حسنا فقال - 00:40:15
المدرك بحاسة السمع اعم واشمل. والمدرك بحاسة البصر اتم واكمل فللسمع العموم والشمول والاحاطة بالموجود والمعدوم والحاضر والغائب والحسي والمعنوي. وللبصر التمام والكمال يعني اه خلاصة حكم ابن تيمية انه - 00:40:26
ترى الاشياء التي تدرك عن طريق السمع اكثر بكثير من الاشياء التي تدرك عن طريق البصر فمثلا اخبار الامم السابقة الاصل انها انها تكون عن طريق السماع يعني النقل وآآ حتى اخبار الغيب آآ التي تأتي عن طريق الخبر الشيء المتعلق بالخبر بالاساس هو السمع - 00:40:45
واما البصر فهو اكمل من حيث التمام. تمام اللي هو يعني انه ما يدرك عن طريق البصر فهو اكثر تماما بحكم انه حاسد البصر تعطي الصورة وما الى ذلك قال واذا عرف هذا فهذه الحواس الخمس لها اشباح وارواح وارواح وارواحها حظ القليل القلوب - 00:41:07
حظ القلب ونصيبه منها. فمن الناس من ليس لقلبه منها نصيب الا كنصيب الحيوانات الحيوانات البهيمية منها فهو بمنزلتها وبينه وبينها اول درجة انسانية. ولهذا شبه الله سبحانه اولئك بالانعام بل جعلهم اضل. فقال تعالى ام تحسب ان - 00:41:26
ترى هم يسمعون او يعقلون انهم الا كالانعام بل هم اضل سبيلا هذا التقاط من الاية رهيب جدا يعني هم ترى يسمعون القرآن ولكن ترى انت الان اذا قرأت القرآن على بهيمة ترى هي تسمع صوت بس. لكن ما تفهم الايات - 00:41:46
ترى سماعهم مقدار استفادتهم من القرآن نفس هذا انهم الا كالانعام بل هم اظن. ام تحسبون ان اكثرهم يسمعون وياكلون تراهم هذا السماع ما ما هو يعني لم يقابلوه باي شيء يستحق ان يسموا وسمعوا - 00:42:07
هذا الكلام لاجله. قال ولهذا نفى الله عن الكفار السمع والبصر والعقول اما لعدم انتفاعهم بها فنزلت منزلة المعدوم واما لان النفي توجه الى اسماء قلوبهم وابصارها وادراكها ولهذا يظهر لهم ذلك عند انكشاف حقائق الامور كقول اصحاب السعير لو كنا نسمع او نعقل ما كنا في اصحاب السعير - 00:42:22
ومنه في احد التأويلين قوله تعالى وتراهم ينظرون اليك وهم لا يبصرون فانهم كانوا ينظرون الى صورة النبي صلى الله عليه وسلم بالحواس الظاهرة ولا يبصرون صورة نبوته ومعناها بالحاسة الباطنة التي هي بصر القلب - 00:42:45
والقول الثاني ان الضمير عائد الى الاصنام ثم فيه قولان احدهما نوع التشبيه اي كأنهم ينظرون اليك ولا ابصارهم يرونك بها والثاني المراد به المقابلة تقول العرب داري تنظر دارك اي تقابله - 00:42:57
وكذلك السمع ثابت لهم وبه قامت الحجة عليهم ومنتف عنهم وهو سمع القلب فانهم كانوا يسمعون القرآن من حيث السمع الحسي المشترك كالغنم التي لا تسمع الا نعيق الراعي بها دعاء ونداء ولم يسمعوه بالروح الحقيقي الذي هو روح حاسة - 00:43:08
التي هي حظ القلب فلو سمعوه من هذه الجهة لحصلت لهم الحياة الطيبة التي منشأها من السماع المتصل اثره المتصل اثره بالقلب ولا زال عنهم الصمم والبكم ولا انقذوا نفوسهم من السعير بمفارقة من عدم السمع والعقل - 00:43:23
قال فلما كان تعلق السمع الظاهر الحسي بالقلب اشد. والمسافة بين والمسافة والمسافة بينهما اقرب من المسافة بين البصر بينه ولذلك يؤدي اثار ما يتعلق بالسمع الظاهر الى القلب اسرع مما يؤدي اليه اثار البصر الظاهر. ولهذا ربما غشي على الانسان اذا سمع كلاما يسره - 00:43:42
او يسوءه او صوتا لذيذا طيبا مطربا مناسبا ولا يكاد يحصل له ذلك من رؤية الاشياء المستحسنة ببصر الظاهر وقد يكون هذا المسموع شديد التأثير في القلب ولا يشعر به صاحبه لاشتغاله به. ولمباينة ظاهره لباطنه ذلك الوقت. فاذا حصل له نوع تجرد ورياضة ظهرت قوة - 00:44:03
التأثير والتعثر فكلما تجردت الروح والقلب وانقطعتا عن علائق البدن كان حظهما من ذلك السماع اوفى وتأثرهما به اقوى. فان كان المسموع معنى شريفا بصوت لذيذ حصل للقلب حظه ونصيبه من ادراك المعنى. وابتهج به اتم - 00:44:21
على حسب ادراكه له شوف لاحظوا هو يتكلم بمنزلة الانس وللروح حظها ونصيبها من لذة الصوت ونغمته وحسنه فابتهجت به فتتضاعف اللذة ويتم الابتهاج ويحصل الارتياح حتى ربما فاض على البدء - 00:44:43
والجوارح والجليس وهذا لا يحصل على الكمال في هذا العالم ولا يحصل الا عند سماع كلام الله فاذا تجردت الروح وكانت مستعدة وباشر القلب روح المعنى واقبل بكليته على المسموع فالقى السمع وهو شهيد وساعد - 00:44:58
له طيب صوت القارئ كاد القلب يفارق هذا العالم ويعالج عالما اخر ويجد له لذة وحلاوة لا يعهدها في شيء غيره البتة وذلك رقيقة من حال اهل الجنة في الجنة. فيا له من غلاء ما اصلحه وما انفعه - 00:45:15
وحرام على قلب قد تربى على غذاء السماع الشيطاني ان يجد شيئا من ذلك في سماع القرآن بل ان حصل له نوع لذة فهو من قبل الصوت المشترك لا من قبل المعنى الخاص - 00:45:35
وليس في نعيم اهل الجنة اعلى من رؤيتهم وجه الله ومحبوبهم سبحانه وتعالى عيانا وسماع كلامه منهم. ثم قال وهذا السماع الروحاني تبع لحقيقة القلب ومادته منه فالاتحاد به يظن به السامع انه ادرك ذلك المعنى لا لا محالة من الصوت من الصوت الخارجي وسبب ذلك اتحاد السمع بالقلب - 00:45:49
واكمل السماع سماع من يسمع بالله ما هو مسموع من الله وهو كلامه وهو سماع المحبين المحبوبين كما في الحديث الصحيح في صحيح البخاري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه تبارك وتعالى - 00:46:11
وفيه فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به والقلب يتأثر بالسماع بحسب ما فيه من المحبة فاذا امتلأ من محبة الله سمع كلام محبوبه اي بمصاحبته وحضوره في قلبه فله من - 00:46:23
سماعي هذا شأن ولغيره شأن اخر. والله اعلم مم طيب احد يعلق على قضية الاشارات مم تعليقا على قول الهروي بعد ما طبعا لا زال الكلام في السماء ثم يقول فهذا ما يتعلق بقوله ان من الانس بالشواهد التغذي بالسماع - 00:46:38
ثم اخذ يعلق على قوله والوقوف على الاشارات. طبعا ايضا الاشارات هي مصطلح من مصطلحات التصوف لكن اعجبني ذكر المواقف اه اللي هي الاشارات الصحيحة. يعني في اشارات غير صحيحة وفي اشارات صحيحة - 00:47:03
يقول اشارات هي المعاني التي تشير الى الحقيقة من بعد ومن وراء حجاب يعني الاشارات ليست هي الدليل المباشر وانما فيه ايماء وهي تارة تكون من مسموع وتارة تكون من مرئي وتارة تكون من معقول وتارة تكون من الحواس كلها. فالاشارات من جنس الادلة والاعلام وسببها صفاء يحصل - 00:47:17
جمعية فينطف به الحس والدهن فيستيقظ لادراك امور لطيفة لا يكتشف حس غيره وفهمه عن ادراكها وسمعت شيخ الاسلام ابن تيمية قدس الله روحه ويقول الصحيح منها ما يدل عليه اللفظ باشارته من باب قياس الاولى - 00:47:44
ثم سيذكر الان مجموعة من الاشارات الصحيحة اللي هي اللي هي خل نقول استدلال بالنص القرآني او النبوي على شيء على معنى اخر لم يأت النص بذكره ولكن يستدل به من باب الاشارة وتحديدا من باب قياس الاولى انه من باب انه اولى. يعني اذا كان النص يذكر هذا المعنى - 00:48:00
بالصراحة فبالاشارة يفيد هذا المعنى اللي هو من باب اولى واخذ يذكر الان ابن القيم امثلة يقول المثال الاول آآ لا يمسه الا المطهرون ابن القيم يقول الصحيح انه هذه الاية المراد بها الصحف التي بايدي الملائكة يعني لا يمسه الا المطهرون ليس المصحف - 00:48:23
وانما الصحف التي بايدي الملائكة او يعني اللوح المحفوظ اه لماذا؟ طبعا هو يذكر وجوه كثيرة. اولا قال اه انه انه وصفه بانه مكنون. والمكنون المستور عن العيون وهذا انما هو في الصحف التي بايدي الملائكة - 00:48:42
ومنها انه قال لا يمسه الا المطهرون وهم الملائكة ولو اراد المتوضئين لقال لا يمسه الا المتطهرون كما قال تعالى ان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين. ومنها ان هذا اخبار ولو كان نهي لقال لا يمسسه بالجزم - 00:49:00
ومنها ان هذا رد على من قال ان الشياطين ان الشيطان جاء بهذا القرآن. فاخبر تعالى انه في كتاب مكنون لا تناله الشياطين ولا وصول ولا وصول لها اليه ومنها ان هذا نظير الاية التي في سورة عبس فمن شاء ذكره في صحف مكرمة مرفوعة مطهرة بايدي سفرة كرام بررة. قال مالك في موطئه - 00:49:15
احسن ما سمعت في تفسير قوله لا يمسه الا المطهرون انها مثل هذه الاية انها مثل هذه الاية التي في سورة عبسة الى اخره. عموما هذا القول الراجح انه لا يمسه الا المطهرون هذا ليس في المصحف. ولكن - 00:49:36
ولكن يقول سمعت شيخ الاسلام ابن تيمية يقول لكن تدل الاية باشارتها على انه لا يمس المصحف الا طاهر لانه اذا كانت تلك الصحف لا يمسها الا المطهرون لكرامتها على الله فهذه الصحف اولى الا يمسها الا طاهر - 00:49:50
وسمعته يقول هذا الان نص اخر برضه فيه استدلال في الاشارة. وسمعته يقول في قول النبي صلى الله عليه وسلم وحقيقة اطربتني هذه الاستدلالات الباقية. يقول لا تدخل الملائكة بيتا - 00:50:12
فيه كلب ولا صورة. اذا كانت الملائكة المخلوقون لا يمنعها الكلب والصورة عن دخول البيت فكيف تلج معرفة الله ومحبته وحلاوة ذكره والانس بقربه في قلب ممتلئ بكلاب الشهوات وصورها - 00:50:22
فهذا من اشارة اللفظ الصحيح ومن هذا ان طهارة الثوب الطاهر والبدن اذا كانت شرطا في صحة الصلاة والاعتداد بها فاذا اخل بها كانت فاسدة فكيف اذا كان القلب نجس ولم يطأ ولم يطهره صاحبه - 00:50:41
فكيف يعتد له بصلاته وان وان اسقطت القضاء وهل طهارة الظاهر الا تكميل لطهارة الباطن ومن هذا ايضا ومن الاشارات الصحيحة ان استقبال القبلة في الصلاة شرط لصحتها وهي بيت الرب - 00:50:58
فتوجه فتوجه المصلي اليها ببدنه وقال به شرط فكيف تصح صلاة من لم يتوجه بقلبه الى رب القبلة والبدن بل وجه بدنه الى البيت ووجه قلبه الى غير رب البيت. وامثال ذلك من الاشارات الصحيحة التي لا تنال الا بصفاء الباطن - 00:51:14
وصحة البصيرة وحسن التأمل والله اعلم طيب نكتفي بهذا القدر والله تعالى اعلم وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:51:36
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اه اللهم لا سهل الا ما جعلته سهلا ولا تجعل الحزن اذا شئت سهلا - 00:00:00
اه هذا المجلس السادس عشر من مجالس التعليق على كتاب مدارس السالكين. احنا توقفنا عند منزلة المروءة. وبعد المروءة هناك ثلاثة منازل او ثلاث منازل لن لن نقف عندها نظرا لان الموضوعات التي فيها نوعا ما تخصصية - 00:00:10
ليست من من جنس ما اه يعني من جنس ما نتحدث عنه في هذه الدروس. فسنتجاوز هذه الثلاثة اه او الثلاث منازل واه فقط في منزلة الارادة اللي هي المنزلة الثالثة فقط سنقف عند موضع واحد منهجي هكذا علق - 00:00:30
الامام ابن القيم عليه تعليقا جميلا نحتاج هو في صفحة مئة وثمانية وسبعين ثم ستكون آآ بدايتنا مع منزلة الادب في صفحة مئة وسبعة وثمانين تمام طيب توكلنا على الله - 00:00:48
نبدأ الان في فقط نبدأ في الجزء الذي علق عليه ابن القيم او الذي انتقيته بمنزلة الارادة صفحة مئة وثمانية وسبعين. كان قد ذكر رحمه الله اه خلافا بين بعض الطوائف - 00:01:06
انه مثلا اشار ابو القاسم الجنيدي الى ان المريد لله بصدق اذا اراد الله به خيرا اوقعه على طائفة الصوفية يهذبون اخلاقه والى اخره واما القراء ويدقونه بالعبادة. ذكر الخلاف بين قوله ثم علق تعليقا منهجيا. في منزلة الارادة صفحة مئة وثمانية وسبعين. علق التعليق المنهجيا فقال - 00:01:23
والبصير الصادق يضرب في كل غنيمة بسهم ويعاشر كل طائفة على احسن ما معها. ولا يتحيز الى طائفة وينأى عن الاخرى بالكلية الا يكون معها شيء من الحق. فهذه طريقة الصادقين - 00:01:42
ودعوى الجاهلية كامنة في النفوس سمع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض غزواته قائلا يقول يا للمهاجرين واخر يقول يا للانصار فقال ما بال دعوى الجاهلية وانا بين اظهركم - 00:01:58
هذا وهما اسمان شريفان هذا تنبيه مهم جدا واظن ذكروا قبل ذلك ابن تيمية آآ انه لاحظوا الرسول صلى الله عليه وسلم قال دعوة الجاهلية وهم ايش اعتزوا باية اسماء اعتزوا باسماء شرعية وليست باسماء اخترعوها هم. قال هذا - 00:02:11
هما اسمان شريفان سماهم الله بهما في كتابه فنهاهم عن ذلك وارشدهم الى ان يتداعوا بالمسلمين والمؤمنين وعباد الله وهي الدعوة الجامعة بخلاف المفرقة كالفلانية والفلانية فالله المستعان اه طبعا تسمية المهاجرين مهاجرين والانصار الانصار هذا ليس ليس فيه شيء بالعكس هذه تسمية شرعية. ولكن لما استعملت تلك الاسماء في امر فيه تفرقة - 00:02:29
سماها النبي صلى الله عليه وسلم دعوة الجاهلية طيب قال ابن القيم وقال صلى الله عليه وسلم لابي ذر انك امرؤ فيك جاهلية فقال على كبر السن مني يا رسول الله؟ قال نعم - 00:02:53
فمن يأمن القراء بعدك يا شهر؟ ولا يذوق العبد حلاوة الايمان وهذي الجملة ممكن تحفظ ولا يذوق العبد حلاوة الايمان وطعم الصدق واليقين حتى تخرج الجاهلية كلها من قلبه ووالله لو تحقق الناس في هذا الزمان ذلك من قلب رجل لرموه عن قوس واحدة وقالوا هذا مبتدع من دعاة البدع فالى الله المشتكى وهو المسؤول الصبر والثبات فلابد - 00:03:03
بد من لقائه وقد خاب من افترى وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون طيب هذا الموضع الذي اردت اخترته من منزلة الارادة وهو مهم حقيقة منهجيا بالنسبة لنا في قضية - 00:03:28
اه في قضية الخلافات بين الطوائف والاسماء وما الى ذلك طيب مئة وسبعة وثمانين منزلة الادب قال فصل ومن منازل اياك نعبد واياك نستعين منزلة الادب قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا قوا انفسكم واهليكم نارا وقودها الناس والحجارة. قال ابن عباس وغيرهم وغيره ادبوهم وعلموهم - 00:03:43
يعني تفسيرا لقوله سبحانه وتعالى قوا انفسكم واهليكم نارا ادبوهم وعلموهم وهذه اللفظة مؤذنة بالاجتماع فالادب اجتماع خصال الخير في العبد ومنه المأدبة وهي الطعام الذي يجتمع عليه الناس وعلم الادب هو علم اصلاح اللسان والخطاب واصابة مواقعه وتحسين الفاظه وصيانته عن الخطأ والخلل وهو - 00:04:06
وشعبة من الادب العام والله اعلم ثم قال وكعادته في المنازل الاخلاقية ينبه الى ان الادب ليس فقط مع الناس وفي التعامل مع الاخرين وانما اول الادب هو مع الله سبحانه وتعالى قال - 00:04:27
والادب ثلاثة انواع. ادب مع الله سبحانه وادب مع رسوله صلى الله عليه وسلم وشرعه وادب مع خلقه فالادب مع الله ثلاثة انواع احدها صيانة معاملته ان يشوبها بنقيصة والثاني صيانة قلبه ان يلتفت الى غيره والثالث صيانة ارادته ان تتعلق - 00:04:40
بما يمقتك عليهم الان سيعلق ابن القيم على مجموعة من الاداب التي آآ عملها الانبياء في هذا القسم الذي هو في الادب مع الله سبحانه وتعالى اه ننتقل الى صفحة مية واحد وتسعين قال - 00:04:58
وتأمل احوال الرسل صلوات الله وسلامه عليهم مع الله وخطابهم آآ وسؤالهم كيف تجدها كلها مشحونة بالادب قائمة عليه ثم هنا سيقف وقفة جميلة مع اه مم اه معك اه عيسى عليه السلام في ادبه مع الله سبحانه وتعالى في الخطاب المشهور - 00:05:12
اللي هي اه مم اانت قلت للناس اتخذوني امي الهين؟ قال سبحانك ما يكون لي ان اقول ما ليس لي بحق الى اخر الايات وفيها ان تعذبهم فانهم عبادك وان تغفر لهم فانك انت العزيز الحكيم ويتكلم عن - 00:05:36
حتى الادب في اختيار انك انت العزيز الحكيم وليس انك انت الغفور الرحيم. في هذا المقام. يقول قال المسيح عليه السلام ان كنت قلته فقد علمته. ولم يقل لم اقله - 00:05:49
وفرق بين الجوابين في حقيقة الادب ثم احال الامر على علمه سبحانه بالحال وسره فقال تعلم ما في نفسي ثم برأ نفسه عن علمه بغيب ربه وما يختص به سبحانه فقال ولا اعلم ما في نفسك - 00:06:01
ثم اثنى على ربه ووصفه بتفرده بعلم الغيوب كلها فقال انك انت علام الغيوب. ثم نفى ان يكون قال لهم غير ما امره ربه وهو محض التوحيد فقال ما قلت لهم الا ما امرتني به ان اعبدوا الله ربي - 00:06:14
وربكم ثم اخبر عن شهادته عليهم مدة مقامه فيهم وانه بعد وفاته لا اطلاع له عليهم. وان الله عز وجل وحده هو المنفرد بعد الوفاة بالاطلاع عليهم فقال وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت انت الرقيب عليهم - 00:06:30
ثم وصفه بان شهادته سبحانه فوق كل شهادة واعم فقال وانت على كل شيء شهيد. ثم قال ان تعذبهم فانهم عبادك وهذا من ابلغ الادب مع الله تعالى في مثل هذا المقام - 00:06:49
اي شأن السيد رحمة عبيده والاحسان اليهم. وهؤلاء عبيدك ليسوا عبيدا لغيرك. فاذا عذبتهم مع كونهم عبيدك آآ فمع كونهم عبيدك فلولا انهم عبيد سوء من ابخس العبيد واعتاهم على سيدهم وعصاهم له - 00:07:03
لم تعذبهم لان قربة العبودية تستدعي احسان السيد الى عبده ورحمته فلماذا يعذب ارحم الراحمين واجود الاجودين واعظم محسنين احسانا عبيده لولا فرط عتوهم واباؤهم عن طاعته وكمال استحقاقهم للعذاب - 00:07:22
ثم قال وان تغفر لهم فانك انت العزيز الحكيم ولم يقل الغفور الرحيم وهذا من ابلغ الادب مع الله تعالى فانه قاله في وقت غضب الرب عليهم والامر بهم الى النار - 00:07:41
فليس هو مقام استعطاف ولا شفاعة بل مقام براءة منهم فلو قال فانك انت الغفور الرحيم لاشعر باستعطافه ربه على اعدائه الذي قد اشتد غضبه عليهم في المقام مقام موافقة للرب في غضبه على من غضب الرب عليهم - 00:07:58
فعدل عن ذكر الصفتين اللتين يسأل بهما عطفه ورحمته ومغفرته الى ذكر العزة والحكمة المتضمنتين لكمال وكمال العلم. والمعنى ان غفرت لهم فمغفرتك تكون عن كمال القدرة والعلم. ليس عن عجز الانتقام منهم ولا عن خفائنا - 00:08:17
عليك بمقدار جرائمهم وهذا لان العبد قد يغفر آآ لغيره لعجزه من الانتقام لجهله بمقدار ساءته اليه. والكمال هو مغفرة القادر العالم وهو العزيز الحكيم. وكان ذكر هاتين الصفتين في - 00:08:37
في هذا المقام عين الادب في الخطاب طيب ثم قال وكذلك قول ابراهيم الخليل آآ صلى الله عليه وسلم الذي خلقني فهو يهدين والذي هو يطعمني ويسقين. واذا مرضت فهو يشفين. ولم يقل واذا امرضني حفظا - 00:08:53
مع الله مع انه المرض حصل بقدر الله وهو كله قال خلقني يطعمني يسقين يشفين الا المرض لم يستعمل وهو الذي يمرظني قال واذا مرضت فهو يشفين فقط ادب ادبا في في نسبة الاشياء او الامور الى الله سبحانه وتعالى - 00:09:15
وكذلك قول الخضر عليه السلام في السفينة فاردت ان اعيبها ولم يقل فاراد ربك ان اعيبها وقال في الغلام فقال في الغلامين فاراد ربك ان يبلغ اشدهما مع انه كلها كل ما فعله الخضر لم يكن - 00:09:34
من من جهته يعني قالوا ما فعلت عن امري وكذلك قول مؤمني الجن وانا لا ندري اشر اريد بمن في الارض ام اراد بهم ربهم رشدا. ولم يقولوا اراده ربهم - 00:09:53
ثم قالوا ام اراد بهم ربهم رشدا؟ يعني لم يقولوا وانا لا ندري اشر اراد ربهم بهم لا قالوا اريد بمن في الارض ولما جاؤوا للخير قالوا ام اراد بهم ربهم رشدا. والطف من هذا قول موسى عليه السلام ربي اني لما انزلت الي من خير فقير - 00:10:04
ولم يقل اطعمني. وقول ادم عليه السلام ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين. ولم يقل ربي قدرت علي وقضيت علي وقول ايوب عليه السلام مسني الضر وانت ارحم الراحمين ولم يقل فعافني واشفني. وقول يوسف لابيه واخوته وهنا حقيقة - 00:10:23
اه الامر العجيب يعني وان كان هو انتقل هنا الى الى فتوة يوسف في اخلاقه مع اخوانه قال ولم يقل اه اخرجني من الجب يعني يقول وقد احسن به اذا اخرجني من السجن ولم يقل اخرجني من الجب حفظا للادب مع اخوته - 00:10:42
وتفتيا عليهم الا يخجلهم بما جرى في الجب وقال وجاء بكم من البدو ولم يقل رفع عنكم الجهد جهد الجوع والحاجة ادبا معهم واضاف ما جرى الى السبب ولم يضفه الى المباشر الذي هو اقرب اليه منه فقال من بعد ان نزغ الشيطان بيني وبين اخوتي - 00:11:03
فاعطى الفتوة والكرم والادب حقه. ولهذا لم يكن كمال هذا الخلق الا للرسل والانبياء صلوات الله وسلامه عليهم ومن هذا امر النبي صلى الله عليه وسلم الرجل ان يستر عورته. هذا الان في الادب مع الله - 00:11:20
اه وان كان خاليا لا يراه احد ادبا مع الله على حسب القرب منه وتعظيمه واجلاله وشدة الحياء منه ومعرفة وقاره مم وقال بعضهم الزم الادب ظاهرا وباطنا فما اساء احد الادب في الظاهر الا عوقب ظاهرا وما اساء احد الباطن الادب باطلا الا عوقب باطنا - 00:11:35
وقال عبد الله بن مبارك رحمه الله من تهاون بالادب عوقب بحرمان السنن من تهاون بالادب عوقب بحرمان السنن ومن تهاون بالسنن عوقب بحرمان الفرائض ومن تهاون بالفرائض عوقب بحرمان المعرفة - 00:11:55
وقيل الادب في العمل علامة قبول العمل وحقيقة الادب استعمال الخلق الجميل. ولهذا كان الادب استخراج ما في الطبيعة من الكمال من القوة الى الفعل قلنا القوة يعني اشبه بمعنى القابلية - 00:12:11
فان الله سبحانه وتعالى هيأ الانسان لقبوله الكمال بما اعطاهم الاهلية والاستعداد التي جعلها فيه كامنة كالنار في الزناد فالهمه ومكنها ومكنه وعرفه وارشده وارسل اليه رسله وانزل اليه كتبه لاستخراج - 00:12:27
تلك القوة التي اهله بها لكماله الى الفعل اه لاستخراج تلك القوة التي اهله بها لكماله الى الفعل. قال الله تعالى ونفسي وما سواها فالهمها فجورها وتقواها قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها - 00:12:41
فعبر عن خلق النفس بالتسوية والدلالة على الاعتدال والتمام. ثم اخبر عن قبولها الفجور والتقوى للفجور والتقوى وان ذلك نالها منه امتحانا واختبارا ثم خص بالفلاح من زكاها فنماها وعلاها ورفعها بادابه التي ادب بها رسله وانبياؤه - 00:13:05
وهي التقوى ثم حكى بالشقاء على من دساها فاخفاها وحقرها وصغرها وقمعها بالفجور والله سبحانه وتعالى اعلم ثم اخذ يعلق على ايضا ادب النبي صلى الله عليه وسلم اه مع ربي سبحانه وتعالى في التعليق على قوله سبحانه وتعالى - 00:13:22
ما زاغ البصر وما طغى وان هناك تفسير للاية انه هذا يعني انه انه هذا من باب الادب انه قال وكانهم نظروا الى قول من قال من اهل التفسير ان هذا وصف لادبه صلى الله عليه وسلم في ذلك المقام. اذ لم يلتفت جانبا ولا تجاوز ما رآه وهذا كمال الادب. والاخلال به ان يلتفت - 00:13:42
الناظر عن يمينه وعن شماله او يتطلع امام المنظور. فالالتفات زيغ والتطلع الى ما امام المنظور طغيان ومجاوزة فكمال اقبال الناظر على المنظور ان لا ينصرف بصره عنه يمنة ولا يسرى ولا يتجاوزه. هذا معنى ما حصلته عن شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله - 00:14:04
طيب اه ثم اخذ يعلق على ما كذب الفؤاد وما رأى وما يتعلق بذلك طيب ثم قال فصل والادب هو الدين كله فان ستر العورة من الادب والوضوء وغسل الجنابة من الادب والتطهر من الخبث من الادب حتى يقف بين يدي الله طاهرا - 00:14:22
ولهذا كانوا يستحبون ان يتجمل الرجل في صلاته للوقوف بين يدي ربه. وسمعت شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله يقول امر الله بقدر زائد على ستر العورة في الصلاة. وهو اخذ الزينة. فقال تعالى خذوا زينتكم عند كل مسجد - 00:14:44
فعلق الامر باخذ الزينة لا بستر العورة. ايذانا بان العبد ينبغي له ان يلبس ازين ثيابه واجملها في الصلاة. وكان لبعض السلف حل بمبلغ عظيم من المال وكان يلبسها وقت الصلاة ويقول ربي احق من تجملت له في صلاتي - 00:15:01
ومعلوم ان الله سبحانه وتعالى يحب ان يرى اثر نعمته على عبده لا سيما اذا وقف بين يديه فاحسن ما وقف بين يديه بملابسه ونعمته التي البسه اياها ظاهرا وباطنا - 00:15:15
ومن الادب ولا يزال يعني في الادب مع الله سبحانه وتعالى. قال نهي النبي صلى الله عليه وسلم المصلي ان يرفع بصره الى السماء سمعتوا شيخ الاسلام ابن تيمية قدس الله روحه ويقول هذا من كمال ادب الصلاة ان يقف العبد بين يدي ربه مطرقا. خافضا طرفه الى الارض ولا يرفع - 00:15:27
بصره الى فوق قال والجهمية لما لم يفهموا هذا الادب ولا عرفوه ظنوا ان هذا دليل ان الله ليس فوق سماواته على عرشه كما اخبر به عن نفسه واتفقت عليه رسله - 00:15:48
وجميع اهل السنة قال وهذا من جهلهم. بل هذا دليل لمن عقل عن الرسول صلى الله عليه وسلم على نقيض قولهم اذ من الادب مع الملوك ان الواقف بين ايديهم يطرق الى الارض ولا - 00:15:59
يرفع بصره اليهم فما الظن بملك الملوك سبحانه وسمعته يقول اه في نهيه صلى الله عليه وسلم عن قراءة القرآن في الركوع والسجود ان القرآن هو اشرف الكلام وهو كلام الله. وحالة الركوع والسجود حالة ذل - 00:16:09
انخفاض من العبد فمن الادب مع كلام الله ان لا يقرأ في هاتين الحالتين ويكون حال القيام والانتصاب اولى به يكون حال القيام والانتصاب اولى به ومن الادب مع الله ان لا يستقبل بيته ولا يستدبره عند قضاء الحاجة كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ابي ايوب وسلمان وابي هريرة وغيرهم رضي الله تعالى عنهم - 00:16:22
ومن الادب مع الله في الوقوف بين يديه في الصلاة وضع اليمنى على اليسرى حال قيام القراءة ففي الموطأ لمالك عن سهل بن سعد انه من السنة هذا في البخاري ايضا - 00:16:43
وكان الناس يؤمرون به ولا ريب انه من ادب الوقوف بين يدي الملوك والعظماء فعظيم العظماء احق به ومنها السكون في الصلاة وهو الدوام الذي قال الله تعالى فيه الذين هم على صلاتهم دائمون - 00:16:54
قال عبدالله بن مبارك عن ابن الهيئة حدثني يزيد ابن ابي حبيب ان ابا الخير اخبره قال سألنا عقبة بن عامر او سألنا عقبة ابن عامر عن قوله تعالى الذين هم على صلاتهم دائمون. اهم الذين يصلون دائما؟ قال لا - 00:17:09
ولكنه اذا صلى لم يلتفت عن يمينه ولا عن شماله ولا خلفه قلت هما امران الدوام عليها والمداومة عليها فهذا الدوام اللي هو اللي قاله عقبة بن عامر. واما المداومة اول مداومة في قوله تعالى والذين هم على صلوات على صلاتهم يحافظون - 00:17:23
او صلواتهم يحافظون. وفسر الدوام بسكون الاطراف آآ او فسر الدوام يمسكون الاطراف والطمأنينة ثم قال اه وادبه في استماع القراءة ان يلقي السمع وهو شهيد وادبه في الركوع ان يستوي ويعظم الله تعالى حتى لا يكون في قلبه شيء اعظم منه - 00:17:41
ويتضاءل ويتصاغر في نفسه حتى يكون اقل من الهباء والمقصود ان الادب مع الله تبارك وتعالى وهو القيام بدينه والتأدب بادابه ظاهرا وباطنا. ولا يستقيم لاحد قط الادب مع الله - 00:18:01
ولا يستقيم لاحد قط الادب مع الله الا بثلاثة اشياء معرفته باسمائه وصفاته ومعرفته بدينه وشرعه وما يحب وما يكره ونفس مستعدة قابلة لينة متهيئة لقول الحق علما وعملا وحالا والله المستعان - 00:18:16
هذا العام كله النوع الاول من الادب اللي هو الادب مع الله سبحانه وتعالى ثم يقول فصلا واما الادب مع الرسول صلى الله عليه وسلم فالقرآن مملوء به فرأس الادب معه كمال التسليم له - 00:18:35
والانقياد لامره وتلقي خبره بالقبول والتصديق دون ان يحمله معارضة خيال باطل يسميه معقولا او يحمله شبهة او شك او او يحمله لكن او شك او يقدم عليه اراء الرجال وزبالات اذهانهم فيوحده فيوحده بالتحكيم والتسليم. والانقياد والاذعان كما وحد المرسل سبحانه - 00:18:46
العبادة والخضوع والذل والانابة والتوكل ثم قال فهما توحيدان لا نجاة للعبد من عذاب الله لعبدي من عذاب الله الا بهما توحيد المرسل وتوحيد متابعة الرسول فلا الى غيره ولا يرضى بحكم غيره ولا يقف ولا يقف تنفيذ امره - 00:19:08
او يوقف تنفيذ امره وتصديق خبره على عرضه على قول شيخه وامامه وذوي مذهبه وطائفته ومن يعظمه. فان اذنوا له نفذه وقبل خبره والا فان طلب السلامة آآ اعرض او او والا فان طلب السلامة اعرض عن امره وخبره وفوضه اليهم والا حرفه عن مواضعه وسمى تحريفه تأويلا وحملا فقال - 00:19:30
ونحمله فلأن يلقى العبد ربه بكل ذنب على الاطلاق ما خلا الشرك بالله خير له من ان يلقاه بهذه الحال ثم قال ومن الادب مع الرسول صلى الله عليه وسلم الا يتقدم بين يديه بامر ولا نهي ولا اذن ولا تصرف - 00:19:52
حتى يأمر هو وينهى ويأذن كما قال تعالى يا ايها الذين امنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله وهذا باق الى يوم القيامة ولم ينسخ والتقدم بين يدي سنته بعد وفاته كالتقدم بين يديه في حياته - 00:20:13
مرة اخرى فالتقدم بين يدي سنته بعد وفاته كالتقدم بين يديه في حياته. وهذا ايضا من النصوص التي يمكن ان تحفظ في تفسير طيب ولا فرق بينهما عند ذي عقل سليم - 00:20:31
لا تقدم بين يدي الله ورسوله قال مجاهد رحمه الله لا تفتاتوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء حتى يقضيه الله على لسانه وقال الضحاك لا تقضوا امرا دون رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:20:45
وقال ابو عبيدة تقول العرب لا تقدموا بين لا تقدم بين يدي الامام وبين يدي الاب اي لا تعجل بين لا تعجلوا بالامر والنهي دونه. وقال غيره لا تأمروا حتى يأمر ولا تنهوا حتى ينهى - 00:20:56
ومن الادب معه الا ترفع الا ترفع الاصوات فوق صوته فانه سبب لحبوط الاعمال فما الظن برفع الاراء ونتائج الافكار على سنته وما جاء به. اترى ذلك موجبا لقبول الاعمال ورفع الصوت فوق صوته موجب - 00:21:11
لحبوطها ومن الادب معه الا يجعل دعاؤه كدعاء غيره قال تعالى لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا وفيه قولان للمفسرين اي احدهما انكم لا تدعونه باسمه طبعا الدعاء المقصود به النداء هنا الذين كانوا في وقت النبي صلى الله عليه وسلم حين يقولون يا محمد - 00:21:31
فالله سبحانه وتعالى قال لهم لا تنادوا الرسول صلى الله عليه وسلم كما تنادون بعضكم بعضا. يعني من الادب معهم احدها انكم لا تدعونه باسمه كما يدعو بعضكم بعضا بل قولوا يا رسول الله يا نبي الله فعلى هذا المصدر مضاف الى المفعول اي دعاؤكم الرسول - 00:21:53
والثاني ان المعنى لا تجعلوا دعاءه لكم بمنزلة دعاء بعضكم بعضا. التفسير الثاني انه بالعكس انه الرسول صلى الله عليه وسلم اذا ناداكم لا تجعلوا نداء اني لا تجعلوا نداءه لكم كنداء - 00:22:09
داء غيره لكم فيعني تترددوا او تتأخروا او شيء لا اجعلوا دعاء نداءه لكم شيئا خاصا قال الثاني ان المعنى لا تجعل دعاؤه لكم بمنزلة دعاء بعضكم بعضا ان شاء اجاب وان شاء ترك. بل اذا دعاكم لم يكن لكم بد من اجابته ولن يسعكم التخلف عنها البت - 00:22:19
فعلى هذا المصدر مظاف انه للفاعل اي دعاؤه اياكم ومن الادب معه صلى الله عليه وسلم انه اذا كانوا معه على امر جامع من خطبة او جهاد او رباط لم يذهب احد منهم مذهبا في حاجته - 00:22:36
حتى يستأذنه كما قال تعالى انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله واذا كانوا معه على امر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه. فاذا كان هذا مذهبا مقيدا بحاجة عارظة لم يوسع لهم فيه الا باذنه - 00:22:49
يعني ذهابهم ذاك المحدد من ذاك المكان الذي كانوا ينزلون فيه لم يأذن لهم ان ينصرفوا منه الا باذنه. فكيف بمذهب مطلق في تفاصيل الدين اصوله وفروعه ودقيقه وجليله هل يشرع الذهاب اليه بدون استئذانه؟ فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون - 00:23:08
ومن الادب معه الا يستشكل قوله بل تستشكل الاراء لقوله ولا يعارض نصه بقياس بل تهدر الاقيس وتلقى لنصوصه ولا يحرف كلامه عن حقيقته لخيال يسميه اصحابه معقولا؟ نعم هو مجهول وعن الصواب معزول ولا يوقف قبول ما جاء به صلى الله عليه وسلم على موافقة احد فكل هذا - 00:23:27
من قلة الادب مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو عين الجرأة ثم ينتقل الان الى المعنى الثالث وهو الادب فيما بين الناس او فيما في المخلوقات بين بعضهم. يقول واما الادب مع الخلق فهم معاملتهم - 00:23:50
عن اختلاف مراتبهم بما يليق بهم فلكل مرتبة ادب فلكل مرتبة ادب والمراتب فيها ادب خاص فمع الوالدين ادب خاص وللاب منهما ادب هو اخص به ومع العالم ادب اخر ومع السلطان ادب يليق به ولهم على اقرانه ادب يليق بهم. ومع الاجانب ادب غير ادبه مع اصحابه ذوي انسه. ومع الضيف ادب غير - 00:24:04
وادبه مع اهل بيته ولكل حال ادب الاكل اداب وللشرب اداب وللركوب والدخول والخروج والسفر والاقامة والنوم اداب وللبول اداب وللكلام اداب بالسكوت والاستماع ادب وادب المرء عنوان سعادته وفلاحه - 00:24:29
وقلة ادبه عنوان شقاوته وبواره فما استجلب خير الدنيا والاخرة بمثل الادب ولا استجلب حرمانها بمثل قلة الادب. وهذا ايضا نص يحفظ فما استجلب خير الدنيا والاخرة بمثل الادب ولا استجلب حرمانها بمثل قلة الادب - 00:24:47
هادي احسن من احسن من عبارات بعض المدرسين اللي يقولوها الطلاب في قلة الادب مين بيجي يقول له يحذر يا اخي هذي جملة ممتازة وجميلة يقول فانظر الى الادب مع الوالدين كيف نجى صاحبه من حبس الغار حين اطبقت عليهم الصخرة - 00:25:09
والاخلال به مع الام تأويلا واقبالا على الصلاة كيف امتحن صاحبه بهدم صومعته وضرب الناس له ورميه بالفاحش وتأمل احوال كل شقي ومغتر ومدبر كيف تجد قلة الادب هي التي ساقته للحرمان وانظر قلة ادب عوف مع خالد كيف حرمه السلب بعد ان برد بيديه وانظر ادب الصديق - 00:25:25
الله عنهم عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة ان يتقدم بين يديه فقال ما كان ينبغي لابن ابي قحافة ان يتقدم بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف - 00:25:42
اورثه يعني هذا الادب كيف اورثه مقامه والامامة بالامة بعده فكان ذلك التأخر الى خلفه وقد اومى اليه ان اثبت ان اثبت مكانك جمزا وسعيا الى قدام بكل خطوة الى وراء مراحل الى قدام تنقطع فيها اعناق المطيء - 00:25:55
والله اعلم. يعني التقاطة التقاط عظيمة. طبعا هي القصة مشهورة وحديث صحيح انه اه اه الرسول صلى الله عليه وسلم انه او ابو بكر الصديق كان يصلي بالصحابة لموقف اظن تأخر النبي صلى الله عليه وسلم او شيء - 00:26:15
اثناء الصلاة حضر النبي صلى الله عليه وسلم فانتبه ابو بكر الصديق ان النبي صلى الله عليه وسلم جاء بصف في الصف خلف ابي بكر الصديق فاراد ان يرجع ابو بكر الصديق فاشار اليه النبي صلى الله عليه وسلم بيده ان اثبت مكانك - 00:26:31
جيد فابو بكر الصديق رجع هذا حديث صحيح رجع حتى بعد اشارة النبي صلى الله عليه وسلم رجع فتقدم النبي صلى الله عليه وسلم فلما انتهى من الصلاة قال النبي صلى الله عليه وسلم ابو بكر ما منعك ان تثبت اذ امرتك - 00:26:47
فقال ابو بكر الصديق ما كان لابن ابي قحافة ان يتقدم بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم. بعدين لاحظوا ما استعمل ما قال ما كان لابي بكر اتى بلفظ بوصف له حتى غير المشهور اللي فيه نوع من من يعني من التقليل من شأنه - 00:27:02
قال انا انا ابن ابي قحافة انا اتقدم بين يديك رسول الله اصلي بك ما كان لابن ابي قحافة ان يتقدم بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم. فابن القيم يلتقط المشهد يقول هذي الخطوات اللي رجع فيها ابو بكر الصديق الى الخلف حتى يتقدم النبي صلى الله عليه وسلم - 00:27:24
كل خطوة منها كان يرجع فيها الى الخلف قدمته مراحل الى قدام تنقطع فيها اعناق المطير يعني يعني يقول كل خطوة منها كانت هي عبارة عن تقدم كبير كبير كبير لا يمكن ادراكه - 00:27:42
اه او يصعب اللحاق به. التقاطة جميلة حقيقة طيب اه ننتقل بعد ذلك الى المنزلة التانية قال فصل ومن منازل اياك نعبد واياك نستعين منزلة اليقين وهو من الايمان بمنزلة الروح من الجسد وبه تفاضل العارفون وفيه تنافس المتنافسون واليه شمر العاملون. وعمل القوم انما - 00:28:00
عليه واشاراتهم كلها اليه واذا تزوج الصبر باليقين ولد بينهما حصول الامامة في الدين. قال الله تعالى وبقوله يهتدي المهتدون وجعلنا منه هم ائمة يهدون بامرنا لما صبروا وكانوا باياتنا يوقنون - 00:28:25
وخص سبحانه اهل اليقين بالانتفاع بالايات والبراهين فقال وهو اصدق القائلين وفي الارض ايات للموقنين وخص اهل اليقين بالهدى والفلاح من بين العالمين او العالمين فقال والذين يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك وبالاخرة هم يوقنون اولئك على هدى من ربهم واولئك - 00:28:40
هم المفلحون. واخبر عن اهل النار بانهم لم يكونوا من اهل اليقين. فقال تعالى واذا قيل ان وعد الله حق والساعة لا ريب فيها قلتم ما ندري ما الساعة ان نظن الا ظنا وما نحن بمستيقنين - 00:29:05
الان ابن القيم ايش عمل وهو يستعرض هذه الايات النظائر لكن ليس فقط النظائر هكذا وانما الفكرة وهي من كما قلت من اعظم اه الطرق في تفسير القرآن والتعامل مع القرآن ان يأتي الانسان - 00:29:20
باللفظة اللفظة القرآنية ان يأتي بها في مواردها من القرآن الكريم او في مواضعها من القرآن الكريم ثم يقسم هذه المواضع يعني مثلا هكذا اليقين اين ورد في القرآن؟ ثم يبدأ يقسم يقول مثلا ثلاثة مواضع ورد فيها اليقين - 00:29:37
والله تدل على ان الموقنين يستفيدون من الايات والعبر. هذا اذا وجه من وجوه آآ اليقين في القرآن وهكذا طبعا هنا لم يستقصي ولكن هذا يعني هذه اشارة وهو يفعل ذلك وهي من افضل الطرق لفهم القرآن - 00:29:58
خالف اليقين روح اعمال القلوب التي هي ارواح اعمال الجوارح وهو حقيقة الصديقية وهو قطب هذا الشأن الذي عليه مداره ثم قال واليقين قرين التوكل ولهذا فسر التوكل بقوة اليقين - 00:30:16
والصواب ان التوكل ثمرته ونتيجته ولهذا حسن اقتران الهدى به قال الله تعالى فتوكل على الله انك على الحق المبين فالحق هو اليقين وقالت رسل الله وما لنا الا نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا - 00:30:33
ومتى وصل اليقين الى القلب امتلأ نورا واشراقا وانتفى عنه كل ريب وشك وسخط وهم وغم فامتلأ محبة لله وخوفا منه رضا به وشكرا له وتوكلا عليه وانابة اليه فهو مادة جميع المقامات والحامل لها - 00:30:50
آآ ثم آآ تكلم في بعض القضايا المتعلقة هل اليقين كسبي او لا ثم قضية المكاشفة مم هناك نص ربما آآ نقرأه في صفحة ميتين وخمسة وعشرين قال وقال بعضهم رأيت الجنة والنار حقيقة - 00:31:07
قيل له وكيف قال رأيتهما بعيني رسول الله صلى الله عليه وسلم ورؤيتي لهما بعينيه اثر عندي من رؤيتي لهما بعيني فان بصري قد يطغى ويزيغ بخلاف بصره صلى الله عليه وسلم - 00:31:34
طيب في ميتين وتسعة وعشرين تتكلم عن الفرق بين علم اليقين وعين اليقين وحق اليقين وآآ هذا سبق مر معنا في مدارج السالكين فلن نكرره مع انه تكرار العلم مفيد يعني ولكن اختصارا - 00:31:47
اه ثم المنزلة التالية منزلة الانس بالله قال ومن منازلي اياك نعبد واياك نستعين. منزلة الانس بالله. قال صاحب المنازل رحمه الله وهو روح القرب ولهذا صدر منزلته بقوله واذا سألك عبادي عني فاني قريب - 00:32:06
اجيب دعوة الداعي اذا دعان. فاستحضار القلب هذا البر والاحسان واللطف يوجب قربه من الرب سبحانه وتعالى وقربه منه يوجب له الانس والانس ثمرة الطاعة والمحبة فكل مطيع مستأنس وكل عاص مستوحش - 00:32:25
كما قيل فان كنت قد اوحشتك الذنوب فدعها اذا شئت واستأنسي والقرب يوجب الانسى والهيبة والمحبة قال صاحب المنازل وهو على ثلاث درجات الدرجة الاولى الانس بالشواهد وهو استحلاء الذكر والتغذي بالسماع والوقوف على الاشارات - 00:32:44
طبعا نتكلم هنا عن قضية الشواهد انا المصطلحات يعني خلنا نقول المتعلقة او الخاصة بالتصوف غالبا يتجاوزها اه معنا مهم حقيقي الانسان يعرف بعضها لكن بعضها مرت معنا وبعضها قد تقطع سياق التركيز على الجانب الذي نريد التركيز عليه وهو الجانب - 00:33:08
آآ تزكوي مع انه بعض الامور المنهجية والملاحظات نقف عندها طيب اه هو ركز في هذا المقام على كلمة كلمة الهروي والتغذي بالسماع تغذي بالسماع ابن القيم رحمه الله يرى انه قضية السماع قضية مهمة جدا جدا في تغذية القلب - 00:33:28
ان قضية السماع مهمة جدا في تغذية القلب وهو وهو اتباعا ايضا لمن قبله ابن تيمية رحمه الله اشار الى هذا المعنى اه اه في تفضيل حاسة السمع والبصر على بقية الحواس - 00:33:56
في تفضيلها من جهة تأثيرها على القلب يعني يقول الانسان له خمس حواس ليست آآ كل هذه الحواس على درجة واحدة في ارتباطها القلب وحتى في من جهة الافادة المعرفية التي التي تحدث عن طريق هذي طبعا نحن نعرف مصادر المعرفة العقل والخبر والحس والحس - 00:34:10
متفاوت في افادة المعرفة وهو متفاوت ايضا في افادة القلب فهنا يقول اه ومراد صاحب المنازل في صفحة ميتين وخمسة وثلاثين. الشاهد الاول الذي يأنس به المريض وهو الحامل له على استحلاء الذكر طلبا لظفره بحصول المذكور. فهو يستأنس بالذكر طلبا لاستئناس - 00:34:30
المذكور ويتغذى بالسماع كما يتغذى الجسم بالطعام والشراب. فان كان محبا صادقا طالبا لله عاملا على مرضاته كان غذاؤه بالسماع القرآني الذي كان غذاء سادات العارفين من هذه الامة وبرها قلوبا واصحها احوالا وهم الصحابة رضي الله عنهم. واذا كان منحرفا فاسد الحال ملبوسا عليه - 00:34:52
مغرورا مخدوعا كان غذاؤه بالسماع الشيطاني الذي هو قرآن الشيطان المشتولة المشتمل على محاب النفوس ولذاتها وحظوظها واصحابه ابعد الخلق من الله واغلبهم عنه حجابا وان كثرت اشارتهم اليهم وهذا السماع القرآني سماع اهل المعرفة بالله والاستقامة على الصراط المستقيم - 00:35:12
ويحصل للاذهان الصافية منه معان واشارات ومعارف وعلوم تتغذى بها القلوب المشرقة بنور الانس يعني هو يشير الى معنى انه ترى الانسان قد يفتح عليه من المعاني والالتقاطات التقاطات الافكار والخواطر والواردات - 00:35:31
التي تحدث له عند سماع القرآن ما يعني يعتبره من من جنة الدنيا والفتح الذي فتح عليه. والذي يصعب التعبير عنه وهذا يعني يعبر تجد ان كثير من الصالحين يعبرون عن هذا المعنى - 00:35:51
اه لذلك هو يقول هنا اه وربما فاض هذا هذا يقول فيجد بها ولها لذة روحانية يصل نعيمها الى القلوب الى الارواح وربما فاض حتى وصل الى الاجسام. فيجد من اللذة ما لم يعهدوا مثله من اللذات الحسية. ما لم يعهد مثله من اللذات الحسية - 00:36:07
وللتغذي بالسماع سر لطيف نذكره للطف موضعه وهو الذي اوقع كثيرا من السالكين في اثار سماع الابيات لما رأى فيه من غذاء القلب قوته ونعيمه فلو جئته بالف اية والف خبر لما اعطاك شطرا من اصغائه وكان ذلك عندهم اعظم من الظواهر التي يعارض بها الفلاسفة وارباب الكلام - 00:36:27
اعلم ان الله عز وجل جعل للقلوب نوعية من الغذاء نوعا من الطعام والشراب الحسي والثاني غذاء روحاني معنوي خارجا عن الطعام والشراب من السرور والفرح والابتهاج واللذة والعلوم والمعارف وبهذا الغذاء كان سماويا علويا وبالغذاء - 00:36:45
ترك كان ارضيا سفليا وقوامه بهذين الغذائين وله ارتباط بكل واحد من الحواس الخمس وغذاء يصل اليه منها فله ارتباط بحاسة اللمس ويصل اليه منها غذاء وكذلك حاسة الشم وكذلك الى اخره ثم قال - 00:37:00
ووصول الغذاء منهما يعني وصول الغذاء الروحي الى القلب من السمع والبصر اقوى من سائر الحواس وانفعاله عند عنهما اشد من انفعاله عن غيرهما ولهذا تجد في القرآن اقترانه بهما - 00:37:15
اكثر من اقترانه بغيرهما بل لا يكاد يقرن الا بهما او باحدهما. يعني يقول الله سبحانه وتعالى في القرآن يقرن بين القلب والسمع والبصر يذكر الفؤاد او القلب ويذكر معه السمع والبصر في كأنه ابن القيم يقول في اشارة الى تأثير السمع والبصر على القلب - 00:37:32
قال الله تعالى والله اخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والابصار والافئدة لعلكم تشكرون. وقال تعالى ولقد مكناهم فيما ان مكناكم فيه وجعلنا سمعوا وابصارا وافئدة - 00:37:51
وقال تعالى ولقد درانا لجهنم كثيرا من الجن والانس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم اعين لا يبصرون بها ولهم اذان لا يسمعون بها وقال تعالى في صفة الكفار صم بكم عمي فهم لا يعقلون - 00:38:04
وقال تعالى افلم يسيروا في الارض فتكون لهم قلوب يعقلون بها او اذان يسمعون بها فانا لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور وهذا كثير جدا في القرآن لان تأثره بما يراه ويسمعه اعظم من تأثره بما يلمسه ويذوقه ويشمه - 00:38:16
ولان هذه الثلاثة هي طرق العلم وهي السمع والبصر والعقل و تعلق القلب بالسمع وارتباطه به اشد من تعلقه بالبصر وارتباطه به ولهذا يتأثر بما يسمعه من الملذوذات اعظم مما يتأثر بما يراه من المستحسنات وكذلك في المكروهات سماعا ورؤيا - 00:38:32
ولهذا كان الصحيح من القولين ان حاسة السمع افضل من حاسة البصر لشدة تعلقها بالقلب وعظم حاجته اليها وتوقف كماله عليها وصول العلوم اليه بها وتوقف الهدى على سلامتها ورجح الطائفة حاسة البصر لكمال مدركها - 00:38:51
وامتناع الكذب فيه وزوال الريب والشك به ولانه عين اليقين وغاية مدرك حاسة السمع واليقين وعين اليقين افضل لان في معاينة يعني. قال اعينوا اليقين افضل واكمل من علم اليقين ولانها متعلقة رؤية وجه الرب عز وجل في في دار النعيم ولا شيء اعلى واجل من هذا التعلق - 00:39:11
وحكم شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله بين الطائفتين طبعا انا يستوقفني في مثل هذه الاشياء ليس ايش رجح ولا ايش حكم انا يستوقفني انه اصلا دخل في مثل هذه القضايا - 00:39:29
يعني يعني مقدار التنوع اللي كان عندهم مقدار الاهتمامات التي كانت لديهم انه تخيل يجيك الطالب يتكلم عن نقاش طويل حصل انه اية اية اكثر تأثيرا السمع ولا البصر والنقاش ويدخل ابن تيمية ويحكم بين الخلاف بين الطائفتين في امور كثيرة قد لا تكون من محل الاهتمام - 00:39:40
اه اليوم في كثير من المقامات او في كثير من من الدروس وهذه هذا التنوع حقيقة تنوع جدا مهم والحاجة اليه كبيرة. وتذكرون يعني احنا وقفنا من نفس هذه الوقفة امس - 00:40:01
كان في واحد من الاشياء اللي اللي كان يسألني ابن تيمية نسيت ايش كان وبرضو قبل ايام كان في مثل هذا. قال وحكم شيخ الاسلام ابن تيمية بين الطائفتين حكما حسنا فقال - 00:40:15
المدرك بحاسة السمع اعم واشمل. والمدرك بحاسة البصر اتم واكمل فللسمع العموم والشمول والاحاطة بالموجود والمعدوم والحاضر والغائب والحسي والمعنوي. وللبصر التمام والكمال يعني اه خلاصة حكم ابن تيمية انه - 00:40:26
ترى الاشياء التي تدرك عن طريق السمع اكثر بكثير من الاشياء التي تدرك عن طريق البصر فمثلا اخبار الامم السابقة الاصل انها انها تكون عن طريق السماع يعني النقل وآآ حتى اخبار الغيب آآ التي تأتي عن طريق الخبر الشيء المتعلق بالخبر بالاساس هو السمع - 00:40:45
واما البصر فهو اكمل من حيث التمام. تمام اللي هو يعني انه ما يدرك عن طريق البصر فهو اكثر تماما بحكم انه حاسد البصر تعطي الصورة وما الى ذلك قال واذا عرف هذا فهذه الحواس الخمس لها اشباح وارواح وارواح وارواحها حظ القليل القلوب - 00:41:07
حظ القلب ونصيبه منها. فمن الناس من ليس لقلبه منها نصيب الا كنصيب الحيوانات الحيوانات البهيمية منها فهو بمنزلتها وبينه وبينها اول درجة انسانية. ولهذا شبه الله سبحانه اولئك بالانعام بل جعلهم اضل. فقال تعالى ام تحسب ان - 00:41:26
ترى هم يسمعون او يعقلون انهم الا كالانعام بل هم اضل سبيلا هذا التقاط من الاية رهيب جدا يعني هم ترى يسمعون القرآن ولكن ترى انت الان اذا قرأت القرآن على بهيمة ترى هي تسمع صوت بس. لكن ما تفهم الايات - 00:41:46
ترى سماعهم مقدار استفادتهم من القرآن نفس هذا انهم الا كالانعام بل هم اظن. ام تحسبون ان اكثرهم يسمعون وياكلون تراهم هذا السماع ما ما هو يعني لم يقابلوه باي شيء يستحق ان يسموا وسمعوا - 00:42:07
هذا الكلام لاجله. قال ولهذا نفى الله عن الكفار السمع والبصر والعقول اما لعدم انتفاعهم بها فنزلت منزلة المعدوم واما لان النفي توجه الى اسماء قلوبهم وابصارها وادراكها ولهذا يظهر لهم ذلك عند انكشاف حقائق الامور كقول اصحاب السعير لو كنا نسمع او نعقل ما كنا في اصحاب السعير - 00:42:22
ومنه في احد التأويلين قوله تعالى وتراهم ينظرون اليك وهم لا يبصرون فانهم كانوا ينظرون الى صورة النبي صلى الله عليه وسلم بالحواس الظاهرة ولا يبصرون صورة نبوته ومعناها بالحاسة الباطنة التي هي بصر القلب - 00:42:45
والقول الثاني ان الضمير عائد الى الاصنام ثم فيه قولان احدهما نوع التشبيه اي كأنهم ينظرون اليك ولا ابصارهم يرونك بها والثاني المراد به المقابلة تقول العرب داري تنظر دارك اي تقابله - 00:42:57
وكذلك السمع ثابت لهم وبه قامت الحجة عليهم ومنتف عنهم وهو سمع القلب فانهم كانوا يسمعون القرآن من حيث السمع الحسي المشترك كالغنم التي لا تسمع الا نعيق الراعي بها دعاء ونداء ولم يسمعوه بالروح الحقيقي الذي هو روح حاسة - 00:43:08
التي هي حظ القلب فلو سمعوه من هذه الجهة لحصلت لهم الحياة الطيبة التي منشأها من السماع المتصل اثره المتصل اثره بالقلب ولا زال عنهم الصمم والبكم ولا انقذوا نفوسهم من السعير بمفارقة من عدم السمع والعقل - 00:43:23
قال فلما كان تعلق السمع الظاهر الحسي بالقلب اشد. والمسافة بين والمسافة والمسافة بينهما اقرب من المسافة بين البصر بينه ولذلك يؤدي اثار ما يتعلق بالسمع الظاهر الى القلب اسرع مما يؤدي اليه اثار البصر الظاهر. ولهذا ربما غشي على الانسان اذا سمع كلاما يسره - 00:43:42
او يسوءه او صوتا لذيذا طيبا مطربا مناسبا ولا يكاد يحصل له ذلك من رؤية الاشياء المستحسنة ببصر الظاهر وقد يكون هذا المسموع شديد التأثير في القلب ولا يشعر به صاحبه لاشتغاله به. ولمباينة ظاهره لباطنه ذلك الوقت. فاذا حصل له نوع تجرد ورياضة ظهرت قوة - 00:44:03
التأثير والتعثر فكلما تجردت الروح والقلب وانقطعتا عن علائق البدن كان حظهما من ذلك السماع اوفى وتأثرهما به اقوى. فان كان المسموع معنى شريفا بصوت لذيذ حصل للقلب حظه ونصيبه من ادراك المعنى. وابتهج به اتم - 00:44:21
على حسب ادراكه له شوف لاحظوا هو يتكلم بمنزلة الانس وللروح حظها ونصيبها من لذة الصوت ونغمته وحسنه فابتهجت به فتتضاعف اللذة ويتم الابتهاج ويحصل الارتياح حتى ربما فاض على البدء - 00:44:43
والجوارح والجليس وهذا لا يحصل على الكمال في هذا العالم ولا يحصل الا عند سماع كلام الله فاذا تجردت الروح وكانت مستعدة وباشر القلب روح المعنى واقبل بكليته على المسموع فالقى السمع وهو شهيد وساعد - 00:44:58
له طيب صوت القارئ كاد القلب يفارق هذا العالم ويعالج عالما اخر ويجد له لذة وحلاوة لا يعهدها في شيء غيره البتة وذلك رقيقة من حال اهل الجنة في الجنة. فيا له من غلاء ما اصلحه وما انفعه - 00:45:15
وحرام على قلب قد تربى على غذاء السماع الشيطاني ان يجد شيئا من ذلك في سماع القرآن بل ان حصل له نوع لذة فهو من قبل الصوت المشترك لا من قبل المعنى الخاص - 00:45:35
وليس في نعيم اهل الجنة اعلى من رؤيتهم وجه الله ومحبوبهم سبحانه وتعالى عيانا وسماع كلامه منهم. ثم قال وهذا السماع الروحاني تبع لحقيقة القلب ومادته منه فالاتحاد به يظن به السامع انه ادرك ذلك المعنى لا لا محالة من الصوت من الصوت الخارجي وسبب ذلك اتحاد السمع بالقلب - 00:45:49
واكمل السماع سماع من يسمع بالله ما هو مسموع من الله وهو كلامه وهو سماع المحبين المحبوبين كما في الحديث الصحيح في صحيح البخاري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه تبارك وتعالى - 00:46:11
وفيه فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به والقلب يتأثر بالسماع بحسب ما فيه من المحبة فاذا امتلأ من محبة الله سمع كلام محبوبه اي بمصاحبته وحضوره في قلبه فله من - 00:46:23
سماعي هذا شأن ولغيره شأن اخر. والله اعلم مم طيب احد يعلق على قضية الاشارات مم تعليقا على قول الهروي بعد ما طبعا لا زال الكلام في السماء ثم يقول فهذا ما يتعلق بقوله ان من الانس بالشواهد التغذي بالسماع - 00:46:38
ثم اخذ يعلق على قوله والوقوف على الاشارات. طبعا ايضا الاشارات هي مصطلح من مصطلحات التصوف لكن اعجبني ذكر المواقف اه اللي هي الاشارات الصحيحة. يعني في اشارات غير صحيحة وفي اشارات صحيحة - 00:47:03
يقول اشارات هي المعاني التي تشير الى الحقيقة من بعد ومن وراء حجاب يعني الاشارات ليست هي الدليل المباشر وانما فيه ايماء وهي تارة تكون من مسموع وتارة تكون من مرئي وتارة تكون من معقول وتارة تكون من الحواس كلها. فالاشارات من جنس الادلة والاعلام وسببها صفاء يحصل - 00:47:17
جمعية فينطف به الحس والدهن فيستيقظ لادراك امور لطيفة لا يكتشف حس غيره وفهمه عن ادراكها وسمعت شيخ الاسلام ابن تيمية قدس الله روحه ويقول الصحيح منها ما يدل عليه اللفظ باشارته من باب قياس الاولى - 00:47:44
ثم سيذكر الان مجموعة من الاشارات الصحيحة اللي هي اللي هي خل نقول استدلال بالنص القرآني او النبوي على شيء على معنى اخر لم يأت النص بذكره ولكن يستدل به من باب الاشارة وتحديدا من باب قياس الاولى انه من باب انه اولى. يعني اذا كان النص يذكر هذا المعنى - 00:48:00
بالصراحة فبالاشارة يفيد هذا المعنى اللي هو من باب اولى واخذ يذكر الان ابن القيم امثلة يقول المثال الاول آآ لا يمسه الا المطهرون ابن القيم يقول الصحيح انه هذه الاية المراد بها الصحف التي بايدي الملائكة يعني لا يمسه الا المطهرون ليس المصحف - 00:48:23
وانما الصحف التي بايدي الملائكة او يعني اللوح المحفوظ اه لماذا؟ طبعا هو يذكر وجوه كثيرة. اولا قال اه انه انه وصفه بانه مكنون. والمكنون المستور عن العيون وهذا انما هو في الصحف التي بايدي الملائكة - 00:48:42
ومنها انه قال لا يمسه الا المطهرون وهم الملائكة ولو اراد المتوضئين لقال لا يمسه الا المتطهرون كما قال تعالى ان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين. ومنها ان هذا اخبار ولو كان نهي لقال لا يمسسه بالجزم - 00:49:00
ومنها ان هذا رد على من قال ان الشياطين ان الشيطان جاء بهذا القرآن. فاخبر تعالى انه في كتاب مكنون لا تناله الشياطين ولا وصول ولا وصول لها اليه ومنها ان هذا نظير الاية التي في سورة عبس فمن شاء ذكره في صحف مكرمة مرفوعة مطهرة بايدي سفرة كرام بررة. قال مالك في موطئه - 00:49:15
احسن ما سمعت في تفسير قوله لا يمسه الا المطهرون انها مثل هذه الاية انها مثل هذه الاية التي في سورة عبسة الى اخره. عموما هذا القول الراجح انه لا يمسه الا المطهرون هذا ليس في المصحف. ولكن - 00:49:36
ولكن يقول سمعت شيخ الاسلام ابن تيمية يقول لكن تدل الاية باشارتها على انه لا يمس المصحف الا طاهر لانه اذا كانت تلك الصحف لا يمسها الا المطهرون لكرامتها على الله فهذه الصحف اولى الا يمسها الا طاهر - 00:49:50
وسمعته يقول هذا الان نص اخر برضه فيه استدلال في الاشارة. وسمعته يقول في قول النبي صلى الله عليه وسلم وحقيقة اطربتني هذه الاستدلالات الباقية. يقول لا تدخل الملائكة بيتا - 00:50:12
فيه كلب ولا صورة. اذا كانت الملائكة المخلوقون لا يمنعها الكلب والصورة عن دخول البيت فكيف تلج معرفة الله ومحبته وحلاوة ذكره والانس بقربه في قلب ممتلئ بكلاب الشهوات وصورها - 00:50:22
فهذا من اشارة اللفظ الصحيح ومن هذا ان طهارة الثوب الطاهر والبدن اذا كانت شرطا في صحة الصلاة والاعتداد بها فاذا اخل بها كانت فاسدة فكيف اذا كان القلب نجس ولم يطأ ولم يطهره صاحبه - 00:50:41
فكيف يعتد له بصلاته وان وان اسقطت القضاء وهل طهارة الظاهر الا تكميل لطهارة الباطن ومن هذا ايضا ومن الاشارات الصحيحة ان استقبال القبلة في الصلاة شرط لصحتها وهي بيت الرب - 00:50:58
فتوجه فتوجه المصلي اليها ببدنه وقال به شرط فكيف تصح صلاة من لم يتوجه بقلبه الى رب القبلة والبدن بل وجه بدنه الى البيت ووجه قلبه الى غير رب البيت. وامثال ذلك من الاشارات الصحيحة التي لا تنال الا بصفاء الباطن - 00:51:14
وصحة البصيرة وحسن التأمل والله اعلم طيب نكتفي بهذا القدر والله تعالى اعلم وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:51:36