كما قال الله تعالى لمن شاء منكم ان يستقيم. وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين. وهذه الدرجة من القدر يكذب بها عامة القدرية الذين ها هم النبي صلى الله عليه وسلم مجوس هذه الامة ويغلو فيها قوم من اهل الاثبات - 00:00:00
حتى سلبوا العبد قدرته واختياره. ويخرجون عن افعال الله واحكامه حكمها ومصالحها هذا بيان الفرق التي ظلت في القدر تقدم ان القدر لا يثبت الايمان به الا بان يؤمن بان الله تعالى علم كل شيء قبل وقوعه - 00:00:30
وكتب ذلك وهذا لا ينكره احد في الازمنة المتأخرة انما كان هذا في اول الامر في قول بعض الغلاة ولاة القدرية انكروا ذلك واما بعد ان كان الصحابة عليهم وبيان خطورة ما قالوا - 00:00:53
انقرض هؤلاء الغلاة الذين ينكرون علم الله وكتابته وبقي من ينكر خلق الله ومشيئته وهؤلاء هم القدرية والقدرية اسمه لفرقة ظلت في القدر وهما صنفان منن الناس بينهم المؤلف رحمه الله - 00:01:19
على وجه اجمال في كلامه فقال وهذه الدرجة من القدر يكذب بها عامة القدرية الذين سماهم النبي صلى الله عليه وسلم لما جوس هذه الامة هؤلاء هم القسم الاول وهم - 00:01:51
قدرية مجوسية تثبت الامر والنهي وتنفي المشيئة والخلق تنفي القضاء والقدر حيث يقولون ان الله لم يقدر مقادير الخلائق كما يكون من الخلق هو بفعلهم لا بتقدير الله عز وجل لا بخلقه لا بمشيئته لا بارادته - 00:02:13
بل هو بمشيئتهم التي لا مشيئة لله تعالى فيها فيكذبون القرآن وهذا قد رد عليه الائمة وبينوا ضلالة وان اصحابه قد خرجوا عن الصراط المستقيم ووصفوا بالمجوسية لانهم يعتقدون ان الانسان يخلق فعل نفسه - 00:02:45
وان فعله ليس خلقا لله فاثبتوا خالقا بل اثبتوا خالقين مع الله فلذلك سموا بالمجوسية الذين يقولون باله الخير واله الشر وهؤلاء نحو نحوهم وساروا في سبيلهم حيث اثبتوا خالقا مع الله فجعلوا افعال العباد من خلقهم لا من خلق الله عز وجل - 00:03:14
بل ليس لله فيها مشيئة ولا له عليها قدرة ولذلك قال احدهم يريد ان يظهر هذا العقد صورة تجذب الاسماع تغطي ما فيه من مخالفة الكتاب والسنة قال احدهم سبحان - 00:03:46
مال سبحان الذي تنزه عن الفحشاء؟ سبحان من تنزه عن الفحشاء. يعني عنان يقدر ما يكون من افعال العباد الفاحشة والمعاصي والذنوب فقال سبحان من تنزه عن الفحشاء يعني ان ما يقع من افعال العباد - 00:04:17
من المعاصي والسيئات ليس خلقا لله بل هي من خلق الخلق من خلق الناس من خلق الفاعلين وليست من خلق الله. فرد عليه امام بصير عالم بالكتاب والسنة. مطلع على دلالتهما. جامع بين دلالات النصوص. فقال سبحان - 00:04:46
من لا يكون في ملكه الا ما يشاء ايهما اعظم تنزيها ان يعجز الله عن خلقه بعض فعل عباده؟ ام ان يكون خالقا لكل شيء ولا يكون في ملكه الا ما يشاء سبحانه - 00:05:09
بحمده فسبحان من لا يكون في ملكه الا ما الا ما يشاء. لكنه سبحان لا يلزم ان يكون ما شاءه قد رضي واحبه. بل قد يشاؤه سبحانه لما فيه من الحكمة - 00:05:27
مصلحة وليس لذاته او محبة فيه فليس ثمة تلازم بين المحبة والمشيئة. فقد يحب الله الشيء ولا يشاء ولا يشاء وقوعه وقد يشاء الله تعالى شيئا لا يحبه وهذا اذا كان معقولا - 00:05:45
في فعل الناس فكيف في فعل الحكيم العليم انت الان اذا اصابك مرض في اصبعك واخبرك الاطباء انه ان تركت اصبعك ولم تزله سيمضي المرض الى بقية يدك فتتلف تتلف جميعها تتلف جميعها - 00:06:11
اليس قطعا الاصبع مكروها لك بلى لكنك تفعله مع كونه مكروها لما فيه من المصلحة والحكمة. هذا في فعلك في نفسك كذلك بفعلك في ولدك تمنع ولدك مما يحب لان منعه مما يحب مصلحة له. فاذا كان هذا معقولا في فعل الخلق - 00:06:36
فكيف بفعل الحكيم العليم سبحانه وبحمده ولهذا هؤلاء لم تتسع صدورهم لدلالات النصوص ولا وعت عقولهم ما دلت عليه مما يجتمع به كل هذا ويزول به كل اشتباه على الناس - 00:07:00
فما ما فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن سبحانه وبحمده تستسميتهم مجوس هذه الامة لانهم جعلوا كل احد يخلق فعل نفسه وما ذكر المؤلف رحمه الله من ان من انهم - 00:07:28
من ان النبي صلى الله عليه وسلم سماهم مجوس هذه الامة يشير بذلك الى ما جاء من الاحاديث ومنها ما جاء عن جابر رضي الله تعالى عنه في المسند والسنن قال النبي صلى الله عليه وسلم ان مجوس هذه الامة المكذبون - 00:07:49
باقدار الله تعالى ان مرضوا فلا تعودوهم لاحداثهم هذه المقالة الشريعة وان ماتوا فلا تشهدوهم ردعا لهم عن هذه المقالة. وان لقيتموهم فلا تسلموا عليهم وقد جاء بسنن ابي داوود عن عبد الله ابن عمر رضي الله تعالى عنه - 00:08:07
ان رجلا جاءه فقال ان فلانا يقرأ عليك السلام ان يسلم عليك فقال انه بلغني انه قد احدث اي في امر الدين ما لم يكن عليه عمل سيد المرسلين صلوات الله وسلامه عليه. فان كان قد احدث فلا تقرأه مني - 00:08:35
السلام اي لا تبلغه سلاما مني فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يكون في هذه الامة خسف ومسخ او قذف في اهل القدر وبهذا يتبين انه قد جاء فيهم - 00:08:59
جملة من الاحاديث افرادها ظعيف لكن مجموعها يثبت به المعنى الذي تظمنته من تحذير النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم عن هذا المسلك وتحذيره من هذا السبيل وهو انكار - 00:09:22
اقدار الله عز وجل هذه الفرقة الاولى التي ظلت في القدر وهم القدرية المجوسية اثبتوا الامر والنهي اثبتوا الشرع ونفوا القدر - 00:09:44
Transcription
كما قال الله تعالى لمن شاء منكم ان يستقيم. وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين. وهذه الدرجة من القدر يكذب بها عامة القدرية الذين ها هم النبي صلى الله عليه وسلم مجوس هذه الامة ويغلو فيها قوم من اهل الاثبات - 00:00:00
حتى سلبوا العبد قدرته واختياره. ويخرجون عن افعال الله واحكامه حكمها ومصالحها هذا بيان الفرق التي ظلت في القدر تقدم ان القدر لا يثبت الايمان به الا بان يؤمن بان الله تعالى علم كل شيء قبل وقوعه - 00:00:30
وكتب ذلك وهذا لا ينكره احد في الازمنة المتأخرة انما كان هذا في اول الامر في قول بعض الغلاة ولاة القدرية انكروا ذلك واما بعد ان كان الصحابة عليهم وبيان خطورة ما قالوا - 00:00:53
انقرض هؤلاء الغلاة الذين ينكرون علم الله وكتابته وبقي من ينكر خلق الله ومشيئته وهؤلاء هم القدرية والقدرية اسمه لفرقة ظلت في القدر وهما صنفان منن الناس بينهم المؤلف رحمه الله - 00:01:19
على وجه اجمال في كلامه فقال وهذه الدرجة من القدر يكذب بها عامة القدرية الذين سماهم النبي صلى الله عليه وسلم لما جوس هذه الامة هؤلاء هم القسم الاول وهم - 00:01:51
قدرية مجوسية تثبت الامر والنهي وتنفي المشيئة والخلق تنفي القضاء والقدر حيث يقولون ان الله لم يقدر مقادير الخلائق كما يكون من الخلق هو بفعلهم لا بتقدير الله عز وجل لا بخلقه لا بمشيئته لا بارادته - 00:02:13
بل هو بمشيئتهم التي لا مشيئة لله تعالى فيها فيكذبون القرآن وهذا قد رد عليه الائمة وبينوا ضلالة وان اصحابه قد خرجوا عن الصراط المستقيم ووصفوا بالمجوسية لانهم يعتقدون ان الانسان يخلق فعل نفسه - 00:02:45
وان فعله ليس خلقا لله فاثبتوا خالقا بل اثبتوا خالقين مع الله فلذلك سموا بالمجوسية الذين يقولون باله الخير واله الشر وهؤلاء نحو نحوهم وساروا في سبيلهم حيث اثبتوا خالقا مع الله فجعلوا افعال العباد من خلقهم لا من خلق الله عز وجل - 00:03:14
بل ليس لله فيها مشيئة ولا له عليها قدرة ولذلك قال احدهم يريد ان يظهر هذا العقد صورة تجذب الاسماع تغطي ما فيه من مخالفة الكتاب والسنة قال احدهم سبحان - 00:03:46
مال سبحان الذي تنزه عن الفحشاء؟ سبحان من تنزه عن الفحشاء. يعني عنان يقدر ما يكون من افعال العباد الفاحشة والمعاصي والذنوب فقال سبحان من تنزه عن الفحشاء يعني ان ما يقع من افعال العباد - 00:04:17
من المعاصي والسيئات ليس خلقا لله بل هي من خلق الخلق من خلق الناس من خلق الفاعلين وليست من خلق الله. فرد عليه امام بصير عالم بالكتاب والسنة. مطلع على دلالتهما. جامع بين دلالات النصوص. فقال سبحان - 00:04:46
من لا يكون في ملكه الا ما يشاء ايهما اعظم تنزيها ان يعجز الله عن خلقه بعض فعل عباده؟ ام ان يكون خالقا لكل شيء ولا يكون في ملكه الا ما يشاء سبحانه - 00:05:09
بحمده فسبحان من لا يكون في ملكه الا ما الا ما يشاء. لكنه سبحان لا يلزم ان يكون ما شاءه قد رضي واحبه. بل قد يشاؤه سبحانه لما فيه من الحكمة - 00:05:27
مصلحة وليس لذاته او محبة فيه فليس ثمة تلازم بين المحبة والمشيئة. فقد يحب الله الشيء ولا يشاء ولا يشاء وقوعه وقد يشاء الله تعالى شيئا لا يحبه وهذا اذا كان معقولا - 00:05:45
في فعل الناس فكيف في فعل الحكيم العليم انت الان اذا اصابك مرض في اصبعك واخبرك الاطباء انه ان تركت اصبعك ولم تزله سيمضي المرض الى بقية يدك فتتلف تتلف جميعها تتلف جميعها - 00:06:11
اليس قطعا الاصبع مكروها لك بلى لكنك تفعله مع كونه مكروها لما فيه من المصلحة والحكمة. هذا في فعلك في نفسك كذلك بفعلك في ولدك تمنع ولدك مما يحب لان منعه مما يحب مصلحة له. فاذا كان هذا معقولا في فعل الخلق - 00:06:36
فكيف بفعل الحكيم العليم سبحانه وبحمده ولهذا هؤلاء لم تتسع صدورهم لدلالات النصوص ولا وعت عقولهم ما دلت عليه مما يجتمع به كل هذا ويزول به كل اشتباه على الناس - 00:07:00
فما ما فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن سبحانه وبحمده تستسميتهم مجوس هذه الامة لانهم جعلوا كل احد يخلق فعل نفسه وما ذكر المؤلف رحمه الله من ان من انهم - 00:07:28
من ان النبي صلى الله عليه وسلم سماهم مجوس هذه الامة يشير بذلك الى ما جاء من الاحاديث ومنها ما جاء عن جابر رضي الله تعالى عنه في المسند والسنن قال النبي صلى الله عليه وسلم ان مجوس هذه الامة المكذبون - 00:07:49
باقدار الله تعالى ان مرضوا فلا تعودوهم لاحداثهم هذه المقالة الشريعة وان ماتوا فلا تشهدوهم ردعا لهم عن هذه المقالة. وان لقيتموهم فلا تسلموا عليهم وقد جاء بسنن ابي داوود عن عبد الله ابن عمر رضي الله تعالى عنه - 00:08:07
ان رجلا جاءه فقال ان فلانا يقرأ عليك السلام ان يسلم عليك فقال انه بلغني انه قد احدث اي في امر الدين ما لم يكن عليه عمل سيد المرسلين صلوات الله وسلامه عليه. فان كان قد احدث فلا تقرأه مني - 00:08:35
السلام اي لا تبلغه سلاما مني فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يكون في هذه الامة خسف ومسخ او قذف في اهل القدر وبهذا يتبين انه قد جاء فيهم - 00:08:59
جملة من الاحاديث افرادها ظعيف لكن مجموعها يثبت به المعنى الذي تظمنته من تحذير النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم عن هذا المسلك وتحذيره من هذا السبيل وهو انكار - 00:09:22
اقدار الله عز وجل هذه الفرقة الاولى التي ظلت في القدر وهم القدرية المجوسية اثبتوا الامر والنهي اثبتوا الشرع ونفوا القدر - 00:09:44