من أحكام القرآن الكريم - سورة النساء - القسم الثالث - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء
من أحكام القرآن الكريم|44 من 77|سورة النساء-القسم الثالث|الآية 148-152|صالح الفوزان|كبار العلماء
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان حلقات من احكام القرآن الكريم للشيخ صالح ابن فوزان الفوزان تفسير سورة النساء الدرس الرابع والاربعون بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على عبده ورسوله - 00:00:00ضَ
نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين نستكمل الايات او الكلام على الايات من قوله تعالى لا يحب الله الجهر بالسوء وقد تكلمنا على الاية الاولى ننتقل الى الاية التي بعدها - 00:00:29ضَ
ان تبدوا خيرا او تخفوه او تعفو عن سوء فان الله كان عفوا قديرا في هذه الاية يبين الله سبحانه وتعالى ما يصدر من عباده من افعال الخير من باب حثهم عليها - 00:01:01ضَ
والاستزادة منها وانه سبحانه لا يضيعها بل يحفظها ويضاعفها ويجازيهم عليها الجزاء الاوفى ان تبدوا خيرا يعني تظهروه للناس تظهروه للناس ويرى من الكلام الطيب والصدقات والاحسان الى الناس او تخفوه فيما بينكم وبين الله - 00:01:28ضَ
بحيث لا يعلم به الا الله سبحانه وتعالى والاظهار والاخفاء حسب المصلحة فان كان المصلحة في الاظهار اظهره لاجل ان يقتدي به الناس وما امر الله به ان يظهر من العبادات يظهر - 00:02:11ضَ
وان كان الاصلح في الاخفاء فانه يخفيه لا سيما اذا خاف على نفسه من الرياء وهذا ادعى للاخلاص قال تعالى ان تبدوا الصدقات فنعم ما هي وان تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم - 00:02:34ضَ
ويكفر عنكم من سيئاتكم والله بما تعملون خبير ان تبدوا خيرا او تخفوه او تعفو عن سوء لما ذكر في الاية السابقة انه لا يجوز الجهر بالسوء الا لمن ظلم - 00:02:59ضَ
فانه يجهر بالشكاية لمن ظلمه وكذلك يقتص منه بالكلام السيء بقدر مظلمته وفي هذه الاية يرغب الله في العفو او تعفو عن سوء والعفو معناه في الاصل التغطية يقال عفت الرياح اثار الديار - 00:03:23ضَ
اذا غطتها وعفت الرياح الاثر اذا اذهبته والمراد به هنا مسامحة المسيء مسامحة المسيء عن اساءته تقربا الى الله جل وعلا فالله وان اباح القصاص فانه يرغب في العفو فاذا عفوت عمن ظلمك - 00:03:55ضَ
عوضك الله خيرا مما مما اصابك او خيرا مما تحصل عليه من الانتقام والتشفي والله سبحانه وتعالى قال ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي احسن فاذا الذي بينك وبينه عداوة - 00:04:32ضَ
كانه ولي حميم وما يلقاها الا الذين صبروا وما يلقاها الا ذو حظ عظيم واما ينزغنك من الشيطان نزغ استعذ بالله انه هو السميع العليم كل هذا ترغيب في العفو - 00:05:04ضَ
والله جعل من جملة الاعمال التي تؤهل المسلم لدخول الجنة العافين عن الناس والعافين عن الناس فالله جل وعلا رغب في العفو عن الناس لان العفو يجلب المودة بين الناس - 00:05:27ضَ
وآآ يجعل المعفو عنه كانه ولي حميم بدل ان كان عدوا فانه مع العفو عنه يتحول الى صديق حميم مشفق قال قال المتنبي وما قتل الاحرار كالعفو عنهم وملك بالحر الذي يحفظ اليد - 00:05:55ضَ
فالعفو عند المقدرة من افضل الاعمال ولهذا قال سبحانه وكان الله عفوا قديرا فالله قادر جل وعلا على ان ينتقم ممن عصاه لكنه يحلم جل وعلا ويعفو عنه ولا يعاجله بالعقوبة - 00:06:25ضَ
ويغفر له ويغفر له ذنوبه مع انه قادر سبحانه على ان يعاجله بالعقوبة فينبغي للمسلم ان يتأمل هذه الصفة الكريمة من صفات الله عز وجل وان يعمل بها ايعفو مع القدرة - 00:06:59ضَ
عمن ظلمه وفي الحديث وما عفا رجل عن مظلمة الا زاده الله بها عزا فان الله كان عفوا قديرا. اما الذي يعفو لانه لا يقدر على الانتقام ممن اساء اليه - 00:07:25ضَ
او اعتدى عليه فهذا لا يعتبر عفوا انما العفو عند المقدرة وكان الله عفوا قديرا فهذا فيه حث العباد على ان يعفو عمن ظلمهم فان الله كان عفوا قديرا ثم قال سبحانه - 00:07:52ضَ
ان الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون ان يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون ان يتخذوا بين ذلك سبيلا اولئك هم الكافرون حقا واعتدنا للكافرين عذابا مهينا - 00:08:18ضَ
الاصل ان هذا الاصل ان هذا من صفات اليهود والنصارى فانهم امنوا ببعض الرسل وكفروا ببعضهم فالله جل وعلا حذرنا ان نخطو مثل خطوات اليهود في انهم يتبعون اهواءهم ويتعصبون - 00:08:44ضَ
يتعصبون لانفسهم وقبيلهم فلا يؤمنون الا بمن يهوون من الرسل ويكفرون بما وراء ذلك واذا قيل لهم امنوا بما انزل الله قالوا نؤمن بما انزل علينا ويكفرون بما وراءه وهو الحق مصدقا لما معهم - 00:09:16ضَ
فهذه في الاصل صفة اهل الكتاب من اليهود والنصارى ونؤجل بقية الكلام الى الحلقة القادمة باذن الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:09:52ضَ