من أحكام القرآن الكريم - سورة آل عمران - القسم الثاني - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء
من أحكام القرآن الكريم|32 من 58|سورة آل عمران-القسم الثاني|الآية 175-179|صالح الفوزان|كبار العلماء
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان حلقات من احكام القرآن الكريم للشيخ صالح بن فوزان الفوزان تفسير سورة ال عمران الدرس الثاني والثلاثون - 00:00:00ضَ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وبعد. نواصل الكلام على الايات من قوله تعالى انما ذلكم الشيطان يخوف اولياءه فلا تخافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين - 00:00:22ضَ
ثم قال تعالى ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر انهم لن يظروا الله شيئا يريد الا يجعل لهم حظا في الاخرة ولهم عذاب عظيم يا ينهى الله نبيه صلى الله عليه وسلم - 00:00:48ضَ
ان يحزن ويتحسر على الكفار الذين لم يؤمنوا به لانه صلى الله عليه وسلم كان حريصا على هداية الناس وانقاذهم من النار من كمال نصحه صلى الله عليه وسلم محبته الخير للبشرية - 00:01:06ضَ
فكان يحزنه اذا رأى الناس لا يقبلون منه ولا يستجيبون له يخاف عليهم من النار ومن العذاب وهذا كما في قوله تعالى لعلك باقع نفسك الا يكونوا مؤمنين كما في قوله تعالى - 00:01:31ضَ
فلا تذهب نفسك عليهم حسرات ان الله عليم بما يفعلون وهنا يقول ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر اي يكثرون من الكفر ويتسابقون اليه من الكفار والمشركين والمنافقين لا يهمك امرهم - 00:01:53ضَ
لان الواجب عليك هو البلاغ وقد بلغت قال تعالى انما عليك البلاغ وعلينا الحساب انما انت منزر ولكل قوم هاد آآ الذي على الرسول صلى الله عليه وسلم انما هو البلاغ - 00:02:18ضَ
واما قبول الايمان فهذا بيد الله سبحانه وتعالى. ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر انهم لن يظروا الله شيئا فمن كفر فانما يضر نفسه كما قال تعالى ان تكفروا انتم ومن في الارض جميعا فان الله لغني حميد - 00:02:41ضَ
فالكافر لا يظر الا نفسه لا يظر الله شيئا والمطيع لا ينفع الله شيئا وانما ينفع نفسه كما في الحديث القدسي ان الله جل وعلا يقول يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم - 00:03:08ضَ
كانوا على اتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا ولو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على افجر قلب رجل منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئا - 00:03:29ضَ
ثم قال سبحانه انما هي اعمالكم احصيها لكم ووفيكم اياها فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه وهنا يقول انهم لن يظروا الله شيئا - 00:03:47ضَ
يريد الله الا يجعل لهم حظا في الاخرة ان الله حرمهم من الايمان واوقع عليهم الكفر بسبب بسبب من عند انفسهم وهو انهم لم يقبلوا الدعوة الى الله ولم يقبلوا الايمان - 00:04:08ضَ
الله حرمهم سبحانه وتعالى يريد الله المراد بالارادة هنا الارادة الكونية فهم انما وقعوا في الكفر بارادة الله وقضائه وقدره لحكمة ولانهم لم يقبلوا الايمان ولم آآ ولم يتركوا الكفر - 00:04:30ضَ
وذلك باختيارهم وارادتهم ومشيئتهم فلما اختاروا الكفر على الايمان فالله جل وعلا حرمهم من قبول الحق واوجب لهم النار. يريد الله الا يجعل لهم حظا اي نصيبا في الاخرة اي في الجنة. هذه حكمة الله - 00:05:02ضَ
سبحانه وتعالى ان من رفظ الخير انه يبتلى بالشر ويعاقب بالعقوبة وهذا فيه تحذير شديد من عدم القبول للخير وعدم قبول الدعوة الى الله عز وجل في ان الانسان يوقع نفسه في الهلاك - 00:05:22ضَ
ولهم عذاب عظيم عذاب لا يعلم شدته وقسوته الا الله سبحانه وتعالى والله حرمهم من الجنة ولهم عذاب عظيم في النار نسأل الله العافية هذه عاقبة من لم يقبل هدى الله عز وجل وكابر وعاند - 00:05:45ضَ
ثم قال جل وعلا ان الذين اشتروا الكفر بالايمان يعني استبدلوا المراد بالاشتراه هنا الاستبدال اي استبدلوا الكفر واخذوه بالايمان فرفضوه فجعلوا الايمان ثمنا وجعلوا الكفر مزمنا فهم استبدلوا الخير استبدلوا الشر بالخير - 00:06:12ضَ
وبئس التصرف لانفسهم اشتروا الكفر بالايمان فالذي لم يستجب للرسول صلى الله عليه وسلم اشترى الكفر بالايمان لن يضروا الله شيئا كما في الاية التي قبلها وانما يظرون انفسهم فالله لا يتضرر بمعصية العاصين - 00:06:40ضَ
ولا ينتفع بطاعة الطائعين وانما يرجع ذلك الى نفس البشر ولهم عذاب اليم هذه عاقبتهم لهم عذاب اليم اي مؤلم موجع النار فهذه عاقبة من اشترى الكفر بالايمان ان له العذاب. اما من عكس - 00:07:07ضَ
واخذ الايمان وترك الكفر فهذا عاقبته النعيم والجنة نسأل الله من فضله ثم قال سبحانه وتعالى ولا يحسبن الذين كفروا ان ما نملي لهم خير لانفسهم اي لا يظن هؤلاء الكفار - 00:07:37ضَ
اننا اذا متعناهم في هذه الدنيا واعطيناهم مما لذاتها واغدقنا عليهم الاموال والنعم وهم كفار لا يظنون ان هذا كرامة من الله سبحانه وتعالى لهم بل هو املاء واستدراج قال تعالى فذرني ومن يكذب بهذا الحديث - 00:08:03ضَ
سنستدرجهم من حيث لا يعلمون استدراج من الله عز وجل لاجل ان يتزودوا من الشر فيضروا انفسهم تمديد الاجل لهم وامدادهم بالاموال والنعم انما هو استدراج كما قال تعالى فلما نسوا ما ذكروا به - 00:08:29ضَ
فتحنا عليهم ابواب كل شيء حتى اذا فرحوا بما اوتوا اخذناهم بغتة فاذا هم مبلسون فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين هذا والى الحلقة القادمة باذن الله وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:08:59ضَ