من أحكام القرآن الكريم - سورة النساء - القسم الأول - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء
من أحكام القرآن الكريم|12 من 81|سورة النساء-القسم الأول|الآية 8-11|صالح الفوزان|كبار العلماء
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان حلقات من احكام القرآن الكريم للشيخ صالح ابن فوزان الفوزان تفسير سورة النساء الدرس الثاني عشر بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:00:00ضَ
على اله واصحابه ما زلنا مع الايات من قوله تعالى آآ واذا حضر القسمة اولو القربى وانتهى بنا الكلام عند قوله تعالى فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا تقوى الله سبحانه وتعالى - 00:00:27ضَ
كلمة جامعة كل خصال الخير من فعل الواجبات ترك المحرمات التقرب الى الله سبحانه وتعالى بالطاعات سميت تقوى لانها تقي الانسان من عذاب الله سبحانه وتعالى وواجب على الانسان ان يتقي الله في كل حالة - 00:00:51ضَ
وفي هذه الحالة حالة الذين يتولون شؤون الايتام او الذين يحضرون الميت عند وفاته وهو بحاجة الى الوصية او عموم الناس مع الايتام عليهم ان يتقوا الله في كل هذه الاحوال - 00:01:21ضَ
وان يخافوا من عقابه سبحانه وليقولوا قولا سديدا ان يتقوا الله وليقولوا اللام في الموضعين يسمونها لام الامر ولهذا جزم الفعل بعدها وعلامة جزمه اه ولذلك جزم الامر بعدها وعلامة جزمه حذف النون - 00:01:49ضَ
ان يتقوا الله وليقولوا قولا سديدا القول السديد هو القول الصواب فعليه ان يحفظ لسانه عن الكلام الضار له او لغيره وليتجه الى الكلام الذي فيه مصلحة له ومصلحة لغيره كما قال صلى الله عليه وسلم - 00:02:26ضَ
ومن كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت ثم قال سبحانه وتعالى متوعدا الذين يأكلون اموال الايتام وينتهزون ظعفهم وقصورهم وصغرهم فيعبثون في اموالهم حذرهم الله وتوعدهم باشد الوعيد - 00:02:53ضَ
فقال سبحانه ان الذين يأكلون اموال اليتامى ظلما انما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا فعلى ولي اليتيم ان يتقي الله فيه وان يحفظ له ما له ولا يأكل منه - 00:03:33ضَ
الا ما اذن له الشارع به في قوله ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف اباح له الاكل من مال اليتيم اذا كان وليا عليه ويعمل فيه ان يأكل منه بشرطين الشرط الاول ان يكون فقيرا - 00:03:57ضَ
ان يكون الولي فقيرا الشرط الثاني ان يكون اكله محدد بالمعروف اي بما جرت به العادة لامثاله من غير اسراف ولا تبذير ولهذا قال ظلما قيده لقوله ظلما ليخرج بذلك الاكل - 00:04:21ضَ
المأذون به شرعا بالشرطين المذكورين ثم قال جل وعلا انما يأكلون في بطونهم نارا هذا حصر اي انما يدخلون في اجوافهم عذابا من جهنم لان ما يأكلونه حرام وسحت وظلم - 00:04:47ضَ
عاقبته النار فهم وان كانوا يتلذذون به وباكله في الدنيا فانه ينقلب نارا تتأجج في قلوبهم تتأججوا في بطونهم والعياذ بالله وليس الامر قاصرا على الاكل. ولا وانما عبر بالاكل - 00:05:16ضَ
لانه اغلب وجوه الانتفاع بل يحرم جميع التصرفات التي ليست في صالح الايتام سواء بالاكل او بغيره او بالشرب او باللباس او بالركوب او غير ذلك فجميع وجوه الانتفاع بمال اليتيم - 00:05:41ضَ
التي تخل بماله وتضره كلها تدخل في هذا الوعيد ثم قال جل وعلا وسيصلون سعيرا السين للتنفيس ان يصلون سعيرا في المستقبل وذلك في الدار الاخرة وقوله تعالى انما يأكلون في بطونهم نارا هذا في الدنيا - 00:06:13ضَ
وقوله وسيصلون سعيرا هذا في الاخرة فلهم وعيد في الدنيا ولهم وعيد في الاخرة والشعير اسم من اسماء النار والعياذ بالله ومعنى يصلونها ان يقاسون حرها من الصلي وهو الحرارة - 00:06:44ضَ
ان يقاسون حرها وعذابها وليس ذلك يكون في لحظة بل يكون امدا طويلا وهذا من ايات الوعيد التي جاءت في حق العصاة من المسلمين فمن ارتكب من ارتكب كبيرة من كبائر الذنوب - 00:07:10ضَ
وهو مسلم ومنها اكل مال اليتيم فانه مهدد بالوعيد ان شاء الله عذبه وان شاء غفر له لكنه لا يخلد في النار هذه عقيدة اهل السنة والجماعة وفي هذه الاية دليل على ان اكل مال اليتيم من اكبر الكبائر - 00:07:44ضَ
كما اعده النبي صلى الله عليه وسلم في اكبر الكبائر كما في الحديث الصحيح فهذا مما يوجب على اولياء اليتامى ان يتحرزوا ويتحفظوا مع اموال اليتامى والا يستهلكوا منها شيئا - 00:08:11ضَ
الا في حدود ما اذن به الشارع لهم كما سبق بيانه قريبا وهذا من عناية الاسلام بالضعفاء من الايتام وغيرهم في انه سبحانه وتعالى حذر من استغلال ضعفهم وعدم معرفتهم - 00:08:36ضَ
حذر من اكل اموالهم في هذه الحالة لانهم لا يقدرون على الدفاع عن انفسهم فالله جل وعلا هو الذي تولى الدفاع عنهم وهذا دليل على عناية الاسلام بحقوق الناس وعدم التساهل فيها - 00:09:06ضَ
وان ليس لولي اليتيم سلطة مطلقة في ماله وانما هي سلطة مقيدة بحسب مصلحة اليتيم هذا والى الحلقة القادمة باذن الله تعالى السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:09:34ضَ