Baheth

بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان حلقات من احكام القرآن الكريم للشيخ صالح ابن فوزان الفوزان تفسير سورة ال عمران الدرس الرابع بسم الله الرحمن الرحيم - 00:00:00ضَ

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين نواصل الحديث معكم في معنى الاية الكريمة ما كان لبشر ان يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة. الاية - 00:00:24ضَ

وما يستفاد منها من احكام استفادوا من هذه الاية اضافة الى ما سبق ان المعلم ينبغي له ان يتدرج بالم تعلم شيئا فشيئا فيعلمه صغار المسائل قبل كبارها وذلك بان يربيه - 00:00:44ضَ

على تعلم العلم شيئا فشيئا وبالتدرج لان العلم بحر غزير لا ساحر له فينبغي ان يؤخذ منه شيئا فشيئا حتى يبلغ الانسان منه مبلغا ينفع وينتفع به اما لو فوجئ المتعلم المبتدي - 00:01:15ضَ

بكبار مسائل العلم وهو لا يزال مبتدأ فان هذا سيشق عليه ويصعب عليه وبالتالي لا يحصل على شيء ومن هنا ندرك غلط بعض المعلمين الذين يشرحون للناس يدرسون الناس بالموسوعات العلمية - 00:01:49ضَ

كالصحاح وامهات التفاسير وامهات العقائد قبل ان يبدأوا بهم من ابواب العلم ومفاتيح العلوم ولهذا نجد علماءنا رحمهم الله ساروا على هذا الخط الرباني وهو انهم يبسطون العلم ويبدأون به - 00:02:22ضَ

الطلاب من اوله ومن اولياته فلذلك المؤلفون منهم وظعوا مختصرات بكل فن فوضع ولا يتجاوز المختصر ورقات معدودة فوظعوا في الفقه مختصرات ووضعوا في التوحيد مختصرات ووضعوا في علم الحديث مختصرات - 00:03:00ضَ

ووضعوا في المصطلح مصطلح الحديث مختصرات وفي اصول الفقه مختصرات ووضعوا في اصول التفسير وفي التفسير مختصرات ليتدرج ليحفظها المبتدي ثم ثم ثم يشرحها له المعلم شيئا فشيئا ليدخل على العلم من بابه - 00:03:39ضَ

ويرقى اليه من درجاته كما قال قائلهم من ضيع الاصول حرم الوصول اي من ضيع المختصرات ومفاتيح العلوم فان هذه اصول العلم فاذا ضيعها ضيع حرم حرم من الوصول الى العلم - 00:04:11ضَ

يقول سبحانه وتعالى وليس البر بان تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى واتوا البيوت من ابوابها واتقوا الله لعلكم تفلحون فهذا مما يستفاد من هذه الاية وذلك من قوله كونوا ربانيين - 00:04:37ضَ

بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون ننتقل الى الاية التي بعدها وهي قوله تعالى ولا يأمركم ان تتخذوا الملائكة والنبيين اربابا فيأمركم بالكفر بعد اذ انتم مسلمون لما بين الله سبحانه وتعالى في الاية التي قبلها ما كان لبشر ان يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة - 00:04:59ضَ

ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله انه لو قال ذلك على الافتراظ لو قال ذلك فانه يكون يأمر بالشرك وهذا يتنافى مع مهمة الرسول ومهمة النبي ومهمة العالم الرباني - 00:05:37ضَ

فان الذي يأمر الناس بالشرك واتخاذ الارباب من دون الله هذا يدل على انه ليس برسول وعلى انه ليس بنبي وعلى انه ليس بعالم رباني وهذا من العلامات التي تدل على كذب مدعي النبوة - 00:06:10ضَ

ومدعي الرسالة فان دلائل النبوة كثيرة كما ذكر شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه النبوات ان الدلائل النبوة ليست مقصورة على المعجزة وانما دلائل النبوة كثيرة من اعظمها ان ينظر فيما يدعو اليه هذا الذي يدعي - 00:06:34ضَ

النبوة فان كان يدعو الى ما تدعو اليه الانبياء من قبله من الامر بعبادة الله وحده لا شريك له وترك عبادة من سواه فهذا دليل من دلائل النبوة اما ان كان يأمر بالشرك - 00:07:01ضَ

وعبادة غير الله فهذا دليل على كذبه لان الرسل والانبياء لا تدعو الى هذا الباطل ثانيا دل قوله سبحانه ولا يأمركم ان تتخذوا الملائكة والنبيين اربابا دل هذا على ان الله لا يرضى - 00:07:19ضَ

ان يشرك معه احد لا ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا صالح من الصالحين ولا ولي من الاولياء ولا يأمركم ان تتخذوا الملائكة والملائكة هم افضل الخلق او من افضل الخلق - 00:07:48ضَ

الانبياء ايضا هم افظل البشر على الاطلاق والعلماء هم افضل الناس بعد الانبياء والصالحون وهم اتباع الرسل ايظا هم من افظل البشر فاذا كان لا يجوز اتخاذ هؤلاء مع الله سبحانه وتعالى - 00:08:11ضَ

فغيرهم من باب اولى ولهذا يقول العلماء ان الله لا يرضى ان يشرك معه في عبادته احد لا ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا ولي من الاولياء او صالح من الصالحين - 00:08:38ضَ

فبهذا تبطل شبهة عباد القبور الذين يقولون نحن نعلم ان هؤلاء بشر انهم مخلوقون ولكن هؤلاء لهم جاه عند الله ولهم منزلة ولهم اعمال صالحة ونحن عباد مذنبون فنحن نريد من هؤلاء ان يتوسطوا لنا - 00:09:02ضَ

عند الله عز وجل وان يشفعوا لنا عند الله وقد رد الله عليهم بقوله ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله فهم لا يريدون منهم الا الشفاعة ومع هذا كفرهم الله - 00:09:27ضَ

واعد عملهم هذا شركا بالله عز وجل وفي الاية الاخرى والذين اتخذوا من دونه اولياء ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى. فهم لا يعتقدون انهم يخلقون وانهم يرزقون وانهم يتصرفون في الكون - 00:09:46ضَ

هذا في الغالب منهم وانما يريدون منهم مجرد الوساطة عند الله او مجرد الشفاعة عند الله وتقريبه من الله زلفى. ومع هذا حكم الله بكفره قال سبحانه وتعالى ان الله يحكم بينهم فيما هم فيه يختلفون. ان الله لا يهدي من هو كاذب كفار - 00:10:06ضَ

فبهذا بطلت شبهة هؤلاء الذين يتعلقون بالاولياء والصالحين والاموات ويقولون نحن لا نريد منهم الا ان يشفعوا لنا الى الله عز وجل وان يتوسطوا لنا ونحن اتخذناهم وسائل فقط فالله جل وعلا - 00:10:30ضَ

رد عليهم بهذه الاية ولا يأمركم ان تتخذوا الملائكة والنبيين اربابا من دون الله ثم قال سبحانه ايأمركم بالكفر بعد اذ انتم مسلمون هذا برهان لبيان بطلان دعوى من يدعي النبوة وهو يأمر الناس بالشرك - 00:10:49ضَ

فان هذا لا يدعو الى الايمان وانما يدعو الى الكفر والانبياء عليهم الصلاة والسلام من اولهم الى اخرهم يدعون الى الايمان ولا يدعون الى الكفر بل ينهون عن الكفر انه برهان وادلة النبوة - 00:11:15ضَ

دعوة مدعيها فان كان يدعو الى ما تدعو اليه الانبياء وفيه صفات الانبياء ومعجزات الانبياء فانه فانه نبي. اما اذا كان يخالف الانبياء بصفاتهم او في سيرتهم او في دعوتهم - 00:11:33ضَ

فان هذا دليل على كذبه ادعاء النبوة ولا يأمركم ان تتخذوا الملائكة والنبيين اربابا ودل على ان من اتخذ من دون الله وليا او ملكا او نبيا فقد اتخذه ربا مع الله وان كان يقول لا انا ما اتخذته ربا - 00:11:56ضَ

وانما اتخذته شفيعا وواسطة ووسيلة الى ربي عز وجل فنقول له الله حكم عليك بانك اتخذت اتخذته ربا ما دام انك صرفت له شيء شيئا من انواع العبادة فقد اتخذته ربا - 00:12:20ضَ

ويؤخذ من الاية ايضا ان الرب قد يطلق ويراد به الاله ان الرب يطلق ويراد به الاله. كما ان الاله يطلق ايضا ويراد به الرب ولهذا يقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله - 00:12:38ضَ

ان الرب والاله اذا اجتمعا افترقا فيكون معنى الرب الخالق الرازق المحيي المدبر ومعنى الاله المعبود واذا واذا انفرد واحد منهما دخل فيه الاخر فاذا ذكر الرب فقط دخل فيه الاله - 00:12:55ضَ

واذا ذكر الاله فقط دخل فيه الرب ومن ذلك قوله ولا يأمركم ان تتخذوا الملائكة والنبيين اربابا اي معبودين من دون الله عز وجل وبهذا نختم هذه الحلقة فالى الحلقة القادمة باذن الله - 00:13:13ضَ

صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه - 00:13:31ضَ