من أحكام القرآن الكريم - سورة النساء - القسم الأول - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء
من أحكام القرآن الكريم|45 من 81|سورة النساء-القسم الأول|الآية 36-40|صالح الفوزان|كبار العلماء
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان حلقات من احكام القرآن الكريم للشيخ صالح ابن فوزان الفوزان تفسير سورة النساء الدرس الخامس والاربعون بسم الله الرحمن الرحيم - 00:00:00ضَ
الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فنواصل الكلام على قوله تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا قد انتهى بنا - 00:00:23ضَ
الكلام الى اخر الاية وهو قوله تعالى وما ملكت ايمانكم وقلنا ان المراد بملك اليمين ما يشمل الارقة من بني ادم ويشمل الماء ما يملكه الانسان من البهايم فانه يحسن الى ما الى - 00:00:41ضَ
الى مماليكه من الادميين والبهائم بان يوفر لهم حاجتهم من الطعام والشراب والمسكن والا يحملهم ما لا يطيقون وجاء في الحديث انه لا يدخل الجنة سيء الملكة بل جاء في الحديث ان امرأة دخلت النار - 00:01:08ضَ
بسبب هرة حبستها الا هي اطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الارظ البهايم لها حق على من يملكها وايضا لها حق في من يراها تحتاج لمن يراها تحتاج الى الطعام والشراب - 00:01:34ضَ
بان يطعمها ويسقيها وهذا فيه فظل كبير قد جاء في الحديث ان امرأة من بني اسرائيل كانت بغيا يعني زانية فنزلت في بئر لتشرب منه فلما خرجت رأت كلبا يلهث - 00:01:59ضَ
ويلهم الثرى من شدة العطش. فنزلت في البئر فملأت خفها بالماء ثم خرجت وسقته فشكر الله لها ذلك وغفر لها فاذا كان هذا في الاحسان الى البهائم التي ليست في ملك الانسان - 00:02:19ضَ
فكيف بالبهائم التي يملكها الانسان ويحوزها فيجب عليه ان يكون حسن الملكة وجعل الله لها حقا من جملة الحقوق العشرة وذلك بعد حق الارقة من بني ادم قال صلى الله عليه وسلم اخوانكم خولكم - 00:02:40ضَ
جعلهم الله تحت ايديكم فمن كان اخوه تحت يده فليطعمه اذا طعم وليكسه ولا يحمله من العمل ما لا يطيق فهذه جملة من الحقوق ذكرها الله جل وعلا بهذه الاية - 00:03:06ضَ
يتحملها الانسان ويسأل عنها يوم القيامة ثم قال جل وعلا ان الله لا يحب من كان مختالا فخورا الله جل وعلا يحب عباده المؤمنين المتقين المحسنين ويبغض عباده العصاة والمسيئين - 00:03:28ضَ
ومن ذلك من اعظم الاساءة الاغتيال وهو الكبر الله لا يحب من كان مختالا يعني متكبرا مترفعا على الناس والكبر كبيرة من كبائر الذنوب والكبر هو الذي حمل على الكفر - 00:03:52ضَ
حمل ابليس فكفر بالله لما تكبر على ادم وحمل بني اسرائيل على الكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم لما تكبروا عليه واحتقروه وجحدوا رسالته وهم يعلمونه ان الله لا يحب من كان مختالا - 00:04:12ضَ
من الاغتيال وهو الكبر والتعاظم فالانسان ضعيف تذكر الانسان ضعفه وفقره حاجته الى الله فيتواضع لله عز وجل ويتواضع لخلق الله ولا يتكبر عليهم فخور الفخور هو الذي يفتخر باعماله - 00:04:34ضَ
وماوى محاسنه ويعددها فهذا من تزكية النفس والله جل وعلا يقول فلا تزكوا انفسكم هو اعلم بمن اتقى الم ترى الى الذين يزكون انفسهم بل الله يزكي من يشاء ولا يظلمون فتيلا - 00:04:59ضَ
فالانسان لا لا يعجب بعمله ولا يتمنى باحسانه بل يكون متواضعا ويكون ايضا محتقرا لعمله متصاغرا لعمله لان عليه من الحقوق الشيء الكثير فهو وان ادى شيئا يسيرا فانه لا يؤدي - 00:05:22ضَ
ما عليه من الحقوق فكيف يتكبر الانسان وكيف يفتخر بصنيعه واعماله فمثل هذا لا يحبه الله عز وجل ومعنى هذا انه يبغضه فان من لا يحبه الله جل وعلا فانه يبغضه - 00:05:51ضَ
وهذا يدل على على شناعة الكبر وشناعة الافتخار بالعمل وتزكية النفس ثم قال جل وعلا الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل هذه صفة ثالثة لا يحبها الله ولا يحب اهلها وهي البخل - 00:06:11ضَ
وذلك بان بان يبخل بما اتاه الله من المال او من العلم او من الجاه الا يبذله للمحتاجين البخيل هو الذي يمنع ما اوجب الله عليه وهو يقدر الغني يشكر الله عز وجل - 00:06:35ضَ
ويحسن الى المحتاجين ومن اعطاه الله العلم يشكر الله عز وجل ويبذله للطلبة المستفتين ولحاجة الناس وكذلك من اعطاه الله الجاه فانه يبذله للمحتاجين بالشفاعة الحسنة في تحصيل مصالحهم ودفع المظار عنهم - 00:06:57ضَ
اما الذي يبخل ويمتنع من بذل المال للمحتاجين وبذل العلم للطالبين وبذل الجاه للمحتاجين فهذا بخيل والبخيل يبغضه الله جل وعلا ويبغضه الخلق حتى اولاده يبغضونه اذا بخل عليهم الكرم - 00:07:24ضَ
يحبب الانسان الى اظداده والبخل يبغض الانسان الى اولاده كما جاء في الحكمة الذين يبخلون الصفة الرابعة انهم لا يقتصرون على البخل في انفسهم بل يأمرون الناس يأمرون الناس بالبخل - 00:07:51ضَ
والعياذ بالله هم يبخلون في انفسهم ولا يريدون من احد ان يجود بما اعطاه الله فيأمرون الناس بالبخل ويعدونهم بالفقر ويقولون له ما لك وللناس اترك الناس لا تعود الناس عليك - 00:08:13ضَ
لا تدربهم عليك وما اشبه ذلك فهذا امر بالبخل وهذا يشارك البخيل الذي يأمر بالبخل كالذي يبخل في نفسه لانه يأمر بالمنكر لان الامر بالكرم والامر بالبذل والاحسان هذا امر بالمعروف - 00:08:35ضَ
واما الذي يأمر بالبخل فهذا يأمر بالمنكر ويبخل ويأمرون الناس بالبخل ثم قال جل وعلا واعتدنا للكافرين عذابا مهينا اعتدنا معناه هيأنا واوجدنا للكافرين والكافر يشمل الكافر بالله عز وجل - 00:08:57ضَ
وبتوحيده والوهيته وهذا هو الكفر الاكبر ويشمل الكافر لنعمة الله عز وجل الذي يبخل ويأمر الناس بالبخل هذا كافر بنعمة الله عز وجل فقد اعد الله له عذابا مهينا عذابا موجعا مؤلما - 00:09:23ضَ
يهينه يوم القيامة كما ترفع على الناس في الدنيا فان الله يهينه يوم القيامة والى الحلقة القادمة باذن الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:09:46ضَ