Transcription
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فان علم اللغة علم جليل القدر غزير الفائدة لا يستغني عنه متفقه ولا حديثي ولا طالب لاي فن من فنون الشريعة - 00:00:00ضَ
فما من علم من العلوم الاسلامية من فقه او حديث او تفسير الا وافتقاره الى اللغة العربية بين لا يدفع ومكشوف لا يتقنع. وذلك ان معاني هذه العلوم لا تعرف عن الحقيقة الا - 00:00:20ضَ
معرفتي الفاظها والوصلة الى معرفة الفاظها معرفة علم العربية. وعلماء اصول الفقه ينص هنا في كلام على الاجتهاد ان من شروط المجتهد ان يكون عنده قدر صالح من علوم العربية حتى يستعين به على فهم كتاب الله - 00:00:40ضَ
وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. بل يقول الامام الشاطبي اذا فرضنا مبتدأ في فهم العربية فهو مبتدأ في فهم الشريعة. او فهو متوسط في فهم الشريعة. قال فان انتهى الى درجة الغاية في العربية كان كذلك في الشريعة. وقد قال الجرمي - 00:01:00ضَ
انا منذ ثلاثين سنة افتي الناس في الفقه من كتاب سيبويه. يفتي الناس في الفقه في الحلال والحرام ثلاثين سنة من كتاب فسروا ذلك بانه كان صاحب حديث وان كتاب سيبويه - 00:01:20ضَ
تألم منه النظر والتفتيش. فالعلم باللغة يعين على فهم النصوص واستنباط الاحكام منها. استنباطا صحيحا لا يستغني عن علم العربية طالب علم اصول الفقه. ولا طالب علم الفقه بل ان ثمة مسائل فقهية سبب الخلاف فيها اختلاف في الاعراب - 00:01:40ضَ
حديث ذكاة الجنين زكاة امه. من قرأه زكاة الجنين ذكاة امه بالرفع. قال اذا ذكيت الشاة مثلا فخرج الجنين من بطنها ميت تيتا فهو حلال. لان زكاة امه زكاة له. ومن قرأه بالنصب زكاة الجنين ذكاة امه. هنا ذكاة - 00:02:00ضَ
الثانية منصوبة بنزع خافض. والتقدير ذكاة الجنين كذكاة امه. فاذا خرج ميتا فهو حرام لا يكلف لانه لم يذكى والسبب في هذا الخلاف بين الفقهاء خلافهم في ضمة وفتحة. وكذلك طالب علم الحديث - 00:02:20ضَ
لا يستغني عن علم اللغة. وقد قال الاصمعي رحمه الله اخوف ما اخاف عطائي بالحديث اذا لم يعرف النحو ان يدخل في قوله صلى الله عليه وسلم من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار. لانه صلى الله عليه وسلم لم يكن يلحن. فاذا رويت - 00:02:40ضَ
عنه ولحنت فيه كذبت عليه. قال العراقي وليحذر اللحان والمصحف على حديثه بان يحرف فيدخلا في قوله من كذب فحق النحو على من طلب. وفي الجامع لاخلاق الراوي واداب السامع للخطيب البغدادي - 00:03:00ضَ
الترغيب في تعلم النحو العربية لاداء الحديث بالعبارة السوية. ومما اخرجه اه تحت هذا تحت هذه الترجمة آآ قول وكيع رحمه الله اتيت الاعمشة اسمع منه الحديث وكنت فما لحنت؟ فقال لي تركت ما هو اولى بك من الحديث؟ فقلت واي شيء اولى من الحديث؟ فقال النحو قال وكيع فاملى - 00:03:20ضَ
علي الاعمش النحو ثم املى علي الحديث. في اخبار اخرى كثيرة ذكرها الخطيب البغدادي في هذا الموضع من كتاب اخلاقه الراوي وقد قال بعضهم يمنع من لحن وقول منكر فاللحن في السري اي في الشريف مثل الجدر - 00:03:50ضَ
ما اخاف قال الاصمعي والله ما الالكن مثل المصقع لو كان لحنك من الذنوب لكان من كبائر الخطوب قال بعض العلماء لو كان لحنك من الذنوب لكان من الكبائر. انظر هنا لجامع الخطيب كافيه كما فيه من الترغيب. وكذلك دارس - 00:04:10ضَ
تعلم الاعتقاد حاجته الى العربية بينة. فالجهل بالعربية سبب في وقوع كثير من الانحرافات والبدع. قال ابو عمرو بن علاء اكثر من تزندق بالعراق بجهلهم بالعربية. وقال الحسن البصري اهلكتهم العجمة. يعني المبتدعة - 00:04:30ضَ
وحمزة الكناني في كتابه الحيدة لما رد على المنحرف بين ان ساب ضلاله هو الجهل بسان كلام العرب عثمان بن سعيد الدارمي كان يرد على بشر منسي فساد معتقده كان يرد عليه باللغة وقال في رده فان كنت - 00:04:50ضَ
لا تحسم العربية فسل من يحسنها ثم تكلم. وكذلك علم التفسير. وقد قال الامام مالك لا اوتى برجل يفسر القرآن هو لا يعرف العربية الا جعلته نكالا. وذلك لان القرآن نزل بلسان عربي مبين. وكيف يؤمن - 00:05:10ضَ
تفسير القرآن من لا يؤمن على لغته. لذلك ينبغي ان لا تكون العربية اهون منظور اليه عند طالب العلم يمكن ان يلخص ما سبق بان ترد ثمرة تعلم النحو الى شيئين. الاول فهم الكتاب والسنة فهما صحيحا. والثاني صوم - 00:05:30ضَ
لساني عن خطأي في الكلام. ثمان ثمان النحو للسان كالملح في الطعام. قال الشعبي رحمه الله الله النحو في العلم كالملح في الطعام لا يستغنى عنه. وعلوم العربية كثيرة. اهمها اربعة علوم - 00:05:50ضَ
هي الصرف والغريب اي معاني المفردات علم اللغة المعجمية والنحو والبلاغة ووجه هذه القسمة ان اللسان العربي مفردات وتراكيب. وكل واحد منهما ينظر اليه من جهة مبناه ومن جهة معناه - 00:06:10ضَ
فالنظر الى الكلمة المفردة من جهة مبناها هذا متعلق علم الصرف. والنظر اليها من جهة معناها هو متعلق علم الغريب. والنظر الى كلام مركب من جهة مبناه هو متعلق علم النحو - 00:06:30ضَ
والنظر اليه من جهة معنى هو متعلق علم البلاغة. والنحاة اه حرصوا على تدوين هذا العلم وجمعه تاريخا لاحتجاج. وهو منتصف القرن الثاني. فمن نبغ بعد سقوط الدولة الاممية لم يكن كلامه محتجا به. من نبغ من الشعراء بعد سقوط الدولة الاموية لم يحتج بكلامه. فمثلا ابو نواس - 00:06:50ضَ
وبشار ابن بر هؤلاء لا يحتج بشعرهم وكذلك من باب اولى من جاء بعدهم كابي تمام والبحتوري والمتنبي هؤلاء كلهم لا يحتجوا بشعرهم. فالمحتج بشعرهم هم الجاهليون والمخضرمون الاسلاميون وان اختلف في الاسلاميين من كان من الشعراء قبل سقوط الدولة الاموية اختلف فيهم - 00:07:20ضَ
فردهم من عاصرهم وقبلهم من جاء بعدهم. قال في منحة المليح الجاهلي مخضرم لامي مولد اربعة الاقسام. فالاولان حجة اجماع. واظهروا في الثالث نزاعا قال به معظمه. اما الرابع مطرح فاحفظ فهذا نافع. والصراط ان يكون الشعر ممن - 00:07:50ضَ
يحتج به هذا انما هو في النحو والصرف واللغة. دون البلاغة. اما البلاغة فانه لا يشترط في آآ الشاعر فيها يحتج بشعره ان يكون من عصور الاحتجاج بل انت الان لو قلت سعرا لكان يصلح ان يستشهد به في علم - 00:08:20ضَ
وعن البيان وعن البديع من علوم البلاغة. لانه علم ينظر في المعاني. لا ينظر في المفردات - 00:08:40ضَ