من أحكام القرآن الكريم - سورة آل عمران - القسم الثاني - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء

من أحكام القرآن الكريم|45 من 58|سورة آل عمران-القسم الثاني|الآية 185-188|صالح الفوزان|كبار العلماء

صالح الفوزان

بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان حلقات من احكام القرآن الكريم للشيخ صالح ابن فوزان الفوزان تفسير سورة ال عمران الدرس الخامس والاربعون - 00:00:00ضَ

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه قال الله تعالى واذ اخذ الله ميثاق الذين اوتوا الكتاب اي اخذ عليهم العهد - 00:00:21ضَ

اخذ عليهم العهد في ان يبلغوا كتاب الله سبحانه وتعالى وحججه وبيناته لخلقه ولا يختزنونه في صدورهم لان هذا العلم للناس جميعا للهداية وانما يحمله الله بعض الناس لاجل ان يبلغه لغيره - 00:00:38ضَ

فهو امانة عنده ولهذا ذم الله اليهود ذم الله اليهود والنصارى في انهم حملوا التوراة ولكنهم لم ينتفعوا بها ولم ينفعوا بها غيرهم قال تعالى مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها - 00:01:05ضَ

كمثل الحمار يحمل اسفارا بئس مثل القوم الذين كذبوا بايات الله والله لا يهدي القوم الظالمين فليس الشأن في ان تكون عالما وانما الشأن ان تكون عالما عاملا نافعا للناس هذا هو المقصود - 00:01:28ضَ

لتبيننه للناس بالتعليم والتفسير والنشر وايضا بالحكم به بين الناس وبالفتوى للناس في مشكلاتهم فهذا هو الشأن في حمل كتاب الله عز وجل ان ينتفع به الحامل وان يبلغه للناس ويحكم به بينهم - 00:01:52ضَ

ويفتيهم به ويعلمهم اياه ومن ذلك بل اعظم ذلك ان الله سبحانه وتعالى واخذ عليهم الميثاق ان يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم وان يدعو الى اتباعه لانهم يعلمون نبوته في كتابهم ويعرفونه كما يعرفون ابناءهم - 00:02:21ضَ

الله اخذ عليهم الميثاق ان ان يتبعوا هذا الرسول الخاتم وان يأمروا الناس باتباعه قال تعالى واذ اخذ الله ميثاق النبيين لما اتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم يعني محمد صلى الله عليه - 00:02:51ضَ

وسلم لتؤمنن به ولتنصرنه قال اقررتم واخذتم على ذلكم يصري قالوا اقررنا قال فاشهدوا وانا معكم من الشاهدين فكان الواجب عليهم ان يكونوا اول متبع لهذا الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يجدونه مكتوبا عندهم - 00:03:13ضَ

في التوراة والانجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم اصرهم والاغلال التي كانت عليهم. فالذين امنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي انزل معه اولئك هم المفلحون. ولكنهم على العكس من ذلك - 00:03:35ضَ

كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم وجحدوا نبوته وكتموا ما عندهم من العلم به ومن نبوته كتموه عن الناس وعن العوام وجحدوا نبوته صلى الله عليه وسلم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا - 00:03:57ضَ

ويقولون سيبعث نبي في اخر الزمان فنتبعه ونقاتلكم معه فنقتلكم فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين لتبيننه للناس ولا تكتمونه هذا فيه نهي عن كتمان العلم - 00:04:18ضَ

فمن اتاه الله علما فانه لا يجوز له ان يكتمه قد قال الله سبحانه وتعالى ان الذين يكتمون ما انزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب - 00:04:39ضَ

اولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون الا الذين تابوا واصلحوا وبينوا فاولئك اتوب عليهم وانا التواب الرحيم فنبذوه وراء ظهورهم اي طرحوا كتاب الله التوراة وراء ظهورهم ولم يعملوا بها وجحدوا ما فيها من بيان نبوة محمد صلى الله عليه وسلم - 00:04:54ضَ

وقوله وراء ظهورهم على تعبير او عبارة عن استهانتهم به وانهم لا يلتفتون اليه بل اعرضوا عنه تمام الاعراض واستهانوا به تمام الاستهانة نبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا. هذا هو الذي حملهم - 00:05:23ضَ

على كتمان العلم انهم اشتروا بنشر العلم وبيان الحق اشتروا به طمعا عاجلا لانهم لو بينوه لزالت رياستهم بزعمهم ولا زال عزهم اهم اه يظنون انهم اذا كتموه وانكروه انهم يبقون على مكانتهم في الناس وعلى مرتبتهم - 00:05:47ضَ

لانهم كانوا اهل كتاب والناس يقدرونهم فظنوا انهم لو اتبعوا محمدا صلى الله عليه وسلم فانه ترخص سوقهم عند الناس كما زين لهم الشيطان فاشتروا به ثمنا قليلا يعني سمعة زائلة يظنون انها ستبقى ستبقى له - 00:06:16ضَ

وكذلك اشتروا به ثمنا قليلا وهذا اشد انهم يفتون بالباطل من اجل ان يعطوا المال قال الله تعالى فبئس ما يشترون بئس ما يشترون هذا ذم لما لما حصلوا عليه - 00:06:39ضَ

لم لما حصلوا عليه من مقاصدهم الدنية بان في وتركوا في مقابل ذلك تركوا الحق الذي هو سعادتهم في الدنيا والاخرة لو تمسكوا به فهم اشتروا بايات الله ثمنا قليلا - 00:07:00ضَ

فبئس ما يشترون وقوله قليلا الدنيا كلها كلها قليلة كما قال سبحانه وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور. الدنيا كلها قليلة من اولها الى اخرها لو اوتيها الانسان فانه لم يؤتى - 00:07:20ضَ

شيئا فكيف وما يؤتاه الفرد الواحد منهم؟ فهو اقل القليل وما عند الله خير وابقى لو كانوا يعقلون او يفكرون فبئس ما يشترون نسأل الله العافية والسلامة صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين - 00:07:38ضَ