من أحكام القرآن الكريم - سورة النساء - القسم الأول - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء
من أحكام القرآن الكريم|35 من 81|سورة النساء-القسم الأول|الآية 31-32|صالح الفوزان|كبار العلماء
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان حلقات من احكام القرآن الكريم للشيخ صالح ابن فوزان الفوزان تفسير سورة النساء الدرس الخامس والثلاثون بسم الله الرحمن الرحيم - 00:00:00ضَ
الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على نبينا محمد على اله واصحابه اجمعين نواصل الكلام على قوله تعالى ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض وقلنا في الحلقة السابقة - 00:00:23ضَ
ان الحسد داء وبيل وخطر عظيم فهو الذي بسببه اخرج ابليس من الجنة لما حسد ادم عليه السلام على ما اتاه الله عز وجل وقال انا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين. هو الذي جعل - 00:00:43ضَ
ابني ادم يقتل احدهما الاخر كما قال تعالى واتل عليهم نبأ ابني ادم بالحق اذ قربا قربانا وتقبل من احدهما ولم يتقبل من الاخر قال لاقتلنك. قال انما يتقبل الله من المتقين - 00:01:07ضَ
لئن بسطت الي يدك لتقتلني ما انا بباسط يدي اليك لاقتلك اني اخاف الله رب العالمين اني اريد ان تبوء بإثمي واثمك فتكون من اصحاب النار وذلك جزاء الظالمين. فطوعت له نفسه قتل اخيه فقتله - 00:01:29ضَ
فاصبح من الخاسرين كل هذا بسبب الحسد حسد اخاه ثم قتله وحلت عليه الخسارة وقال صلى الله عليه وسلم ما قتلت نفس ظلما الا كان على ابن ادم الاول كفل من دمها - 00:01:51ضَ
لانه هو اول من سن القتل وذلك كله بسبب الحسد سبب بين ابني ادم القطيعة قطيعة الرحم وسبب بينهما قتل النفس بغير حق وسبب الخسارة على هذا الحاسد والعياذ بالله اصبح من الخاسرين - 00:02:12ضَ
والحسد هو الذي حمل اليهود على الكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم مع انهم يعلمون انه رسول الله وانه مكتوب عندهم في التوراة والانجيل ويعرفونه كما يعرفون ابناءهم فهم حسدوه لا عن جهل بحقيقته - 00:02:37ضَ
وانما حسدوه على نعمة الله عز وجل التي اعطاه الله اياها. لانهم يريدون ان تكون النبوة في بني اسرائيل فلما كانت نبوة محمد صلى الله عليه وسلم في العرب حسدوه كما قال تعالى - 00:03:00ضَ
ام يحسدون الناس على ما اتاهم الله من فضله؟ فقد اتينا ال إبراهيم الكتاب والحكمة واتينهم ملكا عظيما فمنهم من امن به ومنهم من صد عنه وكفى بجهنم سعيرا امحمد صلى الله عليه وسلم نعمة من الله على العالمين - 00:03:20ضَ
على بني اسرائيل وغيرهم لكنهم كفروا هذه النعمة لكن اليهود والنصارى كفروا هذه النعمة بسبب الحسد الذي في قلوبهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فاوجب ذلك لهم الكفر - 00:03:40ضَ
واللعنة من الله والغضب من الله كله بسبب الحسد وقد قال صلى الله عليه وسلم دب اليكم داء الامم قبلكم الحسد والحسد خطير جدا والحسد خطير جدا ولهذا امر الله رسوله ان يستعيذ بالله من شر الحاسد - 00:04:00ضَ
قال سبحانه وتعالى بسم الله الرحمن الرحيم قل اعوذ برب الفلق من شر ما خلق ومن شر غاسق اذا وقب ومن شر النفاثات في العقد ومن شر حاسد اذا حسد - 00:04:26ضَ
فجعل الحسد قرينا للسحر والعياذ بالله لما فيه من الشر وما يورث من العداوة والبغظاء بين الحاسد والمحسود ولما فيه من الاعتراظ على الله عز وجل وعلى قضائه وقدره فكأن هذا الحاسد - 00:04:43ضَ
يعاتب الله عز وجل لماذا اعطيت فلانا كذا وكذا اعتراض على القضاء والقدر وعدم ايمان بقضاء الله وقدره الحسد داء قديم وداء وبيل وداء خطير فيجب على المسلم ان يستعيذ بالله - 00:05:03ضَ
من الحسد ومن شر الحاسد واما الحسد الذي هو الغبطة الحسد الذي هو الغبطة الذي تتمنى ان يعطيك الله مثل ما اعطى اخاك مثل ما اعطى اخاك ولا تتمنى زوال - 00:05:27ضَ
النعمة عن اخيك وانما تتمنى مثلها فهذا هذا يسمى بالغبطة وهذا محمود قال صلى الله عليه وسلم لا حسد الا في اثنتين رجل اتاه الله مالا فهو يتصدق منه وينفق منه اناء الليل والنهار - 00:05:49ضَ
ورجل اتاه الله القرآن فهو يقوم به ويعلمه اناء الليل والنهار فيأتي واحد ويغبطه بمعنى انه يتمنى ان يكون مثله فللهو من الاجر مثل اجره لان نيته طيبة كما جاء في الحديث - 00:06:11ضَ
انه اذا تمنى الخير وانه لو تمكن لفعله ولكن منعه مانع فهذا يعطى على نيته فهما قال صلى الله عليه وسلم فهما في الاجر فهما في الاجر سواء هذا بالعمل وهذا بالنية الصالحة. ونية المسلم خير من عمله - 00:06:32ضَ
فالحاصل ان الحسد على قسمين حسد مذموم وهو كبيرة من كبائر الذنوب وهو وهو تمني زوال النعمة عن المحسود ولو لم يحصل للحاسد مثلها والنوع الثاني حسد محمود وهو الغبطة - 00:06:55ضَ
بان يتمنى المسلم مثل النعمة التي عند اخيه ان كان عالما عاملا بعلمه فانه يتمنى ان يكون مثله وان كان متصدقا فانه يتمنى ان يكون مثله فهذا دليل على رغبته في الخير - 00:07:19ضَ
ومحبته في الخير فيعطى من الاجر مثل ما يعطى من عنده هذه النعمة ولهذا قال جل وعلا للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن اي ان هذا فظل الله عز وجل - 00:07:39ضَ
يعطيه من يشاء يعطي الرجال ويعطي النساء لانهم كلهم عباد الله عز وجل والى الحلقة القادمة باذن الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:07:58ضَ