من أحكام القرآن الكريم - سورة آل عمران - القسم الثاني - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء
من أحكام القرآن الكريم|12 من 58|سورة آل عمران-القسم الثاني|الآية 155-158|صالح الفوزان|كبار العلماء
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان حلقات من احكام القرآن الكريم للشيخ صالح بن فوزان الفوزان تفسير سورة ال عمران الدرس الثاني عشر - 00:00:00ضَ
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين يؤخذ من هذه الايات ايضا ان الغفور الحليم من اسماء الله سبحانه وتعالى - 00:00:21ضَ
فان الله جل وعلا يقول ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في اسمائه سيجزون ما كانوا يعملون ومن اسمائه ما ذكره الله في هذه الاية ان الله غفور - 00:00:47ضَ
حليم ثلاثة اسماء الله لفظ الجلالة غفور حليم هذه اسمى لله عز وجل تتضمن يتضمن كل اسم منها صفة عظيمة فالله يتضمن الالوهية والغفور يتضمن المغفرة والرحيم يتضمن الرحمة هذه صفات - 00:01:08ضَ
من صفات الله عز وجل تليق بجلاله سبحانه وتعالى ويؤخذ من هذه الايات مسألة مهمة وهي وجوب الايمان بالقضاء والقدر فان الله رد على المشركين اه رد على المنافقين والمشركين - 00:01:35ضَ
في قولهم لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا فهذا انكار منهم للقضاء والقدر رد الله عليهم بقوله والله يحيي ويميت فالموت والحياة بيد الله سبحانه وتعالى ليست بيد احد - 00:02:06ضَ
من عباده والله يحيي ويميت ففيه رد على منكري القضاء والقدر وان القضاء والقدر يحتج بهما على المصايب فاذا اصيب الانسان بمصيبة فانه يقول هذا قظاء الله وقدره. فيرظى بذلك - 00:02:32ضَ
ولا يجزع ويحاسب نفسه ولهذا قال صلى الله عليه وسلم فان اصابك شيء فلا تقل لو اني فعلت كذا لكان كذا وكذا ولكن قل قظى قل قدر الله وما شاء فعل - 00:03:00ضَ
الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون فالمسلم اذا اصابته مصيبة فانه يحتج بالقضاء والقدر ولا يحمل نفسه او غيره ان هذه المصيبة انما حصلت بسببه او انها - 00:03:22ضَ
انه هو الذي اوقعها فيه وانما هذا راجع الى الله سبحانه وتعالى واما الاحتجاج بالقضاء والقدر على فعل الذنوب فهذا لا يجوز لان الذنوب من كسب العبد وفعل العبد وبامكانه ان يتركها - 00:03:44ضَ
وبامكانه ان يتوب منها فلا يحتج بالقضاء والقدر على فعل الذنوب وانما اذا حصل له ذنب بادر بالتوبة وحمل نفسه المسؤولية ولا يحملها على القضاء والقدر كما يفعله الجبرية وما يفعله - 00:04:06ضَ
آآ اهل الجهل بالله عز وجل فيحتجون على بالقضاء والقدر على معاصيهم وعلى ذنوبهم وسيئاتهم ولا يتوبون الى الله عز وجل. فابليس لما حصل له الطرد من رحمة الله احتج بالقضاء - 00:04:30ضَ
وقال فبما اغويتني ولم يستغفر الله عز وجل مثل ما حصل من ادم عليه السلام فان ادم لما اذنب لم يحتج بالقضاء والقدر وانما تاب الى الله قالا ربنا ظلمنا انفسنا - 00:04:49ضَ
وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين فعصى ادم ربه فغوى ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى فهذا هو موقف المؤمن من المصائب وموقفه من المعايب يحتج بالقضاء والقدر على المصائب - 00:05:08ضَ
ولا يحتج به على فعل المعايب يؤخذ من هذه الايات النهي عن التشبه بالكفار والمنافقين قال الله سبحانه يا ايها الذين امنوا لا تكونوا كالذين كفروا لا تتشبهوا بهم فهذا فيه النهي عن التشبه بالكفار - 00:05:30ضَ
والمنافقين في مقالاتهم وفي اعمالهم وفي عوائدهم الخاصة بهم وقد قال صلى الله عليه وسلم من تشبه بقوم فهو منهم وفي هذه الايات ان الحذر لا ينجي من القدر فان الله سبحانه وتعالى رد على - 00:05:54ضَ
آآ المنافقين قولهم لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا. رد عليهم بقوله والله يحيي ويميت فليس لكم خلاص من قضاء الله وقدره مهما عملتم في الاية الاخرى يقول جل وعلا - 00:06:22ضَ
قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل الى مضاجعهم لما قالوا لو كان لنا من الامر شيء ما قتلنا ها هنا قال الله سبحانه وتعالى قل لو كنتم في بيوتكم - 00:06:40ضَ
لبرز الذين كتب عليهم القتل الى مضاجعهم ولما قالوا لو كانوا الذين قالوا لاخوانهم اذا ضربوا في الارض او كانوا غزا لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا قال الله جل وعلا والله يحيي - 00:06:58ضَ
ويميت فالحذر لا ينجي من القدر ولكننا مأمورون بفعل الاسباب اتخاذ الاسباب مع الايمان بالقضاء والقدر فان نفعت الاسباب فبها ونعمة هذا من الله جل وعلا وان لم تنفع فاننا نؤمن بقضاء الله وقدره. كما قال صلى الله عليه وسلم - 00:07:18ضَ
احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجزن فان اصابك شيء فلا تقل لو اني فعلت كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فان لو تفتح عمل الشيطان - 00:07:43ضَ
يؤخذ من هذه الاية او الايات الرد على شبه الاعداء وكشف تلبيساتهم وانه لا يجوز للعلماء السكوت على شبهات اعداء الله سبحانه وتعالى بل لابد من الرد عليهم وكشف شبهاتهم - 00:08:02ضَ
فان الله رد على الكافرين في هذه الاية فقال والله يحيي ويميت ورد عليهم في مواضع اخرى حينما يذكر مقالاتهم الشنيعة يرد عليهم سبحانه وتعالى ففي هذا مشروعية الرد على اعداء الله - 00:08:25ضَ
وعلى اهل الشبه والتلبيسات الله جل وعلا يقول يا ايها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم وجهاد الكفار يكون بالسلاح وجهاد المنافقين يكون بالحجة يؤخذ من هذه الايات ان الايمان بالقضاء والقدر يذهب الحسرة من القلوب. هذه ثمرة - 00:08:48ضَ
الايمان بالقضاء والقدر فاذا امن الانسان بان كل ما يجري فهو في قضاء الله وقدره فانه لا يتحسر على شيء ولا يحزن على شيء بل يطمئن قلبه لان الله جل وعلا قال ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم. اي في قلوب - 00:09:18ضَ
الكفار والمنافقين الذين لا يؤمنون بالقضاء والقدر ويقولون لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا يؤخذ من هذه الايات ان عدم الايمان بالقضاء والقدر يسبب التحسر والجزع النياحة او غير ذلك - 00:09:42ضَ
من اعمال الجاهلية عند المصائب فان اهل الجاهلية ومن تشبه بهم يجزعون عند المصائب ويفعلون اعمالا قبيحة من لطم الخدود وشق الجيوب والنياحة على الميت واقامة المآتم تنكيس الاعلام ولبس السواد - 00:10:04ضَ
وغير ذلك من مظاهر الجاهلية كل ذلك ناتج عن عدم الايمان بالقضاء والقدر يؤخذ من هذه الايات ان الحياة والموت بيد الله جل وعلا لا بيد غيره وان احدا لا ينقذ نفسه من الموت - 00:10:31ضَ
ولا ينقذ غيره من الموت اذا قدره الله عليه اما اذا فعل سببا انقذ احدا من الخطر فهذا ايضا بقضاء الله وقدره وهذا يدل على ان هذا الشخص لم يحضر اجله - 00:10:55ضَ
ولو حضر اجله ما نفع اي سبب ويؤخذ من هذه الايات احاطة علم الله جل وعلا بما يعمله الانسان من خير او شر فهذا مما يطمئن المؤمن ويشجعه على فعل الخير - 00:11:11ضَ
ويحذر المسيء والعاصي من فعل الشر لانه مراقب من قبل الله سبحانه وتعالى ومحصن عليه اوله عمله خيرا او شر فالمؤمن يطمئن والعاصي يحذر ويتوب الى الله سبحانه وتعالى يؤخذ من هذه الايات - 00:11:35ضَ
ان الموت والقتل في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها الموت في سبيل الله والقتل في سبيل الله شهادة وهو خير من بقاء الانسان على قيد هذه الحياة الفانية المتعبة - 00:12:00ضَ
كونه يقتل في سبيل الله ويموت ميتة شريفة وخاتمة حسنة هذا خير له وما عند الله خير وابقى للذين امنوا ويؤخذ من هذه الايات ان مصير العباد الى الله فيجازي كل عامل بعمله - 00:12:20ضَ
وانه لا احد يفر من الله ولا احد يتخلف عن الله عز وجل يوم القيامة. بل كلهم يحشرون لالى الله تحشرون فكل الناس يحشرون في صعيد واحد ينفذهم البصر ويسمعهم الداعي - 00:12:43ضَ
كلهم يجازون باعمالهم. يومئذ يصدر الناس اشتاتا ليروا اعمالهم فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره هذا ونسأل الله سبحانه وتعالى باسمائه وصفاته ان يثبتنا على الايمان - 00:13:07ضَ
وان يهدينا الصراط المستقيم وان يوفقنا لصالح القول والعمل صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:13:31ضَ