من أحكام القرآن الكريم - سورة آل عمران - القسم الأول - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء

من أحكام القرآن الكريم|38 من 80|سورة آل عمران-القسم الأول|الآية 103|صالح الفوزان|كبار العلماء

صالح الفوزان

بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان حلقات من احكام القرآن الكريم للشيخ صالح ابن فوزان الفوزان تفسير سورة ال عمران الدرس الثامن والثلاثون - 00:00:00ضَ

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على نبينا محمد على اله وصحبه اجمعين قوله تعالى واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم اعداء فالف بين قلوبكم فاصبحتم بنعمته - 00:00:21ضَ

اخوانا بالرجوع الى سبب نزول هذه الاية نجد انها نزلت بالانصار من الاوس والخزرج رضي الله تعالى عنهم الذين كانت بينهم عداوة بالجاهلية وحروب وتفرق فلما من الله عليهم بالاسلام - 00:00:46ضَ

وهاجر اليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم زالت عنهم هذه الفتن وهذه الاحن وتآخوا وتآخوا بالله وتحابوا فلما رأى بعض اليهود هذه النعمة التي اصبح بها الانصار الاوس والخزرج - 00:01:11ضَ

غاضهم ذلك فارادوا ان يكيدوا للمسلمين وان يفرقوا بين الانصار وذكرهم هذا اليهودي الحاقد ذكرهم باثاراتهم وغاراتهم في الجاهلية وجاء باشعارهم التي يهجو بعضهم بعضا بها فثارت سائرتهم وارادوا ان يقتتلوا ويعيدوها جذعة - 00:01:35ضَ

فلما علم بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج اليهم وجعل يتلو عليهم هذه الايات فعند ذلك القوا السلاح واقبل بعضهم يقبل بعضهم بعضا وعادت لهم اخوتهم هذا هو سبب نزول الاية - 00:02:03ضَ

والسبب وان كان خاصا بهم الا انه عام للمسلمين الى ان تقوم الساعة لان العبرة كما يقول العلماء العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب فهذا امر تذكير للانصار وغيرهم ممن من الله عليهم بالاسلام - 00:02:26ضَ

وهداهم للايمان ومن الله عليهم بالاخوة والالفة فيما بينهم ان ان يشكروا هذه النعمة يذكروها ويشكروها ولان الشكر يتكون من ثلاثة اركان الاعتراف آآ التحدث بالنعمة ظاهرا والاعتراف بها باطنا - 00:02:50ضَ

ونسبتها الى موليها ومسديها وهو الله سبحانه وتعالى صرفها صرفها في طاعة مسديها وموليها فهو الله سبحانه وتعالى وهنا يقول واذكروا نعمة الله عليكم ما هي هذه النعمة اذ كنتم اعداء فالف بين قلوبكم - 00:03:17ضَ

فاصبحتم بنعمته اخوانا هذه هي النعمة وهي اكبر النعم التي من الله بها على المسلمين كما قال سبحانه وتعالى لقد من الله على المؤمنين اذ بعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم رسولا من انفسهم يتلو عليهم اياته - 00:03:40ضَ

ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة. وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين واذكروا نعمة الله عليكم. اذ كنتم اعداء فالف بين قلوبكم فاصبحتم بنعمته اخوانا انظر الى الايمان والدين كيف يصوغ المجتمع - 00:04:04ضَ

ويؤلف بين القلوب المتناثرة المتباغضة وليس ذلك الا للاسلام فمهما بذلت من المال ومهما بذلت من الاسباب لتجمع بين المتعادين فلن تستطيع الا بالاسلام. ولهذا يقول سبحانه ممتنا على عبده ورسوله - 00:04:28ضَ

محمد صلى الله عليه وسلم هو الذي ايدك بنصره وبالمؤمنين والف بين قلوبهم لو انفقت ما في الارض جميعا ما الفت بين قلوبهم ولكن الله الف بينهم انه عزيز حكيم - 00:04:50ضَ

فلا يؤلف بين القلوب الا الدين لا يؤلف بين القلوب اطماع الدنيا او اي غرض من الاغراض مهما بلغ من مهما بلغ من المكانة فانه لا يزيل ما في القلوب من الاحقاد. وانما الذي يزيل ذلك هو - 00:05:08ضَ

الايمان بالله عز وجل والدخول في الاسلام كنتم اعداء فالف بين قلوبكم فاصبحتم بنعمته اخوانا تحولتم من كونكم اعداء متقاتلين ومتناحرين الى كونكم اخوانا في الاسلام واخوة الاسلام اقوى من اخوة - 00:05:30ضَ

النسب لان المسلمين اخوة كما قال جل وعلا انما المؤمنون اخوة وهذا يشمل جميع المؤمنين من اول الخليقة الى اخرها ومن ويشمل المسلمين في جميع اقطار الارض فانهم اخوة وان تباعدوا في الديار وان تباعدوا في الازمان - 00:05:56ضَ

الا ان الايمان يجعلهم اخوة ولهذا جاء في دعاء المؤمنين كما قال الله جل وعلا والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم - 00:06:19ضَ

ثم قال جل وعلا وكنتم على شفا حفرة من النار فانقذكم منها الشفا هو الطرف والحفرة هي الهوة وهذه الهوة من النار فهي حفرة وهوة سحيقة وهي ايضا من النار - 00:06:43ضَ

وكانوا على طرفها في الجاهلية لما كانوا في على الكفر وعلى دين الوثنية كانوا على طرف هذه الحفرة يوشك ان يسقطوا فيها فجاء الله بالاسلام فانقلهم من هذه الحفرة ومن هذه الخطر ومن هذا الخطر العظيم - 00:07:05ضَ

ثم قال جل وعلا كذلك يبين الله لكم اياته اي كما بين لكم منته ونعمته بهدايتكم الى هذا الاسلام فان الله جل وعلا يبين آآ تشريعاته واحكامه في كل في كل الامور - 00:07:29ضَ

لانه سبحانه تكفل بهداية عباده وان يشرع لهم ما يصلحهم وان يجنبهم عما يضرهم لعلكم تهتدون هذا البيان من الله جل وعلا لاجل هداية الخلق واتباع الحق فهذا فالبيان هذه ثمرته - 00:07:48ضَ

ان من تبين له الحق فانه يهتدي به وينتفع به اما من تبين له الحق ولم يعمل به فانه يكون مغظوبا عليه ويكون خاسرا في الدنيا والاخرة ويكون عذابه اشد - 00:08:15ضَ

من عذاب الذي ترك الحق من غير علم به لعلكم تهتدون تهتدون الى الصواب تهتدون الى ما فيه صلاح دينكم ودنياكم فهذه الايات فيها تذكير الانصار بما جرى بينهم وما صاروا اليه من - 00:08:33ضَ

الاخوة الايمانية وهو ايضا تذكير لكل من من الله عليه بهذا الدين واهتدى بهذا الهدى وهو تذكير لجماعة المسلمين في كل زمان ومكان وحث على اجتماع الكلمة وتآلف القلوب وترابط اه المجتمع - 00:09:00ضَ

برباط من الدين فهذا هو هو نتيجة تمسك بهذا الدين والثبات عليه فانه يهدي الى الحق والى صراط مستقيم نسأل الله سبحانه وتعالى ان يرزقنا واياكم التمسك بهذا الدين ان يمكننا من معرفة الحق اولا - 00:09:23ضَ

ثم العمل به ثانيا ثم الثبات عليه ثالثا الى يوم نلقاه صلى الله وسلم على نبينا محمد والى الحلقة القادمة باذن الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:09:48ضَ