من أحكام القرآن الكريم - سورة آل عمران - القسم الثاني - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء
من أحكام القرآن الكريم|30 من 58|سورة آل عمران-القسم الثاني|الآية 169-174|صالح الفوزان|كبار العلماء
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان حلقات من احكام القرآن الكريم للشيخ صالح ابن فوزان الفوزان تفسير سورة ال عمران الدرس الثلاثون بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين - 00:00:00ضَ
صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين يؤخذ من هذه الايات السابقة من قوله تعالى الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما اصابهم القرح للذين احسنوا منهم - 00:00:25ضَ
واتقوا اجر عظيم والاية التي بعدها يؤخذ منها ان المسلمين لا تزعزعهم الشدائد والملمات وانما يثبتون عند ذلك لانهم لانهم يؤمنون بالله عز وجل وان النصر بيد الله وان الخلق لا يظرونهم الا باذن الله - 00:00:45ضَ
سبحانه وتعالى وهذا كما سبق ان المسلمين كلما ازدادت آآ بهم الشدة والكرب ازداد يقينهم بالله توكلهم على الله سبحانه وتعالى بخلاف المنافق فانه يتظعظعظع ايمانه ويتكلم لسانه بالسوء كما حصل من المنافقين - 00:01:18ضَ
في هذه الوقعة وقعة احد وفي غزوة الاحزاب ولما رأى المؤمنون الاحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله صدق الله ورسوله وما زادهم الا ايمانا وتسليما واما المنافقون فانهم قالوا ما وعدنا الله ورسوله - 00:01:49ضَ
الا غرورا. نسأل الله العافية فمواطن الشدة يتميز فيها المؤمن الصادق من المنافق كما قال سبحانه احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا امنا وهم لا يفتنون. ولقد فتنا الذين من قبلهم - 00:02:12ضَ
فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين ويؤخذ من هذه الايات مشروعية قول هذه الكلمة العظيمة حسبنا الله ونعم الوكيل حسبنا الله اي كافينا فلا نحتاج الى غيره ولا نخاف من غيره سبحانه وتعالى - 00:02:32ضَ
ونعم الوكيل الموكول اليه امرنا والمفوض اليه امرنا فهو ولينا. كما قال تعالى فاعلموا ان الله مولاكم نعم المولى ونعم النصير وهذه كلمة عظيمة قالها الخليل ابراهيم عليه الصلاة والسلام - 00:02:53ضَ
حينما القي في النار قال حسبنا الله ونعم الوكيل. وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حينما قالوا له ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فقال عليه الصلاة والسلام هو واصحابه - 00:03:16ضَ
حسبنا الله ونعم الوكيل وجاء في الحديث اذا وقعتم في الامر العظيم فقولوا حسبنا الله ونعم الوكيل ويؤخذ من هذه الايات دليل على زيادة الايمان ونقصانه لقوله تعالى زادهم ايمانا - 00:03:34ضَ
الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل. اهذا دليل على ان الايمان يزيد وينقص؟ لان الايمان قول وعمل واعتقاد يزيد بالطاعة - 00:03:57ضَ
وينقص بالمعصية كما في هذه الاية وكما في غيرها في قوله ليزداد الذين امنوا ايمانا قوله فاما الذين امنوا فزادتهم ايمانا وهم يستبشرون الايمان يزيد واذا تليت عليهم اياته زادتهم - 00:04:16ضَ
ايمانا والادلة على هذا كثيرة وكذلك يضعف الايمان كما في قوله صلى الله عليه وسلم من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك اظعف الايمان - 00:04:38ضَ
ادل على ان الايمان يضعف وفي رواية وليس وراء ذلك من الايمان حبة خردل. ودل على ان الايمان يضعف حتى يكون وزن حبة الخردة وفي الحديث اخرجوا من النار من في قلبه ادنى ادنى مثقال حبة من خردل - 00:05:00ضَ
من ايمان والادلة كثيرة في ان الايمان يزيد وينقص وهذا قول اهل السنة والجماعة بخلاف المرجئة الذين يقولون الايمان شيء واحد اصله في القلب ولا يزيد ولا ينقص فعلى هذا يكون ايمان ابي بكر الصديق - 00:05:21ضَ
مثل ايمان اظعف الناس ايمانا عند المرجية وهذا خطأ ظاهر وظلال بين فالايمان يزيد بلا شك وينقص بلا شك ويؤخذ من هذه ايات عواقب الصبر والتوكل على الله سبحانه وتعالى - 00:05:41ضَ
فان المسلمين لما توكلوا على الله وصبروا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فجمعوا بين القول والعمل قالوا بالسنتهم حسبنا الله ونعم الوكيل واعتقدوا ذلك بقلوبهم وامنوا به ايمانا كاملا ان الله سبحانه وتعالى معهم - 00:06:05ضَ
وانه لن يخذلهم ولم يهابوا العدو ولم يخافوا منه وصبروا على ما اصابهم ولم يتوانوا او يتثاقلوا بسبب ما فيهم من الجراح والحزن على قتلاهم صبروا على هذا اجتمع عليهم - 00:06:33ضَ
عظائم من الامور اولا تهديد العدو وثانيا ما هم فيه من الجروح آآ المثخ هنا وثالثا آآ انهم على اثر على اثر نكبة عظيمة قتل فيها قتل فيها اخوانهم وسادتهم - 00:06:56ضَ
ومع هذا لم يتظعظع ايمانهم ولم يضعف يقينهم فصارت العاقبة الحميدة له وانقلبوا بنعمة اي رجعوا رجعوا الى المدينة بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله هذه امور اربعة رجعوا بها انقلبوا بنعمة من الله - 00:07:22ضَ
وفظلم وان الله لا يضيع اجر المؤمنين ولم يمسسهم سوء رجعوا بهذه الغنائم العظيمة وهذا كله نتيجة للصبر والثبات والتوكل على الله سبحانه وتعالى فلو ان المسلمين في عصرنا الحاضر - 00:07:46ضَ
مع ما هم فيه من الضعف ومع ما عند عدوهم من القوة لو ان المسلمين سلكوا هذا المسلك الذي سلكه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصبر واليقين - 00:08:10ضَ
وقوة الايمان واعداد العدة والقوة للجهاد في سبيل الله لما هددهم العدو بل صاروا هم يهددون العدو فان رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه لما كان منهم هذا الموقف العظيم وهذا الثبات - 00:08:26ضَ
ارهب عدوهم الذي هو اقوى منهم في العدد والعدة تولى هاربا الى مكة وفي قلبه الرعب من المسلمين. ما هذا الا نتيجة هذه المواقف العظيمة والمواقف الحميدة اما اذا انهار المسلمون - 00:08:47ضَ
وخاف المسلمون من عدوهم وتنازلوا عن امور دينهم او عن شيء من امور دينهم فان الله جل وعلا يتخلى عنه ويسلط عليهم عدوهم ولا حول ولا قوة الا بالله صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين - 00:09:08ضَ