Transcription
ولذلك ربما ذكرت في بعض المناسبات ان منتهى ذلك وما يوافيه الانسان هو الذي يحصل به التغابن وان هذه الاعمار هي بمنزلة رأس مال اعطاه الله عز وجل لكل انسان - 00:00:00ضَ
فصار الناس يتجرون برؤوس الاموال هذه والساعة لا تتوقف ويمكن ان تحصل بهذه اللحظات افضل الاعمال ويمكن ان تحصل دونها من الاعمال الصالحة ويمكن ان لا تحصل شيئا ويمكن ان تحصل المعاصي - 00:00:19ضَ
سوى الذنوب فصار الناس يشتغلون ويتجرون فهذا صار يبحث عن افضل الاعمال في هذه التجارة مع الله فصرف الانفاس في الارفع والانفع والافضل فجاء بتجارة رابحة قد لا يكون عاش مدة طويلة قد يكون عاش عشرين سنة ثم توفي - 00:00:35ضَ
لكنه اشتغل باربح التجارات وذنوب قليلة فحصل اعلى المنازل اخر قد يكون عاش ثمانين سنة ولكنه ضيع الزمان بالذهاب هنا وهناك في امور مباحة والنزه نزه الصيف ونزه الشتاء ونزه الربيع - 00:00:55ضَ
وضاع العمر في مجالس واحاديث واستراحات من غير طائل فجاء ابو ثمانين هذا وليس عنده بضاعة من الاعمال الصالحة الا قليل ليس عنده شيء. اكثر الاوقات ذاهبة ولو اردت ان تحصر الاعمال الصالحة التي عملها يمكن ان تختصر في خمس سنوات - 00:01:17ضَ
فصار الثمانون لا قيمة لها وجاء اخر وعاش مدة كهذه واشتغل فيها بمعاصي الله عز وجل. فلما تعطلت قواه وضعف صار يتمنى لو عاد اليه قوته ونشاطه من اجل ان يجد ويجتهد في معصية الله عز وجل فهو في عزم دائم على المعصية - 00:01:40ضَ
فالعداد لا يتوقف في حساب المعاصي. ويغبط الناس ويغريهم بفعل كذا وبفعل كذا وانه حينما كان في سن الشباب كان يفعل وكان يفعل فمثل هذا لا يسلم فتجد هذا يأتي ببضاعة خاسرة - 00:02:03ضَ
فيأتي الناس يوم القيامة ويوافون بهذه التجارات فهذا يحصل المنازل العالية في الجنة وهذا يحصل منازل دونها وهذا يشتري منزلا في النار فذلك يوم التغابن. يتغابنون تغابنا عظيما بهذه الاعمال. هذه من اجله صور التغابن التي يفسر بها - 00:02:20ضَ
قوله تعالى ذلك يوم التغابن وله صور اخرى لا تنافي هذا مثل الذي علم العلم نسأل الله العافية فلم يعمل به فدخل النار وتعلمه اخرون فعملوا به فدخلوا الجنة فيأتي هذا الذي علمهم - 00:02:44ضَ
بتجارة خاسرة ويأتي هؤلاء بتجارة رابحة هذا انسان عنده مال تعب فيه وجمع الملايين اخذه من غير حله وحبس حق الله فيه وحقوق الخلق ثم بعد ذلك صار الى وارث - 00:03:00ضَ
عمل فيه بطاعة الله فدخل الجنة وذاك دخل به النار. فهذا من التغابن اللي تعب في المال دخل النار والذي اخذه من غير تعب دخل به الجنة وقل مثل ذلك في الاجير والخادم والمملوك كما يقول الحسن البصري - 00:03:19ضَ
رحمه الله. فهذا الانسان عنده مملوك هذا المملوك يعمل بطاعة الله عز وجل ويؤدي حق سيده وهذا السيد الامر الناهي لا يرفع بذلك رأسا ولا يطيع ربه فيدخل السيد النار - 00:03:35ضَ
والمملوك يدخل الجنة فذلك يوم التغابن فكم من انسان قد يدخل النار اعاذنا الله واياكم ووالدينا واخواننا المسلمين منها وسائقه او خادمه يدخل الجنة فهذا من التغابن. فالمقصود ان يدرك الانسان دائما انه في سفر - 00:03:53ضَ
طب بماذا يقضيه بماذا يقضي الاوقات والانفاس وهذا العمر؟ الذي لا يمكن ان يضيع والناس يتعاملون معه للاسف حثوا بلا كيل ولا ميزان ارخص ما عندهم الاوقات ولو ان الانسان جد واجتهد حقيقة وعرف قيمتها - 00:04:14ضَ
لوجد ان الاربع والعشرين ساعة لا تكفيه لما هو بصدده من الاعمال التي يعتبرها من الواجبات عليه ما تكفيه ويبدأ يتعامل مع الوقت تعامل الشحيح كم تحتاج من الوقت عشر دقائق تكفيك - 00:04:31ضَ
يكفيك في الطريق الى المسجد اما الذي لا يعرف قيمة هذا اوقات مهدرة اما جلوس هكذا من غير طائل او البحث عن اي شيء يشغله او النوم الطويل او العبث بالواتس اب او هذه الوسائط - 00:04:49ضَ