من أحكام القرآن الكريم - سورة النساء - القسم الثاني - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء

من أحكام القرآن الكريم|27 من 87|سورة النساء-القسم الثاني|الآية 77-79|صالح الفوزان|كبار العلماء

صالح الفوزان

بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان حلقات من احكام القرآن الكريم للشيخ صالح ابن فوزان الفوزان تفسير سورة النساء الدرس السابع والعشرون بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين - 00:00:00ضَ

صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين نواصل الكلام في تفسير القرآن الكريم وبيان احكامه في هذا البرنامج احكام القرآن الكريم وقد تقدم الكلام على قوله تعالى الم تر الى الذين قيل لهم كفوا ايديكم - 00:00:24ضَ

الى قوله تعالى وكفى بالله شهيدا والان نأخذ ما تيسر من بيان احكامها حسب ما ظهر لنا فيؤخذ من هذه الايات الاستنكار على من يعترظ على احكام الله لان هؤلاء لما - 00:01:01ضَ

فرض عليهم القتال وكانوا من قبل يطلبون فرضيته ويستبطئون نزوله فلما حصل ما تمنوه اذا فريق منهم يعترظون ويقولون ربنا لما كتبت علينا القتال وبقطع النظر عمن صدرت منهم هذه المقالة - 00:01:31ضَ

هل هم من اهل الكتاب الذين ذكرهم الله في قولها لم ترى الى الملأ من بني اسرائيل من بعد موسى اذ قالوا لنبي لهم ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله - 00:02:07ضَ

فلما كتب عليهم القتال تولوا الا قليلا منهم او ان المراد بها المنافقون الذين هذا ديدنهم وهو الاعتراظ على احكام الله واحكام رسوله صلى الله عليه وسلم او ان ذلك في فريق من المؤمنين - 00:02:23ضَ

ثقل عليهم الجهاد فقالوا هذه المقالة فعلى كل حال يؤخذ منها انه لا يجوز الاعتراض على احكام الله ورسوله لان الله جل وعلا يشرع الاحكام في اوقاتها المناسبة لها فلا مجال - 00:02:46ضَ

المؤمن فرضه ان ان يمتثل امر الله عز وجل من دون تردد ومن دون تأخر يؤخذ منها ايضا ان القتال شرع بالتدريج كغيره من من الشرائع الشاقة فاولا كان القتال محرما. وذلك يوم ان كان المسلمون في مكة - 00:03:13ضَ

لانهم لا يستطيعون القتال فيترتب عليه حين ذاك مضرة اكثر الله قال لهم كفوا ايديكم واقيموا الصلاة واتوا الزكاة فلما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم الى المدينة اذن به اذنا لا امرا - 00:03:52ضَ

وذلك في قوله تعالى اذن للذين يقاتلون بانهم ظلموا وان الله على نصرهم الاقادير ثالثا امر بقتال من قاتل والكف عن من لم يقاتل قال تعالى وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم - 00:04:17ضَ

ولا تعتدوا ان الله لا يحب المعتدين رابعا امر بالقتال مطلقا وذلك في قوله تعالى فاذا انسلخ الاشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم خذوهم احصروهم عدوا لهم كل مرصد فحينئذ - 00:04:41ضَ

جهز رسول الله صلى الله عليه وسلم الجيوش وقادها بنفسه او اقام من يقودها نيابة عنه وكذلك نظم السرايا وغزا الكفار في بلادهم ونصره الله عليهم لما قوي المسلمون وصار لهم شوكة ومنعة - 00:05:05ضَ

وصار يرجى من القتال النتائج الطيبة فحينئذ شرعه الله سبحانه وتعالى لما فيه من نصرة الدين ودحظ الباطل وازالة الشرك او اذلال اهله انقيادهم للاسلام بدفع الجزية ذكر معنى هذا الكلام ابن القيم رحمه الله - 00:05:31ضَ

في كتابه زاد المعاد بهدي خير العباد يؤخذ من هذه الايات تحريم القتال اذا كان المسلمون لا يستطيعونه لان ذلك يترتب عليه ظرر اكثر ولهذا كان المسلمون منهيين عن القتال في مكة - 00:06:09ضَ

قبل الهجرة لان ظرره عليهم اعظم مما فيه من المصلحة وهذا حكم باق ومستمر وليس منسوخا كما قاله بعضهم بل انه باق ومستمر فاذا كان المسلمون ليسوا على استعداد لقتال الكفار - 00:06:36ضَ

فانهم يكفون عن القتال الى ان يستطيع ذلك ويؤخذ من هذه الايات يؤخذ من هذه الايات ان درء المفاسد مقدم على جلب المصالح وذلك لان المسلمين لو قاتلوا وهم لا يستطيعون القتال - 00:07:03ضَ

يترتب على ذلك مضرة اكبر وان كان القتال فيه مصلحة لكن الشيء اذا كانت مضرته اكثر ممنفعته فان درء المفاسد مقدم على جلب المصالح وهذه قاعدة معروفة الشريعة الاسلامية وربما يعبر عنها - 00:07:31ضَ

بارتكاب اخف الضررين لدفع اعلاهما يؤخذ من هذه الايات وجوب تحمل ما في القتال من مشقة نظرا لعواقبه الحميدة كما في قوله تعالى كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم - 00:07:58ضَ

وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وانتم لا تعلمون ويؤخذ من هذه الايات ويؤخذ من هذه الايات حكمة الله جل وعلا حيث يشرع الاحكام في الاوقات المناسبة - 00:08:26ضَ

لها فانه سبحانه وتعالى في وقت حرم القتال على المسلمين لانهم لا يستطيعونه وضرره اكثر من نفعه ثم شرعه لهم لما كانوا على اهبة الاستعداد وكان خيره ومصلحته ارجح مما فيه من - 00:08:52ضَ

المضرة ويؤخذ من هذه الايات المقارنة بين اللذة العاجلة والعقوبة الاجلة فالعاقل لا يقدم على لذة عاجلة تعقبها ندامة وعقوبة اجلة وذلك لان ترك القتال والراحة والاخلاد الى الراحة فيه لذة عاجلة - 00:09:23ضَ

ولكن عاقبته على الانسان وعلى المسلمين عاقبة سيئة من تسلط الكفار و اعتدائهم على المسلمين فارتكبت فتركت اللذة العاجلة لاجل الراحة المستقبلية في الجهاد وما يترتب عليه من المصالح هذا والى الحلقة القادمة باذن الله - 00:10:05ضَ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:10:39ضَ