خطب الجمعة

من آثار اسم الله العليم |د.عمر المقبل |

عمر المقبل

قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني. وسبحان الله وما انا من بسم الله الرحمن الرحيم. يسر موقع الدكتور عمر المقبل ان يقدم لكم هذه المادة. اما بعد - 00:00:00ضَ

فان اشرف علم يلج قلب العبد وعقله علم يعرفه بخالقه ومولاه. وذل هو العلم باسمائه وصفاته. فهو اعظم الطرق لنيل محبته ورحمته. والخوف منه ايها المسلمون ان من اسماء الله تعالى الحسنى التي تكرر ذكرها في القرآن. وتعرض - 00:00:22ضَ

الله بها الى عباده اسمه العليم. هذا الاسم الشريف الذي تكرر مئة وخمسة سبعين مرة فعلام يدل هذا؟ وماذا يعني ان يلمح قارئ القرآن؟ تنوع اساليب به في تقرير معاني واثار هذا الاسم العظيم. فتارة يقرأ ثناء الله عز وجل على نفسه - 00:00:52ضَ

بسعة علمه. وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو. ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة الا يعلمها. ولا حبة في ظلمات الارض ولا رطب ولا لابس الا في كتاب مبين. وهنا يتساءل المتدبر كم في الارض من ورق شجر - 00:01:22ضَ

وكم عدد وكم عدد الورق الذي يسقط في البراري والصحاري؟ والانصار والقرى وكم حبة في ظلمات الارض واذا كان سبحانه يعلم حبات تخفى في الظلمات افيخفا اعليهما في النور وكيف شمل الكل بقوله ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين - 00:01:52ضَ

وتارة يثني على نفسه العلية باختصاصه بعلم تلك المفاتيح التي اشارت اليها الاية السابقة تلك المفاتح الخمس التي لا يعلمها ملك مقرب. ولا نبي مرسل. ان الله عنده ساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الارحام. وما تدري نفس ماذا تكسب غدا - 00:02:22ضَ

وما تدري نفس باي ارض تموت ان الله عليم خبير. واما علم الارحام في تثني سبحانه على ذاته خصوصا فيقول وما تحمل من انثى ولا تضع الا بعلمه وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره الا في كتاب. ان ذلك على الله يسير - 00:02:52ضَ

وهنا يتساءل الموفق كم من انثى في هذه اللحظة ادمية او جنية او طير في الجو او حيوان في البر او في البحر. كم من انثى من هذه الاجناس تحمل في هذه اللحظة واخرى تضع مما تحمله الاجنة او يولد بواسطة البير - 00:03:22ضَ

في هذه اللحظة من انثى تسقط واخرى تجهض. وكم من مخلوق في هذه اللحظة كتب فله عمر جديد. واخر تم اجله. كل هذا يا عباد الله كله بعلم الله وهو عليه سبحانه يسير. فسبحان من احاط علمه بكل شيء. وسبحان من لو جمعت علوم الخلائق - 00:03:50ضَ

كلهم ونسبت الى علمه لاضمحلت وتلاشت. وهذا المعنى هو الذي اشار اليه الخضر حينما رأى عصفورا وقف على حرف السفينة وحافتها. ثم نقر في البحر نقرأ فقال الخضر لموسى عليهما الصلاة والسلام يا موسى ما نقص علمي وعلمك من علم - 00:04:20ضَ

الا مثل ما نقص هذا العصفور من البحر. والمعنى ما نسبة العلم الذي عندنا مما علمنا اياه بالنسبة الى علم الله الا كنسبة هذه القطرة الى هذا البحر. اي المؤمنون ان لكل علم ثمرة. وان الثمرة المرجوة والغاية المقصودة من التذكير بهذه - 00:04:50ضَ

معاني وما ترك اكثر المقصود ان يظهر اثر هذا التعبد بالاسماء الحسنى والصفات العلا على خشية وانابة واستكانة وخضوعا. وان تظهر ثمرتها. في نشاطنا للطاعة حبا وشوقا وان يظهر اثرها في فتورنا عن المعصية خوفا ووجلا. الا وان من - 00:05:20ضَ

اعظم الاثار الايمانية لمعرفة هذا الاسم الكريم العليم اجلال الله وتوقيره. والخوف من عقوبته عند معصيته وهذه ثمرة العلم. بسعة بسعة علم الله بجلائل الامور وحقيرها وصغيرها وكبيرها. وظواهر الاشياء وبواطنها. غيبها وشهادتها. يعلم تعالى جزئي - 00:05:50ضَ

يأتي الامور وخبايا ما في الصدور. وكم وعظ الله عباده بامثال هذا المعنى مذكر اياهم به كما في قوله سبحانه قل ان تخفوا ما في صدوركم او تبدوه يعلم والله ويعلم ما في السماوات وما في الارض والله على كل شيء قدير وتبعا لهذا الايمان - 00:06:20ضَ

على العبد ان يتفقد نيته. وان ينظر في صدقه واخلاصه. ويخاف من قصد السوء الرديئة خصوصا عندما تقرع سمعه ايات القرآن كقوله سبحانه ولقد خلقنا الانسان ونعلم ما توسوس به نفسه. ونحن اقرب اليه من حبل الوريد. وان عبدا - 00:06:50ضَ

نجتهد في مراقبة قلبه وتفقد نيته لخليق ان يسلم وينجو. وينال كرامات الله الا وهباته في الدنيا وفي البرزخ والاخرة. وان من استشعر استشعارا جازما اطلاع الله عليه ونظره الى قلبه. وعلمه بتفاصيل خواطره. اوشك ان يورثه ذلك حياء من الله - 00:07:20ضَ

واجلالا له من ان يطلع الله على تلك الخواطر التي في قلبه. وما خلق القلب الا لا لمعرفة الله ومحبته. ومن الاثار الايمانية بهذا الاسم العظيم. وفي باب القدر خصوصا ان من - 00:07:50ضَ

بهذا الاسم وجد الطمأنينة والراحة. حينما تصيبه مصيبة او تنزله او تنزل به بلية لانه يقرأ قول ربه ما اصاب من مصيبة الا باذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه - 00:08:10ضَ

والله بكل شيء عليم. قال بعض السلف هو الرجل تصيبه المصيبة. في علم انها من عند الله فيرضى ويسلم. ومن الاثار الايمانية لها بهذا الاسم العظيم. حفظ اللسان عند الكلام - 00:08:30ضَ

قال من عند الكتابة خصوصا ونحن في عصر انتشر فيه القلم. وكثرت فيه الوسائل المغرية بالحديث والوسائل المغرية بالكتابة عبر الجوال او عبر الشبكة العالمية او عبر منبر اعلامي من هم بما لا يرضي الله فليعظ نفسه بعلم الله. من هم بما لا يرضي الله فليعظ نفسه - 00:08:50ضَ

بعلم الله الذي قال عن نفسه المتر ان الله يعلم ما في السماوات وما في الارض ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم. ولا خمسة الا هو سادسهم. ولا ادنى من ذلك - 00:09:20ضَ

ولا اكثر الا هو معهم اينما كانوا. ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة ان الله بكل شيء عليم. ومن الاثار الايمانية للتعبد بهذا الاسم. التواضع لله وقطع شجرة العجب واستئصال شأفة الكبر ان وجدت. خاصة عندما يبلغ الانسان مرتبة كبيرة - 00:09:40ضَ

من العلم في اي تخصص كان. وفي علم الشريعة بشكل اخص. لان العبد يوقن ان حلمه هذا كله انما هو من تعليم الله له. ليس منه شيء ولا له شيء. وانه مهما بلغ - 00:10:10ضَ

من العلم فلن يخرج عن قوله تعالى وما اوتيتم من العلم الا قليلا. ويتدبر جيدا قول الله لنبيه صلى الله عليه وسلم وهو اعلم الامة وعلمك ما لم تكن تعلم. اذا تذكر هذا واستشعره - 00:10:30ضَ

اورثه ذلك التواضع ولسان حاله يقول سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا. ويتأمل جيدا كيف ان الله تعالى قال في مواضع كثيرة من كتابه الذين اوتوا العلم ولم يقل تعلموا من - 00:10:50ضَ

انفسهم وذواتهم ليتذكر العبد بهذا ان هذا العلم انما هو من ايتاء الله له. ولو شاء الله لسلبه منه او لحرمه منه ابتداء. فجعله يتردى في دركات الجهل ودياجير الظلم - 00:11:10ضَ

وان ايمانه بهذا الاسم العظيم يجعله ينطرح بين يدي الله ويسأله العلم النافع والتعوذ به سبحانه من علم لا ينفع. اللهم علمنا ما ينفعنا. اللهم انا اللهم انا نعوذ بك - 00:11:30ضَ

كم من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع ومن دعاء لا يسمع. بارك الله لي ولكم في القرآن والسنة ونفعني واياكم بما فيهما من الايات والحكمة. اقول ما تسمعون واستغفر الله العظيم لي ولكم. ولسائر المسلمين والمسلمات من كل ذنب - 00:11:50ضَ

استغفروه ان ربي رحيم ودود. فان من رحمة الله بعباده ان يقدر من الامور والاحداث ما يزدادون به ايمانا وفقها باسمائه وصفاته. وما له من الكمالات التي لا حد لها. ومن - 00:12:10ضَ

ذلك ما ما تتداوله الاخبار العالمية حول قصة الطائرة الماليزية التي لا زال البحث جاريا عنها تفاصيلها حتى هذه اللحظة. ويقال ان المؤشرات تدل على انه عثر عليها في المحيط الهندي - 00:12:30ضَ

سبحان الله سبحان الله ايام متواصلة من البحث. وتعاون دولي وفي الاخير يتوقع انه عثر على اثر لحطامها. وليس العثور عليها بكليتها. بل هي اشارات تدل على مكانها طائرة وبهذا الحجم الضخم وفي محيط مكشوف في هذه الكرة الارضية - 00:12:50ضَ

هذه الكرة التي لا تشكل الا ذرة في هباء هذا الكون الواسع. اين اجهزة الرصد البشري اين انظمة التحكم؟ اين القوة اين القوى العالمية؟ التي تظن انه لا عليها مراقبة شخص فظلا عن طائرة ضخمة بهذا الحجم. ونحن ايها المؤمنون ننظر الى هذا الخبر - 00:13:20ضَ

بمنظار يزيدنا ايمانا. ننظر اليه ونحن نقرأ تلك الاية. التي عندها الاقلام وتخضع لها الرقاب اجلالا لمن وسع علمه كل شيء. حينما قال العبد الصالح لابنه يا بني انها ان تك مثقال حبة من خردل. حبة من خردل - 00:13:50ضَ

فتكن في صخرة او في السماوات او في الارض يأتي بها الله اه يأتي بها الله ان الله لطيف خبير. انها حبة من خردل يا قوم وتذهب اين لا في الكرة الارضية فحسب. بل حتى في السماوات. وكم هو حجم السماء - 00:14:20ضَ

كم فيها من مجرات تحتاج ملايين السنوات الضوئية حتى تقطع مسافاتها ما اعظمك يا الله! ما اوسع علمك يا الله! وثمة منزع تربوي اخر في هذه الاية الكريمة وهي انها جاءت في سياق وصية يلقيها والد مشفق - 00:14:50ضَ

ابنه ليربيه على عبادة المراقبة. فيقول لقمان لابنه يا بني انها ان تك مثقال ذرة الاية الما احوجنا ايها الاباء ان نستثمر مثل هذه الاحداث في تربية ابنائنا على ان - 00:15:20ضَ

هذه المعاني العظيمة والوصايا الجليلة. فوالله والله والله ثم والله لو امتلأت قلوبنا وقلوب اولادنا بمراقبة الله. لكنا على حال اخرى. اللهم فارزقنا علما يورثنا خشيتك اللهم ارزقنا علما يورثنا خشيتك. ومراقبة تورثنا اجلالك. وعبودية نتذوق فيها طعم - 00:15:40ضَ

التذلل لك - 00:16:10ضَ