من أحكام القرآن الكريم - سورة آل عمران - القسم الأول - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء
من أحكام القرآن الكريم|17 من 80|سورة آل عمران-القسم الأول|الآية 90-91|صالح الفوزان|كبار العلماء
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان حلقات من احكام القرآن الكريم للشيخ صالح ابن فوزان الفوزان تفسير سورة ال عمران الدرس السابع عشر - 00:00:00ضَ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله واصحابه واتباعه الى يوم الدين اما بعد نواصل الكلام على قوله تعالى ان الذين كفروا بعد ايمانهم - 00:00:21ضَ
الى قوله وما لهم من ناصرين قد تكلمنا في الحلقة السابقة عن تفسير هذه الاية بما استطعنا والان ننظر بما يظهر لنا فيها من احكام فيؤخذ منها اولا تغليظ عقوبة المرتد - 00:00:42ضَ
الذي لم يتب من ردته حتى مات في قوله ان الذين كفروا بعد ايمانهم ثم ازدادوا كفرا لن تقبل توبتهم واولئك هم الظالون ان الذين كفروا وماتوا وهم كفار فمن مات على ردته - 00:01:09ضَ
فهو اشد الناس عذابا كما في قوله تعالى ومن يرتجد منكم عن دينه فيمت وهو كافر اولئك حبطت اعمالهم في الدنيا والاخرة واولئك اصحاب النار هم فيها خالدون فيؤخذ من مفهوم - 00:01:34ضَ
هذه الايات ان الحث حث المرتد بان يتوب توبة صحيحة قبل ان يموت لان الله سبحانه وتعالى فتح باب التوبة واما من لم يتب حتى حضرته الوفاة او لم يتب اصلا - 00:02:02ضَ
كلهم سواء هذا مصيرهم العذاب المؤبد الشديد والعياذ بالله ثانيا يؤخذ من الاية ان الله سبحانه وتعالى يقبل توبة المرتد آآ توبة المرتد وغيره اذا تاب قبل اه الممات لقوله سبحانه وتعالى قل للذين كفروا لينتهوا يغفر لهم ما قد سلف - 00:02:32ضَ
قوله تعالى فاذا انسلخ الاشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم هم واقعدوا لهم كل مرصد فان تابوا واقاموا الصلاة واتوا الزكاة فخلوا سبيلهم بالاية الاخرى فان تابوا واقاموا الصلاة فاخوانكم في الدين - 00:03:13ضَ
وفي الحديث ان الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر وهذا مهما تعاظم ذنبه فان الله جل وعلا يغفر له اذا صدقت توبته وكانت في حينها قبل ان يحضره الموت - 00:03:38ضَ
الله جل وعلا دعا الذين يقولون ان الله هو المسيح ابن مريم ويقولون ان الله ثالث ثلاث دعاهم الى التوبة فقال سبحانه وتعالى افلا يتوبون الى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم - 00:03:58ضَ
والله جل وعلا يفرح بتوبة عبده اشد من فرح الذي فقد راحلته في ارض مهلكة عليها طعامه وشرابه ثم وجدها قائمة يعني استسلم للموت تحت شجرة انتظر الموت فبينما هو كذلك اذا براحلته - 00:04:23ضَ
فوق رأسه عليها طعامه وشرابه فالله اشد فرحا من هذا براحلته وذلك من لطفه سبحانه وتعالى وفضله. والا فانه ليس محتاجا الى توبة التائبين ولا الى طائع الى طاعة الطائعين. قال تعالى ان تكفروا انتم ومن في الارض جميعا - 00:04:46ضَ
فان الله لغني حميد وفي الحديث القدسي يقول الله جل وعلا يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على افجر قلب رجل منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئا - 00:05:11ضَ
وانما التوبة والاعمال الصالحة ترجع فائدتها الى اصحابها والله يحب لهم ذلك تفظلا منه واحسانا رابعا يؤخذ من الاية ان من مات على الردة او مات على الكفر من غير ايمان قبل الموت - 00:05:30ضَ
فانه لا احد يستطيع ان قاله من عذاب الله سبحانه وتعالى وما لهم من ناصرين وهذا بخلاف الدنيا فان الانسان استنجدوا بعشيرته ويستنجدوا اقاربه واصدقائه تخليصه من كربات الدنيا اما يوم القيامة - 00:06:05ضَ
فلا احد يلوي على احد يوم يفر المرء من اخيه وامه وابيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه الواجب على المسلم ان يبادر بالتوبة الى صدر منه ذنب - 00:06:35ضَ
ولو كان ذنبه عظيما فانه لا يقنط من رحمة الله عز وجل وييأس من رح الله ويظن انه لا توبة له قد قال تعالى قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم - 00:07:03ضَ
لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم وانيبوا الى ربكم واسلموا له وقال جل وعلا انه لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون - 00:07:26ضَ
ومن يقنط من رحمة ربه الا الضالون والذي يقول ان الله لا يغفر لهذا المذنب لعظيم لعظيم ذنبه اخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن رجل من بني اسرائيل انه كان ينصح اخا له - 00:07:49ضَ
ويعظه لانه وينكر عليه لانه يراه على المعصية ثم يراه اليوم الثاني ثم فلما رأى انه يكرر المعصية قال والله لا يغفر الله لفلان قال الله جل وعلا من ذا الذي يتألى علي ان يحلف علي - 00:08:20ضَ
الا اغفر لفلان اني قد غفرت له واحبطت عملك فهذا امر خطير القنوط من رحمة الله او تيئيس الناس تيئيس الناس من رحمة الله وتخذيلهم وتخذيلهم عن التوبة ظنا ان الله لا يغفر لهم - 00:08:40ضَ
هذا خطره على القائل شديد وفي قصة الذي قتل تسعا وتسعين نفسا ظلما وعدوانا ثم سأل عن احد يفتيه هل له توبة فدل على عابد وهذا العابد جاهل ليس عنده من العلم شيء - 00:09:05ضَ
فقال له ليس لك توبة. استعظم ذنبه وظن ان الله لا يقبل توبته فقتله السائل وكمل به المئة غضب عليه قتله وكمل به المئة ثم سأل عن احد يفتيه فدل على عالم - 00:09:35ضَ
فذهب الى ذلك العالم فقال انه قتل مئة نفس ظلما وعدوانا فهل له من توبة قال له العالم ومن يحول بينك وبين التوبة هذا جواب العلم والاول جواب الجهل جواب العلم - 00:09:58ضَ
من يحول بينك وبين التوبة لا احد يمنعك من التوبة والله جل وعلا طلب منك التوبة ولا احد يستطيع ان يمنع الله ان يتوب عليك او يمنعك انت من ان - 00:10:19ضَ
تتوب الى الله عز وجل ومن يمنعك من التوبة ولكن انت بارض سوء تذهب الى ارض كذا وكذا فان فيها قوما يعبدون الله فاعبد الله معهم فخرج تاب هذا الرجل - 00:10:35ضَ
وخرج من بلدة السوء قاصدا بلدة الخير ليكون مع الصالحين فادركته الوفاة في الطريق فاختصمت به ملائكة الرحمة وملائكة اتصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب ملائكة الرحمة يقولون انه جاء تائبا الى الله عز وجل - 00:10:53ضَ
ملائكة العذاب يقولون انه لم يعمل خيرا قط الله جل وعلا ارسل اليهم حكما بان يقيسوا ما بين البلدتين ايهما كان اليه اقرب كان من اهله فقاسوا فوجدوه اقرب الى الارض الطيبة بشبر - 00:11:20ضَ
فقبضته ملائكة الرحمة وفي رواية انه لما حضرته الوفاة جعل ينوء بصدره الى البلدة الطيبة من صدق توبته ومحبته للخير الشاهد من هذا ان الله يقبل التوبة الصادقة قبل الوفاة - 00:11:43ضَ
ومن اي ذنب من الذنوب من الشرك ومن الكفر ومن قتل النفوس ومن الكبائر ومن جميع الذنوب. ان الله يغفر الذنوب جميعا ولم يستثني شيئا مع التوبة الصادقة وفي الحديث الصحيح - 00:12:09ضَ
التوبة تجب ما قبلها والهجرة تجب ما قبلها والاسلام يجب ما قبله ففضل الله واسع والتقصير انما يأتي من قبل العباد والا ففظل الله واسع ورحمته واسعة ولكن العباد هم الذين يضيقون - 00:12:26ضَ
على انفسهم اسأل الله عز وجل ان يوفقنا جميعا للتوبة الصادقة وان يتوفانا مسلمين والى الحلقة القادمة باذن الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:12:52ضَ