من أحكام القرآن الكريم - سورة المائدة - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء

من أحكام القرآن الكريم|30 من 57|سورة المائدة|الآية 12-14|صالح الفوزان|كبار العلماء

صالح الفوزان

بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان حلقات من احكام القرآن الكريم للشيخ صالح ابن فوزان الفوزان تفسير سورة المائدة الدرس الثلاثون بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين - 00:00:00ضَ

صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين نواصل الكلام اتماما لما سبق في الحلقات السابقة الاستنباط من قوله تعالى ولقد اخذ الله ميثاق بني اسرائيل الى قوله بما كانوا يصنعون الايات الثلاث - 00:00:26ضَ

وقد انتهينا الى قوله سبحانه واقررتم الله قرضا حسنا ففي قوله تعالى لاكفرن عنكم سيئاتكم دليل على ان الاعمال يكفر الله بها الخطايا والمراد بذلك الخطايا الصغائر اما الكبائر فانها - 00:00:53ضَ

لا تكفر الا بالتوبة كما قال جل وعلا ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه يكفر عنكم سيئاتكم قال النبي صلى الله عليه وسلم الصلوات الخمس والجمعة الى الجمعة ورمضان الى رمضان - 00:01:20ضَ

كفارة لما بينهن اذا اجتنبت الكبائر وهنا قال جل وعلا لبني اسرائيل اذا وفوا بما عاهدوا الله عليه لاكفرن عنكم سيئاتكم ويؤخذ من هذه الايات من قوله سبحانه ولادخلنكم جنات تجري من تحتها الانهار - 00:01:42ضَ

ان الاعمال الصالحة سبب لدخول الجنة واما انها ثمن لدخول الجنة فانها ليست كذلك. الاعمال الصالحة لا توجب دخول الجنة وانما هي سبب لدخولها برحمة الله جل وعلا كما قال صلى الله عليه وسلم - 00:02:10ضَ

لن يدخل احد منكم الجنة بعمله قالوا ولا انت يا رسول الله قال ولا انا الا ان يتغمدني الله برحمة منه وفضل ويؤخذ من هذه الاية ان الكفر بالله بعد الايمان - 00:02:35ضَ

ضلال عن الحق الواضح لانه ضلال بعد العلم قد قال الله جل وعلا ومن اضلوا ممن اتبع هواه بغير هدى من الله افرأيت من اتخذ الهه هواه واظله الله على علم - 00:02:57ضَ

ولهذا قال فمن كفر بعد ذلك منكم فقد ظل سواء السبيل ويؤخذ منها غلظ كفر من عرف الحق ثم خالفه لان الذي يترك الحق اما ان يكون جاهلا به فاذا بين له قبله - 00:03:19ضَ

وهذا اخف ضلالا واما ان يكون عالما بالحق فهذا لا يرجع ولو بين له لانه لم يترك الحق عن جهالة وانما تركه عن عناد يؤخذ منها عقوبة من نقض عهد الله - 00:03:47ضَ

وهي عقوبات متنوعة اولها اللعنة من الله سبحانه وتعالى فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم والثانية قسوة القلوب فان من عرف الحق وتركه يقسو قلبه ولا يلين بعد ذلك والعياذ بالله ولا يقبل الحق - 00:04:11ضَ

والثالثة انه يبتلى بتحريف كلام الله يحرفون الكلمة عن مواضعه فيبتلى بتحريف كلام الله وتفسيره على غير معناه ليوافق هواه كما هو شأن اهل الضلال والعياذ بالله ويؤخذ منها فضل العفو عن المخطي - 00:04:41ضَ

تأليفا له وان ذلك من الاحسان فالعفو عن المخطي من الاحسان فاعف عنهم واصفح ان الله يحب المحسنين دل على ان العفو عن المخطيء والمسيء بعد القدرة عليه انه من الاحسان - 00:05:10ضَ

الذي يثاب عليه المسلم هذا اذا كان للعفو محل واما اذا كان ليس للعفو محل فانه لا يجوز لا يجوز العفو عن الحدود التي امر الله باقامتها فلا يدخلها العفو - 00:05:37ضَ

انما هذا فيما بين العباد من اخطاء بعضهم في حق الاخر والحقوق التي بينهم فله من يتعافوها واساءة بعضهم الى بعض فمن اسيء اليه من عفا واصلح فاجره على الله - 00:06:01ضَ

يؤخذ من هذه الايات ان الله اخذ الميثاق على النصارى كما اخذه على اليهود وان كلا الطائفتين نقضت عهد الله وميثاقه فاستحقوا لعنته وعقوبته ولا حول ولا قوة الا بالله - 00:06:23ضَ

وفي هذا تحذير لهذه الامة ان تسلك مسلك الطائفتين ويؤخذ منها ان النصارى لم يصدقوا قولهم انا نصارى المسيح لما قال من انصاري الى الله؟ قال الحواريون نحن انصار الله فالذين جاءوا من بعدهم - 00:06:45ضَ

لم يفوا بهذا بل حرفوا دين المسيح وغيروه وبدلوا فيه ونسبوا اليه ما ليس منه من عظائم الكفر والالحاد والعياذ بالله ويؤخذ من هذه الايات ان نقض العهد مع الله سبب - 00:07:12ضَ

لحدوث الاختلاف والعداوة في الدنيا والاخرة وهذا واضح وظاهر فان الذين تركوا الكتاب والسنة واخذوا باهوائهم ورغباتهم وقلدوا اهل الضلال واطاعوهم في معصية الله ان الله يحدث العداوة والبغضاء بينهم - 00:07:35ضَ

وهذا واضح في اليهود وفي النصارى وواضح في هذه الامة ايضا فان اهل الضلال والفرق الضالة لما اعرضوا عن كتاب الله واستبدلوه بغيره ولو في بعض الامور فان الله سبحانه وتعالى يبتليهم - 00:08:04ضَ

بالعداوة بينهم والبغضاء بينهم وهذا مما يسبب التقاطع والتدابر ويسبب قيام الحروب وسفك الدماء اسأل الله العافية ويؤخذ من هذه الايات ان اعمال العباد محصاة عليهم يجازون بها يوم القيامة - 00:08:26ضَ

ولهذا قال جل وعلا وسوف ينبئهم الله بما كانوا يصنعون احاسبهم يوم القيامة على اعمالهم والله جل وعلا يحصي عليهم اعمالهم في الدنيا ويكتبها في صحائفهم فاذا جاءوا يوم القيامة - 00:08:56ضَ

فان الله يحاسبهم عليها واحدة واحدة ويجازيهم بها احصاه الله ونسوه يوم يبعثهم الله جميعا فينبئهم بما عملوا احصاه الله ونسوه والله على كل شيء شهيد يؤخذ من هذه الايات - 00:09:25ضَ

ان احدا لا يؤاخذ بغير عمله ولهذا قال سبحانه وسوف ينبئهم الله بما كانوا يصنعون اي بما صنعوه هم فكل يحاسب على عمله ويجازى بعمله ان خيرا فخير وان شرا فشر - 00:09:55ضَ

هذا والى الحلقة القادمة باذن الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:10:18ضَ