من أحكام القرآن الكريم - سورة النساء - القسم الأول - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء
من أحكام القرآن الكريم|33 من 81|سورة النساء-القسم الأول|الآية 26-30|صالح الفوزان|كبار العلماء
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان حلقات من احكام القرآن الكريم للشيخ صالح ابن فوزان الفوزان تفسير سورة النساء الدرس الثالث وثلاثون بسم الله الرحمن الرحيم - 00:00:00ضَ
الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين نواصل الكلام لتفسير قوله تعالى يريد يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم الى قوله سبحانه وتعالى - 00:00:23ضَ
وكان ذلك على الله يسيرا وقد سبق الكلام على تفسير الايات وعن ما يستفاد منها من الاحكام وانتهينا الى قوله تعالى يا ايها الذين امنوا لا تأكلوا اموالكم بينكم بالباطل - 00:00:52ضَ
الا ان تكون تجارة عن تراض منكم ففي هذه الاية الكريمة اباحة الاتجار في المعاملات من بيع شراء وتأجير وغير ذلك الا ما دل الدليل على تحريمه فالاصل بالاتجار والمعاملات الاباحة - 00:01:17ضَ
الا ما دل الدليل على تحريمه وهذا لعموم قوله تعالى واحل الله البيع ولعموم قوله تعالى آآ يا ايها الذين امنوا لا تأكلوا اموالكم بينكم بالباطل الا ان تكون تجارة - 00:01:51ضَ
عن تراب منكم وقد قيد الله سبحانه وتعالى اباحة الاتجار بالتراضي بين الطرفين والتراضي هو ان يكون كل منهما راضيا غير مجبر وسبق في اول السورة انه يشترط ايضا ان يكون - 00:02:12ضَ
ان يكون بالغا رشيدا فاما اذا اجبر على البيع او على الشراء فانه لا يصح ذلك لفقد هذا الشرط وهو التراضي ولقوله صلى الله عليه وسلم انما البيع عنك راض - 00:02:44ضَ
الا اذا كان هذا الاجبار بحق كأن يكون عليه ديون حالة ويحتاج الى بيع بعض ممتلكاته لتسديد الديون لكنه يأبى هل الحاكم ان يتدخل وان يبيع من امواله ولو لم يرظى - 00:03:06ضَ
ويسدد عنه ما عليه من الديون لان الحاكم يقوم مقام الممتنع ويؤخذ من هذه الاية كما سبق اشتراط التراضي في العقود وتدل بمفهومها على انه اذا لم يحصل التراضي من الطرفين - 00:03:31ضَ
فان البيع غير صحيح الا ما ذكرنا من حالة البيع لاجل تسديد ديونه ويؤخذ من هذه الايات او من قوله تعالى ولا تقتلوا انفسكم يؤخذ منها تحريم قتل النفوس بغير حق - 00:04:00ضَ
وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم لا يحل دم امرئ مسلم الا باحدى ثلاث النفس بالنفس والثيب الزاني والتارك لدينه المفارق للجماعة هذا في نفس المسلم وكذلك نفس الكافر المعاهد - 00:04:30ضَ
فانه يحرم قتله بغير حق لان له ما للمسلمين وعليهما على المسلمين بموجب العقد ولذلك قال صلى الله عليه وسلم من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة وكما انه يحرم على الانسان - 00:04:57ضَ
قتل غيره بغير حق كذلك يحرم عليه من باب اولى قتل نفسه وهو ما يسمى بالانتحار اليوم فان قتل الانسان لنفسه كبيرة من كبائر الذنوب توعد الله عليه بالنار في هذه الاية - 00:05:21ضَ
وجاء في الحديث ان من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجه بها في نار جهنم ومن قتل نفسه بسم فسمه يتحساه في نار جهنم ومن تردى من جبل فقتل نفسه - 00:05:45ضَ
فانه يتردى في جهنم وكان رجل يقاتل كان رجل يقاتل بشجاعة وبلاء عظيم فاعجب ذلك الصحابة رضي الله عنهم واثنوا عليه فقال النبي صلى الله عليه وسلم هو في النار - 00:06:10ضَ
فشق ذلك عليهم فتعهد واحد منهم ان يتابع هذا الرجل فتابعه وهو يقاتل ويجتهد في قتل الكفار ثم انه جرح فلما جرحا المه الجرح لم يصبر تحامل على سيفه حتى قتل نفسه - 00:06:40ضَ
فعند ذلك ظهر لهذا الصحابي صدق ما اخبر عنه صلى الله عليه وسلم في حق هذا الرجل فدل هذا على ان من قتل نفسه فانه يكون في النار ولو كان يجاهد - 00:07:11ضَ
في سبيل الله المسلم لا يقتل نفسه لكن يقاتل في سبيل الله فاذا قتل فانه شهيد اما انه هو الذي يقتل نفسه وينتحر فهذا لا يجوز يؤخذ من هذه الايات وصف الله جل وعلا بالرحمة بعباده - 00:07:34ضَ
ان الله كان بكم رحيما فهو رحيم بعباده المؤمنين كما قال جل وعلا وكان بالمؤمنين رحيما وهي رحمة خاصة بالمؤمنين وهي رحمة تليق بجلاله سبحانه وتعالى كسائر صفاته ويؤخذ من - 00:07:57ضَ
هذه الايات الوعيد بحق من اكل اموال الاكل الاموال بالباطل وقتل النفوس بغير حق ان الله قال ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا وكان ذلك على الله يسيرا - 00:08:24ضَ
ويؤخذ منها ان مرتكب الكبيرة من الذنوب مستحق للوعيد لان شاء الله غفر له وان شاء عذبه قوله تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء - 00:08:47ضَ
ويؤخذ منها ان مجازاة الله جل وعلا لعباده على اعمالهم سهلة عليه سبحانه وتعالى لانه لا يعجزه شيء وكان ذلك على الله يسيرا. والى الحلقة القادمة باذن الله سلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:09:08ضَ