Transcription
وهذا هو الطريق الى الذي يفضي بالعبد الى سعادة الدنيا والاخرة والراحة والروح والنعيم والريحان فلا شكوى ولا قلق ولا ضيق ولا حزن ولا كآبة ولا حسرات ولا ظلمة ولا وحشة يجدها في قلبه. بقدر ما يكون - 00:00:00ضَ
من هذا ايها الاحبة يحصل له من السعادة والانشراح. فيكون في جنة في الدنيا قبل جنة الاخرة واذا اظلم القلب من معرفة الرب تبارك وتعالى حصلت له الوحشة والضيق والكآبة والحزن والحسرات - 00:00:19ضَ
ويكون صدره ضيقا حرجا. هذه حقيقة ما نعانيه ونزاوله في هذه الحياة الدنيا ايها الاحبة. هي هكذا باختصار لا تحتاج الى عيادات ولا تحتاج الى وصفات طويلة ولا تحتاج الى مستشفيات - 00:00:36ضَ
انما هو هذا القلب يستوحش حينما يبتعد عن معرفة المعبود سبحانه وتعالى. فاذا امتلأ قلبه من معرفته وتعظيمه احبه واقبل عليه وهان عليه كل ما يلاقيه من المشاق قلة ذات اليد الفقر - 00:00:49ضَ
ما يعانيه من امراض المهم ان يرضى فهو مغمور الاستحضار صفات الكمال والجلال وفيوض النعم التي تفيض عليه. فان فاتت واحدة بقي الكثير ومن ثم فتجد هذا العبد دائما في بحبوحة من العيش على فقر - 00:01:06ضَ
يأكل وجبة وتفوته اثنتان ومع ذلك في سعادة غامرة والاخر يملك المليارات ومع ذلك في ضيق وحرج وقلق دائم وحزن وتوتر وتعاسة كما نسمع من كثيرين وكما نشاهد في احوال كثيرين وبعضهم يخبر عن نفسه انه لا ينام الا على المهدئات بل سمعت من بعضهم ان - 00:01:24ضَ
ما عادت تجدي معه يبقى الايام ما ينام وهو مغمور بهذه الثروات التي تكفيه وتكفي الذرية من بعده لاجيال كثيرة جدا ولكن ذلك لا يحقق له الطمأنينة والراحة والسعادة انما ذلك يكون بالارتباط بالله تبارك وتعالى والا كل ما يحصل في هذه الحياة الدنيا ايها الاحبة. لا تتحقق به راحة النفس - 00:01:50ضَ
هذا الربيع الذي نشاهده هذه الايام هذه الزهور وهذه الخضرة وما الى ذلك ما هي الا ايام ثم يضمحل ذلك ويتسحر واذا خرج اليه الانسان يستهويه النظر اليه لكنه يلبث في ذلك بعض يوم او يجلس يوما او يومين - 00:02:20ضَ
ثم ذلك يمل ويسأم ويصير هذا المحل غير مؤنس له هذا الشاعر يقول بلغنا السماء مجدا وجودا وسؤددا وانا لنرجو فوق ذلك مظهرا. يقصد ما وراء هذه الحياة الدنيا بي - 00:02:37ضَ
دخول الجنة وتحصيل النعيم الحقيقي هناك من هذه الاثار ايها الاحبة اجتماع شمل القلب فلا يتفرق باودية شتى من عرف ان ربه تبارك وتعالى مجيد متصف بجميع الكمالات وهو الكامل من كل وجه - 00:02:58ضَ
فان قلبه لا يكون فيه ادنى التفات الى غيره فجميع ما تطلب جميع ما تحتاج اليه كل ذلك بيد الله تبارك وتعالى. كل ما يعرض من حاجات ومطالب كل ذلك عند الله - 00:03:24ضَ
فما الحاجة للالتفات الى غيره فيجتمع شمل القلب وتكون ارادته متحدة يريد ما عند الله تبارك وتعالى. انظر الى المطامح مطامح الكثيرين حينما تكون هذه اللذات هي منتهى الارادات انظر الى منتهى ذلك هذا الشاب الذي يعيش احلاما وهو طالب في الجامعة مثلا - 00:03:42ضَ
ان يحصل وظيفة مرموقة وزوجة حسناء ويكون عنده مركبة جميلة فاخرة ويلبس لباسا يترفع به ان تتحقق له بذلك سعادة القلب وراحته وطمأنينته ويجتمع شمله اذا تحققت هذه الاشياء ابدا ايها الاحبة - 00:04:07ضَ
ابدا اذا وصل الى هذه الامور اسألوا هؤلاء الذين سبقوكم او حينما يحصل هذه الوظيفة يبدأ يتململ وتجده يفكر كثيرا ان يتقاعد تقاعدا مبكرا ان يتخلص من هذا العناء في الذهاب والمجيء - 00:04:31ضَ
صباح مساء وكذلك هذا الانسان الذي يسكن قصرا انه يستهويه في الاسابيع الاولى وقد نبالغ اذا قلنا في الاشهر الاولى ثم بعد ذلك لا يكون له لا ذوق ولا لون ولا طعم ولا رائحة - 00:04:48ضَ
ابدا اذا اردت ان تعرف هذا لو كنت تسكن في غرفة واحدة ضع اجمل منظر يستهويك حينما تراه عند الباعة اجمل منظر يأسرك النظر اليه. ضع هذا المنظر في مدخل هذه الغرفة - 00:05:09ضَ
ستنظر اليه اول يوم وثاني يوم وثالث يوم ورابع يوم سيمر عليك وقت ليس بالطويل كأنه غير موجود لا تشعر بوجوده ولم يعد له اي اثر في النفس لو كنت تسكن اكبر القصور - 00:05:23ضَ
هي هكذا لكنها الحياة حينما تغر الاخرين خذوها ايها الاحبة مختصرة النفس لا يمكن ان يكون لها راحة وطمأنينة وتستقر الا جدار الخلد وبالارتباط بالله عز وجل انسان يتطلع الى ان يكون له دار منيفة - 00:05:40ضَ
واسعة الارجاء فمن حصلها؟ سائمها ويتطلع الى غيرها يحب ان يكون له استراحة او شاليه واسألوا اولئك الذين عندهم هذه الاماكن لا يذهبون اليها الا تكلفا بالشهور تمضي الاربعة اشهر والخمسة اشهر والسبعة اشهر والعشرة اشهر وما ذهبوا اليها. اسألوهم - 00:06:01ضَ
والذي ليس عنده يتمنى لو ان احدا يعطيه او انه يجد شيئا تحت مقدوره باجرة ولكن لو ان ذلك تحقق له لا سئمته نفسه وزهدت فيه. اسألوهم لا يذهبون اليها الا تكلفا - 00:06:24ضَ
ولا يجدون طعما ولا راحة ولا سرورا حينما يجلسون فيها بل يرون انها لون من السآمة والرتابة هذا الشاب اللي حصل هذي السيارة وهذه الوظيفة وهذه وهذه ويشعر ان حياته صارت رتيبة - 00:06:42ضَ
الزوجة وهذه وهذا هذه الدار وهذه المركبة وهذه الوظيفة حياة رتيبة يسأمها ما لم تكن متجددة بطاعة الله عز وجل والاقبال عليه هذا اللي تتجدد بها النفس - 00:06:59ضَ