من أحكام القرآن الكريم - سورة النساء - القسم الثاني - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء

من أحكام القرآن الكريم|3 من 87|سورة النساء-القسم الثاني|الآية 60-65|صالح الفوزان|كبار العلماء

صالح الفوزان

بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان حلقات من احكام القرآن الكريم للشيخ صالح ابن فوزان الفوزان تفسير سورة النساء الدرس الثالث بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. صلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:00:00ضَ

وعلى اله وصحابته اجمعين ما زلنا في الكلام على قوله على الايات من قوله تعالى الم تر الى الذين يزعمون انهم امنوا بما انزل اليك وما انزل من قبلك الى قول - 00:00:27ضَ

فاعرض عنهم ووعظهم فاعرظ عنهم وقل لهم في فاعرض عنهم واعظهم وقل لهم في انفسهم قولا بليغا وما ارسلنا من رسول الا ليطاع باذن الله ولو انهم اذ ظلموا انفسهم جاؤوك استغفروا الله واستغفر لهم الرسول - 00:00:45ضَ

لوجدوا الله توابا رحيما فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما نواصل الكلام على هذه الايات في قوله تعالى اولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم - 00:01:07ضَ

وقلنا في الحلقة السابقة ان هذا رد لقولهم ان اردنا الا احسانا وتوفيقا. الله رد عليهم بقوله اولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم. فالعبرة ليست بالتلفظ والتملق والنفاق باللسان - 00:01:30ضَ

وانما العبرة بما في القلوب وانهم انما فعلوا ذلك واعرضوا عن تحكيم كتاب الله وسنة رسوله في نزاعهم لان في قلوبهم المرظ والنفاق والكذب ولا حول ولا قوة الا بالله - 00:01:48ضَ

ثم امر رسوله صلى الله عليه وسلم فقال فاعرض عنهم اعرض عنهم اي لا اي لا تلتفت الى اقوالهم ولا تقبل اعتذارهم اعرض عنهم لا تقبل اعتذارهم فانه باعتذار باطل وكذب - 00:02:05ضَ

فاعرض عنهم واعظهم فدل على ان الذي الذي يعرض عنه ولا يقبل قوله لا يترك بل يوعظ عظهم بان تنصحهم عن هذا الصنيع وان تذكي تخوفهم بالله عز وجل فهو يعرض عن سفاهتهم ولكنه يعظهم - 00:02:24ضَ

ويذكرهم بالتوبة والرجوع الى الله عز وجل وقل لهم في انفسهم قل لهم في انفسهم اي فيما بينك وبينهم سرا قولا بليغا اه بليغا يعني بالغا يصلوا الى قلوبهم والى - 00:02:49ضَ

اه ظمائرهم اه قولا واضحا ليس فيه لبس ولا خفاء وانما هو قول واضح وبين ولا يكفي التعريض وانما يكون صريحا في بيان خطأهم وظلالهم. وقل لهم في انفسهم قولا بليغا - 00:03:11ضَ

ثم قال تعالى وما ارسلنا من رسول الا ليطاع باذن الله هذا تعقيب على كل ما سبق ما ارسلنا من رسول اي جميع الرسل عليهم الصلاة والسلام الا لاجل ان يطاع - 00:03:38ضَ

ان تطيعه امته وينقادوا له ويحكموه فيما شجر بينهم وما تنازعوا فيه هذي وظيفة الرسول كل هذه وظيفة كل رسول انه يحكم بين اه امته وانه يدعو امته الى الى الله عز وجل - 00:03:54ضَ

فهذه وظيفة الرسل جميعا ما ارسلنا من رسول الا ليطاع فوظيفة الرسول ان يبلغ وان يأمر وينهى ووظيفة الامة ان تطيع تطيع الرسول صلى الله عليه وسلم الا ليطاع باذن الله اي بشرع الله عز وجل - 00:04:19ضَ

لان الرسول لا ينطق عن الهوى وانما يبلغ عن الله عز وجل ثم انه سبحانه وتعالى بين الوجه الصحيح لهم عندما يغلطون كيف يستدركون عندما يغلطون كيف يستدركون قال ولو انهم اذ ظلموا انفسهم - 00:04:38ضَ

اذ ظلموا انفسهم قولهم بالتحاكم الى غير النبي صلى الله عليه وسلم لان هذا ظلم والظلم هو وضع الشيء في غير موضعه فهم لما ظلموا انفسهم وانظر قوله ظلموا انفسهم - 00:05:01ضَ

انهم جنوا على انفسهم وان فعلهم هذا انما هو عليهم لا على غيرهم اذ ظلموا انفسهم اعراضهم عن تحكيم الكتاب والسنة ومطالبتهم بتحكيم القوانين او الطواغيت لو انهم لما حصل منهم ذلك استدركوا وتابوا الى الله - 00:05:21ضَ

تاب الله عليهم جاؤوك واعتذروا اليك فيما بما صدر منهم في حقك لان اعراظهم عنك تنقص لك انزال من مرتبتك فيعتذرون اليك في هذا لان واجبهم طاعتك فاذا عصوك فقد تنقصوا من قدرك - 00:05:45ضَ

فهم اساءوا اليك فيعتذرون اليك واستغفروا الله طلبوا من الله المغفرة ما حصل منهم فيفعلون امرين اولا انهم يعتذرون الى الرسول صلى الله عليه وسلم فيما اليه وثانيا انهم يستغفرون الله عما صدر منهم في حق الله جل وعلا - 00:06:10ضَ

لان الواجب ان يحكموا شرع الله لا شرع الطاغوت واستغفروا الله اي طلبوا منه المغفرة وهذا فيه ان الله جل وعلا اه غفور رحيم ويقبل التوبة على من تاب واستغفر لهم الرسول - 00:06:32ضَ

طلبوا منك ان تستغفر لهم لان الرسول صلى الله عليه وسلم مجاب الدعوة والصحابة رضي الله عنهم كانوا اذا حصل منهم مخالفة او خطأ طلبوا من الرسول صلى الله عليه وسلم - 00:06:52ضَ

ان يستغفر لهم هذه شفاعة من الرسول صلى الله عليه وسلم وهذا في حياته كما اشرنا سابقا فالرسول انما يطلب منه الاستغفار والدعاء في حال حياته اما بعد موته فلا يذهب الى قبره كما يقول المخرفون - 00:07:04ضَ

والاية ليس لهم فيها مستند لانه قال اذ ظلموا انفسهم واذ ظرف لما مضى من الزمان ولم يقل اذا ظلموا انفسهم حتى يقال ان هذا الحكم باق بعد موته. لان اذا ظرف لما يستقبل من الزمان - 00:07:24ضَ

واما اذ فهي ظرف لما مظى. والله جل وعلا يقول اذ ظلموا انفسهم دل على انه على امر مضى في عهد الرسول وحياته عليه الصلاة والسلام فلا مستند لهم في هذا - 00:07:42ضَ

لوجدوا الله لو فعلوا ذلك اه جاءوا الى الرسول صلى الله عليه وسلم اعتذروا اليه واستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لو حصلت لهم هذه الامور الثلاثة لتاب الله عليهم لوجدوا الله - 00:07:58ضَ

توابا رحيما توابا يعني كثير التوبة رحيما بعباده لا يعاجلهم بالعقوبة. بل ينتظر منهم التوبة ويمهلهم وهذا من رحمته وحكمته سبحانه وتعالى ولطفه بعباده وهذا فيه توجيه لكل من ظلم واساء واخطأ واذنب - 00:08:20ضَ

انه يجب عليه المبادرة بالتوبة والاستغفار الندم والله يقبل التوبة ممن تاب والى الحلقة القادمة باذن الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:08:43ضَ