من أحكام القرآن الكريم - سورة آل عمران - القسم الأول - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء

من أحكام القرآن الكريم|36 من 80|سورة آل عمران-القسم الأول|الآية 100-102|صالح الفوزان|كبار العلماء

صالح الفوزان

بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان حلقات من احكام القرآن الكريم للشيخ صالح ابن فوزان الفوزان تفسير سورة ال عمران الدرس السادس والثلاثون - 00:00:00ضَ

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فما زال الكلام موصولا على قوله تعالى يا ايها الذين امنوا - 00:00:21ضَ

ان تطيعوا فريقا من الذين اوتوا الكتاب والاية التي بعدها ونحن بصدد بيان ما نستفيد من هايتين الايتين الكريمتين. وقد بينا في الحلقة السابقة بعض الفوايد ونكمل ان شاء الله بقيتها في هذه الحلقة - 00:00:41ضَ

وهي انه ايضا يؤخذ من الايتين الكريمتين ان وجود الكتاب والسنة في المسلمين يقوم مقام وجود الرسول فيهم لانه صلى الله عليه وسلم يقول اني تارك فيكم ما ان تمسكتم به - 00:01:06ضَ

لن تضلوا كتاب الله وسنتي وفي هذه الاية يقول وكيف تكفرون وانتم تتلى عليكم ايات الله وفيكم رسوله فعندنا ما يعصم من الكفر وهو ايات الله سبحانه التي هي القرآن - 00:01:29ضَ

والرسول الذي توجد بيننا سنته بعد وفاته صلى الله عليه وسلم فوجودها بيننا هو امتداد لوجود الرسول صلى الله عليه وسلم فكأنه حي بيننا يأمر وينهى عليه الصلاة والسلام ويؤخذ من هاتين الايتين - 00:01:48ضَ

فائدة الاعتصام بالكتاب والسنة وذلك في قوله تعالى ومن يعتصم بالله يعتصم بالله اي يتمسك بدين الله عز وجل فان الاعتصام بالكتاب والسنة اعتصام بالله عز وجل وتوكل على الله عز وجل - 00:02:20ضَ

ففيه ففيها لفائدة التوكل على الله فان الاعتصام بالله يعني التوكل على الله تمسك بكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وان فائدة ذلك انه يهدى ان يدلوا ويوفق الى صراط مستقيم اي الى طريق معتدل - 00:02:50ضَ

موصل الى الله سبحانه وتعالى وهو الصراط الذي نسأل الله ان يهدينا اياه بسورة الفاتحة في كل ركعة من صلاتنا نقول اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين - 00:03:18ضَ

فمن اراد ان يهدى الى هذا الصراط ويدل عليه ويوفق للتمسك به فانه يتمسك بالكتاب والسنة فانهما دليل على هذا الصراط ونور على هذا الصراط يسير عليه المؤمنون وننتقل الى قوله تعالى - 00:03:41ضَ

يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون الى قوله تعالى كذلك يبين الله لكم اياته لعلكم تهتدون تكررت النداءات من الله عز وجل لعباده المؤمنين - 00:04:11ضَ

مما يدل على اهمية هذه المضامين التي يتضمنها هذا النداء وفي هذا النداء يقول جل وعلا يا ايها الذين امنوا هذا نداء من الله جل وعلا للمؤمنين وخصهم بذلك لانهم هم الذين يمتثلون - 00:04:36ضَ

ويصغون الى نداء الله سبحانه وتعالى اتقوا الله حق تقاته هذا امر بتقواه والتقوى في الاصل ان تجعل بينك وبين ما تخاف وتكره وقاية تقيك منه ومعنى قوله اتقوا الله اي اتقوا غضبه - 00:05:02ضَ

واتقوا عقابه وذلك لا يكون الا بطاعته وطاعة رسوله عليه الصلاة والسلام فهذا هو الذي يقي من عذاب الله ويقي من النار وقد فسر العلماء رحمهم الله التقوى بانها ان تعمل بطاعة الله - 00:05:27ضَ

على نور من الله ترجو ثواب الله وان تترك معصية الله على نور من الله تخاف من عقاب الله هذه حقيقة التقوى والله جل وعلا امر بالتقوى في ايات كثيرة وبين - 00:05:55ضَ

فوائدها وما رتب عليها من خيرات الدنيا والاخرة فهي جماع الخير وهي عنوان السعادة وهنا يقول حق تقاته اختلف العلماء رحمهم الله بمعنى حق تقاته فقيل معناه والله اعلم حق تقاته - 00:06:16ضَ

كما قال ابن مسعود هي ان يطاع فلا يعصى وان يذكر فلا ينسى وان يشكر فلا يكفر هذا حق تقاته سبحانه وتعالى ولكن هذا مقام لا يصل اليه احد هذا صعب - 00:06:44ضَ

حق تقاته اذا فسر بهذا بان يطاع فلا يعصى وان يذكر فلا ينسى وان يشكر فلا يكفر هذا لا يناله احد من البشر الا الانبياء عليهم الصلاة والسلام واما بقية الخلق - 00:07:06ضَ

ولن يصلوا الى هذا المقام العظيم حتى قال بعضهم ان هذا من التكليف بما لا يطاق ولهذا لما نزلت هذه الاية اشكلت على بعض الصحابة قالوا ثم نسخت بقوله تعالى فاتقوا الله ما استطعتم - 00:07:32ضَ

فلما شق عليهم هذا الامر نسخ الله ذلك بقوله في الاية الاخرى من سورة التغابن اتقوا الله ما استطعتم فتكون اية التغابن ناسخة لهذه الاية والقول الثاني ان اية التغابن مفسرة - 00:07:59ضَ

لاية ال عمران اتقوا الله حق تقاته اي بحسب استطاعتكم وهذا هو الصحيح ان اية التغابن مفسرة ومبينة لهذه الاية وان من اتقى الله حسب استطاعته فقد اتقاه حق تقاته - 00:08:24ضَ

وهذا القول اصح لان النسخ لا يسار اليه الا اذا تعذر الجمع والجمع هنا ممكن ولله الحمد فتفسر هذه الاية باية التغابن ثم قال جل وعلا ولا تموتن الا وانتم مسلمون - 00:08:48ضَ

هذا نهي من الله لنا ان نموت على غير الاسلام وهل نحن نملك ان نموت على على الاسلام هذا بيد الله سبحانه وتعالى ولكن المراد والله اعلم المراد الاستمرار على طاعة الله - 00:09:11ضَ

وعلى التمسك بدين الله حتى يوافينا الموت ونحن على ذلك لان الانسان اذا عاش على طاعة الله وعلى ملازمة الحق فانه يختم له بخاتمة السعادة وهذا كما جاء في سورة البقرة - 00:09:32ضَ

عن يعقوب عليه السلام انه قال لبنيه يا بني ان الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن الا وانتم مسلمون فيكون المراد من الاية ان الانسان يتمسك بدينه ويبتعد عن المعاصي - 00:09:56ضَ

لانه لا يدري متى يفجأه متى يفجأه الاجل فاذا كان على طاعة الله ختم له بالخير ووافاه الموت وهو على الطاعة واذا كان على المعصية ربما يفاجئه الاجل وهو على معصية الله - 00:10:13ضَ

فيختم له بخاتمة سيئة. فيكون المراد من الاية الحث على ملازمة الطاعة والتمسك بالدين حتى اذا جاءه الموت اذا هو مسلم نسأل الله عز وجل ان ان يحسن لنا ولجميع المسلمين - 00:10:31ضَ

الختام والوفاة على الاسلام صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:10:55ضَ