من أحكام القرآن الكريم - سورة النساء - القسم الأول - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء

من أحكام القرآن الكريم|41 من 81|سورة النساء-القسم الأول|الآية 33-35|صالح الفوزان|كبار العلماء

صالح الفوزان

بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان حلقات من احكام القرآن الكريم للشيخ صالح ابن فوزان الفوزان تفسير سورة النساء الدرس الحادي والاربعون بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. صلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:00:00ضَ

وعلى اله واصحابه اجمعين قال الله تعالى واللاتي تخافون نشوزهن عرفنا في الحلقة السابقة معنى النشوز وانه معصية الزوجة لزوجها فيما يجب عليها من حقوقه وترفعها عليه فاذا خاف الرجل من زوجته - 00:00:28ضَ

النشوز يوم ظهرت اماراته عليها من تبرمها وتمنعها عندما يريد منها شيئا فان هذا مخالفة لما يجب عليها وما امرها الله به من طاعة زوجها بالمعروف فاذا خاف الرجل من زوجته نشوزا - 00:00:57ضَ

لان ظهرت عليها اماراته فانه يعالج ذلك بمراحل ثلاث الاولى قوله تعالى فعظوهن فاذا رأى الزوج من زوجته ما يخالف العشرة الزوجية فانه يعظها ويذكرها بالله عز وجل ويخوفها بالله - 00:01:30ضَ

بان بان يخوفها من عقوبة الله عز وجل للناشز التي تعصي زوجها بغير حق فان الله سبحانه وتعالى سيعاقبها على ذلك ويذكرها بذلك والمؤمنة اذا ذكرت فانها تتذكر قال تعالى وذكر فان الذكر - 00:01:58ضَ

تنفع المؤمنين فيبدأ بالوعظ والتذكير فاذا لم تنفع هذه المرحلة فانه ينتقل الى مرحلة اخرى وهي مرحلة الهجر والهجر معناه الترك اهجروهن اي اتركوا الكلام معهن والمباسطة معهن والمظاحكة اجروهن في المضاجع - 00:02:29ضَ

قيل معناه لا يضاجعها وانما ينام منعزلا عنها حتى تتأدب وقيل معناه انه ينام معها لكن لا يلتفت اليها ويوليها ظهره لتشعر بذلك انها قد اخطأت حتى ترجع الى صوابها - 00:03:04ضَ

هذه المرحلة الثانية المرحلة الثالثة اذا لم تجدي مرحلة الهجر فانه ينتقل الى الظرب بان يضربها ضربا غير مبرح لا يكسر عظما ولا يشق جلدا وانما يكون ضربا مؤلما ولكنه لا يترتب عليه - 00:03:34ضَ

اثار سيئة بل يكون ضربا غير مبرح وفي حدود عشرة اسواط فاقل فلا يزيد في عدد الظرب ولا يشتد هذه المرحلة الاخيرة من مراحل معالجة نشوز المرأة عن زوجها وفي هذا دليل على ان المؤدب - 00:03:59ضَ

استعملوا الظرب احيانا مع زوجته او مع ولده او مع خادمه او مع من له عليه ولاية. وان الظرب وسيلة من وسائل التربية خلاف ما يقوله الغربيون والمستغربون الذين يمنعون - 00:04:26ضَ

الظرب مطلقة نعم يمنع الظرب الشديد والظرب بغير سبب وبغير حق اما الظرب الذي يكون بسبب ولا يكون ضربا مبرحا فهذا امر الله جل وعلا به في قوله واضربوهن لما فيه من الفائدة - 00:04:49ضَ

فالظرب وسيلة من وسائل التربية والتقويم عكس ما يقوله هؤلاء المتفرجون ثم قال جل وعلا فان اطعنكم اي ان قدن لحقوقكم وتأدبنا ورجعنا عن غيهن فلا تبغوا عليهن سبيلا البغي هو التعدي - 00:05:14ضَ

والتعدي بغير حق والبغي محرم ولا سيما بغي الزوج على زوجته الضعيفة بان يعتدي عليها بغير حق هذا بغي بغي بغي محرم قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها - 00:05:45ضَ

والاثم والبغي بغير الحق ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي لعلكم تتذكرون. ومنه البغي بغي الزوج على زوجته. قال تعالى فلا تبغوا عليهن - 00:06:07ضَ

سبيلا ان الله كان عليا كبيرا. هذا وعيد شديد وعيد شديد لان الرجل اذا تعالى على زوجته وتكبر عليها فان الله سبحانه وتعالى اعلى منه واكبر منه فينتقم منه بحسب ما حصل منه من البغي - 00:06:28ضَ

والعدوان وهذا فيه وصف الله سبحانه وتعالى بالعلو بانواعه الثلاثة علو الذات وعلو القدر وعلو القهر ووصف الله جل وعلا بالكبر فهو اكبر من كل شيء الله اكبر اي اعظم واجل - 00:06:58ضَ

من كل شيء وهو قادر سبحانه وتعالى على عباده وقادر على ان ينتقم من هذا الزوج الذي يبغي على زوجته و يشق عليها ويضايقها ويسيء عشرتها فان الله جل وعلا قادر - 00:07:24ضَ

على ان ينتقم منه لزوجته فهذا فيه وعيد شديد لمن يسيئون الى زوجاتهم ويتعسفون في حقهن بحكم ان انهن اسيرات عندهم وبحكم اه قوامته عليها يستغل ذلك في التسلط عليها - 00:07:49ضَ

كثيرا ما نسمع من الازواج تصرفات سيئة مع زوجاتهم خصوصا اذا تزوج زوجة اخرى فانه يسيء الى الاولى او يسيء الى التي لا يميل اليها يسلبها حقوقها او بعض حقوقها - 00:08:16ضَ

فهذا ظلم وعدوان. وقد جاء في الحديث ان من كانت له زوجتان فمال الى احداهما جاء يوم القيامة وشقه مائل لا حول ولا قوة الا بالله الواجب على الازواج ان يراعوا هذه الامور - 00:08:37ضَ

مع زوجاتهم وان يحسنوا العشرة. قال تعالى وعاشروهن بالمعروف فان كرهتموهن عسى ان تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا. والى الحلقة القادمة باذن الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:09:01ضَ